التفسير:
الايه18:
اي لو اتيح لك النظر اليهم لخيل اليك انهمايقاظ غير نائمين ذلك لان ربهم سبحانه وتعالي حفظهم علي حال اليقظه وعلي هيئتها ثم اظهر فيهم ايه اخري من الاعجاز بان يفلبهم في نومهم مره ناحيه اليمين ومره ناحيه اليسار لتظل اجسادهم علي حالها لا تاكلها الارض حيث ان الانسان لو نام طويلا علي فراش المرض يصاب بمرض اسمه قرحه الفراش عفانا الله واياكم.
"وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ" ويبدو انهم كانوا من الرعاه فتبعهم كلبهم وجلس مادا زراعيه علي باب الكهف او فناءه.
" لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا (18) فقد القي الله مهابتهم والخوف منهم في نفوس الناس.
الايه 19:
"بَعَثْنَاهُمْ " :اي ايقظناهم من نومهم لان نومهم الطويل الذي استغرق 309 عاما اشبه بالموت والبعث هنا له قضيته الخاصه ليسائلوا بينهم وقد انقسموا الي فريقيين الفريق الاول: " قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ" فرد الفريق التاني "قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ" فالانسان لا يقدر مده نومه بالضبط ولكن المعتاد في النوم ان يكون يوم او بعض يوم.
"قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ":وهو قول الجماعه الذين ارادوا انهاء الخلاف في هذه المساله فقالوا لاخوانهم :دعونا من هذه القضيه التي لا تفيد واتركوا امرهم لله تعالي.لذلك قالوا:
" فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا (19)
والورق يعني العمله من الفضه فارادوا ان يرسلوا احدهم بما معهم من النقود ليشتروا لهم من المدينه طعاما لانهم بمجرد ان اسيقظوا انتهت حالتهم الاستثنائيه وعاودوا الي طبيعتهم لذلك طلبوا الطعام لشعورهم بالجوع بل تراهم حريصين علي تزكيه طعامهم واختيار اطيبه وابعده عن الحرام وكذلك لم يفتهم ان يكونوا علي حذر من قومهم فمن سيذهب منهم الي هذه المهمه عليه ان يدخل المدينه خلسه وان يتلطف الامر حتي لا يشعر به احد من قومه.
الايه 20:
"إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا (20) وهذا هو احتياط منهم للدين وحمايه للعقيده التي فروا بها فان يرجمكم فسينتصرون عليكم في الدنيا انما ستاخذون الاخره وان ردوكم الي دينهم فلن تفلحوا في الدنيا ولا الاخره.
الأية 21
" وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا" يقيم من اهل الكهف دليلا علي قيام الساعه والبعث بعد الموت فما انتم مازلتم علي قيد الحياه وفي سعه الدنيا ومع ذلك انامكم الله هذه النومه الطويله ثم بعثكم الله وقد عثر عليهم ومازالت فيهم الحياه
"إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْيَانًا رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ "حدث هذا التنازع من الجماعه الذين اعثروا عليهم ويبدوا انهم كانوا علي مسحه من الدين فارادوا ان يحافظوا علي هذه الايه الالهيه ويصح انها بمجردان عثروا عليهم قضي اجلهم فماتوا
ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْيَانًا اي مطلق البنيان فعارضهم اخرون بان الناء يجب ان يكون مسجدا " قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا (21)ليكون موضعا للسجود لله وللعباده ليتناسب مع هذه الايه العظيمه الخالده
"إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْيَانًا رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ "حدث هذا التنازع من الجماعه الذين اعثروا عليهم ويبدوا انهم كانوا علي مسحه من الدين فارادوا ان يحافظوا علي هذه الايه الالهيه ويصح انها بمجردان عثروا عليهم قضي اجلهم فماتوا
ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْيَانًا اي مطلق البنيان فعارضهم اخرون بان الناء يجب ان يكون مسجدا " قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا (21)ليكون موضعا للسجود لله وللعباده ليتناسب مع هذه الايه العظيمه الخالده
الايه22:
وهو عدد اصحاب الكهف حيث ان الناس اختلفوا علي العدد فهو علم لا ينفع وجهل لايضر وعقب الحق بقوله رجما بالغيب لانه قول بلا علم مما يدلنا علي خطئه ومخالفته للواقع ومنهم من قال سبعه وثامنهم كلبهم ولم يعلق القران علي هذا الراي مما يدل علي انه الاقرب للصواب
"قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ" فلم يبين لنا الحق سبحانه عددهم الحقيقي وامرنا ان نترك هذا لعمله سبحانه فالمهم ان يثبت اصل القصه.
"فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا" اي لا تجادل في امرهم
الايه 23:
"وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا (23)
وتتجلي في هذه الايه رحمه الله بالمحبوب عليه الصلاه والسلام فلم يرد سبحانه وتعالي ان يصدم رسوله بمساله المخالفه هذه بل اعطاه ما اراد واجابه الي ما طلب من مساله اهل الكهف ثم في النهايه ذكره بهذه المخالفه في اسلوب وعظ رقيق.
الايه رقم 24:
إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا (24)
علي فرض انك نسيت المشيئه ساعه البدء في الفعل فعليك ان تعيدها ثانيه لتتدارك ما حدث منك من نسيان في بدايه الامر وقوله تعالي "وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا (24) اي يهديني ويعينني فلا انسي وان يجعل ذكره لازمه من لوازمي في كل عمل من اعمالي فلا ابدا عملا الا بقول ان شاء الله.
الايه 25:
"وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِاْئَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا (25) وهي تحدد عدد السنين التي قضاها الفتيه في كهفهم بانهم 300 سنه وهذا هو العدد الفعلي بحساب الشمس ,لذلك فالحق لم يقل ثلاثمه وتسعه بل قال وازدادوا تسعا ومعلوم ان الخالق سبحانه وتعالي عندما خلق السموات والارض قسم الزمن تقسيما فلكيا فجعل الشمس عنوانا لليوم ولما كانت الشمس لا تدلنا علي بدايه الشهر جعل الله الشهر مرتبطا بالقمر الذي يظهر هلالا في كل شهر ,فلو حسبنا عدد السنين بالقمري كانت 309 وبالشمسي 300 لان السنه الميلاديه تزيد 11 يوم عن السنه الهجريه.
الايه26:
الاسلوب في قوله تعالي " أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ" اسلوب تعجب اي ما اشد بصره وما اشد سمعه لان البصر والسمع المستوعب لكل شيء بلا قانون.
وقوله " وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا (26)كان الحق سبحانه وتعالي يطمئن عباده بكلامه حق لا يتغير ولا يتبدل ,لانه سبحانه واحد لا شريك له فيغير من كلامه.
الايه27:
يخاطب الله رسوله ويقول :اعلم ان لك ربا رفيقا بك ,لا يتخلي عنك,ولا يتركك لكيدهم فان ارادوا ان يصنعوا لك مازقا اخرجك الله منه واياك ان تظن ان العقبات التي يقدمها خصومك ستؤثر في امر دعوتك.
"لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ":اي كلامه سبحانه وتعالي لا يتغير لانه اله واحد لا شريك له.
"وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا (27):اي ملجا تذهب اليه لان حسبك الله وهو نعم الوكيل.
الايه 28:
نزلت هذه الايه في اهل الصفه ,وهم جماعه من اهل الله انقطعوا للعباده فتناولتهم السنه الناس واعترضوا عليهم ,لماذا لا يعملون؟ ولما1ا لا يشتغاون كبقيه الناس؟بل وذهبوا الي الرسول يقولون:نريد ان تلتفت الينا وان تترك هؤلاء المجاذيب فانزل الله سبحانه وتعالي هذه الايات .
لذلك فعلينا عندما نري مثل هؤلاء الذين نسميهم المجاذيب الذين انقطعوا للعباده ان لا نحقرهم وان نقلل من شانهم او نتهمهم لان الله تعالي جعلهم موازين للتكامل في الكون .
"وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ":اي اجعل عينيك فيهم ولا تصرفها عنهم الي غيرهم من اهل الدنيا,لان مدد النظره من رسول الله زاذ للمؤمن, "تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا":لانك ان فعلت ذلك وانصرفت عنهم فكانك تريد زينه الحياه الدنيا وزخرفها ,فالله جعلهم بين الناس قله في كل بلد واحد او اثنين فلا يجب ان نقلدهم.
"وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا" :لانه لا يامرك بالانصراف عن هؤلاء والالتفات الي اهل الدنيا الا من غفل عن ذكر الله ,اما من اطمان قلبه الي ذكرنا وذاق حلاوه الايمان لا يامر بمثل هذا الامر.
وَاتَّبَعَ هَوَاهُ :حيث من حرض رسول الله عن اهل الصفه ما غفل قلبه عن ذكر الله وصار خلف هواه لذلك يقول (لا يؤمن احدكم حتي يكون هواه تبعا لما جئت به)صدق رسول الله
"وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا (28:كان امره ضياعا وهباءا فكانه اضاع نفسه.
الايه 29:
"وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءتْ مُرْتَفَقًا "
"وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ" :اي قل الحق جاء من ربكم ,فمعني من ربكم اي باقراركم انتم ,فالذي خلقكم وتعهدكم هو الذي نزل لكم هذا الحق ,وربكم :اي ليس ربي وحدي بل ربكم ورب الناس جميعا.
الْحَقُّ:هو الشيء الثابت ومادام من الله فلن يغيره احد لان الذي يتغير كلامه هو الذي يقضي شيئا ويجهل شيئا مقبلا وبعد ذلك يعدل.
فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ:لان منفعه الايمان عائده عليكم انتم والامر هنا للتسويه وللتهديد اي سواء عليكم امنتم ام لم تؤمنوا فانتم احرار في هذه المساله لان حصيله الايمان عائده اليكم فسبحانه غني عنكم وعن ايمانكم.
" إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا" :والعذاب هنا لمن اختار الكفر لكن لماذا تهول الايه وتفخم في العذاب؟ لان الانذار به لا يقع الناس في موجبات العقاب ,بل لينتهوا عن الجريمه.
اعتدنا:اي اعددنا هذه فالمساله منتهيه مسبقا فالجنه والنار معده فعلا من قبل ومجهزه واعدت اعداد حكيم مقتدر فاعد الله الجنه تتسع لجميع خلقه اذا امنوا جميعا واعد النار تتسع لجميع حلقه اذا كفروا جميعا ,فمن امن وفر مكانه في النار ومن كفر وفر مكانه في الجنه.
للظالمين:والظلم ان تاخذ حقا وتعطيه للغير وللظلم اشكال كثيره افظعها واعظمها الاشراك بالله.
أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا:السرادق هي الخيمه ومعناها محيط بهم فكان الله تعالي ضرب سرادقا علي النار تحيط بهم وتحجزهم ,بحيث لا تمتد اعينهم الي مكان خالي من النار.
وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا (29):الاستغاثه هي صرخه الم من متالم لمن يدفع عنه هذا الالم
يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ:اي فان طلبوا الغوث بماء بارد يخفف عنهم الم النار فاذا بهم بماء كماء المهل ,والمهل هو عكاره الزيت المغلي او هو المذاب من المعادن كالرصاص ونحوه.
يَشْوِي الْوُجُوهَ :اي الماء من شده حرارتهيشوي وجوههم قبل ان يدخل اجوافهم .
بِئْسَ الشَّرَابُ:اي الذي يغاثون به.
" وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا":المرتفق هو الشيء الذي يضع الانسان عليه مرفقه ليجلس مستريحا ,لكم بالله هل هناك راحه في الجنه؟
الايه 30:
"إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا "
وفي هذه الايه عطف الحق سبحانه الايمان علي العمل الصالح لان الايمان هو العقيده التي ينبع عن اصلها السلوك فلا جدوي من الايمان بدون عمل بمقتضي هذا الايمان.
إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا:من هنا عامه للمؤمن والكافر فالكافر يمكن ان يتقن عمله ومن هنا فان الله لا يبخسه ولا يضيع حقه بل يجازيه بعمله في الدنيا.
"وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ" :اي قل الحق جاء من ربكم ,فمعني من ربكم اي باقراركم انتم ,فالذي خلقكم وتعهدكم هو الذي نزل لكم هذا الحق ,وربكم :اي ليس ربي وحدي بل ربكم ورب الناس جميعا.
الْحَقُّ:هو الشيء الثابت ومادام من الله فلن يغيره احد لان الذي يتغير كلامه هو الذي يقضي شيئا ويجهل شيئا مقبلا وبعد ذلك يعدل.
فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ:لان منفعه الايمان عائده عليكم انتم والامر هنا للتسويه وللتهديد اي سواء عليكم امنتم ام لم تؤمنوا فانتم احرار في هذه المساله لان حصيله الايمان عائده اليكم فسبحانه غني عنكم وعن ايمانكم.
" إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا" :والعذاب هنا لمن اختار الكفر لكن لماذا تهول الايه وتفخم في العذاب؟ لان الانذار به لا يقع الناس في موجبات العقاب ,بل لينتهوا عن الجريمه.
اعتدنا:اي اعددنا هذه فالمساله منتهيه مسبقا فالجنه والنار معده فعلا من قبل ومجهزه واعدت اعداد حكيم مقتدر فاعد الله الجنه تتسع لجميع خلقه اذا امنوا جميعا واعد النار تتسع لجميع حلقه اذا كفروا جميعا ,فمن امن وفر مكانه في النار ومن كفر وفر مكانه في الجنه.
للظالمين:والظلم ان تاخذ حقا وتعطيه للغير وللظلم اشكال كثيره افظعها واعظمها الاشراك بالله.
أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا:السرادق هي الخيمه ومعناها محيط بهم فكان الله تعالي ضرب سرادقا علي النار تحيط بهم وتحجزهم ,بحيث لا تمتد اعينهم الي مكان خالي من النار.
وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا (29):الاستغاثه هي صرخه الم من متالم لمن يدفع عنه هذا الالم
يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ:اي فان طلبوا الغوث بماء بارد يخفف عنهم الم النار فاذا بهم بماء كماء المهل ,والمهل هو عكاره الزيت المغلي او هو المذاب من المعادن كالرصاص ونحوه.
يَشْوِي الْوُجُوهَ :اي الماء من شده حرارتهيشوي وجوههم قبل ان يدخل اجوافهم .
بِئْسَ الشَّرَابُ:اي الذي يغاثون به.
" وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا":المرتفق هو الشيء الذي يضع الانسان عليه مرفقه ليجلس مستريحا ,لكم بالله هل هناك راحه في الجنه؟
الايه 30:
"إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا "
وفي هذه الايه عطف الحق سبحانه الايمان علي العمل الصالح لان الايمان هو العقيده التي ينبع عن اصلها السلوك فلا جدوي من الايمان بدون عمل بمقتضي هذا الايمان.
إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا:من هنا عامه للمؤمن والكافر فالكافر يمكن ان يتقن عمله ومن هنا فان الله لا يبخسه ولا يضيع حقه بل يجازيه بعمله في الدنيا.
الايه31:
أُولَئِكَ :اي الذين امنوا وعملوا الصالحات
لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ:وهي الدار التي اعدها الله سبحانه وتعالي لثواب المؤمنين في الاخره.
وقد قال عنها رسول الله (فيها ما الا عين رات ولا اذن سمعت ولا خطر علي قلب بشر)
"تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ":وكأن الحق سبحانه وتعالي يعطينا اشاره لطيفه اننا نستطيع ان نجعل لنا مساكن علي صفحه الماء وان نستغل المسطحات المائيه باقامه المباني عليها.
"يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ":اساور الذهب هي للزينه والتحليه هنا من الزينه وليست من الضروريات فجاء الفعل يحلون ولم يقل يتحلون لذلك لما تكلم بعدها عن الملبس وهو من الضروريات فقال "وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِنْ سُنْدُسٍ" فالرحمه هنا من فضل الله وليس بعمل العبيد فقد قال رسول الله (لن يدخل احدكم الجنه بعمله قالوا ولا انت يارسول الله؟قال:ولا انا الي ان يتغمدني الله برحمته)
"مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ":اي يجلس الانسان علي الجنب الذي يريحه والارائك هي السرر التي لها حليه كالناموسيه مثلا.
"نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًا (31) :فهو كلام منطقي,فمقتضي الحال هنا علي عكس مااخبر عن اهل النار وساءت مرتفقا
الايه32:
ومازال الكلام موصولا بالقوم الذين ارادوا ان يصرفوا رسول الله عن الذين يدعون ربهم بالغداوه والعشي.
"وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا رَجُلَيْنِ :وضرب المثل هنا لاثاره الانتباه والاحساس فيخرجك من حاله الي اخري.
"جَنَّتَيْنِ":نراها الي الان لمن يريد ان يحافظ علي خصوصيات بيته,لان للانسان مسكنا خاصا وله عموميات احباب له فيجعل لهم مسكنا اخر حتي لا يطلع احد ع حريمه,لذلك يسمونه حراملك وسلاملك.
الايه33:
اي اعطت الثمره المطلوبه منها.
" وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا" اي ان الارض ان اعطيتها جهدك وعملك جادت عليك وتضع فيها بذره واحده فتغل عليك بالالاف.
وَفَجَّرْنَا خِلَالَهُمَا نَهَرًا (33):ذلك ان الماء هو اصل الزرع,فجعل الله للجنتين ماءا مخصوصا يخرج منهما ويتفجر من خلالهما لا ياتيهما من الخارج فيحجبه احد عنهما.
الايه34:
وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا
اي ان الامر ليس مقتصرا ان لديه جنتان ,بل كان له فوق ذلك,كان له موارد اخري من فضه ومن ذهب واولاد,لان الولد هو ثمره ابيه.
( فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا ) دليل علي ما تقدم ذكره من امر الجنتين وما فيهما من نعم دعته الي الاستعلاء ,وهو سبب لقوله (لصاحبه) والصاحب هو من تصاحبه وان لم تكن تحبه.
يحاوره:يجادله بان يقول احدهماويرد الاخر عليه حاي يصلوا لنتيجه,فبراكوس استغني بالمال والولد.
الايه35:
وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَن تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا
عرفنا انهما جنتين فلماذا قال (ودخل جنته)؟ لان الانسان اذا كان عنده جنتين فلن يدخلهما معا في وقت واحد,بل حال دخوله سوف يواجه جنه واحده.
(وهو ظالم لنفسه) قد يظلم الانسان غيره ولكن كيف يظلم الانسان نفسه هو؟يظلم نفسه عندما يرخي لها عنان الشهوات.
(قال ما اظن ان تبيد هذه ابدا) المراد بالظلم هنا مادار في خاطره وماحدث به نفسه حال دخوله,فقد ظلم نفسه عندما خطر بباله الاستعلاء بالغني والغرور بالنعمه.
الايه36:
وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِّنْهَا مُنقَلَبًا
هنا اطلق لغروره العناء ,وان قبلت منه (ما اظن ان تبيد هذه ابدا) فلن تقبل منه(وما اظن الساعه قائمه) لذلك لما انكر قيام الساعه هزته الاوامر الوجدانيه لذلك استدرك قائلا (ولئن رددت الي ربي) اي علي كل حال ان رددت الي ربي في القيامه فسوف يكون لي اكثر من هذا واعظم.
منقلبا:مرجعا.
الايه37:
قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا
هنا يرد صاحبه المؤمن محاورا ومجادلا ليجلي له وجه الصواب ,حيث ان بدايته ومنشاه من التراب الذي هو اصل خلقك ثم من اصل نطفه وهي اصل التناسل .
(ثم سواك رجلا) اي كاملا مستويا ملو هدومك.
سواك:اي اعداد الشيء اعدادا مناسبا لقضاء مهمته في الحياه.
أكفرت:الهمزه هنا ليست للاستفهام وانما هي للاستنكار.
الايه38:
لَّكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا
اي ان المؤمن يستدرك ويقول انه ليس كافر فهو مؤمن بربه ويؤكد ايمانه بقوله (ولا اشرك بربي احدا).
الايه 39:
وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاء اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ إِن تُرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنكَ مَالًا وَوَلَدًا
يريد المؤمن ان يعلمه سبيل الايمان في استقبال النعمه, وذلك لان النعم التي يتقلب فيها الانسان لا فضل له فيها فكلها موهوبه من الله.
فلو حللت اي نعمه من النعم التي لك فيها عمل لوجدت ان نصيبك فيها راجع الي الله وموهوب منه سبحانه.
وفي الحديث يقول رسول الله صلي الله عليه وسلم:ما قيل عند نعمه :ماشاء الله لا قوه الا بالله الا وتري فيها افه الا الموت.
الايه40:
فَعَسَى رَبِّي أَن يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِّن جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِّنَ السَّمَاء فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا
وعسي هنا للرجاء فان كان الرجاء من الله فهو واقع لا شك فيه لذلك حينما تقول عند نعمه الغير ماشاء الله لا قوه الا بالله يعطيك الله خيرا منه.
كما جاء في قوله تعالي(لئن شكرتم لازيدنكم)
اي ان الله قادر علي ان ينقل مساله الغني والفقر ويحولها فانت لا قدره لك علي حفظ هذه النعمه كما انك لا قدره لك علي جلبها في البدايه.
الحسبان:الشيء المسحوب المقدر بدقه وحسبان.
فتصبح صعيدا زلقا:اي ان هذه الجنه العامره بالزروع والثمار بعد ان اصابها الصاغقه اصبحت صعيدا اي اصبحت جدباء يعلوها التراب وهو ليس تراب فحسب بل تراب مبتلا تنزلق عليه الاقدام فلا يصلح لاي شيء ,حتي للمشي عليه.
الايه41:
أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْرًا فَلَن تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَبًا
غورا :اي غائرا في الارض .
ولن تستطيع له طلبا:اي يقطع الامل في الحصول علي الماء وان كان تحت الارض حيث يمكن الحصول عليه بالالات.
فلن تسطيع له طلبا:اي لن تصل باي وسيله من الوسائل ونلا حظ ان هذا الكلام كله رجاء (عسي ربي ....)ولم يحدث بالفعل .
الايه42:
وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا
في هذه الايه الانتقال من الرجاء الي التنفيذ وكان الله تعالي استجاب للرجل المؤمن ولم يكذب توقعه .احيط بثمره:كان جعل حول الثمر سور محيط به ولم يقل مثلا احيط بزرعه او نخله .لان الاحاطه قد تكون بالشيء ويثمر بعد ذلك .لكن الاحاطه هنا جاءت علي الثمر ذاته وهو قريب التناول فتكون الفاجعه اكبر.
فاصبح يقلب كفيه:اي يضرب كفا بكفا وهو ما يفعله الانسان عندما تحل بيه فاجعه فلا يقدر علي الكلام ولا يتكلم الا بعد ان يفيق من الفاجعه.
وهي خاويه علي عروشها:خاويه اي خرباء جدباء,ومعلوم ان العروش فوق فلما نزعلت عليها الصاعقه من السماء دكت عروشها وجعلت عاليها سافلها فوقع العرش اولا ثم تهدمت الجدران .
يليتني لم اشرك بربي احدا: يتمني انه لم يشرك بربه احدا ,لان الشركاء الذين اتخذهم من دون الله لم ينفعوه.
الايه43:
وَلَمْ تَكُن لَّهُ فِئَةٌ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مُنتَصِرًا
اي ليس لديه اعوان ونصراء يدفعون عنه هذا الذي حل به, ويمنعون عنه الخراب الذي حل بجنته .
وماكان منتصرا:وماكان ينبغي له ان ينتصر ,ولا يجوز له الانتصار وهذا ما تفسره الايه 44.
الايه44:
هُنَالِكَ الْوَلَايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ هُوَ خَيْرٌ ثَوَابًا وَخَيْرٌ عُقْبًا
هنالك:اي الوقت الدقيق الذي حدث فيه الفاجعه.
الولايه:ان يكون لك ولي ينصرك فهو يدافع عنك في وقت الشده
هو خير ثوابا:لانه سيجازي علي العمل الصالح بثواب هو خير من الدنيا وما فيها.
خير عقبا:خير العاقبه بالرزق الطيب في جنه الخلد.
الايه45:وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاء أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاء فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُّقْتَدِرًا
في هذه الايه تشبيه تمثيلي لانه سبحانه شبه حال الدنيا في قصرها وسرعه زوالها بالماء الذي ينزل من السماء فارتوت به الارض وانبتت الوانا من الزروع والثمار.
فاختلط به نبات الارض : اختلط بسببه نبات الارض وتداخل بعضه في بعضه وتشابكت اغصانه وفروعه ,وسرعان ما جف النبات وتكسر وصار هشيما تطيح به الرياح وتذزره ةهذا مثل الدنيا عندما تتخذ زينتها وتتزخرف.
وكان الله علي كل شيء مقتدرا:لانه سبحانه القادر دائما علي اخراج الشيء الي ضده كما قال سبحانه:انا علي ذهاب به لقادرون.
الايه46:
الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا
تلك هي العناصر الاساسيه في فتنه الناس في الدنيا المال والبنون وقدم الله المال علي البنون ليس لانه اعز واغلي,وذلك لان المال عام في المخاطب علي خلاف البنيه فكل انسان له المال وان قل ولكن ليس كل انسان لديه البنيه ومن الناس من حرم منها.كما ان البنين لا ياتي الا بالمال لانه يحتاج الي الزواج والنفقه لكي يتزوج ويتناسل.
زينه: ليست من ضروريات الحياه فهو مجرد شكل وزخرف لان المؤمن راضي بما قسم له يعيش حياته سعيدا بدون مال وبدون اولاد لان الانسان قد يشقي بماله او يشقي بولده, لدرجه انه قد يتمني لو مات قبل ان يرزق هذا المال او البنين ,ولو ايقن الناس ان الايجاب من الله نعمه وان السلب من الله نعمه ايضا لاستراح الجميع.
والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير املا:لان المال والبنون لن يدخلوا معك القبر,ولن يمنعاك من العذاب فالضروريات اذا هي الدين ومنهج الله والقيم التي تنظم حركه الحياه علي وفق مااراد الله من خلق الحياه.
والباقيات:معني ذلك ان ما قبلها لم يكن من الباقيات بل هو زائل بزوال الدنيا .
خير:خير عند من؟فخيرك غير خير من هو اغني منك غير خير الحاكم فما بالكم بخير الله؟
خير عند ربك ثوابا وخير املا:والامل هو ما يتطلع اليه الانسان مما لم تكن به حالته فان كان عنده خير تطلع الي الاعلي منه.
الايه 47:
وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا
اي اذكر جيدا يوم نسير الجبال وتنتهي هذه الدنيا واعمل الباقيات الصالحات لاننا سنسير الجبال التي تراها ثابته راسخه تتوارثها الاجيال بقوتها وصلابتها.
معني تسيير الجبال ازالتها عن مكانها ونلحظ ان الحق اختار مظهر ثابت في حياتنا ,مما يدل علي ان جميع ما علي الارض زائل.
وتري الارض بارزه:اي وتري الارض فضاء خاليه مما كانت عليه من اشكال الحياه والمباني والماء الذي كان مغطي معظمها .
وحشرناهم:اي جمعناهم ليوم الحساب.
فلم نغادر منهم احدا:اي لم نترك منهم واحدا الكل معروض علي الله.
نغادر:معناها ترك الشيء.
الايه48:
وَعُرِضُوا عَلَى رَبِّكَ صَفًّا لَّقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّن نَّجْعَلَ لَكُم مَّوْعِدًا
وعرضوا علي ربك صفا:والعرض هو ان يستقبل العارض المعروض استقبالا منظما يدل علي جميع هيئاته,حتي الملائكه تاتي صفوفا,فهي عمليه منظمه لا يستطيع فيها احد التخفي.
لقد جئتمونا كما خلقناكم اول مره:علي الحاله التي نزلت عليها من بطن امك عريانا لا تملك شيئا حتي ما يستر عورتك.
بل زعمتهم الن نجعل لكم موعدا:والخطاب هنا موجه للكفار الذين انكروا الحساب والبعث.
الايه49:
وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا
ووضع الكتاب:اي وضعته الملائكه بامر من الله فيعطون كل واحد كتابه.
فتري المجرمين مشفقين مما فيه:اي خائفين يرتعدون فحالتهم الاولي الاشفاق وهو عمليه هبوط القلب ولجلجته ثم ياتي نزول القول.
ويقولون ياويلتنا:وكانهم يقولون ياحسرتنا يا هلاكنا فهذا اوانك فاحضري.
مالهذا الكتاب لا يغادر صغيره ولا كبيره الا احصاها: اي لا يترك كبيره ولا صغيره الا اعدها وحسبها.
ووجدوا ماعملوا حاضرا:فكل ما فعلوه وحسبوه مسطر في كتابهم.
ولا يظلم ربك احدا:لانه سبحانه وتعالي عادل لايؤاخذهم بماعملوا.
الايه50:
[SIZE=5][B]ووضع الكتاب:اي وضعته الملائكه بامر من الله فيعطون كل واحد كتابه.
فتري المجرمين مشفقين مما فيه:اي خائفين يرتعدون فحالتهم الاولي الاشفاق وهو عمليه هبوط القلب ولجلجته ثم ياتي نزول القول.
ويقولون ياويلتنا:وكانهم يقولون ياحسرتنا يا هلاكنا فهذا اوانك فاحضري.
مالهذا الكتاب لا يغادر صغيره ولا كبيره الا احصاها: اي لا يترك كبيره ولا صغيره الا اعدها وحسبها.
ووجدوا ماعملوا حاضرا:فكل ما فعلوه وحسبوه مسطر في كتابهم.
ولا يظلم ربك احدا:لانه سبحانه وتعالي عادل لايؤاخذهم بماعملوا.
الايه50:
[FONT=traditional arabic]وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاء مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا
تكررت قصه سجود الملائكه لآدم في القرآن,وفي هذا الايه يقول لنا :يجب عليكم ان تتذكروا جيدا عداوه ابليس لابيكم ادم,وتذكروا جميعا انه اخذ عهد علي نفسه امام الله بانه سيغوينكم اجمعين.
واذ قلنا للملائكه:لانهم اشرف المخلوقات لا يعصون الله ما امرهم ويفعلون ما يامرون وحيث يامر الله الملائكه بالسجود لادم فهذا معناه الخضوع وان هذا هو خليفه الله في ارضه الذي امركم ان تكونوا في خدمته.
الا ابليس كان من الجن:وطالما جاء القرانبالنص علي جنسيته فليس لاحد ان يقول انه من الملائكه,وهو من الجن,وهم جنس مخير في ان يفعل او لا يفعل فقد اختار ان لا يفعل وان يعصي الله.
ففسق عن امر ربه:رجع الي اصله وخرج عن الامر.
افتتخذونه وذريته اولاياء من دوني وهم لكم عدو:فكيف بعد ما حدث منه تجعلونه وليا من دون الله الذي خلقكم ورزقكم.
وذريته:تدل علي تناسل ابليس وان له اولاد وان هم يتزاوجون.
ويمكن ان نقول ذريته كل من كان علي طريقه في الضلال والاغواء وان كان من الانس .
بئس للظالمين بدلا:بئس البدل ان تتخذوا ابليس الذي ابي واستكبر ان يسجد لابيكم وليا,وتتركوا ولايه الله الذي امرالملائكه ان تسجد لابيكم.
[FONT=Arial][SIZE=3][RIGHT]الايه51:
مَا أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنفُسِهِمْ وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا
ان هذا الشيطان الذي واليتموه من دون الله وأعطيتموه الميزه واستمعتم اليه ما أشهدتهم خلق السماوات والارض مجرد المشهاده وذلك لان الله خلق السموات والارض قبلهم ,وكذلك لم يشهدوا خلق انفسهم ,لانهم ساعه خلقهم لم يكونوا موجودين ,انهم لم يشهدوا شيئا من ذلك لكي يخبروكم.
وماكنت متخذ المضلين عضدا:اي مساعدين ومعاونين ومساندين, فما اشهدتهم الخلق وما عاونونني فيه .
والعضد هو القوه التي تسندك وتساعدك وهو ماخوذ من عضد الانسان حيث يزاول أغلب اعماله بيده.
الايه52:
وَيَوْمَ يَقُولُ نَادُوا شُرَكَائِيَ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُم مَّوْبِقًا
يقول الحق سبحانه وتعالي للكفار ادعوا شركائي الذين اتخذتموهم من دوني وزعمتم اي كذبتم في ادعائكم انهم آلهه.
فدعوهم فلم يستجيبوا لهم:وهذا سوء أدب مع الله فكان عليهم ان يخجلوا من الله ويعودوا الي الحق ويعترفوا بما كذبوه ولكنهم تمادوا بان دعوهم.
وجعلنا بينهم موبقا:ثم جعل الحق سبحانه وتعالي بين الداعي والمدعي واديا سحيقا ,والموبق هو المكان الذي يحصل فيه الهلاك فهو وادي من اوديه جهنم يهلكون فيه جميعا .
ومن العجيب ان تكون هذه اول اطاعه منهم لله تعالي فلما قال لهم نادوا شركائي استجابوا لهذا الامر في حين انهم لم يطيعوا الاوامر الاخري.
الايه53:
وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُم مُّوَاقِعُوهَا وَلَمْ يَجِدُوا عَنْهَا مَصْرِفًا
راي:الرؤيه :وقوع البصر علي المرئي والرؤيه هنا ممن سيعذب في النار التي ستعذبهم لانها تراهم وتنتظرهم وتناديهم.
والمجرمون الذين ارتكبوا الجرائم وعلي راسهم الكفر بالله اذن فالرؤيه هنا متبادله بين المعذب بضم الميم والمعذب فتح الميم فكلاهما يري الاخر ويعرفه.
فظنوا انهم مواقعوها:الظن هنا يراد به اليقين اي ايقنوا انهم واقعون فيها.
ولم يجدوا عنها مصرفا:في حين ان بينهما موبقا وايضا لا يجدون مفرا يفرون منه او ملجا يلجؤو اليه او مكانا ينصرون اليه بعيدا عن النار.
الايه54:
وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِن كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الْإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا
وتصريف الشيء معناه تحويله الي اشياء متعدده فالقران قد جاء علي وجوه شتي ليعلم الناس علي اختلاف افهامهم ومواهبهم.
وكان الانسان أكثر شيء جدلا:اي كثير الخصومه والتنازع في الراي والجدل هو المحاوره ومحاوله كل طرف ان يثبت صدق مذهبه وكلامه والجدل اما يكون بالباطل او يكون بالحق .
والنبي لما مر علي علي وفاطمه _رضي الله عنهم _ ليوقظهما لصلاه الفجر وطرق عليهم الباب مره بعد اخري ولكنهم كانوا ولا بد مستغرقين في النوم فنادي عليهما :ألا تصلون؟ فرد الامام علي قائلا:يا رسول الله ان انفسنا بيد الله ان شاء اطلقها وان شاء امسكها ,فضحك النبي وقال (وكان الانسان أكثر شيء جدلا).
الايه55:
وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَن يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءهُمُ الْهُدَى وَيَسْتَغْفِرُوا رَبَّهُمْ إِلَّا أَن تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ قُبُلًا
ما الذي منعهم ان يؤمنوا بعد ان انزل عليهم القران وصرفنا فيه من الايات والامثال وبعد ان جاءهم مطابقا لكل الاحوال.[/SI
تكررت قصه سجود الملائكه لآدم في القرآن,وفي هذا الايه يقول لنا :يجب عليكم ان تتذكروا جيدا عداوه ابليس لابيكم ادم,وتذكروا جميعا انه اخذ عهد علي نفسه امام الله بانه سيغوينكم اجمعين.
واذ قلنا للملائكه:لانهم اشرف المخلوقات لا يعصون الله ما امرهم ويفعلون ما يامرون وحيث يامر الله الملائكه بالسجود لادم فهذا معناه الخضوع وان هذا هو خليفه الله في ارضه الذي امركم ان تكونوا في خدمته.
الا ابليس كان من الجن:وطالما جاء القرانبالنص علي جنسيته فليس لاحد ان يقول انه من الملائكه,وهو من الجن,وهم جنس مخير في ان يفعل او لا يفعل فقد اختار ان لا يفعل وان يعصي الله.
ففسق عن امر ربه:رجع الي اصله وخرج عن الامر.
افتتخذونه وذريته اولاياء من دوني وهم لكم عدو:فكيف بعد ما حدث منه تجعلونه وليا من دون الله الذي خلقكم ورزقكم.
وذريته:تدل علي تناسل ابليس وان له اولاد وان هم يتزاوجون.
ويمكن ان نقول ذريته كل من كان علي طريقه في الضلال والاغواء وان كان من الانس .
بئس للظالمين بدلا:بئس البدل ان تتخذوا ابليس الذي ابي واستكبر ان يسجد لابيكم وليا,وتتركوا ولايه الله الذي امرالملائكه ان تسجد لابيكم.
[FONT=Arial][SIZE=3][RIGHT]الايه51:
مَا أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنفُسِهِمْ وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا
ان هذا الشيطان الذي واليتموه من دون الله وأعطيتموه الميزه واستمعتم اليه ما أشهدتهم خلق السماوات والارض مجرد المشهاده وذلك لان الله خلق السموات والارض قبلهم ,وكذلك لم يشهدوا خلق انفسهم ,لانهم ساعه خلقهم لم يكونوا موجودين ,انهم لم يشهدوا شيئا من ذلك لكي يخبروكم.
وماكنت متخذ المضلين عضدا:اي مساعدين ومعاونين ومساندين, فما اشهدتهم الخلق وما عاونونني فيه .
والعضد هو القوه التي تسندك وتساعدك وهو ماخوذ من عضد الانسان حيث يزاول أغلب اعماله بيده.
الايه52:
وَيَوْمَ يَقُولُ نَادُوا شُرَكَائِيَ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُم مَّوْبِقًا
يقول الحق سبحانه وتعالي للكفار ادعوا شركائي الذين اتخذتموهم من دوني وزعمتم اي كذبتم في ادعائكم انهم آلهه.
فدعوهم فلم يستجيبوا لهم:وهذا سوء أدب مع الله فكان عليهم ان يخجلوا من الله ويعودوا الي الحق ويعترفوا بما كذبوه ولكنهم تمادوا بان دعوهم.
وجعلنا بينهم موبقا:ثم جعل الحق سبحانه وتعالي بين الداعي والمدعي واديا سحيقا ,والموبق هو المكان الذي يحصل فيه الهلاك فهو وادي من اوديه جهنم يهلكون فيه جميعا .
ومن العجيب ان تكون هذه اول اطاعه منهم لله تعالي فلما قال لهم نادوا شركائي استجابوا لهذا الامر في حين انهم لم يطيعوا الاوامر الاخري.
الايه53:
وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُم مُّوَاقِعُوهَا وَلَمْ يَجِدُوا عَنْهَا مَصْرِفًا
راي:الرؤيه :وقوع البصر علي المرئي والرؤيه هنا ممن سيعذب في النار التي ستعذبهم لانها تراهم وتنتظرهم وتناديهم.
والمجرمون الذين ارتكبوا الجرائم وعلي راسهم الكفر بالله اذن فالرؤيه هنا متبادله بين المعذب بضم الميم والمعذب فتح الميم فكلاهما يري الاخر ويعرفه.
فظنوا انهم مواقعوها:الظن هنا يراد به اليقين اي ايقنوا انهم واقعون فيها.
ولم يجدوا عنها مصرفا:في حين ان بينهما موبقا وايضا لا يجدون مفرا يفرون منه او ملجا يلجؤو اليه او مكانا ينصرون اليه بعيدا عن النار.
الايه54:
وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِن كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الْإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا
وتصريف الشيء معناه تحويله الي اشياء متعدده فالقران قد جاء علي وجوه شتي ليعلم الناس علي اختلاف افهامهم ومواهبهم.
وكان الانسان أكثر شيء جدلا:اي كثير الخصومه والتنازع في الراي والجدل هو المحاوره ومحاوله كل طرف ان يثبت صدق مذهبه وكلامه والجدل اما يكون بالباطل او يكون بالحق .
والنبي لما مر علي علي وفاطمه _رضي الله عنهم _ ليوقظهما لصلاه الفجر وطرق عليهم الباب مره بعد اخري ولكنهم كانوا ولا بد مستغرقين في النوم فنادي عليهما :ألا تصلون؟ فرد الامام علي قائلا:يا رسول الله ان انفسنا بيد الله ان شاء اطلقها وان شاء امسكها ,فضحك النبي وقال (وكان الانسان أكثر شيء جدلا).
الايه55:
وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَن يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءهُمُ الْهُدَى وَيَسْتَغْفِرُوا رَبَّهُمْ إِلَّا أَن تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ قُبُلًا
ما الذي منعهم ان يؤمنوا بعد ان انزل عليهم القران وصرفنا فيه من الايات والامثال وبعد ان جاءهم مطابقا لكل الاحوال.[/SI
تعليق