صراط الذين أنعمت عليهم | الشيخ عمرو الشرقاوي | تفسير وتدبر سورة مريم

[لؤلؤة باسلامي]

يقول الله -سبحانه وتعالى- "وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَىٰ" مريم:51، موسى -عليه الصلاة والسلام-، هو أكثر الأنبياء دورانًا في القرآن العظيم، ولذلك في قول الله -عز وجل-، يعني مثلًا المشهور عند الناس "نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ" يوسف:3، فالمشهور عند الناس إن قصة يوسف -عليه السلام- هي أحسن قصة في القرآن العظيم، لكن الصحيح أن أعظم قصص القرآن العظيم وأعظمها عبرة وفائدة هي قصة موسى-صلوات الله وسلامه عليه-. وكما ذكر ذلك شيخ الإسلام بن تيمية -رحمه الله تعالى- وغيره، وإن قوله -سبحانه وتعالى- " نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ"، هذا على العموم، لا يتكلم عن هذه القصة تحديدًا اللي هي قصة يوسف-عليه الصلاة والسلام-. ولذلك أعظم قصة في القرآن من قصص الأنبياء هي قصة موسى -صلوات الله وسلامه عليه- ليه؟ لأن موسى -عليه الصلاة والسلام- عالج ما لم يعالجه نبيٌ مثلُهُ غير نبينا -صلَّى الله عليه وسلم-. يعني سيدنا موسى -عليه الصلاة والسلام- عالج اليهود، وعالج علماء السوء، وعالج أغنياء السوء، وعالج الطاغوت فرعون، يعني عالج الجبابرة، جبابرة الأرض كفرعون، وعالج جبابرة المال والاقتصاد؛ قارون، وعالج اليهود؛ قومٌ بهت، وعالج السحرة.
وللتعرف على


أعظم قصة في القرآن

معاني القرآن لا تتنافي أبدًا

الفرق بين النبي والرسول

لماذا أطال موسى -عليه السلام- الإجابة على ربه؟

الإطناب في رد موسى على ربه لكمال الأنس بالله

تعظيم أمر الأخوة في القرآن الكريم

المصالح الدينية لا تتعارض أبدًا

حرص موسى على أخيه هارون-عليهما السلام-

ندعوكم لمتابعة درس بعنوان
صراط الذين أنعمت عليهم | الشيخ عمرو الشرقاوي | تفسير وتدبر سورة مريم

رابط المشاهدة على اليوتيوب
https://www.youtube.com/watch?v=7mZrjyqDtwU

رابط الدرس على الموقع
http://way2allah.com/khotab-item-133549.htm
رابط الجودة العالية
http://way2allah.com/khotab-mirror-133549-211668.htm
رابط الجودة المتوسطة
http://way2allah.com/khotab-download-133549.htm
رابط صوتي mp3
http://way2allah.com/khotab-mirror-133549-211490.htm
رابط الساوند كلاود
https://soundcloud.com/way2allahcom/serat



رابط تفريغ pdf
http://way2allah.com/khotab-pdf-133549.htm
رابط ملف التفريغ word
https://archive.org/download/sirat_201706/sirat.doc

موضوع مخصص لتلقي الاستفسارات الخاصة بالدورة

موضوع مخصص لتلقي الأسئلة الخاصة بالتفسير والتدبر

ღ:: فهرس دورة: تفسير ودراسة وتدبر سورة مريم ::ღ

لقراءة التفريع مكتوب على المنتدى تابعونا في المشاركة الثانية

[لؤلؤة باسلامي]

رد: صراط الذين أنعمت عليهم | الشيخ عمرو الشرقاوي | تفسير وتدبر سورة مريم

حياكم الله وبياكم الإخوة الأفاضل والأخوات الفضليات: يسر
فريق التفريغ بشبكة الطريق إلى الله
أن يقدم لكم: تفريغ:
تفسير وتدبر سورة مريم | الشيخ عمرو الشرقاوي | اللقاء السادس - صراط الذين أنعمت عليهم
سائلين الله -عز وجل- أن يجعله في ميزان حسنات كل من شارك فيه
وأن يبارك في فريق عمل التفريغ




الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، والصلاة والسلام على إمام الأتقاء وسيد المرسلين نبينا محمد-صلًّى الله عليه وعلى آله وصحبة أجمعين- وبعد،


أعظم قصة في القرآن

يقول الله -سبحانه وتعالى- "وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَىٰ" مريم:51، موسى -عليه الصلاة والسلام-، هو أكثر الأنبياء دورانًا في القرآن العظيم، ولذلك في قول الله -عز وجل-، يعني مثلًا المشهور عند الناس "نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ" يوسف:3، فالمشهور عند الناس إن قصة يوسف -عليه السلام- هي أحسن قصة في القرآن العظيم، لكن الصحيح أن أعظم قصص القرآن العظيم وأعظمها عبرة وفائدة هي قصة موسى-صلوات الله وسلامه عليه-. وكما ذكر ذلك شيخ الإسلام بن تيمية -رحمه الله تعالى- وغيره، وإن قوله -سبحانه وتعالى- " نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ"، هذا على العموم، لا يتكلم عن هذه القصة تحديدًا اللي هي قصة يوسف-عليه الصلاة والسلام-. ولذلك أعظم قصة في القرآن من قصص الأنبياء هي قصة موسى -صلوات الله وسلامه عليه- ليه؟ لأن موسى -عليه الصلاة والسلام- عالج ما لم يعالجه نبيٌ مثلُهُ غير نبينا -صلَّى الله عليه وسلم-. يعني سيدنا موسى -عليه الصلاة والسلام- عالج اليهود، وعالج علماء السوء، وعالج أغنياء السوء، وعالج الطاغوت فرعون، يعني عالج الجبابرة، جبابرة الأرض كفرعون، وعالج جبابرة المال والاقتصاد؛ قارون، وعالج اليهود؛ قومٌ بهت، وعالج السحرة، عالج موسى-عليه الصلاة والسلام- ما لم يعالجه نبيٌ غيره، ولذلك كثر تكرار ذكر موسى-صلوات الله وسلامه عليه- في القرآن العظيم، وفي كل قصة يُذكر موسى -عليه الصلاة والسلام- فيها، -سبحان الله- انت لو تأملت بعض المشاهد والأحداث التي تمر بالناس، وتأملت في سيرة موسى وفي قصة موسى-عليه الصلاة والسلام- لتعجبت غاية العجب، كأن الله -عز وجل- يحكي ما يحصل تمامًا بتمام، ولذلك ربنا -سبحانه وتعالى- هنا ذكر موسى-عليه الصلاة والسلام- ذكرًا سريعًا.


معاني القرآن لا تتنافي أبدًا

قال الله -عز وجل- "وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ"، يعني في القرآن "مُوسَىٰ إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصًا"، المخلَص هو الخالص لله -سبحانه وتعالى- الذي أخلصه الله له، في قراءة أخرى قال الله -عز وجل- "وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَىٰ ۚ إِنَّهُ كَانَ مُخْلِصًا"، طيب احنا عارفين أن المخلِص الذي من فعله أن يُخلص لله، لكن المخلَص هو الذي أخلصه الله، القولين دول متنافيين؟ يعني كده خلاص الآية دي غير الآية دي، طبعا إحنا فيه عندنا قاعدة مهمه جدًا في مسألة اختلاف معاني القراءات مهمة جدًا إنك إنت تحفظ القاعدة دي، أنه لا يوجد قراءتان متضادتان تمام التضاد اللي هو بيسميه المناطقة؛ التناقض يا إما دي يا إما دي حيث لا يجتمعان ولا يرتفعان كما يقولون، يعني يا إما الآية دي، يا إما الآية دي، مفيش قراءتين بالصورة دي خالص بحمد الله -سبحانه وتعالى- وأن كل قراءةٍ تُنزل منزلة الآية من القراءة الأخرى، يعني لما تيجي في القراءات يبقى دي آية ودي آية دي ليها معنى ودي ليها معنى، وهذان المعنيان لا يتنافيان بحمد الله -سبحانه وتعالى-.

الفرق بين النبي والرسول

مثلًا ناخد الآية دي، إحنا طبعًا قبل ذلك ذكرنا أمثلة، نأخذ مثلًا الآية دي، ربنا-سبحانه وتعالى- بيقول "وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَىٰ ۚ إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصًا"، وفي القراءة الأخرى " إِنَّهُ كَانَ مُخْلِصًا"، وحتى في سورة يوسف من المخلَصين أو المخلِصين، هل المعنيين متنافيان تمام التنافي؟ لا مش متنافيان تمام التنافي. وإنما المعنى أن من أخلص لله أخلصه الله له، من أخلص لله يعني يمشي في طريق الإخلاص فالله -عز وجل- يُخلصه له، ولذلك الشيطان قال "وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ* إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ" الحجر 40:39، يعني اللي انت أخلصتهم واصطفيتهم، ولذلك أخلص الله -عز وجل- يوسف -صلوات الله وسلامه عليه- فنجاه من امرأة العزيز، إنه كان من المخلَصين، فربنا بيقول " وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَىٰ ۚ إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصًا وَكَانَ رَسُولًا نَّبِيًّا"، طبعًا فيه فريق بين النبي وبين الرسول، والعلماء اختلفوا في الفرق بين النبي والرسول اختلافًا كبيرًا، والأقرب من أقوال أهل العلم، أن الرسول: هو الذي بُعث إلى قومٍ مخالفين له في أصل الرسالة، والنبي: هو من بُعث إلي قومٍ موافقين له في أصل الرسالة، النبي هو من بُعث إلي قومٍ موافقين، والرسول: هو من بُعث إلي قومٍ مخالفين يعني هذا أسلم الفروق التي يُفَرَقُ بها بين النبي والرسول.
بعض الناس يقول مثلًا الرسول أُمر بالتبليغ والنبي لم يُأمر بالتبليغ لكن ده غلط. ما بعثَ الله نبيًا إلا كان حقًا عليه أن يبَلِغ، "وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ" الحج:52، فالاثنين وقع عليهم الإرسال، لكن الصحيح من كلام العلماء كما قدمت.


الله -سبحانه وتعالى- جعل النار آية لموسى-عليه السلام-

فربنا -سبحانه وتعالى- أكد على وصف الرسالة، وأكد على وصف النبوة، بيقول "وَنَادَيْنَاهُ مِن جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ" مريم:52، الله -عز وجل- نادى موسى متى؟ نادى موسى -عليه الصلاة والسلام- لما ذهب ليأخذ نارًا لأهله، ماشيين في الصحراء فعاوز ياخد نار، " فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِقَبَسٍ" طه:10، "أَوْ جَذْوَةٍ مِّنَ النَّارِ"القصص:29، يعني ياخد نار عشان يولع فيها إيه، يولع فيها عند أهله يستدفئوا بها، "لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ" تصطلون يعني تستدفئون بحرارة هذه النار، "فَلَمَّا جَاءَهَا نُودِيَ أَن بُورِكَ مَن فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا وَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ" النمل:8، يعني الله -سبحانه وتعالى- جعل النار لموسى -عليه الصلاة والسلام- آية.


لماذا أطال موسى -عليه السلام- الإجابة على ربه؟

وبدأ يكلم موسى -عليه الصلاة والسلام-، لذلك ربنا -سبحانه وتعالى- يقول في سورة طه " إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي * إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَىٰ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَىٰ *فَلَا يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَن لَّا يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَىٰ * وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَىٰ" طه 17:14، وانظروا إلى هذه الآيات شوف هو بيقول له "وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَىٰ"، إيه اللي أنت ماسكه في ايدك ده، فبيقول" قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا" طه:18، يعني شوف تأمل كده هو بيقول له إيه اللي في إيدك؟ " قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَىٰ غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَىٰ"، ليه التطويل ده، يعني ده إطناب، ما هو احنا عندنا الكلام يا إما إيجاز، يا إما مساواة، يا إما إطناب، إطناب: زايد؛ تأدية المعنى بكلام زائد، المساواة: تأدية المعنى بكلام مساوٍ، نفس اللي أنا عاوز أؤديه قلته، الإيجاز: هو تأدية المعنى بلفظٍ مختصر، فهو هنا بيقول له " وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَىٰ"، ايه اللي انت ماسكه في ايدك ده؟ خلاص هي عصاي انتهى الموضوع يعني. هي عصاي، أو عصاي مش لازم كمان كان يجيب هي دي، يعني هي دي كمان ممكن تتشال، يقول ما بيدك؟ عصى، ما بيدك؟ مصحف، ما الذي بيدك؟ مصحف خلاص مش لازم أقول هذا مصحف، أو هو مصحف، لكن هو شوف بيقول ايه؟ " وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَىٰ* قَالَ هِيَ" زود هي، عصاي ماشي دي الإجابة خلاص خلصنا كده، يعني انت زودت هي وقلت عصاي، عرفنا الإجابة، يقول لا "قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَىٰ غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَىٰ"، لماذا طول موسى -عليه الصلاة والسلام- هذه الإجابة؟ لأنه في مقام الأنس بالله -سبحانه وتعالى-، آنس، حصل له أنسٌ بالله -عز وجل-، ولذلك أطال الجواب


إذا انطلق لسانك الثناء عليه -سبحانه- فلا تتوقف

ولذلك الإنسان لما ربنا -سبحانه وتعالى- يفتح علي بالثناء على الله وينطلق لسان الإنسان بالثناء على الله فليثبت؛ ما يخلصش، لأن اللسان لا ينطلق كثيرًا. طبعًا ده مش انطلاق لسان؛ إنما هو انطلاق القلب، فالقلب لا ينفتح إلا في أوقات، لذلك ربنا -سبحانه وتعالى- قال لعباده ادعوني، والنبي - عليه الصلاة والسلام- كان يعلمهم الاستخارة في كل شيء للصحابة، الاستخارة في كل شيء، وكان يعلمهم أن يسألوا الله -عز وجل- حتى شراك النعل، شراك النعل يسألوه لله -سبحانه وتعالى-، لذلك الكلام مع الله والأنس بكلام الله -عز وجل-، والحرص على تدبر كلام الله -سبحانه وتعالى- هو دأب الصالحين، إن هو يطيل القرب مع الله -سبحانه وتعالى- ومع كلامه.


الإطناب في رد موسى على ربه لكمال الأنس بالله

فيقول له إيه" هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَىٰ غَنَمِي"، فحصل الإطناب لكمال الأنس، لذلك مكانش عاوز يخلص الكلام، يقول له " وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَىٰ* قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَىٰ غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَىٰ * قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَىٰ * فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَىٰ * قَالَ خُذْهَا وَلَا تَخَفْ ۖ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَىٰ * وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَىٰ جَنَاحِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ" طه 22:17، لحد أما سيدنا موسى يبدأ بقى يدعو "قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي * وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي* وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي *يَفْقَهُوا قَوْلِي * وَاجْعَل لِّي وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِي * هَارُونَ أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي *وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي * كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا * وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا * إِنَّكَ كُنتَ بِنَا بَصِيرًا * قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَىٰ * وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَيْكَ مَرَّةً أُخْرَىٰ " طه 37:25، إلى آخر الآيات في سورة طه.


تعظيم أمر الأخوة في القرآن الكريم

فربنا بيقول "وَنَادَيْنَاهُ مِن جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا" مريم:52، يعني قربه الله -عز وجل- وناجاه، والمناجاة غير المناداة، المناداة انك انت، لما انت تيجي تنادي على واحد بتعلي صوتك يا فلان، يا كذا، بتعلي صوتك، لكن المناجاة ؛ كلام بلطف، كلامٌ خفي، فهو بيقول " وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا* وَوَهَبْنَا لَهُ مِن رَّحْمَتِنَا"، شوف الرحمة أهي، " أَخَاهُ هَارُونَ نَبِيًّا"، ودي أعظم منة لأخٍ على أخيه؛ منة موسى على هارون، أعظم منة منَّها أخ، يعني جعلها أخ لأخيه هي منة موسى على أخيه هارون، لأنه طلب يقول إيه؟ طلب له النبوة، يعني تخيل هارون -عليه السلام- طلب له موسى النبوة، يقول له يارب أنا عاوز هارون معايا، قال " قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا ۚ بِآيَاتِنَا أَنتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ" القصص:35، والآية التانية يقول "هَارُونَ أَخِي* اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي" طه 31:30، دايمًا -سبحان الله- في القرآن العظيم تعظيم أمر الأخوة، سواء كانت أخوة دينية أو كانت أخوة نسبية.


المصالح الدينية لا تتعارض أبدًا

يعني مثلًا شوف في القرآن يقول إيه؟ في سورة يوسف آية جميلة، يقول الله -عز وجل- " آوَىٰ إِلَيْهِ أَخَاهُ ۖ قَالَ إِنِّي أَنَا أَخُوكَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ" يوسف:69، يعني شوف يقول له إن أنا أخوك، وشوف لفظ الإيواء ده،" آوَىٰ إِلَيْهِ أَخَاهُ"،وبعدين سيدنا يوسف يقول إيه؟ " هَٰذَا أَخِي ۖ قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا" يوسف:90، "قَالَ أَنَا يُوسُفُ"، لما اكتشفوه خلاص، " قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَهَٰذَا أَخِي ۖ قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا"، فأعظم منة لأخٍ على أخيه هي منة موسى على هارون لأنه طلب له النبوة، يعني شوف طلب له أشرف شيء، مش طلب له الفلوس ولا طلب، ولا طلب، ولا طلب، لا طلب يقول له يارب أنا عايزه يبقى نبي معايا، شوف -سبحان الله- ولذلك -سبحان الله- دايمًا المصالح الدينية وانتبهوا إلى هذه الفائدة؛ المصالح الدينية لا تتعارض، لا تتعارض، يعني أنا مثلًا داعية، مثلًا يعني، أو أنا مثلًا بحَفَظ قرآن بعمل أي نوع من أنواع الخير، دايمًا المصالح الدينية ما بتتعارضش طلع واحد تاني بيحَفَظ قرآن أو بيقول تفسير مثلًا أحاربه بقى وأفضل أحاربه وأفضل أفطس فيه عشان خاطر مينفعش، لازم أنا الوحيد اللي أبقى باتكلم في التفسير وعلوم القرآن مفيش حد غيري في الدنيا، لا.


إذا وجدت معين لك على الخير فاستعن به

-سبحان الله- شوف سيدنا موسى بيقول له إيه؟ ده أنا عاوزه نبي معايا، يعني أنا عاوز هارون نبي من أنبياء الله -سبحانه وتعالى-، يقول أنا عايزه نبي معايا، فالمالصالح الدينية لا تتعارض. لذلك سفيان الثوري - كانوا ناس بيفهموا السلف دول- سفيان الثوري لما سأل عن إخوانه من العلماء يعني بيقول فين فلان؟ قالوا مات. فين فلان؟ قالوا مات. فين فلان؟ قالوا مات. فبكى سفيان الثوري رحمه الله تعالى وقال: ومن الشقاء تفردي بالسؤدد، هلك الجميع فسُدت غير مسودِ، ومن الشقاء تفردي بالسؤدد، يعني حمل ثقيل إن الإنسان لوحده يكون بيتكلم في فن من فنون العلم ولا بيدعو إلى الله -سبحانه وتعالى-. فلذلك دايمًا انت لو وجدت معينًا لك على خير، خليه معين على الخير، مش لازم تفطسه يعني عشان هو بيتكلم في نفس الباب اللي تتكلم فيه، أو العلم الذي تتكلم فيه، أو أو إلى آخره يعني، وهذا نأخذه من طلب موسى -عليه السلام- النبوة لأخيه هارون -عليه السلام-.


حرص موسى على أخيه هارون-عليهما السلام-

طبعًا سيدنا هارون كان عابدًا صالحًا، واحنا تقدم معنا كما في قول بعض المفسرين يا أخت هارون كانوا يشبهوها بهارون ده، لأن هارون من أجداد مريم، هارون أخو موسى فهو من الأجداد، فبيقول لها يا أخت هارون يعني في العبادة، هارون ده كان مذكور بالعبادة والتقوى والصلاح، و-سبحان الله- حتى واضح جدًا من آيات القرآن، واضح جدًا أن هارون كان هين لين كده، سيدنا موسى كان شديدًا ياخد لحيته،" يَا ابْنَ أُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي ۖ إِنِّي خَشِيتُ أَن تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي" طه:94، يعني راجل طيب يعني، " إِنِّي خَشِيتُ أَن تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي"، و-سبحان الله- يجي في الآخر سيدنا موسى-عليه الصلاة والسلام- يقول له" رَبِّ إِنِّي لَا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي وَأَخِي ۖ فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ* قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ ۛ أَرْبَعِينَ سَنَةً ۛ يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ ۚ فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ" المائدة 26:25،-فسبحان الله- من القصص الجميلة أنك تتأمل المواقف بين هارون وبين موسى-صلوات الله وسلامه عليه-، وكيف أن موسى حريصٌ على أخيه، وحريصٌ على إيصال الخير له.


سيدنا محمد -صلَّى الله عليه وسلم- هو النبي الوحيد من نسل إسماعيل

يقوم يقول له يارب أنا عاوزه نبي معايا، عاوزه وزير، " وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِي* هَارُونَ أَخِي* اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي* وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي" طه 32:29، ليه يارب، "كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا* وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا * إِنَّكَ كُنْتَ بِنَا بَصِيرًا" طه 35:33، دايمًا الواحد لما يلاقي واحد يعينه على الطاعة ويقربه من الله فليستمسك به، يمسك فيه ميسيبوش ده لعله يكون القنطرة إلي الجنة، جعلنا الله من أهلها. فبيقول " وَوَهَبْنَا لَهُ مِن رَّحْمَتِنَا أَخَاهُ هَارُونَ نَبِيًّا* وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ ۚ" مريم 54:35، إسماعيل طبعًا أبو العرب، عندنا العرب اللي مضت خلاص، العرب العاربة، والعرب المستعربة، العرب المستعربة اللي هي ماكنش لسانها أصلًا عربي لكن عُرب اللي هو أولاد إسماعيل، دول ماكنوش عرب أصلًا إسماعيل ماكنش عربي، كان بيتكلم لغة إبراهيم -عليه الصلاة وسلام- اللي هي السريانية، أو البابلية، فإسماعيل أصبح عربي المنطق واللسان، والنبي -صلًّى الله عليه وسلم- من نسل إسماعيل، هو الوحيد أصلًا من أنبياء الله اللي من نسل إسماعيل، كل الأنبياء من نسل إسحاق ويعقوب، إلا النبي -عليه الصلاة والسلام- هو من نسل مين إسماعيل -صلوات الله وسلامه عليهم جميعًا-.


أصدق وعد على الإطلاق

فبيقول ربنا-سبحانه وتعالى- "وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ ۚ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ "، طبعًا العلماء يقولوا إن هو كان صادق الوعد مطلقًا، في بعض الآثار أنه وعد واحد فقعد مستنيه ثلاثة أيام. ولكن أصدق وعد، وأفضل الوعود التي صدق فيها إسماعيل لما قال لأبوه إيه؟ "افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ ۖ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ" الصافات :102، ده أصدق وعد، أبوه بيقول " يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَىٰ فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ"، طبعًا إسماعيل مصدق لأبوه، أبوه نبي فعارف إن دي رؤيا، فيقوم يقول " يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ"، ما تنتظرش أمر الله -سبحانه وتعالى- "سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ*فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ" الصافات 103:102، شوف خلاص تله للجبين، "وَنَادَيْنَاهُ أَن يَا إِبْرَاهِيمُ*قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا ۚ إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ" الصافات 105:104، وفداه الله -عز وجل- بكبش، " بِذِبْحٍ عَظِيمٍ*وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ" الصافات 108:107، وأجرى الله -عز وجل- هذه السيرة الحسنة والذكرى الحسنة لإسماعيل -صلوات الله وسلامه عليه-.


أعظم عمل عمله إسماعيل مع أبوه إبراهيم -عليهما السلام-

و طبعًا إسماعيل اشترك في بناء الكعبة مع أبوه، مع سيدنا إبراهيم، شوف دي عظمة الأب والابن يشتركوا الاثنين في بناء الكعبة "وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ" البقرة:127، يعني إسماعيل أيضًا يرفع القواعد من البيت مع إبراهيم "رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا ۖ إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ"، ويدعوا لأمة النبي -عليه الصلاة وسلام- ويدعون للنبي -عليه الصلاة والسلام-، فإسماعيل -صلوات الله وسلامه عليه- هو النبي الحبيب إلى قلوبنا، وهو والد نبينا -صلَّى الله عليه وسلم- "وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ ۚ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَّبِيًّا"، يعني القوم اللي كانوا معاه اللي هما جرهم، "وَكَانَ رَسُولًا نَّبِيًّا"، شوف ذكر له خاصية كده كان بيعمل إيه؟ بيقول "وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِندَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا" مريم:55، الله أكبر شوف لما ربنا -سبحانه وتعالى- يقول على عبد من العباد أنه كان عند ربه مرضيًا، يعني الله -عز وجل- قد ارتضاه، وقد رضي عنه ودي أعظم منة، إحنا أصلًا أعظم مطلوب نطلبه من الله أن يرضى الله عنا، اللي ربنا يرضى عنه خلاص انتهى.

أعظم مطلوب أن يرضى الله عنا

لذلك في الجنة بعد ما الناس تخش الجنة، ربنا -سبحانه وتعالى- نسأل الله أن يجعلنا منهم، لما ربنا -سبحانه وتعالى- يقول لهم هل تريدون ...؟ يقولوا لا يارب خلاص هياخدوا أكتر من كده إيه؟ فيقول الله -عز وجل- لهم: اليوم أُحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبدا، الحديث" إنَّ اللهَ تبارك وتعالَى يقولُ لأهلِ الجنَّةِ : يا أهلَ الجنَّةِ ؟ فيقولون : لبَّيْك ربَّنا وسعدَيْك ، فيقولُ : هل رضيتم ؟ فيقولون : وما لنا لا نرضَى وقد أعطيتَنا ما لم تُعطِ أحدًا من خلقِك ، فيقولُ : أنا أُعطيكم أفضلَ من ذلك ، قالوا : يا ربِّ ، وأيُّ شيءٍ أفضلُ من ذلك ؟ فيقولُ : أُحِلُّ عليكم رضواني ، فلا أسخَطُ عليكم بعده أبدًا" صحيح البخاري، ده أعظم مطلوب أن ربنا يرضى عنا، فتخيل إن ربنا -سبحانه وتعالى- يقول إيه، يقول عن سيدنا إسماعيل " وَكَانَ عِندَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا"، بأمر أهله بالصلاة، لذلك ربنا قال للنبي -عليه الصلاة والسلام- نفسه بالأمر بقى " وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا ۖ لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُكَ ۗ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَىٰ" طه:132.


وصية نبينا فيها خلاصة الدين كله

النبي وهو بيموت، بيموت -عليه الصلاة والسلام-، شوف الواحد وهو بيموت بيفتكر أعظم حاجه، أعظم حاجه وهو بيموت، بيفتكر أجل شيء، الأرض مش عارف إيه الفلانية، شوف الرسول وهو بيموت بيوصي طاعة أد إيه، مفيش أعظم من كده بقى، يعني دي خلاصة الرسالة، قال: الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم، الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم، الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم، الحديث" كان من آخرِ وصيَّةِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ الصلاةَ الصلاةَ وما ملكَتْ أيمانُكم حتى جعل نبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يُلَجْلِجُها في صدرِه وما يفيضُ بها لسانُه" صححه الألباني، وبيقول "وجُعِلَتْ قرةُ عيني في الصلاةِ" صححه بن حجر ، وبيقول " يا بلالُ أقمِ الصلاةَ، أرِحْنا بها" صححه الألباني، الصلاة دي شأنها عظيم لا يتركها المسلم، و-سبحان الله- كلما كان الإنسان حريصًا على صلاته تجده صالحًا في حياته.


التمسك بالقرآن والصلاة هو أساس الصلاح

وتأمل الآية دي، دايمًا الآية دي اجعلها منك على بال، ماتنساش الآية دى خالص، الله -عز وجل- يقول -سبحانه وتعالى-، في اقتران شيئين ببعض، حاجتين مع بعض كده ما بيفترقوش أبدًا، "وَالَّذِينَ"،اسم الموصول أهو، "يُمَسِّكُونَ"، ما قالش إيه يمسكون، لا "يُمَسِّكُونَ"، يعني من شدة التمسك، احنا قلنا أن زيادة المبنى بيدل على زيادة المعنى زي ما العلماء بيقولوا، فلما يجي يقول يمسكون غير لما يقول" يُمَسِّكُونَ"، لما يجي يقول اصبر غير لما يقول اصطبر، فربنا بيقول ايه "وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ" الأعراف:170، يبقى دي أول حاجه ماشي التمسك بالقرآن، "وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ"، مش الصالحين، المصلحين ليه؟ لأن التمسك بالكتاب وإقام الصلاة هو الطريق إلى الصلاح، والمُصلح لابد أن يكون صالحًا من الأساس، فالصلاة والقرآن الاتنين دول، واحنا في هذا الشهر، وفي شهر رمضان وفي كل الشهور الإنسان لابد أن يتمسك بهذا القرآن، وأن يتمسك بالصلاة.


إدريس كان نبي من أنبياء الله الصالحين

فربنا يقول-سبحانه وتعالى- "وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِندَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا*وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ" مريم 56:55، وإدريس -عليه السلام- اختُلِف في وقته فبعضهم يقول أنه جد نوح -عليه السلام-، وبعضهم يقول لا إنه كان من أنبياء بني إسرائيل. العلماء اختلفوا هو إدريس كان جد نوح وكان قبل نوح -عليه السلام-، وعليه كثير من العلماء، أو إن هو لا بعد نوح -عليه الصلاة والسلام-، لكن على أي حال إدريس كان نبي من أنبياء الله -سبحانه وتعالى-، وبعضهم يقول أنه هو الذي يُذكر في التوراة بإسم خنوخ، لكن على أي حال اللي يهمنا اللي ربنا ذكره عن إدريس في القرآن، ربنا بيقول إيه "وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ ۚ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا"، صديقًا المبالغة في الصدق "نَّبِيًّا*وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا" مريم 57:56، رفعه الله -عز وجل- إلى السماء الرابعة وسلم على النبي -صلَّى الله عليه وسلم-، وقال للنبي -عليه الصلاة والسلام- مرحبًا بالنبي الصالح والأخ الصالح.


من هم الذين أنعم الله عليهم ؟

وبعدين يختم ربنا -سبحانه وتعالى- قصص الأنبياء بقى خلاص، في ختام التذييل بيسميه العلماء تذييل القصة؛ اللي حصل، بيقول"أُولَٰئِكَ"، الذين سبق ذكرهم، "الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ" مريم:58، ما هو مش احنا بنقول في الصلاة كل يوم، نصلي نقول ايه؟ "اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ*صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ" الفاتحة 8:7، طب مين يارب الذين أنعمت عليهم، أهو ربنا يقول في القرآن كده "فَأُولَٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ۚ وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ رَفِيقًا" النساء:69، ربنا -سبحانه وتعالى- يقول أهو "أُولَٰئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ"، زي نوح، نوح -عليه السلام- من ذرية آدم، "وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ"، يعني ممن حملهم الله -عز وجل- وقت غرق الأرض، الأرض غرقت يعني على كلام كثير من أهل العلم أن الطوفان عمها، وعلى كلام أكثرهم أن كل الأنبياء من نسل نوح -عليه السلام-، "وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ"، يعني من ذريته في ظهره يعني، أو بعض العلماء يقولوا إيه "مِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ"، يعني من الناس، لأن نوح -عليه السلام- أخذ معه من آمن.


جميع الأنبياء من بعد نوح كانوا من نسله

قال الله -عز وجل- " قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ" هود:40، يعني ذويك، مش وأهلك فعل من الهلاك لا، وأهلك يعني ذويك، "مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ"، اللي هما كفروا من أهله، اللي هما إمرأته وابنه،" إِلَّا مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ"،يعني والذين آمنوا، " وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ"، فلذلك وممن حملنا مع نوح قالوا إن هما الناس دول، وقالوا لا المقصود وممن حملنا مع نوح اللي هو نوح -عليه الصلاة وسلام- ومن جعلهم الله -عز وجل- من الأنبياء في صلبه " وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ"، لأن إسحاق ويعقوب، وإسماعيل، وموسى، وعيسى، وزكريا، ويحيى، ويوسف، كل دول من نسل مين؟ من نسل إبراهيم-صلوات الله وسلامه عليه-، ونبينا -عليه الصلاة والسلام- أعظمهم وأشرفهم.


من هو إسرائيل -عليه السلام-؟

" وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ"، وإسرائيل هو يعقوب -عليه الصلاة والسلام- ومعناه في اللغة القديمة عبد الله، كما قال بعض أهل العلم، وبعضهم يفسره بالمعنى الآخر وقد دللتكم على كتاب الدكتور عبد الرؤوف أبو سعدة من إعجاز القرآن في أعجمي القرآن، أتى فيه بكل هذه الأعلام وفسرها تفسيرًا مشوقًا رائعًا جدًا، " وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا"، وطبعًا ربنا -سبحانه وتعالى- يجي في القرآن يقول يا بني إسرائيل، يقول " كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلًّا لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَىٰ نَفْسِهِ" آل عمران:93، اللي هو مين؟ يعقوب -عليه الصلاة والسلام-، لأنه مرِض فحرم على نفسه لحم الإبل وألبانها، " إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَىٰ نَفْسِهِ مِن قَبْلِ أَن تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ ۗ قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ" آل عمران:93.


علينا أن نؤمن بكل كتاب أنزله الله -سبحانه وتعالى-

" وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا"، طب الناس دول صفتهم إيه، ما صفاتهم يارب؟ يقول -الله تعالى- " إِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَٰنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا ۩"، آيات الرحمن في أي كتاب أنزله الله، سواء في الزبور، سواء في التوراة، سواء في الإنجيل، سواء في صحف إبراهيم أو موسى، سواء في الكتاب التي لا نعرفها، "وَقُلْ آمَنتُ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِن كِتَابٍ" الشورى:15، يعني أي كتاب نكرة، ونكرة في هذا السياق تعُم، فمن كتاب؛ يعني أي كتاب أنزله الله -عز وجل- ربنا -سبحانه وتعالى- بيقول إيه " بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِن كِتَابٍ" الشورى:15، فربنا يقول" إِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَٰنِ"، صفات هؤلاء، قال -الله تعالى- " إِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَٰنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا ۩"، يعني انفعلت جوارحهم لكلام الله.


صفات عباد الله الصالحين

لذلك ربنا -سبحانه وتعالى- يقول عن أهل الإيمان -جعلنا الله منهم-، "اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ" الزمر:23، يعني يشبه بعضه بعضًا، "تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ"،ويقول الله -عز وجل- عن صفات عباد الرحمن "وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا" الفرقان:73، إنما ينفعل بكتاب الله، فهم لكتاب الله -سبحانه وتعالى-، لأن واحد " إِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَٰنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا ۩"، لازم يكون فاهم معاني الآيات. ولذلك "إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا * وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا * وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا ۩" الإسراء 109:107، لذلك القلب ينفعل إذا فهم القرآن، يبقى هو لازم يفهم الأول القرآن، ولازم مع هذا الفهم يكون صالحًا؛ قلبه نقي، فإذا ما اجتمع القلب المؤثر مش ربنا -سبحانه وتعالى- يقول "إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَذِكْرَىٰ لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ" ق:37، فإذا كان القلب اللي هو المحل، حاضر جاهز وجاء المؤثر والإنسان جاهز اللي هو" أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ"، يعني انفعل القلب، خلاص ساعة ما تحضر الآية ينفعل قلبه لها، فهذه صفة أنبياء الله، وصفة الصالحين من عباد الله " إِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَٰنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا ۩"، فهذه صفتهم وهذه أحوالهم وعلى من يأتي بعد هؤلاء الأنبياء والرسل أن يفعل كفعلهم، وأن يسلك طريقهم، وأن يهتدي بهديهم "أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ ۖ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ" الأنعام:90.
نسأل الله -عز وجل- أن يجعلنا من المقتدين بهم، وأن يحشرنا معهم في الآخرة " مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ۚ وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ رَفِيقًا" النساء:69، وصلَّى الله على نبينا محمد وآله-، والحمد لله رب العالمين.

تم بحمد الله

شاهدوا الدرس للنشر على النت في قسم تفريغ الدروس في منتديات الطريق إلى الله وتفضلوا هنا:

https://forums.way2allah.com/forumdisplay.php?f=36

وللمزيد من تفريغات الفريق تفضلوا:
هنـــا
ونتشرف بانضمامكم لفريق عمل التفريغ بالموقع
فرغ درسًا وانشر خيرًا ونل أجرًا
رزقنا الله وإياكم الإخلاص والقبول.
في أمان الله

[آمــال الأقصى]

رد: صراط الذين أنعمت عليهم | الشيخ عمرو الشرقاوي | تفسير وتدبر سورة مريم

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاكِ الله خيرًا وبارك فيكِ.

[mohamed gmal]

رد: صراط الذين أنعمت عليهم | الشيخ عمرو الشرقاوي | تفسير وتدبر سورة مريم

جزاكم الله خيرًا

[شيماء كمال1]

رد: صراط الذين أنعمت عليهم | الشيخ عمرو الشرقاوي | تفسير وتدبر سورة مريم

بارك الله فيكم

[لؤلؤة باسلامي]

رد: صراط الذين أنعمت عليهم | الشيخ عمرو الشرقاوي | تفسير وتدبر سورة مريم

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاكِ الله خيرًا وبارك فيكِ.

واياكم اللهم آمين, جزاكم الله خيرا على مروركم

جزاكم الله خيرًا

واياكم اللهم آمين, جزاكم الله خيرا على مروركم

بارك الله فيكم

واياكم اللهم آمين, جزاكم الله خيرا على مروركم

[*أمة الرحيم*]

رد: صراط الذين أنعمت عليهم | الشيخ عمرو الشرقاوي | تفسير وتدبر سورة مريم

جزاكم الله خيرًا

[NooR Elsmaa]

رد: صراط الذين أنعمت عليهم | الشيخ عمرو الشرقاوي | تفسير وتدبر سورة مريم

جزاكم الله خيرا

[لؤلؤة باسلامي]

رد: صراط الذين أنعمت عليهم | الشيخ عمرو الشرقاوي | تفسير وتدبر سورة مريم

جزاكم الله خيرًا

واياكم اللهم آمين, جزاكم الله خيرا على مروركم

جزاكم الله خيرا

واياكم اللهم آمين, جزاكم الله خيرا على مروركم

[الجنة أغلى]

رد: صراط الذين أنعمت عليهم | الشيخ عمرو الشرقاوي | تفسير وتدبر سورة مريم

جزاكم الله خيراً ...

[نورا اليقين]

رد: صراط الذين أنعمت عليهم | الشيخ عمرو الشرقاوي | تفسير وتدبر سورة مريم

جزاكم الله خيرا

[أم يامن السلفية]

رد: صراط الذين أنعمت عليهم | الشيخ عمرو الشرقاوي | تفسير وتدبر سورة مريم

جزاكم الله عنا خيرا وبارك فيكم
ونفعنا وإياكم بالقرآن العظيم