كيف تغرسين العقيدة في قلبك ابنك ؟؟؟
كثير من الآباء يهتمون بربط أولادهم بعقيدة التوحيد وتربيتهم عليها ولكن الكثير منهم عندما يعني بربط الولد بالعقيدة يهتم فقط بتعليم أولاده معاني العقيدة المعرفية ومفرداتها العلمية بعيدًا عن معاني العقيدة العملية وتطبيقاتها السلوكية.
ونحن لا نقلل من أهمية بناء الجانب العلمي والمعرفي لدى الطفل؛ ولكننا نرفض ربط أطفالنا بالمصطلحات النظرية والمعلومات المعرفية وحدها؛ فتعليم الطفل معاني العقيدة المعرفية كتحفيظه أسماء الله الحسنى مثلًا، أو تدريسه كتاب مبسط عن التوحيد، أو تحفيظه بعض المتون إن كان الطفل متميزًا في الحفظ، كل هذا أمر جيد يغذي ثقافة الطفل، ولكن لا يكفي أبدًا لبنائه إيمانيًّا، إذا لم يتم التركيز على ربط الطفل بمعاني العقيدة العملية.
مثل معنى التوكل، أو معنى الرضا بقضاء الله وغيره من المعاني، التي لابد أن تُجسَّد للطفل بطريقة عملية.
إننا لا نريد أن نضيف إلى مكتبة بيتنا كتابًا آخر اسمه الطفل الحافظ لمصطلحات العقيدة ومعاني التوحيد، بقدر ما نحن بحاجة إلى أن نغرس العقيدة في نفس الطفل بطريقة عملية.
إن(العقيدة هي التي تبني في صميم وجدان الابن أخلاق الفكر، وأخلاق النفس، وأخلاق السلوك؛ ولذلك فإن المنهاج التربوي الصحيح يبدأ بترسيخ الجانب العقدي في قلب الابن ليصل بشكل هرمي إلى تهذيب أخلاقه)
وإليكِ أختي الحبيبة , الأم الفاضلة والمربية بعض الوسائل العملية لغرس معاني العقيدة العملية في نفس الطفل:
(1) رحلات التفكر والتأمل:
وذلك بأن يلفت نظر الطفل إلى مظاهر الكون وارتباطها بالتوحيد، وهذا الربط يشعر الطفل بالتوازن النفسي، ويحس بأنه جزء من أجزاء الكون المتناسقة، ويُبيِّن له أن هذا الكون بكل ما فيه يسبح لله، ويرشده إلى التسبيح ليكون مع الركب المسبِّح.
كما أن المربي يستطيع تعليم الطفل صفات الله وأسمائه عن طريق التدبر في جمال الكون وعظمة الطبيعة ونظامها.
فما أجمل أن يقوم المربي باصطحاب طفله إلى المتنزهات والشواطئ والسواحل، والأماكن الخالية من المعمار، وأماكن الجمال الخلابة، ويُعلِّم المربي طفله بأنه ذاهب للتفكر في خلق الله تبارك وتعالى، ويجلس المربي وينظر إلى السماء ويجلس الطفل بجواره.
ثم يبدأ المربي باستغلال الموقف فيحكي لطفله قصة من القصص التي تتكلم عن التفكر والتأمل في خلق الله؛ مثل قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام وهو يتفكر في خلق الله.
وما أجمل أن يشير المربي بيديه إلى السماء ويسأل الطفل: من الذي خلق السماء؟ فيجيب الطفل بفطرته: الله.
فيرفع المربي يده إلى السماء ويدعو ربه، ويرفع الطفل يده مقلدًا إياه، فما أعظم أثر هذه الوسيلة على ربط الطفل بالله وإيمانه به، وتعلقه به، وتوكله عليه.
(2) استخدام أسلوب القصص:
القصة كالحلوى في فم الطفل، تشد انتباهه، وتحفزه لإعمال عقله، وإصغاء سمعه، وتحرك لسانه في لهفة وشوق، فما أعظم استخدام هذه الوسيلة في غرس معاني العقيدة والإيمان عند الطفل.
إن القصة من أهم الأساليب المستقاة في تربية الأبناء، بل في تربية المجتمع؛ فالتربية بالقصة وتوصيل المعنى بالإحساس وتحقيق الهدف بالمثال من أفضل الأساليب وأكثرها نجاحًا، وأنجعها نتيجة إن شاء الله.
فنحن نجد بأن الموعظة بالقصة تكون مؤثرة وبليغة في نفس الطفل، وكلما كان القاص ذا أسلوب متميز جذاب؛ استطاع شد انتباه الطفل والتأثير فيه؛ وذلك لما للقصة من أثر في نفس قارئها أو سامعها، ولما تتميز به النفس البشرية من ميل إلى تتبع المواقف والأحداث رغبة في معرفة النهاية التي تختم بها أي قصة، وذلك في شوق ولهفة.
فمما لاشك فيه أن القصة المحكمة الدقيقة تطرق السامع بشغف، وتنفذ إلى النفس البشرية بسهولة ويسر؛ ولذا كان الأسلوب القصصي أجدى نفعًا وأكثر فائدة؛ فالقصة أمر محبب للناس، وتترك أثرها في النفوس، والمعهود حتى في حياة الطفولة أن يميلَ الطفل إلى سماع الحكاية، ويصغي إلى رواية القصة.
ويراعي أثناء سرد القصة جذب انتباه الطفل، وأن يكون الطفل مستعدًّا للسماع متشوقًا للإنصات؛ حتى لا يمل وتنعدم الفائدة.
ويراعي أيضًا إسقاط القصة على واقع حياة الطفل، وألا تكون القصة طويلة مملة، ولا قصيرة مخلة، وأن تتحول القصة بعد ذلك إلى واقع عملي، يحاسب عليه الطفل خلال الأسبوع.
كما يراعى أن تكون القصة بمثابة جائزة أو هدية ينتظرها الطفل على شوق، ولا تكون بصورة متكررة وروتينية يسأم منها الطفل.
وربما يقول البعض إن القصص المناسب طرحها للأطفال قليلة وغير مفيدة، وهذا كلام غير صحيح، ففي الكتاب والسنة الكثير من القصص المفيدة، وكل قصص الكتاب والسنة مفيدة.
فمن القصص المناسبة للأطفال:
1) قصة يونس عليه السلام في بطن الحوت.
2) قصة أبي هريرة رضي الله عنه مع الشيطان.
3) قصة الثلاثة أصحاب الغار.
4) قصة أصحاب الأخدود.
5) قصة أنس رضي الله عنه مع سر النبي صلي الله عليه وعلى آله وسلم.
6) قصة عبد الله بن عمررضي الله عنه مع الراعي، "قل له أكلها الذئب".
7) قصة أم موسى.
8) قصة عمر وابنة بائعة اللبن.
9) قصة يوسف عليه السلام.
10) قصة معاذ ومعوذ رضي الله عنهما.
11) قصة ابن عمر رضي الله عنه والنخل
وعن طريق هذه القصص وغيرها نستطيع أن نغرس العقيدة في نفس الطفل بطريقة سهلة وبسيطة.
(3) إرساء المعتقدات الغيبية عند الطفل:
أيضًا من أهم الوسائل النافعة لتعليم الأولاد العقيدة بطريقة عملية، وعلمية في الوقت ذاته، إرساء المعتقدات الغيبية عند الطفل وتعليمها للأطفال.
وأهم الغيبيات التي لابد أن يرتبط بها الطفل ويتم إرساؤها في عقله وقلبه:
أ ـ الإيمان بالله والملائكة.
ب ـ الإيمان بالساعة.
جـ ـ علامات الساعة الصغرى.
د ـ علامات الساعة الكبرى.
هـ ـ الموت.
و ـ عذاب القبر.
ز ـ أهوال يوم القيامة.
ح ـ البعث والنشور.
ط ـ الصراط.
يـ ـ الجنة والنار.
والهدف من غرس هذه المعتقدات في نفس الطفل هو تقوية دافع الحب لله والخوف من الله والرجاء في الله، والاستعداد لليوم الآخر عند الطفل.
وترشد فلسفة التربية الإسلامية في القرآن والسنة العملية التربوية بمناهجها ووسائلها، وتوجه القائمين عليها من آباء ومربين ومسئولين إلى جني ثمار التأثيرات الإيجابية للإيمان باليوم الآخر، لما فيه من ترسيخ للإيمان والعقيدة بأركانها المتعددة، ولما فيه من إحساس دائم بخشية الله تعالى ومراعاته في السر والعلن.
ولما فيه من إيقاظ متواصل للضمير الديني والخلقي وصحوة للعقل وتحريك للوجدان.
كما أنه يدفع الفرد المسلم إلى اتباع سبل الهدى والرشاد، وفعل الخيرات والصالحات، وتجنب حبائل الشرك والضلال، وعدم التردي في مهاوي الفساد والمنكرات
(4) تعليمه أسماء الله وصفاته بطريقة عملية:
إن ترسيخ العقيدة في قلب الابن يأتي من خلال التركيز على ما وصفه ابن تيمية رحمه الله محبة العامة، وهي محبة الله تعالى لأجل إحسانه إلى عباده، وهذه المحبة على هذا الأصل لا ينكرها أحد؛ فإن القلوب مجبولة على حب من أحسن إليها، فيحدث الأب والمربي الابن عن نعم الله الكثيرة، ويربط بينها وبين التزام المسلم لعبادته سبحانه، ثم تخلقه من خلال هذه العبادة بأخلاقيات الإسلام.
ويكون ذلك بلفت نظر الطفل إلى نعم الله التي لا تعد ولا تُحصى، فمثلًا: لو جلس الوالد مع ولده على الطعام فقال له: هل تعلم يا بني، من أعطانا هذا الطعام؟ فيقول الولد: مَن يا أبي؟ فيقول الأب: الله، فيقول الولد: كيف؟ فيقول الأب: لأن الله هو الذي رزقنا ورزق الناس جميعًا، أَوَليس هذا الإله بأحق أن تحبه يا ولدي؟ سيجيب الولد: نعم.
ولو مرض الولد مثلًا فيعوده الوالد على الدعاء، ويقول له: ادع الله أن يشفيك لأنه هو الذي يملك الشفاء، ثم يُحضِر له الطبيب ويقول له: هذا الطبيب سبب فقط، ولكن الشفاء من عند الله، فإذا قدَّر الله له الشفاء يقول: اشكر الله يا ولدي، ثم يُبيِّن له فضل الله فيحبه؛ لأنه هو الذي أكرمه بالشفاء، وهكذا في كل مناسبة وعند كل نعمة تربطها بالمنعم؛ حتى يغرس حب الله في قلب الولد الصغير.
ويغرس فيه أيضًا التعرف على اسم الله تعالى الشافي، واسمه الرزاق، وهكذا يتعلم الطفل أسماء الله سبحانه بطريقة عملية، لا بأن يعرف الطفل معنى الاسم العلمي فقط، دون تطبيق معناه أو الشعور بتأثيره وفوائده في أرض الواقع.
منقول للإفادة وشكرا
كثير من الآباء يهتمون بربط أولادهم بعقيدة التوحيد وتربيتهم عليها ولكن الكثير منهم عندما يعني بربط الولد بالعقيدة يهتم فقط بتعليم أولاده معاني العقيدة المعرفية ومفرداتها العلمية بعيدًا عن معاني العقيدة العملية وتطبيقاتها السلوكية.
ونحن لا نقلل من أهمية بناء الجانب العلمي والمعرفي لدى الطفل؛ ولكننا نرفض ربط أطفالنا بالمصطلحات النظرية والمعلومات المعرفية وحدها؛ فتعليم الطفل معاني العقيدة المعرفية كتحفيظه أسماء الله الحسنى مثلًا، أو تدريسه كتاب مبسط عن التوحيد، أو تحفيظه بعض المتون إن كان الطفل متميزًا في الحفظ، كل هذا أمر جيد يغذي ثقافة الطفل، ولكن لا يكفي أبدًا لبنائه إيمانيًّا، إذا لم يتم التركيز على ربط الطفل بمعاني العقيدة العملية.
مثل معنى التوكل، أو معنى الرضا بقضاء الله وغيره من المعاني، التي لابد أن تُجسَّد للطفل بطريقة عملية.
إننا لا نريد أن نضيف إلى مكتبة بيتنا كتابًا آخر اسمه الطفل الحافظ لمصطلحات العقيدة ومعاني التوحيد، بقدر ما نحن بحاجة إلى أن نغرس العقيدة في نفس الطفل بطريقة عملية.
إن(العقيدة هي التي تبني في صميم وجدان الابن أخلاق الفكر، وأخلاق النفس، وأخلاق السلوك؛ ولذلك فإن المنهاج التربوي الصحيح يبدأ بترسيخ الجانب العقدي في قلب الابن ليصل بشكل هرمي إلى تهذيب أخلاقه)
وإليكِ أختي الحبيبة , الأم الفاضلة والمربية بعض الوسائل العملية لغرس معاني العقيدة العملية في نفس الطفل:
(1) رحلات التفكر والتأمل:
وذلك بأن يلفت نظر الطفل إلى مظاهر الكون وارتباطها بالتوحيد، وهذا الربط يشعر الطفل بالتوازن النفسي، ويحس بأنه جزء من أجزاء الكون المتناسقة، ويُبيِّن له أن هذا الكون بكل ما فيه يسبح لله، ويرشده إلى التسبيح ليكون مع الركب المسبِّح.
كما أن المربي يستطيع تعليم الطفل صفات الله وأسمائه عن طريق التدبر في جمال الكون وعظمة الطبيعة ونظامها.
فما أجمل أن يقوم المربي باصطحاب طفله إلى المتنزهات والشواطئ والسواحل، والأماكن الخالية من المعمار، وأماكن الجمال الخلابة، ويُعلِّم المربي طفله بأنه ذاهب للتفكر في خلق الله تبارك وتعالى، ويجلس المربي وينظر إلى السماء ويجلس الطفل بجواره.
ثم يبدأ المربي باستغلال الموقف فيحكي لطفله قصة من القصص التي تتكلم عن التفكر والتأمل في خلق الله؛ مثل قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام وهو يتفكر في خلق الله.
وما أجمل أن يشير المربي بيديه إلى السماء ويسأل الطفل: من الذي خلق السماء؟ فيجيب الطفل بفطرته: الله.
فيرفع المربي يده إلى السماء ويدعو ربه، ويرفع الطفل يده مقلدًا إياه، فما أعظم أثر هذه الوسيلة على ربط الطفل بالله وإيمانه به، وتعلقه به، وتوكله عليه.
(2) استخدام أسلوب القصص:
القصة كالحلوى في فم الطفل، تشد انتباهه، وتحفزه لإعمال عقله، وإصغاء سمعه، وتحرك لسانه في لهفة وشوق، فما أعظم استخدام هذه الوسيلة في غرس معاني العقيدة والإيمان عند الطفل.
إن القصة من أهم الأساليب المستقاة في تربية الأبناء، بل في تربية المجتمع؛ فالتربية بالقصة وتوصيل المعنى بالإحساس وتحقيق الهدف بالمثال من أفضل الأساليب وأكثرها نجاحًا، وأنجعها نتيجة إن شاء الله.
فنحن نجد بأن الموعظة بالقصة تكون مؤثرة وبليغة في نفس الطفل، وكلما كان القاص ذا أسلوب متميز جذاب؛ استطاع شد انتباه الطفل والتأثير فيه؛ وذلك لما للقصة من أثر في نفس قارئها أو سامعها، ولما تتميز به النفس البشرية من ميل إلى تتبع المواقف والأحداث رغبة في معرفة النهاية التي تختم بها أي قصة، وذلك في شوق ولهفة.
فمما لاشك فيه أن القصة المحكمة الدقيقة تطرق السامع بشغف، وتنفذ إلى النفس البشرية بسهولة ويسر؛ ولذا كان الأسلوب القصصي أجدى نفعًا وأكثر فائدة؛ فالقصة أمر محبب للناس، وتترك أثرها في النفوس، والمعهود حتى في حياة الطفولة أن يميلَ الطفل إلى سماع الحكاية، ويصغي إلى رواية القصة.
ويراعي أثناء سرد القصة جذب انتباه الطفل، وأن يكون الطفل مستعدًّا للسماع متشوقًا للإنصات؛ حتى لا يمل وتنعدم الفائدة.
ويراعي أيضًا إسقاط القصة على واقع حياة الطفل، وألا تكون القصة طويلة مملة، ولا قصيرة مخلة، وأن تتحول القصة بعد ذلك إلى واقع عملي، يحاسب عليه الطفل خلال الأسبوع.
كما يراعى أن تكون القصة بمثابة جائزة أو هدية ينتظرها الطفل على شوق، ولا تكون بصورة متكررة وروتينية يسأم منها الطفل.
وربما يقول البعض إن القصص المناسب طرحها للأطفال قليلة وغير مفيدة، وهذا كلام غير صحيح، ففي الكتاب والسنة الكثير من القصص المفيدة، وكل قصص الكتاب والسنة مفيدة.
فمن القصص المناسبة للأطفال:
1) قصة يونس عليه السلام في بطن الحوت.
2) قصة أبي هريرة رضي الله عنه مع الشيطان.
3) قصة الثلاثة أصحاب الغار.
4) قصة أصحاب الأخدود.
5) قصة أنس رضي الله عنه مع سر النبي صلي الله عليه وعلى آله وسلم.
6) قصة عبد الله بن عمررضي الله عنه مع الراعي، "قل له أكلها الذئب".
7) قصة أم موسى.
8) قصة عمر وابنة بائعة اللبن.
9) قصة يوسف عليه السلام.
10) قصة معاذ ومعوذ رضي الله عنهما.
11) قصة ابن عمر رضي الله عنه والنخل
وعن طريق هذه القصص وغيرها نستطيع أن نغرس العقيدة في نفس الطفل بطريقة سهلة وبسيطة.
(3) إرساء المعتقدات الغيبية عند الطفل:
أيضًا من أهم الوسائل النافعة لتعليم الأولاد العقيدة بطريقة عملية، وعلمية في الوقت ذاته، إرساء المعتقدات الغيبية عند الطفل وتعليمها للأطفال.
وأهم الغيبيات التي لابد أن يرتبط بها الطفل ويتم إرساؤها في عقله وقلبه:
أ ـ الإيمان بالله والملائكة.
ب ـ الإيمان بالساعة.
جـ ـ علامات الساعة الصغرى.
د ـ علامات الساعة الكبرى.
هـ ـ الموت.
و ـ عذاب القبر.
ز ـ أهوال يوم القيامة.
ح ـ البعث والنشور.
ط ـ الصراط.
يـ ـ الجنة والنار.
والهدف من غرس هذه المعتقدات في نفس الطفل هو تقوية دافع الحب لله والخوف من الله والرجاء في الله، والاستعداد لليوم الآخر عند الطفل.
وترشد فلسفة التربية الإسلامية في القرآن والسنة العملية التربوية بمناهجها ووسائلها، وتوجه القائمين عليها من آباء ومربين ومسئولين إلى جني ثمار التأثيرات الإيجابية للإيمان باليوم الآخر، لما فيه من ترسيخ للإيمان والعقيدة بأركانها المتعددة، ولما فيه من إحساس دائم بخشية الله تعالى ومراعاته في السر والعلن.
ولما فيه من إيقاظ متواصل للضمير الديني والخلقي وصحوة للعقل وتحريك للوجدان.
كما أنه يدفع الفرد المسلم إلى اتباع سبل الهدى والرشاد، وفعل الخيرات والصالحات، وتجنب حبائل الشرك والضلال، وعدم التردي في مهاوي الفساد والمنكرات
(4) تعليمه أسماء الله وصفاته بطريقة عملية:
إن ترسيخ العقيدة في قلب الابن يأتي من خلال التركيز على ما وصفه ابن تيمية رحمه الله محبة العامة، وهي محبة الله تعالى لأجل إحسانه إلى عباده، وهذه المحبة على هذا الأصل لا ينكرها أحد؛ فإن القلوب مجبولة على حب من أحسن إليها، فيحدث الأب والمربي الابن عن نعم الله الكثيرة، ويربط بينها وبين التزام المسلم لعبادته سبحانه، ثم تخلقه من خلال هذه العبادة بأخلاقيات الإسلام.
ويكون ذلك بلفت نظر الطفل إلى نعم الله التي لا تعد ولا تُحصى، فمثلًا: لو جلس الوالد مع ولده على الطعام فقال له: هل تعلم يا بني، من أعطانا هذا الطعام؟ فيقول الولد: مَن يا أبي؟ فيقول الأب: الله، فيقول الولد: كيف؟ فيقول الأب: لأن الله هو الذي رزقنا ورزق الناس جميعًا، أَوَليس هذا الإله بأحق أن تحبه يا ولدي؟ سيجيب الولد: نعم.
ولو مرض الولد مثلًا فيعوده الوالد على الدعاء، ويقول له: ادع الله أن يشفيك لأنه هو الذي يملك الشفاء، ثم يُحضِر له الطبيب ويقول له: هذا الطبيب سبب فقط، ولكن الشفاء من عند الله، فإذا قدَّر الله له الشفاء يقول: اشكر الله يا ولدي، ثم يُبيِّن له فضل الله فيحبه؛ لأنه هو الذي أكرمه بالشفاء، وهكذا في كل مناسبة وعند كل نعمة تربطها بالمنعم؛ حتى يغرس حب الله في قلب الولد الصغير.
ويغرس فيه أيضًا التعرف على اسم الله تعالى الشافي، واسمه الرزاق، وهكذا يتعلم الطفل أسماء الله سبحانه بطريقة عملية، لا بأن يعرف الطفل معنى الاسم العلمي فقط، دون تطبيق معناه أو الشعور بتأثيره وفوائده في أرض الواقع.
منقول للإفادة وشكرا
تعليق