إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الرحمة والمغفرة في ضوء السنة النبوية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الرحمة والمغفرة في ضوء السنة النبوية






    إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

    أما بعد..
    فإن أصــدق الحــديث كــتاب الله تعــالى و خير الــهدي هــديُ محمد صلى الله عليه و سلم ..
    وشــر الأمــور مــحدثــاتها وكــل محــدثة بدعة وكل بدعـة ضـلالة و كل ضـلالة فــي النار ..
    فاللــهم أجــرنا و قــنا عذابــها برحمتــك يا أرحــم الراحميــن
    .


    إن شاء الله تعالى سنتناول موضوعنا هذا في عدة نقاط هي:

    ما هي رحمة الله تعالى؟ وما هي معانيها في القرآن الكريم؟

    - أحاديث المغفرة، وأسبابها.

    - من صيغ الاستغفار في السنة.



    التعديل الأخير تم بواسطة عطر الفجر; الساعة 05-05-2017, 04:58 AM.


  • #2
    رد: الرحمة والمغفرة في ضوء السنة النبوية


    ما هي رحمة الله تعالى؟
    وما هي معانيها في القرآن الكريم؟


    إنّ من أهمّ الغايات التي ينشدها المسلم في حياته هي أن ينال رحمة ربّه جلّ وعلا في الدّنيا وفي الآخرة، ففي الدّنيا يحتاج المسلم إلى رحمة الله حتّى يعيش مطمئنًا مرتاح البال سعيدًا، كما يحتاج إلى رحمة الله في الآخرة حيث لا يدخل أحد الجنّة إلا برحمته تعالى كما أكّد على ذلك رسول الله عليه الصّلاة والسّلام حين قال ولا أنا ضامن دخول الجنّة إلا أن ينالني الله برحمة منه وفضل، فما هي رحمة الله تعالى؟ وما هي معانيها في القرآن الكريم؟.

    رحمة الله تعالى :

    معنى
    الرَّحمَة لغةً من الرّقّة، والعطف، والحنان، وقد تأتي الرَّحمَة اسمًا أو صفةً كلفظ الرّحيم وهو من أسماء الله الحسنى
    وقد يكون فعلاً كما يقال رحم الرّجل مسكينًا أيّ رقّ له وعطف عليه.
    الرّحمة لغةً هي التعطّف، والرّأفة، والرقّة، والمغفرة، واللّين، والشّفقة، والرّزق
    أمّا تعريف
    الرَّحمَة اصطلاحًا هي صفة تقتضي إيصال الإحسان والمعروف، والمصلحة، والمنفعة إلى العبد بغض النظر إذا رضي بها العبد وفرح بها أو كرهها وشقّت على نفسه. أطلق الله عزّ وجل على نفسه صفتيّ الرّحمن والرّحيم، واقترن ذكر هاتين الصّفتين بمطلع سورة الفاتحة في القرآن الكريم التي يُردّدها المُسلم يوميّا في جميع صلواته، ربما كانت الحكمة من ذلك هي التّذكير دائماً برحمة الله التي وَسِعَت كل شيء في هذا الكون، وأن الأحكام وصلت للنّاس عن طريق الرّحمة واليُسر، ومن الجدير بالذكر أن لفظ الرّحمن هو الاسم الوحيد الذي قد يأتي منفرداً دون اتباعه باسم آخر كما هو الحال مع باقي أسماء الله الحسنى، فلفظ الرّحمن لفظ مكتفٍ ومُستغنٍ عن أي اسم آخر، ربما لأنّ الرحمة التي كتبها الله هي أظهر صفاته وأكثرها بروزاً، والرّحمة هي عامة لكلّ البشر، وليس مُخصّصة فقط للمؤمنين كما في لفظ الرحيم.[ د. أحمد خيري العمري (2008)، كيمياء الصلاة- عالم جديد، دمشق: در الفكر، صفحة 55، جزء الثالث. بتصرّف
    قال الله تعالى: (قُل لِّمَن مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ قُل لِّلَّهِ ۚ كَتَبَ عَلَىٰ نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ ۚ ..).[ سورة الأنعام، آية: 12].
    أحاديث عن رحمة الله قال الرّسول عليه الصّلاة والسّلام: (
    أنَّ رجلاً قال واللهِ لا يغفِرُ اللهُ لفلانٍ، وإنَّ اللهَ تعالَى قال من ذا الَّذي يتألَّى عليَّ أن لا أغفرَ لفلانٍ، فإنِّي قد غفرتُ لفلانٍ، وأحبطتُ عملَك. أو كما قال).[ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن جندب بن عبد االله، الصفحة أو الرقم: 2621 ، خلاصة حكم المحدث: صحيح].

    قال الرّسول عليه الصّلاة والسّلام: (جعل الله الرحمة مائة جزء، فأمسك عنده تسعة وتسعين جزءاً، وأنزل في الأرض جزءاً واحداً، فمن ذلك الجزء يتراحم الخلق، حتى ترفع الفرس حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه).[ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:6000 خلاصة حكم المحدث : [صحيح]]

    قال رسول الله عليه الصّلاة والسّلام: (إنَّ للهِ مائةَ رحمةٍ ، أنزل منها رحمةً واحدةً بين الجنِّ و الإنسِ و البهائمِ و الهوامِّ ، فبها يتعاطفون ، و بها يتراحَمون ، و بها تَعطفُ الوحوشُ على ولدِها ، و أخَّر تسعًا و تسعين رحمةً ، يرحمُ بها عبادَه يومَ القيامةِ).[الراوي : أبو هريرة | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع، الصفحة أو الرقم: 2172 | خلاصة حكم المحدث : صحيح].

    قال رسُولُ عليه الصّلاة والسّلام: (لما خَلَقَ اللَّهُ الخَلْقَ، كَتَبَ في كِتَابٍ فَهُوَ عِنْدَهُ فَوْقَ العَرْشِ: إِنَّ رَحْمتي تَغْلِبُ غَضَبِي).[ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2751، خلاصة حكم المحدث : صحيح].

    عن عمر بن الخطاب قال: قَدِمَ على النبي صلَّى الله عليه وسلَّم بسبي، فإذا امرأة من السبي تسعى إذ وجدت صبيًّا في السبي أخذتْه فألصقتْه ببطنها وأرضعته فقال لنا النبي صلَّى الله عليه وسلَّم: (أترون هذه طارحة ولدها في النار قلنا لا، وهي تقدر على ألا تطرحه، فقال الله أرحم بعباده من هذه بولدها).[ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم: 2754، خلاصة حكم المحدث : صحيح].


    قال الرسول عليه الصّلاة والسّلام: (لن يُدخل أحداً عملُه الجنة قالوا ولا أنت يا رسول الله؟ قال لا، ولا أنا، إلا أن يتغمّدني الله بفضل ورحمة، فسددوا وقاربوا، ولا يتمنينّ أحدُكم الموت، إما محسناً فلعله أن يزداد خيراً، وإما مسيئاً فلعله أن يستعتب).[ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 5673، خلاصة حكم المحدث : [صحيح]].

    قال الرسول عليه الصّلاة والسّلام: (فيقول الله عز وجل، شفعت الملائكة، وشفع النبيون، وشفع المؤمنون، ولم يبق إلا أرحم الراحمين فيقبض قبضة من النار فيخرج منها قوماً لم يعملوا خيراً قط قد عادوا حممًا).[ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم: 7439] قال الرسول عليه الصّلاة والسّلام: (لو يعلَمُ المؤمنُ ما عندَ اللهِ مِن العقوبةِ ما طمِع بجنَّتِه أحَدٌ، ولو يعلَمُ الكافرُ ما عندَ اللهِ مِن الرَّحمةِ ما قنَط مِن جنَّتِه أحَدٌ). [الراوي : أبو هريرة | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 2755 | خلاصة حكم المحدث : صحيح] قال الرسول عليه الصّلاة والسّلام: (الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله، والنّار مثل ذلك).[ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم: 6488، خلاصة حكم المحدث : [صحيح]].
    عَنْ عَائِشَةَ رضى الله عنها، زَوْجِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَتْ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الطَّاعُونِ، فَأَخْبَرَنِي: (
    أَنَّهُ عَذَابٌ يَبْعَثُهُ اللَّهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ، وَأَنَّ اللَّهَ جَعَلَهُ رَحْمَةً لِلْمُؤْمِنِينَ، لَيْسَ مِنْ أَحَدٍ يَقَعُ الطَّاعُونُ فَيَمْكُثُ فِى بَلَدِهِ صَابِراً مُحْتَسِباً، يَعْلَمُ أَنَّهُ لاَ يُصِيبُهُ إِلاَّ مَا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ، إِلاَّ كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ شَهِيدٍ).[ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن السيدة عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 3474، خلاصة حكم المحدث : [صحيح]].

    معانيها في القرآن الكريم؟

    رحمة الله في القرآن الكريم في قوله تعالى: "
    قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا..." (58: يونس)، وقد فسّر العلماء لفظ الرّحمة هنا بكتاب الله سبحانه القرآن الكريم وقد تأتي هنا بمعانٍ أخرى. في قوله تعالى: "وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ"، (57: الأعراف)، فالرّحمة هنا هي رزق الله تعالى لعباده وهو المطر الذي ينزل سبحانه من السّماء.
    في قوله تعالى (
    قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ )،(53: الزمر)، والرّحمة هنا هي المغفرة وقبول التّوبة والإنابة من العبد المخطىء المستغفر عن ذنبه.
    في قوله تعالى: "
    إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي ۚ" (53: يوسف)، فالله تعالى استثنى من عباده أناس عصمهم سبحانه، فالرّحمة هنا تأتي بمعنى العصمة.
    في قوله تعالى: "
    إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ " (56: الأعراف)، فالرّحمة هنا تأتي بمعنى الثّواب.
    في قوله تعالى: "
    ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا" (2: مريم)، والرّحمة هنا تأتي بمعنى استجابة الدّعاء، فقد دعا زكريّا عليه السّلام ربّه أن يرزقه ولداً بعد أن بلغ من الكبر عتيّا فأدركته رحمة ربّه بأن وهب الله له غلامًا زكيّا وهو يحيى عليه السّلام.
    في قوله تعالى: "
    وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاءُ ۚ " (105:البقرة)، فالرّحمة هنا تعني اصطفاء الله تعالى لبعض البشر بالنّبوة والرّسالة.
    في قوله تعالى: "
    أُولَٰئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ ۚ " (218: البقرة)، والرّحمة هنا تأتي بمعنى الجنّة والثّواب، فالجنّة لا يدخلها إنسان إلا برحمته تعالى.
    في قوله تعالى: "
    إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ" (30: النمل)، فالرّحمة هنا هي اسم من أسماء الله الحسنى وصفة ثابتة في ذاته جلّ وعلا.


    أخيرًا لابدّ من الإشارة إلى مسألةٍ هامة وهي أنّ الرحمة كلمة شاملة لوجوه كثيرة من أوجه الخير والبركة الإلهيّة ويمكن أن تطلق على أمورٍ ومعانٍ كثيرة كلّها تدلّ على الفضل والمنّ والنّعمة التي يسوقها الله تعالى لعباده، كما يشتمل هذا المعنى على معان الحفظ والعناية الإلهيّة للمسلم وكذلك اصطفاء الله لبعض البشر ليكونوا أنبياء ورسل أو شهداء مكرّمين عنده سبحانه.






    التعديل الأخير تم بواسطة عطر الفجر; الساعة 05-05-2017, 04:56 AM.

    تعليق


    • #3
      رد: الرحمة والمغفرة في ضوء السنة النبوية


      أحاديث المغفرة

      عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: قال الله تبارك وتعالى: (يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان فيك ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي، يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة)[ رواه الترمذي وصححه ابن القيم وحسنه الألباني].

      غريب الحديث

      عنان السماء: وهو السحاب وقيل ما انتهى إليه البصر منها.
      قراب الأرض: ملؤها أو ما يقارب ملأها.
      إنك ما دعوتني ورجوتني: أي ما دمت تدعوني وترجوني.
      ولا أبالي: أي إنه لا تعظم علي مغفرة ذنوبك وإن كانت كبيرة وكثيرة.

      منزلة الحديث

      هذا الحديث من أرجى الأحاديث في السنة، ففيه بيان سعة عفو الله تعالى ومغفرته لذنوب عباده، وهو يدل على عظم شأن التوحيد، والأجر الذي أعده الله للموحدين، كما أن فيه الحث والترغيب على الاستغفار والتوبة والإنابة إلى الله سبحانه وتعالى.

      أسباب المغفرة

      وقد تضمن هذا الحديث أهم ثلاثة أسباب تحصل بها مغفرة الله وعفوه عن عبده مهما كثرت ذنوبه وعظمت، وهذه الأسباب هي:

      1- الدعاء مع الرجاء :

      فقد أمر الله عباده بالدعاء ووعدهم عليه بالإجابة ، فقال سبحانه: { وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ } (غافر: 60) ، وقال - صلى الله عليه وسلم -: (الدُّعاءُ هوَ العِبادةُ . ثمَّ قرأَ : "وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ" )[الراوي : النعمان بن بشير | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترغيب، الصفحة أو الرقم: 1627 | خلاصة حكم المحدث : صحيح]، ولكن هذا الدعاء سبب مقتض للإجابة عند استكمال شرائطه وانتفاء موانعه ، فقد تتخلف الإجابة لانتفاء بعض الشروط والآداب أو لوجود بعض الموانع.

      ومن أعظم شروط الدعاء حضور القلب، ورجاء الإجابة من الله تعالى، قال - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الذي رواه الترمذي : ( ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة ، واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه ) [الراوي :أبو هريرة| المحدث :الألباني|المصدر : صحيح الجامع، الصفحة أو الرقم: 245 |خلاصة حكم المحدث :حسن]، ولهذا أُمِر العبد أن يعزم في المسألة وألا يقول في دعائه اللهم اغفر لي إن شئت، ونُهِي أن يستعجل ويترك الدعاء لاستبطاء الإجابة، وجُعِل ذلك من موانع الإجابة حتى لا يقطع العبد حبل الرجاء ولو طالت المدة، فإنه سبحانه يحب الملحين في الدعاء، وما دام العبد يلح في الدعاء ويطمع في الإجابة مع عدم قطع الرجاء، فإن الله يستجيب له ويبلغه مطلوبه ولو بعد حين، ومن أدمن قرع الباب يوشك أن يفتح له.

      2- الاستغفار مهما عظمت الذنوب :

      السبب الثاني من أسباب المغفرة المذكورة في الحديث، هو الاستغفار مهما عظمت ذنوب الإنسان، حتى لو بلغت من كثرتها عنان السماء وهو السحاب أو ما انتهى إليه البصر منها، وقد ورد ذكر الاستغفار في القرآن كثيراً فتارة يأمر الله به كقوله سبحانه: {وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } (المزمل: 20)، وتارة يمدح أهله كقوله تعالى: { وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ } (آل عمران: 17)، وتارة يذكر جزاء فاعله كقوله تعالى: { وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا } (النساء: 110) .

      والاستغفار الذي يوجب المغفرة هو الاستغفار مع عدم الإصرار على المعصية والذنب، وهو الذي مدح الله تعالى أهله ووعدهم بالمغفرة في قوله: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَىٰ مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ } (آل عمران: 135)، وفي الصحيحين عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (أذنب عبد ذنبا فقال اللهم اغفر لي ذنبي، فقال تبارك وتعالى: أذنب عبدي ذنبا فعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب، ثم عاد فأذنب فقال: أي رب اغفر لي ذنبي، فقال تبارك وتعالى: عبدي أذنب ذنبا فعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب، ثم عاد فأذنب فقال: أي رب اغفر لي ذنبي، فقال تبارك وتعالى أذنب عبدي ذنبا فعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب اعمل ما شئت فقد غفرت لك) والمعنى أي ما دمت على هذ الحال كلما أذنبت استغفرت من ذنبك، قال بعض الصالحين: "من لم يكن ثمرة استغفاره تصحيح توبته فهو كاذب في استغفاره"، وكان بعضهم يقول: "استغفارنا هذا يحتاج إلى استغفار كثير".

      وأفضل أنواع الاستغفار أن يبدأ العبد بالثناء على ربه، ثم يثني بالاعتراف بذنبه، ثم يسأل الله المغفرة، ولهذا قال - صلى الله عليه وسلم - كما في الصحيح: (سيِّدُ الاستِغفارِ أن تقولَ : اللَّهمَّ أنتَ ربِّي لا إلَهَ إلَّا أنتَ ، خَلقتَني وأَنا عبدُكَ ، وأَنا على عَهْدِكَ ووعدِكَ ما استطعتُ ، أعوذُ بِكَ من شرِّ ما صنعتُ ، أبوءُ لَكَ بنعمتِكَ عليَّ ، وأبوءُ لَكَ بذنبي فاغفِر لي ، فإنَّهُ لا يغفرُ الذُّنوبَ إلَّا أنتَ قالَ : ومَن قالَها منَ النَّهارِ موقنًا بِها ، فماتَ من يومِهِ قبلَ أن يُمْسيَ ، فَهوَ من أَهْلِ الجنَّةِ ، ومن قالَها منَ اللَّيلِ وَهوَ موقنٌ بِها ، فماتَ قبلَ أن يُصْبِحَ ، فَهوَ من أَهْلِ الجنَّةِ) [الراوي : شداد بن أوس | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 6306 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
      ومن صيغ الاستغفار العظيمة ما ورد في الحديث الصحيح عند الترمذي أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (من قال :أستغفِرُ اللهَ، الذي لا إله إلا هو، الحَيَّ القيومَ، وأتوبُ إليه ؛ غُفِرَ له وإن كان فَرَّ من الزَّحْفِ) [الراوي : زيد بن حارثة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم | المحدث : الألباني | المصدر : تخريج مشكاة المصابيح، الصفحة أو الرقم: 2292 | خلاصة حكم المحدث : صحيح]


      3- التوحيد الخالص :

      السبب الثالث من أسباب المغفرة تحقيق التوحيد، وهو من أهم الأسباب وأعظمها، فمن فقدَه فقَدَ المغفرة، ومن جاء به فقَدْ أتى بأعظم أسباب المغفرة، قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَىٰ إِثْمًا عَظِيمًا} (النساء: 48)، والتوحيد في الحقيقة ليس مجرد كلمة تنطق باللسان من غير فقه لمعناها، أو عمل بمقتضاها، إذاً لكان المنافقون أسعد الناس بها، فقد كانوا يرددونها بألسنتهم صباح مساء ويشهدون الجمع والجماعات، ولكنه في الحقيقة استسلام وانقياد، وطاعة لله ولرسوله، وتعلق القلب بالله سبحانه محبة وتعظيما، وإجلالا ومهابة، وخشية ورجاء وتوكلا، كل ذلك من مقتضيات التوحيد ولوازمه، وهو الذي ينفع صاحبه يوم الدين.


      رب اشرح لي صــدري ويســر لي أمــري واحــلل عقــدة من لســاني يفقــهوا قــولي ..



      التعديل الأخير تم بواسطة عطر الفجر; الساعة 05-05-2017, 04:30 AM.

      تعليق


      • #4
        رد: الرحمة والمغفرة في ضوء السنة النبوية


        من صيغ الاستغفار في السنة

        وهذا العنوان ليس على شرط المقال لكن لأهمية حفظ صيغ الاستغفار المأثورة أذكر ما وقفت عليه في السنة ليتمم الموضوع:

        1- سيد الاستغفار: قال النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "سَيِّدُ الِاسْتِغْفَارِ أَنْ تَقُولَ: اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لاَ إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ، وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ، أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي، فَإِنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ " قَالَ: «وَمَنْ قَالَهَا مِنَ النَّهَارِ مُوقِنًا بِهَا، فَمَاتَ مِنْ يَوْمِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِيَ، فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا، فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ، فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ» [رواه البخاري:6306].

        2- أستغفر الله وأتوب إليه: قَالَ النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «وَاللَّهِ إِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ فِي اليَوْمِ أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِينَ مَرَّةً» [رواه البخاري: 6307].

        3- استغفر الله، كَانَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، إِذَا انْصَرَفَ مِنْ صَلَاتِهِ اسْتَغْفَرَ ثَلَاثًا. [رواه مسلم: 591].

        4- ما جاء في حديث عَائِشَةَ رضي الله عنها، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ قَبْلَ أَنْ يَمُوتَسُبْحَانَكَ وَبِحَمْدِكَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ» وفي رواية: «سُبْحَانَكَ رَبِّي وَبِحَمْدِكَ، اللهُمَّ اغْفِرْ لِي» [رواه مسلم: 484].

        5- قال - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " مَنْ قَالَ: أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيَّ الْقَيُّومَ، وَأَتُوبُ إِلَيْهِ، غُفِرَ لَهُ، وَإِنْ كَانَ قَدْ فَرَّ مِنَ الزَّحْفِ " [رواه أبو داود: 1517].


        6- عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: إِنْ كُنَّا لَنَعُدُّ لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي الْمَجْلِسِ الْوَاحِدِ مِائَةَ مَرَّةٍ: «رَبِّ اغْفِرْ لِي، وَتُبْ عَلَيَّ، إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ» [رواه أبو داود: 1516].

        7- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يَقُولُ فِي سُجُودِهِ: اللهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي كُلَّهُ دِقَّهُ، وَجِلَّهُ، وَأَوَّلَهُ وَآخِرَهُ وَعَلَانِيَتَهُ وَسِرَّهُ» [رواه مسلم 483].

        8- رب اغفر لي، بين السجدتين. [
        الراوي : حذيفة بن اليمان | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح النسائي، الصفحة أو الرقم: 1068 |خلاصة حكم المحدث : صحيح] وهو من دعاء من تعار من الليل [رواه أبو داود:5060]

        ودعاء دخول المسجد: «رَبِّ اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي، وَافْتَحْ لِي أَبْوَابَ رَحْمَتِكَ» [رواه الترمذي: 314].
        ومن دعاء النبي عليه الصلاة والسلام قبل موته: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي، وَأَلْحِقْنِي بِالرَّفِيقِ»
        [رواه البخاري: 4440] وعلم عليه الصلاة والسلام الأعرابي أن يقول: اللهُمَّ اغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي وَاهْدِنِي وَارْزُقْنِي" [رواه مسلم: 2696] وكَانَ إِذَا أَخَذَ مَضْجَعَهُ مِنَ اللَّيْلِ قَالَ: «بِسْمِ اللَّهِ وَضَعْتُ جَنْبِي اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي... [رواه أبو داود: 5054].

        9- قال - صلى الله عليه وسلم - «إِنَّ رَبَّكَ لَيَعْجَبُ مِنْ عَبْدِهِ إِذَا قَالَ: رَبِّ اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ غَيْرُكَ» [رواه الترمذي وقال حسن صحيح: 3446]. وفي قصة الرجل الذي كلما عاد للذنب قال: رب اغفر لي ذنبي، فيغفر الله تعالى له. [رواه مسلم: 2758].

        10-
        عن رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أنه كَانَ إذا قام إلى الصلاةِ قال :في دعاء الاستفتاح من صلاة الليل: «وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا، وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ، إِنَّ صَلَاتِي، وَنُسُكِي، وَمَحْيَايَ، وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، لَا شَرِيكَ لَهُ، وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ، اللهُمَّ أَنْتَ الْمَلِكُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ أَنْتَ رَبِّي، وَأَنَا عَبْدُكَ، ظَلَمْتُ نَفْسِي، وَاعْتَرَفْتُ بِذَنْبِي، فَاغْفِرْ لِي ذُنُوبِي جَمِيعًا، إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ، وَاهْدِنِي لِأَحْسَنِ الْأَخْلَاقِ لَا يَهْدِي لِأَحْسَنِهَا إِلَّا أَنْتَ، وَاصْرِفْ عَنِّي سَيِّئَهَا لَا يَصْرِفُ عَنِّي سَيِّئَهَا إِلَّا أَنْتَ، لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ وَالْخَيْرُ كُلُّهُ فِي يَدَيْكَ، وَالشَّرُّ لَيْسَ إِلَيْكَ، أَنَا بِكَ وَإِلَيْكَ، تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ» [الراوي : علي بن أبي طالب | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم، خلاصة حكم المحدث : صحيح].

        11- آخِرَ مَا يَقُولُ بَيْنَ التَّشَهُّدِ وَالسَّلَامِ «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ، وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ، وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي، أَنْتَ المُقَدِّمُ، وَأَنْتَ المُؤَخِّرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ» [
        الراوي : علي بن أبي طالب | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترمذي، الصفحة أو الرقم: 3421 | خلاصة حكم المحدث : صحيح].

        12- كفارة المجلس: «
        مَن جلسَ في مجلِسٍ فَكَثرَ فيهِ لغطُهُ ، فقالَ قبلَ أن يقومَ من مجلسِهِ ذلِكَ : سُبحانَكَ اللَّهمَّ وبحمدِكَ ، أشهدُ أن لا إلَهَ إلَّا أنتَ أستغفرُكَ وأتوبُ إليكَ ، إلَّا غُفِرَ لَهُ ما كانَ في مجلِسِهِ ذلِكَ» [الراوي : أبو هريرة | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترمذي، الصفحة أو الرقم: 3433 | خلاصة حكم المحدث : صحيح].



        13- عَنِ أَبِي مُوسَى عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ كَانَ يَدْعُو بِهَذَا الدُّعَاءِ: «
        ربِّ اغفِرْ لي خطيئتي وجهلي، وإسرافي في أمري كلِّه، وما أنت أعلَمُ به مني . اللهم اغفِرْ لي خطاياي، وعمدي وجهلي وهَزلي، وكلُّ ذلك عِندي . اللهم اغفِرْ لي ما قدَّمْتُ وما أخَّرْتُ، وما أسرَرْتُ وما أعلَنْتُ، أنت المقدِّمُ وأنت المؤخِّرُ، وأنت على كلِّ شيءٍ قديرٌ» [الراوي : أبو موسى الأشعري عبدالله بن قيس | المحدث : البخاري: الصفحة أو الرقم: 6398 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] ].





        وختــامًــــــــــا
        أيها المؤمنون:


        من الرَّحمَة: برُّ الوالدين، وصِلة الرحم، التي أمَر بها رب العالمين، ومن الرَّحمَة: إطعام المسكين والإحسان على اليتيم، ومن الرَّحمَة: إغاثة الملهوف، والمبادرة إلى صَنائع المعروف، ومن الرَّحمَة: التيسير على المُعسِرين، والمبادَرة بقضاء الدَّين عن الغارِمين، ومنالرَّحمَة: إطعام الطعام، وسَقْي الماء للعطشى، ومن الرَّحمَة: تعليم الجاهل، وتذكير الغافل، والأخذ على يد السَّفيه وأطْرُه على الحق أطرًا، وقصْرُه على الحق قصرًا، ومن الرَّحمَة: الدعوة إلى الله والجِهاد في سبيل الله، ومن الرَّحمَة: حُسْن عِشرة النساء، وتأديب وتربية الأبناء، ومنالرَّحمَة: التخفيف عن المملوك والأجير، وإعطاؤه أجره عند أدائه عمَله من غير توانٍ ولا تأخير.


        معشر المؤمنين:

        تَحلَّوا بخُلُق الرحمة، والتمِسوا أسباب رحمة الغفور ذي الرَّحمَة، واتَّصِفوا بالسَّداد والحِكمة، وتذكَّروا أنه لا يتَّصِف بالرَّحمَة إلا تقيٌّ، ولا تُنزَع الرَّحمَةُ إلا من شقي، فارحَموا يا أولي الألباب، تُرحَموا في الدنيا ويوم يقوم الحساب.
        ألا وصلُّوا وسلموا على خير خلق الله كما أمركم بذلك ربكم.






        التعديل الأخير تم بواسطة عطر الفجر; الساعة 05-05-2017, 04:34 AM.

        تعليق

        يعمل...
        X