كم أحبته القلوب
وذرفت لسيرته الدموع
وتتجمع أروع الأشواق
عند ذكره
كم احبك
كم أتمنى رؤيتك
كم احبَّك أصحابك
في ذروة المعركة لا احد فيهم يهتم بنفسه
يهتم بمن خلفه
كلهم همهم واحد
محمد رسول الله
احدهم تقطع يديه اليمنى ثم اليسرى
وتسيل دمائه
ويدخل السيف جوف قلبه
ولا يزيد عن
وما محمد إلا رسول قد خلت من قبلة الرسل
كم يحبونك
ويأتي احدهم يسير بين الطرقات
يبحث عن النور
تحرك عيناه يمنة ويسره
ها قد وجده صلي الله عليه وسلم
يا رسول الله
ستكون في أعلى درجات الجنة
ولن نراك يا رسول الله في الجنة
وإنا نحبك ونريد أن نكون معك في الجنة
فيقول له أنت مع من أحببت
يقول الصحابة هذا أفضل ما سمعنا
سبحان الله
يخافون أنهم لن يروه في الجنة
يريدون صحبته في الدنيا والآخرة
ونحن الله المستعان
هل وصلنا لهذا المنزلة
نخاف أننا لن نراه في الجنة
هل هذا احد همومنا
والله أننا نحبك يا رسول الله
خرج حبيبنا صلي الله عليه وسلم
إلى السوق
فرأى احد أصحابه واسمه زاهرا
وكان صلي الله عليه وسلم يحبه
فأحتضنه الرسول من خلفه
والرجل يحاول الفكاك
والحبيب قابض علية
فينادي صلي الله عليه وسلم في السوق بأعلى صوته
من يشتري هذا العبد ...
من يشترى هذا العبد...
والناس من حوله يجتمعون وكم يتمنون أن الحبيب يحضنهم ويمازحهم
فينادي
من يشترى هذا العبد
والصحابي يحاول الفكاك
فعرف الصحابي أن رسول الله خلفه
أن خليل الله يحتضنه
أن الحبيب خلفه
أن النور يقبضه بيديه
أن الذي تتفطر قدماه من قيام الليل بجانبه
أن من يحادث جبريل خلفه
يالله ما أجمل هذا المشهد ما أجمل مزاحة
فتسيل دموع الصحابي فرحا وهيبة
يا رسول الله
يا رسول الله
أذن تجدني كاسدا
لا انفع أن تبيعني
لست أهلا لذلك
أن أكون بضاعتك
إذن والله تجدني كاسداً
فيقول له الحبيب
رافع من مقدارة
لكن عند الله لست بكاسد
أنت عند الله غالً
أنت عند الله غالً
فما أحسن خلقك يا رسول الله
وأحسن صحبتك
وطيب مخالطك
وروعة مداعبتك
كم كان كريما معطاء
كانت عنده تسعون ألف درهم من الذهب
وضعها على حصير
فقسمها على الناس ولم يبقى منها شياً
أتاه رجل يهديه بضعً من الرطب والقثاء
فأهداه الحبيب
ملء يديه ذهبا
واتاه احدهم يسأله مالاً
فيقول له ما عندي شيء
ولكن أشتري ما شئت
وأنا أقضية عنك
يوم أحد... شجّت وجنتاه... كسرت رباعيته...شج راسة ...الدماء تسيل منه
فإذا به يدعوا الله عز وجل
اللهم أغفر لقومي فإنهم لا يعلمون
اللهم أغفر لقومي فإنهم لا يعلمون
كان ذات ليلة يردد
قام الليل يردد آية
( إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم )
ما أرأفه بنا
ضربوه والقوا القاذورات على ظهره وهو يصلي
حاصروه حكموا عليه بالقتل
مات زوجته خديجة مات عمة من كان يحميه ويدافع عنه
مات أبنائه قالوا عنه ابتر لا يلد قالوا عنه مجنون وساحر
تمر الشهور ولا توقد النار في بيته
جاع مات ولم يشبع من خبز شعير مرتين في يوم واحد
كم صبر حبيبنا
صبر على الجوع
صبر على فقد أحبابه
صبر على البلايا
هل حقاً أننا نحبه
هل اتبعنا ما جاء به
هل افتخرنا بسنته
وافتخرنا بإتباعها
هل نشرنا ما عانى من أجلة
هل قرانا سيرته
هل سالت دموعنا من اجله
هل نريد رؤيته فعلاً ؟!
هل نريد صحبته في الجنة
أم أن ش***نا طغت على ذلك
أنستنا ما خلقنا من أجله
فلنترك الشهوات جانباً
فلنترك ما يغضب الله جانباً
ولنقبل على الله
ولدين الله
ولنتبع رسول الله
فلسنا مخلدون
قد نموت بعد لحظات
قد يموت احدنا ولا يعلم احدنا عن الأخر شيئاً
فعلى ماذا نلقى الله
والله أن السعادة كل السعادة
بأتباع ما جاء به الحبيب
ووالله لم ينهانا عن شي كان ينفعنا
فنسأل الله أن لا يحرمنا لذة النظر إلى وجه الكريم
وأن لا يحرمنا صحبه نبيه صلي الله عليه وسلم
ولا يحرمنا الفردوس الأعلى
وان لا يحرمنا منابر النور
ولا ملابس من نور
و وجوهً من نور
كم اشتقنا إليه
ولرؤيته
نسأل الله أن يبلغنا ذلك
اللهم صلي وسلم علي سيدنا محمد وعلي آله واصحابه اجمعين
م ن ق و ل
تعليق