السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ضياع الدنيا والآخرة
بين عالم فاجر
وعابد جاهل
قال سفيان بن عيينة وغيره:
" احذروا فتنة العالم الفاجر، وفتنة العابد الجاهل فإن فتنتهما فتنة لكل مفتون، فهذا بجهله يصد عن العلم وموجبه، وذاك بغيه يدعو إلى الفجور".
قال ابن القيم :
وأما العابد الجاهل ففتنته من إعراضه عن العلم وأحكامه وغلبة خياله وذوقه ووجده وما تهواه نفسه ؛
وقد ضرب الله سبحانه مثل النوع الآخر بقوله تعالى :
((كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ * فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ))
سورة الحشر ، الآيتان 16 ، 17 ،
و الفوائد لابن القيم ص189 . .
ومن الكلام الباطل الذي يقوله العباد الجهال :
نحن نأخذ علمنا من الحي الذي لا يموت ، وأنتم تأخذونه من حي يموت ،
وقول آخر
وقد قيل له : ألا ترحل حتى تسمع من عبد الرزاق ؟
فقال : ما يصنع بالسماع من عبد الرزاق ، من يسمع من الخلاق ؟
وقول آخر :
العلم حجاب بين القلب وبين الله عز وجل .
وقول آخر :
إذا رأيت الصوفي يشتغل ب " أخبرنا " و" حدثنا " فاغسل يدك منه .
وقول آخر :
لنا علم الحرف ، ولكم علم الورق . وهذا كلام فيه صد عن دين الله وعن كلام الله، وعن سنة رسول الله- صلى الله عليه وسلم –
قال ابن القيم :
"ومن فارق الدليل ، فقد ضل سواء السبيل" .
ولا دليل إلى الله والجنة
سوى الكتاب والسنة .
وكل طريق لم يصحبها دليل القرآن والسنة فهي من طرق الجحيم ، والشيطان الرجيم . . .
ثم قال :
وأما من أعرض عن الكتاب والسنة ، ولم يتقيد بهما : فهو من لدن النفس والهوى والشيطان فهو لدني شيطاني . . . وهو ثمرة الإعراض عن الوحي ، وتحكيم الهوى والشيطان . . . مدارج السالكين ج2 ص468 - 477 .
وأنت إذا تأملت أحوال الناس
وجدت هذا الضرب هو الغالب على الناس وهم عمار الدنيا،
وأقل الناس عدداً من هو خلاف ذلك،
وهو من أشد الناس غربة بينهم،
لهم شأن وله شأن، علمه غير علومهم وإرادته غير إرادتهم.
وطريقه غير طريقهم، فهو في واد وهم في واد،
قال تعالى:
« إن الذين لا يرجون لقاءنا ورضوا بالحياة الدنيا واطمأنوا بها والذين هم عن آياتنا غافلون. أولئك مأواهم النار بما كانوا يكسبون»
الآيتان 7،8 من سورة يونس.
ثم ذكر ابن القيم وصف ضد هؤلاء ومآلهم وعاقبتهم بذكر قوله تعالى: « الذين آمنوا وعملوا الصالحات يهديهم ربهم بإيمانهم تجري من تحتهم الأنهار في جنات النعيم»
الآية 9 من سورة يونس
فهؤلاء إيمانهم بلقاء الله أورثهم عدم الرضا بالدنيا والطمأنينة إليها ودوام ذكر آياته.
وانظر الفوائد لابن قيم الجوزية
فهذه مواريث الإيمان بالمعاد وتلك مواريث عدم الإيمان به والغفلة عنه.
نسأل الله أن يعلمنا علما نافعا وأن يرزقنا العمل به والقبول له
اللهم إنا نعوذ بك من علم لا ينفع ودعاء لا يستجاب له
وجزاكم الله خيرا
تعليق