إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

سلسلة أعمال مبتدعة في الحج

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [حصري] سلسلة أعمال مبتدعة في الحج




    الحمد لله وكفى ،وصلاة وسلاماً علي النبى المصطفي

    خطورة البدع

    قال حسن بن علي البَرْبَهاري: واحذر من صغار المحدثات ؛ فإن صغار البدع تعود حتى تصير كباراً ، وكذلك كل بدعة أحدثت في هذه الأمة كان أولها صغيراً يشبه الحق ، فاغتر بذلك من دخل فيها ، ثم لم يستطيع المخرج منها ، فعظمت ، وصارت ديناً يدان به ، فانظر رحمك الله كل من سمعت كلامه من أهل زمانك خاصة فلا تعجلن ، ولا تدخل في شيء منه حتى تسأل وتنظر : هل تكلم فيه أحد من أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم أو أحد من العلماء ؟ فإن أصبت أثراً عنهم فتمسك به ، ولا تجاوزه لشيء ، ولا تختر عليه شيء ، فتسقط في النار


    اعلم رحمك الله
    أنه لا يتم إسلام عبد حتى يكون متبعاً ونصدقاً مسلماً ، فمن زعم أنه قد بقي شيء من أمر الإسلام لم يكفوناه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد كذبهم ، وكفى بهذا فرقة وطعناً عليهم ، فهو مبتدع ضال مضل ، محدث في الإسلام ما ليس فيه )) .



    ورحم الله الإمام مالك حيث قال : (( لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها ، فما لم يكن يومئذ ديناً ، لا يكون اليوم ديناً )) .
    وصلى الله على نبينا القائل : (
    ( ما تركت شيئاً يقربكم إلى الله إلا وقد أمرتكم به ، وما تركت شيئاً يبعدكم عن الله ، ويقربكم إلى النار ، إلا وقد نهيتكم عنه )) .

    لما كان خطورة البدع وكيف يصير العمل غير مقبول إذا كان مخالف لهدى النبى محمد صلى الله عليه وسلم

    أحببنا طرح مجموعة من الأعمال البدعية في الحج

    سائلين المولى عزوجل أن يرزقنا الرشاد والسداد وأن يوفقنا لما يحبه ويرضاه

    تابعونا

    يا الله
    علّمني خبيئة الصَّدر حتّى أستقيم بِكَ لك، أستغفر الله مِن كُلِّ مَيلٍ لا يَليق، ومِن كُلّ مسارٍ لا يُوافق رضاك، يا رب ثبِّتني اليومَ وغدًا، إنَّ الخُطى دونَك مائلة


  • #2
    رد: سلسلة أعمال مبتدعة في الحج




    أعمال مبتدعة في الحج

    (1)
    بدع ما قبل الإحرام
    1 ـ الإمساك عن السفر في شهر صفر ، وترك ابتداء الأعمال فيه من النكاح والبناء وغيره .
    2 ـ ترك السفر في محاق الشهر ، وإذا كان القمر في العقرب .
    3 ـ ترك تنظيف البيت وكنسه عقب السفر المسافر .

    4 ـ صلاة ركعتين حين الخروج إلى الحج ، يقرأ في الأولى بعد الفاتحة و{ قل يا أيها الكافرون } ، وفي الثانية ( الإخلاص ) فإذا فرغ قال : (( اللهم بك انتشرت ، وإليك توجهت .... )) ويقرأ آية الكرسي ، وسورة الإخلاص ، ةالمعوذتين وغير ذلك مما جاء في بعض الكتب الفقهية .
    5 ـ صلاة أربع ركعات .
    6 ـ قراءة المريد للحج إذا خرج من منزله آخر سورة ( آل عمران ) وآية الكرسي و { أنا أنزلناه } و ( أم الكتاب ) ، بزعم أن فيها قضاء حوائج الدنيا والآخرة .
    7 ـ الجهر بالذكر والتكبير عند تشييع الحجاج وقدومهم .
    8 ـ الأذان عند توديعهم .
    9 ـ المحمل والاحتفال بكسوة الكعبة(3) .
    10 ـ توديع الحجاج من قبل بعض الدول بالموسيقى ! .
    11 ـ السفر وحده أنسا بالله تعالى كما يزعم بعض الصوفية ! .
    12 ـ السفر من غير زاد لتصحيح دعوى التوكل ! .
    13 ـ (( السفر لزيارة قبور الأنبياء والصالحين )) .
    14 ـ (( عقد الرجل على المرأة المتزوجة إذا عزمت على الحج ، وليس معها مَحْرَم ، يعقد عليها ليكون معها كمحرم ))(4) .
    15 ـ مؤاخاة المرأة للرجل الأجنبي ليصير بزعمهما محرماً لها ، ثم تعامله كما تعامل محارمها .
    16 ـ سفر المرأة مع عصبة من النساء الثقات ـ بزعمهن ـ بدون محرم ، ومثله أن يكون مع إحداهن محرم ، فيزعمن أنه محرم عليهن جميعاً ! .
    17 ـ أخذ المكس(5) من الحجاج القاصدين لأداء فريضة الحج .
    18 ـ صلاة المسافر ركعتين كلما نزل منزلاً ، وقوله : اللهم أنزلني منزلاً مباركاً وأنت خير المنزلين .
    19 ـ قراءة المسافر في كل منزل ينزله سورة الإخلاص ، إحدى عشرة مرة وآية الكرسي مرة ، وآية { وما قدروا الله حق قدره } مرة .
    20 ـ الأكل من فَحا ( يعني البصل ) كل أرض يأتيها المسافر .
    21 ـ (( قصد بقعة يرجو الخير بقصدها ، ولم تستحب الشريعة ذلك ، مثل المواضع التي يقال : إن فيها أثر النبي صلى الله عليه وسلم ، كما يقال في صخرة بيت المقدس ، ومسجد القدم قبليّ دمشق ، وكذلك مشاهد الأنبياء والصالحين ))(6) .
    22 ـ (( شهر السلاح عند قدوم تبوك )) .



    (2)

    بدع الإحرام والتلبية وغيرها


    23 ـ اتخاذ نعل خاصة بشروط معينة معروفة في بعض الكتب .
    24 ـ الإحرام قبل الميقات .
    25 ـ (( الاضطباع عند الإحرام )) .
    26 ـ التلفظ بالنية .
    27 ـ (( الحج صامتاً لا يتكلم )) .
    28 ـ (( التلبية جماعة في صوت واحد )) .
    29 ـ (( التكبير والتهليل بدل التلبية )) .
    30 ـ القول بعد التلبية : (( اللهم إني أريد الحج فيسره لي وأعني على أداء فرضه وتقبله مني ، اللهم إني نويت أذاء فريضتك في الحج ، فاجعلني من الذين استجابوا لك ..... )) .
    31 ـ (( قصد المساجد التي بمكة ، وما حولها ، غير المسجد الحرام ، كالمسجد الذي تحت الصفا ، وما في سفح أبي قبيس ، ومسجد المولد ، ونحو ذلك من المساجد التي بنيت على آثار النبي صلى الله عليه وسلم )) .
    32 ـ (( قصد الجبال والبقاع التي حول مكة ، مثل جبل حراء ، والجبل الذي عند منى ، الذي يقال : إنه كان فيه الفداء ، ونحو ذلك )) .
    33 ـ قصد الصلاة في مسجد عائشة بـ ( التنعيم ) .
    34 ـ (( التصلب أمام البيت ))(7) .



    تابعونا
    المراجع والتوضيحات

    ========
    1) رده الله وسائر بلاد المسلمين إليهم ، وألهمهم العمل بأحكام دينهم .
    2) وهو مخرج في (( سلسلة الأحاديث الصحيحة )) ( 1620 ) .
    3) وقد قضي على هذه البدعة والحمد لله منذ سنين ، ولكن لا يزال في مكانها البدعة التي بعدها ، وفي الباجوري على ابن القاسم ( 1 / 41 ) :
    (( ويحرم التفرج على المحمل المعروف ، وكسوة مقام إبراهيم ونحوه )) .
    4) وهذا و الذي بعده من أخبث البدع لما فيه من الاحتيال على الشرع والتعرض للوقوع في الفحشاء كما لا يخفى .
    5) أي ضريبة الجمارك .
    6) وقد صح عن عمر رضي الله عنه أنه رأى الناس في حجته يبتدرون إلى مكان ، فقال : ما هذا ؟ فقيل : مسجد صلى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : هكذا هلك أصحاب الكتاب ، اتخذوا آثار أنبيائهم بيعاً ، من عرضت له منكم فيها الصلاة فليصل ، وإلا فلا يصل .
    7) وهو فيما يبدو مسح الوجه والصدر باليدين على الوجه التصليب .

    يا الله
    علّمني خبيئة الصَّدر حتّى أستقيم بِكَ لك، أستغفر الله مِن كُلِّ مَيلٍ لا يَليق، ومِن كُلّ مسارٍ لا يُوافق رضاك، يا رب ثبِّتني اليومَ وغدًا، إنَّ الخُطى دونَك مائلة

    تعليق


    • #3
      رد: سلسلة أعمال مبتدعة في الحج

      بدع الطواف


      35 ـ (( الغسل للطواف )) .
      36 ـ لبس الطائف الجورب أو نحوه لئلا يطأ على ذرق الحمام ، وتغطية يديه لئلا يمس امرأة .
      37 ـ صلاة المحرم إذا دخل المسجد الحرام تحية المسجد(8) .
      38 ـ (( قوله : نويت بطوافي هذا الأسبوع كذا كذا )) .
      39 ـ (( رفع اليدين عند استلام الحجر كما يرفع للصلاة )) .
      40 ـ (( التصويت بتقبيل الحجر الأسود )) .
      41 ـ المزاحمة على تقبيله ، ومسابقة الإمام بالتسليم في الصلاة لتقبيله .
      42 ـ (( تشمير نحو ذيله عند استلام الحجر أو الركن اليماني )) .
      43 ـ (( قولهم عند استلام الحجر : اللهم إيماناً بك ، وتصديقاً بكتابك )) .
      44 ـ القول عند استلام الحجر : اللهم إني أعوذ بك من الكبر والفاقة ، مراتب الخزي في الدنيا والآخرة .
      45 ـ (( وضع اليمنى على اليسرى حال الطواف )) .
      46 ـ القول قبالة باب الكعبة : اللهم إن البيت بيتك ، والحرم حرمك ، والأمن أمنك ، وهذا مقام العائد بك من النار ، مشيراً إلى مقام إبراهيم عليه السلام .
      47 ـ الدعاء عند الركن العراقي : اللهم إني أعوذ بك من الشك والشرك ، والشقاق والنفاق ، وسوء الأخلاق ، وسوء المنقلب في المال والأهل والولد .
      48 ـ الدعاء تحت الميزاب : اللهم أظلني في ظلك يوم لا ظل إلا ظلك ... إلخ .
      49 ـ الدعاء في الرَّمَل : اللهم اجعله حجاً مبروراً ، وذنباً مغفوراً ، وسعياً مشكوراً ، وتجارة لن تبور ، يا عزيز يا غفور .
      50 ـ وفي الأشواط الأربعة الباقية : رب اغفر وارحم ، وتجاوز عما تعلم ، إنك أنت الأعز الأكرم .
      51 ـ تقبيل الركن اليماني .
      52 ـ (( تقبيل الركنين الشاميين والمقام واستلامهما )) .
      53 ـ (( التمسح بحيطان الكعبة والمقام )) .
      54 ـ التبرك بـ (( العروة الوثقى : وهو موضع عال من جدار البيت المقابل لباب البيت ، تزعم العامة أن من ناله بيده ، فقد استمسك بالعروة الوثقى )) .
      55 ـ (( مسمار في وسط البيت ، سموه سرَة الدنيا ، يكشف أحدهم عن سرته ويتبطح بها على ذلك الموضع ، حتى يكون واضعاً سرته على سرة الدنيا )) .
      56 ـ قصد الطواف تحت المطر ، بزعم أن من فعل ذلك غفر له ما سلف من ذنبه .
      57 ـ التبرك بالمطر النازل من ميزاب الرحمة من الكعبة .
      58 ـ (( ترك الطواف بالثوب القذر )) .
      59 ـ إفراغ الحاج سؤره من ماء زمزم في البئر وقوله : اللهم إني أسألك رزقاً واسعاً ، وعلماً نافعاً ، وشفاء من كل داء ..
      60 ـ اغتسال البعض من زمزم .
      61 ـ (( اهتمامهم بزمزمة لحاهم ، وزمزمة ما معهم من النقود والثياب لتحل بها البركة )) .
      62 ـ ما ذكر في بعض كتب أنه يتنفس في شرب ماء زمزم مرات ، ويرفع بصره في كل مرة وينظر إلى البيت !


      بدع السعي بين الصفا والمروة
      63 ـ الوضوء لأجل المشي بين الصفا والمروة بزعم أن من فعل ذلك كتب له بكل قدم سبعون ألف درجة !
      64 ـ (( الصعود على الصفا حتى يلصق بالجدار )) .
      65 ـ الدعاء في هبوطه من الصفا : اللهم استعملني بسنة نبيك ، وتوفني على ملته ، وأعذني من مضلات الفتن ، برحمتك يا أرحم الراحمين .
      66 ـ القول في السعي : رب اغفر وارحم ، وتجاوز عما تعلم ، إنك أنت الأغر الأكرم ، اللهم اجعله حجاً مبروراً ، أو عمرة مبرورة ، وذنباً مغفوراً ، الله أكبر ثلاثاً ... إلخ9 .
      67 ـ السعي أربعة عشرة شوطاً بحيث يختم على الصفا .
      68 ـ (( تكرار السعي في الحج أوالعمرة )) .
      69 ـ (( صلاة ركعتين بعد الفراغ من السعي )) .
      70 ـ استمرارهم في السعي بين الصفا والمروة ، وقد أقيمت الصلاة حتى تفوتهم صلاة الجماعة .
      71 ـ التزام دعاء معين إذا أتى مِنى كالذي في (( الإحياء )) ، (( اللهم هذه منِى فامنن علي بما مننت به على أوليائك وأهل طاعتك )) . وإذا خرج منها : (( اللهم اجعلها خير غدوة غدوتها قط . )) إلخ ...



      المصادر والتوضيحات


      8) و إنما تحيته الطواف ، ثم الصلاة خلف المقام كما تقدم عنه صلى الله عليه وسلم من فعله . وانظر (( القواعد النورانية )) لابن تيمية ( 101 ) .
      9) نعم قد صح منه موقوفاً على ابن مسعود وابن عمر : رب اغفر وارحم وأنت الأعز الأكرم كما تقدم
      يا الله
      علّمني خبيئة الصَّدر حتّى أستقيم بِكَ لك، أستغفر الله مِن كُلِّ مَيلٍ لا يَليق، ومِن كُلّ مسارٍ لا يُوافق رضاك، يا رب ثبِّتني اليومَ وغدًا، إنَّ الخُطى دونَك مائلة

      تعليق


      • #4
        شرح فقه الحج



        المقدمه
        قال الله تعالى (وَأَتِمُّواْ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلّهِ)



        بإذن الله سيتم شرح فقه الحج


        فهرس الدوره


        مكة تاريخًا وواقعًا

        مَعَالِمُه الظاهرة التي تميِّز عبادة الحج.
        المــواقيــت

        الإحرام

        التعديل الأخير تم بواسطة كريمه بركات; الساعة 27-09-2015, 09:48 PM.
        يا الله
        علّمني خبيئة الصَّدر حتّى أستقيم بِكَ لك، أستغفر الله مِن كُلِّ مَيلٍ لا يَليق، ومِن كُلّ مسارٍ لا يُوافق رضاك، يا رب ثبِّتني اليومَ وغدًا، إنَّ الخُطى دونَك مائلة

        تعليق


        • #5
          رد: سلسلة (فقه الحج) خذوا عني مناسككم

          مكة تاريخًا وواقعًا


          مكة: اسم مشتق من كلمة (بك) السامية التي تعني الوادي.
          وَرَد اسم مكة بلفظ بَكَّة في قوله تعالى: ( إِنَّ أَوَّلَ بَيتٖ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاوَهُدى لِّلعَٰلَمِينَ ٩٦) [آل عمران: 96].

          ويرجع تاريخ مكة إلى القرن التاسع عشر قبل الميلاد في عهد سيدنا إبراهيم وإسماعيل - عليهما السلام - حيث كانا أول من سكنها. قال تعالى حكاية عن إبراهيم: (رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُون) [إبراهيم: 37]، وبفَضْل دعاء سيدنا إبراهيم تَفَجَّر ماء زمزم من تحت قَدَمَيْ إسماعيل حين نَفِدَ الماء والطعام من أمه هاجَر، ومنذ ذلك الحين وفدت القبائل إلى مكان الماء، وبدأت الحياة تَدُب فيها.

          وظلت القبائل تتوافد وتتكاثر، وآل الأمر إلى قريش لتحكمها، وظلت قريش متولية أمرها إلى أن ظهر النبي (ص) والذي كان له أكبر الأثر في تغيير الحياة في مكة المكرمة وفي العالم أجمع.
          بعث النبي (ص) في مكة، وصارت الكعبة قبلة المسلمين، وأصبحت مكة مهد الدعوة الإسلامية، لكن أهلها كانوا أشد الناس تنفيرا عنها، وتعذيبا لأهلها، إلى أن اضطر المسلمون للهجرة إلى المدينة المنورة، وتكونت دولة الإسلام هناك، ثم رجع النبي (ص) فاتحا لمكة، فأصبحت منذ ذلك الحين بلدًا إسلاميًّا كبيرًا إلى عصرنا هذا.
          وقد لقيت مكة المكرمة -والحرم المكي خاصة- اهتمامًا بالغًا من الخلفاء والحكام المسلمين، وقاموا بتطويرها وتوسعتها، وجعلها مركزًا يخرج منه نور الإسلام إلى العالم كله.
          فضل مكة

          1- أنها أمن لمن دخلها

          قال تعالى: ( وَمَن دَخَلَهُۥ كَانَ ءَامِناۗ ) [آل عمران: 97]، أي: الحَرَم المَكِّي.

          2- لا يدخلها الدجال ولا الطاعون

          عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضى الله عنه قََالَ: قََالَ النبي (صلى الله عليه وسلم): «الْمَدِينَةُ وَمَكَّةُ مَحْفُوفَتَانِ بِالْمَلَائِكَةِ، عَلَى كُلِّ نَقْبٍ[ نقب: طريق] مِنْهَا مَلَكٌ، لَا يَدْخُلُهَا الدَّجَّالُ وَلَا الطَّاعُونُ». (رواه أحمد).

          3- الصلاة في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة

          عَنْ جابر رضى الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ (صلى الله عليه وسلم) قَالَ: «صَلَاةٌ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَفْضَلُ مِنْ مِائَةِ أَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ». (رواه ابن ماجه).

          4- أنها أحب البِقَاع إلى الله

          قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): «وَاللهِ إِنَّكِ لَخَيْرُ أَرْضِ اللهِ، وَأَحَبُّ أَرْضِ اللهِ إِلَى اللهِ». (رواه الترمذي).




          أحكام خاصة بمكة والحرم


          1- شدة الوعيد لمن هَمَّ بسيئة في الحرم سواء عَمِلَها أو لم يَعْمَلْها

          قال تعالى: (وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُّذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ) [الحج: 25] والإِلْحَاد: هو كل معصية لله.

          وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضى الله عنه أَنّ النَّبِيَّ (صلى الله عليه وسلم) قَالَ: «أَبْغَضُ النَّاسِ إِلَى اللهِ ثَلَاثَةٌ» وذكر منهم «مُلْحِدٌ فِي الْحَرَمِ». (رواه البخاري).

          2- تحريم القتال وسَفْك الدماء فيها

          قال تعالى: (وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْنًا) [البقرة: 125]، فمن دخل مكة أُمن فيها؛ ولذلك قال النبي (ص): «لَا يَحِلُّ لِأَحَدِكُمْ أَنْ يَحْمِلَ بِمَكَّةَ السِّلَاحَ». (رواه مسلم).

          وقال النبي (صلى الله عليه وسلم): «إِنَّ الله حَرَّمَ مَكَّةَ وَلَمْ يُحَرِّمْهَا النَّاسُ، فَلا يَحِلُّ لِمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ، أن يَسْفِكُ بِهَا دَمًا، وَلا يَعْضِدَ[ َعْضِد: يقطع] بِهَا شَجَرَةً». (رواه البخاري).

          - تحريم دخول الكفار والمشركين الحرم


          قال تعالى: ( يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِنَّمَا ٱلمُشرِكُونَ نَجَس فَلَا يَقرَبُواْ ٱلمَسجِدَ ٱلحَرَامَ بَعدَ عَامِهِم هَٰذَاۚ ) [التوبة: 28].

          وقد أمر النبي (صلي الله عليه وسلم) وهو بمِنَى أن يُؤَذَّن: «أن لَا يَحُجَّ بَعْدَ الْعَامِ مُشْرِكٌ، وَلَا يَطُوفَ بِالْبَيْتِ عُرْيَانٌ». (رواه البخاري).

          4- تحريم الصيد، وقطع الشجر، وأخذ اللُّقَطَة [ اللقطة: ما وُجِد ولا يُعرف صاحبه] في الحرم إلا لِمُعَرِّفٍ

          عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضى الله عنه عَنِ النبي (صلى الله عليه وسلم) قَالَ: «حَرَّمَ الله مَكَّةَ فَلَمْ تَحِلَّ لِأَحَدٍ قَبْلِي وَلَا لِأَحَدٍ بَعْدِي، أُحِلَّتْ لِي سَاعَة مِنْ نَهَارٍ لَا يُخْتَلَى خَلَاهَا[ يُخْتَلَى خلاها: يُقْطَع نباتها الرطب] وَلَا يُعْضَدُ[ يُعْضَد: يُقْطَع] شَجَرُهَا، وَلَا يُنَفَّرُ[ يُنَفَّر: يُرَوَّع ويُفَزَّع] صَيْدُهَا، وَلَا تُلْتَقَطُ لُقَطَتُهَا إِلَّا لِمُعَرِّفٍ». (رواه البخاري).



          يا الله
          علّمني خبيئة الصَّدر حتّى أستقيم بِكَ لك، أستغفر الله مِن كُلِّ مَيلٍ لا يَليق، ومِن كُلّ مسارٍ لا يُوافق رضاك، يا رب ثبِّتني اليومَ وغدًا، إنَّ الخُطى دونَك مائلة

          تعليق


          • #6
            رد: سلسلة (فقه الحج) خذوا عني مناسككم

            مشاعر الحج



            مَعَالِمُه الظاهرة التي تميِّز عبادة الحج.

            1- عَرَفَـات

            عَرَفَات مفرد عَرَفَة، وسميت عرفات بذلك؛ لتعارف آدم وحَوَّاء فيها، أو لأن الناس يعترفون فيها بذنوبهم.
            وهي مَشْعَر خارج حدود الحرم، وتقع إلى الجنوب الشرقي من المسجد الحرام على بعد 22 كم، وإجمالي مساحتها 10.4 كم مربع، ويجتمع فيها الحجاج في اليوم التاسع من شهر ذي الحجة.



            - مسجد نَمِرَة

            نَمِرَة جبل غرب المسجد، وبه يسمى مسجد نَمِرَة.
            وقد نزل النبي (ص) ببطن وادي عُرَنَة وخطب وصلى، فبُنِيَ المسجد في موضع خطبته وصلاته (ص) ببطن وادي عُرَنَة في أول عهد الخلافة العباسية، وقد تَمَّتْ تَوْسِعَتُه وعمارته في العهد السعودي، حتى أصبحت مساحته أكثر من 110 ألف متر مربع، ويجتمع فيه الحجاج في اليوم التاسع من شهر ذي الحجة.



            - مسجد الصَّخَرات

            وهو بعَرَفَات أسفل جبل الرحمة عـــلى يمين الصاعد إليه، وفــيه صَخَرات كبار وقف عندها رسول الله (ص) عشيَّة عَرَفة، ويجتمع فيه الحجاج في اليوم التاسع من شهر ذي الحجة.



            - جبل الرحمة

            وهو جبل صغير يتكون من حجارة كبيرة، يقع على بعد 20 كيلو مترًا شرقي مكة، وسطحه مستوٍ واسع، ومحيطه 640م، ويجتمع عليه الحجاج في اليوم التاسع من شهر ذي الحجة.



            2- مِنَى

            سميت مِنَى لما يُمْنَى فيها من الدماء.

            وتقع بين مكة ومُزْدَلِفَة على بعد 7 كم شمال شرق المسجد الحرام، يبيت بها الحجاج ليالي 11، 12 من ذي الحجة لمن يتعجل، وليلة 13 لمن يتأخر، وهي مَشْعَر داخل حدود الحرم، وبها مسجد الخيف والجمرات الثلاث.
            مِنَى

            - الجمرات

            الجمرات جمع جَمْرة، وهي الحصاة الصغيرة.
            وجمــرات المناسك الثلاث بمِنَى هي: الجَمْرة الصُّغْرَى، والوُسْطَى، والعقبة، وهــي عبــارة عن أعمدة حجرية وسط أحواض ثلاثة، علامة للمكان الذي ظهر به الشيطان ورماه سيدنا إبراهيم عليه السلام. والمسافة بين جَمْرة العقبة والوُسْطَى نحو 247 مترًا، وبين الوُسْطَى والصُّغْرَى نحو 200 متر.


            - مسجد الخَيْف

            ويقع في سفح جبل مِنَى الجنوبي قريبا من الجَمْرة الصُّغْرَى.



            3- مُزْدَلِفَة

            مُزْدَلِفَة موضع بين مِنَى وعَرَفة، يبيت فيه الحجاج بعد وقوفهم بعَرَفة.
            ويقع في وسط مُزْدَلِفَة المَشْعَر الحرام، وهو الموضع الذي يُسْتَحب للحجاج أن يقفوا عنده يدعون الله تعالى ويذكرونه ويشكرونه، وهي مبيت الحجاج حين يهبطون من عَرَفة بعد غروب شمس التاسع من ذي الحجة.



            4- المسجد الحرام

            وهو بيت الله الحرام، وبه عدة معالم ظاهرة أهمها:
            - الكعبة المشرفة

            تأخذ الكعبة المشرفة شكلًا مُكَعَّبًا.
            -الحِجْر


            وهو الجزء الشمالي من البيت، والذي قصرت النفقة بقريش عن شمول البناء له لما أرادوا بناء البيت، فجعلوا عليه جدارًا مقوسًا للتنبيه على أن هذا الجزء من البيت، وهذه التسمية تسمية عامية وليست شرعية.
            - الحَجَر الأسود



            وهو موجود في الركن الجنوبي للكعبة يَسَار باب الكعبة المُشَرَّف، وهو من الجنة، والحَجر الأَسْوَد قد تكسر فلم يتبق منه سوى ثمانِ حصوات صغيرة جدًّا في حجم التمرات.
            - الركن اليَمَانِي


            وهو ركن الكعبة الجنوبي الغربي، ويسمى بالركن اليَمَانِي؛ لأنه باتجاه اليَمَن، ومن مميزات الركن اليَمَانِي أنه على القواعد الأولى للبيت التي رفعها إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام.

            - المُلْتَزَم

            وهو ما بين الحَجَر الأسود وباب الكعبة، ومقداره نحو مترين. وهو موضع إجابة الدعاء ويُسَنُّ به الدعاء مع إِلْصَاق الخدين والصدر والذراعين والكفين.

            يا الله
            علّمني خبيئة الصَّدر حتّى أستقيم بِكَ لك، أستغفر الله مِن كُلِّ مَيلٍ لا يَليق، ومِن كُلّ مسارٍ لا يُوافق رضاك، يا رب ثبِّتني اليومَ وغدًا، إنَّ الخُطى دونَك مائلة

            تعليق


            • #7
              رد: شرح فقه الحج

              المــواقيــت

              ما هى ؟؟ وما هى أنواعها ؟؟
              تعريف الميقات

              الميقات لغةً: الحدّ بين الشيئين.


              الميقات اصطلاحًا:ما حدده ووقَّته الشارع للعبادة من زمان ومكان.
              أنواع المواقيت

              أولاً: المواقيت المكانية

              المواقيت المكانية: الأماكن التي حددها الشارع للإحرام منها.
              فلا يجوز لمن يريد الحج أو العُمْرَة أن يتجاوزها إِلا بإِحرام، وهي خمسة مواقيت[ المواقيت وأبعادها، للشيخ عبد الله البسام، مجلة مجمع الفقه الإِسلامي، العدد 3، الجزء 3، ص 1553.].
              1- ذو الحُلَيْفَة

              وهو الآن في الجهة الجنوبية من المدينة النبوية، ويسمى (أبيار علي)، تبعد عن مكة (420 كم تقريبًا).
              وهو ميقات أهل المدينة.




              . الجُحْفة

              وهي قريبة من مدينة رابغ، تبعد عن مكة (186 كم تقريبًا).
              وهي ميقات أهل الشام ومصر والمغرب.


              - يَلَمْلَم:

              وهو وادٍ كبير في طريق أهل اليَمَن إلى مكة، ويسمى اليوم: السعدية، ويبعد عن مكة(120 كم تقريبًا).
              وهو ميقات أهل اليَمَن.



              4- قَرْنُ المنازل:

              ويسمى الآن بالسيل الكبير، يبعد عن مكة (75 كم تقريبًا).
              وهو ميقات أهل نجد والطائف، وأعلاه على طريق الطائف من جهة الهَدَى مكان يسمى: وادي محرم، وكلاهما ميقات لأهل نجد، ولمن يأتي عن طريق الطائف




              5- ذاتُ عِرْق:




              وتسمى الآن (الضريبة أو الخريبات)، وهي مكان شرق مكة تبعد عنها (100 كم تقريبًا)، وهي الآن مهجورة.


              وهي ميقات أهل المشرق (العراق وإيران وما وراءهما).
              ودليل ما سبق ما روي عَنِ ابْن عَبَّاسٍ رضى الله عنه قَالَ: «وَقَّتَ رَسُولُ اللهِ (صلى الله عليه وسلم ) لأَهْلِ الْمَدِينَةِ ذَا الْحُلَيْفَةِ، وَلأَهْلِ الشَّامِ الْجُحْفَةَ، وَلأَهْلِ نَجْدٍ قَرْنَ الْمَنَازِلِ، وَلأَهْلِ الْيَمَنِ يَلَمْلَمَ. قَالَ: «فَهُنَّ لَهُنَّ وَلِمَنْ أَتَى عَلَيْهِنَّ مِنْ غَيْرِ أَهْلِهِنَّ مِمَّنْ أَرَادَ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ، وَمَن كان دُونَ ذَلِكَ فَمِنْ حيثُ أنْشَأ، حتَّى أهْلُ مَكَّةَ مِنْ مَكَّة». (متفق عليه).

              أما ذات عرق فلم يذكر في الحديث السابق، وإنما حدده عمر بن الخطاب رضى الله عنه (رواه البخاري).



              مسائل


              - من تعدى هذه المواقيت بدون إحرام وجب عليه الرجوع إليها إن أمكن، وإن لم يتمكن من الرجوع فعليه فدية، وهي شاة يذبحها في مكة، ويوزِّعها على مساكين الحرم.
              - من مرّ على هذه المواقيت من غير أهلها فإِنه يحرم منها، فلو أن أحدًا من أهل نجد جاء من طريق المدينة، فإِنه يحرم من أبيار علي.
              - من كان منزله دون الميقات من جهة مكة: فإِنه يحرم بالحج والعمرة من مكانه، مثل أهل جدة وبحرة والشرائع.
              - من جاء من طريق لا يمر على المواقيت برًّا، أو بحرًا، أو جوًّا؛ فإِنه يُحْرِم إِذا حاذى أقرب المواقيت إِليه؛ لقول عمر: «فَانْظُرُوا حَذْوَهَا مِنْ طَرِيقِكُمْ». (رواه البخاري).

              - من نوى الحج في مكة من أهلها أو من غيرهم، فإِنه يحرم به منها، وأما العمرة فيحرم بها من أدنى الحل كالتنعيم والجِعْرانة، وهي أماكن خارج حدود الحرم.

              ثانيًا: المواقيت الزمنية

              المواقيت الزمنية: زمان الحج والعُمْرَة.

              أ. ميقات الحج الزمني:

              أشهر الحج، وهي: شوال، وذو القَعدة، وعشر من ذي الحجة.
              ب. ميقات العُمْرَة الزمني:

              جميع السنة.




              يا الله
              علّمني خبيئة الصَّدر حتّى أستقيم بِكَ لك، أستغفر الله مِن كُلِّ مَيلٍ لا يَليق، ومِن كُلّ مسارٍ لا يُوافق رضاك، يا رب ثبِّتني اليومَ وغدًا، إنَّ الخُطى دونَك مائلة

              تعليق


              • #8
                رد: سلسلة (فقه الحج) خذوا عني مناسككم

                الإحرام



                تعريف الإحرام

                الإحرام لغةً:المنع.
                الإحرام شرعًا:نية الدخول في النسك مقرونًا بعمل من أعمال الحج.
                ولا ينعقد الإِحرام إلا بالنية، فلا يصير محرمًا بمجرد العزم على الحج أو العمرة؛ لأنه من حين سفره من بلده وهو عازم على الحج أو العمرة، ولا يصير محرمًا بالتجرد من المخيط أو التلبية من غير نية الدخول في النسك؛ لقول النبي (صلى الله عليه وسلم): «إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى». (متفق عليه).

                مستحبات الإحرام

                1- الاغتسال

                فعَنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ «رَأَى النَّبِيَّ (ص) تَجَرَّدَ لِإِهْلَالِهِ وَاغْتَسَلَ». (رواه الترمذي).




                2- التنظف

                وذلك بأخذ شعر إبطيه وعانته، وقص شاربه وأظفاره
                3- الطيب

                لحديث عائشة رضى الله عنها قَالَتْ: «كُنْتُ أُطَيِّبُ رَسُولَ الله ِ(صلى الله عليه وسلم) لإِحْرَامِهِ حِينَ يُحْرِمُ».
                (متفق عليه)،ولا يُطَيِّب ثيابه؛ لقول الرسول : «وَلَا تَلْبَسُوا مِنَ الثِّيَابِ شَيْئًا مَسَّهُ الزَّعْفَرَانُ وَلَا الْوَرْسُ [ الورس: هو نبات أصفر طيب الريح يُصْبَغ به]». (متفق عليه).

                4-تجرد الرجل من المخيط[ المخيط: هو كل ما خيط على قياس عضو، أو على البدن كله، مثل: القميص، والسراويل] قبل الإِحرام[ أما بعد الإِحرام فيجب عليه التجرد من المخيط لأنه من محظورات الإِحرام] ولبسه إِزارًا ورداء أبيضين ونعلين

                لقول النبي (صلى الله عليه وسلم): «وَلْيُحْرِم أَحَدُكُمْ فِي إِزَارٍ وَرِدَاءٍ وَنَعْلَيْنِ، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ نَعْلَيْنِ فَلْيَلْبَسْ خُفَّيْنِ، وَلْيَقْطَعْهُمَا حَتَّى يَكُونَا إِلى الْكعْبَيْنِ». (رواه أحمد)،
                وأما المرأة فتُحْرِم بما شاءت من الثياب، وليس لها لون معين، لكن تجتنب التشبه بالرجال ولباس الزينة، ولا تلبس النِّقاَبَ في الإِحرام ولا القُفّازين [ القفاز: ما تلبسه المرأة لتغطي يدها]، إلا إذا كانت بحضرة رجال أجانب، فتغطي وجهها حينئذ بأن تسدل الثوب من رأسها؛ لما ثبت عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: «كَانَ الرُّكْبَانُ يَمُرُّونَ بِنَا وَنَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُحْرِمَاتٌ، فَإِذَا حَاذَوْا بِنَا سَدَلَتْ إِحْدَانَا جِلْبَابَهَا مِنْ رَأْسِهَا عَلَى وَجْهِهَا فَإِذَا جَاوَزُونَا كَشَفْنَاهُ». (رواه أبو داود).


                5/ الصلاة في وادي العقيق لمن مر به
                لحديث عمر قال :سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم بوادي العقيق يقول (أتاني الليلة آت من ربي فقال .صلِّ في هذا الوادي المبارك وَقُلْعمرةٌ في حجةٍ) رواه ابن ماجه






                يا الله
                علّمني خبيئة الصَّدر حتّى أستقيم بِكَ لك، أستغفر الله مِن كُلِّ مَيلٍ لا يَليق، ومِن كُلّ مسارٍ لا يُوافق رضاك، يا رب ثبِّتني اليومَ وغدًا، إنَّ الخُطى دونَك مائلة

                تعليق


                • #9
                  رد: سلسلة أعمال مبتدعة في الحج



                  ::: فتاوى الحج :::

                  فيما يلي بإذن الله مجموعة من الفتاوى المتعلقة بالحج

                  نفعنا الله وإياكم بهم، ورزقنا الله وإياكم الحج والعمرة والمتابعة بينهما



                  >>
                  الفهرس <<

                  المشاركة الأولى:
                  وفيها

                  ما هو الحجّ - الاستطاعة في الحج - متى فُرض الحج - شروط وجوب الحج - وجوب الحج على الفور - حج الصغير - تكرار الحج - من فوائد الحج


                  التعديل الأخير تم بواسطة *أمة الرحيم*; الساعة 14-09-2015, 05:21 PM.

                  تعليق


                  • #10
                    رد: سلسلة أعمال مبتدعة في الحج

                    -1-

                    ما هو الحجّ


                    السؤال : ما الحج ؟

                    الجواب:
                    الحمد لله
                    الحج هو قصد الكعبة بيت الله الحرام لأداء المناسك وهي أفعال وأقوال جاءت عن النبي صلى الله عليه وسلم في صفة حجّه كالطواف سبعا بالبيت الحرام والسعي سبعا بين جبلي الصّفا والمروة والوقوف في عرفة ورمي الجمرات بمنى وغير ذلك ، وفيه منافع عظيمة للعباد من إعلان التوحيد لله والمغفرة العظيمة للحجاج والتعارف بين المسلمين وتعلّم أحكام الدّين وغير ذلك . واهتمامك بالسّؤال عن الحجّ أيّها الفتى مع صغر سنّك وبُعْد مكانك في كندا هو أمر جيد تُشكر عليه ، ونسأل الله لك التمكين من حجّ بيته وقضاء فرضه ، وصلى الله على نبينا محمد .
                    الإسلام سؤال وجواب




                    -2-
                    الاستطاعة في الحج
                    السؤال: ما هي الاستطاعة في الحج


                    الإجابة:

                    الحمد لله
                    الاستطاعة بالنسبة للحج أن يكون صحيح البدن، وأن يملك من المواصلات ما يصل به إلى بيت الله الحرام من طائرة أو سيارة أو دابة أو أجرة ذلك بحسب حاله، وأن يملك زاداً يكفيه ذهاباً وإياباً، على أن يكون ذلك زائداً عن نفقات من تلزمه نفقته حتى يرجع من حجه وأن يكون مع المرأة زوج أو محرم لها في سفرها للحج أو العمرة.

                    من فتاوى اللجنة الدائمة/كتاب الحج والعمرة والزيارة ص17.






                    -3-
                    متى فُرض الحج
                    السؤال: في أي سنة من الهجرة فُرض الحج ؟.

                    الجواب:
                    الحمد لله
                    اختلف العلماء في السنة التي فرض فيها الحج ، فقيل في سنة خمس ، وقيل في سنة ست ، وقيل في سنة تسع ، وقيل في سنة عشر ، وأقربها إلى الصواب القولان الأخيران ، وهو أنه فرض في سنة تسع أو سنة عشر .
                    ( والدليل قوله تعالى : ( ولله على الناس حجُّ البيت من استطاع إليه سبيلا ) ففي هذه الآية وجوب الحج وقد نزلت عام الوفود أواخر سنة تسع ، فيكون الحج فرض أواخر سنة تسع . انظر زاد المعاد 3/595 )
                    والله أعلم .
                    وبالله التوفيق .
                    أنظر فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء 11/10 .
                    الإسلام سؤال وجواب

                    -4-
                    شروط وجوب الحج
                    السؤال: ما هي شروط وجوب الحج ؟.

                    الجواب:
                    الحمد لله

                    ذكر العلماء رحمهم الله شروط وجوب الحج ، والتي إذا توفرت في شخص وجب عليه الحج ، ولا يجب الحج بدونها ، وهي خمسة : الإسلام ، العقل ، البلوغ ، الحرية ، الاستطاعة .
                    1- الإسلام .
                    وهذا الشأن في جميع العبادات ، وذلك لأن العبادة لا تصح من الكافر ، لقول الله تعالى : ( وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ ) التوبة/54 .
                    وفي حديث معاذ لما بعثه النبي صلى الله عليم وسلم إلى اليمن : ( إِنَّكَ تَأْتِي قَوْمًا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ فَادْعُهُمْ إِلَى شَهَادَةِ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ ، فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لِذَلِكَ فَأَعْلِمْهُمْ أَنَّ اللَّهَ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ ، فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لِذَلِكَ فَأَعْلِمْهُمْ أَنَّ اللَّهَ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ صَدَقَةً تُؤْخَذُ مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ فَتُرَدُّ فِي فُقَرَائِهِمْ ) متفق عليه .
                    فالكافر يؤمر أولاً بالدخول في الإسلام ، فإذا أسلم أمرناه بالصلاة والزكاة والصيام والحج وسائر شرائع الإسلام .
                    2، 3 - العقل والبلوغ
                    لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلاثَةٍ : عَنْ النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ ، وَعَنْ الصَّبِيِّ حَتَّى يَحْتَلِمَ ، وَعَنْ الْمَجْنُونِ حَتَّى يَعْقِلَ ) . رواه أبو داود (4403) وصححه الألباني في صحيح أبي داود .
                    فالصبي لا يجب عليه الحج ، لكن لو حج به وليه صح حجه وللصبي أجر الحج ، ولوليه أجر أيضاً ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم لما رفعت إليه امرأة صبيا وقالت : ألهذا حج ؟ قال : نعم ، ولك أجر . رواه مسلم .
                    4- الحرية . فلا يجب الحج على العبد لأنه مشغول بحق سيده .
                    5- الاستطاعة (القدرة)
                    قال الله تعالى : ( وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنْ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلا ) آل عمران/97 .
                    وهذا يشمل الاستطاعة البدنية والاستطاعة المالية .
                    أما الاستطاعة البدنية فمعناها أن يكون صحيح البدن ويتحمل مشقة السفر إلى بيت الله الحرام .
                    وأما الاستطاعة المالية فمعناها أن يملك النفقة التي توصله إلى بيت الله الحرام ذهاباً , وإياباً .
                    قالت اللجنة الدائمة (11/30) :
                    الاستطاعة بالنسبة للحج أن يكون صحيح البدن وأن يملك من المواصلات ما يصل به إلى بيت الله الحرام من طائرة أو سيارة أو دابة أو أجرة ذلك بحسب حاله ، وأن يملك زاداً يكفيه ذهاباً وإياباً على أن يكون ذلك زائداً عن نفقات من تلزمه نفقته حتى يرجع من حجه ، وأن يكون مع المرأة زوج أو محرم لها حتى في سفرها للحج أو العمرة اهـ .
                    ويشترط أن تكون النفقة التي توصله إلى البيت الحرام فاضلةً عن حاجاته الأصلية ، ونفقاته الشرعية ، وقضاء ديونه .
                    والمراد بالديون حقوق الله كالكفارات وحقوق الآدميين .
                    فمن كان عليه دين ، وماله لا يتسع للحج وقضاء الدين فإنه يبدأ بقضاء الدين ولا يجب عليه الحج .
                    ويظن بعض الناس أن العلة هي عدم إذن الدائن ، فإذا استأذنه وأذن له فلا بأس .
                    وهذا الظن لا أصل له ، بل العلة هي انشغال الذمة ، ومعلوم أن الدائن لو أذن للمدين بالحج فإن ذمة المدين تبقى مشغولة بالدين ، ولا تبرأ ذمته بهذا الإذن ، ولذلك يقال المدين : اقض الدين أولاً ثم إن بقي معك ما تحج به وإلا فالحج غير واجب عليك .
                    وإذا مات المدين الذي منعه سداد الدين عن الحج فإنه يلقى الله كامل الإسلام غير مضيع ولا مفرط ، لأن الحج لم يجب عليه ، فكما أن الزكاة لا تجب على الفقير فكذلك الحج .
                    أما لو قَدَّم الحج على قضاء الدين ومات قبل قضائه فإنه يكون على خطر ، إذ إن الشهيد يغفر له كل شيء إلا الدين ، فكيف بغيره ؟!
                    والمراد بالنفقات الشرعية : النفقات التي يقرها الشرع كالنفقة على نفسه وأهله ، من غير إسراف ولا تبذير ، فإن كان متوسط الحال وأراد أن يظهر بمظهر الغني فاشترى سيارة ثمينة ليجاري بها الأغنياء ، وليس عنده مال يحج به ، وجب عليه أن يبيع السيارة ويحج من ثمنها ، ويشتري سيارة تناسب حاله .
                    لأن نفقته في ثمن هذه السيارة الثمينة ليست نفقة شرعية ، بل هو إسراف ينهى الشرع عنه .
                    والمعتبر في النفقة أن يكون عنده ما يكفيه وأهله إلى أن يعود .
                    ويكون له بعد عودته ما يقوم بكفايته وكفاية من ينفق عليهم كأجرة عقار أو راتب أو تجارة ونحو ذلك .
                    ولذلك لا يلزمه أن يحج برأس مال تجارته الذي ينفق على نفسه وأهله من ربحها ، إذا كان سيترتب على نقص رأس المال نقصُ الأرباح بحيث لا تكفيه وأهله .
                    سئلت اللجنة الدائمة (11/36) عن رجل له مبلغ من المال في بنك إسلامي وراتبه مع أرباح المال تكفيه بصورة معتدلة ، فهل يجب عليه الحج من رأس المال مع العلم أن ذلك سيؤثر على دخله الشهري ويرهقه مادياً ؟ فأجابت :
                    " إذا كانت حالتك كما ذكرت فلست مكلفاً بالحج لعدم الاستطاعة الشرعية ، قال الله تعالى : ( وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنْ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلا ) . وقال : ( وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ) " انتهى .
                    والمراد بالحاجات الأصلية : ما يحتاج إليه الإنسان في حياته كثيراً ، ويشق عليه الاستغناء عنه .
                    مثل : كتب العلم لطالب العلم ، فلا نقول له : بع كتبك وحج بثمنها ، لأنها من الحوائج الأصلية .
                    وكذلك السيارة التي يحتاج إليها ، لا نقول له بعها وحج بثمنها ، لكن لو كان عنده سيارتان وهو لا يحتاج إلا إلى واحدة فيجب عليه أن يبيع إحداهما ليحج بثمنها .
                    وكذلك الصانع لا يلزمه أن يبيع آلات الصنعة لأنه يحتاج إليها .
                    وكذلك السيارة التي يعمل عليها وينفق على نفسه وأهله من أجرتها ، لا يجب عليه بيعها ليحج .
                    ومن الحوائج الأصلية : الحاجة إلى النكاح .
                    فإذا احتاج إلى النكاح قدم النكاح على الحج وإلا قدم الحج .
                    انظر جواب السؤال (27120) .
                    إذاً فالمراد من الاستطاعة المالية أن يفضل عنده ما يكفيه للحج بعد قضاء الديون ، والنفقات الشرعية ، والحوائج الأصلية .
                    فمن كان مستطيعاً ببدنه وماله وجب عليه المبادرة بالحج .
                    ومن كان غير مستطيع ببدنه وماله ، أو كان مستطيعاً ببدنه ولكنه فقير لا مال له ، فلا يجب عليه الحج.
                    ومن كان مستطيعاً بماله ، غير أنه لا يستطيع ببدنه نظرنا :
                    فإن كان عجزه يرجى زواله كمريض يرجى شفاء مرضه فإنه ينتظر حتى يشفيه الله ثم يحج .
                    وإن كان عجزه لا يرجى زواله كمريض السرطان أو كبير السن الذي لا يستطيع الحج فهذا يجب عليه أن يقيم من يحج عنه ، ولا يسقط عنه الحج لعدم استطاعته ببدنه إذا كان مستطيعاً بماله .
                    والدليل على ذلك :
                    ما رواه البخاري (1513) أن امرأة قَالَتْ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ فَرِيضَةَ اللَّهِ عَلَى عِبَادِهِ فِي الْحَجِّ أَدْرَكَتْ أَبِي شَيْخًا كَبِيرًا لا يَثْبُتُ عَلَى الرَّاحِلَةِ أَفَأَحُجُّ عَنْهُ ؟ قَالَ : نَعَمْ .
                    فأقرها النبي صلى الله عليه وسلم على قولها إن الحج فرض على أبيها مع أنه لا يستطيع الحج ببدنه . ويشترط لوجوب الحج على المرأة أن يكون لها محرم ولا يحل لها أن تسافر للحج فرضاً كان أو نفلاً إلا مع ذي محرم ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا تُسَافِرْ الْمَرْأَةُ إِلا مَعَ ذِي مَحْرَمٍ ) رواه البخاري (1862) ومسلم (1341) .
                    والمحرم هو زوجها ومن تحرم عليه على التأبيد بنسب أو رضاع أو مصاهرة .
                    وزوج الأخت أو زوج الخالة أو العمة ليس من المحارم ، وبعض النساء تتساهل فتسافر مع أختها وزوج أختها ، أو مع خالتها وزوج خالتها ، وهذا حرام .
                    لأن زوج أختها ، أو زوج خالتها ليس من محارمها .
                    فلا يحل لها أن تسافر معه .
                    ويُخشى أن يكون حجها غير مبرور ، فإن الحج المبرور هو الذي لا يخالطه إثم ، وهذه آثمة في سفرها كله إلى أن تعود .
                    ويشترط في المحرم أن يكون عاقلاً بالغاً .
                    لأن المقصود من المحرم حفظ المرأة وصيانتها والصبي والمجنون لا يحصل منهما ذلك .
                    فإذا لم يوجد للمرأة محرم ، أو وجد ولكن امتنع من السفر معها ، فلا يجب عليها الحج .
                    وليس من شروط الوجوب على المرأة إذن زوجها ، بل يجب عليها الحج إذا توفرت شروط الوجوب ولو لم يأذن الزوج .
                    قالت اللجنة الدائمة (11/20) :
                    حج الفريضة واجب إذا توفرت شروط الاستطاعة ، وليس منها إذن الزوج ، ولا يجوز له أن يمنعها ، بل يشرع له أن يتعاون معها في أداء هذا الواجب اهـ .
                    وهذا في حج الفريضة أما النافلة فنقل ابن المنذر الإجماع على أن الزوج له منع زوجته من حج النافلة ، لأن حق الزوج واجب عليها فلا تفوته بما لا يجب عليها . المغني (5/35) .
                    انظر الشرح الممتع (7/5-28) .


                    الإسلام سؤال وجواب

                    -5-
                    وجوب الحج على الفور
                    السؤال: هل يجوز للشخص القادر على الحج أن يؤخر الحج عدة سنوات ؟.
                    الجواب:
                    الحمد لله

                    من استطاع الحج وتوفرت فيه شروط وجوبه ، وجب عليه الحج على الفور ، ولا يجوز له تأخيره .
                    قال ابن قدامة رحمه الله في "المغني" :
                    " من وجب عليه الحج , وأمكنه فعله , وجب عليه على الفور , ولم يجز له تأخيره . وبهذا قال أبو حنيفة ومالك ، لقول الله تعالى : ( وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ) آل عمران/97 . والأمر على الفور ، وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( مَنْ أَرَادَ الْحَجَّ فَلْيَتَعَجَّلْ ) . رواه الإمام أحمد وأبو داود وابن ماجه . وفي رواية أحمد وابن ماجه : ( فَإِنَّهُ قَدْ يَمْرَضُ الْمَرِيضُ ، وَتَضِلُّ الضَّالَّةُ ، وَتَعْرِضُ الْحَاجَةُ ) حسنه الألباني في صحيح ابن ماجه " انتهى بتصرف .
                    ومعنى أن الأمر على الفور : أنه يجب على المكلف فعل المأمور به بمجرد التمكن من فعله ، ولا يجوز له تأخيره من غير عذر .
                    وسئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى : هل وجوب الحج على الفور أم علي التراخي ؟
                    فأجاب :
                    " الصحيح أنه واجب على الفور ، وأنه لا يجوز للإنسان الذي استطاع أن يحج بيت الله الحرام أن يؤخره ، وهكذا جميع الواجبات الشرعية ، إذا لم تُقيد بزمن أو سبب ، فإنها واجبة على الفور " انتهى .
                    "فتاوى ابن عثيمين" (21/13) .

                    الإسلام سؤال وجواب

                    -6-
                    حج الصغير
                    السؤال: إذا أردت أن يحج معي ابني الذي لم يبلغ الحلم، هل ألبسه ملابس الإحرام وأقوم نيابة عنه بجميع المناسك كأن أطوف عنه..إلخ، أم ألبسه ملابسه العادية ولا أقوم عنه بشيء طالما أنه صغير ولا حج عليه؟

                    الإجابة:

                    الحمد لله
                    الصبي المميز الذي لم يبلغ الحلم إذا أراد وليه أن يحج به فإنه يأمره بأن يلبس ملابس الإحرام، ويفعل (الصبي) بنفسه جميع مناسك الحج ابتداءً من الإحرام من الميقات إلى آخر أعمال الحج، ويرمي عنه (وليه) إن لم يستطع الرمي بنفسه، ويأمره بأن يجتنب المحظورات في الإحرام، وإذا لم يكن مميزاً فإنه (أي وليه) ينوي عنه الإحرام بعمرة أو حج، ويطوف ويسعى به ويُحضره معه في بقية المناسك ويرمي عنه.
                    وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.


                    طريق الإسلام

                    -7-
                    تكرار الحج
                    السؤال: هل يستحسن الحج كل سنة لمن يرغب ذلك ولا يشق عليه ، أو الأفضل كل ثلاث سنوات مرة أو كل سنتين مرة ؟.
                    الجواب:
                    الحمد لله


                    فرض الله الحج على كل مكلف مستطيع مرة في العمر ، وما زاد على ذلك فهو تطوع وقربة يتقرب بها إلى الله ، ولم يثبت في التطوع بالحج تحديد بعدد ، وإنما يرجع تكراره إلى وضع المكلف المالي والصحي وحال من حوله من الأقارب والفقراء ، وإلى اختلاف مصالح الأمة العامة ودعمه لها بنفسه وماله ، وإلى منزلته في الأمة ونفعه لها حضراً أو سفراً في الحج وغيره ، فلينظر كلٌّ إلى ظروفه وما هو أنفع له وللأمة فيقدمه على غيره .

                    وبالله التوفيق .


                    الإسلام سؤال وجواب




                    -8-
                    من فوائد الحج
                    السؤال: ما هي فوائد الحج؟
                    الإجابة:

                    بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين."إن الله تعالى بحكمته نَوَّع العبادات على الخلق ليبلوهم أيهم أحسن عملاً، وأقوم سبلاً، فإن الناس يختلفون في مواردهم ومصادرهم، فمنهم من يتقبل القيام بنوع من العبادات لأنه يلائمه ولا يتقبل النوع الآخر لأنه لا يلائمه، فتجده في النوع الأول منقاداً مسرعاً، وفي الثاني متثاقلاً ممانعاً، والمؤمن حقاً هو الذي ينقاد لما يرضي مولاه لا لما يوافق هواه.
                    ومن تنوع العبادات تنوع أركان الإسلام، فمنها ما هو بدني محض يحتاج إلى عمل وحركة جسم كالصلاة، ومنها ما هو بدني لكنه كف عن المحبوبات التي تميل إليها النفس كالصيام، ومنها ما هو مالي محض كالزكاة، ومنها ما هو بدني مالي كالحج.
                    فالحج جامع للتكليف البدني والمالي، ولما كان يحتاج إلى سفر وتعب أكثر من غيره لم يوجبه الله تعالى في العمر إلا مرة واحدة، ونص على اشتراط الاستطاعة فيه، والاستطاعة شرط للوجوب فيه وفي غيره، لكن الحج أمس بها من غيره، هذا وللحج فوائد عظيمة منها:
                    1- أنه قيام بأحد أركان الإسلام التي لا يتم إلا بها، وهذا يدل على أهميته ومحبة الله تعالى له.
                    2- أنه نوع من الجهاد في سبيل الله تعالى، ولذلك ذكره الله تعالى بعد ذكر آيات الجهاد. وثبت في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها حين سألته هل على النساء جهاد؟ قال: «نعم؛ عليهن جهاد لا قتال فيه، الحج والعمرة».
                    3- الثواب الجزيل والأجر العظيم لمن قام به على الوجه المشروع، فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة» وقال: «من حج فلم يرفث ولم يفسق خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه»، وعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الحجاج والعمار وفد الله، إن دعوه أجابهم، وإن استغفروه غفر لهم» (النسائي وابن ماجة).
                    4- ما يحصل فيه من إقامة ذكر الله تعالى وتعظيمه وإظهار شعائره مثل التلبية، والطواف بالبيت وبالصفا والمروة، والوقوف بعرفة والمبيت بمزدلفة، ورمي الجمار وما يتبع ذلك من الذكر والتكبير والتعظيم وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إنما جعل الطواف بالبيت وبالصفا والمروة ورمي الجمار لإقامة ذكر الله».
                    5- ما يكون فيه من اجتماع المسلمين من جميع الأقطار وتبادل المودة والمحبة والتعارف بينهم، وما يتصل بذلك من المواعظ والتوجيه والإرشاد إلى الخير والحث على ذلك.
                    6- ظهور المسلمين بهذا المظهر الموحد في الزمان والمكان والعمل والهيئة، فكلهم يقفون في المشاعر بزمن واحد، وعملهم واحد، وهيئتهم واحدة، إزار ورداء، وخضوع، وذلك بين يدي الله عزَّ وجلَّ.
                    7- ما يحصل في الحج من مواسم الخير الديني والدنيوي وتبادل المصالح بين المسلمين، ولذلك قال الله تعالى: {لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ} [الحج:28]. وهذا يعم منافع الدين والدنيا.
                    8- ما يحصل من الهدايا الواجبة والمستحبة من تعظيم حرمات الله تعالى، والتنعم بها أكلاً وإهداء وصدقة للفقراء، فمصالح الحج وحكمه وأسراره كثيرة" انتهى.
                    (مجموع فتاوى ابن عثيمين:24/239).
                    والله تعالى أعلى وأعلم.

                    طريق الإسلام

                    التعديل الأخير تم بواسطة *أمة الرحيم*; الساعة 14-09-2015, 05:23 PM.

                    تعليق


                    • #11
                      رد: سلسلة أعمال مبتدعة في الحج

                      --
                      أركان وواجبات الحج
                      السؤال:
                      ما هي أركان وواجبات وسنن الحج؟

                      الإجابة:
                      بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين.أركان الحج أربعة، وواجباته سبعة، وما عدا الأركان والواجبات فسنة وها هو بيانها:
                      قال البهوتي رحمه الله تعالى في (الروض المربع:1/285):
                      "وأركان الحج أربعة: الإحرام الذى هو نية الدخول في النسك لحديث: «إنما الأعمال بالنيات».
                      والوقوف بعرفة، لحديث: «الحج عرفة».
                      وطواف الزيارة، [ويقال له: طواف الإفاضة] ، لقول الله تعالى: {وليطوفوا بالبيت العتيق}.
                      والسعي، لحديث: «اسعوا، فإن الله كتب عليكم السعي» (أحمد).
                      وواجباته سبعة:
                      الإحرام من الميقات المعتبر له، أي: أن يكون الإحرام من الميقات، أما الإحرام نفسه فركن.
                      والوقوف بعرفة إلى الغروب على من وقف نهارا.
                      والمبيت لغير أهل السقاية والرعاية بمنى ليالي أيام التشريق.
                      والمبيت بمزدلفة إلى بعد نصف الليل لمن أدركها قبله على غير السقاة والرعاة. [بعض العلماء يجعل المبيت بمزدلفة ركنا من أركان الحج لا يصح إلا به، وقد مال ابن القيم رحمه الله تعالى إلى هذا القول في (زاد المعاد:2/233)].
                      والرمي مرتبا.
                      والحلق أو التقصير.
                      والوداع.
                      [وإذا كان الحاج متمتعا أو قارنا فعليه هدي واجب (ذبح شاة) ، لقول الله تعالى: {فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} [البقرة:196].
                      والباقي من أفعال الحج وأقواله سنن، كطواف القدوم، والمبيت بمنى ليلة عرفة، والاضطباع والرمل في موضعهما، وتقبيل الحجر، والأذكار والأدعية، وصعود الصفا والمروة.
                      وأركان العمرة ثلاثة: إحرام، وطواف، وسعي .
                      وواجباتها: الحلق أو التقصير، والإحرام من ميقاتها" انتهى.

                      والفرق بين الركن والواجب والسنة: أن الركن لا يصح الحج إلا به، والواجب يصح الحج مع تركه، غير أنه يجب على من تركه دم (ذبح شاة) عند جمهور العلماء، وأما السنة فمن تركها فلا شيء عليه.
                      وانظر (الشرح الممتع:7/380-410) لمعرفة الأدلة على هذه الأركان والواجبات والسنن، وما يتعلق بها من أحكام.
                      والله تعالى أعلم.

                      طريق الإسلام


                      تعليق


                      • #12
                        رد: سلسلة أعمال مبتدعة في الحج

                        -1-
                        هل يجب على المرأة أن تبيع حليها ؛ لكي تحج الفريضة ؟

                        السؤال:
                        هل يجب بيع ذهب الزينة لدفع تكاليف الحج لي ولمحرمي في حال عدم توفر المال ؟

                        الجواب :
                        الحمد لله
                        من شروط وجوب الحج ، أن يكون الإنسان مستطيعاً بماله وبدنه ، ومن الاستطاعة بالمال : أن يكون عند الإنسان مال زائد عن حوائجه الأصلية .
                        والحوائج الأصلية : ما تقوم به حاجة الإنسان ، من مأكل وملبس ومركب ونحو ذلك .
                        فإذا كان عند الإنسان شيء فاضل عن حاجته ، ولا يتأثر إذا استغنى عنه ، فإنه يلزمه أن يبيعه ؛ ليؤدي فريضة الحج .
                        ومن الحوائج الأصلية للمرأة : الحلي الذي تتزين به ، فإن كان ما معها من الحلي على قدر حاجتها من غير زيادة ، ولا إسراف ، فلا يلزمها أن تبيعه لكي تحج ، وإن كان زائدا عن حاجتها ، فإنها تبيع الزائد لتحج الفريضة .
                        سئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله :
                        " هل يجب على المرأة أن تبيع من حليها لتدفع نفقة الحج لها ولمحرمها ؟ " .
                        فأجاب :
                        " .. لا يجب ، اللهم إلا الزائد الذي لم تجرِ العادة بتجملها به ، فهو كطالب العلم الذي عنده كتب يحتاجها ، وعنده كتب أخرى إما مكررة ، أو لا يحتاجها " انتهى .
                        http://madrasato-mohammed.com/outaymin/pg_072_0001.htm
                        وقال الشيخ حمد بن عبد الله الحمد حفظه الله : " إن كان عنده شيء فاضل يستغني عنه ، ولا يؤثر في نفقته ونحو ذلك ، كأن يكون له مسكنان ، أو مركبان ، أو المرأة يكون عليها حلي زائد عن حاجتها الأصلية ، وهكذا كل من كان عنده أي شيء من الأمور التي ليست من حوائجه الأصلية ، فيجب عليه أن يبيعها ليؤدي فريضة الحج .
                        وهذا وإن كان عيناً لكنه بمعنى النقد ؛ لأنها ذات قيمة نقدية ، وهو مستغن عنها لا يحتاج إليها حاجة أصلية " انتهى من " شرح زاد المستقنع للشيخ الحمد " .
                        والله أعلم


                        -2-


                        ليس عندها مال ، فهل لها تأخذ من أبيها مالاً ؛ لتحج ؟ وهل لها أن تنيب من يحج عنها إذا لم تستطع أن تحج ؟

                        السؤال:
                        متى يكون الحج واجباً في حق النساء ، وهل له عمر معين ، وهل آخذ من مال أبي ، أم أنتظر حتى يأتيني المال ، وهل لي أن أوكل أحدا بأن يحج عني ؟

                        الجواب :
                        الحمد لله
                        أولاً :
                        الحج يجب على البالغ بشرط الاستطاعة ، سواء كان ذلك البالغ رجلاً أو امرأة ؛ لقوله تعالى : ( وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنْ اسْتَطَاعَ إلَيْهِ سَبِيلا ) آل عمران / 97 ، والآية عامة في وجوب الحج على المستطيع ، سواء كان رجلاً أو امرأة .
                        قال النووي رحمه الله : " وَأَجْمَعُوا عَلَى أَنَّ الْحَجَّ يَجِبُ عَلَى الْمَرْأَةِ إِذَا اسْتَطَاعَتْهُ " .
                        انتهى من " شرح مسلم للنووي " (4/148) .
                        وعلى ذلك :
                        فالحج ليس له سن معين ، فمتى بلغ الشخص سن التكليف ، وكان قادرا على الحج بماله وبدنه ، فإنه يلزمه الحج على الفور ، وللفائدة ينظر : جواب السؤال رقم : (41702) .
                        وينظر للفائدة أيضا : جواب السؤال رقم : (20045) ، وجواب السؤال رقم : (41957) .
                        والمرأة تزيد على الرجل في شرط الاستطاعة : أن يكون معها محرم ، فإذا لم تجد المرأة من محارمها من يحج معها ، فإنه لا يلزمها الحج في هذه الحال ، ولو كانت مستطيعة بمالها وبدنها ، وللفائدة ينظر في جواب السؤال رقم : (83762) .
                        ثانياً :
                        لا يجب على الولد أن يطلب من أبيه مالاً لكي يحج به ، لكن إن بذل الوالد له مال الحج ، فلا حرج عليه أن يقبله ، ويحج منه ، وكذلك لو قام الوالد بالحجز بنفسه لبعض ولده في بعض حملات الحج ، وتحمل هو نفقات ذلك ، فهو أمر حسن ، وهذا من النفقة المشروعة ، وليس فيه منة على الولد أن يأخذ من أبيه مثل ذلك ، خاصة إذا كان من غير سؤال منه للوالد .
                        فقد سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
                        " أنا طالب قد بلغت ، وليس لي مال خاص بي ، فهل أطلب من والدي المال لأحج الآن ، أم أنتظر لحين تخرجي وعملي لأحج بمالي الخاص ، مع أن ذلك سيطول ؟
                        فأجاب رحمه الله :
                        " الحج لا يجب على الإنسان إذا لم يكن عنده مال ، حتى وإن كان أبوه غنياً ، ولا يلزمه أن يسأل أباه أن يعطيه ما يحج به ، بل إن العلماء يقولون : لو أن أباك أعطاك مالاً لتحج به ، لم يلزمك قبوله ، ولك أن ترفضه وتقول : أنا لا أريد الحج ، والحج ليس واجباً عليّ .
                        وبعض العلماء يقول : إذا أعطاك إنسان - الأب أو الأخ الشقيق - مالاً لتحج به ، فإنه يجب عليك أن تأخذه وتحج به .
                        أما لو أعطاك المال شخص آخر ، تخشى أن يمن به عليك يوماً من الدهر ، فإنه لا يلزمك أن تأخذه وتحج به ، وهذا القول هو الصحيح " انتهى من " مجموع فتاوى ابن عثيمين " (21/94). .
                        وللفائدة ينظر في جواب السؤال رقم : (3463) .
                        ثالثاً :
                        الإنابة والتوكيل في الحج ، إنما هي في حق من عجز عن الحج ببدنه ، لكبر ، أو مرض لا يرجى برؤه ، فهذا الذي يشرع له أن يوكل من يحج عنه ، إذا كان عنده مال .
                        أما من كان قادرا ببدنه ، لكن ليس عنده مال ، أو كانت المرأة قادرة بمالها وبدنها على الحج ، لكن ليس عندها محرم يحج معها ، ففي هذه الحال لا يصح التوكيل ؛ لكون الحج لم يجب عليهما من الأصل ، ولأن المرأة قد تجد من يحج معها من محارمها في المستقبل .
                        جاء في " مجموع فتاوى ابن باز " (16/122) :
                        " لا تصح الإنابة في الحج عمن كان صحيح البدن ، ولو كان فقيرا ، سواء كان فرضا أو نفلا ، أما العاجز لكبر سن أو مرض لا يرجى برؤه ، فإنه يلزمه أن ينيب من يؤدي عنه الحج المفروض والعمرة والمفروضة ، إذا كان يستطيع ذلك بماله ؛ لعموم قول الله سبحانه : ( وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ) " انتهى .
                        وينظر في أحكام البدل في الحج وضابط ذلك إلى جواب السؤال رقم : (111794) .
                        والله أعلم .



                        -3-
                        خرجت للحج ثم توفي زوجها ، فهل يلزمها الرجوع للعدةما هي أحكام العدة بالنسبة لسيدة ذهبت للحج ، وأثناء إقامتها هناك توفى زوجها ، فما هو وضعها الشرعى ؟ هل تستمر في الحج وبعد رجوعها من هناك تعتد ، أم يجب عليها أن تعود فورا إلى بيتها ؟ أرجو الرد بالاستشهاد بالحديث


                        الجواب :
                        الحمد لله
                        المعتدة التي مات عنها زوجها في الحج لا تخلو من حالتين :
                        الحال الأولى : أن يأتيها خبر وفاة زوجها قبل أن تخرج من بيتها للحج ، فهذه لا يجوز لها الخروج للحج .
                        قال ابن قدامة رحمه الله : " ولو كانت عليها حجة الإسلام , فمات زوجها , لزمتها العدة في منزلها ، وإن فاتها الحج ; لأن العدة في المنزل تفوت , ولا بدل لها , والحج يمكن الإتيان به في غير هذا العام " انتهى من "المغني" (8/135) .
                        وقد سئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى : عن امرأة عزمت على الحج هي وزوجها ، فمات زوجها فى شعبان ، فهل يجوز لها أن تحج ؟ .
                        فأجاب : " ليس لها أن تسافر فى العدة عن الوفاة إلى الحج في مذهب الأئمة الأربعة " انتهى .
                        "مجموع الفتاوى" (34/29) .
                        وللفائدة ينظر جواب السؤال رقم : (45519) .
                        الحال الثانية : أن يأتيها خبر وفاة زوجها بعد أن خرجت للحج ، فهذه ينظر في حالها ، فإن كانت قريبة ، بحيث لم تقطع مسافة القصر ، فترجع وتعتد في بيت زوجها ، وإن كانت قد قطعت مساقة القصر ، فتمضي في سفرها ، ولا يلزمها الرجوع .
                        قال ابن قدامة رحمه الله "المغني" (8/134-135) : "وإن خرجت , فمات زوجها في الطريق , رجعت إن كانت قريبة ; لأنها في حكم الإقامة , وإن تباعدت , مضت في سفرها . وقال مالك : ترد ما لم تحرم . والصحيح أن البعيدة لا ترد .
                        ويدل على وجوب الرجوع إذا كانت قريبة , ما جاء عن سعيد بن المسيب قال : توفي أزواج , نساؤهن حاجات أو معتمرات , فردهن عمر من ذي الحليفة , حتى يعتددن في بيوتهن ، ولأنه أمكنها الاعتداد في منزلها قبل أن يبعد سفرها , فلزمها , كما لو لم تفارق البنيان . وعلى أن البعيدة لا يلزمها الرجوع ; لأن عليها مشقة وتحتاج إلى سفر في رجوعها , فأشبهت من بلغت مقصدها .
                        ومتى رجعت البعيدة , وقد بقي عليها شيء , من عدتها , لزمها أن تأتي به في منزل زوجها , بلا خلاف نعلمه بينهم في ذلك ; لأنه أمكنها الاعتداد فيه , فلزمها كما لو لم تسافر منه " انتهى باختصار وتصرف يسير .
                        وقد سئل فضيلة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : إذا خرجت المرأة حاجة ، وبعد وصولها إلى جدة سمعت بوفاة زوجها ، فهل لها أن تتم الحج ، أو أن تجلس للحداد ؟
                        فأجاب : " تتم الحج ؛ لأنها إن رجعت سترجع بسفر ، وإن بقيت بقيت بسفر مستمر ، فتتم الحج لا سيما إذا كان فريضة ، ثم ترجع ، وحتى لو كان نافلة فإنها تتمه " انتهى من "مجموع فتاوى ابن عثيمين" (21/58) .
                        والخلاصة :
                        أنه لا يلزم من ذهبت للحج ، وجاءها خبر وفاة زوجها وهي في الحج الرجوع ؛ وذلك للمشقة الرجوع ، ولكن إذا رجعت بعد الحج ، وبقي شيء من العدة لزمها إتمامها في بيت زوجها .
                        والله أعلم



                        -4-
                        هل لثياب المرأة في الإحرام لون أو تفصيل خاص


                        السؤال: تعتقد بعض النساء أن للإحرام ثياباً خاصة فما صحة ذلك ؟.

                        الجواب:
                        الحمد لله
                        المرأة تحرم بما شاءَت من الثياب الساترة وتجتنب لباس الشهرة والثياب الضيقة التي تصف تقاطيع الجسم وتجتنب الطيب والنقاب ولبس القفازين ولا حرج عليها في لبس الحلي وتغيير الثياب متى ما شاءَت .
                        والاعتقاد السائد في بعض البلاد أن المرأة تحرم من الثياب بلون كذا وكذا ليس له أصل في الشرع .
                        وقد قالت عائشة رضي الله عنها : المحرمة تلبس من الثياب ما شاءَت إلا ثوباً مسه ورس أو زعفران ... ) رواه البخاري في صحيحه معلقاً ووصله البيهقي في السنن ( 5 / 47 ) من طريق شعبة عن يزيد الرشك عن معاذة عن عائشة ورواته ثقات .


                        -5-


                        كشفت وجهها خلال العمرة جهلاً ، فماذا يلزمها ؟.


                        السؤال: في أول مره بالعمرة كشفت زوجتي وجهها في مكة وكانوا يقولون مايجوز النقاب ولم نعلم فقامت زوجتي بفسخ النقاب وأتتمنا العمرة من الطواف والسعي.. وبعد ما وصلنا لبلادنا علمنا بانه عليها ان تتغطي بالشيلة ..السؤال هل هناك كفارة او العمرة غير مقبولة يرجى أفادتنا وجزاكم الله خير

                        الجواب :
                        الحمد لله :
                        أولاً : ليس للمرأة المحرمة أن تلبس النقاب ، لقوله صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم : ( لَا تَنْتَقِبْ الْمَرْأَةُ الْمُحْرِمَةُ ، وَلَا تَلْبَسْ الْقُفَّازَيْنِ) ، رواه البخاري (1707).
                        وقد سبق بيان هذا في جواب السؤال (12516) .
                        ثانياً : ليس المراد من نهي المرأة عن النقاب حال الإحرام أنها تُبقي وجهها مكشوفاً عند الرجال الأجانب ، بل يجب عليها ستره بغير النقاب والبرقع .
                        فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يأمر المرأة المحرمة بكشف وجهها ، وإنما نهاها عن لبس النقاب ، وفرق بين الأمرين ، فإنها لا تلبس النقاب ، ولكن تستر وجهها بغير النقاب ، كالسدال أو الطرحة .
                        فعن عائشة رضي الله عنها قالت : ( كَانَ الرُّكْبَانُ يَمُرُّونَ بِنَا وَنَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُحْرِمَاتٌ ، فَإِذَا حَاذَوْا بِنَا سَدَلَتْ إِحْدَانَا جِلْبَابَهَا مِنْ رَأْسِهَا عَلَى وَجْهِهَا ، فَإِذَا جَاوَزُونَا كَشَفْنَاهُ ) رواه أحمد (23501) وأبو داود (1833) ، وحسنه الألباني .
                        قال شيخ الإسلام : " فلها أن تغطى وجهها ويديها ، لكن بغير اللباس المصنوع بقدر العضو ، كما أن الرجل لا يلبس السراويل ، ويلبس الإزار ". انتهى ، "مجموع الفتاوى" (22/120).
                        وقد سبق بيان هذه المسألة في جواب السؤال (120377) .
                        ثالثاً : مع القول بخطأ كشف الوجه بعد الإحرام ، إلا أن العمرة لا تتأثر بكشف المرأة لوجها بعد إحرامها ، وخلال طوافها بالبيت وسعيها بين الصفا والمروة ، والعمرة صحيحة ، ونرجو أن تكون مقبولة إن شاء الله تعالى ، لا سيما وقد كشفت زوجتك وجهها جهلا بالحكم الشرعي .
                        والله أعلم .




                        -6-
                        هل يجوز للمرأة أن توكل غيرها في الرمي ، إذا كان مكان الجمار بعيداً عنها ؟

                        السؤال:
                        حججت قبل ٤ سنوات ، وآخر يوم للرمي وكلت ‏من يرمي عني ؛ لأن مكاني بعيد ، حيث إن المخيم يبعد عن الجمرات 5 كم ، فهل علي شي ؟

                        الجواب :
                        الحمد لله
                        أولاً :
                        الأصل أن من قدر على رمي الجمار بنفسه ، لا يجوز له أن يوكل غيره بالرمي عنه .
                        قال الشيخ ابن باز رحمه الله : " أما إذا كان صحيحاً فليس له التوكيل بل يجب أن يرمي بنفسه ؛ لأنه لما أحرم بالحج وجب عليه إكماله وإن كان متطوعاً ؛ لأن الشروع بالحج يوجب إكماله - كما قال سبحانه وتعالى : ( وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالَعُمْرَةَ لِلَّهِ ) البقرة : 196 ، وهكذا العمرة كما في الآية الكريمة ؛ إذا شرع فيها وجب عليه الإتمام والإكمال ، وليس له أن يوكل في بعض أعمال الحج على الصحيح مادام قادراً على فعلها " .
                        انتهى من " سلسلة الفتاوى الشرعية – فتاوى الحج " جمع خالد الجريسي (ص107) .
                        وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
                        " لا يجوز للمرأة ولا لغيرها أن توكل من يرمي عنها ؛ لأن الرمي من أفعال الحج ، وقد قال الله تبارك وتعالى : ( وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ للهِ ) .
                        ولهذا أذن النبي صلى الله عليه وسلم : للضعفة من أهله أن يدفعوا من مزدلفة بليل ، ليصلوا إلى منى قبل زحمة الناس ، فيرموا جمرة العقبة ، ولم يأذن لهم أن يوكلوا من يرمي عنهم ، وكذلك أذن النبي صلى الله عليه وسلم : لرعاة الإبل أن يرموا يوماً ، ويدعوا يوماً ، ولم يأذن لهم أن يوكلوا من يرمي عنهم ، وهذا دليل على تأكد الرمي على الحاج بنفسه " .
                        انتهى مختصرا من " مجموع فتاوى ابن عثيمين " (23/107) .

                        ثانياً :
                        إذا عجز الإنسان عن الرمي لمسوغ شرعي ، كمرض ، أو ضعف لا يمكنه معه تحمل مشقة الرمي والزحام ، أو كبر سن لا يقدر معه الرمي ، أو خافت المرأة على جنينها ، أو نحو ذلك من الأعذار ، جاز التوكيل في هذه الحال .
                        قال ابن قدامه رحمه الله : " إذا كان الرجل مريضا , أو محبوسا , أو له عذر , جاز أن يستنيب من يرمي عنه " انتهى من " المغني " (3/257) .
                        وقال الشيخ ابن باز رحمه الله : " لا بأس بالتوكيل : عن المريض والمرأة العاجزة ، كالحبلى والثقيلة والضعيفة التي لا تستطيع رمي الجمار " .
                        انتهى من " مجموع فتاوى ابن باز " (17/301) .
                        وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : " إذا كان الحاج لا يستطيع أن يرمي إما لكبر سنه ، أو لمرضه ، أو امرأة حامل ، أو امرأة أو رجل أعمى يتعب ، فهنا لا بأس أن يوكل للضرورة " انتهى من " مجموع فتاوى ابن عثيمين " (23/119) .
                        وتقدير حال الضعف ، وما يشق على المكلف ولا يقدر على احتماله ، يرجع إلى حال المكلف ، وأمانته مع ربه ؛ فأنت أبصر بنفسك ، وتنزيل حالك على التفصيل الذي سبق ذكره ؛ فإذا كنت قد فعلت ذلك لأنه غلب على ظنك ضعفك عن هذه المشقة ، أو أن من تثقين في علمه قد أفتاك بذلك : فلا حرج عليك فيما فعلت إن شاء الله .
                        والله أعلم .



                        تعليق


                        • #13
                          رد: سلسلة أعمال مبتدعة في الحج

                          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                          جزاكم الله خيراً وبارك الله فيكم

                          اللهم إن أبي وأمي و عمتي في ذمتك وحبل جوارك، فَقِهِم من فتنة القبر وعذاب النار، وأنت أهل الوفاء والحق، اللهم اغفر لهما وارحمهما، فإنك أنت الغفور الرحيم.

                          تعليق


                          • #14
                            المشاركة الأصلية بواسطة لؤلؤة باسلامي مشاهدة المشاركة
                            رد: سلسلة أعمال مبتدعة في الحج

                            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                            جزاكم الله خيراً وبارك الله فيكم

                            اللهم إن أبي وأمي و عمتي في ذمتك وحبل جوارك، فَقِهِم من فتنة القبر وعذاب النار، وأنت أهل الوفاء والحق، اللهم اغفر لهما وارحمهما، فإنك أنت الغفور الرحيم.

                            تعليق

                            يعمل...
                            X