السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
كل عام وأنتم بخير"
"كل سنة وأنتم طيبون"...
عبارات لها من الشيوع والانتشار على ألسنة المُهنِّئين ما جعلها تُطلَق من دون النظر في سلامتها التركيبية أو بنائها على القياس اللغوي الفصيح،
و إذا فحصنا العبارة لننظر في فصاحتها فسنجدُ أن
أولا : كلمةَ "كُلّ" ينبغي أن تكونَ منصوبَةً هكذا "كُلَّ" لأنها نائبة عن ظرف الزّمان (عام)، ويجوز أن نقول كلُّ بتشديد اللام وضمها.
ثانيا: أما الشقّ الآخَر من العبارة (وأنتم بخير) فالواو زائدة لا معنى لها (ليست للحال ولا العطف ولا الاستئناف) ، بدليل ورود نمط مشابه لهذه العبارة في شواهد فصيحة، نحو قولِه تعالى ( يَسْأَلُهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْن)
ذكر الدكتور بكر بن عبد الله أبو زيد في كتابه (معجم المناهى اللفظية) ص (459,وقد
كُلُّ عامٍ وأنتم بخير
هو بضم اللام من ( كل ): مبتدأ لا خبر له، ولو قيل: الخبر محذوف تقديره (يمر)؛ لقيل : هذا من المواضع التي لا يحذف فيها الخبر .
وعليه : فهو لحن لا يتأدَّى به المعنى المراد من إنشاء الدعاء للمخاطب ، وإنَّا يتأدَّى به الدُّعاء إذا فتحت اللام من ( كل ) ظرف زمان - لإضافتها إلى زمان - منصوب نعت لخير.
أنتم: مبتدأ. بخير: متعلق بمحذوف، خبر، والمعنى ( أنتم بخير دائم ) أو ( أنتم بخير في كل عام ) .
وهذا شيبه بقوله تعالى : { كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ} [ الرحمن: من الآية29] أي: هو في شأن كل يوم . ولذا فعلى الدَّاعي به عدم اللحن . والله أعلم .
وعلى هذا القياس فالصحيح أن نقول :
(كُلَّ عامٍ أنتم بخير)، أي "أنتم بخير كُلَّ عامٍ" بنصبِ "كُلّ"
ويجوز النطق بالرفع في كل كما تقدم أيضا
والله أعلم
فكل عام أنتم بخير
وكل عام أنتم طيبون
جمعه ورتبه (أبو أنس)
تعليق