الحمد لله رب العالمين وصلى اللهم على نبينا محمد وعلى أله وصحبه أجمعين وبعد
فهذه الفوائد من ثمرات فضيلة الشيخ محمد صالح المنجد - حفظه الله - فأعيروني القلوب والأبصار ::::::::
هناك عدة أسئلة عن أمور تتعلق بسورة يوسف ، وسنتحدث إن شاء الله في هذا الدرس عن بعض الفوائد المأخوذة من هذه السورة والقصة العظيمة و هذه السورة تحكى قصة نبي كريم من أنبياء الله عليهم الصلاة والسلام .
وفي هذه السورة عبر كثيرة وفوائد ودروس للمؤمنين ، وفيها كذلك أحكام استنبطها العلماء من هذه القصة التى أوحاها الله سبحانه وتعالى إلى نبيه - صلي الله عليه وسلم - وتمتاز هذه القصة بجمال الأسلوب إذ ليس عند النصارى ولا عند اليهود ( ليس عند النصارى ولا اليهود في كتبهم سوره تسمى سوره يوسف و لكن يقصد الشيخ ما في كتبهم من ذكر هذه القصة ) في سوره يوسف مثل هذه التفاصيل أبداً ، وهذه القصة يذكر الله -سبحانه و تعالى - فيها ما حصل لنبيه يوسف عليه السلام . فلنأخذ بعض هذه الفوائد من هذه السورة ..
(الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (1) إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (2) نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَـذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ (3) إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ (4) قَالَ يَا بُنَيَّ لاَ تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُواْ لَكَ كَيْداً إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ (5) وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِن قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (6))
قال الله سبحانه وتعالى (لَّقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِّلسَّائِلِينَ (7)) و ذكر قبلها انه قد أٌرى نبيه يوسف وهو صغير رؤيا عجيبة ويؤخذ من هذا :
1- تعاهد الأب أبنائه بالتربية ، و يقرب إليه من عنده استعداد للفهم والعلم والفقه و أن يخصَّه بمزيد من العناية ؛ لأنه كلما كان الإقبال أكثر من الشخص ينبغي أن يكون العطاء له أكثر . ( ومن أمثلة ذلك ما فعله الإمام احمد مع ابنه وابنته حينما علمهما المسند فكانت الثمرة أن كان لابنه عبد الله زوائد على المسند ).
2- أن الرؤيا الصالحة * من الله وذلك لأن يوسف رأى رؤيا حق و أمره أبوه ألا يقص الرؤيا على اخوته .
* روى البخاري في ( التعبير / بـ الرؤيا الصالحة جزء من ستة واربعين جزء من النبوة / 6989 ) عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ [ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنْ النُّبُوَّةِ ] .
ومعني ذلك أن الرؤيا استمرت كبدءٍ للوحي مدة ستة أشهر ، وإجمالي زمن النبوة276 شهر (23 سنة) فالرؤيا جزء من 46 جزء – وإن اختلفوا في ذلك - وليس معنى الحديث أن الذي يرى رؤيا أن عنده جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة .
3- أن كتم التحدث بالنعمة للمصلحه جائز(1) و لذلك قال (لا تقصص رؤياك على اخوتك) مع إن الرؤيا نعمة هنا ( فيكيدوا لك كيدا ) إذاً لو كتم إنسان نعمة الله عليه و لم يفشها لئلا يتضرر من الحسد فهذا لا بأس به ، وأما التحدث بالنعمة فيكون عند أمْن الحسد (2) فيذكر الإنسان نعمة ربه عليه
(1) ودل على ذلك من السنة [ استعينوا على إنجاح الحوائج بالكتمان ، فإن كل ذي نعمة محسود ] . ( السلسلة الصحيحة للشيخ الألباني/ ج 3 / ص 436 / ح 1453 ) .
(2) وليكن ذلك بحيث لا تصل إلى درجة الوسوسة و الجبن الشديد من الحسد و من اقل شئ يتحدث به لأي أحد ، فهناك من تصل درجة الخوف عنده مبلغاً شديداً فيكتم النعم ، بل ربما يتظاهر بالفاقة و بالضرر حتى لا يُحسد و هذا خطأ . (انظر الفائدة رقم 57 من كلام الشيخ)
4- أن الشيطان يدخل بين الإخوة ، فيوغر صدور بعضهم على بعض مع كونهم أشقاء فيصيرهم أعداء .
5- أن على الأب أن يعدل (3) بين أولاده ما أمكن وانه لو كان أحد الأولاد يستحق مزيد عناية فإن على الأب ألا يظهر ذلك قدر الإمكان حتى لا يوغر صدور الاخرين .
(3) عن حصين عن عامر قال ] سمعت النعمان بن بشير رضي الله عنهما وهو على المنبر يقول ثم أعطاني أبي عطية فقالت عمرة بنت رواحة لا أرضى حتى تشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إني أعطيت ابني من عمرة بنت رواحة عطية فأمرتني أن أشهدك يا رسول الله قال أعطيت سائر ولدك مثل هذا قال لا قال فاتقوا الله واعدلوا بين أولادكم قال فرجع فرد عطيته [( رواه البخاري / باب الإشهاد في الهبة / ح 2447)
وفيه فقه المرأة المسلمة إذ لم ترضي الظلم من زوجها حتي يقسم بالعدل بين ابنها وأبنائه من غيرها.
يتبع باذن الله ..............
1 ؛؛ 2
3؛؛ 4
5؛؛ 6
7؛؛ 8
9؛؛10
تعليق