لماذا نهتم بالاحتفال بشم النسيم ... ؟
أولًا :: منشأ شم النسيم
..لعل هذا الاحتفال يرجع الى مجارة العادة حيث إن الاحتفال بشم النسيم عادة فرعونية قديمة ترجع جذورها إلى ما قبل الفراعنة بثمانية عشر قرنًا ،
حيث كان يتم الاحتفال بشم النسيم والذي كان يواكب الفيضان وكان المصري القديم يحتفل بالفيضان كعيد قومي تتزين فيه البساتين ويخرج المصريون إلى المنتزهات .
وإن الطعام كان من مظاهر احتفال المصري القديم بأي عيد وكانت الأسماك المملحة مظهر من مظاهر الاحتفال بقدوم الربيع وكان المصريون
بارعين في عمل الأسماك المملحة، وأن البيض كان رمز الخصوبة إلا أنه لم يكن ملونًا وإن عادة تلوين البيض دخلت إلى مصر مع الفرس .
إن يوم شم النسيم يرجع تاريخيّاً إلى عيد كان يحتفل به الفراعنة في عصور ما قبل الميلاد والعصور ما قبل الأسر الفرعونيّة ، وكان يسمّى عيد شم النسيم باسم (شوم) وهى كلمة تعني(انتشار الزروع) ، لكن في العصر الحديث تغيّرت الكلمة وأُضيف إليها كلمة نسيم حيث أنّه يأتي في بدء فصل الرّبيع حيث تناقل
شعب اسرائيل هذا العيد ومنهم تناقلتها الدّيانة المسيحيّة إلى أن وصلت إلينا.
كان يحتفل القدماء المصريّين بعيد شم النّسيم إعتقاداً منهم أنّ هذا اليوم هو بدء الخليقة ويرمز عندهم إلى بعث الحياة وتم تحديد يوم شم النسيم من قِبل القدماء المصريّين ، حينما يتساوى فيه النّهار مع اللّيل ويسمّونه فيما يعرف بالإنقلاب الرّبيعي.
ارتبط يوم شم النّسيم بعيد القيامة الذي يحتفل به مسيحيّو مصر حيث يكون عيد القيامة يوم الأحد ويليه عيد شم النسيم يوم الاثنين.
يعود هذا الإرتباط بين العيدين إلى عصور انتشار المسيحيّة في أرض مصر فى القرن الرّابع الميلادي حيث أنّ مصر في هذا العصر كانت دولة مسيحيّة.
كان المسيحيون يصومون الصّوم الكبير وعدده 55 يوم وكان يأتي عيد شم النّسيم فى وسط الصّوم الكبير الذي يمنع فيه تناول المأكولات الحيوانيّة أو عمل
أي مظاهر للأفراح مما يتّسم به هذا اليوم ، لذلك قرّر الحكام فى هذه الآونة إلى تأجيل عيد شم النّسيم حتّى يكون اليوم التالي لعيد القيامة.
ثانيًا ::شم النسيم من وجهة نظر الدعوة
فلابد من بيان الحكم أولًا ..
** حكم الاحتفال بعيد شم النسيم ::
أولاً: أن أصل هذا العيد فرعوني
كانت الأمة الفرعونية الوثنية تحتفل به ثم انتقل إلى بني إسرائيل بمخالطتهم للفراعنة ، فأخذوه عنهم ، ومنهم انتقل إلى النصارى، وحافظ عليه الأقباط –ولا يزالون-.
فالاحتفال به فيه مشابهة للأمة الفرعونية في شعائرها الوثنية؛ إن هذا العيد شعيرة من شعائرهم المرتبطة بدينهم الوثني، والله تعالى حذرنا من الشرك ودواعيه وما يفضي إليه؛ كما قال سبحانه مخاطباً رسوله –صلى الله عليه وسلم-:
وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (65) بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ " 66 )الزمر) .
ولقد قضى الله سبحانه –وهو أحكم الحاكمين- بأن من مات على الشرك فهو مخلد في النار؛كما قال سبحانه:
"إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ۚ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا [النساء:116].
ثانياً: أن اسم هذا العيد ومظاهره وشعائره
من بيض مصبوغ أو منقوش وفسيخ (سمك مملح) وبصل وخس وغيرها هي عين ما كان موجوداً عند الفراعنة الوثنين ، ولها ارتباط بعقائد فاسدة كاعتقادهم في البصل إذا وضع تحت الوسادة أو علق على الباب أو ما شابه ذلك فإنه يشفي من الأمراض ويطرد الجان كما حصل في الأسطورة الفرعونية ، ومن فعل ذلك فهو يقتدي بالفراعنة في خصيصة من خصائص دينهم الوثني، والنبي –صلى الله عليه وسلم- يقول:
"من تشبه بقوم فهو منهم"
رواه أحمد (3/50) وأبو داود (5021).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله تعالى_:(هذا الحديث أقل أحواله أن يقتضي تحريم التشبه بهم ، وإن كان ظاهره يقتضي كفر المتشبه بهم كما في قوله تعالى:"ومن يتولهم منكم فإنه منهم" أ.هـ (الاقتضاء 1/314).
وقال الصنعاني –رحمه الله تعالى-:(فإذا تشبه بالكفار في زي واعتقد أن يكون بذلك مثله كفر، فإن لم يعتقد ففيه خلاف بين الفقهاء:
منهم من قال: يكفر، وهو ظاهر الحديث، ومنهم من قال: لا يكفر ولكن يؤدب)سبل السلام (8/248).
وهذه الاعتقادات التي يعتقدونها في طعام عيد شم النسيم وبيضه وبصله مناقضة لعقيدة المسلم ، فكيف إذا انضم إلى ذلك أنها مأخوذة من عُباد الأوثان الفراعنة؟ لا شك أن حرمتها أشد؛ لأنها جمعت بين الوقوع في الاعتقاد الباطل وبين التشبه المذموم.
ثالثًا :: موقف المسلم من عيد شم النسيم:
من عرضنا السابق لأصل هذا العيد ونشأته فإنه يمكن تلخيص ما يجب على المسلم في الآتي:
أولًا:
عدم الاحتفال به، أو مشاركة المحتفلين به في احتفالهم، أو حضور الاحتفال به؛
وذلك لما فيه من التشبه بالفراعنة الوثنيين ثم باليهود والنصارى، والتشبه بهم فيما يخصهم محرم فكيف بالتشبه بهم في شعائرهم؟!
قال الحافظ الذهبي رحمه الله: "فإذا كان للنصارى عيد ولليهود عيد كانوا مختصين به فلا يشركهم فيه مسلم كما لا يشاركهم في شرعتهم ولا قبلتهم"
أ.هـ من (تشبه الخسيس بأهل الخميس: رسالة منشورة في مجلة الحكمة: [4/193]).
ثانيًا:
عدم إعانة من يحتفل به من الكفار أقباطًا كانوا أم يهودًا أم غيرهم بأي نوع من أنواع الإعانة
كالإهداء لهم،أو الإعلان عن وقت هذا العيد أو مراسيمه أو مكان الاحتفال به، أو إعارة ما يُعين على إقامته، أو بيع ذلك لهم، فكل ذلك محرَّم؛
لأن فيه إعانة على ظهور شعائر الكفر وإعلانها، فمن أعانهم على ذلك فكأنه يُقرّهم عليه، ولهذا حرّم ذلك كله.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "لا يحل للمسلمين أن يتشبهوا بهم في شيء مما يختص بأعيادهم لا من طعام ولا لباس
ولا اغتسال ولا إيقاد نار ولا تبطيل عادة من معيشة أو عبادة أو غير ذلك، ولا يحل فعل وليمة ولا الإهداء ولا البيع بما يستعان به
على ذلك لأجل ذلك، ولا تمكين الصبيان ونحوهم من اللعب الذي في الأعياد ولا إظهار الزينة،
وبالجملة:
ليس لهم أن يخصوا أعيادهم بشيء من شعائرهم بل يكون يوم عيدهم عند المسلمين كسائر الأيام"
(مجموع الفتاوى: [25/329]).
وقال ابن التركماني الحنفي رحمه الله: "فيأثم المسلم بمجالسته لهم وبإعانته لهم بذبح وطبخ وإعارة دابة يركبونها لمواسمهم وأعيادهم"
(اللمع في الحوادث والبدع: [2/ 519-520]).
وقد أحسن الشيخ محفوظ رحمه الله حينما أوصى كل مسلم في بلاد يحتفل بهذا العيد فيها أن يلزم بيته،
ويحبس أهله وأولاده عن المشاركة في مظاهر هذا العيد واحتفالاته.
ثالثًا:
الإنكار على من يحتفل به من المسلمين، ومقاطعته في الله تعالى إذا صنع دعوة لأجل هذا العيد ، وهجره إذا اقتضت المصلحة ذلك.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "وكما لا نتشبه بهم في الأعياد فلا يعان المسلم في ذلك؛ بل ينهى عن ذلك،
فمن صنع دعوة مخالفة للعادة في أعيادهم لم تُجب دعوته، ومن أهدى من المسلمين هدية في هذه الأعياد مخالفة للعادة في سائر الأوقات
غير هذا العيد لم تقبل هديته خصوصًا إن كانت الهدية مما يُستعان بها على التشبه بهم كما ذكرناه، ولا يبيع المسلم ما يستعين به المسلمون
على مشابهتهم في العيد من الطعام واللباس ونحو ذلك؛ لأن في ذلك إعانة على المنكر"
(الاقتضاء: [2/ 519-520]).
وبناء على ما قرَّره شيخ الإسلام فإنه لا يجوز للتجار المصريين من المسلمين أو في أي بلاد يحتفل فيها بشم النسيم
أن يتاجروا بالهدايا الخاصة بهذا العيد من بيض منقوش، أو مصبوغ مخصّص لهذا العيد، أو سمك مملح لأجله، أو بطاقات تهنئة به،
أو غير ذلك مما هو مختص به؛ لأن المتاجرة بذلك فيها إعانة على المنكر الذي لا يرضاه الله تعالى ولا رسوله صلى الله عليه وسلم.
كما لا يحل لمن أهديت له هدية هذا العيد أن يقبلها؛ لأن في قبولها إقرارًا لهذا العيد، ورضًا به.
ولا يعني ذلك الحكم بحرمة بيع البيض أو السمك أو البصل أو غيره مما أحله الله تعالى، وإنما الممنوع بيع ما خصّص لهذا العيد بصبغ
أو نقش أو تمليح أو ما شابه ذلك، ولكن لو كان المسلم يتاجر ببعض هذه الأطعمة، ولم يُخصِّصها لهذا العيد لا بالدعاية، ولا بوضع ما يرغب زبائن
هذا العيد فيها فلا يظهر حرج في بيعها ولو كان المشترون منه يضعونها لهذا العيد.
رابعًا:
عدم تبادل التهاني بعيد شم النسيم؛ لأنه عيد للفراعنة ولمن تبعهم من اليهود والنصارى ،وليس عيدًا للمسلمين، وإذا هنئ المسلم به فلا يرد التهنئة.
خامسًا:
توضيح حقيقة عيد شم النسيم وأمثاله من الأعياد التي عمَّت وطمَّت في هذا الزمن، وبيان حكم الاحتفال بها لمن اغتر بذلك من المسلمين،
والتأكيد على ضرورة تميز المسلم بدينه، ومحافظته على عقيدته، وتذكيره بمخاطر التشبه بالكفار في شعائرهم الدينية كالأعياد،
أو بما يختصون به من سلوكياتهم وعاداتهم؛ نصحًا للأمة، وأداءً لواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي بإقامته صلاح البلاد والعباد.
رابعًا :: وسائل إقناع المسلمين بعدم اﻻحتفال بشم النسيم
أولًا :
شُرعت المواسم والاجتماعات؛ لتكون واسطة التعارف والتآلف، وتبادل المنافع، وانتشار العلم والمعارف،
وما مشروعية الصلاة، والحج، والعيدين في الإسلام إلا لهذا الغرض؛ لأن فيها تجتمع الخلائق على اختلاف طبقاتها في صعيد واحد
يعظهم الواعظ، وينصحهم الناصح، فيشعر كل منهم برابطته مع أخيه، وحاجته إلى حسن معاملته، وبقاء مودته.
فهل هذا اليوم -يوم "شم النسيم"- في مجتمعاتنا الشرعية التي تعود علينا بالخير والرحمة؟
كلا ، وحسبك أن تنظر في الأمصار، بل القرى؛ فترى في ذلك منكرات تخالف الدين، وسوءات تجرح الذوق السليم، وينقبض لها صدر الإنسانية.
الرياضة واستنشاق الهواء ومشاهدة الأزهار من ضرورات الحياة في كل آنٍ، لا في ذلك اليوم الذي تمتلئ فيه المزارع والخلوات بجماعات الفجار وفاسدي الأخلاق، فتسربت إليها المفاسد وعمتها الدنايا، فصرت لا تمر بمزرعة أو طريق إلا وترى فيه ما يخجل كل شريف، ويؤلم كل حي، فأجدر به أن يسمى:
"يوم الشؤم والفجور".
.. ترى المركبات والسيارات تتكدس بجماعة عاطلين يموج بعضهم في بعض بين شيب وشبان، ونساء وولدان، ينزحون إلى البساتين والأنهار، تراهم ينطقون بما تـُصَان الآذان عن سماعه، ويخاطبون المارة كما يشاءون من قبيح الألفاظ وبذيء العبارات، كأن هذا اليوم قد أبيحت لهم فيه جميع الخبائث، وارتفع عنهم فيه حواجز التكليف،
" أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ "
المجادلة - 19 .
فعلى من يريد السلامة في دينه وعرضه أن يحتجب في بيته في ذلك اليوم المشئوم، ويمنع عياله وأهله ، وكل من تحت ولايته عن الخروج فيه؛حتى لا يشارك اليهود والنصارى في مراسمهم، والفاسقين الفاجرين في أماكنهم، ويظفر بإحسان الله ورحمته.
ثانيا :
وناهيك عما يكون من الناس من البدع والمنكرات، والخروج عن حدود الدين والأدب في يوم "شم النسيم" ويا ليتها كانت سُنـَّةً محمودة، فيكون لمن سنها أجر من عمل بها، ولكنها ضلال في الآداب، وفساد في الأخلاق.
ثالثًا :
ألسنا عبيدًا لله فعلينا بطاعته وأن ننقاد لأمره ..؟
يقول الله تعالى :
وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ۗ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا " (الأحزاب - 36 ) .
قال الشيخ أبي اسحاق الحويني شفاه الله وعافاه : يحرم على المسلم أن يشارك غيره غير المسلم من الكافرين في أي عيد من الأعياد .
خامسًا :: طريقة الرد على العوائق التي تواجهه الداعية عندما يقنع اﻻخرين ببدعية شم النسيم
من العوائق: أن من يحتفل يقول أني لا أعتقد بكل هذا إنما أنا أحاول أن أتنزه مع أسرتي ..
الرد
لقد شرع لنا الله عز وجل أعيادنا، وشرع لنا كيفية الاحتفال بها،فلا حاجة لنا في تقليد غيرنا في أعياده التي يختلط فيها الحق والباطل والحرام بالحلال.
ولا شك أن التمتع بمباهج الحياة من أكل وشرب وتنزه أمر مباح ما دام في الإطار المشروع،الذي لا ترتكب فيه معصية ولا تنتهك حرمة ولا ينبعث من عقيدة فاسدة.
قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ}[سورة المائدة: 87] .
وقال تعالى: { قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ } [سورة الأعراف: 32].
يعنى كُل واشرب أي شيء لكن لا تختلط ولا تشابه الغير طالما في معصية وفي غير ما شرع في ديننا ، وإلا فالأكل والشرب والاجتماع جائز ولنا في أعيادنا كفاية وسائر الأيام .
من العوائق: أن يقول أنا جاري نصراني وأقوم بالاحتفال معه لأنه يحتفل معي .
الرد
نقول له أن دين الإسلام يمنعنا من ذلك ونحن مأمورين باتباع الدين لا مشابهة الآخر .
حتى لو كان هو يحتفل معي لأن الإسلام هو الدين الحق ، أما هو فليس على الحق فالإسلام هو الدين الخاتم .
أما عن المعاملة فالإسلام لم يحرم حسن المعاملة مع النصراني بل علينا بالمعاملة الحسنة .
ولكن فرق بين أن التعامل وبين المشاركة في أعيادهم الباطلة لأن هذا من الولاء والبراء .
من العوائق: زوجتى تريد أن أخرج وأولادي ولا أريد أن يغضبوا مني ..
الرد :
أسوأ الناس حالًا من أرضى أهله وأولاده بما يُسخط الله عليه،
وقد قال الحسن البصري رحمه الله(ما أصبح رجلا يطيع امرأته فيما تهوى إلا أكبَّه الله في النار)
فالله سبحانه وتعالى قد قال في كتابه العزيز
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراًوَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ
(6) التحريم
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:
(من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان ) رواه مسلم .
* ختامًا *
أحذركم إخوتي أن تبتدع في دين الله –تعالى- ما ليس منه ، أو أن نشارك بقول،أو فعل في أعياد ما أنزل الله تعالى بها من سلطان، فتطردنا الملائكة عن حوض نبينا محمد، واعلموا اننا سوف نقف وحدنا للحساب بين يدي الله تعالى يوم القيامة ..
وعن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:
(لتتبعن سنن من قبلكم شبرًا بشبر وذراعًا بذراع، حتى لو سلكوا جحر ضب لسلكتموه) قلنا: يا رسول الله، اليهود والنصارى؟ قال: (فمن).
الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 7320
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
وقال: [صلى الله عليه وسلم]
«تركتكم على البيضاء، ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك»
رواه ابن ماجه .
وقال [صلى الله عليه وسلم]
(من يعش منكم [بعدي] فسيرى اختلافًا كثيرًا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل بدعة ضلالة "
كتاب السنن الكبرى .
فينبغي لكل مسلم أن يتجنب أعيادهم، ويصون نفسه وأهله، وأولاده عن ذلك، إن كان يؤمن بالله واليوم الآخر، ولا نقولُ كما قال بعض المعاندين إذا نهي عن ذلك: الكل يفعل ذلك؟
فقد قال الفضيل بن عياض رحمه الله : «يا أخي! عليك بطرق الهدى وإن قلَّ السَّالكون، واجتنب طرُق الرَّدى وإن كثر الهالكون»
فعلينا بالإتباع وإيانا والابتداع ..
اللهم ارزقنا حسن الإتباع ونعوذ بالله من الابتداع ..
من العوائق: أن من يحتفل يقول أني لا أعتقد بكل هذا إنما أنا أحاول أن أتنزه مع أسرتي ..
الرد
لقد شرع لنا الله عز وجل أعيادنا، وشرع لنا كيفية الاحتفال بها،فلا حاجة لنا في تقليد غيرنا في أعياده التي يختلط فيها الحق والباطل والحرام بالحلال.
ولا شك أن التمتع بمباهج الحياة من أكل وشرب وتنزه أمر مباح ما دام في الإطار المشروع،الذي لا ترتكب فيه معصية ولا تنتهك حرمة ولا ينبعث من عقيدة فاسدة.
قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ}[سورة المائدة: 87] .
وقال تعالى: { قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ } [سورة الأعراف: 32].
يعنى كُل واشرب أي شيء لكن لا تختلط ولا تشابه الغير طالما في معصية وفي غير ما شرع في ديننا ، وإلا فالأكل والشرب والاجتماع جائز ولنا في أعيادنا كفاية وسائر الأيام .
من العوائق: أن يقول أنا جاري نصراني وأقوم بالاحتفال معه لأنه يحتفل معي .
الرد
نقول له أن دين الإسلام يمنعنا من ذلك ونحن مأمورين باتباع الدين لا مشابهة الآخر .
حتى لو كان هو يحتفل معي لأن الإسلام هو الدين الحق ، أما هو فليس على الحق فالإسلام هو الدين الخاتم .
أما عن المعاملة فالإسلام لم يحرم حسن المعاملة مع النصراني بل علينا بالمعاملة الحسنة .
ولكن فرق بين أن التعامل وبين المشاركة في أعيادهم الباطلة لأن هذا من الولاء والبراء .
من العوائق: زوجتى تريد أن أخرج وأولادي ولا أريد أن يغضبوا مني ..
الرد :
أسوأ الناس حالًا من أرضى أهله وأولاده بما يُسخط الله عليه،
وقد قال الحسن البصري رحمه الله(ما أصبح رجلا يطيع امرأته فيما تهوى إلا أكبَّه الله في النار)
فالله سبحانه وتعالى قد قال في كتابه العزيز
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراًوَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ
(6) التحريم
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:
(من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان ) رواه مسلم .
* ختامًا *
أحذركم إخوتي أن تبتدع في دين الله –تعالى- ما ليس منه ، أو أن نشارك بقول،أو فعل في أعياد ما أنزل الله تعالى بها من سلطان، فتطردنا الملائكة عن حوض نبينا محمد، واعلموا اننا سوف نقف وحدنا للحساب بين يدي الله تعالى يوم القيامة ..
وعن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:
(لتتبعن سنن من قبلكم شبرًا بشبر وذراعًا بذراع، حتى لو سلكوا جحر ضب لسلكتموه) قلنا: يا رسول الله، اليهود والنصارى؟ قال: (فمن).
الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 7320
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
وقال: [صلى الله عليه وسلم]
«تركتكم على البيضاء، ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك»
رواه ابن ماجه .
وقال [صلى الله عليه وسلم]
(من يعش منكم [بعدي] فسيرى اختلافًا كثيرًا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل بدعة ضلالة "
كتاب السنن الكبرى .
فينبغي لكل مسلم أن يتجنب أعيادهم، ويصون نفسه وأهله، وأولاده عن ذلك، إن كان يؤمن بالله واليوم الآخر، ولا نقولُ كما قال بعض المعاندين إذا نهي عن ذلك: الكل يفعل ذلك؟
فقد قال الفضيل بن عياض رحمه الله : «يا أخي! عليك بطرق الهدى وإن قلَّ السَّالكون، واجتنب طرُق الرَّدى وإن كثر الهالكون»
فعلينا بالإتباع وإيانا والابتداع ..
اللهم ارزقنا حسن الإتباع ونعوذ بالله من الابتداع ..
تعليق