إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

(29) خارطة الطريق (محاضرة 1 أحب الأعمال الى الله ) د .أحمد سيف دورة بصائر العلمية 1

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • (29) خارطة الطريق (محاضرة 1 أحب الأعمال الى الله ) د .أحمد سيف دورة بصائر العلمية 1



    اليوم نتكلم في موضوع أَحب الأعمال إلى الله، كثير منا بأعماله اليومية، وإذا أحب رجل أحد الناس فإنه يعرف عنه كل شيء، لو واحد بيحب واحدة تجده يعرف النوع اللي بتحبه في الطعام، واللون اللي بتحبه، والأوقات اللي بترتاح فيها، والأوقات اللي بتنشغل فيها، بتجدوه بيتلمس محابها.. هذا من بشر لبشر، وهذا في الدنيا، فكيف بمن يحب الله؟


    انشغال الصحابة وأهل العلم والعُبَّاد بأحب الأعمال إلى الله
    موضوع أحب الأعمال إلى الله مسألة على مر العصور شغلت العُبَّاد وأهل التقوى، أصحاب النبي-صلى الله عليه وسلم- ذهبوا للنبي-صلى الله عليه وسلم- يسألوه.. عبد الله بن مسعود أسلم قديمًا في مكة، من أول مكة وهما بيسألوا السؤال دا، يا رسول الله "أيُّ الأعمال أحب إلى الله؟ قال" النبي-صلى الله عليه وسلم- "الصلاة على وقتها، قلت" -أيْ ابن مسعود-"ثم أيّ؟، قال: بر الوالدين، قلت: ثم أيّ؟، قال: الجهاد في سبيل الله"صحيح مسلم




    وللمتابعه هنا


    الدرس التاسع والعشرون خارطة الطريق (محاضرة 1 أحب الأعمال الى الله ) د .أحمد سيف دورة بصائر




    تفضلوا معنا في رابط تحميل
    الدرس التاسع والعشرون خارطة الطريق (محاضرة 1 أحب الأعمال الى الله ) د .أحمد سيف دورة بصائربجميع الصيغ
    الجودة العالية :HD
    الصوت : mp3
    يوتيوب : youtube
    مادة مفرغة: PDF



    رابط الموقع


    http://way2allah.com/khotab-item-113894.htm





    https://www.youtube.com/watch?v=ASE4...ature=youtu.be





    رابط التفريغ


    http://way2allah.com/khotab-pdf-113894.htm




    ولمشاهدة وتحميل جميع دروس دورة بصائر من خلال هذا الرابط

    http://way2allah.com/category-559.htm









    التعديل الأخير تم بواسطة بذور الزهور; الساعة 24-06-2019, 11:55 PM.
    يا الله
    علّمني خبيئة الصَّدر حتّى أستقيم بِكَ لك، أستغفر الله مِن كُلِّ مَيلٍ لا يَليق، ومِن كُلّ مسارٍ لا يُوافق رضاك، يا رب ثبِّتني اليومَ وغدًا، إنَّ الخُطى دونَك مائلة


  • #2
    رد: الدرس التاسع والعشرون خارطة الطريق (محاضرة 1 أحب الأعمال الى الله ) د .أحمد سيف دورة بصائر


    تـفريــغ المحاضرة





    أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم،
    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله عدد ما خلق، الحمد لله مِلء ما خلق، الحمد لله عدد ما في السموات وما في الأرض، الحمد لله عدد ما أحصى كتابه، الحمد لله على ما أحصى كتابه، الحمد لله عدد كل شيء، الحمد لله على كل شيء، اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميدمجيد.
    أهلا بكم في غرفة الهداية الدعوية في دورة بصائر، اليوم نتكلم في موضوع أَحب الأعمال إلى الله، كثير منا بأعماله اليومية، وإذا أحب رجل أحد الناس فإنه يعرف عنه كل شيء، لو واحد بيحب واحدة تجده يعرف النوع اللي بتحبه في الطعام، واللون اللي بتحبه، والأوقات اللي بترتاح فيها، والأوقات اللي بتنشغل فيها، بتجدوه بيتلمس محابها.. هذا من بشر لبشر، وهذا في الدنيا، فكيف بمن يحب الله؟

    انشغال الصحابة وأهل العلم والعُبَّاد بأحب الأعمال إلى الله
    موضوع أحب الأعمال إلى الله مسألة على مر العصور شغلت العُبَّاد وأهل التقوى، أصحاب النبي-صلى الله عليه وسلم- ذهبوا للنبي-صلى الله عليه وسلم- يسألوه.. عبد الله بن مسعود أسلم قديمًا في مكة، من أول مكة وهما بيسألوا السؤال دا، يا رسول الله "أيُّ الأعمال أحب إلى الله؟ قال" النبي-صلى الله عليه وسلم- "الصلاة على وقتها، قلت" -أيْ ابن مسعود-"ثم أيّ؟، قال: بر الوالدين، قلت: ثم أيّ؟، قال: الجهاد في سبيل الله"صحيح مسلم
    أبو ذر أسلم أيضًا قديمًا فذهب يسأل النبي-صلى الله عليه وسلم- فقال: "يا رسول الله! دلني على أفضل الأعمال عند الله"، فقال النبي-صلى الله عليه وسلم- إيمان بالله ورسوله، قلت ثم أيّ، قال جهاد في سبيله، قلت ثم أيّ، قال حج مبرور. "سُئِلَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: أيُّ الأعمالِ أفضلُ؟ قال: إيمانٌ باللهِ ورسولِه قِيلَ: ثم ماذا؟ قال جهادٌفيسبيلِاللهِ قِيلَ: ثم ماذا؟ قال: حجٌّ مَبرورٌ" صحيح البخاري


    أبو هريرة ذلك الرجل الذي أسلم متأخرًا، أسلم تقريبًا سنة سبعة، يعني بعد عشرين سنة من الدعوة، وقبل موت النبي-صلى الله عليه وسلم- فقط بثلاث سنين، أبو هريرة أيضًا ذهب يسأل عن أحب الأعمال إلى الله، فقال: "يا رسول الله دلني على أحب الأعمال إلى الله"، فقال-صلى الله عليه وسلم- إيمان بالله وجهاد في سبيله.
    فتعجب كيف أن هؤلاء كلهم يسألون عن أحب الأعمال إلى الله، أنهم مشغولون برضا الله، مشغلون إيه اللي يرضي ربنا أكتر؟ هذا كان في زمان الصفاء، بل على مر العصور تجد أن العلماء اهتموا بذلك، فتجد مثلًا البخاري يُبَوِّب باب أي الأعمال أفضل؟ باب أي الإسلام أفضل؟ وكذلك أبو داود ومسلم وغيرهم، بل صَنَّف كثير من العلماء على مر العصور كُتب في هذا الموضوع، مسألة أحب الأعمال إلى الله.

    النبي-صلى الله عليه وسلم- يُخبر أصحابه عن أحب الأعمال إلى الله
    ابتدى النبي-صلى الله عليه وسلم- أصحابه بهذا السؤال، لأن هذه المسألة هامة، هناك أحب الأعمال إلينا، قال الله -سبحانه وتعالى- "قُلْ إِنْ كَانَ آَبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْوَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَاوَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ" حط خط تحت كلمة أحب إليكم "مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ" التوبة:9
    حط خط تحت كلمة "أحب إليكم" وانظروا إلى هذا الحديث الذي قال عنه النبي-صلى الله عليه وسلم-، قال: "إن الله تعالى قال: من عادى لي وليًا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إليَّ عبدي بشيء أحب إليَّ مما افترضته عليه" حسنه الألباني.فبَيَّن أحب إليكم، وأحب إلى الله.
    النبي-صلى الله عليه وسلم-، يخرج على أصحابه ليسألهم في هذا، ليقول لهم:
    "استقيموا ولن تحصوا، واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة، ولن يحافظ على الوضوء إلا مؤمن"حسنه الألباني.
    فأخبرهم النبي‑صلى الله عليه وسلم- أنَّ هناك أعمال أفضل من أعمال، وأنَّ أفضل الأعمال هي الصلاة.

    أيضًا قال النبي-صلى الله عليه وسلم-، مُبتدئًا هو الذي ابتدأ هؤلاء:
    "ألا أنبئكم بخير أعمالكم، وأرضاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من إعطاء الذهب والورق، ومن أن تلقوا عدوكم، فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم، قالوا: وما ذاك يا رسول الله قال ذكر الله"حسنه الألباني.
    فأخبرهم ابتدءً أن هناك عمل أفضل من سائر الأعمال.

    وقال النبي-صلى الله عليه وسلم- لأبو الدرداء: "ألا أدلك على ما هو أفضل لك من درجة الصلاة والصيام والقيام*-أي التطوع*- قال بلى، قال إصلاح ذات البين، وفساد ذات البين إنها الحالقة، لا أقول تحلق الشعر ولكن تحلق الدين" حسنه الألباني.

    خريطة نحتاج أن نعرفها
    نعم هناك أشياء في الدين أولى من أشياء، هناك أعمال صالحة أحب إلى الله من أعمال، هناك طاعات أفضل من طاعات، هناك فرائض أفضل من فرائض، خريطة نحتاج أن نعرفها، وخصوصًا عند تزاحم الطاعات، وفي زمن كثرت فيه المشكلات، وكثرت فيه الفتن، واندثر فيه الإسلام إلا قليلًا..
    نعم هناك بيئات الدين قوية، لكن تعاليم الدين الرئيسية وخصوصًا بعد رفع التحاكم في شرع الله أصبحت غير معلومة أو غير مفهومة لدى كثير منا.
    إذا أردنا أن نرسم خريطة لمدينة من المدن، فإنه علينا أن نضع على هذه الخريطة كل بقعة على هذه المدينة، ثم نضعها بحجمها الطبيعي، ثم نضعها في مكانها الطبيعي، ثم يكون مقياس رسم بياني يُبين النسبة بين المساحة الحقيقية والمساحة الموجودة على الخريطة..

    إذا أردنا أن نضع خريطة لدين الله، هل الجهاد في سبيل الله من الدين؟ نعم وذروة سنام الإسلام، هل اللحية من الدين؟ نعم هي أمر النبي-صلى الله عليه وسلم- لكن هذا كهذا؟ هل بر الوالدين من الدين؟ هل الصلاة من الدين؟ هل الأخلاق الحسنة من الدين؟ هل المعاملات التجارية من الدين؟ نعم الدين يشمل كل مناحي الحياة، وليس هذا في دين غير دين الإسلام، لذالك أُمرنا أن ندخل في السلم كافة، الكل كما قال مصطفى صادق الرافعي في كتابه وحي القلم "الكل جماله في الكل".

    يعني لو جبنا شاب فتيّ قوي، له هيئة حسنة، ثم قطعنا رقبته ووضعناها أمام الناس، يقول له يااه شايف عنيه خضرا ازاي! أو امرأة جميلة، لشمأز كل الجالسين، لأنها قطعة..
    وكذلك الإسلام، جمال الإسلام في كله، في إنه عقيدة وشريعة، في إنه منهج يُنظم كل مناحي الحياة، من أول كيف يدخل إلى الخلاء، كيف يتعامل مع زوجته، كيف يتعامل مع جيرانه، كيف يتعامل مع أصحابه، كيف يتعامل مع ربه، كيف تتعامل الدول مع بعضها البعض، الإسلام دين شامل لكل مناحي الحياة، وهناك ترتيب لكل هذه الأشياء.

    اعتبارات تفاضل الأعمال
    الأعمال تتفاضل باعتبارات كثيرة، تتفاضل باعتبار الفرائض والنوافل، فهناك أعمال فرائض، والفرائض هناك فروض أعيان، يعني فرائض على كل فرد، على كل عين، يعني كل إنسان عليه أن يصلي، كل إنسان ينبغي عليه أن يصلي الصلوات في وقتها، كل إنسان ينبغي عليه بر الوالدين، كل إنسان ينبغي عليه أن يأكل من حلال.. هذه فرائض، ثم هناك نوافل.

    الفرائض تتفاضل سواء كان الإسلام أفضل من غيرها، لذلك لما أراد العلماء أن يجمعوا بين الأحاديث، عايزين يجمعوا بين الأحاديث أيُّ الأعمال أفضل من بعضها البعض، لماذا اختلفت إجابات النبي-صلى الله عليه وسلم- على أصحابه؟ لماذا اختلفت إجابة النبي-صلى الله عليه وسلم- عن ابن مسعود، عن أبي هريرة، عن أبي ذر؟ لماذا بادر النبي-صلى الله عليه وسلم- أصحابه ابتداءً، بأن يقول لهم "هل أدلكم على خير أعمالكم؟" أو "اعلموا أن أفضل أعمالكم" أو "هل أدلكم على ما هو أفضل من الصيام والصلاة والصدقة؟".

    اختلفت إجابة العلماء في هذه المسألة، قال بعضهم كما قال ابن حزم أن "أفضل معناها من أفضل"، ورد هذا القول
    ابن رجب في فتح الباري في شرح صحيح البخاري، البخاري له شروح كثيرة، منها شرح اسمه فتح الباري لابن رجب، وشرح اسمه فتح الباري لابن حجر.. ابن رجب في شرحه للبخاري يقولإنّ"هذا القول بعيد، لأن النبي صلى الله عليه وسلم سُئِل "ثم أي؟" وكلمة "ثم" تفيد التعقيب والتراخي"، ففكرة إننا نجمع بين الأحاديث، بأن "أفضل معناها من أفضل"، ردها ابن رجب.

    بعض أهل العلم قال بأن هذا يختلف باختلاف السائل، ونقله القفال وابن خزيمة، ونقله النووي في شرحه على صحيح مسلم، وأيضًا رده ابن رجب أنّ "هذا لا يختلف باختلاف السائل لأن النبي-صلى الله عليه وسلم- لم يستفصل في أحوال السائلين، ولأن النبي-صلى الله عليه وسلم- أيضًا أجاب بـــ "ثم" لما سُئِل"، "ثم" يعني بعد كده إيه؟ يعني ربنا بيحب إيه بعد كده؟ الناس مشغولة ربنا بيحب إيه؟ طيب لو عملنا دا ربنا بيحب إيه تاني؟ طيب لو تعارض دا مع دا هنقدم إيه على إيه؟ هنقدم على معاييرنا إحنا الشخصية، والّا نقدم على المعاير التي يحبها الله؟..

    فقال إنّ مسألة إن الإجابات اختلفت باختلاف السائل، أيضًا هذا مردود، لأن النبي-صلى الله عليه وسلم- لم يستفصل على أحوال السائلين، يعني مقالش: "اه طيب تعالى يا ابن مسعود احكيلي إنت كده حالك إيه؟ طيب إنت قيام الليل بتاعك إيه؟ طيب إنت علاقتك بربنا عاملة ازاي؟ طيب إنت مشكلتك الإيمانية هي فين بالظبط علشان نعرف نحدد الأفضل ليك؟" إنما أجاب إجابات مطلقة، وكأنها إجابات للأمة.
    فقال بعضهم "إن هذا يختلف باختلاف الأوقات"، يعني في أول الإسلام كان الأحب إلى الله هو الصلاة وبر الوالدين، ثم لما احتاج الإسلام إلى جهاد في سبيل الله، قَدَّم الجهاد على الحج المبرور، كما في حديث أبي هريرة، إن هذا كان في وقت دون وقت، إن الدين كان يحتاج في وقت إلى عبادة أكثر من عبادة.

    الإيمان نزل منجمًا
    كلكم يعلم أن القرآن نزل مفصلًا، يعني القرآن مانزلش كله مرة واحدة، إنما كان بينزل على النبي-صلى الله عليه وسلم- تِباعًا، وكذلك الإيمان كما قال القاسم بن سلام في كتابه قال أيضًا"أن الإيمان نزل منجمًا" فكان الإيمان ينزل على النبي-صلى الله عليه وسلم-، تنزل شرائعه واحدة تلو الأخرى..
    لذلك لا تتعجب إذا سمعت النبي-صلى الله عليه وسلم- يتكلم عن الإيمان، فيقول: "الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله، واليوم الآخر والقدر خيره وشره" حسنه الألباني.
    ثم تسمع حديثًا آخر يقول:"الإيمان بضع وسبعون شعبة، أعلاها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من شعب الإيمان" حسنه الألباني.
    هو الإيمان ستة أشياء، أم الإيمان بضع وسبعون شعبة؟يقولون أن الإيمان ظل ينزل منجمًا، يعني نزل مفصلًا مقطعًا،فكان كلما نزل القرآن تزيد شعب الإيمان، حتى وصلت إلى بضع وسبعون شعبة، ونزل قول الله-عز وجل-:
    "الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا"المائدة:3
    فرَضِي الله-سبحانه وتعالى- عن هذا الدين لما اكتمل.. فالله يحب الكمال ويحب التمام.
    الطبري نقل هذا في تفسيره لهذه الآية وقال: "لازال أصحاب النبي-صلى الله عليه وسلم- تنزل فيهم الآيات عذرًا، تُوضح لهم طرائق الإيمان حتى اكتمل الإيمان".

    اختلف أقوال العلماء في هذا، فقالوا بدايةً: أن الإيمان هو أفضل الأعمال القلبية، والصلاة هي أفضل أعمال الجوارح، لذلك عبَّر النبي-صلى الله عليه وسلم- عن أفضل الأعمال لما سُئِل بأعمال الجوارح تارة، وبالإيمان بالله ورسوله تارة أخرى، ولم يذكر مع الإيمان بالله ورسوله "الصلاة والزكاة" لأنها متتضمنة في الإيمان بالله ورسوله، لأن هذا كان بعد أن فهم الناس أن الإيمان معناه: "أن تؤمن بالله وكتبه ورسله واليوم الآخر، والقدر خيره وشره، وتصلي وتزكي وتصوم" فكان هذا بعد نزول هذه الشرائع، فكان كلما نزل الإيمان كلما توسع مفهومه عند أصحاب النبي-صلى الله عليه وسلم- وكانوا ينفذون.

    الإيمان بالله وأداء الفرائض أفضل الأعمال
    الناس كانت مشغولة إيه اللي يرضي ربنا؟ إيه الأحب إلى ربنا؟ قال العلماء: "أفضل أشياء التوحيد على الإطلاق..الإيمان بالله ثم الفرائض"، والفرائض منها ما هو أركان للإسلام.. اللي هي "الصلاة والزكاة والصيام"، وهذه أفضل الأعمال على الإطلاق.
    ثم فروض الكفايات في التعامل مع الله.. أفضل العبادات: الصلاة والصيام والزكاة، الفرض في التعامل مع الخالق، وفي حقوق العباد: أفضل الحقوق حق النبي-صلى الله عليه وسلم-، وهو مقتضى الشهادة، ثم برالوالدين، ثم سائر النوافل.

    الأعمال تتفاضل؟ نعم تتفاضل، هناك أعمال أفضل من أعمال، وقد صنف العلماء على مر العصور كُتب في هذا، مثلا قالوا: "الأعمال تتفاضل باختلاف جنسها"، يعني هناك أعمال لو واحد قاعد فاضي يعمل إيه؟ ياترى يذكر ربنا؟ والّا ياترى يدعو إلى الله؟ والّا ياترى يقرأ القرآن؟ ياترى يُعَلِّم أو يتعلم؟ ياترى يخرج في الجهاد في سبيل الله؟ يعمل إيه؟ أيُّ الأعمال أفضل عند الله؟ اختلف العلماء في مسألة اعتبار الأعمال بجنسها. إيه أفضل الأعمال؟ إيه أفضل عمل عند الله لو واحد فاضي يعمله؟ بين ثلاثة أعمال:

    أفضل الأعمال التي يحبها الله:
    1-العلم
    بدايةً العلم، لماذا العلم؟ لأن الأنبياء جاؤوا بالعلم، ولأن العلماء هم ورثة الأنبياء، ولأن النبي- صـلى الله عليـه
    وسلم- لما سُئِل عن رجل عالم وآخر جاهل قال: "فضل العالم على العابد، كفضلي على أدناكم"حسنه الألباني. وليس أعظم من فضل النبي-صلى الله عليه وسلم- في البشر على رجل من المسلمين، فقالوا أن "أفضل الأعمال
    على الإطلاق هو العلم"، وقد قال أبو ذر:"مسألة أتعلمها أحب إليَّ من ألف ركعة"وأقوال العلماء في ذلك كثيرة جدًا.
    2- ذكر الله
    ورَدَّ البعض وقالوا: "لا بل أفضل الأعمال هو الذكر" لأن النبي-صلى الله عليه وسلم- قال: "هل أدلكم على خير أعمالكم، وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم.."الحديث الذي قُلته من قبل، وقالوا أن هذا محمول على الذكر إذا كان في النافلة، فقالوا: "إن أفضل الأعمال على الإطلاق هو الذكر"،وقال عبد الله بن عمرو بن العاص:"إذا أتى رجل من المشرق، ورجل من المغرب، ورجل من المشرق ينفق دنانير ودراهم في موضعها.." يعني واحد يُنفق إنفاق عالي جدًا، كلكم يعلم "مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَأَمْوَالَهُمْ فِيسَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَفِيكُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ"البقرة:261
    "..رجل يأتي من المشرق، في كل خطوة يُنفق الإنفاق في موضعه على الفقراء والمساكين، ورجل يأتي من المغرب يَذكر الله، فقال: فمن يأتي من المغرب يذكر الله أحب إليَّ من هذا الذى أنفق كل هذا في سبيل الله"، فقالوا إن أفضل الأعمال هو الذكر.

    3- الجهاد في سبيل الله
    وقال الآخرون بل أفضل الأعمال هو الجهاد في سبيل الله، كما قال النبي-صلى الله عليه وسلم- هو ذروة سنام الإسلام. ولما سُئِل النبي-صلى الله عليه وسلم- عن الجهاد في سبيل الله فقال لأبي الدرداء:"هل تستطيع إذا خرج المجاهد -في سبيل الله-، أن تدخل مسجدك فتقوم -أي تقوم الليل- ولا تفتر وتصوم فلا تُفطِر"صحيح البخاري يعني أجر المجاهد في سبيل الله، لو أن رجل أراد أن يحصل هذا الأجر، فإنه إذا صام طوال النهار وقام طوال الليل فإنه لا يحصل هذا الأجر.

    4- تعليم كتاب الله
    شيخ الإسلام بن تيمية من المجتهدين في الجمع في هذه المسألة، وكذلك ابن القيم، وابن رجب، وابن الجوزي، علماء السلوك اجتهدوا غاية الاجتهاد في الجمع بين هذه الأحاديث، وفي تفصيل وتفسير هذه الأحاديث، وكان مما قاله شيخ الإسلام قال:"إنه معلوم بالاضطرار أنه من سكن في بلاد الإسلام، أن من أحب الأعمال هو تعليم كتاب الله".
    فرجَّح شيخ الإسلام بعد أن ساق أدلة كثيرة على فضل العلم، وعلى أن العلم أفضل من غيره باعتبار جنسه، أي لو أن رجل خُيِّر بين ذلك وبين ذلك لاختار هو العلم، لأنها وظيفة الأنبياء، ولأن بها ينجو الناس، ولأن العالم هو أعظم مواجه في أرض المعركة، هو الذى يستطيع أن يرد كيد الشيطان، لأنه يعرف الأهداف، ويعرف أن يفصل بين الوسائل والغايات، فلا ينشغل بالوسائل عن الغايات، والغاية العظمى..
    "يَا قَوْمِاعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُممِّنْإِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلاَ تَتَّقُونَ" الأعراف:65 هذه الكلمة التي جاء بها جميع الأنبياء.
    تفاضل الأعمال باعتبار قوة النية
    أيضًا مما تفضل الأعمال بعضها فوق بعض، اعتبار قوة الإخلاص في هذا العمل، هل الإخلاص يتفاضل في الأعمال؟ نعم يتفاضل، يعني فيه حاجة اسمها إخلاص واجب، لقول النبي-صلى الله عليه وسلم- "إنما الأعمال بالنيات" صحيح البخاري، ولا أقصد هذا، يعني لو أن رجل مخلص، ورجل غير مخلص، أصل الإخلاص دا العمل بيه، إذا وُجِد أصل الإخلاص قُبِل العمل، وإذا لم يوجد أصل الإخلاص رُدَّ العمل.

    قال النبي-صلى الله عليه وسلم- أن الله-عز وجل- يقول:"من عمل عملًا أشرك فيه معي غيري، تركته وشركه"صحيح مسلم،أي أن الله غني عن الشركاء، لكن أنا لا أتكلم عن إخلاص الفرد، إنما أتكلم عن "إنما الأعمال بالنيات"، أي إنما تفاضل الأعمال بالنيات، ليس إنما قبول الأعمال بالنيات، إنما رفع الأعمال بعضها فوق بعض بالنيات، فهناك نوايا تكون نافلة، إن قوة الإخلاص في قلب الإنسان تتفاوت، الله يضاعف لمن يشاء..

    قال النبي-صلى الله عليه وسلم- "كل عمل ابن آدم يضاعف الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف" صححه الألباني، وتتوقف الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، فيه واحد هيعمل عمل هياخد حسنة "ومن هَمَّ بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة" صحيح مسلم، فيه واحد هياخد عشر حسنات، وفيه واحد هياخد عشرين، ثلاثين خمسين تسعين، هذا التفاوت فيه واحد بياخد حسنات ينجو بها من عذاب الله، كلهم فعلوا نفس الفعل، يقول الحسن البصري:"وإن كان أحدهم ليظل عشرين سنة يبكي على مخدته من خشية الله، لا تشعر به زوجته وإن كان أحدهم ليصوم عشرين سنة لا يدري به أحد".

    قوة الإخلاص في العمل تتفاوت، أحيانًا بتقول للأخ تعالَ اعمل حاجة، هو عنده نية قوية وإنت عندك نية ضعيفية، نعم النوايا تتفاوت، كلٌ مُيسَّر لما خلق له، فقالوا إن الأعمال تتفاوت باعتبار قوة النية، لما قال عُمر عن الصديق:"ياليتيني شعرة في صدر الصديق، ماسبقكم الصديق بكثرة صيام ولا قيام، ولكن سبقكم بشيء وقر في قلبه"
    عنده قوة في قلبه مختلفة، عنده قوة في نواياه مختلفة، عنده يقين يرى به الحق من الباطل يختلف، إن الأعمال تتفاوت بقوة النية، وإن النية محلها القلب، ولا يعلم القلوب إلا الله، فأحيانًا يكون هناك عمل أفضل من عمل باعتبار قوة النية.

    تفاضل الأعمال باعتبار قوة المتابعة
    أيضًا تتفاضل الأعمال باعتبار قوة المتابعة فيها، مثلًا رجل يصلي، علم أن النبي-صلى الله عليه وسلم- كان إذا صلى يرفع يديه حذو المنكبين، أو حذو الأذنين، فكان يصلي كما يصلي النبي-صلى الله عليه وسلم-، يتلمس خطوات وآثار النبي في كل حركة، وواحد تاني بيصلي أهو الله أكبر لم يتتبع أفعال النبي-صلى الله عليه وسلم- خطوة بخطوة، الاتنين صلاتهم صحيحة، الاتنين صلاتهم مقبولة، لكن هذا الذي فعل كما فعل النبي-صلى الله عليه وسلم- ثوابه أعظم فعمله أفضل من الآخر، لأنه تابِع النبي-صلى الله عليه وسلم- ومتابعة النبي-صلى الله عليه وسلم- منها متابعة فرض، ومنها متابعة نافلة، يتفاوت فيها الناس.

    تفاضل الأعمال بالأدْوَم
    أيضًا الأعمال تتفاضل بالأدْوَم "أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قلّ" حسنه الألباني،فإذا تعارض عمل سريع مع عمل دائم نُقدم العمل الدائم، لأن النبي-صلى الله عليه وسلم-كان يحب الأعمال الثابتة، وكان إذا عمل عملًا أثبته.

    تفاضل الأعمال باعتبار الزمان والمكان
    الأمر طويل والاعتبارات كثيرة، فالأعمال تتفاوت باعتبار الزمان، فلكل زمان عمل، ففي رمضان يحب الله أعمال معينة، في الثلث الأخير من الليل هناك أعمال معينة، بين الأذان والإقامة هناك أعمال معينة، في السجود هناك أعمال معينة، تتفاوت الأعمال باعتبار الزمان وتتفاضل، الله يحب في كل وقت عمل أفضل من عمل آخر.

    أيضًا هناك أعمال أفضل من أعمال باعتبار الأماكن، ففي مكة هناك عبادات مثل الطواف، في المساجد هناك عبادات، في العمل هناك عبادات، بين المتخاصمين هناك عبادات، في أرض المعركة والجهاد هناك عبادات، ففي كل وقت وفي كل مكان هناك عبادات أفضل من عبادات، والموفَّق هو من وفقه الله.

    تفاضل الأعمال باعتبار الأشخاص
    أيضًا هناك أعمال تتفاضل باعتبار الأشخاص، فلكل شخص مواهب ومِيزات، فينبغي على كل إنسان أن يعرف ماينبغي عليه أن يفعله، أبو الدرداء وهو نموذج من نماذج أصحاب النبي-صلى الله عليه وسلم- في طريقة تكسبه يقول: "كنت تاجرًا قبل الإسلام فلما أسلمت حاولت أن أجمع بين الدين وبين التجارة، فلم أستطع فتركت التجارة لله".

    أبو الدرداء لا يستطع أن يجمع في قلبه بين التجارة وبين الدين، هناك من استطاع أن يجمع "عمر بن الخطاب، عبد الرحمن بن عوف، الزبير بن العوام، طلحه بن عبيد الله.." كثير من أصحاب النبي-صلى الله عليه وسلم- استطاع أن يجمع، إذًا المسألة مسألة متفاوتة باعتبار الأشخاص، ففي حق فلان هذا أفضل له، وفي حق فلان هذا أفضل له، وفي حق العالِم ينبغي أن يُبين للناس ولا يكتم، وفي حق مثلًا الطبيب ينبغي أن يخدم الناس، وأن يجتهد وأن يكون أمينًا، وعلى المهندس أن يكون قويًا ناصحًا أمينًا، فليس كل الناس مُتَعَبِّدة كبعضها البعض..

    وإن كان في الأصول كلنا متعبدون بالإيمان، كلنا متعبدون بالصلاة، كلنا متعبدون ببر الوالدين، كلنا متعبدون بحسن الخلق، كلنا متعبدون بالأكل من الحلال، وكلنا متعبدون بحسن معاملة الجميع، وكلنا متعبدون بحقوق الله، وحقوق
    الله أولى من حقوق العباد، قال تعالى: "وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا" الإسراء:23
    فحق الله قبل حقوق العباد، ثم حقوق العباد: حق النبي-صلى الله عليه وسلم- ثم حقوق الوالدين، ثم باقي الحقوق.

    اعطِ لكل ذي حقٍ حقه
    نعم هناك حقوق.. سلمان الفارسي رجل أسلم مع النبي-صلى الله عليه وسلم- ثم أسلم بعده أبو الدرداء "آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين سلمان وبين أبي الدرداء، فزار سلمان أبا الدرداء" ذهب سلمان يومًا قبل نزول آية الحجاب ليزور أبو الدرداء"،"فرأى أم الدرداء متبذلة، فقال: ما شأنك متبذلة؟! قالت: إن أخاك أبا الدرداء ليس له حاجة في الدنيا" فبات سلمان عند أبي الدرداء، سلمان الأقدم، الأعلم، أبو الدرداء يتعلم من سلمان، أبو الدرداء كان يرى أن الدين صيام طوال النهار وقيام طوال الليل، هو دا الدين، أما حقوق الزوجة فكان مقصرًا فيها..
    فأراد سلمان أن يعلمه ويعلمنا هذا الأمر "قال: فلما جاء أبو الدرداء، قرَّب إليه طعامًا، فقال: كل، فإني صائم، قال: ما أنا بآكل حتى تأكل، قال: فأكل، فلما كان الليل، ذهب أبو الدرداء ليقوم، فقال له سلمان: نم، فنام، ثم ذهب يقوم، فقال له: نم، فنام، فلما كان عند الصبح، قال له سلمان: قم الآن، فقاما فصليا، فقال: إن لنفسك عليك حقا، ولربكعليكحقا، ولضيفيك عليك حقا، وإن لأهلك عليك حقا، فأعطِ كل ذي حقٍ حقه"


    أبو الدرداء أخذ الكلام غير أنه أراد أن يتأكد، فذهب إلى النبي-صلى الله عليه وسلم- يسأله، فقال: "يارسول الله قال لي سلمان كذا وكذا"فأتيا النبي صلى الله عليه وسلم، فذكرا ذلك؟ فقال له: صدق سلمان" صححه الألباني
    وكان هذا تعليمًا لنا من أصحاب النبي-صلى الله عليه وسلم- -رضي الله عنهم وجزاهم الله عنا خيرًا- أنَّ هناك حقوق وأنه ينبغي على الإنسان أن يوازن بين هذه الحقوق.

    تفاضل الأعمال باعتبار الأسهل والأيسر
    أيضًا الأعمال تتفاضل باعتبار الأسهل والأيسر، لما فهم بعض أصحاب النبي-صلى الله عليه وسلم- أنّ الدين فيه المشقة فقال بعضهم: "أما أنا فأصوم ولا أفطر" يعني أصوم السنة كلها، وقال الثاني: "فأما أنا فأقوم ولا أنام" يعني هأقوم طول الليل، وأما الثالث فقال: "فأما أنا فلا أتزوج النساء"..

    سمع ذلك النبي-صلى الله عليه وسلم- وفهم أنهم يريدون الأحب إلى الله والأتقى إلى الله، فأرادوا أن يقولوا أنه إذا كان الله يحب الصيام والقيام، فإني سأفعل ذلك طوال العمر، فأراد النبي-صلى الله عليه وسلم- أن يعلمهم الأحب إلى الله، فقال: "إني لأخشاكم للهِ وأتقاكم له.." أي إنكم إذا أردتم تقوى الله التي يحبها الله، وإذا أردتم خشية الله التي يحبها الله، إذا أردتم أن تكونوا على منهاج الله، فاتبعوني فأنا الأتقى والأخشى، فأفضل نموذج بشري على مر التاريخ، هو النبي-صلى الله عليه وسلم- هو النموذج الذي ينبغي أن يكون في بيت كل مسلم أسوة، أن يتأسى به الآباء ويتأسى به القادة والسياسين والقضاة والمعلمين والمربين، يتأسى به الدعاة إلى الله الأسوة الحسنة التي ارتضاها الله..
    قال: "أما واللهِ إني لأخشاكم للهِ وأتقاكم له، لكني أصومُ وأُفطِرُ وأُصلِّي وأرقُدُ وأتزوَّجُالنساءَ، فمَن رغِب عن سُنَّتي فليس مني" صحيح البخاري .بل أخبرهم أن هذا هو الدين.

    وقال النبي-صلى الله عليه وسلم-: "إن الدين يسر، ولن يشاد الدين أحدٌ إلا غلبه" صحيح البخاري.

    بعض الناس يفهم إن الدين يسر، أن ييسر على نفسه كل شيء، لا ليس هواك هو اليسر في الدين!، إنما اليسر هو الدين.. فعلينا أن نعرف ما هو الدين، فإذا كان الأمر دين فخذه، واعلم أنه ميسر مسهل.
    الله-سبحانه وتعالى- أمرنا أن نتلو القرآن، واحد يقول لك أصل المسألة صعبة عليا -نقول: "لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا"البقرة:286
    "يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ" البقرة:185
    فما دام الله كلفنا بهذا فهو اليسر"وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ"القمر:17
    فالدين هو اليُسر، ليس أهواءنا هي اليُسر، ليس كلامنا ومعاييرنا هي اليُسر، إنما كل ماجاء عن الله، وعن النبي صلى الله عليه وسلم، مُيَسَّر مُسَهَّل، يُسهِّل علينا في الدنيا، ويسهلنا في الآخرة "فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى" الليل:5: 7

    تفاضل الأعمال باعتبار ما يحبه الله وما نحبه نحن
    وأخيرًا الأعمال تتفاضل عند الله، وتتفاضل عندنا، نحب الشهوات والقناطير المقنطرة، نحب الذهب والفضة، نحب الطعام والشراب، نحب الدنيا، والله-سبحانه وتعالى- يحب الآخرة، الله-سبحانه وتعالى- يحب طاعات فوق طاعات، حتى في دين الله-سبحانه وتعالى- الله يُقدِّم الفرائض على النوافل، ويُقدِّم فروض الأعيان على فروض الكفايات، فينبغي علينا أن ننشغل بما يحب الله، فينبغي علينا أن نتعلم مايحبه الله، فنحن نحب الله،فإذا كنت تحب الله سبحانه وتعالى فينبغي أن تعرف مايحبه الله ومايُفضِّله وخصوصًا في هذا الزمان الذي كثرت فيه الفتن والمشكلات.

    اعرف الأفضل.. حتى لا يهزمك الشيطان
    اعلم أن الشيطان يلبس على بني الإنسان "إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً"فاطر:6 الشيطان يريد منا أن نكفر بالله، لأنه خلد في جهنم لما رفض أن يسجد لأبينا آدم-عليه السلام- وله في إغواء بني آدم خطوات..
    من أهمها: إشغال أهل الصلاح بالمفضول عن الفاضل.. فينبغي علينا أن نعرف ما الأفضل.
    لَمَّا رأى عمر بن ميمون رجل يقوم طوال الليل، ويواصل الصيام فإذا أراد أن يصلي صلى جالسًا فقال: "لو أدرك أصحاب محمد-صلى الله عليه وسلم- هذا لرجموه"
    مع أن الرجل يصوم طوال النهار ويقوم طوال الليل لكنه لاينشغل بما يحب الله، هناك من ينشغل بصيام النافلة عن أداء الفريضة، فلا يستطيع أن يؤدي عمله بأمانة، ولا يستطيع أن يتكسب من حلال، فيجلس ليعطيه هذا ويعطيه هذا، هناك من ينشغل بقيام الليل طوال الليل، ثم هو لا يصلي الفجر، هناك من ينشغل بجلسة الضحى وصلاة الضحى، ثم هو لا يصلي الظهر، وهذا مخالف لكلام الله، وكلام النبي-صلى الله عليه وسلم- فينبغي أن نجتهد ونعرف هذا، فأهل الصلاح دائمًا على مر العصور مشغولون بالأحب إلى الله.
    أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم.


    تم بحمد الله

    شاهدوا الدرس للنشر على النت في قسم تفريغ الدروس في منتديات الطريق إلى الله وتفضلوا هنا:
    https://forums.way2allah.com/forumdisplay.php?f=36





    يا الله
    علّمني خبيئة الصَّدر حتّى أستقيم بِكَ لك، أستغفر الله مِن كُلِّ مَيلٍ لا يَليق، ومِن كُلّ مسارٍ لا يُوافق رضاك، يا رب ثبِّتني اليومَ وغدًا، إنَّ الخُطى دونَك مائلة

    تعليق


    • #3
      رد: الدرس التاسع والعشرون خارطة الطريق (محاضرة 1 أحب الأعمال الى الله ) د .أحمد سيف دورة بصائر

      جزاكم الله خيرا
      مشروع حفظ للجنة بطريقة الحصون الخمسة
      ما أشقاك أيها المسكين عندما تجعل هذا الجهد والتعب والنصب لغير
      ملك الملوك .. ما أشقاك !

      دخولي متقطع بسبب الدراسة

      تعليق

      يعمل...
      X