إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

(28) (تأملات في فقه التدافع) محاضرة 2 // د. أحمد عبد المنعم // دورة بصائر العلمية 1

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • (28) (تأملات في فقه التدافع) محاضرة 2 // د. أحمد عبد المنعم // دورة بصائر العلمية 1




    اهلا ومرحبا بكم في الحلقة الثانيه من فقه او سنة التدافع

    ضمن فعاليات دورة بصائر التي يقدمها لكم اخوانكم في الطريق الى الله

    والتي تهدف ﻻعداد المسلم الرباني في زمن غابت فيه الكثير من القيم

    فكانت الدورة كاشارات ضوئيه على الطريق الى الله

    وليست دورة واحدة كافيه وانما هي بداية

    بدايه تدافع ﻻنطلاق وتدفع للاستزادة من كل شيء

    وضمن دورة بصائر بنحاول نضع اللبنه

    >> في بناء المسلم المعاصر <<

    كونوا معنا




    تفضلوا معنا في رابط تحميل
    تأملات في فقه التدافع د . أحمد عبد المنعم // بجميع الصيغ
    الجودة العالية :HD
    الصوت : mp3
    يوتيوب : youtube
    مادة مفرغة: PDF

    http://way2allah.com/khotab-item-113822.htm



    يوتيوب
    http://www.youtube.com/watch?v=VnKjiT_b1KU





    رابط التفريغ
    http://way2allah.com/khotab-pdf-113822.htm






    ولمشاهدة وتحميل جميع دروس دورة بصائر من خلال هذا الرابط

    http://way2allah.com/category-559.htm



    فهرس مادة ((تأملات في فقه التدافع د.أحمد عبد المنعم)) - دورة بصائر العلمية




    التعديل الأخير تم بواسطة بذور الزهور; الساعة 24-06-2019, 11:39 PM.

    اسئلكم الدعاء ﻻخي بالشفاء العاجل وان يمده الله بالصحة والعمر الطويل والعمل الصالح

  • #2
    رد: الدرس التاسع والعشرون ((تاملات في فقه التدافع)) محاضرة 2 // د. أحمد عبد المنعم // دورة بصائر





    التفريغ



    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
    أهلًا بكم في الحلقة الثانية من فقه أو سُنّة التدافع ضمن دورة بصائر اللي إخواننا في الطريق إلى الله جزاهم الله خيرًا عاملينها لبناء لَبِنات ووضع أضواء الإشارة لكيف نُعِدّ المُسلم الرباني في هذا الزمان اللي غابت فيه كثير من القيم وحصل فيه انبهار بأفكار وقضايا وثقافات لا يرضى الله-*عز وجل- عنها، والإنسان حينما يطّلع على مراد الله سبحانه وتعالى ويقترب من مراد الله ويصبح عنده وعي وتُضاء في منهجه قضايا للأسف لم يكن على اطّلاع بها بيبدأ يعرف قدّ إيه إنه هو كان بعيد عن ربنا، زي ما ربنا سبحانه وتعالى في بداية سورة الجن..
    الجن كانوا بيسمعوا للشيطان وقعدوا فترة يسمعوا للشيطان ولما إبليس بعثهم يشوفوا إيه التغيير اللي حصل في الأرض ومرّ الشياطين على النبي-صلى الله عليه وسلّم- وهو يقرأ القرآن "فَقَالُوا أنا سَمِعْنَا قُرْأنا عَجَباً * يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا * وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا * وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطًا" الجن 1: 4
    الإنسان بيعرف مدى سفاهة الأفكار الأخرى حينما يستمع إلى الحق، حينما يكون عنده وعي بمراد الله-سبحانه وتعالى- فكثير من الناس للأسف هو لإنه لم يسمع عن مراد الله ولم يسمع عن عظمة الشريعة ولم يسمع عن الإعجاز اللي في كلام ربنا-عز وجل-...
    هو لم يعرف عن الحاجات دي، للأسف هو يعيش حيران زي ما ربنا قال في سورة الأنعام بيعيش تائه، "فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنْ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أو تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيق" الحج:31.
    فجزاهم الله خيرًا إخواننا في الطريق إلى الله أنهم يبنوا ثقافة وعلم وفكر عند الإنسان زي ما تحدّثنا أنهم بيغطّوا أغلب القضايا، قال الله عز وجل: "الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ" الزمر:18، إنت بتختار أحسن حاجة وتتحرك فيها وبتنطلق إلى الأمام.
    ليست دورة واحدة هي التي تجعل الإنسان مُطّلع بكل شيء، دي بداية ولازم تكون البداية دي تدفع للانطلاق وبداية تدفع للاستزادة للزيادة.. وضمن دورة بصائر بنحاول نضع لَبِنة، وزي ما قُلنا هذه اللَّبِنات غيابها قد يجعل الإنسان في نقص ووجودها يجعل الإنسان مُكتمل الزينة..
    يعني عندما تتضح الأفكار أكثر ويرى الأشياء على حقيقتها بيعرف يتعامل معاها.
    أهل الباطل لن يتركوك.. فاحذر أن تنخدع
    أول حاجة ربنا-سبحانه وتعالى-قالها بعد آية "إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً" البقرة:30 قال: "وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا" البقرة:31 معناها إن إنت تعلم أسماء كل شيء، يعني إيه تعلم أسماء كل شيء؟ يعني تعرف الحاجة على حقيقتها؛ لذلك من اللي عايزين نعرفه في سُنّة التدافع أن أهل الباطل من وسائلهم في مدافعة الحق هي: تزيينالباطل
    إن الباطل لا يظهر كباطل صِرف، لا، إنما هو لازم يُزيِّن ذلك حتى ولو بجزء من الحق ومن الحلقة السابقة أنه فيه وحي أنزله الله-عز وجلّ- لنكون على بيِّنة وأن أهل الباطل مش هيسبوك وهذا من سُنّة التدافع ولو كان أهل الباطل سوف يتركوك كان ربنا موِّت إبليس.. كان لمّا إبليس يقول لربنا "أَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ" الأعراف:14 ربنا يقول له: "لأ" والموضوع كان ينتهي..
    بقاء إبليس هذا في حد ذاته دليل على بقاء سُنّة التدافع يعني الذي يقول إن التدافع أو الخلافات أو النزاعات هيأتي فترة وتنتهى ونقعد مع بعض ونحلّ مشاكلنا! لن يحدث هذا، يعني الشيطان هيفضل يشتغل، قال الشيطان "أَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ" فأعطاه الله طلبه وقال الله عز وجلّ: "قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ" الأعراف:15
    بقاء إبليس إلى يوم القيامة دليل على بقاء سُنّة التدافع
    لأن إبليس هيشتغل.. إبليس لَمَّا يشتغل هيشتغل على ناس.. والناس سيكونوا من جنوده، يقول الله-عز وجلّ-:
    "فَقَاتِلُوا أولِيَاءَ الشَّيْطَان إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا" النساء:76.
    الشيطان بيدخّل ناس معاه يكونوا أولياؤه وأولياؤه بيحاربوا أولياء الله لذلك فيه حزب للشيطان وحزب لله-سبحانه وتعالى-، بيحصل تدافع واختلاف بينهم وده سيبقى إلى يوم القيامة "لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود" صحيح مسلم هيفضل التدافع مُستمر إلى قيام الساعة.. ومن أهم ثلاث آيات:
    "أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى * عَبْدًا إِذَا صلي" العلق10:9
    "يَكَادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا" الحج:72
    "وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ" آل عمران:21
    يبقى هو مش هيسيبك تأمر بالقسط، مش هيسيبك تتلو الآيات، مجرد تلاوة الآيات.. حتى الصلاة.
    منعوا أبو بكر الصديق إنه يصلي ويبكي فيقول له لأ، فردّ عليه جواره واختلف معه بسبب إنّ هو رفض أن يمتنع عن الصلاة في ناء داره ويبكي.. فهذا التدافع والاختلاف سيستمر من بداية نزول سيدنا آدم وبعدين فيه وحي، ربنا عرّف النبي من أول لحظة "كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ" العلق:19.
    وقال الله-عز وجلّ- تأكيدًا لهذه السُنّة: "وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِّنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفيٰ بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا" الفرقان:31، القاعدة: من سار على طريق الأنبياء لا بد له من أعداء، لازم قطاع طرق.
    قال الله عز وجل:
    "وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا" الأنعام:112
    فالمقطع تكرر مرتين في الأنعام والفرقان.
    التدافع بيحصل ازاي؟
    1- بين النفس والوحي الإنسان ونفسه: فيه مراد لربنا وفيه مراد للنفس مثل اللي حصل مع سيدنا آدم، الشيطان استمر يغويه بالشجرة، سيدنا آدم بقى نفسه يأكل منها وربنا قال له لا تأكل من الشجرة.
    2- الإنسان والشيطان: إبليس عايز يغويك، يأتي يأخد نفسك مرة يأخذ شيطان تاني، المهم عندك مشكلة مع الشيطان وهذا حدث عندما رفض الشيطان أن يسجد لأبينا آدم الشيطان أبى أن يسجد لآدم، أثار حاجات في نفس آدم فبقى خلاف مع مراد الله والنفس.
    3- الخلاف بيننا وبين الناس: وهذا في قصة ابنَي آدم "إِذْ قَرَّبَا قُرْبَأنا فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ" المائدة:27
    عشان تعرف مراد ربنا لازم تقرأ القرآن
    إذًا عندنا تدافع بين ثلاثة بينمراد الله والشيطان، ومراد الله والنفس، ومراد الله والشخص الآخر في الثلاثة عشان تنجح إنت بتحاول تطبق مراد الله -سبحانه وتعالى- عشان تعرف مراد ربنا لازم تقرأ القرآن لذلك ربنا-سبحانه وتعالى- يقول في سورة النحل وهذه السورة تكلّمت عن نعم كثيرة جدًا لدرجة أن بعض المُفسّرين سمّوها سورة النعم يقول الله عز وجل: "فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ" النحل:98
    لَمّا تقرأ القرآن استعذ بالله من الشيطان الرجيم ليه؟ لأن الشيطان أول ما يشوفك هتبدأ تقرأ القران كده أنت هتبدأ تعرف مراد ربنا، هتفهم موقعك إيه في الخلافات والنزاعات والتدافع، الشيطان يقول لك لأ لازم أجعله ما يفهمش القرآن، فيبدأ الشيطان يُلهيك عن قراءة القرآن، لذلك أول ما تبدأ قُل: "يا رب ابعد عنّي الشيطان" إذًا أعظم النعم في سورة النحل أن يصرف عنك الشيطان أثناء قراءة القرآن.
    ونفس الموضوع يفعله شياطين الإنس، يقول الله -عز وجل- في سورة فُصّلت اللي ربنا قال في هذة السورة إنه فصّل الآيات ووضحها، يقول الله-عز وجل-: "وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَٰذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ" فُصّلت:26 إذًا حدث قدرًا وشخص سمع القرآن، "وَالْغَوْا فِيهِ" طبّلوا وزمّروا ولغوشوا عشان ما يستمعش وما يفهمش القرآن، جهد الشيطان وشياطين الإنس إنهم يصرفوا الناس عن فهم مُراد الله لأنه فيه تنازع..
    أول ثلاث معاصى حصلوا:
    1- الشيطان رفض يسجد إذًا أول تدافع هيحصل بينك وبين الشيطان.
    2- سيدنا آدم أكل من الشجرةإذًا تاني تدافع بينك وبين النفس.
    3- قتل أحد ابني آدم لأخيه إذًا ثالث تدافع بينك وبين الناس.
    فالثلاثة لازم يبقى عندك تصوُّر إنت هتتعامل إزاي، لازم تفهم من كتاب الله -سبحانه وتعالى- إيه اللي يرضي ربنا أتعامل مع ده إزاي؟! إيه الدوافع اللي خلت المعاصي هذه تحدث.. مثل الكِبر اللي كان عند الشيطان أو الشهوة التي تم استئثارها أو حُبّالمُلك عند سيدنا آدم "هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى" طه:120 أو الحسد
    عند ابني آدم "إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانا فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ" المائدة:27
    التدافع يحدث حتى بين الطائعين
    من بعض الأسباب التي ذكرها الإمام الطبري: "قال أحد ابني آدم الذي قتل أخيه: تسير بين الناس ويُقال تُقُبِّل منك ولم يُتقبَّل مني؟ والله لأقتُلنّك، إنت هتبقى أحسن منّي؟ أنا عايز أبقى أحسن منّك وعلى الرغم أنهم كانوا رايحين للطاعة.. بداية الآية مُرعبة: "وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانا" يعني حتّى بين الطائعين يحدث ذلك الحسد وهذا التدافع، لازم نبقى فاهمين كده كويس وليس التدافع المقصود بين المُشركين فقط وأيضًا بين أهل الإيمان هيحصل ممكن اللي معاك المجاهد، الداعية، طالب العلم، قارئ القرآن.. هيحدث تنافس وإنت لازم تتقي الله فيه.
    لازم تعرف حجم الخِلاف
    إذًا فهمك لسنة التدافع لازم يخليك تعرف حجم الخلاف لازم تعرف حجمه فين؟! "وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ" الروم 5:4، شخص ممكن يقول: أهل الكتاب دول على ضلال وحرّفوا، إزاي أفرح إنهم انتصروا؟ لازم يكون عندك الموازنات، هم انتصروا على المجوس بل في آخر الزمان سوف نُقاتل نحن وأهل الكتاب نقاتل قوم آخرين كُفّار، أخبر النبي-صلى الله عليه وسلّم- بذلك، نحن وأهل الكتاب هنكون بنواجه ناس تانية وبعدين يحصل خلاف فيرفع أحدهم الصليب ويقول انتصر الصليب، فيُلطمه أحد المُسلمين ثم يرجع يحصل الخلاف بين أهل الإيمان وأهل الكتاب..
    فالشاهد أن الخلاف سيستمر، إنت لازم يبقى عندك دائمًا المقدرة، وهذا للأسف الذي يُضيّعنا في الخلافات إن إنت لم تعطِ حجم الخطأ وموقعه من الدين وهذا يحتاج فقه وفهم في الشريعة، مش أي خلاف يحدث بينك وبين أخيك تُضخِمه ومش أي خلاف موجود نُصغّره، التضخيم والتكبير الذي يحدث هذا ليس من الهواء..
    أحيانًا شخص يُضخّم القضيّة الخلافية جدًا ويُشعرك أن هذه القضية هي التي تهدم الدين، وإنما هي في حقيقتها ليست ضخمة، الذي ضخم هي النفس وليست القضيّة، هي نَفسَه مُتضخمة أوي فالنَفس مكَبّرة الموضوع أو مصغّرة الخلاف بينه وبين واحد والخلاف يكون ضخم..
    القضية هي إننا نرجّع ده للشريعة، قال الله-عز وجل-: "فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ" النساء:65
    أي مُشاجرة، تدافع، تنازع، خلاف.. نرجع نشوف ربنا -سبحانه وتعالى- قال إيه ونضع الخلاف في حجمه.
    التدافع بين أهل الإيمان وأهل الباطل مستمر باستمرار الحياة
    طبعًا فيه كُتب كثيرة تكلّمت في "فقه الاختلاف، وماذا نفعل عند الاختلاف" ولكن هذه قضية تانية لازم يكون عندنا فهم لِمُراد الله في كل قضية من القضايا عشان نتحرك أثناءها أهل الباطل أو الشيطان أو النفس، إيه اللي بيحصل؟ إنّ الشيطان والنفس وأهل الباطل لهم مُراد غير مُراد ربنا، وبيحصل تنازع ليه؟!
    لأن ربنا-سبحانه- قال: "إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً" البقرة:30
    يعني مخلوق من الأرض، يعني عنده شهوة، والشهوة بتخالف مُراد الله، هيصمم على حصول هذه الشهوة، طالما هيصمم على حصول الشهوة إذًا أهل الإيمان هيصمموا على تطبيق مُراد الله، وهنا يُسمّى التدافع..
    أهل الإيمان مُصممين إنهم يرضوا ربنا، والشيطان أو النفس الأمّارة بالسوء أو أهل الباطل هم الجنود اللي بيحصل معهم التدافع، مُصممين إنهم يطبّقوا مرادهم اللي هو مُخالف مع مُراد ربنا-سُبحانه وتعالى- هنا يحدث التدافع والشيطان أو النفس الأمّارة بالسوء أو أهل الباطل لهم وسائل للانتصار على أهل الحق وأهل الحق-طبعًا- لهم وسائل.
    من أهم وسائل أهل الحق:
    الارتباط بالوحي والفهم فهم ووضع حجم الخلاف في محلّه، بمعنى لا يُضخّم ولا يُصغّر الخلاف، شوف مراد ربنا.
    عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلي اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَن أحبَّ للهِ، وأبغَضَ للهِ، وأَعْطَى للهِ، ومنَعَ للهِ، فقد استَكْمَلَ الإيمانَ" صححه الألباني بمعنى أن المسائل دي مترتبة على مراد ربنا مش بمزاجي.
    من أهم وسائل أهل الباطل:
    تزيين الباطل لذلك ابن تميمة-رحمه الله- يقول:"إن الباطل المحض لا يوجد" ما فيش حاجة اسمها خطأ عقيم يعني الخطأ ده لا يوجد فيه أي شيء من الصح! هذا لا يوجد، دائمًا أي باطل فيه جزء من الحق، هذا الجزء من الحق الذي يجعله ينتشر.
    بمعنى إنّ "الليبرالية، العلمانية، الاشتراكية.." بتحتوي على جزء من الحق، هذا الجزء من الحق هو البريق الذي يجعله ينتشر مع جزء من الباطل يُرضي شهوات الناس، إذًا الأفكار الضالَّة بتنتشر إزاي؟ عن طريق حاجتين:
    أنها تحتوى على جزء من الحق سواء قضية عدل أو مساواة أو قضية هُمَّا عايزين ينشروها وبتحتوي على إرضاء لجزء من شهوات الناس ويُلبّي شهوات النفس الأمّارة بالسوء وهذا مُحبَّب عند الناس.
    هذا الذي يجعل الباطل ينتشر.
    أهل الحق لازم كفّ الشهوات وتوضيح مُراد الله وأن هذا حرام وإثبات الحق اللي عندهم مع تبيين الباطل اللي عندهم.
    أهل الباطل المفروض يعملوا إيه؟! يأتوا عند مسألة الشهوات ويقولوا لأ دي حرام، لا ينكسروا لذلك، لا يقولوا
    بلاش لأ الشهوات دي حرام لأن لو قلنا ذلك هنخسر الناس، أهل الباطل لازم يفَهِّموا الناس إنه فيه وازع ومنع لهذه الشهوات، فيه كفّ والبُعد عن مُحرمات الله-عز وجل- وإنّ إحنا عبيد لله وربنا أمرنا إنّ نحن لا نفعل الشهوات دي والجزء من الحق يجب عليهم إثباته.
    ديننا دين العدل والقسط حتى مع أعدائه
    ليس معنى أنهم أهل باطل إنّ نحن نكفر بالحق اللي عندهم! لأ وهنا التعامل بالقسط حتى مع المخالف.
    أكثر مما يُقارب من عشر آيات نزلت في سورة النساء، ومن المعاني العظيمة في سورة النساء: الكلام عن العدل والقسط مع كل البشر حتى مع الضعيف-المرأة المُستضعفة اليتيمة التي في حجرة ويربيها- حتى مع اليهودي "إنا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللّهُ وَلاَ تَكُن لِّلْخَآئِنِينَ خَصِيما" النساء:105 مما يقارب من عشر آيات نزلت لتبرأة يهودى.
    إن أنصاري من المنافقين أخذ درع ورماها عند يهودي ثم اتهم بها اليهودي، فالنبي-صلى الله عليه وسلّم- دافع عن ذلك اليهودي ضد الأنصاري، فنزلت الآيات تقول أن اليهودى بريء ولا تُدافع عن هؤلاء بالرغم أن أمام الناس هو مُسلم وأنصاري لكنه كان مُنافق "أنا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللّهُ وَلاَ تَكُن لِّلْخَآئِنِينَ خَصِيما".
    يعني تخيل إن تنزل آيات في القرآن لتبرأة يهودي! شوف القسط لذلك
    "يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أو الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ" من الآيات الجامعة في أواخر سورة النساء تُبين المقصد العام من السورة يعني لو الوالدين والأقربين كلهم في كفّة والحق في كفّة قف مع الحق.
    "إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أو فَقِيرًا فَاللَّهُ أولَى بِهِمَا" أي لا تتركوا القسط لغنى غنيٍ خوفًا منه، ولا لفقر فقيرٍ رحمةً به، وأن مقصد نزول الرُسل هو القسط "لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ" الحديد:25، "يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أو الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أو فَقِيرًا فَاللَّهُ أولَى بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا النساء:135
    إياك تعتقد إنّ الهوى هيأتي بالعدل، لأ العدل يأتي عن طريق ترك الهوى والابتعاد عنه واتباع مُراد الله، أهل الباطل هيزيّنوا هذا، إنت لازم مقابل التزيين ده يكون عندك حكمة وعلم وفقه وبصيرة لرفض الشهوات وقبول الحق ثم وضع الحق الناقص اللي عند أهل الباطل ليكتمل الحق سوف يحدث خلاف كثير جدًا لازم المؤمن يحدد هو إيه إمكانياته؟! في استضعاف ولّا في تمكين؟ عنده أدوات ولّا لأ؟ وهذا لفقه الاستطاعة، إنت تقدر ولّا متقدرش؟ تقدر الآن تواجه أم لا؟ دورك إيه؟ هل ما تقدرش؟ هل تكفّ عن البيان؟ لأ لا تكفّ عن البيان.
    إذًا يوجد قضايا مسموح إنك تأجلها مثل: "الجهاد، تأمر بالمعروف، إنك تغيّر بجد.." كل ده مش قادر أفعله دلوقت..
    ودي الفترة المكيّة وعندنا فترة مدنيّة لذلك إذا حاولنا ننظر إلى الأنبياء من أول سيدنا نوح إلى مُحمّد-صلى الله عليه وسلّم- التاريخ هذا كله من الممكن تقسيمه إلى نصفين:
    1- من أول سيدنا نوح إلى هلاك فرعون دي مرحلة زمنية معينة. 2- من بعد إهلاك فرعون إلى مجيء النبي-صلى الله عليه وسلم-.
    قيّم مرحلتك بفهمك للمرحلة التاريخية
    لماذا هذا التقسيم؟ بعض المُفسرين وفيه حديث بعضهم رفعوه إلى النبي وقال أنه حسن وبعضهم قالوا موقوف على بعض الصحابة فيما معناه "قالوا من بعد إهلاك فرعون ونزول التوراة أن الله عز وجل لم يُنزل عذابًا عامًّا فترة نزول
    العذاب العام اللي بيخسف بالأقوام كلها الأرض هذا ما بيحصل من بعد إهلاك فرعون".
    عندما تقرأ القرآن دائمًا تجد قصص القرآن كثير"نوح، هود، صالح، شعيب.." كأن الله يقول يأتي النبي يعرض عليهم الحق يرفضوا ويكذّبوا ثم يُنزل الله العذاب.. بعد نزول العذاب النبي واللي معاه عملوا إيه؟ ربنا ما يقولش إيه اللي حصل، ثم يأتي نبي بعده يعرض عليهم الحق ثم يرفضوا ثم ينزل العذاب،كل قصص القرآن هكذا ولذلك قصص القرآن في الفترة المكيّة كلها كده لأن الفترة المكية فترة استضعاف لا يوجد أدوات ولا يوجد الكتاب.
    وأحيانًا تأتي بمعنى الأحكام التشريعية في القرآن لم يُنزل عليك في مكة تشريعات ولا إقامة حدود ولا زكاة بالنصاب ولا الحد، كل هذا لم يُفرض في مكة ولكن فُرض في المدينة وكيف يُفرض عليك هذا وأنت لم تعرف تطبيقه طول الفترة المكيّة؟
    ربنا -عز وجل- بيقص علينا قصص إهلاك أقوام الأنبياء اللي قبل سيدنا موسى إلى إهلاك فرعون، حتى تجد قصص بني إسرائيل في السور المكيّة كلها بتتكلّم عن فترة لغاية إهلاك فرعون، تحريف بني إسرائيل الكتاب، يعني ماذا فعل بنو إسرائيل بعد إهلاك فرعون؟ لا يأتي أبدًا في الفترة المكيّة إلا في سورة القصص ولها حكمة تانية.
    الشاهد إننا عندنا فترة من سيدنا نوح إلي إهلاك فرعون مش عندك أدوات لذلك لا يوجد تشريعات، لم يُفرض الجهاد ولا القتال، ممكن نسبيًا نسمّي هذا فترة إصداع بعد نزول التوراة، نزل في التوراة "تشريعات، أحكام، تطبيقات، قصاص.
    لذلك أول حُكم ذُكر في أحكام سورة المائدة "إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ" المائدة:44
    "وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ"جاءت مرفوعة لأن الربانيون والأحبار يحكمون أيضًا، ومعطوفة على النبيون، يعني أيضًا الربانيون والأحبار مُطالبون بتحكيم شرع الله وليس فقط الأنبياء "الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ"
    المائدة:44 يعني النبيون بيحكموا لليهود، والربانيون والأحبار أيضًا يحكمون لليهود.
    "وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ" المائدة:45
    أول حُكم ربنا يذكره "القصاص" وبعض العلماء قال "أن أول حُكم ربنا يذكره في سورة البقرة في الجزء الثاني بعد مسألة تحويل القبلة هو القصاص"، أيضًا لن تقوم دولة بدون عدل، قصاص، هذه الأحكام لم تكن موجودة ليه؟
    لإنّ إنت كنت مُستضعف فمن فهمي للمرحلة التاريخية وفهمي للقرآن المكي والمدني أنا بقيّم مرحلتي أنا فين؟ أنا عندي قدرة ولّا لأ؟ أقدر أطبّق إيه؟
    الشريعة تُطبق بالاستطاعة.. طبِّق ما تستطيع فعله
    لذلك عندما يقولون: "هل يوجد تدرج في الشريعة؟" عندنا كلمة أفضل وهي استطاعة بدل التدرج، إذًا كنت بَمُر بمرحلة استضعاف أشبه بالمرحلة المكيّة هل كل حُكم شرعي لم يُذكر في الفترة المكيّة لا أُطبّقه كالزكاة مثلًا لم تُفرض في مكة ولكن المدينة؟ لأ، إذًا أنا في مرحلة استضعاف وأقنعت الناس بالزكاة ووافقوا إذًا أطبقها.
    القاعدة بالاستطاعة.
    عن أبي سعيد الخدري-رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله-صلى الله عليه وسلم- يقول: "من رأي منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان" رواه مسلم.
    الانتقال من مرحلة لمرحلة يكون بالاستطاعة، إذًا أنا بأنتقل في المدافعة، في كيفية مدافعة الباطل عن طريق الاستطاعة يوجد مرحلة لا ينفع الرجوع عنها وهي القلب يُنْكِر المُنْكَر بقلبه وذلك أضعف الإيمان، فيه مرحلة تانية لأهل الحق القائمين على الحق الذين لا يوجد غيرهم هو لا ينفع الرجوع للقلب بل لازم يقولوا باللسان على قول أهل العلم، إنّهم لازم يبيّنوا لإنّ مينفعش كله تأخذ بالرُخصة هنا.
    وهذا الذى جعل الإمام أحمد بن حنبل-رحمه الله- يقف ويقول كلمة الحق في مسألة من مسائل العقيدة من وسط عشرات المسائل في العقيدة، وقف الإمام أحمد بن حنبل-رحمه الله- عندما وجد الكثير من العلماء تُرخِّص، قال بعض العلماء: "ينبغي على أهل الحق أن يُشار إليهم بالبنان الذي لا يوجد غيرهم لأنهم قدوة وأسوة للناس ويجب ألّا يترخّصوا ولا ينزلوا لمرحلة القلب، إنما لازم يقفوا عند مسألة اللسان" التّبيّن المُدافعة لها فقه، إمتى أدافع ده؟
    لذلك فيه عبادات تترتب على الكلام ده كُله من أول القلب الحب والبغض ثم الولاء والبراء ثم الأمر بالمعروف والنهي عن المُنكر ثم الجهاد، هذه عبادات في الشريعة نشأت لإنه يوجد مدافعة.
    قال النبي-صلى الله عليه وسلم-: "والذي نفسي بيدِه! لو لم تذنبوا لذهب اللهُ بكم، ولجاء بقومٍ يذنبون، فيستغفرون اللهَ، فيغفرُ لهم" صحيح مسلم.
    لأن اسم الله الغفّار لو الناس ما أذنبتش يبقى ربنا مش هيغفر فهذا تعطيل للاسم، وده مش معناه إنّ الناس تتعمّد الذنب لكن الله يقول من مُلازمة البشرية أن الإنسان بيخطئ فربنا غفّار كذلك طالما فيه مُدافعه.. يبقى فيه فريق اختار أن يقف في صفّ الشيطان، أعمل معاه إيه؟
    أولويات العبادات:
    1- من أول القلب الحب والبغض: عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ-صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "مَن أحبَّ للهِ ، وأبغَضَ للهِ ، وأَعْطَى للهِ ، ومنَعَ للهِ ، فقد استَكْمَلَ الإيمانَ" صححه الألباني.
    2- الولاء والبراء: توالي مين؟! وتتبرّأ لمين؟!
    3- التغيير جزئيًا: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
    4- الجهاد: جهاد طلب وجهاد علم.
    كل هذا مبني على فهم سُنّة النبي-صلى الله عليه وسلم- لذلك من الخطأ إنَّك تكلِّم شخص في جهاد الطلب مثلًا ثم تجد خلاف ويقول لك: هو فيه حاجة اسمها جهاد طلب؟ طبعًا فيه ولكن من الغلط إنك تتكلِّم في النقطة دي مُباشرة إنت لازم تفهِّمه الأول خَلق آدم ثم الخلاف وأنه يوجد حق واحد هو مُراد الله وفيه أهل باطل بيحاولوا يلبّسوا على الناس وفيه ناس صاروا على الشيطان ولبّس عليهم وإنت لازم تقف تنصر الحق ولازم تبيّين الأول ثم تنصح ثم تأمر بالمعروف ثم تجاهد؛ لذلك هي إيه كلمة فتوحات إسلامية؟ لماذا سُمّيت فتح؟
    نحن بحاجة لعلاج روحي.. فتح القفل الذي يمنع الدعوة
    من سُنن الله في الخلق إنّ مش كل الناس قادة، أومش كل الناس تُفكّر، أو عندها فِكر عايزة تفرضه على الناس، ليس كل الناس هكذا، ولكن مجموعة ونسبة من البشر هكذا فقط، أيًا كانت النسبة لكنهم قليلون، والنسبة هذه منهم أهل صلاح ومنهم أهل باطل..
    أهل الباطل بيقترحوا أفكار، بعد ما يقترحوا فكرة-وغالبًا الفكرة دي تُرضي شهواته- ويفرض الفكرة على الناس، يعني الأمم التي آمنت بالليبرالية أو الاشتركية أو العلمانية وكل الافكار المُخالفة للإسلام، هل كل الأمم هذه آمنت بالأفكار دي عن اقتناع؟ لأ طبعًا، ولكن ناس نشأت فكرة وفرضتها عليهم، ونشأت المجتمعات دي ثم وجدت الوضع هكذا فاستمرّت على هذا.
    أهل الباطل عايزين يوصلوا لجمهور الناس اللي همّا الأتباع، هُمَّا عاملين إغلاق لوصول الدعوة، فكلمة فتح أي يكسرون هذا القفل الذي منع الدعوة..
    مثلًا أهل الإسلام إذا اكتشفوا علاج للسرطان وهؤلاء مانعين وصول العلاج والناس كلها مرضى سرطان، أليس من الشفقة بالناس إنّ إنت يُسمح ليك إنك تكسر هؤلاء علشان توصّل العلاج للناس هذه؟ هي دي الفكرة.
    لماذا نُعظّم العلاج الجسدي ولسنا نُعظّم العلاج الروحي؟ هي دي فكرة التدافع إنّ إنت معاك حق وعايز تنشره وهو رافض ولازم يرفض لإنُّه بكده سوف يأتي على مصلحته.
    سبب رفض أهل الباطل للحق:
    قال الله عز وجلّ: "وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ" آل عمران:21 قال الله -عز وجل- "وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ" وليس الشرع، أيّ حاجة فيها عدل طبعًا هتبقى تبع الشرع لكن ربنا بيعرّفك هو رافض ليه؟
    رافض علشان فيه قسط وطالما فيه قسط هيبقى مثله مثل الناس وهيبقى عبد وهتُحاكم إلى شرع، هو رافض كل ده لإنه له مصالح، هو مسيطر، لذلك غالبًا الخلافات مبنيّة على خلاف اقتصادي، بل البعض قال حتى الخلاف مع قريش في مكة مع النبي-صلى الله عليه وسلّم- كان مبني على قضايا اقتصادية.
    لأنهم واضعين الأصنام حول الكعبة وتاركين كل قبيلة في جزيرة العرب تضع صنم فبالتالي قُريش عاملة مُعاهدات مع كل القبائل ما بينهم مصالح اقتصادية، القبيلة الوحيدة اللي تمشي شمالًا وجنوبًا بدون قُطَّاع طرق هي قريش، فوجود الأصنام حول الكعبة هي مصلحة اقتصادية لقريش، تيجي إنت أتيت لهدم الأصنام هتبَوَّظ المصلحة الاقتصادية بتاعتهم فبالتالي الخلاف هو خلاف اقتصادي.
    المركز الاقتصادي لم يكن موجود في المدينة، لذلك كان فيه الانتشار أسهل ورجعوا كسّروا الأصنام تاني، بل حتى النبي-صلى الله عليه وسلم- المسلمين لما نزل عليهم خافوا من مسألة الاقتصاد "إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَٰذَا وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ إِن شَاءَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ" التوبه:28
    لابد من الفهم وتقييم الموقف تقييمًا شرعيًا
    لذلك رؤية الحرب الاقتصادية على مستوى العالم بعيدًا عن الجانب الشرعي رؤية خطأ، هي مبنية على أفكار باطلة نشأ عنها تصوّر اقتصادي، لذلك اللي عايز يوصّل للناس إنّ التدافع ليس له علاقة بالدين؟ هو خطأ لازم تقييمك تبقى فاهم، حتى لو الخلاف بين الروم والفُرس والاتنين بالنسة لك على باطل لازم يبقى عندك تقييم شرعي، مين أقرب؟ تفرح مع مين؟ تقف في صف مين؟ حصل خلاف بين أي اتنين أو بين أي طائفتين، أو حصل خلاف بين إيران وإسرائيل إنت لازم تفهم.. تقيّم.. لازم يبقى عندك فهم لكل اللي بيحدث في التدافعات.
    يبقى ده من تدافعات سورة الروم يبقى إنت لازم تقف دائمًا في صف الحق، حتى العبادات زي ما قلنا نبدأ بالحب والبغض ثم الولاء والبراء ثم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ثم الجهاد. من الخطأ إنَّك تبدأ تشرح للناس قضايا معينة قبل تأصيل قضايا معينة، العلوم بتترتب على بعضها البعض، الرباني الذي يعلم الناس صغار العلم قبل كباره من معاني صغار العلم أي الأصول مش معنى المسائل الصغيرة لا الأصول زي القرآن المكي..
    كده اتكلمت عن "التوحيد والعبادات والأخلاق" الثلاثة أركان دول يتحطوا عند الناس تبدأ تكلمهم في التشريعات، التشريعات نزلت في المدينة يبقى إذًا في التدافع إنت بتحدد مكانك وإمكانياتك ووجودك، بتحدد إنت واقف فين وفي صف مين وإمكانياتك إيه؟، هتعرف تعمل إيه حتى تكون في صف الحق.
    أسأل الله –عز وجل- أن يستعملنا وإياكم وأن نكون دائمًا في صف الحق وأن ننصر دين الله –عز وجل- وأن يستعملنا ولا يستبدلنا.
    أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.

    تعليق


    • #3
      رد: الدرس التاسع والعشرون ((تاملات في فقه التدافع)) محاضرة 2 // د. أحمد عبد المنعم // دورة بصائر


      جزاكم الله خيرًا وتقبل منكم

      "اللهم إني أمتك بنت أمتك بنت عبدك فلا تنساني
      وتولني فيمن توليت"

      "وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ"الشورى:36

      تعليق


      • #4
        رد: الدرس االثامن والعشرون ((تاملات في فقه التدافع)) محاضرة 2 // د. أحمد عبد المنعم // دورة بصائر

        بارك الله فيكم
        ممكن إضافة فقرة التفاعل الخاصة بالدرس
        وجزاكم الله خيرا

        لأستسهلنَّ الصّعبَ أو أدركَ المُنى ... فما انقادتِ الآمالُ إلّا لصابرِ ..

        تعليق


        • #5
          رد: الدرس االثامن والعشرون ((تاملات في فقه التدافع)) محاضرة 2 // د. أحمد عبد المنعم // دورة بصائر

          جزاكم الله خيرا
          مشروع حفظ للجنة بطريقة الحصون الخمسة
          ما أشقاك أيها المسكين عندما تجعل هذا الجهد والتعب والنصب لغير
          ملك الملوك .. ما أشقاك !

          دخولي متقطع بسبب الدراسة

          تعليق

          يعمل...
          X