إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

تسهيل وتطبيق أصول الفقه

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تسهيل وتطبيق أصول الفقه

    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
    بسم الله الرحمن الرحيم

    إنَّ الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده، ورسوله.
    اللهم صل على محمد، وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد. اللهم بارك على محمد، وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد.
    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ }آل عمران102
    {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً }النساء1
    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً }الأحزاب70
    {يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً }الأحزاب71
    ثم أما بعد...فإن أصدقَ الحديثِ كتابُ الله -تعالى - ، وخيرَ الهدي هديُ محمد  وشرَ الأمور محدثاتُها، وكلَ محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
    الله أسأل التوفيق ،والعون، والسداد في القول، والعمل اللهم جنبنا الزلل، وانفع بهذا العمل .
    رب أعن ويسر إنك سميع مجيب .
    أيها القارئ الكريم، اعلم - رعاك الله - أنى أحبك فى الله تعالى فأسألك الدعاء لى ولاتنس أن الملك يقول: ولك بالمثل .
    قبل أن أتكلم عن هذا العلم - علم أصول الفقه - أود أن أبين أن الصحابة، والتابعين - رضوان الله عليهم - لم يكونوا بحاجة إلى قواعد ليسيروا على ضوئها في فهم مراد الله - تعالى - من آياته وكذلك ليسوا بحاجة إليها في فهم مراد نبيه - صلى الله عليه وسلم - من سنته المشرفة فقد كانوا قادرين على استنباط الإحكام الشرعية دون الرجوع إلى قواعد وما ذلك إلا لأنهم كانوا على دراية تامة بلغتهم العربية التى نزل بها القرآن الكريم ويعرفون معانى ألفاظها، ثم شاهد الصحابة - رضوان الله عليه - التنزيل، ولقرب التابعين به مما أدى إلى معرفتهم بأسباب نزول الآيات ، وأسباب ورود الأحاديث ، ومعرفة الناسخ والمنسوخ ، وحال الرواة.
    وأكسبتهم الصحبة ، والمشاهدة للوقائع علمًا بمقاصد الشريعة، ومراميها.
    وليس معنى قولى : "دون الرجوع إلى قواعد " ما كانوا يسيرون على قواعد معينة، بل كانوا يسيرون وفق قواعد معينة . غاية الأمر أن هذه القواعد كانت راسخة في النفوس فلم يكونوا بحاجة لتعلمها ؛ لتعصمهم من الزلل، وهذا الرسوخ جعلهم يعملون وفق هذه القواعد دون إفصاح عنها أو تتصريح بذكرها .
    فقد رأينا الشيخين أبا بكر وعمر - رضى الله عنهما - إذا نزلت نازلة جمعوا الصحابة - رضوان الله عليهم - وشاورهم فإن لم يكن عند أحدهم نص من الكتاب أو قضاء من النبي - صلى الله عليه وسلم - اتفق الصحابة على حكم فيها - أي في النازلة - وعملوا بهذا الحكم
    وهذا عمل بالإجماع وإن لم يصرح القوم به .
    وكذلك رأينا الصحابي الجليل - عبد الله بن مسعود - رضى الله عنه -يستعمل قاعدة أن النص المتأخر نزولًا ينسخ النص المتقدم عند معارضته إياه ، وعدم إمكان الجمع بينهما ، لكنه لا يصرح بهذه القاعدة .
    وكذلك رأينا الصحابي الجليل - على بن أبي طالب - رضى الله عنه - استدل على أن عدة الحامل المتوفى عنها زوجها تنقضى بوضع الحمل لقوله تعالى : { ...وَأُوْلَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَن يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً } الطلاق من الآية 4 حيث قال - رضى الله عنه - إن سورة الطلاق التى بها تلك الآية الكريمة نزلت بعد سورة البقرة التي بها آية : { وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً ...}
    وغير ذلك من الأدلة الدالة على أن الصحابة - رضوان الله عليهم - كانوا يسيرون وفق قواعد دون أن يصرحوا بذكرها.
    وإن شاء الله للحديث بقية
    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

  • #2
    رد: تسهيل وتطبيق أصول الفقه


    و عليكم السلااااااااااااام ورحمة الله و بركاااااته...

    حيـــــــا الله أستااااذنا الحبيب "مُحب الحق"... و بارك الله فيك أستاذنا على الطرح الطيب ونفع الله به الأمة...

    تعليق


    • #3
      تسهيل وتطبيق أصول الفقه

      الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين
      وبعد
      فهذا تابع لما كتبت سابقًا
      وقبل أن أشرع في الموضوع بحول الله وقوته أبرأ من حولى وقوتي ثم أقول قرأت فى كثير من المخطوطات والكتب الحديثة عند الصلاة على النبى - صلى الله عليه وسلم - يكتبون : عليه السلام وهذا خطأ يجب أن يصحح لقوله تعالى :{ ...يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً }الأحزاب من الآية 56 فقد أمرنا ربنا بأن نصلى ونسلم عليه لا أن نسلم فقط .ومن الإساءة أن نكتب : صلعم ، أو: ص .

      نكمل حديثنا السابق تسهيل وتطبيق أصول الفقه
      فقد تأملنا ورأينا أن الصحابة - رضوان الله عليهم - يعملون بالقواعد الأصولية دون تصريح بذكر اسمها وانظر أخي الكريم إعمال سيدي أبي بكر الصديق - رضي الله تعالى عنه - بقاعد تخصيص عام القرآن الكريم بالخبر دون أن يصرح ، وذلك حين منع السيدة فاطمة - رضي الله تعالى عنها - من ميراثها فاحتجت عليه بقوله تعالى : { يُوصِيكُمُ اللّهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ ...} النساء من الآية11 فاحتج الصديق - رضي الله تعالى عنه - بقوله - صلى الله عليه وسلم - : " لا نورث ما تركنا صدقة " متفق عليه
      ورأينا إعمال سيدي أبي الحسن على بن أبي طالب - رضي الله تعالى عنه - يعمل بقاعدة سد الذرائع دون تصريح بذكر اسمها وذلك حين قال في شأن شارب الخمر : "...إِذَا شَرِبَ سَكِرَ وَإِذَا سَكِرَ هَذَى وَإِذَا هَذَى افْتَرَى أَوْ كَمَا قَالَ فَجَلَدَ عُمَرُ - رضي الله تعالى عنه - فِي الْخَمْرِ ثَمَانِينَ " رواه الإمام مالك في الموطأ ح رقم 1533
      هؤلاء هم الصحابة شاهدوا التنزيل وعلموا التأويل وعرفوا الناسخ والمنسوخ وفهموا القواعد وعملوا بها دون تصريح بذكر اسمها وهذه هي فطرتهم العربية لسانهم سليم بالسليقة .
      أما نحن فلا نعرف عن العربية إلا اسمها ودخل كثير من العجم في الإسلام فأفسدوا علينا اللسان ومن العجب أن العجم أتقنوا العربية أكثر من العرب فلما فسد اللسان العربي أدى ذلك إلى عدم فهم التراكيب والأساليب فكثرت الاشتباهات والاحتمالات في فهم النصوص فدعت الحاجة إلى وضع قواعد وضوابط لغوية يستطاع بها فهم نصوص القرآن الكريم والسنة المشرفة واستنباط الأحكام منها .
      وجدت حوادث ووقائع ومعاملات ونظم إدارية ومالية لم يعرفها العرب من قبل ، فاحتاج المسلمون إلى معرفة أحكام الله تعالى فيها فاتسع مجال الاجتهاد وميدانه ، وظهرت الحاجة إلى القياس وكثر الاختلاف حتى أحل لبعض الناس ماحرم على آخرين لا فى بلدين مختلفين بل في ناحيتين من نواحي البلد الواحد مما دعا إلى وضع ضوابط وقواعد يرجع إليها المجتهدون عند الاختلاف وتكون ميزانا يحددون به الرأي الصواب .
      كل ذلك وغيره دعا إلى تدوين القواعد التى كانت راسخة في نفوس السابقين والقواعد الأخرى التى استنبطت ، وتكون من هذه ومن تلك علم أصول الفقه .
      وللحديث بقية إن كان في العمر بقية

      تعليق


      • #4
        رد: تسهيل وتطبيق أصول الفقه

        بارك الله فيك أستاذنا الحبيب...

        و بإذن الله قريبا ستكون الفوائد أكبر... زادك الله علما...

        تعليق


        • #5
          تسهيل وتطبيق أصول الفقه

          بسم الله الرحمن الرحيم

          اللهم سهل ويسر وسدد ووفق

          الحمد لله الذي له الحمد كله، والشكر لله الذي له الشكر كله، وأشهد ألا إله إلا الله الذي له الملك كله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وأمينه على وحيه، البشير النذير والسراج المنير صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً كثيراً ثم أما بعد: فعودًا إلى ما قد بدأناه بحول الله وقوته
          الله سبحانه وتعالى أمرَبتدبُّرِ خِطابِهِ فقالَ: { كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ }ص29، وكما قال:{أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا } محمد24، وقال: { أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً }النساء82، وأعظم ما يؤتاه الإنسانُ من المعرفةِ فقهٌ في دينهِ يُعرِّفهُ بمعبودِهِ تبارك وتعالى ويوصلهُ به، وذلك لهُ من المغاليق التي لا تفتحُ إلا بالإخلاص وسؤال الله تعالى التَّوفيق مع بذلِ الجُهدِ في استعمالِ الآلةِ الَّتي هي مفاتيحُ ذلك، والفتحُ فيها علامةٌ على أنَّ الله تعالى أراد الخيرَ بصاحبهَا، كما قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -
          : (( من يُرِدِاللهُ بهِ خيرًا يُفقِّهْهُ في الدِّينَ )) [متَّفقٌ عليهِ].
          وتلك الآلةُ هي (أصول الفقهِ)، فهي مفتاحُ الفقه في الدِّين،وأصول الفقهِ وسيلة للفقه والفقه غاية أرجو من الله أن يبلغنا إياها اللهم آمين.
          قبل الخوض في أي علم من العلوم جرت عادة المصنفين أن يبينوا حدوده حتى لا يلتبس علم بآخر وهذا مسلك جيد ومهم .
          وأبدأ بتعريف الأصول في اللغة :
          الأصول جمع أصل والأصل في اللغة: ما يبني عليه غيره سواء كان الابتناء حسيًا كابتناء السقف على الجدار أو كان معنويًا كابتناء الحكم على الدليل وهذا المعنى هو المراد في الأصول لابتناء الحكم على الدليل .
          يطلق الفقه علي عدة معان في اللغة: منها ما ذكره أهل اللغة في كتبهم ، ومنها ما حكاه الأصوليون عنهم . من هذه المعاني : الفهم يقال : أوتي فلان فقهاً في الدين أي: فهماً فيه قال الله – عز وجل-: ..( لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ .. ).سورة التوبة من الآية رقم :122 أي: ليكونوا علماء به.
          ويقال: فَقِه بكسر القاف إذا فهم وبفتحها إذا سبق غيره للفهم وبضمها إذا صار الفقه له سجية .
          ومنها: العلم بالشئ ، والفهم له ، وغلب علي علم الدين؛ لسيادته ،وشرفه ، وفضله علي سائر أنواع العلم.
          ومنها فهم غرض المتكلم من كلامه .
          ومنها: فهم ما يدق.
          أصول الفقه عرف باعتبارين : باعتبار كونه علمًا ،ويمهدون لهذا التعريف بتعريف آخر باعتبار كونه مركباً إضافيا .
          وفي هذا المنهج من التصنيف إفادة للمبتدئ حيث يتعرف علي مصطلحات الأصوليين فيقبل علي التعلم بتيسير الله له في الفهم وتزول الوحشة بينه وبين كتب الأصول إذا رجع إليها.
          أولًا : تعريفه باعتبار كونه مركباً إضافياً :
          المركب الأضافى كعبد الله يدل جزؤه على جزء معناه بخلاف المفرد فإن جزأه لا يدل على جزء معناه فالزاي من زيد لا تدل على جزء معنى زيد .*
          كلمة " أصول " مضافة إلى كلمة " الفقه "
          وهناك قاعدة نحوية تقول : كل نكرة أتى بعدها معرفة فالنكرة تعرب مضافًا و تعرب المعرفة مضافاً إليه. وتستفيد النكرة التعريف من المضاف إليه.
          وفي الاصطلاح يطلق الأصل على عدة معان منها:
          1-الدليل، كقولك: أصل وجوب الصوم قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام} أي دليله. وهذا المعنى هو المراد في الأصول فإن الأصول هى الأدلة.وقال الإمام الشوكاني : وهو الأوفق بالمقام
          2- القاعدة الكلية أو المستمرة كقولهم : أكل الميتة علي خلاف الأصل أي علي خلاف القاعدة المستمرة أو الكلية.
          3 - الراجح : يقال : الأصل في الكلام الحقيقة أي: الراجح .
          4 - الاستصحابُ، ومنه قولُهم: (الأصلُ في الأشياءِ الإباحَـةُ) أي مستصحب للإباحة .
          واعلم أن المطلوب الأول وهو الدليل .
          و الفقه اصطلاحًا: العلمُ بالأحكامِ الشَّرعيَّة العمليَّة المُكتسب من أدلَّتِها التَّفصيليَّة.
          وللحديث بقية سنكمل إن شاء الله إن كان في العمر بقية
          التعديل الأخير تم بواسطة لؤلؤة باسلامي; الساعة 17-09-2014, 05:56 AM.

          تعليق


          • #6
            رد: تسهيل وتطبيق أصول الفقه

            جزاكم الله خيراً



            تعليق


            • #7
              رد: تسهيل وتطبيق أصول الفقه

              جزاك الله خيرا أستاذنا محب الحق و نفع الله بك...

              تعليق

              يعمل...
              X