إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ومن منا لم يشعر بذلك

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ومن منا لم يشعر بذلك

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    كل عام وأنتم بخير




    يشدنا الحماس إلى نوعٍ من أنواع العبادة فنحرص عليه ، متمثلين بقوله – صلى الله عليه وسلم - :( اكلفوا من العمل ما تطيقون ؛ فإن الله لا يمل حتى تملوا ، و إن أحب العمل إلى الله تعالى أدومه و إن قل ) حديث صحيح .


    إلا أن فتورًا قد ينتابنا فجأة ، فنتوقف عن ذلك العمل الصالح تمامًا ، و إن لم نتوقف فإننا نؤديه بتكاسل !



    أتُرى هذا الأمر طبيعي ؟



    قال النبي - صلى الله عليه و سلم - فيما رواه أبو هريرة - رضي الله عنه - : ( لكل شيء شرّة ، و لكل شرّة فترة ، فإن صاحبها سدّد و قارب فارجوه ، و إن أشير إليه بالأصابع فلا تعدوه ) رواه الترمذي . و الشرّة في معناها اللغوي هي النشاط ، بينما الفترة تعني الضعف .

    و قد ذم الله سبحانه و تعالى المنافقين بتثاقلهم عن الصلاة و كسلهم فيها ، قال تعالى : ﴿ ( إن المنافقين يخادعون الله و هو خادعهم و إذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراؤن الناس و لا يذكرون الله إلا قليلا )﴾سورة النساء الآية 142

    و قال النبي – صلى الله عليه و سلم - : ( إن أثقل الصلاة على المنافقين صلاة العشاء و صلاة الفجر ، و لو يعلمون ما فيهما لأتوهما و لو حبوًا) حديث صحيح رواه مسلم .

    كما استعاذ الرسول - صلى الله عليه و سلم – من الفتور و الكسل في عدة أحاديث ، و علّم أصحابه أن يتعوذوا بالله منه في الصباح و المساء ، فقال : ( اللهم إني أعوذ بك من الكسل ، و أعوذ بك من الجبن ، و أعوذ بك من الهرم ، و أعوذ بك من البخل ) رواه البخاري و مسلم .


    و ما ذاك إلا لأن الفتور حالة خطيرة يؤدي بكثير من الناس إلى الانحراف ؛ فهو مرحلة وسطية بين الالتزام و الانحراف .



    و من مظاهر الفتور ( أعاذنا الله و إياكن منه ) :



    1/ التكاسل عن العبادات و الطاعات مع ضعف و ثقل أثناء أدائها ، و من أعظم ذلك الصلاة ، و يدخل في هذا التكاسل عن قيام الليل و صلاة الوتر و أداء السنن و الرواتب ، و الغفلة عن قراءة القرآن و الذكر .

    2/ عدم استشعار المسؤولية ، و التساهل و التهاون بالأمانة ، و أعظم أمانة هي الدعوة إلى الله .


    3/ انفصام عرى الأخوة بين المتحابين في الله ، قال النبي - صلى الله عليه و سلّم - : ( ما توادَّ اثنان في الله عز و جل ، أو في الإسلام فيفرق بينهما أول ذنب ( و في رواية ففرق بينهما إلا بذنب ) يحدثه أحدهما ) أخرجه أحمد في المسند .

    4/ ضياع الوقت و عدم الإفادة منه .

    5/ التهرب من كل عمل جدّي .

    6/ الفوضوية في العمل .

    7/ النقد لكل عمل إيجابي تنصّلًا من المشاركة فيه .

    8/ التسويف و التأجيل ، فما يمكن أن يؤدى في أسبوع يمكث شهرًا .



    أما عن أسباب الفتور فمنها الآتي /



    1/ ضعف الإخلاص و سريان الرياء في القلب .

    2/ ضعف العلم الشرعي .


    3/ تعلّق القلب بالدنيا و نسيان الآخرة .

    4/ الحياة في الأجواء الفاسدة .

    5/ صحبة ذوي الإرادات الضعيفة .

    6/ مقارفة المعاصي و المنكرات و أكل الحرام .

    7/ سوء التربية .

    8/ عدم التجانس بين الموهبة و العمل .



    أخيرًا ، إذا ابتليت إحدانا بالفتور فهل لها من علاج ؟



    نعم ، إن هناك سبلًا و عوامل للنجاة من بين مخالب الفتور ، منها :

    1/ تعاهد الإيمان و تجديده ، فقد روى الحاكم الطبراني عن النبي – صلى الله عليه و سلم – أنه قال : ( إن الإيمان ليخلق في جوفِ أحدكم كما يخلق الثوب ، فاسألوا الله أن يجدد الإيمان في قلوبكم ) أخرجه الحاكم في المستدرك .

    2/ مراقبة الله و الإكثار من ذكره ، و حقيقة المراقبة ( أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك ) .


    3/ الإخلاص و التقوى .

    4/ طلب العلم و المواظبة على الدروس و حلق الذكر و المحاضرات .

    5/ العلم بفضل العمل الذي نمارسه و مكانته الشرعية .

    6/ تنظيم الوقت و محاسبة النفس .

    7/ لزوم الجماعة ، قال صلى الله عليه و سلم : ( عليكم بالجماعة و إياكم و الفرقة ، فإن الشيطان مع الواحد ، و هو من الاثنين أبعد ، من أراد بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة ) أخرجه الترمذي .

    8/ حسن التربية الشاملة المتكاملة .

    9/ تنويع العبادة و العمل بدون فوضى ، و ذلك كمن يكون في الحرم مثلًا يصلي من الليل ما شاء ثم يقرأ في كتاب الله ، أو يذهب ليطوف بالبيت ، أو يذكر الله على أي وضع .

    10/ الإكثار من ذكر الموت و الخوف من سوء الخاتمة .

    11/ الدعاء و الاستعانة بالله .

    انتهي والله المستعان
    .
    الحمد لله رب العالمين
    .
يعمل...
X