إعـــــــلان

**أم صُهيب** · 30-08-2015, 05:00 PM

رد: الدرس العشرون(الثقافة الإسلامية محاضرة 2) د/ أسامة زيدان

التفريغ

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومَن والاه، وبعد:
أهلًا وسهلًا ومرحبًا بكم أيها الإخوة الطلاب والطالبات، ومع المحاضرة الثانية من دورة بصائر، ومع مادة الثقافة الإسلامية، انتهينا بفضل الله عز وجل في المحاضرة الأولى عن تعريف الثقافة وخصائصها ونشأتها وأهدافها، وتكلمنا عن عالم الغيب، وبدأنا بالملائكة والجن ثم توقفنا عند النبوة، عندما انتقلنا إلى عالم الشهادة وخصائص عالم الشهادة والكون، ننتقل الآن إلى النبوة.

ما المقصود بالنبوة أو النبوات؟
المقصود بالنبوة هو طريق اتصال عالم الغيب بعالم الشهادة، يعنى النبى -صلى الله عليه وسلم- كان اتصال بين عالم الغيب وعالم الشهادة، فيأتيه جبريل في صورة الوحي فهذا عالم غيب -لا يعلمه أحد- ويتصل النبي-صلى الله عليه وسلم- مع عالم الشهادة، فالنبوة هي اتصال عالم الغيب مع عالم الشهادة.

صفات الأنبياء:
هؤلاء النبوات أو الأنبياء لهم صفات أساسية ذكرها الله عز وجل كما في القرآن الكريم، فذكرهم الله عز وجل بكونهم:
1- بشر..
يعني احنا اتفقنا أن للملائكة أيضًا صفات، نأتي الآن إلى الكلام عن الأنبياء أنهم بشر-هذه نقطة مهمة وغاية في الأهمية- يعني بعض الناس يخرجون النبي -صلى الله عليه وسلم- عن كونه بشر، لكن الله عز وجل أقر له هذا الأمر قال الله عز وجل :" قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ " الكهف:110، الفارق بين النبي وبين غيره من البشر أنه يوحى إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، مع أن الله -عز وجل- يجري على يد أنبيائه ورسله يجري على يديهم المعجزات الخارقة لسنن الكون، يبقى أول صفة من صفات الأنبياء أنهم بشر لكنهم يتميزون عن باقي البشر أنهم يوحى إليهم.
2- معصومون.. الأمر الثاني من صفات الأنبياء أنهم معصومون في جانب الرسالة.
3- يتلقون وحي السماء
الأمر الثالث من صفات الأنبياء أنهم يتلقون وحي السماء فهذه من صفات الأنبياء، وأنهم مرسلون من عند الله -عز وجل-، يبلغون دعوة الله -عز وجل-، ويهدوا الناس إلى طريق الرشاد.
يعني احنا اتكلمنا عن صفات الأنبياء.. طيب وظائفهم؟

وظائف الأنبياء:
1- تحرير البشر من عبادة غير الله تعالى
أول وظيفة هي تحرير البشر من عبادة غير الله تعالى، يعني ونحن نتكلم الآن يوجد مَن يوجد، وفي الدول الكبرى يوجد الآن مَن يعبد الفئران، ونحن نتكلم الآن عن عبادة الله -عز وجل- والأخذ بالقرآن، والأخذ بالسنة، وأصول الفقه، والفقه، يوجد الآن ومن أفضل العقول وتجدهم يعبدون البقر، ويعبدون الفئران، ويعبدون أشياء كثيرة حجر وشجر، وكل ما تحب أن تقول في هذا الوقت الذي نعيش فيه وفي هذا الوقت الذي نتكلم فيه، لله الحمد والمنة أن هدانا إلى نعمة الإسلام وإلى شريعة الإسلام.
هذه الوظيفة أول وظيفة للأنبياء أنهم يحررون البشر من عبادة غير الله -عز وجل- إلى عبادة الله -عز وجل-، وهذا فضل لابد أن نقر به لله عز وجل أولًا ثم إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-.

2- إخبار الناس بالمسئولية المنوطة بهم
من وظائفهم أيضًا توجيه الناس وإخبارهم بالمسئولية المكلفة أو المنوطة بهم، أن كل إنسان محاسَب ومجازى عن أعماله يوم القيامة يوم القيامة الإنسان محاسب. مَن الذي أوصل هذه الفكرة؟ مَن الذي أوصل هذه الثقافة إلى العباد وإلى البشر؟ إنهم الأنبياء.

3- هداية الناس إلى الصراط المستقيم
من وظائفهم أيضًا، هداية الناس إلى الصراط المستقيم، إلى طريق الخير والحق، هذه من وظائفهم.

طيب النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو من الأنبياء، وهو سيد الخلق، وهو سيد الأنبياء -صلى الله عليه وسلم-، ما الذي يميز دعوة النبي -صلى الله عليه وسلم- ونبوة النبي -صلى الله عليه وسلم- عن غيره من الأنبياء؟ ماالذى جعل هذه الرسالة هي الرسالة الخاتمة؟ ماالذي جعل هذه الرسالة هي الرسالة المهيمنة على غيرها؟ كان لابد أن تكون لها مميزات وتكون لها خصائص لهذه النبوة وهذه الرسالة.

خصائص نبوة النبي صلى الله عليه وسلم:
1- عامة لجميع الناس
أول هذه الخصائص خصائص نبوة النبى -صلى الله عليه وسلم- ورسالة النبى -صلى الله عليه وسلم-، أنها عامة لجميع الناس، فنادى "يا أيها الناس"، فهذه الرسالة عامة لجميع الناس، ليست لقريش، ليست لأهل مكة، ولا أهل المدينة، ولا أهل الطائف، إنما هذه الرسالة عامة لجميع الناس، لذا وقع علينا معشر أهل الإسلام والمسلمين أن نكمل هذه الرسالة، وأن نكمل هذه المهمة، فنتحرك برسالة الإسلام إلى جميع الناس.
في حرب الخليج الأولى سنة 90، بعض من جاء إلى السعودية جاء في حرب الخليج الأولى، وأعلن إسلامه، ثم وصل بعد ذلك عندما احتك بالمسلمين وأسلم، ثم ذهب إلى الحرم وهو يصلي، فلما رأى الناس بكى، وتكلم بكلام يُحمّل فيه أهل الإسلام، فلما سألوه لماذا تبكي؟ قال ماتت أمي ومات أبي، وهم على غير ملة الإسلام فمن المسئول عنهم؟
فوجب علينا إن كانت هذه الدعوة هي عامة لجميع الناس، فلابد أن نتحرك بها، ونتحرك لها، لنوصلها إلى جميع الناس، لكن ليست هذه التحركات العشوائية، التي يتحرك بها الناس الآن، يعني مثلًا المدرسة البسيطة التي فيها عشر فصول أو عشرين فصل، هذه المدرسة لها مدير ولها وكيل ولها ناظر ولها إدارة تعليمية ولها مدرسين ولها حصص ومنهج، ما بالنا بالدعوة إلى الله -عز وجل-، أين منظمة الدعوة؟! أين إدارات الدعوة؟! أين كذا وكذا حتى تكون الدعوة تسير بخريطة وبأسس ونظم حتى تؤتى ثمارها.
يبقى أول ميزة لرسالة النبي -صلى الله عليه وسلم- أنها عامة لجميع الناس.

2- ناسخة لما سبقها
من مميزات رسالة الإسلام أيضًا أنها ناسخة لما سبقها، أن شريعة الإسلام نسخت جميع الأديان والشرائع التي سبقتها.
ننتهي من أمر النبوة وندخل إلى أمر الآخرة وهذه رحلة سنعيش معها بعض الوقت، رحلة ممتعة، ولكنها في نفس الوقت مخيفة، رحلة شيقة، ولكنها في نفس الوقت تجعل القلب وَجِل..
نبدأ بالآخرة، وبعض العلماء وبعض الدعاة قال لما رأى حال الناس قال: "إن ثقل اليوم الآخر في قلوب بعض الناس يكاد يقاس بالمللي جرام".
يعني اليوم الآخر والآخرة في قلوب الناس الآن تكاد تكون منعدمة، ما الذي جعله يقول ذلك؟ وما الذي جعلنا نحس بذلك؟ هو ما نراه الآن، الذي يسرق والذي يزني والذي يقتل والذي يسفك الدماء والذي يظلم الناس والتي تمشي متبرجة والذي يفعل المعاصي كلها، ما الذي جرّأه على ذلك؟، لأنه لا يتذكر اليوم الآخر، لأنه لم يتذكر وليس في حسبانه الآخرة، ولذلك تجرّأ على كل هذه المعاصي.

الآخرة:
تبدأ أول ما تبدأ بالموت، والآخرة تكلم الله -عز وجل - عنها كثيرًا وتكلم عن يوم القيامة، حتى أنك تجد أسماء كثيرة تدل على يوم القيامة: يوم الدين، يوم الحساب، يوم التلاق، يوم الجمع، يوم التغابن، يوم الخلود، يوم الخروج، يوم الحسرة، يوم التناد، الساعة، القيامة، الحاقة.. كل هذه الأسماء سماها الله -عز وجل- بها وهذا دليل على عظم هذا اليوم.
والله -عز وجل- يقول في كتابه "وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ" البقرة: 177.
هذا هو البر، فالإيمان باليوم الآخر أمر هام جدًا، ولكن كما قلت في البداية أصبح الإيمان باليوم الآخر وإحساسنا وشعورنا بهذا اليوم الآخر وبأننا سنقف أمام الله -عز وجل- يحاسبنا وسيكلمنا في كل صغيرة وكبيرة أصبح هذا الأمر ضعيف جدًا في قلوب العباد، وإلا أي إنسان لو تذكر أنه سيموت ولو تذكر أنه سيلقى الله -عز وجل- يوم القيامة وفي اليوم الآخر، لامتنع عن كثير من المعاصي.

هذه الآخرة تشمل أيضًا أمورًا غيبية:
أولًا: القبر
أول هذه الأمور الغيبية.. القبر، ويجب علينا أن نؤمن بأن القبر له فتنة، وبأن القبر سيُسأل الإنسان فيه، ويُسأل عن طريق الملكين، ولذلك ندرس الثقافة الإسلامية، لأنه جاء مَن جاء وفُتح له كل شيء ويقول ليس هناك عذاب للقبر، ليس هناك فتنة للقبر، خلاص احنا متنا وانتهينا والموضوع انتهى، ولكن هذا كيف ترد عليه؟ ترد عليه بالثقافة الإسلامية التي يجب أن تتعلمها، ترد عليه بحديث النبي -صلى الله عليه وسلم- عندما مر على قبر لرجلين ثم قال النبي -صلى الله عليه وسلم- "إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير"، طيب يعذبان.. مَن الذي قال ذلك؟ النبي -صلى الله عليه وسلم-، تقول وأقول لك "وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى" النجم 4،3. إذا قال النبي -صلى الله عليه وسلم-، ثبت الحديث بأنه صحيح نقول سمعنا وأطعنا وآمنا بكلام الله -عز وجل-

فهذا القبر أول أمر فيه هو فتنة القبر وسؤال الملكين، يُسأل العبد أول ما يُسأل ثلاث أسئلة، هذه الثلاث أسئلة إجبارية ليس فيها اختيار، أصعب ثلاث أسئلة قد يواجهها الإنسان، وهذه الإجابات هي التي يتوقف عليها بعد ذلك إما جنة، وإما نار، إما أن يكون القبر روضة من رياض الجنة، وإما أن يصبح هذا القبرة حفرة من حفر النيران، نسأل الله العفو والعافية، يُسأل العبد: مَن ربك؟ ما دينك؟ مَن نبيك؟ فالمؤمن يقول: "ربي الله، ديني الإسلام، نبيي محمد -صلى الله عليه وسلم-"، أما الكافر، وأما مَن لم يوفّق لهذه الإجابات يقول :"هاه، هاه، لا أدري"، لأنه لم يعش على ذلك في حياته الدنيا، فتخلف في الإجابات في القبر، يبقى أول نقطة في الآخرة هي القبر، والقبر له فتنة ويوجد فيه أيضًا سؤال الملكين.

ثانيًا: البعث
ننتقل بعد ذلك إلى البعث "وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ" الأنعام:36، إذًا يوجد بعث، لا كما يقولون: أرحامٌ تدفع وبطونٌ تبلع وما يهلكنا إلا الدهر، وانتهى الأمر على ذلك، لاستوى هنا الصالح مع الطالح، والظالم مع المظلوم، إذاً لا بد من بعث يقف الناس جميعًا أمام الله -عز وجل- يحاسبهم على كل صغيرة وكبيرة.

ثالثًا: الحشر
وبعد البعث عندما يخرجون، يأتي الحشر، يحشر الناس إلى أرض الحساب، إلى أرض المعاد، تخيل كل هؤلاء الناس من لدن آدم إلى قيام الساعة، الكل يخرج إلى هذا الحشر، الكل يقف عريانًا أمام الله -عز وجل-، والكل يحاسَب على ما قدم، فإن كان خيرًا فخير، وإن كان غير ذلك نال جزاءه.
رابعًا: العرض والحساب
بعد أن تم الحشر وحُشر الناس إلى أرض المحشر، يأتي بعد ذلك العرض والحساب ويحاسب الناس "يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفَى مِنكُمْ خَافِيَةٌ" الحاقة:18، تُعرضون على الله -عز وجل-، ويحاسب كل إنسان "وَعُرِضُوا عَلَىٰ رَبِّكَ صَفًّا" الكهف:48، الكل سيُعرض، وهنا يأتي الأمر "وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ" الصافات:24، أنت مسؤول، الأب مسؤول، كيف ربيت أبناءك، أيها المعلم، كيف علمت طلابك؟، "وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ"، أيها كذا وكذا، كلٌ سيُسأل، العرض والحساب.

خامسًا: الميزان
ثم بعد ذلك، بعد العرض والحساب، يأتي الميزان، فتوزن الأعمال، توزن الحسنات وتوزن السيئات، وهناك ميزان بالقسط، لا يُظلم فيه أحد.
سادسًا: الصراط
ثم بعد ذلك، أمر في غاية الخطورة، وأمر يخلع القلوب من مكانها، الصراط، تخيلوا.. تخيلوا معي، هذا الجسر الممدود على نهر النيل، تخيلوه.. تنظر يمنة ويسرة، تجد هذا المنظر الجميل، تجد الماء، تجد القوارب، تجد أناس يتفسحون، منظر جميل، رائع، لكن الصراط، هذا الجسر الممدود على ظهر جهنم، والعياذ بالله، هذا الجسر الممدود على ظهر جهنم، ينظر فيجد النار، من اليمين يجد النار، من اليسار يجد النار، أمر في منتهى الخطورة، لأن في نهاية الجسر.. النجاة، إذا مر الإنسان من هذا الجسر، ومر إلى نهايته آمناً مطمئناً كانت النجاة، فهذا الجسر، هو الذي يمر عليه الإنسان، وهذا الجسر، مرور الإنسان عليه مبنيٌ على عمل الإنسان في الدنيا، فمن كان مصلياً، صائماً، قائماً، تالياً للقرآن، باراً بوالديه، جيرانه، صدقات، قيام ليل، حج، عمرة، علم، تعليم، دعوة، كل ذلك يجعل هذا الإنسان، هذا العبد، يمر من على هذا الصراط آمناً مطمئناً، أما الآخر، الكلاليب، كلاليب جهنم تشده وتجذبه إلى النار، نسأل الله -عز وجل- العفو والعافية.. الصراط

سابعًا: الحوض
ثم بعد ذلك، الحوض، وأول مَن يرِد الحوض النبي -صلى الله عليه وسلم-،ثم يأتي إليه المؤمنون الصالحون المتمسكون بسنته -صلى الله عليه وسلم-، وهذا الحوض كما قال الله -عز وجل- "إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ" الكوثر:1، هذا النهر وهذا الحوض.
ثم بعد ذلك الجنة أو النار، رحلة صعبة، لكنها سهلة على مَن سهلها الله -عز وجل- عليه، صعبة على مَن فرط في دنياه.
ثم تأتي بعد ذلك الجنة والنار، والجنة مخلوقة في وقتنا الذي نعيش فيه، والنار موجودة في وقتنا الذي نعيش فيه، هذه عقيدة نعتقدها، وهي الجنة والنار تبقيان ولا تفنيان إلى قيام الساعة.

أمر هام آخر بعد هذه الرحلة، لا بد أن نتربى جميعاً، لا أقول نربي الشباب، فنحن نتربى جميعاً، كلنا يحتاج إلى هذه التربية. من هذه الأمور، التي يجب أن تثبت في القلوب والأذهان.:
نظام العبادة في الإسلام:
نظام العبادة في الإسلام، عبّدَ، سهّلَ، ذلّلَ، وطأَ، مهّدَ، كل ذلك من المعاني اللغوية للعبادة، لكن ما هي العبادة؟ العبادة، كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية :"هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة"، بمعنى كل شيء تشعر أن الله -عز وجل- يحبه، فهو من العبادة، كل شيء تشعر أن الله -عز وجل- يرضى عنه، فهو من العبادة، هذه هي العبادة بأمر بسيط جداً وسهل جداً، يعني الصلاة، الصيام، الزكاة، الحج، كل هذا من العبادة، وهذا الذي يعرفه الناس..

طيب والإحسان إلى الجار.. من العبادة، تخيل لو أننا عشنا بهذا المفهوم أن الإحسان إلى الجار من العبادة، إذاً سنتقرب إلى الله -عز وجل-، الإحسان إلى الضعيف والمسكين واليتيم والأرملة من العبادة، كل هذا من العبادة، الدعاء والذكر وقراءة القرآن من العبادة، وهناك عبادة يغفل عنها كثير من الناس، هذه العبادة هي قضاء حوائج الناس.
تخيلوا.. لو أن الموظف خرج إلى وظيفته بهذه النية، وأنه يستشعر أن هذه عبادة، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-:" لأن أمشي مع أخي في حاجة حتى أثبتها له أحب إليَّ من أن أعتكف في مسجدي هذا شهراً". تخيلوا بقى، الاعتكاف فيه صيام وقيام وقراءة قرآن وتلاوة وتهجد،كل ذلك، لكن خروج المسلم يقضي حاجة أخيه، يثبتها له، ينهي له معاملاته، فكم للموظف من معاملات ينهيها في اليوم الواحد! كم من الحسنات يأخذها! هذه هي العبادة.

العبادة فيها عبادات بدنية وفيها عبادات قلبية، العبادات البدنية: وقلنا الصلاة والصيام والحج، وهذه العبادات التي يتحرك فيها الجسد.
العبادات القلبية: الحب في الله، عبادة من العبادات القلبية، الخوف من الله -عز وجل- من العبادات القلبية، التوكل على الله -عز وجل-، الإخبات لله -عز وجل-، كل هذه من العبادات القلبية، فليضبط الإنسان جوارحه وقلبه لله -عز وجل-
لابد أن نعرف الهدف من هذه الحياة ونفهم العبادة بمفهومها

نتكلم الآن، بعد أن انتهينا من مفهوم العبادة، وهذه نقطة أشدد عليها جداً، أننا لابد أن نعيش في هذه الحياة بكل جوارحنا، بقلبنا، وهذا هو الهدف من هذه الحياة، قال الله -عز وجل-:"وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ". الذاريات:56، فهذه العبادة لا بد أن نفهمها بمفهومها، لا يصح أيها الإخوة الكرام، وأيتها الأخوات الكريمات أن أصلي وأصوم ثم بعد ذلك أسرق وأرتشي، فهذه ليست عبادة، هذه ليست عبادة، قلنا من صفات الإنسن أن يكون متوازن، متكامل، يعبد الله -عز وجل- فهو عابد في بيت الله -عز وجل، وهو عابد لله -عز وجل- في الشارع، وهو عابد لله -عز وجل- في بيته، وهو عابد لله -عز وجل- في مصنعه، هو عبد لله،
حضرتك بتشتغل إيه؟ أنا بأشتغل عبد، بس خلص الموضوع، يعني ده ملخص الموضوع كله، حضرتك بتشتغل إيه في هذه الحياة؟ أنا بأشتغل عبد، أنا عبد وبعد كده مهندس، أنا عبد وبعد كده مدرس، أنا عبد وبعد كده دكتور، المهم أننا في البداية عبد، هذا ما يجب أن يستقر أيها الطبيب، أيها المهندس، أيها المعلم، وانت ذاهب إلى عملك تذهب بهذه الصفة أولاً، ثم بعد ذلك الوظيفة الدنيوية.

آثار العبادة:
إذا ما فهمنا هذا الأمر، نتكلم عن آثار العبادة، طيب هل لهذه العبادة أثر على الفرد والمجتمع؟ نعم، كما قلنا أن الله - عز وجل- خلق الخلق لعبادته، ليوحدوه ويفردوه بالعبادة، طيب آثارها إيه؟
1- تبني شخصية المسلم
أول آثارها أنها تبني شخصية المسلم، هذه العبادة تبني شخصية المسلم، إيه الكلام ده؟، هأضرب لك مثال: صلاة الفجر وفي البرد الشديد وكله نايم، وانت خلاص مش قادر تتحرك، مش قادر تخرج من تحت البطانية، إيديك متلجة، بعض الدول تلج، طيب تأتي هنا العبادة وهي الصلاة، فقام وتوضأ، ونزل إلى المسجد، كل ذلك يبني في شخصية المسلم أنه يتحمل المسئولية والمشقة،
يبقى إذًا هذه العبادة، أثرت في شخصية هذا المسلم، أنه أصبح يتحمل المسئولية، وأصبح يتحمل المشاق، سواء أكانت هذه المشاق في الدعوة، المشاق في الحياة الزوجية وغيرها، إذاً هذه بعض آثار العبادة.

2- تقوية الجانب الروحي والشعور بمراقبة الله -عز وجل-.
مثل: الصيام، الصيام يربي العبد على جانب المراقبة، مين شايفك؟ محدش شايفني، لكن الله -عز وجل- يراني، فأثّر ذلك في الجانب الإيماني والجانب الروحي وعامل المراقبة.
3- الإحساس بالأمن والطمأنينة
ده من العبادة "أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ " الرعد:28 وهو دايماً يقول لك إيه: أنا لما صليت استريحت، أنا مباستريّحش غير وأنا بأصلي، وفعلاً نريد أن نستشعر هذه النقطة، أوقات كثيرة يشعر الإنسان بسعادة غامرة وهو في السجود، عندما يضع الإنسان رأسه على الأرض، ولا حد بقى شايفه، ولا حد سامع هو بيقول إيه، أنا مني لربنا،
ففي هذه اللحظة، الإنسان فعلاً يشعر بسعادة غامرة، ليس يوجد أحد بيني وبين الله -عز وجل- أبداً، يعني صلة كبيرة، فهذا أيضاً من الأمور التي يتعلمها الإنسان وتؤثر فيه.

4- تطهير المسلم من الأمراض النفسية
كالشح والبخل فهذه في الزكاة وفي الصدقة، فعندما يتصدق وعندما يزكي وعندما يخرج مال الزكاة يتخلص من الشح ويتخلص من البخل، بعض الناس غني جداً، فكل سنة يخرج له مليون، 2 مليون، 3 مليون، فبعض المشايخ لما قالوا له: هذا ليس من الزكاة، إنت زكاتك المفروض أكتر من كده بكتير، ده عنده أساطيل، فقال لهم: خلاص، احسبوا لي الزكاة، فحسبوا الزكاة، لقوا الموضوع معدي 25، 26، فوق كده، قال: لا، ده كتير أوي كده، كل واحد يأخد له 2 مليون، 3 مليون، وخلصوني، هما 3 مليون، 4 مليون، وفكوني من الموضوع ده، طبعاً لأ.
تخيلوا هذا الرجل وهو يخرج 25، 26 مليون كده لله -عز وجل-، خلاص تطهّر من البخل ومن الشح الذي في قلبه، وشح مطاع هذه من المهلكات.
5- تهذيب غرائز الإنسان وتوجيهها
من آثار العبادة أيضاً على العبد وعلى المجتمع، تهذيب غرائز الإنسان وتوجيهها زي الزواج، بالزواج تتهذب الغرائز وتوجه إلى الوجهة الصحيحة.

العولمة والتغريب
كانت هذه بعض من الكلمات حول مفهوم العبادة، ننتقل إلى الجزء الثاني من مادة الثقافة الإسلامية، وهو أمر في غاية الأهمية أيضاً، دخل به علينا الغرب وحرّفوا وبدلوا في عقائد الشباب، فوجب علينا أن نتكلم عنها ونبيّن لشباب الأمة وشباب الإسلام، كيف دخلوا علينا، كيف غيروا أفكارنا، كيف غيروا سلوكنا، نتكلم عن العولمة والتغريب، ببساطة خالص، لأن الكلمة كبيرة، وعولمة وتغريب والموضوع كبير جداً.

معنى العولمة:
يعني إيه عولمة؟
خلاص، خلونا ناخد من الكلمة نفسها، عولمة يعني فيها عالم، العالم ده كله اتفق على مسألة معينة، وقال إن احنا -نحن هذا العالم- نريد أن نفرض شيئًا يسير به كل العالم، فتصبح عولمة، مرة تانية، العالم كله اتفق على أنه سنفرض شيئاً معيناً على العالم كله بحيث أننا جميعاً نشترك في هذا الأمر، فتصبح هذه عولمة، إيه بقى الشيء ده؟، الشيء ده ممكن سنفرض على العالم كله أن يتعامل بالرأسمالية، فبدؤوا خلاص، يبقى مصر تتعامل كذا، وسوريا تتعامل بالرأسمالية، وكل البلاد تتعامل بالرأسمالية، وتصبح هذه هي العولمة المالية..
ممكن عولمة في أمر آخر، العولمة الاقتصادية، العولمة الطبية، العولمة اللغوية، كل ذلك.

فهم يفرضون شيئاً معيناً، ويريدون أن تسير الدنيا كلها بهذا الأمر، واحد يقول وده مزعلكم في إيه؟، دي حاجة جميلة، بدل ما يحصل تصارع بين الحضارات، ونقعد نحارب في بعض، ونعد نقتل في بعض، ما كلنا نمشي كله زي بعضه، نقول له: لأ، احنا اتفقنا من البداية بأن الشريعة الإسلامية والثقافة الإسلامية والإسلام له مميزاته، أهلاً وسهلاً بأي نظرية تأتون بها، إذا وافقت الإسلام، أهلاً وسهلاً.. يا أخي، ما احنا مقلناش حاجة يعني ضد الإسلام، نقول لك حدد الله -عز وجل- في قرآنه كيف نتعامل، وحدد لنا النبي -صلى الله عليه وسلم- في سنته كيف نتعامل، أي أمر تأتون به، نعرضه على القرآن والسنة إن وافق فأهلاً وسهلاً، إن لم يوافق، فنحن نتميز بثقافتنا الإسلامية. إذاً العولمة هي فرض شيء معين حتى يسير به العالم في كل أموره.

هل العولمة خطيرة على المنهج الإسلامي؟
نعم، إنتم مش واثقين من نفسكم والّا إيه؟، مش واثقين إن المنهج الإسلامي ده هو أفضل شيء، ثم بتنغلقوا على نفسكم ليه؟، نحن لا ننغلق، نحن ننفتح على العالم، نحن ننفتح على الأفكار، نحن ننفتح على النظريات، أهلاً وسهلاً، لكن كما تريدون أن تفرضوا علينا هذا الأمر، نحن نناقشكم على طاولة النقاش بمبادئنا الإسلامية أيضاً، فليس عندنا خوف من هذه العولمة.

بعض نقاط العولمة:
- حقوق الإنسان
طيب، دخلوا علينا ببعض الأمور نذكرها، من أول هذه النقاط التي دخلوا علينا بها في العولمة، قالوا لنا حقوق الإنسان، هذه أول نقطة يدخلون منها حقوق الإنسان، يا سلام ده كلام جميل أوي، حقوق الإنسان هو ده اللي احنا عايزينه، كل واحد ياخد حقه بقى وكل واحد ينبسط، فقالوا حقوق الإنسان والاقتصاد والإدارة السياسية والمسائل الإجتماعية، ومن قال لكم بأنه ليس في الإسلام حقوق للإنسان؟
أقول لكم بأنه يوجد حقوق للحيوان قبل أن تتكلمون عنها وقبل أن تنادون بها، يقول النبى -صلى الله عليه وسلم- "دخلت امرأة النار في هرة ربطتها فلم تطعمها ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض" صحيح البخاري هذه حقوق الإنسان وهذه حقوق الحيوان، فإذا تدخلون إلينا وتتكلمون معنا بحقوق الإنسان، سنكلمكم بحقوق الإنسان التي لا يوجد مثلها فى هذه الدنيا.

- المأكل والمشرب والملبس
دخلوا علينا أيضاً بأنماط معيشية في المأكل والمشرب والملبس، يعني انت لازم تلبس الثياب بتاعتك والطاقية، طيب ما تخلينا نلبس زي بعض كلنا، دخلوا علينا أيضاً بهذه النقطة.

الشرعية الدولية تحت غطاء الأمم المتحدة
ومن أخطر المسائل التي دخلوا علينا بها هي مسألة الشرعية الدولية تحت غطاء الأمم المتحدة، أخطر نقطة دخلوا بها علينا، الشرعية الدولية، شوف كلمة برّاقة، الشرعية الدولية..
طيب والشرعية الإسلامية راحت فين، طيب والشريعة الإسلامية راحت فين، عشان انت تقول لي الشرعية الدولية، الشرعية الدولية دي يعني انت تحط لي في الحرب تعملوا كذا، وفي السلم تعملوا كذا، وفي الاقتصاد تعملوا كذا وتعملوا كذا، وتفرض عليَّ شرعية دولية، فلما آجي أنا أتكلم بالشريعة الإسلامية، وبالشرعية الإسلامية، تقول لأ، احنا اتفقنا إن فيه شرعية دولية..
فدي من الأساليب والمناهج اللي أرادوا أن يدخلوا بها علينا.

وسائل الإعلام والاتصال
ودي من أقوى المسائل، طبعاً انتم تعلمون من يسيطر على وسائل الإعلام في الدنيا كلها، معروفة، هم دخلوا أيضًا بهذه المسائل، ولا يخفى عليكم هذه الأمور.

آثار هذه العولمة:
أول هذه الآثار: تغييب الأساسيات الدينية، بمعنى أن كثير من الشباب أصبحت عنده كما قلت في الحلقة الأولى، مسألة الولاء والبراء تخلخلت، ليه؟ أصل فيه عولمة، فيه كله بيرى نفس الشيء، فيه كله بيتحرك، فأصبحت مسألة الولاء والبراء من شبابنا ومن أولادنا، حتى أبناءنا احنا في بيوتنا، ميسي، رونالدو، مش عارف إيه، ولابس التيشرت بتاعه ورقم 8 ورقم 10، طيب با ابني يا حبيبي، يا ابني ده بيكفر بالله، ده مش عارف بيعمل كذا، هو خلاص واخد بالك، كل هذا من آثار العولمة، يبقى تغييب الأساسيات الدينية ومن أشدها الولاء والبراء.

من آثار العولمة: الخروج بالمرأة عن أنوثتها الفطرية الأساسية، طيب.. انظروا للشارع دلوقت، بصوا للشارع، فين الحياء اللي موجود في الشارع؟ أين الحياء؟ أين حياء النساء؟ بل أين غيرة الرجال أيضًا؟، فين الأب؟ فين الأم؟، يعني الأب مش شايف بنته وهي خارجة، والّا الأم مش شايفة بنتها وهي خارجة،كيف تخرج بهذه الملابس؟، لا يوجد رجولة؟، لا يوجد نخوة؟!، غيرة؟!، مش هنقول المبادىء الإسلامية، مفيش غيرة، مفيش رجولة، مفيش حياء عند البنت؟، يعني البنت وهي واقفة بتلبس اللبس ده مشافتش نفسها وهي جسمها كله واضح؟!، ده كله من آثار العولمة، اللي دخلت علينا من وسائل الإعلام، من المناهج، من غيره ومن غيره، فأثرت في سلوكيات الناس.. الأسر نفسها، كم حالات الطلاق!، ليه؟
بنتكلم في أمور مختلفة، تغيير المفاهيم، يعني مسألة أنه يقول لك: ده نجم المجتمع، ده شيء بارز في المجتمع، ولو سألنا: مَن هم نجوم المجتمع؟ معروف، إما فنان، إما لاعب كورة، إما كذا، هما دول نجوم المجتمع!، ماذا يقدمون أصلًا نجوم المجتمع، طيب والعالم الرباني؟، طيب والمهندس المسلم المتفوق؟، فغيروا المفاهيم وهذا من آثار العولمة.

من أشد آثار العولمة، العولمة في اللغة، فأصبحت اللغة العربية هي آخر اللغات، حتى أهل اللغة واللغة العربية والعرب، اسأل أي طالب كده، إيه أصعب شيء عندك؟ يقول لك النحو، ده جه منين الكلام ده؟ من العولمة الموجودة، ليه؟ بتعرف إنجليزي تتوظف، بتعرف إنجليزي خلاص يبقى تاخد أفضل الوظائف، حتى إننا الآن نتكلم مع بعضنا البعض لابد ندخل كلمة أو اتنين إنجليزي، say، for example، for مش عارف إيه!
نتكلم باللغة الإنجليزية فقط عندما نحتاجها، نتعلم اللغة الإنجليزية ونكون فيها متفوقين، ونتعلم الفرنسية والألمانية والإيطالية، نتعلم جميع اللغات، لكن نتكلم بها في وقتها وفي مكانها، أما وقت اللغة العربية هو الأصلي، هذه من آثار العولمة.
ومن الآثار أيضًا: تغيير الأنماط السلوكية، كما قلت الأكل والشرب، ياكل كده بالشوكة والسكينة، والشوكة تكون في إيده اليسار عشان طبعاً ياكل بيها، والسكينه في إيده اليمين، طيب ما تغير إيه المشكلة يعني، إيه المشكلة أما تكون السكينة في الشمال، والشوكة في اليمين، لكن لأ هي جت لنا كده، فدي العولمة، التغريب.

كيف دخلوا واخترقوا المجتمعات العربية؟
1- عن طريق الاتفاقيات
أول نقطة اخترقوا بها المجتمعات العربية عن طريق الاتفاقيات، سواء اتفاقيات سياسية أو عسكرية أو اقتصادية.
2- عن طريق المؤتمرات
من النقاط التي اخترقوا بها أيضاً المجتمعات الهربية، المؤتمرات، بيعملوا إيه في المؤتمرات، تقرر هذه المؤتمرات القيم التي يريدونها، زي مؤتمر السكان 94 الذي عقد في مصر، وعقد في 95 في بكين، قرروا على المرأة 1،2،3،4، يفعل هذا في الدول.
3- الحركة التجارية والصناعية والبضائع
شايفين الكتالوجات اللي بتجيلنا من الغرب، تلاقي مثلاً أتيلييه، تلاقي مش عارف إيه، محطوط عنده كتالوج، تنظر على الكتالوجات كلها صور عريانة، جت لنا دي ليه؟ عشان نعمل عولمة، عشان نعمل تغريب، فيقوم تمسك المرأة، آه الفستان ده جميل، آه البلوزة دي مش عارف شكلها إيه، وهكذا الكتالوجات اللي عمالة توصل لنا من اليمين واليسار.
4- وأيضاً الكتب العلمية يدخلون علينا بالأفكار.
5- وسائل الإعلام اخترقوا بها الفضائيات والإنترنت.
6- النخب المثقفة
أيضاً دخلوا من طريقها، يصبح هذا من النخب، من النخب لا يستطيع أن يقرأ الفاتحة قراءة صحيحة، ثم يقال عنه أنه من النخب، ثم يقال عنه نجم المجتمع، والشباب ينبهر به، لأنه يتكلم اللغة الإنجليزية بطلاقة ولأنه يتكلم في الأمور السياسية والاقتصادية بطلاقة، ثم إذا ما جاءت الصلاة وأراد أن يقرأ الفاتحة، لا تصح الفاتحة، ولا تصح صلاته، فأين إذاً ثقافة الإسلام. التغريب، أصبح هناك تغريب في كل مناحي الحياة، وهذا كان بناءً على هذه العولمة المقيتة.

لذلك إخوتي الكرام، أحبتي الطلاب والطالبات، انتهينا بفضل الله -عز وجل- من هذه المادة، أسأل الله -عز وجل- أن تكون تيسّرت، طبعاً ده مستوى تمهيدي، الثقافة الإسلامية فيها تقريباً 5 أو 6 مستويات، لكن بدأنا بالمستوى التمهيدى، حاولت بقدر الإمكان أن أبسط المادة.

تكلمنا عن أهداف هذه المادة وتعريف الثقافة الإسلامية، خصائص الثقافة الإسلامية، موضوعات الثقافة الإسلامية، وتكلمنا عن نظرة الإسلام للوجود، عالم الغيب، عالم الشهادة، تكلمنا في عالم الغيب، تكلمنا عن الملائكة وعن الجن، تكلمنا عن صفات الملائكة، وظائف الملائكة، ثم تكلمنا عن النبوات، ورحلة شيقة قاسية على النفس بعض الشيء، ألا وهي الرحلة إلى الآخرة، تكلمنا فيها عن القبر وعن الصراط وعن الحوض وعن الميزان وعن الحشر وعن العرض وعن الحساب، ثم ختمنا الحلقة أو المحاضرة الثانية بالكلام عن العولمة، آثارها، طرق اختراق العلمانيين للمجتمعات الإسلامية.

أسأل الله -عز وجل- بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال، وأن يحفظنا وإياكم من كل سوء، وأن يحفظ مصر وأهلها من كل سوء، وأن يبارك لنا فيما سمعنا، وأن يجعلنا هداة مهتدين،
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، جزاكم الله خيراً، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

تم بحمد الله

**كريمة الاخلاق** · 30-08-2015, 10:46 PM

رد: الدرس العشرون(الثقافة الإسلامية محاضرة 2) د/ أسامة زيدان

جزاكم الله خيرا

**بذور الزهور** · 01-09-2015, 04:56 PM

رد: الدرس العشرون(الثقافة الإسلامية محاضرة 2) د/ أسامة زيدان

جزاكم الله خيرًا ونفع بكم

**ضياء التقوي** · 01-09-2015, 10:17 PM

رد: الدرس العشرون(الثقافة الإسلامية محاضرة 2) د/ أسامة زيدان

جزاكم الله خيرا

***أمة الرحيم*** · 02-09-2015, 09:18 PM

رد: الدرس العشرون(الثقافة الإسلامية محاضرة 2) د/ أسامة زيدان

جزاكم الله خيرًا

إعـــــــلان

(20) (الثقافة الإسلامية محاضرة 2) د. أسامة زيدان / دورة بصائر العلمية 1

(20) (الثقافة الإسلامية محاضرة 2) د. أسامة زيدان / دورة بصائر العلمية 1

تعليق

تعليق

تعليق

تعليق

تعليق