بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله –صلى الله عليه وسلم- وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه، واهتدى بهديه وسار على نهجه إلى يوم الدين.... اللهم آمين.
س: ما هى مراحل تشريع الصوم؟!ـ
س: ما هى مراحل تشريع الصوم؟!ـ
ج
: ليُعلم ابتداءاً أن الصوم لم يفرض على المسلمين كما هو اليوم مرة واحدة، وإنما مر بثلاثة مراحل، فانظروا معى إلى صبر الصحابة على التكاليف الشرعية، والتى لا يحتمل أقلها واحد منَّا –إلا من رحم ربى-، فهم قوم أوتوا الإيمان قبل القرآن، فلما جاءتهم أوامر القرآن أذعنوا لها ولم يعترضوا، وأما نحن فلا حول ولا قوة إلا بالله، أسأل الله –تعالى- أن يرزقنا السير على خطاهم.
* المرحلة الأولى:
لم يكن الصوم واجباً على كل مكلف فرض عين، وإنما كانت هناك رخصة، فمن شاء صام، ومن شاء أفطر ولو كان بغير عذر، شريطة أن يطعم عن كل يوم مسكيناً
.
الدليل
:
قول المولى –عزوجل-: (( وَعَلى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِين))[البقرة:184]، أى: من كان مطيقاً للصوم قادراً عليه ولكن أراد أن يفطر فليفطر ويطعم مسكيناً عن كل يوم.
* المرحلة الثانية:
كان فيها الصوم على سبيل الإلزام، ونسخ حكم التخيير بالنسبة للقادر، فيبدأ فيها الصوم من وقت العشاء، إلى مغرب اليوم التالى، فكان الصحابة
–رضوان الله عليهم- يصومون طِيلَة اليوم والليلة، إلا ما بين المغرب والعشاء.
الدليل
: أولاً: على نسخ حكم التخيير للقادر: قول الله –تعالى- فى محكم التنـزيل: ((فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرٍ)) [البقرة:185].
ثانياً: بالنسبة لوقت الصيام: روى البخارى –رحمه الله- عن البراء بن عازب –رضى الله عنه-، قال: " كان أصحاب محمد –صلى الله عليه وسلم- إذا كان الرجل صائماً فحضر الإفطار، فنام قبل أن يفطر، لم يأكل ليلته ولا يومه حتى يمسى، وإن قيس بن صِرمَة الأنصارىّ كان صائماً، فلما حضر الإفطار أتى امرأته، فقال لها: أعندكِ طعام؟، قالت: لا، ولكن أنطلق فأطلب لك، وكان يومه يعمل، فغلبته عيناه، فجاءته امرأته، فلما رأته قالت: خَيْبَةً لك. فلما انتصف النهار غُشِى عليه، فذُكر ذلك للنبى –صلى الله عليه وسلم-، فنزلت هذه الآية: ((أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلى نِسَآئِكُمْ))، ففرحوا بها فرحاً شديداً، ونزلت: ((وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الفَجْرِ))" [الحديث بطوله فى صحيح البخارى].
ثانياً: بالنسبة لوقت الصيام: روى البخارى –رحمه الله- عن البراء بن عازب –رضى الله عنه-، قال: " كان أصحاب محمد –صلى الله عليه وسلم- إذا كان الرجل صائماً فحضر الإفطار، فنام قبل أن يفطر، لم يأكل ليلته ولا يومه حتى يمسى، وإن قيس بن صِرمَة الأنصارىّ كان صائماً، فلما حضر الإفطار أتى امرأته، فقال لها: أعندكِ طعام؟، قالت: لا، ولكن أنطلق فأطلب لك، وكان يومه يعمل، فغلبته عيناه، فجاءته امرأته، فلما رأته قالت: خَيْبَةً لك. فلما انتصف النهار غُشِى عليه، فذُكر ذلك للنبى –صلى الله عليه وسلم-، فنزلت هذه الآية: ((أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلى نِسَآئِكُمْ))، ففرحوا بها فرحاً شديداً، ونزلت: ((وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الفَجْرِ))" [الحديث بطوله فى صحيح البخارى].
قال العلماء
: والمقصود أن الله –سبحانه وتعالى- استغنى بذكر الأشد (وهو الجماع) عن الأدنى (وهو الأكل والشرب وغير ذلك من مبطلات الصوم).
* المرحلة الثالثة:
هى ما نحن عليه الآن وهو ما ذُكر فى حديث البراء
–رضى الله عنه- السابق، فيبدأ الصوم من طلوع الفجر الصادق، وينتهى بغروب شمس اليوم التالى.
الدليل
:
قول المولى –عزوجل- : ((وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الفَجْرِثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إلى الَّيْل)) [البقرة:187]،كما تبين فى حديث البراء –رضى الله عنه- السابق، ونُسِخ حكم التخيير بالنسبة للقادر على الصوم، وكذا الصيام المتواصل من العشاء للمغرب التالى.
هذا وأسأل الله تعالى أن يوفقنا جميعاً لما يحب ويرضى، وأن يرزقنا الإخلاص فى أقوالنا وأفعالنا
تعليق