إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

علاقة النبي بأصحابه من برنامج (الرسول والحياة)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • علاقة النبي بأصحابه من برنامج (الرسول والحياة)

    بسم الله الرحمن الرحيم .. الحمد لله رب العالمين .. والصلاة والسلام الأتمان والكاملان على المبعوث رحمة للعالمين .. وسيد ولد آدم أجمعين .. نبينا وحبيبنا وقدوتنا وإمامنا ورسولنا محمد صلى الله وعلى آله وأصحابه ثم أما بعد ..
    لازلنا في الحديث عن حلقات الرسول والحياة صلى الله عليه وسلم عن مكانته عليه الصلاة والسلام .. ذكرنا ثناء الله تبارك وتعالى عليه في الكتاب العزيز .. واحتفاء الملائكة الكرام به وانتظارهم وشوقهم لهم .. ومن بعد ذكرنا ما في التوراة من وصفه عليه الصلاة والسلام وكذلك في الإنجيل كما ذكرنا في قصة النجاشي .. ونواصل الآن الأحداث والأخبار والقصص عن مكانة النبي صلى الله عليه وسلم ..

    إن الإنسان الذي لا يعرفه ولا يقرأ سيرته ولا يكثر من ذكره لايمكن أن يعرف محمد صلى الله عليه وسلم حق المعرفة .. فنواصل حديثنا عن مكانته كما ذكر أهل التاريخ والسير ..
    من ذلك قصة عروة بن الزبير الثقفي .. عروة بن زبير الثقفي لما كان في صلح الحديبية وذهب مندوبًا من أهل مكة والعجيب أن قصة الحديبية لها خبر في غاية الروعة، الصحابة الكرام اعترضوا على هذه القصة وقالوا: أن أهل مكة يريدون أن نترك ديننا ويريدون أن يقفون على نشر ديننا وإسلامنا .. فكانوا متعجبين من قرارات الصلح .. وأن من أسلم من أهل المدينة المنورة وأراد أهله أن يرجع إليهم من مكة يعاد والعكس صحيح إذا أحد ذهب من أهل مكة .. شروط صعبة للغاية .. فاستغربوا من قبول النبي صلى الله عليه وسلم وهو الإمام العادل، ولكنه وهو النبي صلى الله عليه وسلم كان ينظر إلى فقه المآلات وما بعد ذلك من أمور، وهذه لا يفقهها إلا القليل، ما يعقلها إلا العاقلون .. يعني قد تكون كل الأمور مضطربة أمامك وقد تكون الخيارات صعبة، ولكنك أنت تختار الخيار الأصعب أو الخيار البعيد جدًا لأن أثاره هي الأفضل .. من ضمن هذه الآثار أنهم كانوا يرون حالة النبي صلى الله عليه وسلم أخلاق الصحابة الكرام الذين يعرفونهم من قبل .. حتى أن هند بنت عتبة لما جاء يوم الفتح الأكبر وكان معها أبو سفيان قالت: والله ما أرى القوم .. يعني صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم إلا كانوا غافلين .. يعني من قبل أنا أعرفهم اللي كان يشرب الخمور واللي كان منهم يصنع الحرام واللي كان منهم يأد البنات .. فرأت منظرهم يوم الفتح الإسلامي تقول أعرف هؤلاء وقد تغيروا عن بكرة أبيهم .. يعني كلهم تبل لحاههم الدموع وفيهم من السمت ومن النور الكبير .. لأي سبب .. بسبب التغيير الكبير الذي أحدثه في نفوسهم محمد صلى الله عليه وسلم .
    فكان دائما ما يصنع عليه الصلاة والسلام بهذه الطريقة، يعلم بالأخلاق بالسير بالنظر، انظروا وتأملوا إلى سيرتنا، فتأملوا صلح الحديبية أن يتعرف أهل مكة علينا، تعاملتنا تجارتنا وكلماتنا واخلاقنا، وبعد ذلك يقرروا هل نحن على حق؟ أم هم على حق؟ .. حتى أن ثمامة اللي ذكرت قصته في الدرس الأول لما أراد أن يقتل النبي صلى الله عليه وسلم كان من ضمن الأمور لما مسكه الصحابة الكرام وأرادوا أن يعتقلوه ويسجنوه .. فقال عليه الصلاة والسلام: ما سبب وضعه في المسجد؟ حتى يتعرف على أخلاق صحابته، ويرى النبي صلى الله عليه وسلم في صلاته في عبادته في ابتسامته في تعاملاته حتى يغير قراره .. هو عنده يأخذوا طريق عنف عنده سبيل القسوة والشدة على مجتمعه .. هل فقط أن نضربه أن نسجنه لا .. عليه الصلاة والسلام لديه طريقة أخرى، أنظر إلى أخلاقنا يغير من قراراته يغير من أخلاقه .. بالتعامل، بالسلوك، بالسمت، بحسن السيرة .. أما أنا نعامل العنف بالعنف هذه ليست طريقنا..
    فتركه عليه الصلاة والسلام فلما الإنسان يكون قوي وله يعني مكانه مع أهله .. فقال للنبي صلى الله عليه وسلم: إن تقتل تقتل ذا دم .. وإن تعفو تعفو عن شاكر يقول أنا ترى دمي دم خطير .. إذا تقتل تقتل صاحب دم معه قبيلة كلها تأتي وإن تعفو تعفو عن شاكر .. فسكت النبي صلى الله عليه وسلم .. يعني هو ظالم، وأراد أن يقتل النبي صلى الله عليه وسلم وهو في الأسر ومع ذلك مازال يتكبر في الكلام .. فكيف تكسر هذه العنجهية عنده وهذه القسوة وهذه الشدة إلا بالتعامل إلا بالابتسام إلا بالسمت إلا بالصبر إلا بالعفو إلا بالمسامحة .. ثم بعد ذلك يدرك .. فتركه صلى الله عليه وسلم أيامًا يرى وينظر .. في اليوم الأخير قال عليه الصلاة والسلام أطلقوا سراحه .. خلاص العبرة من سجنه هو العظة الاعتبار والتأديب وليس الضغط والقوة والضرب والإهانة والشتيمة ستقرره بعد ذلك أعنف من الحالة الأولى .
    فلما خرج من عند النبي صلى الله عليه وسلم قال: وجدت عندكم القسوة .. ووجدت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم الرحمة .. لما أرادوا أن يقتلوه وعرفوا أن هدفه قتل النبي صلى الله عليه وسلم .. وجدت عنده الرحمة والإنسانية عليه الصلاة والسلام .. إذن يروي عروة بن الزبير رضي الله عنه في صلح الحديبية ذلك الصلح الذي غير حياة المجتمع الأول كله بل يقول اهل السير أن الناس الذين أسلموا في فترة صلح الحديبية في السنة السادسة أكثر من الذين اسلموا من السنة الأولى إلى السنة السادسة .. عدد الصحابة هؤلاء بعد صلح الحديبية أكثر .. لماذا؟ لأن التعامل بالأخلاق والسير والسمت له أثر أكبر من الكلمات الوعظية المباشرة ..
    ثم يقول: ولقد زرت كسرى في ملكه وقيصر في ملكه والنجاشي في ملكه، فما رأيت أحدًا يعظم أحدًا كما يعظم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم نبيهم، والله ما تكلم إلا ابتدروا إلى كلامه مجرد أن ينطق مباشرة يتوجهون إليه يستمعون إلى كلامه عليه الصلاة والسلام، وإذا توضأ اقتتلوا على وضوءه كل يريد أن يأخذ من ماءه الشريف عليه الصلاة والسلام.. وإذا خرج ريقه عليه الصلاة والسلام كل يريد أن يمسح بها وجهه، شيء عجيب في محبتهم للنبي عليه الصلاة والسلام هؤلاء الناس الذين يتكلمون عن التعلق بالنبي عليه الصلاة والسلام وأن هذه مبالغات، هذه ليست مبالغات .. من رأى محمدًا صلى الله عليه وسلم وعاش معه ولو للحظات لا يمكن يعني إلا أن يصنع ذلك، ولذلك تسمعون في كتب الحديث أنه لا يمكن أن يعدل أحمد بن حنبل ولا أبو حنيفة ولا الشافعي ولا مائة مثلهم صحابي واحد .. لماذا؟ السبب في ذلك أن هؤلاء أكرمهم الله بالجلوس بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم والنظر في وجهه المبارك الشريف .. وتتبع هديه وسمته عليه الصلاة والسلام ساعة واحدة تكفي .. لذلك من أحبه بصدق عليه كما يقولوا أهل التاريخ والسير والحديث أنه يقذف الله سبحانه وتعالى الهيبة والمحبة ... هذه الهيبة تجدها في محبته عليه الصلاة والسلام وكافية أن ترفع قدرها قدر الإنسان في عليين وأن يكون مع النبي صلى الله عليه وسلم ..
    ولا تابع من التابعين الكبار يمكن أن يكون في منزلة الصحابي .. لماذا؟ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم له الأثر الكبير كما يذكر أهل السير.
    وكان الصحابة الكرام رضي الله عنهم وأرضاهم كثيري المحبة وكثيري التعلق، بل مجرد أن يسمعوا اسمه عليه الصلاة والسلام بيت شعر يذكره تجدهم مباشرة يتأثرون ويبكون .. هؤلاء الذين يصفون من يتاثر ببيت شعر أو بفكر النبي صلى الله عليه وسلم فيبكي أو يحزن أو تصيبه شيء من القشعريرة يقول يصفه أن هذا بعيد عن السنة أو هذا يسمى باسم كذا وكذا .. هذا ليس صحيحًا .. اسمعوا إلى هدي الصحابة الكرام القريبين من النبي محمد صلى الله عليه وسلم .. عمر بن الخطاب رضي الله عنه خرج يوم من الأيام إلى المدنية .. طرق المدينة وشوارعها فسمع صوتًا امرأة عجوز تقول بيت شعر:
    على محمد صلاة الأبرار
    صلى عليه المصطفون الأخيار
    قد كنت بكاءًا بالأسحار
    ياليت شعري والمنايا أطوار
    هل تجمعني وحبيبي الدار
    عليه الصلاة والسلام .. فبكى عمر رضي الله عنه وأرضاه عند باب بيتها .. إلى أن أذن مؤذن الفجر .. بمجرد أن سمع بيتين من الشعر يذكر فيها النبي محمد صلى الله عليه وسلم من الليل إلى أن أذن الفجر وهو عند بابها يبكي عمر رضي الله عنه وأرضاه .. هذا الشديد هذا القوي هذا الذي له شكيمة وقوة في الإسلام هذا الذي أذا مشى أسرع وإذا ضرب أوجع تجده بمجرد أن يذكر النبي محمد صلى الله عليه وسلم يبكي .. وعجوز كبيرة وبيتها شعر ..
    وعلي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه أراد أن يصنع باب في بيته، والباب يحتاج إلى ضرب .. يعني مسمار وخشب .. فأخذ الباب وذهب به إلى ناحية بعيدة 2 ميل عن المدينة المنورة، فسأل في ذلك، قال: خشية أن يسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم الصوت، ما أريد أن أؤذيه أبدًا .. كل هذا لماذا؟ محبة وحرصًا على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم .
    ويقول عمر بن العاص رضي الله عنه وأرضاه، شوف دايمًا يتكرر معنا عمرو بن العاص فاتح القاهرة وفاتح مصر، يقول عمرو بن العاص لولده عبد الله .. لما دخل الإيمان في قلبي أصبح محمد صلى الله عليه وسلم أحب الناس إلى قلبي .. هذا النبي أحب ما في الوجود هو محمد عليه الصلاة والسلام أحب من نفسي وأحب من ولدي وأحب إليه من كل شيء .. ويقول ووالله ما ملأت عيني من رسول الله صلى الله عليه وسلم حياءًا منه، ما أستطيع أن أنظر في عينيه .
    وجرير بن عبد الله البجلي.. الذي يروي الحديث الشهير ما رأني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا تبسم في وجهي .. يقول جرير: والله ما استطعت أن أرفع عيني في عيني رسول الله صلى الله عليه وسلم .. إرضاء وإحياءًا ومذلة للنبي صلى الله عليه وسلم ..
    وكان من شدة تعلقهم به أنه يصيبهم المكروه ولا يصيب محمد صلى الله عليه وسلم المكروه، فتروي فاطمة بنت يزيد بن السكن الذي توفي والدها وولدها وأخوالها وعمها وعم أبيها في يوم أحد .. فلما سمعتب بإصابة النبي صلى الله عليه وسلم خرجت مع بقية الصحابة، تنظر تريد أن تبعدهم عن الطريق، يقولون ماذا تريد؟ قالت: أريد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فبعض الصحابة منعها فلما رآها النبي صلى الله عليه وسلم.. قال: اتركوها امرأة تريد أن تعبر عن مشاعرها تريد أن ترى الحال، فتركها النبي صلى الله عليه وسلم فلما رآها النبي عليه الصلاة والسلام قالت يا رسول الله بأبي أنت وأمي كل مصيبة بعدك تهون .. خلاص أنا رأيتك ارتحت .. هذا كله دلالة على محبتهم وأنسهم وشوقهم للنبي محمد صلى الله عليه وسلم .. الشوق كبير والمحبة كثيرة .. نواصل إن شاء الله تعالى هذا الأمر ولكن بعد هذا الفاصل ..
    .................................................. ..........................
    بسم الله الرحمن الرحيم.. الحمد لله رب العالمين .. اللهم صلي على نبينا محمد وعلى أهله وصحبه أجمعين وبعد ..
    نواصل مرة أخرى كنا في حديثنا عن مكانة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ..ذكرنا كيف أن الصحابة الكرام كانوا يحبونه؟ فكان عمر بن الخطاب يبكي من بيتين شعر، وكان علي رضي الله عنه وأرضاه يأخذ باب داره ويصنعه بعيدًا عن مكان بيت النبي صلى الله عليه وسلم ، وكيف أن بنت يزيد فاطمة بنت يزيد عندما توفي والدها وعمها وأخوالها وولدها كانت تسأل عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وسلم .. كل ذلك شوقًا له ومحبة له عليه الصلاة والسلام . . وكذلك كان بعضهم يحس بالذي في نفسه .. وهذه ما تسمى بلغة المشاعر والأحاسيس، الأحاسيس التي في نفسه يبحث عنها .
    فمرة من المرات قال النبي عليه الصلاة والسلام لأم المؤمنين عائشة .. أتمنى من يحرسني وهذا كان في يوم الهجرة، فقدم سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه وأرضاه إلى بيته عليه الصلاة والسلام فطرق الباب، فقال عليه الصلاة والسلام من؟ قال سعد، قال: ما الذي جاء بك؟ قال: خوفي عليك يا رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فدعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم .
    لاحظوا أني يعني أحس بما في داخلك كما يقول الشاعر ..
    رب ورقاء هتوف في الضحى .. ذات شجو صدح في فنن
    ذكرت عيشًا وإلفًا سالفًا .. فبكت حزنًا فهاجت حزني
    فبكائي ربما أرقها .. وبكائها ربما أرقني
    ولقد تشكوا فما أفهمها .. ولقد تشكوا فما تفهمني
    غير أني بالجوا أرعفها .. وهي أيضا بالجوا تعرفني
    لغة الأحاسيس والمشاعر حتى مع الورقاء ومع الحمامة .. فكذلك كانوا يحسون بحالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وهذه لا تكون إلا لكثرة الشوق والحرص والاتباع والتأسي .. فكانوا يتبعونه من مكان إلى مكان ومن حال إلى حال .. حتى يصل به المستوى إلى أن الإحساس الداخلي يتأثر به الإنسان ويتعرف عليه .




    في غزوة أحد : استشهد عم النبي حمزة فكان يبكي عليه عليه الصلاة والسلام وأبو بكر بجواره يبكي .. فدخل عمر .. عمر الشديد .. عمر الذي كان قد أراد أن يقتل النبي صلى الله عليه وسلم في أول الأمر، عمر الذي كان يأد ابنته الصغيرة وهي تلعب بلحيته فيدفنها، عمر هذا القاسي الشديد يأتي إلى مسجد النبي عليه الصلاة والسلام فيجده يبكي، قال: ما الأمر يا رسول الله؟ فما أجابه .. ثم قال: يا أبا بكر ما الأمر؟ إيش اللي يخليكم تبكون؟ فما أجابه . ثم قال: إما أخبرتماني أو بكيت لبكائكما .. أنا أشارككم بالمشاعر والأحاسيس .. أبكي مثلكم .. سبحان الله!! كيف غيره الإسلام من رجل يريد أن يقتل الرسول إلى رجل حتى وإن لم يقل الرسول صلى الله عليه وسلم أي كلمة تجده إن لم تخبراني أبكي معك .. أنظر إلى هذه التربية النبوية في مثل هذا الأمر، كيف كانوا يحسون بنبيهم صلى الله عليه وسلم ؟
    الجيل الذي بعده، بعد الصحابة جيل التابعين صحيح ما رأوا النبي عليه الصلاة والسلام ولكن كانوا يحرصون على آثاره، يحرصون على حديثه يحرصون على كلماته عليه الصلاة والسلام ..
    هذا أحمد بن حنبل رحمه الله طاف في البلاد 37 سنة يبحث عن أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم وكلماته، وكان يسافر من مدينة إلى مدينة من أجل طلب حديث واحد، ولقد كتب في هذا الخطيب البغدادي الرحلة في طلب الحديث .. أحيانًا حديث واحد من أجل حرصهم على أحاديث وكلمات النبي عليه الصلاة والسلام ..
    وصديقه يحيى بن أبي المعين: كان قد دعا الله سبحانه وتعالى دعوة، قال اللهم أمتني في الروضة في روضة النبي صلى الله عليه وسلم ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة .. فدعا الله سبحانه وتعالى أن يرزقه الموت في الروضة الشريفة التي كان يذكر فيها النبي صلى الله عليه وسلم وعلى آله وسلم .. فاستجاب الله تبارك وتعالى دعاؤه ومات في الروضة الشريفة، بل أكرمه الله أكرم من ذلك، هناك كان المسئول عن البيت النبوي والألواح فغسل على الألواح التي غسل عليها النبي صلى الله عليه وسلم .. فلما قيل لخازن الألواح لما صنعت ذلك؟ قال: لأن يحيى بن معين كان يحرص على كلام النبي صلى الله عليه وسلم فأنا أكرمه بذلك .. فمات في الروضة وغسل على ألواح النبي محمد صلى الله عليه وسلم .
    الروضة الشريفة المباركة: سميت بالروضة لأنها روضة الذكر فيها كان النبي صلى الله عليه وسلم يذكر الله، إذا مررت برياض الجنة فارتعوا، وألف الإمام النووي عليه رحمه الله كتابه رياض الصالحين .. المكان الذي يذكر فيه الله سبحانه وتعالى .. وسميت بالروضة كذلك لأنها قطعة في الجنة كذلك مثل أحد .. أحد في الجنة جبل يحبنا ونحبه كذلك هذه البقعة هي في الجنة وكذلك أحد في الجنة، فأكرم الله سبحانه وتعالى أكرم يحيى ابن معين بذلك بسبب حرصه على النبي صلى الله عليه وسلم وكلماته وحديثه ..
    وكان مالك بن أنس: من حرصه على تعظيم أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم لا يمشي في المدينة إلى حافي على قدميه، لا يريد أن يطأ بنعله أو ما يمكن أن يتعلق بها من أوساخ في المكان الذي مشى فيه النبي محمد صلى الله عليه وسلم .. هؤلاء ترى كبار الأئمة الإمام مالك إمام دار الهجرة، ليست هذه الأفعال بعيدة عن هذه السلف، هذه هي أفعال السلف الصالح، يلاحظوا حتى موضع الأثار، موطأ القدم يريد أن يمشي حافيًا حتى لا أضع نعلي في المكان الذي وطأه النبي محمد صلى الله عليه وسلم .. هذا ليس اتباع ظاهري هذه ليست محبة ظاهرية .. لا .. بل هو شوق وانبعاث داخلي يؤثر على شوق وجوارح الإنسان فيما بعد .. بالله لو كان هذا الإنسان في هذه المحبة إلى هذا المستوى محبة قلبية واتباع والتأسي سيكون هذا من أكمل الناس محبة وشوقًا للنبي عليه الصلاة والسلام.
    وكذلك كان من حرصهم تتبع أثار النبي عليه الصلاة والسلام أي شيئ بقي منه مباشرة يحرصون عليه .. فأم سلمة رضي الله عنها وأرضها كان عندها جلجل .. وفيه شعرات للنبي عليه الصلاة والسلام فكلما أصابها شيء أو أحدهم مرض زارها فوضعت شيء من شعرات النبي صلى الله عليه وسلم في الماء فيغسل به الإنسان بدنه فيشفى بإذن الله سبحانه وتعالى .. هذه من بركات النبي محمد صلى الله عليه وسلم .
    وخالد بن الوليد: وجد شعرة أهداها له النبي صلى الله عليه وسلم بقيت معه فلما كان في الغزوات كان يضع هذه الشعرة في المغفر في الخوزة ويقاتل بها في سبيل الله سبحانه وتعالى .. وطعن عدة طعنات من هنا ومن هنا ولكنه رضي الله عنه وأرضاه مات على فراشه .. وهو إن شاء الله شهيد عند الله سبحانه وتعالى ..
    وكذلك أبو سفيان: الرجل الذي قاتل النبي عليه الصلاة والسلام في أول أمره .. وكانت زوجته قد قتلت حمزه رضي الله عنه وأرضاه .. وكان بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم قصص من التاريخ المحزن تاريخ بلغة العصر تاريخ أسود .. فلما جاء اليوم يوم الفتح اليوم جاء يوم الثأر قتلت عمي وقتلت أصحابي وأذيتني وسب أهلي وشتمت قبيلتي وديني كذلك سب .. ومع ذلك جاء هذا اليوم .. والنبي صلى الله عليه وسلم أراد أن يكرم أبو سفيان .. لأنه هو سيد ومن هدي الإسلام أنه ينزل الناس منازلهم حتى ولو كانوا كفارًا . أنت إنسان الآن في وضع مذلة الآن .. وضع أضعف من الحال التي كنت فيها أنا الآن قوي أنا الآن الزعيم ..فيأتي الآن حسن العهد يأتي الآن الإيمان الذي ربى الإنسان بدون أن ينظر ماذا يفتخر .. قاتل عمك أصحابك . وشاتم دينك وأهلك ماذا ستفعل به؟ .. قال عليه الصلاة والسلام: من دخل دار أبو سفيان فهو آمن .. ترى الآن أنتم في آمان واللي يدخل دار أبو سفيان هو في قمة الأمان .. ومع ذلك ماذا فعل النبي صلى الله عليه وسلم أهداه أظافره بعدما قصها عليه الصلاة والسلام أهداها لأبو سفيان .. فلما حانت وفاته رحمه الله ورضي عنه .. أخذ هذه الأظافر وأمر أولاده أن يضعونها في جفونه . وينام في قبره وهي معه .. وطبقوا وصيته فنام بذلك .
    شوفوا كيف محبة النبي صلى الله عليه وسلم وانظروا إلى فعله الشريف في لحظات العفو ولحظات المقدرة .. هذه كلها أثار لمحبة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ..
    وايضا أبو هريرة: رضي الله عنه وأرضاه أهداه النبي صلى الله عليه وسلم كنيف فيه شعره من شعراته، شوفوا إهداءات النبي صلى الله عليه وسلم وإن كانت متواضعة لكن فيها خير.. فلما جاء يوم عثمان قتل عثمان رضي الله عنه نهب ما عنده وسرق بيت أبو هريرة وكان فيه الكنيف .. فقال أبو هريرة في بيت شعر معروف:
    للناس هم ولي ذا اليوم همان ... فقد الكنيف وفقد الشيخ عثمان
    أنا اليوم عندي مصيبتين قتل عثمان وأنني فقدت شعر النبي صلى الله عليه وسلم .. فقدم فقد الشعرة على قتل عثمان .. فقال: فقد الكنيف وفقد الشيخ عثمان .. كل هذا محبة وحرصًا على اثر النبي صلى الله عليه وسلم ..
    أظن أن لو أطلنا لن ننتهي من مكانة النبي صلى الله عليه وسلم وكيف كان يتشوق إلى محبته الصحابة الكرام ...

    نقف الآن مع الدروس والعبر: فاذكر لنا شيء من دروسه وعبره في هذه الحلقة .. تفضل أخي الحبيب ..
    أحد الضيوف:
    من محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت باتباعهم لسنته حتى في أثاره لما سرق منزل سيدنا أبو هريرة ومات سيدنا عثمان فقد قدم الكنف أثر من أثار الرسول صلى الله عليه وسلم على مقتل سيدنا عثمان؛ لمحبته لأنهم يتبعون النبي في كل ما يفعله في الدنيا ومن أحب رسول الله صلى الله عليه وسلم أحبه الله وله مكانته يوم القيامة .
    د. علي العمري:
    ونسمع الآن من في الطرف الآخر .. تفضل
    أحد الضيوف: بسم الله الرحمن الرحيم .. استفدنا من هذه الحلقة كثيرًا إن شاء الله أولا ما ذكرته من كثرة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم كما ذكرت الآية القرآنية { إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً } وذكرت كل لحظة عن ذكر الله تعالى، الذين وجد شيئًا الله أكبر تقول الله أكبر وهكذا . ومحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف أن أصحابه يحبون الرسول صلى الله عليه وسلم ويتبعون الرسول صلى الله عليه وسلم وهذا هو ما استفدناه في هذه الحلقة .
    د. علي العمري: إذن رأينا كيف أن الصحابة الكرام كانوا يحبون نبيهم صلى الله عليه وسلم ويكثرون من ذكره ومن سيرته ومن أثاره وأي شيء يدلهم عليه بيت الشعر الكلمة الموعظة الأثر كل ذلك يدلهم على النبي صلى الله عليه وسلم .
    في الحقيقة هي طرق ووسائل.. وهدي السلف الصالح لمحبته صلى الله عليه وسلم .. نعم هناك الإتباع.. وهناك التأسي سنذكر ذلك ولكن أحببت في هذه الحلقة أن أثبت هذا الأمر أن من أحب نبيه صلى الله عليه وسلم فليكثر من ذكره ومن أثاره ويتعلق به حتى ببيت الشعر وحتى بالكلمة .. وحتى إذا سمع آية أو سمع أنشودة أو سمع أي شيء يذكره بحبيبه محمد صلى الله عليه وسلم.. نسأل الله سبحانه وتعالى أن يحشرنا في زمرته وتحت لواءه.
    وإلى حلقة قادمة.. أستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

    هذا هو نص اول حلقة لبرنامج الرسول والحياة
    وسنأتيكم بالحلقات الأخرى قريبا بإذن الله لنعيش مع الحبيب الرسول
    فى حبيبى يا رسول الله
    إذا خلوت يوماً بريبةٍ والنفس داعية إلى العصيان
    فقل لها استحِ من نظرِ الإله فإن الذي خلق الظلام يراني
    إن كنت تعصي الله مع علمك باطلاعه عليك فما أشد وقاحتك وما أقل حياءك
    " أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَاحَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ"
يعمل...
X