إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مادة التفسير وعلوم القرآن :: الدرس الأول (مقدمة في أصول التفسير (1) :: دورة بصائر العلمية 2

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مادة التفسير وعلوم القرآن :: الدرس الأول (مقدمة في أصول التفسير (1) :: دورة بصائر العلمية 2



    بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:

    نزل القرآن على النبي –صلى الله عليه وعلى آله وسلم- في ثلاثةٍ وعشرين سنة، كان منه المكي الذي نزل قبل الهجرة والمدني الذي نزل بعد الهجرة، فنزل بلغة العرب وكانوا عربًا أقحاحًا فصحاء بلغاء، فهموه وفهموا ما يكون متعلقا به من العمل، فهموا أن دعوته للتوحيد تعني أنهم لابد أن ينبذوا كل ما كان من معتقداتٍ خاطئةٍ عندهم قبل بعثة رسول الله –صلى الله عليه وسلم-؛ ولأنهم فهموا ذلك وكانوا متشبثين بهذه العقيدة فعادوا الرسالة الجديدة وعادوا صاحبها ونابذوه بالعداء.

    ويبقى القرآن هو المؤثر في نفوس هؤلاء وإن كانوا كفارًا، فالقصص الواردة في ذلك كثيرةٌ جدًا وتأثرهم بالقرآن أيضًا معلوم

    وللتعرف على كيفية نزول القرآن على النبي ومعاداة قريش له وتأثير القرآن فيهم رغم كفرهم, ومدارس التفسير, ومنهج الطبري وابن تيمية في أصول التفسير ومقاصد القرآن وعلم أسباب النزول وتعريف علم أصول التفسير,والأصول الخمس التي يُبنى عليها فهم كلام الله

    ولمعرفة المزيد
    ندعوكم للتعرف على درس بعنوان
    مادة التفسير وعلوم القرآن :: الدرس الأول (مقدمة في أصول التفسير (1) :: دورة بصائر العلمية 2
    لفضيلة الشيخ الدكتور/ محمد عطية




    تفضلوا معنا في تحميل الدرس الأول بجميع الصيغ

    http://way2allah.com/khotab-item-127230.htm



    الجودة العالية wmv
    http://way2allah.com/khotab-mirror-127230-198604.htm

    الصوت
    http://way2allah.com/khotab-mirror-127230-198605.htm

    الساوند كلاود
    https://soundcloud.com/way2allahcom/tafsir1

    اليوتيوب
    https://www.youtube.com/watch?v=vfia...ature=youtu.be


    رابط تفريغ بصيغة pdf

    http://way2allah.com/khotab-pdf-127230.htm




    فهرس مادة التفسير وعلوم القرآن // الشيخ الدكتور محمد عطية // دورة بصائر العلمية 2





    :..: موضوع خاص باستقبال أسئلة مادة التفسير وعلوم القرآن:..:




    مثبــت:
    جدول الدورة العلمية بصائر 2


    مثبــت: موضوع مخصص لتلقي الاستفسارات والشكاوى الخاصة بالدورة العلمية بصائر 2


    مثبــت:
    مقاطع الدورة العلمية بصائر 2 | من إنتاج فريق الصوتيات



    مثبــت: مقاطع الدورة العلمية بصائر 2 | من إنتاج فريق المونتاج

    ولمشاهدة وتحميل جميع دروس دورة بصائر العلمية 2 من خلال هذا الرابط
    http://way2allah.com/category-578.htm




    لقراءة التفريغ مكتوب على المنتدى تابعونا في المشاركة الثانية بإذن الله



    التعديل الأخير تم بواسطة لؤلؤة باسلامي; الساعة 26-10-2016, 02:47 PM.
    اللهم إن أبي وأمي و عمتي في ذمتك وحبل جوارك، فَقِهِم من فتنة القبر وعذاب النار، وأنت أهل الوفاء والحق، اللهم اغفر لهما وارحمهما، فإنك أنت الغفور الرحيم.


  • #2
    رد: مادة التفسير وعلوم القرآن :: الدرس الأول (مقدمة في أصول التفسير (1) :: دورة بصائر العلمية 2


    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    حياكم الله وبياكم
    الإخوة الأفاضل والأخوات الفضليات: يسر
    فريق التفريغ بشبكة الطريق إلى الله
    أن يقدم لكم:
    تفريغ:
    مادة التفسير وعلوم القرآن :: الدرس الأول (مقدمة في أصول التفسير (1) :: دورة بصائر العلمية 2
    لفضيلة الشيخ الدكتور/ محمد عطية

    سائلين الله -عز وجل- أن يجعله في ميزان حسنات كل من شارك فيه
    وأن يبارك في فريق عمل التفريغ


    بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه،
    وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، ثم أما بعد:


    فهذه دروس إن شاء الله –عز وجل- أسأل الله تعالى أن ينفع بها تتعلق بأصول التفسير.


    نزول القرآن على النبي ومعاداة قريش له
    في البداية نقول نزل القرآن على النبي –صلى الله عليه وعلى آله وسلم- في ثلاثةٍ وعشرين سنة، كان منه المكي الذي نزل قبل الهجرة والمدني الذي نزل بعد الهجرة، فنزل بلغة العرب وكانوا عربًا أقحاحًا فصحاء بلغاء، فهموه وفهموا ما يكون متعلقا به من العمل، فهموا أن دعوته للتوحيد تعني أنهم لابد أن ينبذوا كل ما كان من معتقداتٍ خاطئةٍ عندهم قبل بعثة رسول الله –صلى الله عليه وسلم-؛ ولأنهم فهموا ذلك وكانوا متشبثين بهذه العقيدة فعادوا الرسالة الجديدة وعادوا صاحبها ونابذوه بالعداء.


    تأثير القرآن فيهم رغم كفرهم!

    ويبقى القرآن هو المؤثر في نفوس هؤلاء وإن كانوا كفارًا، فالقصص الواردة في ذلك كثيرةٌ جدًا وتأثرهم بالقرآن أيضًا معلوم ويكفي أن نحكي مثلًا أن ابن المطعم بن عدي أو المُطعم بن عدي ابنه كان سفيرًا لقريش في أسارى بدر، يحكي هو بعد أن أسلم فيقول: "سمعتُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يقرأُ في المغربِ بالطُّورِ.." لم يكن مسلمًا ساعتها هو، يقول: "فلمَّا بلغَ هذه الآية: {أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمْ الْخَالِقُونَ... كادَ قلبِي أنْ يطيرَ" صحيح البخاري.


    سؤال المؤمنين النبي على ما يستشكل عليهم


    فلغتهم العالية فهموا بها ما يمكن أن يكون من مدلولات ألفاظ القرآن وما يعني ذلك، فإذا أُشكل عليهم شيء جاءوا إلى النبي –صلى الله عليه وسلم- فسألوه عنه، ففي الصحيحين أنه "لمَّانَزلَت: الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ [6/ الأنعام / آية82]" صحيح مسلم، "جاءوا النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وجَثوا عندَه على الرُّكَبِ وقالوا: يا رسولَ اللهِ نزلت آيةٌ لا نطيقُها مَن هو الذي لا يلبسُ إيمانَه بظلمٍ؟" صححه ابن باز.

    فظنوا أن الظلم هنا عام في ألفاظه، في اللفظ يعني ظلم الإنسان لنفسه وظلمه لغيره و الظلم العظيم الذي هو الشرك، لأن هذه أنواع الظلم؛ الظلم العظيم وظلم الإنسان لنفسه وظلمه لغيره، فظنوا أنهم بذلك قد خرجوا من أمن يوم القيامة "جَثوا عندَه على الرُّكَبِ وقالوا: يا رسولَ اللهِ نزلت آيةٌ لا نطيقُها مَن هو الذي لا يلبسُ إيمانَه بظلمٍ؟ فقال عليهِ الصلاةُ والسلامُ: ليس هو الظلمُ الذي تعنونَ : ألم تسمعوا إلى قولِ العبدِ الصالحِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ: إنما هو الشركُ" صححه ابن باز، فبين لهم النبي –صلى الله عليه وسلم- في هذا الحديث أن المراد بالظلم هنا هو "الشرك" ولذلك لايجوز تفسير الظلم هنا إلا بالشرك كما فسره النبي –صلى الله عليه وعلى آله وسلم-.


    نقل الصحابة ما أخذوه عن الرسول إلى من بعدهم

    ثم كان بعد ذلك الصحابة -رضوان الله عليهم- الذين أخذوا عن النبي –صلى الله عليه وسلم- ونقلوه إلى من بعدهم من التابعين.


    - وكان هناك ثلاثة مدارس في التفسير

    مدرسة المدينة على رأسها أبي بن كعب، ومدرسة مكة وعلى رأسها عبد الله بن عباس وهو كان من تلامذة أبي أيضًا، ومدرسة الكوفة وكان على رأسها عبد الله بن مسعود –رضي الله تعالى عنهم- أجمعين، نقلوا التفسير كما سمعوه، نقلوا القرآن كما سمعوه من رسول الله –صلى الله عليه وسلم- ونقلوا التفسير الذي أخبرهم به النبي –صلى الله عليه وسلم-.

    اجتهادهم في تفسير ما لم يأت عن النبي

    واجتهدوا في تفسير ما لم يأت عن النبي فيه –صلى الله عليه وسلم- شيء؛ لأنهم عاصروا الوحي وعرفوا ملابسات النزول وأسباب النزول ومناسبات النزول، وكان عبد الله بن مسعود يقول: "والذي لا إلهَ غيره ! مامن كتابِ اللهِ سورةٌ إلا أنا أعلمُ حيث نزلتْ . ومامن آيةٍ إلا أنا أعلمُ فيما أُنزِلًتْ. ولو أعلمُ أحدًا هو أعلمُ بكتابِ اللهِ مِنِّي، تبلغُه الإبلُ، لركبتُ إليه" صحيح مسلم كما قال –رضي الله عنه-، فابن عباس –رضي الله عنه- شهد له الصحابة بأنه حبر القرآن وقد دعا له النبي –صلى الله عليه وسلم- وأُبي بن كعب كان من كبار المفسرين والناقلين للقرآن.

    لم يكن هناك حاجة لتقعيد الأصول في البداية

    هذه المدارس نقلت إلى التابعين، فأخذ التابعون ونقلوهم إلى تابعيهم وهكذا، لم يكن هناك في هذا العصر حاجة إلى معرفة شيء من القواعد التي يمكن أن يفهم بها كلام الله –عز وجل-؛ لأنهم عرب أقحاح فهموا عن الله وما أُشكل عليهم سألوا عنه رسول الله –صلى الله عليه وعلى آله وسلم- فلم يكن حاجة لتقعيد الأصول

    ولذلك عندما نرى الأولون ماذا كتبوا في التفسير نجد الروايات التي تصل إلى ابن عباس أو إلى علي أو إلى أُبي أو إلى غيرهم من الصحابة في تفسير القرآن.


    ظهور جيل من مدوني التفسير أبرزهم الطبري

    ثم جاء بعد ذلك الجيل الذي كتب التفسير وكان طبعًا كما لعلكم تعرفون شيخ المفسرين الإمام الطبري –عليه رحمة الله- ماكان قبل الطبري فيما هو معلوم فيما كان روايةً، وهذه الرواية كان بعض أهل العلم أفرد التفسير بالكتابة كعبد الرزاق وسُنيد وغيرهم ومن كتب في الأحاديث كالبخاري ومسلم والترمذي وأبو داود والنسائي عقد كتابًا في تفسير القرآن بما صح عنده نقله ثم جاء الطبري –عليه رحمة الله- وكتب التفسير المشهور وهو يُعد شيخ المفسرين من جاء بعده أخذ عنه.


    منهج الطبري في تفسيره

    منهجه في تفسيره –عليه رحمة الله- أنه كان ينقل ما وصل إليه من الروايات في التفسير وقد تكون متفقة وقد تكون متعارضة ثم كان يُرجح بعد ذلك بينها ويذكر اللغويات في الغريب من القرآن وربما ذكر اختلاف أهل اللغة في شيء أو أهل النحو، فهذا كان منهجه في تفسيره –عليه رحمة الله- وهو يعد شيخ المفسرين ومن جاء بعده أخذ عنه وإن كان أضاف شيئًا فمما فتح الله –تبارك وتعالى- عليه وهذا فضل الله يؤتيه من يشاء.


    ابن تيمية أول من كتب شيئًا منفردًا في أصول التفسير

    ثم نجد المفسرين الذين كتبوا تفاسيرهم جعلوا في مقدمة التفسير ما يختص بأصول التفسير من يقرأ في مقدمات المفسرين يجد ذلك ويعرف ويقف على هذه الأمور التي تتعلق بأصول التفسير، وما نعلم أحدًا كتب شيئًا منفردًا في أصول التفسير قبل شيخ الإسلام ابن تيمية –عليه رحمة الله- وهو الذي كتب ما عُرف بعد ذلك "بمقدمة في أصول التفسير"، هذه المقدمة تُعد يعني باكورة الكلام في علم أو في أصول التفسير.

    كيف كتب ابن تيمية "مقدمة في أصول التفسير"؟

    وهو رحمه الله كتب هذه المقدمة كما قال في مقدمة الكتاب من إملاء الفؤاد، لم يرجع فيها إلى مصادر ولكن كتبها مما كان في صدره من العلم وكان معلومًا -عليه رحمة الله -كان معلومًا عنه الحفظ والإتقان، التحقيق

    ولذلك من يقرأ في هذه المقدمة، "مقدمة في أصول التفسير" لشيخ الإسلام ابن تيمية قد يقف عند أشياء كثيرة تحتاج إلى شرح، كل صفحةٍ فيها علم، كل صفحةٍ فيها قاعدة، كل صفحةٍ سيجد فيها أشياء ربما لايجدها عند غيره وإن وجدها فليست بهذا التحقيق الذي ذكره –عليه رحمة الله-.


    استفادة أهل العلم من مقدمة ابن تيمية

    شاعت هذه المقدمة بين أهل العلم حتى نقل عنها ابن كثير في مقدمة تفسيره معظم ما كتب في ذلك مثل: أحسن طرق التفسير، والتفسير بالرأي، وحكم التفسير بالرأي المجرد وما شابه ذلك ولكن كان عنده بعض الإضافات التي ذكرها، سواء كانت من إضافة التخريج في بعض الأحاديث أو زيادة شواهد أو ما شابه ذلك مما قد يفعله المحقق إذا نقل ولم يعزوا فإن ابن كثير نقل في مقدمته عن ابن تيمية شيخه من مقدمة التفسير هذه الأصول التي تتعلق بالتفسير ولم يعزوها له.


    من كتبوا بعد ابن تيمية في أصول التفسير

    بعد طبعًا ابن تيمية –عليه رحمة الله- تُوفي سنة 728 وتلميذه تُوفي بعده بنحو 40 سنة، ثم ما نعلم في هذه الحقبة بعد ذلك كُتب منفردًا في أصول التفسير إلا ماجاء عن الدهلوي في كتابه "الفوز الكبير في أصول التفسير" وهو تُوفي سنة 1176، يعني من نحو 250 سنة أو يزيد شوية، يعني من ثلاثة قرون من هذا القرن الذي نعيشه، وله كتاب سماه "الفوز الكبير في أصول التفسير".

    منهج ابن تيمية في مقدمته أصول التفسير

    شيخ الإسلام ابن تيمية –عليه رحمة الله- لم يستوعب كل ما يتعلق بأصول التفسير وإنما أجمل ما يحتاجه من ينظر في التفسير لاختيار الصحيح منه أو لما يمكن أن تكون أدوات يحتاجها المفسر إذا نظر في كلام الله متدبرًا، فالتدبر فرع العلم، فرع الفهم، لايمكن لإنسان ليس عنده أدوات الفهم لكتاب الله –عز وجل- ويقول أنا أتدبر، نعم ربما يكون شيء من الفهم الظاهري لكن الذي يتعمق في ذلك لابد أن يكون له اتصال بأدواتٍ وقواعد يسميها أهل العلم أصول التفسير

    كذلك كتب الشيخ العثيمين -عليه رحمة الله- كتاب سماه "من أصول التفسير"، ومن للتبعيض فأيضًا لم يستوعب ما يكونُ من جميع هذه القواعد التي يمكن أن يحتاجها من ينظر لكتاب الله وإن كان إجمالًا قد تحدث عن علوم تتعلق بأصول التفسير يحتاجها من ينظر في كلام الله ولعلنا إن شاء الله نتحدث عن هذا الكتاب بشيء من التفصيل أو نجمل ما ذكره الشيخ فيه -عليه رحمة الله-.
    هناك بحوث أخرى كتبها بعضُ المتخصصين في التفسير سواءً كانوا دكاترة يُدرسون مادة أصول التفسير أو كانوا من العلماء الذين يهتمون ويعتنون بالتفسير وما يتعلق به، فكان لهم بعض الكتابات الأخرى لكن هذه أبرز الكتابات التي يمكن أن يرجع إليها طالب العلم



    مقاصد القرآن
    من الأمور المفيدة التي لابد أن نذكرها في هذه العجالة أيضًا أن القرآن ذكروا العلماء أن له مقاصد ثلاثة:
    1. التوحيد2. والتشريع3. والتذكير والعظة
    التوحيد والتشريع والتذكير والعظة



    قاعدة:: "في الجزاء لا في الإجزاء"
    ولذلك نجد أن آيات التوحيد وما يتعلق به من مسائل أخذت نحوًا من ثلث القرآن، وهذا لعله الذي أراد النبيُ –صلى الله عليه وسلم- قوله: " قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ، تعدِلُ ثُلُثَ القرآنِ " صحيح مسلم وهذا كما يقول أهل العلم في "الجزاء لا في الإجزاء" يعني جزاء من يقرأ قل هو الله أحد يكون مثل من يقرأ ثلث القرآن الكريم لأنها هي سورة الإخلاص والتوحيد والتوحيد هو الثلث الأول من مقاصد القرآن.
    - وقولنا في الجزاء لا في الإجزاء يعني في الثواب لا في العمل
    بمعنى أن الذي يقرأ ثلث القرآن له من الأجور ما لا يُحصلها الذي يقرأ قل هو الله أحد وإن حصل من قرأ قل هو الله أحد ثواب تلاوة ثلث القرآن هذا الذي يسميه العلماء "في الجزاء لا في الإجزاء"
    وحتى تتضح أيضًا هذه القاعدة: معلوم أن الذي يُصلى في بيت الله الحرام، صلاة في بيتِ الله الحرام بمائة ألف صلاة لا يعني هذا أنه يقول لا واللهِ عندي سنوات من الصلوات الفائتة فأنا أصلي مثلًا الظهر أربعًا فتكون هذه كافية لي عن الإجزاء فيما فاتني من الصلوات، نقول له لا إنما فيها ثوابُ مائةُ ألف صلاة لكن ليست تُجزئ عن مائة ألف فريضة فائتة، هذا الإجزاء ليس مرادًا هنا، أرجو أن تكون القاعدة "في الجزاء لا في الإجزاء" قد اتضحت.


    هل علم أصول التفسير مستقل أم هو من مباحث علوم القرآن؟
    ننتقل بعد ذلك إلى تعريف مفردات هذا العلم الذي يسمى بأصول التفسير، هل هو علم مستقل ابتداءً أم هو مباحث من علوم القرآن؟
    الشاهد من قراءات العلماء في علوم القرآن ومباحثِهِم ومن القراءة في أصول التفسير أن أصول التفسير هي من علوم القرآن بل علمٌ التفسير في الأصلِ هو علمٌ من علوم القرآن
    ولكن هناك خلافٌ بسيط بين ما يمكن أن يكون من أصول التفسير أو من علوم القرآن وإن كانت كلها تتعلق بعلوم القرآن، فأصول التفسير هي التي يستخدمها العالمُ في التفسير بمعنى أنه لا يستغني عنها في تفسير القرآن أما علوم القرآن فأوسع من ذلك فقد تتعلق بأشياء لا تتعلق بالتفسير كما سيأتي معنا إن شاء الله -عز وجل- في الحديث عن علوم القرآن.
    الوقف والابتداء
    ولكن نشير هنا مثلًا على سبيل المثال إلى الوقف والابتداء، الوقف والابتداء مبحث من مباحث علم التجويد وعلمٌ التجويد من علوم القرآن ولكن هذا المبحث فائدته عظيمة في التفسير، فإن وقف الإنسان على كلمةٍ من كلام الله -عز وجل- يعطي معنًا عند هذا الوقف؛ ولذلك العلماء حذروا من الوقف الغير حسن: الوقف القبيح، لماذا؟ لأنه سيعطي معنى قد يُخالف المراد من كلام الله -عز وجل- أو لمعنى كلام الله -تبارك في علاه-.



    أمثلة على الوقف القبيح في القرآن
    1. على سبيل المثال مثلًا لو وقف الإنسان عند قول الله -عز وجل- في سورة يوسف: "وَجَاؤُواْ أَبَاهُمْ عِشَاء يَبْكُونَ* قَالُواْ يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِندَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ" يوسف 16: 17، هكذا وقف، المعنى الذي يتبادر إلى الذهن بوقفه هذا أن يوسف أكل المتاع وهذا لا يجوز، إذا استكملت الكلمة التي بعدها "فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ" فيكون هنا المعنى تام، فيكونُ المعنى تامًا يحسن الوقوف عليه.
    وهذا كثير في كلام الله -عز وجل- فإن البعض عنده من شهوة الوقوف عند بعض الكلمات ظنًا منه أنه يأتي بمعنى هو يريده ولكنه هو حقيقةً ليس هو مراد الله -تبارك وتعالى- من كلامه.
    2. على سبيل المثال أيضًا: "وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِّي وَلَكَ لَا" القصص:9، ويقف عندها، هذا الوقف قبيح لأنه يغير المعنى تمامًا لأن بعده الـ"لَا" هذه متعلقة بــ "تَقْتُلُوهُ" فلو وقف عند لا على أنها تمام المعنى يكون "تَقْتُلُوهُ" بعدها، لكن هو المعنى "وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِّي وَلَكَ"يعني يجعله الله قرة عين لي ولك وقرة العين يعني السعادة لأنه لم يكن بينهما أولاد وكانوا في هذه العصور يتبنون من يستحسنونه وهو كان –صلى الله عليه وسلم- قد ألقى الله -عز وجل- المحبة في قلب كل من يراه، فكان ممن وقع في قلبه محبته امرأة فرعون فاستشفعت في أن يبقى حيًا بقولها: "قُرَّتُ عَيْنٍ لِّي وَلَكَ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَىأَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ" القصص:9.
    الشاهد أن بعض الناس يريد أن يقف وقفات هو يريد معنى في نفسه لكن هذا المعنى غيرُ مراد هذا وقفٌ قبيح، فنقول إذًا هذا المبحث: مبحث الوقف والابتداء هذا مهم جدًا في التفسير إذًا هو من مباحث أصول التفسير.



    مبحث المكي والمدني
    مبحث آخر مثلًا وهو كذلك من مباحث علوم القرآن، مبحث آخر المكي والمدني هذا علمٌ من علوم القرآن وهو أيضًا علمٌ من علوم التفسير؛ لأنه يحتاج إليه المفسر عندما يتكلم عن كلامِ الله -عز وجل- فلابد أن يفهم خصائص المكي وضوابط المكي وخصائص المدني وضوابط المدني التي بها يستطيع أن يعيش في جو الآيات؛ لأن مناسبة نزول الآيات في القرآن المكي تختلف عن مناسبتها في نزوله في القرآن المدني، وبالتالي حتى يعيش جو المعنى لابد أن يعيش جو النزول.
    ومن هنا نجد أنه تفسير القرآن باللغة وحدهُ لا يُعد تفسيرًا حقيقيًا إنما يعد توضيحًا للغريب وقد نرى في كلام السلف -رضوان الله تعالى عليهم- في المعاني المرادة من بعض الألفاظ لا نستغربه لماذا؟ لأنهم عايشوا هذه المناسبات أو الجو الذي نزل فيه القرآن.
    ولذلك عندما نتحدث إن شاء الله عن أحسن طرق التفسير ونذكر التفسير بالمأثور والتفسير بالمعقول أو التفسير بالرأي والتفسير بالمنقول سنعلم أن من هذه الطرق النقل عن الصحابة -رضوان الله تعالى عليهم- وهم طبعًا الذين عايشوا الوحي، معايشة الوحي تعطي تفسيرًا صحيحًا لما نزل، فمعرفة المكي والمدني وضوابطه وخصائصه هذه مهمة جدًا في النظر في التفسير.


    علم أسباب النزول
    كذلك علم آخر وهو من علوم القرآن أيضًا علم أسباب النزول فإنه أيضًا هو من علوم القرآن ولكنه مفيدٌ في التفسير "العلمُ بالسبب يورث العلمَ بالمسبب أو بالمسبَّب" كما يقول شيخ الإسلام ابن تيمية -عليه رحمة الله- تتضح فيه الصورة العامة المرادة من الآيات
    وهذا عندما تدرسون هذا العلم ستقفون على هذا المعنى علوم كثيرة جدًا من علوم القرآن تدخل في أصول التفسير ولكن ليس كلُ علوم القرآن تدخل في أصول التفسير، ولذلك يمكن القول"أن كل ما كان من أصول التفسير فهو من علومِ القرآن ولا عكس"
    هل يجوز أن نقول علم أصول التفسير على أنه علمٌ مستقل؟
    المحدثون ممن يهتمون بالتفسير وأصوله كانوا يتداولون قضية هل يجوز أن نقول علم أصول التفسير على أنه علمٌ مستقل أم أنه يبقى كما وُضِع كمباحث في علوم القرآن؟ يعني ابتداءً "لا مُشاحة في الاصطلاح إذا عُرف المقصد" كما يقول العلماء
    وقد كتب بعضهم فسمى من المحدثين، سمى ما كتبه في أصول التفسير علم أصول التفسير، ولكن حقيقة عند التدقيق تجد أن هذه المباحث هي فعلًا من مباحث علوم القرآن بل التفسير نفسه علمٌ من علوم القرآن، فهمنا الآن أنه هناك علوم تدخل في أصول التفسير هي من علوم القرآن ولكن ليس كل علم من علوم القرآن هو أصلٌ من أصول التفسير وإن أفاد شيئًا عن القرآن الكريم كلام اللهِ -جل في علاه-.



    أشهر كتابات في علوم القرآن
    أيضًا يعني إشارة سريعة وإن شاء الله نوضحها أكثر في الحديث عن علوم القرآن، نقول أن العلماء بدأوا في كتابة علوم القرآن أيضًا بمباحث منفردة ومقدمات في التفسير، ثم بعد ذلك بدأ من يكتب في علوم القرآن كعلمٍ مستقل والمشهور منه طبعًا:
    كتاب الزركشي "البرهان في علوم القرآن" وكتاب السيوطي "الإتقان في علوم القرآن" وإن كان غيرهم كتب في ذلك لكن هذه هي أجمع الكتب وأجمعها كتابُ الإتقان وقد ذكر فيه 80 علمًا من العلوم التي تخدم القرآن.

    تعريف علم أصول التفسير

    تعريف كلمة أصول
    - في اللغة
    ننتقل إلى تعريف لهذا الاصطلاح أصول التفسير، أصول: جمع أصل وأصل الشيء أساسه وقاعدته، هذا في اللغة.
    -في الاصطلاح أو الشرع
    واصطلح عند أهل الأصول "من حُرم الأصول حُرم الوصول" وكل علمٍ له أصول وقواعدٌ يُفهم بها ويُستنبط بها ما فيه فالفقه له أصول فقه والحديث له مصطلح الحديث وحتى اللغة سنجد لها أصول تحدث عنها أهل اللغة في بيانها.
    وما ترى علمًا من العلوم الشرعية إلا وله أصول وقواعد يُفهم بها ويُستفاد منها في هذا العلم. فالأصل هو أساس الشيء،
    ولذلك عندما يُعرِّف البعض أصول التفسير يقول: "هي الأسس والقواعد التي بها يُفهم كلام الله –جل وعلا-."


    تعريف التفسير
    والتفسير من مادة فَسَر يعني أوضح، وهو باختصار إن شاء الله في المصطلح معناه "بيان المراد من كلام الله -جل وعلا-" هذا معنى التفسير مختصرًا، ومعنى أصول التفسير أيضًا باختصار: "الأسس والقواعد التي يفهم بها كلام الله –جل وعلا-"
    فائدة علم أصول التفسير
    وكنا ذكرنا طبعًا في طيَّات الحديث أن هذا يُعين على التدبر، لأن التدبر فرع عن الفهم، لا يمكن أن يتدبر الإنسان إلا إذا فهم المراد فعندها يُفتح له ما قد لا يُفتح لغيره، وهناك أدوات لهذا التدبر تختلف في تحصيلها وعليه تختلف في تدبر صاحبها.
    إذًا هذا علم أصول التفسير وهو "القواعد والأسس التي يُفهم بها كلام الله –جل وعلا-."

    مصادر علم أصول التفسير

    طيب مصادر هذا العلم، يعني من أين نأخذ هذا العلم؟
    1. مقدمات التفاسير
    ذكرنا أن المفسرين ذكروا في مقدمات تفاسيرهم كثيرًا مما يعتمدون عليه في تفسير القرآن، أو ما يتعلق بهذه الأصول في تفسير القرآن الكريم.
    2. كتب علوم القرآن
    أيضًا كتب علوم القرآن ذكرت كثيرًا من هذه العلوم، بل ربما استوعبت العلوم التي هي من علوم القرآن وهي
    أيضًا تدخل في أصول التفسير، و إن كان هناك قواعد أخرى تحدث عنها العلماء خارج هذه العلوم.
    3. كتب التفسير
    أيضًا من يقرأ في كتب التفسير بتحقيق، بنظرٍ دقيق يجد أن معظم المفسرين عند بعض الآيات يذكر بعض هذه العلوم، مثلًا عند قول الله –عز وجل-: "مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا" البقرة:106، فهو علم من علوم القرآن، وعلمٌ من علوم التفسير، النسخ، يتحدثون عن القواعد المتعلقة بالنسخ، عند قوله تعالى مثلًا أيضًا في سورة آل عمران: "مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ" آل عمران:7، يُفيض كثير من المفسرين في شرح المتشابه من القرآن وهو طبعًا يدخل في أصول التفسير، فمن يقرأ في كتب التفسير بنظرة محقق أو بنظرةٍ دقيقة غير النظرات العابرة والقراءة الوقتية فهذا يقف على كثير من هذه الأمور.
    4. بعض كتب اللغة
    كذلك في بعض كتب اللغة سنجد أمورًا تتعلق أيضًا بأصول التفسير العام والخاص وغير ذلك مما يتعلق باللغة التي هي أصل في تفسير كتاب الله –عز وجل- لأنه نزل باللغة العربية، وألفاظ اللغة وأساليبها يفهمها أهل اللغات، فإذا أراد الإنسان أن يتبين في بعض هذه المباحث ورأى مصطلحًا هو يتعلق باللغة فيرجع إلى أهل اللغة سيفهم كثيرًا مما يتعلق بهذا المصطلح.
    5. بعض ما أفرده أهل العلم من كتب تتحدث عن أصول التفسير
    هذا غير ما أفرده بعض أهل العلم كما ذكرنا في الكتب التي تحدثت عن أصول التفسير، وإن لم يكن هناك كتاب عام قد استوعب جميع هذه المسائل والمباحث.



    الأصول الخمس التي يُبنى عليها فهم كلام الله
    إذا قلنا هل تكلم أحد عن أمور في أصول التفسير؟ يمكن أن تكون مباحث عامة في فهم كلام الله –عز وجل-، فإن الدهلوي في كتابه "الفوز الكبير" قال: "أن القرآن الكريم إنما جاء لبيان علوم عامة منها علم التشريع مثلًا، ومنها علم النظر في أيام الله، علم النظر في آيات الله، علم الجدل في جدال المشركين واليهود والنصارى والمنافقين، علم التوحيد".
    فذكر هذه الخمس على أنها هي الأصول التي يُبنى عليها فهم كلام الله:-
    1. علم التوحيد:وطبعًا ذكرنا أن مسائل التوحيد المنصوصة في كتاب الله -عز وجل- بنحو ثلث منه.
    2. وعلم الجدل: وهو مناقشة ومجادلة أهل الكتاب والمشركين قبلهم، وكذلك المنافقين بعد ظهورهم بالمدينة وفضحهم، وطبعًا هذا أيضًا مذكور في كثير من الآيات بل وسور مخصوصة به مثلًا كسورة المنافقين.
    3. والعلم الثالث الذي ذكره علم التشريع
    وطبعًا نعلم أن القرآن جاء بإجمال كثير من التشريعات وفصَّلها النبي –صلَّى الله عليه وعلى آله وسلم-، وهذا من بيان السنة للقرآن؛ يعني "وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ" البقرة:43، فصل النبي –صلى الله عليه وسلم ما يتعلق بإقامة الصلاة من إحسان الوضوء، وإسباغ الوضوء، ومواقيت الصلاة، وشروط الصلاة، وما يتعلق بأدائها وخشوعها.
    كذلك الزكاة "وَآتُوا الزَّكَاةَ" البقرة:43، فصلها النبي –صلَّى الله عليه وسلم- تفصيلًا؛ فبيَّن نصابها، وحولها، وما يتعلق بأدائها، وكذلك الحج أيضًا جاء مُجملًا في كلام الله –عز وجل- "وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا" آل عمران:97، فبيَّن النبي –صلَّى الله عليه وسلم- ذلك بيانًا واضحًا وقال: "خُذُوا عَنِّي مناسكَكم" صححه الألباني، وهكذا كل ما يتعلق بالتشريع فإن معظم ذلك إنما جاء في القرآن مُجملًا، وفسره النبي –صلَّى الله عليه وسلم- وبيَّنه.
    4. العلم الرابع: علم النظر في آيات الله الكونية
    وهو ما يسميه أهل الدعوة أو الوعظ التفكر في آيات الله -تبارك وتعالى-، وهي عبادة مطلوبة، وقد قال الله –عز وجل-: "إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ" آل عمران191:190.
    وآيات التدبر في كلام الله –عز وجل- في القرآن في الآيات الكونية كثيرة جدًّا، ودائمًا ما يُذكِّر الله عباده بها، لأنها من النعم، هي آيات من آيات الله ومن النعم أيضًا التي أنعم بها على عباده حتى قال ربنا -تبارك وتعالى- في بعضها: "وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِّمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا" الفرقان:62، فالتفكر عبادة والشكر عبادة، وكلاهما يتعلق بالآيات الكونية.
    5. علم النظر في أيام الله
    آخر هذه الخمس التي ذكرها صاحب "الفوز الكبير" الدهلوي آخرها علم النظر في أيام الله، والمراد بأيام الله: هي تلك الوقائع والأحداث التي كانت في التاريخ، فكانت نعمة على المؤمنين ونقمة على المعاندين والكافرين، فهذه هي الأيام التي يُعتبر بها "لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لأُولِي الأَلْبَابِ" يوسف:111.


    شروط الحديث عن أصول التفسير
    من هذا نفهم أن الحديث عن أصول التفسير لا بد فيه من فهم ما يدور حول القرآن من معاني عامة؛ فإذا أراد الإنسان مثلًا أن يُفسِّر آيةً كونية فعليه أن يعلم أن هذا من العبادات المأمور بها ويُذكِّر بذلك، وإذا تحدث عن العبادات فيبيِّن أمرها وشأنها، وأن أصولها في كتاب الله وبيانها عند رسول الله –صلَّى الله عليه وسلم-، أو بيان كثير منها أغلبها عند رسول الله –صلَّى الله عليه وعلى آله وسلم-.
    وأما التوحيد فقد أتت الآيات بما يتعلق بهذا الأمر وهي كافية، وإن كان من النبي –صلَّى الله عليه وسلم- بعض البيان لبعض الإشكالات فهو زيادة بيان عن ما جاء عن الله -تبارك وتعالى-.
    وما يتعلق أيضًا بالجدل: فإن القرآن جادل المشركين وجادل أهل الكتاب وأمر بجدالهم بالتي هي أحسن، وأراد الله بهذا أن يتضح الحق، وأن يعلو الحق، وأن يظهر الحق، فلنفهم هذا.



    الخاتمة
    حسبي هذا، وأسأل الله -تبارك وتعالى- لي ولكم أن يعلمنا ما ينفعنا، وأن ينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا بفضله علمًا، هذا والعلم عند الله تعالى، وصلَّى الله وسلم وبارك على النبي محمد وعلى آله، وللحديث بقية إن كان في العمر بقية، وصلَّى الله وسلم وبارك على النبي محمد وعلى آله وصحبه وسلم.



    شاهدوا الدرس للنشر على النت في قسم تفريغ الدروس في منتديات الطريق إلى الله وتفضلوا هنا:

    https://forums.way2allah.com/forumdisplay.php?f=36
    تم بحمد الله
    وللمزيد من تفريغات الفريق تفضلوا:
    هنـــا
    ونتشرف بانضمامكم لفريق عمل التفريغ بالموقع
    فرغ درسًا وانشر خيرًا ونل أجرًا
    رزقنا الله وإياكم الإخلاص والقبول.



    التعديل الأخير تم بواسطة لؤلؤة باسلامي; الساعة 15-10-2016, 11:14 PM.
    اللهم إن أبي وأمي و عمتي في ذمتك وحبل جوارك، فَقِهِم من فتنة القبر وعذاب النار، وأنت أهل الوفاء والحق، اللهم اغفر لهما وارحمهما، فإنك أنت الغفور الرحيم.

    تعليق


    • #3
      رد: مادة التفسير وعلوم القرآن :: الدرس الأول (مقدمة في أصول التفسير (1) :: دورة بصائر العلمية 2


      وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
      جزاكم الله خيرًا وتقبل منكم

      "اللهم إني أمتك بنت أمتك بنت عبدك فلا تنساني
      وتولني فيمن توليت"

      "وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ"الشورى:36

      تعليق


      • #4
        رد: مادة التفسير وعلوم القرآن :: الدرس الأول (مقدمة في أصول التفسير (1) :: دورة بصائر العلمية 2

        جزاكم الله خيرًا

        تعليق


        • #5
          رد: مادة التفسير وعلوم القرآن :: الدرس الأول (مقدمة في أصول التفسير (1) :: دورة بصائر العلمية 2

          المشاركة الأصلية بواسطة بذور الزهور مشاهدة المشاركة

          وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
          جزاكم الله خيرًا وتقبل منكم
          المشاركة الأصلية بواسطة *أمة الرحيم* مشاهدة المشاركة
          جزاكم الله خيرًا
          اللهم آمين وإياكم
          اللهم إن أبي وأمي و عمتي في ذمتك وحبل جوارك، فَقِهِم من فتنة القبر وعذاب النار، وأنت أهل الوفاء والحق، اللهم اغفر لهما وارحمهما، فإنك أنت الغفور الرحيم.

          تعليق

          يعمل...
          X