إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

سيف الله الذي لن ينكسر رضي الله عنه

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • سيف الله الذي لن ينكسر رضي الله عنه

    بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه الأبرار الأطهار وسلم تسليما كثيرا

    أخواني

    هذه الحرب التي تعلن الآن على الأطهار هى التي دفعتني
    لأكتب ماهو اليوم بين أيديكم لأذود عن حرمهم الكريم ولأزود عن عرضهم الطاهر لا لأرفع من قدرهم وشأنهم ، فإن الذي رفع قدرهم هو الله ، وإن الذي رفع شأنهم وعَدلهم رسول الله .

    وأنا أتحدث اليوم عن الصحب الأطهار لأرفع من قدر نفسي ومن قدر إخواني وأخواتي
    وأتضرع إلى الله عز وجل بحبنا لهم أن يحشرنا معهم ،

    فالمرء مع من أحب يوم القيامة بموعود الحبيب محمد .

    والله الذي لا إله غيره لا أرى مثلا لهؤلاء الموتورين- الذين يتطاولون اليوم على القمم الشماء – لا أرى لهم مثلا إلا كمثل ذبابة حقيرة سقطت على نخلة عملاقة فلما هَمَت الذبابة الحقيرة بالإنصراف قالت في استعلاء للنخلة العملاقة : أيتها النخلة تماسكي فإني راحلة عنك !!
    فقالت النخلة العملاقة : انصرفي أيتها الذبابة الحقيرة فهل شعرت بك حينما سقطت عَلَىَ لأستعد لك وأنت راحلة عني؟!!

    وقد ذكروا للإمام مالك بن أنس أن رجلا ينتقص من أصحاب النبي فقرأ مالك بن أنس رحمه الله قوله تعالى مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا الفتح 29
    ثم قال مالك : فمن وجد في قلبه غيظاً على أحد من أصحاب رسول الله فقد أصابته هذه الآية " ليغيظ بهم الكفار "

    فهل بعد الكفر ذنب

    ولكن ما يحزنني هو أن بعضنا لا يعرف عن سيدنا خالد بن الوليد

    (سيف الله المسلول) رضي الله عنه سوى لقبه ولقبه فقط فأردت أن

    أتشرف وأقتنص ذلك الشرف بأن أتحدث عن من ؟ عن سيف الله

    سيف الله ....نعم أخواني سيف الله المسلول .

    وسوف أتكلم من بداية إسلام السيف الذي لم ينكسر ولن ينكسر أبدا لأنه ببساطه

    سيف الله المسلول وكفى.

    هو "أبو سليمان خالد بن الوليد بن المغيرة"
    ينتهي نسبه إلى "مرة بن كعب بن لؤي" الجد السابع للنبي (صلى الله عليه وسلم) و"أبي بكر الصديق" رضي الله عنه.
    وأمه هي "لبابة بنت الحارث بن حزن الهلالية"، وقد ذكر "ابن عساكر" – في تاريخه – أنه كان قريبًا من سن "عمر بن الخطاب".

    أسرة عريقة ومجد تليد

    وينتمي خالد إلى قبيلة "بني مخزوم" أحد بطون "قريش" التي كانت إليها "القبة" و"الأعنة"، وكان لها شرف عظيم ومكانة كبيرة في الجاهلية، وكانت على قدر كبير من الجاه والثراء، وكانت بينهم وبين قريش مصاهرة متبادلة.

    وكان منهم الكثير من السابقين للإسلام؛ منهم: "أبو سلمة بن عبد الأسد"، وكان في طليعة المهاجرين إلى الحبشة، و"الأرقم بن أبي الأرقم" الذي كانت داره أول مسجد للإسلام، وأول مدرسة للدعوة الإسلامية.

    وكانت أسرة "خالد" ذات منزلة متميزة في بني مخزوم؛ فعمه "أبو أمية بن المغيرة" كان معروفًا بالحكمة والفضل، وكان مشهورًا بالجود والكرم، وهو الذي أشار على قبائل قريش بتحكيم أول من يدخل عليهم حينما اختلفوا على وضع الحجر الأسود وكادوا يقتتلون، وقد مات قبل الإسلام.

    وعمه "هشام بن المغيرة" كان من سادات قريش وأشرافها، وهو الذي قاد بني مخزوم في "حرب الفجار".

    وكان لخالد إخوة كثيرون بلغ عددهم ستة من الذكور هم: "العاص" و"أبو قيس" و"عبد شمس" و"عمارة" و"هشام" و"الوليد"، اثنتين من الإناث هما: "فاطمة" و"فاضنة".

    أما أبوه فهو "عبد شمس الوليد بن المغيرة المخزومي"، وكان ذا جاه عريض وشرف رفيع في "قريش"، وكان معروفًا بالحكمة والعقل؛ فكان أحدَ حكام "قريش" في الجاهلية، وكان ثَريًّا صاحب ضياع وبساتين لا ينقطع ثمرها طوال العام.

    فارس عصره وكل العصور

    وفي هذا الجو المترف المحفوف بالنعيم نشأ "خالد بن الوليد"، وتعلم الفروسية كغيره من أبناء الأشراف، ولكنه أبدى نبوغًا ومهارة في الفروسية منذ وقت مبكر، وتميز على جميع أقرانه، كما عُرف بالشجاعة والجَلَد والإقدام، والمهارة وخفة الحركة في الكرّ والفرّ.

    واستطاع "خالد" أن يثبت وجوده في ميادين القتال، وأظهر من فنون الفروسية والبراعة في القتال ما جعله فارس عصره بلا منازع.


    إسلامه رضي الله عنه

    أسلم خالد في (صفر 8 هـ= يونيو 629م)؛ أي قبل فتح مكة بستة أشهر فقط، وقبل غزوة مؤتة بنحو شهرين.

    ويروى في سبب إسلامه: أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال للوليد بن الوليد أخيه، وهو في عمرة القضاء: "لو جاء خالد لقدّمناه، ومن مثله سقط عليه الإسلام في عقله"، فكتب "الوليد" إلى "خالد" يرغبه في الإسلام، ويخبره بما قاله رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فيه، فكان ذلك سبب إسلامه وهجرته.

    وقد سُرَّ النبي (صلى الله عليه وسلم) بإسلام خالد، وقال له حينما أقبل عليه: "الحمد لله الذي هداك، قد كنت أرى لك عقلاً رجوت ألا يسلمك إلا إلى خير".

    وفرح المسلمون بانضمام خالد إليهم، فقد أعزه الله بالإسلام كما أعز الإسلام به، وتحول عداء خالد للإسلام والمسلمين إلى حب وتراحم، وانقلبت موالاته للكافرين إلى عداء سافر، وكراهية متأججة، وجولات متلاحقة من الصراع والقتال.

    سيف الله في مؤتة

    وكانت أولى حلقات الصراع بين خالد والمشركين –بعد التحول العظيم الذي طرأ على حياة خالد وفكره وعقيدته– في (جمادى الأولى 8هـ = سبتمبر 629م) حينما أرسل النبي (صلى الله عليه وسلم) سرية الأمراء إلى "مؤتة" للقصاص من قتلة "الحارث بن عمير" رسوله إلى صاحب بصرى.

    وجعل النبي (صلى الله عليه وسلم) على هذا الجيش: "زيد بن حارثة" ومن بعده "جعفر بن أبي طالب"، ثم "عبد الله بن رواحة"، فلما التقى المسلمون بجموع الروم، استشهد القادة الثلاثة الذين عينهم النبي (صلى الله عليه وسلم)، وأصبح المسلمون بلا قائد، وكاد عقدهم ينفرط وهم في أوج المعركة، وأصبح موقفهم حرجًا، فاختاروا "خالدًا" قائدًا عليهم.

    واستطاع "خالد" بحنكته ومهارته أن يعيد الثقة إلى نفوس المسلمين بعد أن أعاد تنظيم صفوفهم، وقد أبلى "خالد" – في تلك المعركة – بلاء حسنًا، فقد اندفع إلى صفوف العدو يعمل فيهم سيفه قتلاً وجرحًا حتى تكسرت في يده تسعة أسياف.

    وقد أخبر النبي (صلى الله عليه وسلم) أصحابه باستشهاد الأمراء الثلاثة، وأخبرهم أن "خالدًا" أخذ اللواء من بعدهم، وقال عنه: "اللهم إنه سيف من سيوفك، فأنت تنصره". فسمي خالد "سيف الله" منذ ذلك اليوم.


    وبرغم قلة عدد جيش المسلمين الذي لا يزيد عن ثلاثة آلاف فارس، فإنه استطاع أن يلقي في روع الروم أن مددًا جاء للمسلمين بعد أن عمد إلى تغيير نظام الجيش بعد كل جولة، فتوقف الروم عن القتال، وتمكن خالد بذلك أن يحفظ جيش المسلمين، ويعود به إلى المدينة استعدادًا لجولات قادمة.

    خالد والدفاع عن الإسلام


    وحينما خرج النبي (صلى الله عليه وسلم) في نحو عشرة آلاف من المهاجرين والأنصار؛ لفتح "مكة" في (10 من رمضان 8هـ = 3 من يناير 630م)، جعله النبي (صلى الله عليه وسلم) على أحد جيوش المسلمين الأربعة، وأمره بالدخول من "الليط" في أسفل مكة، فكان خالد هو أول من دخل من أمراء النبي (صلى الله عليه وسلم)، بعد أن اشتبك مع المشركين الذين تصدوا له وحاولوا منعه من دخول البيت الحرام، فقتل منهم ثلاثة عشر مشركًا، واستشهد ثلاثة من المسلمين، ودخل المسلمون مكة – بعد ذلك – دون قتال.

    وبعد فتح مكة أرسل النبي (صلى الله عليه وسلم) خالدًا في ثلاثين فارسًا من المسلمين إلى "بطن نخلة" لهدم "العزى" أكبر أصنام "قريش" وأعظمها لديها.

    ثم أرسله – بعد ذلك – في نحو ثلاثمائة وخمسين رجلاً إلى "بني جذيمة" يدعوهم إلى الإسلام، ولكن "خالدًا" – بما عُرف عنه من البأس والحماس – قتل منهم عددًا كبيرًا برغم إعلانهم الدخول في الإسلام؛ ظنًا منه أنهم إنما أعلنوا إسلامهم لدرء القتل عن أنفسهم، وقد غضب النبي (صلى الله عليه وسلم) لما فعله خالد وقال: "اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد"، وأرسل "عليًا بن أبي طالب" لدفع دية قتلى "بني جذيمة".

    وقد اعتبر كثير من المؤرخين تلك الحادثة إحدى مثالب "خالد"، وإن كانوا جميعًا يتفقون على أنه أخطأ متأولاً، وليس عن قصد أو تعمد. وليس أدل على ذلك من أنه ظل يحظى بثقة النبي (صلى الله عليه وسلم)، بل إنه ولاه – بعد ذلك – إمارة عدد كبير من السرايا، وجعله على مقدمة جيش المسلمين في العديد من جولاتهم ضد الكفار والمشركين.

    ففي "غزوة حنين" كان "خالد" على مقدمة خيل "بني سليم" في نحو مائة فارس، خرجوا لقتال قبيلة "هوازن" في (شوال 8هـ = فبراير 630م)، وقد أبلى فيها "خالد" بلاءً حسنًا، وقاتل بشجاعة، وثبت في المعركة بعد أن فرَّ من كان معه من "بني سليم"، وظل يقاتل ببسالة وبطولة حتى أثخنته الجراح البليغة، فلما علم النبي (صلى الله عليه وسلم) بما أصابه سأل عن رحله ليعوده.


    سيف على أعداء الله


    ولكن هذه الجراح البليغة لم تمنع خالدًا أن يكون على رأس جيش المسلمين حينما خرج إلى "الطائف" لحرب "ثقيف" و"هوازن".

    ثم بعثه النبي (صلى الله عليه وسلم) – بعد ذلك – إلى "بني المصطلق" سنة (9هـ = 630م)، ليقف على حقيقة أمرهم، بعدما بلغه أنهم ارتدوا عن الإسلام، فأتاهم "خالد" ليلاً، وبعث عيونه إليهم، فعلم أنهم على إسلامهم، فعاد إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) فأخبره بخبرهم.

    وفي (رجب 9هـ = أكتوبر 630م) أرسل النبي (صلى الله عليه وسلم) "خالدًا" في أربعمائة وعشرين فارسًا إلى "أكيدر بن عبد الملك" صاحب "دومة الجندل"، فاستطاع "خالد" أسر "أكيدر"، وغنم المسلمون مغانم كثيرة، وساقه إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) فصالحه على فتح "دومة الجندل"، وأن يدفع الجزية للمسلمين، وكتب له النبي (صلى الله عليه وسلم) كتابًا بذلك.

    وفي (جمادى الأولى 1هـ = أغسطس 631م) بعث النبي (صلى الله عليه وسلم) "خالدًا" إلى "بني الحارث بن كعب" بنجران في نحو أربعمائة من المسلمين، ليخيرهم بين الإسلام أو القتال، فأسلم كثير منهم، وأقام "خالد" فيهم ستة أشهر يعلمهم الإسلام وكتاب الله وسنة نبيه، ثم أرسل إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) يخبره بإسلامهم، فكتب إليه النبي يستقدمه مع وفد منهم.


    يتبع باذن الله







    وأقوال الرسول لنا كتابا وجدنا فيه أقصا مبتغانا
    وعزتنا بغير الدين ذل وقدوتنا شمائل مصطفانا
    صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم

  • #2

    أخواني أحببت قبل أن أكمل ما بدأت أن أوضح لكم أنني أقل أن أكتب عن سيف الله
    رضي الله عنه فمن أنا حتى أتحدث عنه
    فأردت أان أكتب نبذه وليس كل ما فعله
    لكي أزداد شرفا بأن كتبت سطر من حياة سيف الله رضي الله عنه
    وهذا ليس دفاعا لأنه لا يحتاج دفاع
    فهل يتأثر السحاب بأن تمتد لها يد شلاء


    ونتابع القليل من سيرته وليس كل سيرته



    يقاتل المرتدين ومانعي الزكاة

    وبعد وفاة النبي (صلى الله عليه وسلم) شارك "خالد" في قتال

    المرتدين في عهد "أبي بكر الصديق" – رضي الله عنه – فقد ظن

    بعض المنافقين وضعاف الإيمان أن الفرصة قد أصبحت سانحة

    لهم – بعد وفاة النبي – للانقضاض على هذا الدين، فمنهم من ادعى

    النبوية، ومنهم من تمرد على الإسلام ومنع الزكاة، ومنهم من ارتد

    عن الإسلام. وقد وقع اضطراب كبير، واشتعلت الفتنة التي أحمى

    أوارها وزكّى نيرانها كثير من أعداء الإسلام.


    وقد واجه الخليفة الأول رضي الله عنه تلك الفتنة بشجاعة وحزم،

    وشارك خالد بن الوليد رضي الله عنه بنصيب وافر في التصدي

    لهذه الفتنة والقضاء عليها، حينما وجهه أبو بكر لقتال "طليحة بن

    خويلد الأسدي" وكان قد تنبأ في حياة النبي (صلى الله عليه وسلم)

    حينما علم بمرضه بعد حجة الوداع، ولكن خطره تفاقم وازدادت

    فتنته بعد وفاة النبي (صلى الله عليه وسلم) والتفاف كثير من القبائل

    حوله، واستطاع خالد أن يلحق بطليحة وجيشه هزيمة منكرة فر

    "طليحة" على إثرها إلى "الشام"، ثم أسلم بعد ذلك وحسن إسلامه،

    وكان له دور بارز في حروب الفرس، وقد استشهد في عهد عمر

    بن الخطاب رضي الله عنه.

    وبعد فرار طليحة راح خالد يتتبع فلول المرتدين، فأعمل فيهم سيفه

    حتى عاد كثير منهم إلى الإسلام.


    القضاء على فتنة مسيلمة الكذاب

    وخرج خالد – بعد ذلك – لقتال مسيلمة الكذاب الذي كان من أشد

    أولئك المتنبئين خطرًا، ومن أكثرهم أعوانًا وجندًا، ودارت معركة

    عنيفة بين الجانبين، انتهت بهزيمة "بني حنيفة" ومقتل "مسيلمة"،

    وقد استشهد في تلك الحرب عدد كبير من المسلمين بلغ أكثر من

    ثلاثمائة وستين من المهاجرين والأنصار، وكان أكثرهم من

    السابقين إلى الإسلام، وحفظه القرآن، وهو الأمر الذي دعا أبا بكر

    إلى التفكير في جمع القرآن الكريم؛ خوفًا عليه من الضياع بعد

    موت هذا العدد الكبير من الحفاظ.

    فتوحات خالد في العراق

    ومع بدايات عام (12هـ = 633م) بعد أن قضى أبو بكر على فتنة

    الردة التي كادت تمزق الأمة وتقضي على الإسلام، توجه الصديق

    ببصره إلى العراق يريد تأمين حدود الدولة الإسلامية، وكسر

    شوكة الفرس المتربصين بالإسلام.

    وكان خالد في طليعة القواد الذين أرسلهم أبو بكر لتلك المهمة،

    واستطاع خالد أن يحقق عددًا من الانتصارات على الفرس في

    "الأبلة" و"المذار" و"الولجة" و"أليس"، وواصل خالد تقدمه نحو

    "الحيرة" ففتحها بعد أن صالحه أهلها على الجزية، واستمر خالد

    في تقدمه وفتوحاته حتى فتح جانبًا كبيرًا من العراق، ثم اتجه إلى

    "الأنبار" ليفتحها، ولكن أهلها تحصنوا بها، وكان حولها خندق

    عظيم يصعب اجتيازه، ولكن خالدًا لم تعجزه الحيلة، فأمر جنوده

    برمي الجنود المتحصنين بالسهام في عيونهم، حتى أصابوا نحو

    ألف عين منهم، ثم عمد إلى الإبل الضعاف والهزيلة، فنحرها

    وألقى بها في أضيق جانب من الخندق، حتى صنع جسرًا استطاع

    العبور عليه هو وفرسان المسلمين تحت وابل من السهام أطلقه

    رماته لحمايتهم من الأعداء المتربصين بهم من فوق أسوار

    الحصن العالية المنيعة.. فلما رأى قائد الفرس ما صنع خالد

    وجنوده، طلب الصلح، وأصبحت الأنبار في قبضة المسلمين.

    يواصل فتوحاته في العراق

    واستخلف خالد "الزبرقان بن بدر" على الأنبار واتجه إلى "عين

    التمر" التي اجتمع بها عدد كبير من الفرس، تؤازرهم بعض قبائل

    العرب، فلما بلغهم مقدم "خالد" هربوا، والتجأ من بقي منهم إلى

    الحصن، وحاصر خالد الحصن حتى استسلم من فيه، فاستخلف

    "عويم بن الكاهل الأسلمي" على عين التمر، وخرج في جيشه إلى

    دومة الجندل ففتحهما.

    وبسط خالد نفوذه على الحصيد والخنافس والمصيخ، وامتد سلطانه

    إلى الفراض وأرض السواد ما بين دجلة والفرات.

    الطريق إلى الشام

    ثم رأى أبو بكر أن يتجه بفتوحاته إلى الشام، فكان خالد قائده الذي

    يرمي به الأعداء في أي موضع، حتى قال عنه: "والله لأنسين

    الروم وساوس الشيطان بخالد بن الوليدولم يخيب خالد ظن أبي

    بكر رضي الله عنه فيه، فقد استطاع أن يصل إلى الشام بسرعة

    بعد أن سلك طريقًا مختصرًا، مجتازًا المفاوز المهلكة غير

    المطروقة، متخذًا "رافع بن عمير الطائي" دليلاً له، ليكون في

    نجدة أمراء أبي بكر في الشام: "أبي عبيدة عامر الجراح"،

    و"شرحبيل بن حسنة" و"عمرو بن العاص"، فيفاجئ الروم قبل

    أن يستعدوا له.. وما إن وصل خالد إلى الشام حتى عمد إلى تجميع

    جيوش المسلمين تحت راية واحدة، ليتمكنوا من مواجهة عدوهم

    والتصدي له.


    وأعاد خالد تنظيم الجيش، فقسمه إلى كراديس، ليكثروا في عين

    عدوهم فيهابهم، وجعل كل واحد من قادة المسلمين على رأس عدد

    من الكراديس، فجعل أبا عبيدة في القلب على (18) كردسا، ومعه

    عكرمة بن أبي جهل والقعقاع بن عمرو، وجعل عمرو بن العاص

    في الميمنة على 10 كراديس ومعه شرحبيل بن حسنة، وجعل يزيد

    بن أبي سفيان في الميسرة على 10 كراديس.


    والتقى المسلمون والروم في وادي اليرموك وحمل المسلمون على

    الروم حملة شديدة، أبلوا فيها بلاء حسنا حتى كتب لهم النصر في

    النهاية. وقد استشهد من المسلمين في هذه الموقعة نحو ثلاثة آلاف،

    فيهم كثير من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم).



    وتجلت حكمة خالد وقيادته الواعية حينما جاءه رسول برسالة من

    عمر بن الخطاب رضي الله عنه تحمل نبأ وفاة أبي بكر الصديق

    رضي الله عنه وتخبره بعزله عن إمارة الجيش وتولية أبي عبيدة

    بدلا منه، وكانت المعركة لا تزال على أشدها بين المسلمين

    والروم، فكتم خالد النبأ حتى تم النصر للمسلمين، فسلم الرسالة

    لأبي عبيدة ونزل له عن قيادة الجيش.

    خالد بين القيادة والجندية

    ولم ينته دور خالد في الفتوحات الإسلامية بعزل عمر رضي الله

    عنه له وتولية أبي عبيدة رضي الله عنه أميرا للجيش، وإنما ظل

    خالد يقاتل في صفوف المسلمين، فارسا من فرسان الحرب وبطلا

    من أبطال المعارك الأفذاذ المعدودين.

    وكان له دور بارز في فتح دمشق وحمص وقنسرين، ولم يفت في

    عضده أن يكون واحدا من جنود المسلمين، ولم يوهن في عزمه أن

    يصير جنديا بعد أن كان قائدا وأميرا؛ فقد كانت غايته الكبرى

    الجهاد في سبيل الله، ينشده من أي موقع وفي أي مكان.

    وفاة الفاتح العظيم رضي الله عنه

    وتوفي خالد بحمص في (18 من رمضان 21هـ = 20 من

    أغسطس 642م). وحينما حضرته الوفاة، انسابت الدموع من

    عينيه حارة حزينة ضارعة، ولم تكن دموعه رهبة من الموت،

    فلطالما واجه الموت بحد سيفه في المعارك، يحمل روحه على سن

    رمحه، وإنما كان حزنه وبكاؤه لشوقه إلى الشهادة، فقد عزّ عليه –

    وهو الذي طالما ارتاد ساحات الوغى فترتجف منه قلوب أعدائه

    وتتزلزل الأرض من تحت أقدامهم- أن يموت على فراشه، وقد

    جاءت كلماته الأخيرة تعبر عن ذلك الحزن والأسى في تأثر شديد:

    "لقد حضرت كذا وكذا زحفا وما في جسدي موضع شبر إلا وفيه

    ضربة بسيف، أو رمية بسهم، أو طعنة برمح، وها أنا ذا أموت

    على فراشي حتف أنفي، كما يموت البعير،

    فلا نامت أعين الجبناء".

    وحينما سمع عمر رضي الله عنه بوفاته يقول:

    "دع نساء بني مخزوم يبكين على أبي سليمان، فإنهن لا يكذبن، فعلى مثل أبي سليمان تبكي البواكي".[/size]

    رحمك الله يا ابى سليمان

    ونقولها مدوية لكل أحمق يدعي عليك شيء أيها البطل الشجاع :::::

    "موتوا بغيظكم"


    وجزاكم الله خيرا أخواني

    هذا وما كان فيه من خطأ فمني ومن الشيطان
    وأقوال الرسول لنا كتابا وجدنا فيه أقصا مبتغانا
    وعزتنا بغير الدين ذل وقدوتنا شمائل مصطفانا
    صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم

    تعليق


    • #3
      جزاك الله أخى دكتور مسلم ورضى الله عن سيدنا خالد و كل صحابة النبى صلى الله عليه وسلم
      سبحان الله وبحمده ::. . .:: سبحان الله العظيم
      الحمد لله عدد ما خلق . الحمد لله ملء ما خلق . الحمد لله عدد ما في السموات و ما في الأرض . الحمد لله عدد ما أحصى كتابه و الحمد لله ملء ما أحصى كتابه . و الحمد لله عدد كل شيئ والحمد لله ملء كل شيئ



      تعليق


      • #4
        ماشاء الله جزاك الله خيرا اخي
        والله وانا اقرا الموضوع فرحت بانضمام سيدنا خالد بن الوليد الي الاسلام وكانه منضم حالا وكانني في عصر رسول الله صلي الله عليه وسلم

        جزاكم الله خيرا ع جمال الاسلوب وحسنه

        جزاكم الله خيرا ع تعليمنا جزءا من سيرته فنحن نحتاج الي ذلك كما يحتاج الظمان الي الماء كي نربي انفسنا ع حب الجهاد والعمل لنصره دينا

        فجزاكم الله خيرا وجعله في ميزان حسناتكم وهداكم ربي الي ما تحبه يا اخي وترضي
        فليتك تصفو والحياه مريره
        وليتك تعفو والانام غضاب
        وليت الذي بيني وبينك عامر
        وبيني وبين العالمين خراب
        اذا صح منك الود
        اذا صح منك الحب
        فالكل هين وكل الذي فوق التراب تراب

        تعليق


        • #5
          جزاك ربي خيرا مثله أخي الحبيب أبو يحيى

          وجزيتم مثله أختاه

          وبارك الله فيكم

          وبعدين ذي ماقلت أنا بحاول أرفع من قدر نفسي بكتابة جزء عن واحد من الصحابه الاطهار

          وهذا ما يجب أن نزرعه في أبنائنا بأن نريهم قدوتهم الذين ساروا على نهج سيدنا رسول الله صلى الله عليه واله وصحبه وسلم

          رزقنا الله الاخلاص - اللهم أنت أصلحت هؤلاء الصالحين فأصلحنا حنى نصبح مثلهم
          وأقوال الرسول لنا كتابا وجدنا فيه أقصا مبتغانا
          وعزتنا بغير الدين ذل وقدوتنا شمائل مصطفانا
          صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم

          تعليق


          • #6
            رد: سيف الله الذي لن ينكسر رضي الله عنه

            جزاكم الله خيرا
            لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين

            استمعي بقلبك



            تعليق

            يعمل...
            X