إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

*** معنى وَلِبَاسُ التَّقْوَى ***

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • *** معنى وَلِبَاسُ التَّقْوَى ***


    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


    الفتوى :

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فقد قال الله تعالى:


    {يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشاً وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ}

    [الأعراف:26]. فقد ذكر عز وجل نوعين من اللباس: أحدهما ضروري، والآخر كمالي.

    أما الضروري فهو ما يستر العورة الظاهرة من اللباس. وأما الكمالي فهو الريش الذي

    يُتخذ للزينة. وكما أن المرء مأمور بستر عورة ظاهره وتزيينه، فهو كذلك مأمور بلباس

    آخر، ألا وهو لباس التقوى، الذي هو خير من اللباس الظاهر؛ فقد قال عز وجل:

    {وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى}[البقرة:197]، وقال تعالى: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}

    [الحجرات:

    13]. والتقوى جماعها: فعل الأوامر وترك النواهي. فمن أقبل على الله تعالى متدثرًا

    بدثار التقوى، فقد حاز خير لباس، وظفر بأعظم مطلوب، وليس ذلك مختصًا بالرجال،

    بل الرجال والنساء فيه سواء. وراجع الفتوى رقم: 12586. والله أعلم.

    المصدر

    اسلام ويب .......




    لباس التقوى:


    قال تعالى (يَا بَنِي آَدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآَتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (26) يَا بَنِي آَدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآَتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ (27))

    ما هي دلالة النداء في هذه الآية (يا بني آدم) ولماذا تكراره؟

    هذه الوقفة يؤكد عالمية هذه الرسالة وإن القرآن كرسالة لهذا الدين الشامل والديانة الخاتمة إنما جاء للكل بلا إستثناء ولم يأت لبلد دون بلد وإنما عالمية يخاطب به الله تعالى كل البشر من عهد محمد -صلى الله عليه وسلم- إلى يوم القيامة والتكرار فيها يضفي أسلوبًا تحذيريًا وليس توجيهيًا.

    لو كررت المنادى فأنت تحذّر وتلفت النظر أنه في وسط التوجيه قد تقع في شيء. الآية (26) تتكلم بعمق شديد لإنزال الله -تعالى- للّباس. ما هو اللباس الذي أنزل علينا؟ لا ينزل الطفل مع لباسه لكن الله -تعالى- أنزل من السماء ماء هذا الماء عمل نبات والنبات عمل غزلًا والغزل نسيج ثم وصل إلى اللباس. كأننا بالله -تعالى- يرجعنا إلى فضله أن ما نلبسه الآن مثلًا من بدلة يرجع الفضل فيه إلى المهندس الذي صمم الماكينة التي خاطت الملابس ثم يرجع في النهاية لله رب العالمين ولذلك الآية توقفنا عند العطاءات المتتالية من الله -تعالى- . الله تعالى لم ينزل اللباس الضروري فقط وإنما أنزل الزينة أيضًا (وَرِيشًا) لذلك قال تعالى (قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّـهِ).

    لنرجع بالتاريخ مع أول زينة : في البدائيات كانوا يصنعوا التاج من أصداف البحر ويزينوه بريشة وأصل هذا الكتاب عظيم لأن كلمة
    (
    رِيشًا) تصلح لكل زمان ومكان حتى الفقير إن لم يجد أكثر من ريشة يضع ريشة واحدة. الريشة الآن هي الألماس أو الجواهر مثل الفساتين المرصعة بالجواهر. ومنها أُخذت كلمة (Rich man) بالإنجليزية جاء منها في أصل التعبير وأنت تقرأ القرآن على أي مستوى إحمد الله -تعالى- إذا منعك من شيء أعطاك غيره.

    أفقر إنسان عنده اللباس الضروري وهذه مسألة قضى الله -تعالى- بها. من أنعم الله -تعالى- عليه يقول الحمد لله ومن منعه الله -تعالى- من الزينة يقول الحمد لله لأن في المنع والعطاء هناك عطاء لكن نحن لا نفهم أن المنع عطاء ؛ لأن العطاء عند بعض الناس يوجهه إلى الفحشاء والسوء والمعصية فلو مُنِع كان أفضل له. العطاء فيه إبتلاء والمنع فيه إبتلاء. إبتلاء العطاء أن تؤدي وإبتلاء المنع أن تحمد الله وتصبر. والصبر شيء غاب عن الأمة بيقين وبغيابه إزدادت المعاصي لأننا لسنا صابرين ونتذرع بعكس هذا الكلام ويقول الناس أجبرتني الظروف. الصبر على الفتنة
    (
    لَا يَفْتِنَنَّكُمُ ) لا توجد معصية بدون هوى نفس أو شيطان وإستجابتك يجب أن تكون بمناقشة القضية : هل ما أقوم به على شرع الله تعالى أو على ما نهى الله عنه؟

    الفتنة يراها الناس كأنها مشقة ويعترضون على القدر فكيف نوصل للناس أن هذا فضل من الله تعالى وأنها فرصة للإنسان أن يكسب درجات كبيرة بالصبر؟

    لو آدم وحواء تشاورا لما أكلا من الشجرة وإنما قلة الصبر لم تجعلهما يتشاوران. لا توجد عبادة من غير صبر ولا يوجد عمل ناجح دون صبر. الإتقان يحتاج لصبر من أول أشهد أن لا إله إلا الله ولا نقول هذه سهلة بالنسبة لنا الذي خلقنا مسلمين ولكن أنظر إلى من أسلم حديثًا وقد صبر على ما كلن عليه من ديانة وغيره.
    إقامة الصلاة بالطريقة التي صلّى بها الرسول -صلى الله عليه وسلم- تحتاج لصبر وقارن بين صلاة الجماعة وصلاة الفرد. والزكاة تحتاج لصبر بالبحث عن مستحقيها وتوزيعها وكذلك الصيام فيه صبر والحج كذلك. الذي لا يصبر أن يجلس في منى ويحج كما حجّ الرسول -صلى الله عليه وسلم- يتجاوز الحدّ بطريقة مُسِفّة لأنه لا يوجد صبر والفتاوى التي تصدر في هذا الأمر تجاوزت الحدود.


    لماذا أكلا من الشجرة؟ لأنهما إستمعوا للفتنة لذا يوجه الله تعالى المولى ذرية آدم (يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ) تبيّن أن آدم وهو أبوكم وقع في المعصية والله تعالى يخاطب ذرية آدم أن أباكم وقع في المعصية فلا تقعوا أنتم فيها.

    (يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا) هل تصلح التقوى أن تكون لباسًا ؟ وكيف؟

    التعبير يفهم من لازم المعنى بمعنى لو أنت ذاهب لحفلة غير ما تكون ذاهبًا للنادي أو للحرب فلكل مكان له لباس خاص به يختلف عن غيره ففي الحفلة يجب أن ترتدي الزينة الكاملة وفي النادي تذهب بلباس خفيف وفي الحرب تعمل تقوى مختلفة فتلبس دروعًا لتجهز نفسك للدفاع والهجوم ولكل واحدة من أنواع الحروب درعها الذي تتقي به عدوك.

    اللباس الذي يواري السوءة معروف ولباس التقوى خير. التقوى من ماذا؟

    التقوى من الله؟ من النار؟ من وساوس الشيطان؟ أن تتقي الله أو تتقي النار أو الشيطان النتيجة واحدة لكن هنا كل تقوى من هذه تحتاج لعمل وإستعداد وطريقة. وأنت تقابل الشيطان إعرف أنك يجب أن تتخذ لباسًا معنوياً إسمه التقوى أي أن تضع بينك وبين وساوسه وقاية. وما استكبر إنسان نفسه على الشيطان إلا أوقعه الشيطان في معصية غريبة حتى أن الإنسان نفسه يُنكر أنه عمل هذه المعصية لأنه لم يتخذ لباس الوقاية ولم يعمل وقاية مثلما فعل يوسف عندما عرضت عليه المعصية.

    يوسف -عليه السلام- كان مدربًا نفسه عليها ومستعد له وهذه تحتاج لوقفة مع شبابنا: المعصية المفاجئة خطورتها أنها مفاجئة لكن إذا درّبت نفسك عليها لا تقع فيها. وقلنا سابقًا أن المعصية بالتخطيط غير المعصية المفاجئة حتى المشرّع الوضعي أخذ الأحكام من هذه النقطة واعتبر قتل الخطأ غير القتل عن سبق إصرار وترصّد ، ولكل عقوبته. يوسف فاجأته إمرأة العزيز وهي التي رتّبت ولم يشترك هو معها في الترتيب فكانت أول كلمة قالها: معاذ الله. لأنه جاء بلباس التقوى. أما هي فقالت هيت لك لأن مناطها أنه رتّبت الأمر وغلّقت الأبواب أما يوسف -عليه السلام- فمناطه (معاذ الله) لأنه فهم ، وعنده التقوى التي تجعله ينجح في المسألة وعندما أحضرت النسوة قال
    (
    وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ) لم يغترّ وقال أنه نجح في الإمتحان الأول وإنما كان في الحالتين ملتصقًا بربه ومعتصمًا به ولم يغتر بنفسه ولا بقوته.

    (وَلِبَاسُ التَّقْوَىٰ ذَٰلِكَ خَيْرٌ) ينبغي أن ننجح في كل معركة مع الشيطان ونحن في كل دقيقة في معركة مع الشيطان وكل وسوسة معركة والذي ينجح يجب أن يسجد لله -تعالى- شاكرًا ويقول الحمد لله الذي وفقني لذلك والذي وقع في المعصية يستغفر الله ويبقى في معية الله -تعالى- حتى لا يكون في معيّة الشيطان.

    التقوى والتشبيه كأنه رداء يذكرنا أن يوم القيامة الذي يُعرض على المولى والكل عارٍ وكأنه يوم الحساب لن يستره إلا عمله الصالح وكأن الإنسان يتعرى بالمعصية كما حصل مع آدم وحواء عندما عصيا بدت لهما سوءاتهما.

    لما أكل آدم وحواء من الشجرة لم يحصل لهما أذى ولم يحصل لهما تسمم ولا ماتوا فالشجرة كانت صالحة لكن لما أكلا منها عصوا ولما عصوا تعرّوا. (أقوال العلماء يقولون أن آدم وحواء كانت كسوتهم طبقة مادتها كمادة الأظافر فلما أكلا من الشجرة تعرّت هذه الطبقة وبعض علماء النفس يقولون إذا أصابتك نوبة من الضحك أُنظر إلى أظافرك لأنها بقايا المعصية فتتوقف عن الضحك).

    ساعة أكل آدم وحواء من الشجرة لم يكن آدم نبيًّا بعد لأن بعض الناس يسألون كيف عصى آدم وهو نبيّ؟ ونقول لهؤلاء أن الإصطفاء جاء ساعة المعصية أو بعدها؟ يردّ القرآن بقوله تعالى (
    وَعَصَى آَدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى (121) ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى (122) طه) الإجتباء جاء بـ (ثم) أي بعد التوبة من المعصية. هذه الجزئية نحن كلنا آدم وكل الناس على نفس النمط لا نكون من أولياء الله إلا بعد الرجوع عن المعاصي وكلنا عند المعصية نكون آدم ساعة أكل من الشجرة وبعد المعصية نكون مثله بعد الإجتباء. آدم جلس على المعصية لحظات لأنه ساعة أكل شعر بالندم واتّجه إلى الله -تعالى-.

    وكان السبب في أن تلقى من ربه كلمات
    (
    فَتَلَقَّىٰ آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ) من كثرة الندم لم يعرف أن يتصرف ويتوب ولذلك قال تعالى ( فَتَلَقَّىٰ آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ) استعمل الفاء في (فَتَابَ عَلَيْهِ) ولم يستعمل (ثم) لأن التوبة ليس لها معاد وإنما معادها (إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (17) النساء) ويجب التوبة في مجلس المعصية نفسه لأنه لا أحد يضمن أن يخرج من هذا المجلس ثم يتوب.

    مع آدم استعمل القرآن الكريم الفاء (
    فَتَابَ عَلَيْهِ) وفي قصة الثلاثة الذين خُلّفوا استعمل ثم (وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (118) التوبة) ولنتذكر كيف عاش هؤلاء الثلاثة في تلك الفترة حتى نزلت توبة الله تعالى عليهم.

    لا يجب أن نبقى على معصية (بَلَىٰ مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَـٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ* ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) لأن الشيطان نجح ويعمل للعاصي سياجًا يُدخله داخله وهي المعصية التي تجعله واقع في المعاصي دائمًا. ولو كان الإنسان جريئًا وخرج من هذا السياج يكون قد نجح. سياج المعصية في الدنيا هو سياج النار في الآخرة. يجب أن ننتبه إلى ألفاظ الآية فقد ذكرت الآية أن هذه الإحاطة تحصل بسيئة واحدة (مَن كَسَبَ سَيِّئَةً) واستعمل الخطيئة بالإفراد أيضًا (وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ) لم يستعمل الجمع فإياكم وتأجيل التوبة. أنت عندما تتوب تخرج من سياج المعصية.

    (وَلِبَاسُ التَّقْوَىٰ ذَٰلِكَ خَيْرٌ)، إلى ماذا يشير قوله تعالى (ذَٰلِكَ خَيْرٌ) ولماذا قال ذلك خير ولم يقل هذا خير؟
    لأن المنال صعب والتقوى بعيدة المنال. والتقوى موضوعها واسع. تكلمنا سابقًا أن التقوى مناط هدى الكتاب. في سورة البقرة قال تعالى في آية الصيام (لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) الصيام سيعمل حالة من حالات التقوى وسبق أن قلنا أن (لعل) تفيد التمني وهي تفيد الجهالة لكن إذا قالها الله -تعالى- فتكون للغاية. الذي يجد نفسه على حالة عكس حالات التقوى يقول أصوم غدًا مهما كان اليوم الذي بعده حتى لو كان يوم جمعة فيصومه ويصوم بعده يوم السبت لأن الصيام سيعمل حالة من حالات التقوى التي أنت على عكسها. فإذا علم أنه في الغد سيكون هناك فتنة ما يصوم في اليوم التالي أو لا يذهب للمكان الذي ستكون فيه الفتنة.

    وإذا صام لا يذهب أيضًا حتى لا يتعرض للفتنة ويذكّر نفسه بحكمة الصيام. لما قال تعالى
    (
    لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) الغاية من الصيام أن تكون على التقوى ثم قال بعدها (هُدًى لِّلنَّاسِ) القرآن الآيات المتفرقة التي كانت تنزل على الرسول -صلى الله عليه وسلم- وعندما كان القرآن ينزل كان هدي القرآن متاح للناس ولما أصبح القرآن كتابًا ومات الرسول -صلى الله عليه وسلم- وكتمل الكتاب بالترتيب الذي نقرأه الآن ( ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ ۛ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ) المتقين فقط.

    البعض يقول أنا أقرأ القرآن ولكن لا أجد التقوى فنقول له أن القرآن يهدي المتقين. والمتقين هم
    (
    الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ) والإيمان بالغيب من أخطر القضايا في الإسلام وإذا نظرنا في المجتمع الآن نجد أن هناك كثيرين من المتعلمين جدًايتحدثون في السحر ويتخبطون لأنه ليس عندهم إيمان بالغيب ويحتاجون لماديّات. لو فكرنا في هذه الآيات وترتيبها وإختيارها (وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ) ينفقون على أنفسهم أو الزكاة. ( وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ) هذه الآيات لو طبقتها تعمل لك تقوى تجعلك تتقبل هدي الكتاب.

    القرآن مترابط: قال تعالى
    (
    ذَٰلِكَ الْكِتَابُ) والكتاب في يدي ويقول (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ) هذه حقيقة وما يعدها أخطر (فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ) رغم تيسير القرآن من ربط الآيات ببعضها ومن فهمها. في آخر سورة البقرة (آَمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آَمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (285)) هذا مطلع الكتاب (وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ) كأن سورة البقرة بما تضمه من أحكام أولها وآخرها يؤكد على معنى التقوى.

    (ذَٰلِكَ خَيْرٌ) لأنه بعيد المنال يحتاج لمجهود والقرب والبعد معنوي وليس مكانيًاولباس التقوى لباس معنوي يتجسد عليك بعملك. الإمام مالك يئس منه الشيطان وكذلك يئس الشيطان من عمر-رضي الله عنه-كما أخبره الرسول-صلى الله عليه وسلم- "إن الشيطان ليخاف منك يا عمر". فهي متاحة وليست مستحيلة وتدخلنا في سباق العمل الذي مناطه لباس التقوى وهذا هو الفرق بين من يقع في المعصية وغيره لا يقع فيها.

    عندما يقول تعالى (يا بَنِي آدَمَ) انتبهوا إلى أن آدم وقع وهو بشر عادي وبعد نجاحه في التوبة إصطفاه الله-تبارك وتعالى-وهذا يعني أن وقوعك في المعصية ليست نهاية الدنيا لكن إياك أن تبقى في دائرة المعصية. مهما كانت ذنوبك فالتوبة تجعلك تخرج خارج الدائرة. ( إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا) ساعة المعصية خرجت من الإيمان والإيمان أول دائرة الوقاية وتمامها التقوى.

    (ذَٰلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّـهِ) تعني كل ما فات من إنزال الله للباس الذي لا تحمد الله-تعالى-عليه ولولا عطاءات الله-تعالى-لما حصلنا على اللباس. كل من دخل في صناعة اللباس يأخذ عطاءه في الدنيا إن كان كافراوفي الآخرة إن كان مؤمنًا وأول عطاءات الله-تعالى-الماء. أنزل الله-تعالى-هذا الكلام كله فقال (ذَٰلِكَ) كأني بأقرب نِعَم الله تعالى بعيدة عنا من حيث التفكير والتدبير. حتى الألم يجب أن نحمد الله تعالى عليه لأنه لولا الألم لما توجهت إلى الطبيب للمعالجة. لا تقل آخ وإنما إحمد الله تعالى على الألم لأنه لولاها لما كان العلاج. اللباس الوحيد الذي يحتاج لعمل منك وحدك هو لباس التقوى.

    (يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ) طالما هناك معركة فهناك فتنة.



    التعديل الأخير تم بواسطة أروى علي; الساعة 28-06-2017, 04:08 AM. سبب آخر: التنسيق

  • #2
    رد: *** معنى وَلِبَاسُ التَّقْوَى ***

    جزاكم الله خيرًا ..

    يرجى ذكر المصدر ،،،

    تعليق


    • #3
      رد: *** معنى وَلِبَاسُ التَّقْوَى ***

      وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
      جزاكم الله خير الجزاء وبارك فيكم
      رحمك الله يا أمي
      ألا يستقيم أن نكون إخوانًا وإن لم نتفق!".الشافعي رحمه الله
      وظني بكـَ لايخيبُ

      تعليق


      • #4
        رد: *** معنى وَلِبَاسُ التَّقْوَى ***

        وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
        بارك الله في جهودكم ونفع الله بكم.
        أسألكم الدعاء بظهر الغيب

        تعليق

        يعمل...
        X