قال العلامة ابن عثيمين
قول أهل السنة فى كلام الله أنه صفة من صفاته لم يزل ولايزال يتكلم بكلام حقيقى بصوت - لايشبه أصوات المخلوقين - وحروف ، يتكلم بما شاّء وكيف شاّء وأدلتهم على ذلك كثيرة منها:
قوله تعالى : (( وَكَلمَ اللهُ مُوسَى تَكْليماً )) النساء 164
وقوله تعالى : (( ولَمَا جاء مُوسَى لِميقَاتنا وكَلمَهُ رَبهُ )) الأعراف 143 .
والدليل على أنه بصوت قوله تعالى : (( ونَادينَاهُ مِنْ جَانبِ الطورِ الأيْمَنِ وقَرَبْناهُ نَجِياً )) مريم 52 .
ومن السنة قوله صلى الله عليه وسلم : يقول الله تعالى : ( يا آدم فيقول لبيك وسعد يك ، فينادى بصوت أن الله يأمرك أن تخرج من ذريتك بعثاً إلى النار فيقول يا ربى وما بعث النار ... الحديث ) متفق عليه .
ودليلهم على أنه بحروف قوله تعالى : (( وَقُلنا يا آدَمُ اسْكُن أنْتَ وزوجُكَ الْجَنة)) البقرة 35 فمقول القول هنا حروف .
ودليلهم على أنه بمشيئة قوله تعالى : (( وَلَما جَاء مُوسَى لِمِقاتنا وكَلمهُ رَبُهُ )) فالتكليم حصل بعد مجىء موسى عليه الصلاة والسلام .
وكلام الله تعالى صفة ذات باعتبار أصله فإ ن الله لم يزل ولايزال قادراً على الكلام متكلماً وصفة فعل باعتبار آحاده لأن آحاد الكلام تتعلق بمشيئته متى شاء تكلم .
يقولون (أي أهل السنة): القرآن كلام الله منزل غير مخلوق منه بدأ وإليه يعود؛
فدليلهم على أنه كلام الله تعالى : (( وإن أحدٌ مِنَ المُشْركِينَ اسْتجَارَكَ فأَجِرْهُ حتى يَسْمَعَ كَلامَ الله )) التوبة 6 يعنى القرآن .
ودليلهم على أنه منزل قوله تعالى : (( تَبَارَكَ الذِى نَزل الفُرْقان على عَبْدِهِ )) الفرقان 1 .
والدليل على أنه غير مخلوق قوله تعالى : (( ألاَ لَهُ الْخَلْقُ والأمْرُ )) فجعل الخلق غير الأمر والقرآن من الأمر لقوله تعالى : (( َوَكذَلِكَ أوْحَينا إليكَ روحاً من أمْرنا )) .
(شرح الواسطية)