إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

(7) العقيدة والإيمان بالقضاء والقدر د.محمد جودة / دورة بصائر العلمية 1

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • (7) العقيدة والإيمان بالقضاء والقدر د.محمد جودة / دورة بصائر العلمية 1



    تكلمنا بفضل الله سبحانه وتعالى في اللقاءات السابقة عن
    الإيمان بالله أو "العقيدة في الله 1" و"العقيدة في الله 2"
    و"الإيمان بالملائكة واليوم الآخر"
    و"الإيمان بالكتب والرسل"
    وإن شاء الله النهارده هنتكلم عن:

    الإيمان بالقضاء والقدر

    تفضلوا معنا في رابط تحميل الدرس السابع بجميع الصيغ
    الجودة العالية :HD
    الصوت : mp3
    يوتيوب : youtube
    مادة مفرغة: PDF


    http://way2allah.com/khotab-item-113444.htm


    المشاهدة على اليوتيوب
    https://www.youtube.com/watch?v=v0b6nw6PKd8



    رابط التفريغ

    http://way2allah.com/khotab-pdf-113444.htm



    فهرس مادة ((الطريق إلى الربانية - د/ خالد الحداد)) - دورة بصائر العلمية

    ولمشاهدة وتحميل جميع دروس دورة بصائر من خلال هذا الرابط

    http://way2allah.com/category-559.htm


    تسجيل فقرة التفاعل للدرس



    التعديل الأخير تم بواسطة بذور الزهور; الساعة 24-06-2019, 09:50 PM.
    ~وقفات مع الصحابة وامهات المؤمنين~ ♥♥♥متجدد♥♥♥

    سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

  • #2
    رد: الدرس السابع العقيدة والإيمان بالقضاء والقدر د.محمد جودة


    بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله المبعوث رحمةً لخلق الله، ثم أما بعد:
    فأهلًا بكم معانا في لقاء جديد من دورة العقيدة في دورة بصائر لإعداد المسلم الرباني على شبكة الطريق إلى الله اتكلمنا بفضل الله سبحانه وتعالى في اللقاءات السابقة عن الإيمان بالله أو "العقيدة في الله 1" و"العقيدة في الله 2" و"الإيمان بالملائكة واليوم الآخر" و"الإيمان بالكتب والرسل" وإن شاء الله النهارده هنتكلم عن:
    الإيمان بالقضاء والقدر
    طبعًا مسألة الإيمان بالقضاء والقدر هي من المواضيع الشائكة جدًّا جدًّا عند كثير من الشباب واللي بتبقى عملالهم مشاكل ومش عارفين ياترى نتكلم فيها أو نقرأ فيها أو مانقرأش فيها أو نعمل إيه.
    أو الإنسان مسيَّر والّا مخيَّر وأسئلة كتير بقى بتُطرح على عقول الشباب مش عارفين ليها إجابة وكتير من الشباب بتاعنا الملتزم اللي بيحب ربنا وبيسمع دروس وبيحضر يقول لك إيه أنا مش عايز أتكلم في الموضوع ده ومش عايز أفكر فيه أصلًا عشان ماافتحش على نفسي باب شبهات وغيره ويظل موضوع الإيمان بالقدر مقفول وماحدش بيتدارسه لكن احنا إن شاء الله عايزين نتدارس مسألة الإيمان بالقضاء والقدر كما تدارسها الصحابة وكما تكلم فيها النبي –صلى الله عليه وسلم- يبقى إذاً هنتكلم عن القضاء والقدر من خلال نصوص الوحيين القرآن والسنة وإنت يعني دي نصيحة بأنصحها لكل الشباب اللي عشان يفهموا مسألة القضاء والقدر إنت لو مشيت مع نصوص الوحيين من القرآن والسنة سيرًا صحيحًا هتفهم مسألة القضاء والقدر بدون أي إشكال وبدون أي مشاكل ولن تجد إن شاء الله أي شبهات ولا أي حاجة تعترض طريقك بإذن الله عز وجل.

    فالإيمان بالقضاء والقدر احنا اتكلمنا في الأول إن الإيمان دايمًا كله بنتكلم عليه أو العقيدة إن فيه غذاء وفيه دواء، الغذاء هو أن تؤمن بالقضاء والقدر حقًّا والدواء أن تعلم بقى الفِرق المختلفة معك وحدود الاختلاف والرد على شبهاتهم احنا عايزين نؤمن بالقضاء والقدر.

    المحاور الرئيسية لآيات القضاء والقدر:
    طبعًا علماء العقيدة لما استقرأوا الآيات والأحاديث اللي اتكلمت في مسألة القضاء والقدر وجدوا إن فيه أربع مراتب صنفوها كده إن فيه أربع مواضيع رأسية تُصنَّف فيها آيات القضاء والقدر وهي الكلام عن علم الله عز وجل وعن كتابة الله عز وجل للمقادير وعن مشيئة الله عز وجل أو عن إرادة الله عز وجل وآخر حاجة عن خلق الله عز وجل لأفعال العباد.
    يبقى العلم والكتابة والمشيئة والخلق دول أربع مراتب أو أربع مواضيع يعني علماء العقيدة وجدوا إن آيات وأحاديث القرآن والسنة تسير في هذه الأربع محاور الرأسية. فهنتكلم كده بمنتهى البساطة واحنا زي ما قلنا عايزين نؤمن بالقضاء والقدر هنتكلم عن:

    أولًا: علم الله عز وجل
    طبعًا لما نيجي نتكلم عن علم الله عز وجل الله عز وجل يقول: "وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا" الطلاق: 12 كم هي سعة علم الله عز وجل؟ عايزك كده تتأمل في الكون وربنا سبحانه وتعالى يقول: "وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْر " الأنعام: 59
    إيه اللي في البر؟ كل ما في البر من جبال وسهول وأودية وطرق ومنشآت وكل شيء على البر إنت شايفه أو ماشفتهوش وسمعت عنه كل ده الله عز وجل يعلمه علمًا تفصيليًّا "وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ" كل ما في البحر من أنواع الأسماك ومن الأرزاق اللي بترزق فيها هذه الحيوانات وأنواع السفن والمراكب من أول مركبة صيد صغيرة كده مركب صغيرة لأكبر سفينة عملاقة بكل ما تحمل وبسرعتها واتجاهها وبالمياه اللي شيلاها.. الله عز وجل أحاط بها علمًا "وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا" الأنعام:59

    تخيل إن كل ورقة شجر الله عز وجل يعلمها، تخيل فيه كام شجرة في كون الله عز وجل في الغابات، في الحقول، في الحدائق، كل الشجر اللي في كون ربنا سبحانه وتعالى ليس الشجر نفسه بل الورق اللي في الشجر " وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا" الهاء عائدة على الورقة مش يعلم سقوطها لأ يعلم الورقة نفسها متى نبتت وكيف نبتت وكيف سقطت ولأي سببٍ سقطت وعلى ماذا ستسقط، الله عز وجل يعلمها علمًا تفصيليًّا..
    عدد الذرات في كل شيء، في البحار والمحيطات والهواء كل ده الله عز وجل يعلمه، لو إنت مثلًا بتشرب كوب من الماء عندنا هنا مثلًا في مصر هنقول مثلًا في القاهرة فانت كوباية المياه اللي إنت بتشربها دي منذ أن كانت سحابًا بل قبل ذلك منذ أن كانت ماءً وتبخر فصار سحابًا ثم ساقه الله عز وجل وراح عند الحبشة مثلًا وتكثفت هذه السحب ونزلت الأمطار ثم جرت المياه في نهر النيل وعدت على كل دول حوض النيل وكوباية المياه دي بتاعتك إنت مكتوبة باسمك إنت في قدر الله..

    كل اللي بيسقي زرعه واللي بيشرب والحيوانات اللي بتشرب والمياه اللي بتتبخر تبعد تمامًا عن كوباية الماء بتاعتك شوية المياه بتوعك دول عدوا كل هذه البلاد والله عز وجل يحفظها لك لحد ما تخش وتتكرر وتمشي في الحنفيات وتفتح وتملأ الكوباية وتشرب ثم ينتهي رزقك وتضع الكوب المياه اللي باقية دي مش رزقك دي ممكن تبقى رزق مثلًا نملة هتشرب الكوباية دي لما تقع أو هتبقى تتبخر وتروح مكان تاني لأنها رزق واحد تاني في قارة تانية كل ذلك الله عز وجل يعلمه على التفصيل، فالله عز وجل قد أحاط بكل شيءٍ علما لما تعرف بقى سعة علم الله عز وجل بهذه الكيفية تعرف أن الله عز وجل يعلم كل شيء.
    الله عز وجل يعلم ما كان وما سيكون وما لم يكن لو كان كيف كان يكون
    علماء العقيدة بقى قالوا ايه في موضوع العلم بالنسبة للقضاء والقدر قالوا الله عز وجل يعلم ما كان وما سيكون وما لم يكن لو كان كيف كان يكون يعني إيه الكلام ده؟
    كل ما كان الله عز وجل يعلمه، كل حاجة حدثت الله عز وجل يعملها، لذلك فرعون لما سأل موسى عن القرون الأولى "قَالَ عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لَّا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنسَى" طه: 52 كل ما مر من الأحداث ومن السلاطين ومن الملوك ومن الدول ومن الكائنات، كل حاجة الله عز وجل أحصاها علمًا وعنده كُتبت وحُفظت عنده سبحانه وتعالى.
    الله يعلم كل ما كان وما سيكون،كل شيء يحدث ويقدره الله عز وجل يعلمه الله عز وجل إلى قيام الساعة.

    النقطة التالتة اللي الناس بتستغربها شوية وما لم يكن الحاجة اللي مش هتحصل لو حصلت كانت هتحصل ازاي، لو حدثت كيف كانت ستحدث هذا يعلمه الله عز وجل ما الدليل على ذلك؟
    قال الله عز وجل: "وَلَوْ رُدُّواْ" الكفار يوم القيامة بيقولوا إيه؟ يا رب ردنا للدنيا.. عشان إيه؟ عشان نعمل صالحًا الله عز وجل بيقول لك لأ "وَلَوْ رُدُّواْ" لو رجعوا تاني وده مستحيل مش هيحصل بس لو حصل ربنا يعلم إيه اللي كانوا هيعملوه "وَلَوْ رُدُّواْ لَعَادُواْ لِمَا نُهُواْ عَنْهُ" الأنعام: 28
    ربنا سبحانه وتعالى قال لك إنه يعلم إن لو الكفار رجعوا للدنيا هيرجعوا تاني للكفر، الله عز وجل هو يعلم مالم يكن لو كان كيف كان يكون سبحانه وتعالى.

    الله عز وجل يعلم ما كان وما سيكون وما لم يكن لو كان كيف كان يكون يبقى عرفنا كده إيه الثلاث أمور أو الثلاث محاور اللي بنتكلم فيهم عن علم الله عز وجل أن الله عز وجل أحاط بكل شيءٍ علمًا علم ما كان وما سيكون وما لم يكن لو كان كيف كان يكون، طيب السؤال اللي بيطرح نفسه هنا دلوقت:

    هل هذا العِلم يحاسب الله عز وجل العباد عليه؟
    الإجابة لأ.. لذلك قال الله عز وجل: "وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ" الحديد: 25 طيب ليه هو ربنا سبحانه وتعالى مش يعلم ابتداءً مين اللي هينصر الله والرسول "لِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ" المائدة:94
    طيب مش ربنا ابتداءً يعلم من يخافه بالغيب طيب ليه بنقول أو ليه ربنا قال "لِيَعْلَمَ اللَّهُ" ليه الأحداث دي بتحصل؟ لإن قال أهل التفسير ليعلم علمًا يحاسبهم عليه يبقى فيه فرق بين العلم اللي قبل العمل والعلم اللي بعد العمل.
    يعني أنا مثلًا فعلت طاعة أو فعلت معصية الله عز وجل يعلم من الأزل من قبل أن أُولد إن أنا هأعمل الطاعة دي في الوقت ده أو هأعمل المعصية دي في الوقت ده لكن مبأتحاسبش عليه لكن بعد ما أنا عملت الطاعة أو عملت المعصية يأتي الحساب بقى لذلك.
    حتى في حياتنا العادية إنسان مثلًا يطيع الله عز وجل فيجد فتوحات في حياته وبركات وأرزاق وو ثم تحدث له مثلًا
    معصية فيجد ابتلاء أو ضيق أو أو أو إيه اللي خلّى الأمور تتغير؟ طيب ما ربنا سبحانه وتعالى يعلم ابتداءً إن أنا هأعصي في الآخر أو يعلم ابتداءً إن أنا هأطيع في الآخر لكن الله عز وجل لا يحاسبك إلا على ما فعلت باختيارك ومشيئتك لما إنت أطعت ربنا نزل عليك الفتوحات ولما إنت عصيت ربنا سبحانه وتعالى نزل عليك البلاء أو الابتلاء أو على أي إنسان يعني.
    فإذًا المحاسبة لا تأتي إلا بعد العمل لكن الله عز وجل يعلم أزلًا أن هذا العبد يطيع أو يعصي وبما يُختم له يبقى الله عز وجل يعلم ما كان وما سيكون وما لم يكن لو كان كيف كان يكون لكن هذا العلم لا يحاسب الله عز وجل العباد عليه ولكن يحاسبهم بعد وقوع هذا العمل باختيارهم ومشيئتهم يبقى رقم1 وهو العلم.

    ثانيًا: الكتابة
    الله عز وجل كتب هذه المقادير، هذه المقادير كلها كُتبت كما قال النبي –صلى الله عليه وسلم-: "كتَبَ اللهُ مقاديرَ الخلائقِ كلها قبل أن يخلقَ السَّماواتِ والأرضَ بخمسينَ ألفَ سنةٍ" صحيح مسلم
    يعني قبل ما السماوات كلها والأرض كلها بكل ما فيها وبكل الأحداث وبكل الأشخاص وبكل الأزمان والأماكن قبل كل ده ما يبقى موجود.. الله عز وجل كتب مقادير الخلائق وقال للقلم اكتب فقال ما أكتب؟ قال اكتب ما هو كائنٌ إلى يوم القيامة، كل حاجة هتحصل بكل تفاصيلها مكتوبة.
    ويا جماعة الإيمان بالقضاء والقدر زي ما قلنا بيغير حياة العبد يغير اختيارات العبد العقيدة هي التي تحكم اختيارات العبد يعني إيه؟
    يعني أنا لو فعلًا عندي إيمان بالقضاء والقدر أن الله عز وجل يعلم رزقي وكتبه هل هأطلب هذا الرزق من الحرام؟! كتير من الشباب والبنات بيبقى عندهم مشكلة جدًّا في مسألة الصداقة والحب والكلام ده ويقول لك فلانة أنا بأحبها بغض النظر بقى ملناش دعوة بالكلام اللي قبل كده هو عرفها ازاي والكلام ده هو النهارده جاي بيقول لي أنا بأحب بنت وخايف أسيبها لتضيع مني وأنا عايز أتجوزها فبقول له بمنتهى البساطة أن الله عز وجل " كتَبَ الله مقاديرَ الخلائقِ قبل أن يخلقَ السَّماواتِ والأرضَ بخمسينَ ألفَ سنةٍ".

    اعلم أن رزقك لن يأخذه غيرك
    ربنا كتبلك زوجتك اللي هي هتتجوزها وكتبلِك زوجك اللي إنتِ هتتزوجيه قبل خلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة هل المعصية اللي أنا هأعملها دي أو العلاقة اللي أنا هأعملها دي هتغير ما كُتب؟ استحالة مفيش حاجة هتغير ما كُتب أبدًا رزقك مكتوب ومحفوظ لن يضيع أبدًا فاعلم أنه كذلك فلا تطلبه إلا بطاعة الله.
    اتركها وهي لو زوجتك اللي ربنا كاتبهالك مفيش حد على وجه الأرض هيمنعها منك ولو ربنا سبحانه وتعالى كاتبلها إنها هتتجوز واحد غيرك مفيش طاقة على وجه الأرض تقدر تجيبهالك مهما إنت سعيت ومهما حاولت ومهما فعلت من الحرام أو من الحلال علشان تتجوزها لو ربنا مش كاتبهالك مش هتكون ليك ولو هي مكتوبالك لو كل أهل الأرض اجتمعوا على إنهم يفرقوا بينكم هتكون ليك.

    فإذًا اطلب هذا بطاعة الله عز وجل يبقى إذًا عايزين نفهم إن فعلًا الإيمان بالقضاء والقدر بيغير اختيارات العبد وبيسعده وبيورث راحة في القلب غريبة لذلك قال بعض السلف: "علمت أن رزقي لن يأخذه غيري فاطمأن قلبي". فعلًا الإنسان لما يطمئن كده إن الرزق ربنا كتبهوله يطمئن تمامًا ولا يطلب هذا الرزق إلا بطاعة الله عز وجل.

    أنواع الكتابة:
    يبقى إذاً بنقول أن الله عز وجل كتب مقادير الخلائق لكن فيه خمس كتابات أو خمس أنواع من الكتابة ذُكرت في القرآن والسنة فيه فرق بينهم فيه كتابة قال ابن عباس: "الكتاب كتابان: كتابٌ يمحو الله عز وجل منه ويثبت وعنده أم الكتاب".
    1- كتابة لا محو فيها ولا إثبات:
    أم الكتاب.. اللوح المحفوظ

    يبقى فيه أم الكتاب التي لا محو فيها ولا إثبات وفيه كتابات أخرى فيها محو وإثبات يعني إيه الكلام ده؟
    أم الكتاب الذي لا محو فيه ولا إثبات هو إيه؟ هو اللوح المحفوظ كل الكتابات الأربعة الأخرى التي تُكتب بيحدث فيها محو وإثبات طيب إيه هي الكتابات الأربعة؟
    2- كتابة فيها محو وإثبات:
    -التقدير العمري

    اللي هو حصل مرة واحدة بس في عمر البشرية كلها عشان كده سُمي إيه؟ عمري، حين قال الله عز وجل:"وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا" الأعراف: 172
    في هذا اليوم كما في الحديث أن الله عز وجل مسح على ظهر آدم فخرجت ذريته مجموعة في يمينه ومجموعة في شماله، المجموعة التي في اليمين هم أهل الجنة والمجموعة الذين في الشمال هم أهل النار، يبقى إذاً في هذا اليوم قُدِّر من سيكون من أهل الجنة ومن سيكون من أهل النار يبقى ده التقدير الأول.
    -التقدير في رحم الأم
    التقدير الثاني وهو التقدير لكل واحد بقى من البشر مرة واحدة في عمره هو، يبقى مرة واحدة في عمر البشرية كلها ومرة واحدة في عمر كل واحد مننا وهو في الرحم كما في الحديث أن الله عز وجل يرسل الملك للإنسان وهو في رحم أمه فيُؤمر بكتب أربع كلمات أجله ورزقه وعمله وشقي أو سعيد أربع حاجات بتتكتب وإنت في رحم أمك وأنا في رحم أمي كل إنسان وهو في رحم أمه يأتيه الملك وتُكتب هذه الأربع كلمات وهو رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد كما في الحديث الحديث الذي رواه البخاري يبقى دول أربع أشياء تُكتب مرة واحدة في العمر في رحم الأم تمام؟ يبقى إذاً مرة في عمر البشرية، مرة واحدة في عمر كل شخص مننا في رحم الأم.

    -التقدير في ليلة القدر
    مرة واحدة في كل عامٍ مرة يعني مرة بتتكتب المقادير مرة واحدة في السنة كلها وهي كما قال الله عز وجل عن ليلة
    القدر: "فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ" الدخان: 4 الليلة التي "إِنَّا أَنزَلْنَاهُ " أي القرآن "فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ" اللي هي ليلة
    القدر "إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ * فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ" الدخان4:3
    يبقى أوامر الله عز وجل بتاعة السنة كلها بتُقدَّر امتى؟ في ليلة القدر يبقى ليلة القدر خطيرة جدًّا جدًّا لذلك حتى
    احنا في رمضان كنا بنقول للشباب يا شباب احرصوا على إدراك ليلة القدر لإن فيها يتغير أجلك كله بتاع السنة الجاية يعني رزقك بتاع السنة الجاية وعملك بتاع السنة الجاية كل شيء بيكتب في ليلة القدر فاحرص أن تدعو الله عز وجل في هذه العشر الأواخر وتعتكف وتدرك ليلة القدر لعلك ترفع يديك إلى الله عز وجل فتدعو الله عز وجل أن يرزقك حفظ القرآن فيرزقك، قيام الليل فيرزقك، الرزق الطيب الحلال من المال أو الولد أو الزوجة أو غير ذلك أو التوفيق والسداد أو غير ذلك أي حاجة إنت عايزها ممكن تطلبها فتُكتب ليك في ليلة القدر "فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ * أَمْراً مِّنْ عِندِنَا" الدخان 5:4
    يبقى إذاً التقدير الثالث من التقادير الأربعة اللي فيها محو وإثبات هو التقدير في ليلة القدر،.

    -التقدير اليومي
    التقدير الرابع والأخير هو التقدير اليومي كما قال الله عز وجل: "كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ" الرحمن: 29 يبقى كل يوم بيحصل تقادير كما قال السلف في تفسير الآية يغفر ذنبًا ويرزق من يشاء وغير ذلك من الأمور التي يقدرها الله عز وجل في كل يومٍ وليلة يبقى إذاً عرفنا إن الكتاب (جنس الكتابة) الكتابة كتابان: كتابة ليس فيها محو وإثبات وهي في اللوح المحفوظ وفيه كتابة بتُغيَّر وهي في العمري في عمر البشرية مرة واحدة "وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ" الأعراف: 172وخرجت الذرية وقُدر من هم من أهل الجنة ومن هم من أهل النار، المرة الثانية مرة واحدة في عمر الإنسان في رحم أمه يُكتب عمله ورزقه وأجله وشقي أو سعيد، مرة تالتة في كل سنة بتحدث في ليلة القدر يُكتب الرزق والأجل وكل شيء، مرة رابعة وهي في كل يوم.

    الأربع تقادير دول بيحدث فيهم محو وإثبات لذلك قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: "لا يرد القدر إلا الدعاء" حسنه الألباني المقصود بالقدر اللي بيُرَد بالدعاء هو إيه؟ هم الأربعة دول يعني إيه؟
    يعني ممكن إنسان يكون كُتِب في يوم الميثاق شقي ويدعو الله عز وجل أن يكتبه من السعداء في ليلة القدر فيُمحى أنه شقي ويُكتب أنه سعيد، ممكن إنسان كُتب وهو في الرحم أنه شقي ويأتي في يومٍ من الأيام فيدعو الله عز وجل أن يكتبه سعيد فيُمحى أنه شقي ويُكتب أنه سعيد، ممكن إنسان يُقدَّر عليه في هذا اليوم في اليوم اللي هو فيه أنه شقي فيدعو الله عز وجل أو يطيع الله عز وجل فتُمحى ويُكتب سعيد.

    يبقى "يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ" الرعد: 39 دي بتحصل في ايه؟ في الكتابات الأربعة من المحو والإثبات، لكن في أم الكتاب اللي هي اللوح المحفوظ مكتوب كل اللي حصل ده بتفاصيله إنّ هو كُتب شقي فدعا فكُتب سعيد، يبقى إذاً المحو والإثبات كله بتفاصيله مكتوب فين؟ في اللوح المحفوظ الذي ليس فيه محو ولا إثبات يبقى حتى المحو والإثبات اللي بيحدث في التقادير الأربعة مثبوت ومكتوب في اللوح المحفوظ كما قرر أهل العلم من استقراء الآيات والأحاديث في مسألة الكتابة، يبقى إذاً اتكلمنا عن العلم الله عز وجل يعلم كل شيء يعلم ما كان وما سيكون وما لم يكن لو كان كيف كان يكون وأن هذا العلم لا يحاسب الله عز وجل العباد عليه، اتكلمنا عن الكتابة وأن الله عز وجل كتب مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة كتبها كما قال للقلم اكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة، الكتابة نوعين: كتابة فيها محو وإثبات وكتابة ليس فيها محوٌ ولا إثبات.

    ثالثًا: الإرادة والمشيئة
    النوع التالت بقى من أنواع أو المحور التالت من محاور الإيمان بالقضاء والقدر وهو مسألة المشيئة أو الإرادة والمشيئة هي نوع من الإرادة.. ازاي الكلام ده؟ هنعرفه دلوقت.
    الفرق بين الإرادة الشرعية والإرادة الكونية:
    الإرادة في حق الله عز وجل جاء في القرآن والسنة على معنيين: إرادة شرعية وإرادة كونية قدرية؟
    يعني إيه الكلام ده؟
    -الإرادة الشرعية:
    باختصار وببساطة علشان نفهمها لإن الموضوع ده شائك جدًّا جدًّا وفهمه هيريحنا كتير فهم المسألة دي هيريحنا كتير جدًّا، الإرادة الشرعية باختصار هي ما أمر الله عز وجل به يعني ماذا يريد الله عز وجل شرعًا مني؟
    أمرني أن أفعل كذا وأمرني أن أترك كذا فإذا قلنا مثلًا الصلاة إرادة إيه؟ شرعية ولا مش إرادة شرعية؟ إرادة شرعية لإن ربنا قال إيه؟ وأقيموا الصلاة يبقى إقامة الصلاة ده مراد شرعي لله عز وجل يبقى الله عز وجل شرعًا أراد منا أن نصلي.. واضحة كده؟
    يبقى لما أسألك على أي فعل هل هو إرادة شرعية ولا مش إرادة شرعية تنظر السؤال بقى هل أمر الله به؟ إن كان نعم يبقى ده إرادة شرعية إذا كان لا يبقى مش إرادة شرعية خلاص كده؟
    يبقى دي واضحة جدًّا الإرادة الشرعية هي ما أمر الله به تمام؟

    -الإرادة الكونية:
    طيب الإرادة الكونية بقى هي ما أراد الله عز وجل له أن يكون أن يتحقق سواء إذا كان مخالف أو موافق للإرادة الشرعية ازاي الكلام ده؟
    كما قال الله عز وجل: " فَمَن يُرِدِ اللَّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ .." الأنعام:125 يبقى فيه حد من الناس ربنا يريد له الضلال لإن هو يستحق ذلك لما الله عز وجل يريد لفلان ده إن هو يموت على الكفر أو يريد له الضلال ده إرادة شرعية ولا لأ؟ ليس طبعًا إرادة شرعية ربنا أراد مننا كلنا الإسلام وأراد مننا كلنا الهداية، يبقى هو مش إرادة شرعية لكنه إرادة كونية يبقى إذاً كفر الكافر إن يقع منه كفر يعني ليس إرادة شرعية ولكنه إرادة إيه؟ كونية.
    هنفهم الموضوع ده بالتفصيل أكتر تعالوا نضرب أمثلة كده احنا قلنا الإرادة الشرعية عايز تعرف الأمر ده إرادة شرعية والّا لأ اسأل سؤال هل أمر الله به؟ إن كان الإجابة نعم يبقى ده إرادة شرعية.
    الإرادة الكونية هتسأل هل وقع ذلك؟ هل حدث؟ فإن حدث وكان فهو إرادة كونية تعالوا بقى نضرب أمثلة هنسأل كذا سؤال إيمان أحد الصحابة مثلًا إيمان سيدنا عمر بن الخطاب يعني سيدنا عمر يؤمن هل هذا إرادة شرعية ولا كونية والّا كونية وشرعية والّا ليس كونية ولا شرعية؟ ما هما حاجتين بنعم والّا هنضربهم كده يطلعوا أربع اختيارات: إما كونية وشرعية، وإما كونية فقط، أو شرعية فقط، أو لا كونية ولا شرعية تمام؟

    بنقول إيمان سيدنا أبو بكر أو إيمان سيدنا عمر إرادة كونية والّا شرعية والّا كونية وشرعية والّا لا كونية ولا شرعية؟ هنسأل السؤالين بتوعنا هل أمر الله عز وجل سيدنا عمر بالإيمان؟ أو أراد منه الإيمان؟ في الشرع؟ آه، يبقى ده إرادة شرعية طيب هل آمن سيدنا عمر بالفعل وآمن سيدنا أبو بكر بالفعل؟ أيوه آمن يبقى إرادة كونية وشرعية واضحة كده؟
    يبقى هل أمر الله به؟ يبقى شرعية هل وقع؟ يبقى كونية الاتنين مع بعض حصلوا يعني دي إجابتها صح ودي إجابتها صح يبقى كونية وشرعية واضحة كده؟
    يبقى إيمان أبو بكر وإيمان عمر بن الخطاب وإيمان الصحابة إرادة كونية وشرعية لأن الله أمرهم بذلك وهم فعلوه يبقى الإيمان يبقى إرادة شرعية وكونية.
    طيب كفر أبو لهب وكفر أبو جهل دول كفروا والّا ماكفروش؟ كفروا طيب أمرهم الله عز وجل بالكفر والّا لأ؟ لأ يبقى هل أمرهم الله عز وجل بالكفر؟ لأ يبقى دي مش إرادة شرعية، هل كفروا؟ أيوه كفروا يبقى إرادة كونية لا شرعية واضحة كده؟
    طيب سؤال تاني إيمان أبو جهل وأبو لهب وأبو طالب إيمانهم هل أمرهم الله به؟ نعم أمرهم بالإيمان هل وقع منهم؟ لا لم يقع يبقى إيمان الكفار اللي هم ماعملوهوش كان إرادة شرعية ولكنه ليس إرادة كونية فلذلك لم يتحقق، طيب كفر المؤمن كفر مثلًا سيدنا أبو بكر هل أمره الله بالكفر؟ لأ طبعًا، هل وقع منه الكفر؟ لأ طبعًا يبقى لا شرعية ولا كونية يبقى فهمتوا الفكرة ازاي؟

    إن احنا عندنا أربع اختيارات بينبنوا على سؤالين هل أمر الله بذلك؟ هل وقع ذلك؟ إذا كانت الإجابة نعم ونعم يبقى كونية وشرعية، إذا كانت الإجابة نعم شرعية ولا كونية يبقى ايه؟ شرعية لا كونية، إذا كانت الإجابة لا هنا ونعم هنا يبقى كونية لا شرعية، إذا كانت لأ ولأ يبقى لا كونية ولا شرعية، خلاص كده يبقى ده الفرق بين الإرادة الكونية والشرعية إن فيه أمور أرادها الله عز وجل شرعًا زي قول الله سبحانه وتعالى: "وَاللّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ" النساء: 27 دي إرادة شرعية والّا كونية؟ لا شك أنها إرادة شرعية لإن مش كل الناس تابت لكن الله عز وجل أراد من الناس كلهم التوبة يبقى دي إرادة شرعية "وَاللّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ" دي إرادة شرعية، " وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ " الأنعام: 125 يبقى دي إرادة كونية فاهمين يا شباب؟
    يبقى فهمنا الفرق بين الإرادة الشرعية والكونية..

    كل ما يُقدِّره الله عز وجل هو خير في ذاته
    ليه يا جماعة عايزين نفهم المسألة دي كويس؟ لإن هنا بيحدث التباس عند كثير من الناس لما نيجي نتكلم بقى على أمور الواقع مثلًا تطبيق بقى الواقع لكلام الإرداة الشرعية والكونية، لماذا خلق الله عز وجل إبليس؟ لماذا خلق الله عز وجل إسرائيل؟ لتحارب الإسلام والمسلمين، لماذا خلق الله عز وجل كفار يحاربون الإسلام في كل زمانٍ ومكان؟ لماذا قدر الله عز وجل ذلك؟ ابتداءً هل ده مشيئة كونية والّا شرعية؟ تمام؟ هنسأل سؤال هل أمر الله في كتابه وفي شريعته إبليس بالكفر إو إسرائيل بالطغيان أو الكفار بمحاربة الإسلام؟ طبعًا لأ يبقى دي مش إرادة شرعية، هل وقع ذلك؟ أيوه يبقى دي إرادة كونية.

    يبقى إذاً هذه أشياء أرادها الله عز وجل كونًا وكل ما أراده الله عز وجل كونًا هو خير بس ممكن يبقى خير في ذاته إذا كان شرعي يعني الشيء اللي اتفق مع الإرادة الشرعية والكونية يبقى هو خير في ذاته، أو خير في مآله إذا كان ليس بشرعي ولكنه كوني زي ده كده زي ايه؟ زي إضلال إبليس للناس زي وجود كفار يحاربون الإسلام ده شيء كوني لا شرعي يبقى ده أكيد من ورائه خير طيب خير ازاي؟
    نفكر مع بعض كده هل كان من الممكن أن يستعيذ الناس من الشيطان الرجيم بدون وجود شيطان رجيم؟ يعني تخيل كم الاستعاذات اللي بتُقال أعوذ بالله من الشيطان الرجيم اللي احنا بنقولها واحنا بنقرأ القرآن أو لما يجيلنا وسواس أو غير ذلك كل هذه الاستعاذات أليست بعبادة؟ أليس عليها ثواب؟ كانت هتحصل ازاي لو مفيش إبليس أصلًا؟
    يبقى من وراء هذا الشر قُدر خيرٌ كثير لو مفيش كفار بيحاربوا الإسلام كان هيبقى فيه شهداء ازاي؟ كان هيبقى فيه جهاد ازاي؟ كان هيبقى فيه تدافع بين الإسلام والكفر ازاي؟ يبقى هذه الأشياء التي قدرها الله عز وجل كونًا لا شرعًا من ورائها خيرٌ كثير وخيرٌ راجح وهو الأكثر يبقى إذاً الخير اللي بيأتي من وراء هذه الأشياء اللي هي كونية لا شرعية أكثر بكثير جدًّا من المفاسد اللي من وراها، لذلك قدرها الله عز وجل.

    يبقى فهمنا الفرق بين الإرادة الكونية والإرادة الشرعية وعلمنا أن كل ما يقدره الله عز وجل هو خير، خير في ذاته إذا كان مراد كونًا وشرعًا زي إيمان المؤمنين، زي تسبيح المسبّحين وذكر الذاكرين وصلاة المصلين، كل دي أشياء شرعًا أمرها الله، أمر الله بها وكونًا حدثت يبقى دي ايه؟ خير لذاتها.
    وفيه أمور هي خيرٌ لمآلها اللي هي أشياء مش مأمور بيها شرعًا ولكنها تقع يبقى إذاً لو حدثت فهي خيرٌ في المآل اللي هي الأشياء المرادة كونًا لا شرعًا دي بتبقى خير في المآل هي شر في ذاتها لكن من ورائها خيرٌ راجح لذلك قدّرها الله عز وجل.

    لا تحتج بالإرادة الكونية على الإرادة الشرعية
    المشكلة اللي بتحدث إن أحيانًا بعض الشباب وبعض الناس يستدل بالإرادة الكونية على الشرعية يعني ايه؟ يقول لك مش فيه كذا من الأشياء حصل وجه من وراه خير يبقى ده شرعًا صح. ده غلط الشرع بيُعرف من الكتاب والسنة، يعني ممكن واحد يعمل مثلًا على سبيل المثال يستخدم مثلًا شيء محرّم في الدعوة إلى الله عز وجل مثلًا يعمل مثلًا نشيد فيه معازف والمعازف حرام والنشيد ده يسمعه 6 مليون واحد ولا 60 مليون واحد يسمعوا النشيد اللي بيحث مثلًا على الصلاة على النبي –عليه الصلاة والسلام- لكن فيه معازف وناس كتير صلت على النبي عليه الصلاة والسلام- من ورا النشيد ده وقالت عليه الصلاة والسلام..

    60مليون واحد سمعوا النشيد ده لكن في النهاية هل أمر الله بذلك؟ هل شرعًا يُباح استخدام المعازف في الأناشيد؟ لأ يبقى ده شيء لا شرعي كونًا جه من وراه خير بس ده شيء ربنا اللي قدّره لحكمةٍ بالغةٍ قضاها يستوجب الحمد على اقتضاءها لكن في النهاية حتى لو جه من وراه خير هل هو شرعًا ينفع؟ لأ ماينفعش فلا تحتج بالإرادة الكونية على الإرادة الشرعية.
    يعني حتى لو الشيء اللي حصل كونًا ده جه من وراه خير ماتفرقش معانا احنا في الآخر بنرجع لإيه؟ للشرع، للكتاب والسنة هل هذا الفعل مأمور به أم منهيٌّ عنه؟ إن كان مأمور به فهو خير وإن كان منهيٌّ عنه فهو شر حتى لو هو منهي عنه وجه من وراه خير الخير ده لا اعتبار له تمام يا شباب؟

    لذلك حتى الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله في مرة مر كده على سارق، واحد واقف حرامي كده فبيعدي من قدام التاجر وحاطط تفاح فالحرامي سرق تفاحة من التاجر وبعدين مر سائل فتصدق بها فالإمام أحمد راح له قال إيه اللي إنت بتعمله ده؟ قال له والله سرقت تفاحة فأخذت سيئة ثم تصدقت بها فأخذت عشر حسنات يبقى أنا إذاً كسبان 9 حسنات قال له "إنك سرقتها فأخذت سيئة وتصدقت بها فلم تُقبل منك إن الله طيب لا يقبل إلا طيبًا".

    يبقى إذاً حتى لو الفقير انتفع بيها، حتى لو جه خير للفقير من ورا التفاحة دي لكن هو في الآخر فإلى حرام حتى لو ظاهره إنه جه من وراه خير فلذلك ارتباطنا في الحلال والحرام بالشرعي لا بالكوني يعني ماتقعدش تستدل ايه إن ده عملناه فنفع ايه يعني نفع؟ المهم ربنا أمر بيه والّا ماأمرش بيه؟ ده اللي بيحكم على هذا الشيء مراد شرعًا والّا مش مراد شرعًا.

    كده الجزء التالت من الإيمان بالقضاء والقدر ونختم بآخر شيء وهو خلق الله عز وجل لأفعال العباد يبقى إذاً كده الإيمان بالقضاء والقدر أربع محاور العلم واتكلمنا على أن الله عز وجل يعلم ما كان وما سيكون وما لم يكن لو كان كيف كان يكون، اتكلمنا عن الكتابة والكتابة نوعين: كتابة فيها محو وإثبات وكتابة ليس فيها محو ولا إثبات، واتكلمنا عن المشيئة وقلنا المشيئة هي الإرادة الكونية والإرادة الكونية دي نوعين الإرادة نوعين: إرادة كونية وهي المشيئة، المشيئة اللي هي ايه؟ اللي هي الأشياء اللي تحدث هي الإرادة الكونية، والإرادة الشرعية. يبقى الإرادة شرعية وإرادة كونية والإرادة الكونية هي المشيئة تمام؟
    رابعًا: الخَلق
    وآخر حاجة هي الخلق الله عز وجل يخلق كل شيء "اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ" الزمر: 62 يبقى كل شيء ربنا خلقه.. طيب أفعال العباد يعني كلامي دلوقت وأنا بأتكلم ده ربنا اللي خلقه فيَّ والّا لأ؟
    طبعًا ربنا اللي خلقه مش هو شيء وربنا قال ايه "اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ" يبقى ربنا خلقه، طيب عايزين دليل أوضح شوية قال الله عز وجل على لسان إبراهيم -عليه السلام- وهو بيكلم قومه بيقول لهم على الأصنام اللي هم بيعبدوها بيقول لهم إنتم بتعبدوا ازاي الأصنام دي "وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ" الصافات: 96 العلماء استدلوا بالآية دي على خلق الله لأفعال العباد ازاي الكلام ده؟
    قالوا "وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ" ما هنا حاجة من الاتنين: يا "مَا" الموصولة بمعنى الذي، يعني الله خلقكم وخلق الذي تعملون، أو "مَا" المصدرية يعني والله خلقكم وخلق عملكم لو هي المصدرية كده خلاص الاستدلال واضح إنه والله خلقكم وخلق أعمالكم انتهى الموضوع.

    يبقى أعمال العباد مخلوقة اللي هي أفعالهم اللي هي النحت بتاعهم علشان يبقوا أصنام علشان الحجارة تبقى أصنام هذه الأعمال وهذا النحت مخلوق لله عز وجل، أو والله خلقكم والذي تعملون أي الأصنام اللي بتصنعوها يبقى الأصنام دي ربنا اللي خلقها طيب الأصنام دي كانت ايه؟ كانت حجارة + نحت أعطى صنم فإذا كانت الحجارة مخلوقة لله والصنم في النهاية مخلوق لله يبقى إذاً النحت مخلوق لله اللي هو العمل اللي في النص، تمام؟ يبقى ده كان استدلال إن أعمال العباد مخلوقة فيه استدلال كمان أوضح من كده وهو قول النبي –صلى الله عليه وسلم- في الحديث الصحيح "إنَّ اللهَ يَصنَعُ كلَّ صانِعٍ وصَنعَتَه" صححه الألباني
    يعني ربنا يخلق النجار والنجارة بتاعته والحدّاد والحِدادة بتاعته والطبيب والطب بتاعه والمهندس وهندسته والمصوّر وتصويره والمتكلم وكلامه، كل إنسان وأفعاله هي مخلوقة لله عز وجل.

    لو آمن الإنسان بالقدر خيره وشره سيعيش في رضا واطمئنان وسكينة
    يبقى الله عز وجل خلق أفعال العباد كلها هي مخلوقة لله عز وجل فلذلك اتكلمنا إن الإيمان بالقضاء والقدر يشمل أربع محاور رئيسية طبعًا احنا اتكلمنا كلام إجمالي، قضية الإيمان بالقضاء والقدر قضية كبيرة جدًّا جدًّا وعميقة جدًّا جدًّا جدًّا جدًّا والإنسان فعلًا لو آمن بالقدر خيره وشره كما قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم- سيعيش حياته مطمئن راضٍ بالله في سكينة تامة وانشراح صدر ولا يبالي بشيء.
    لذلك النبي –صلى الله عليه وسبلم- كان لا يقول لعبدٍ عنده العبد اللي هو اللي عنده كان لا يقول له لشيءٍ فعله لِمَ فعلته؟ ولا لشيءٍ تركه لِمَ تركته؟ إلا أن يأتي بمعصية، لو فيه معصية نبدأ نلومه، لكن مثلًا نسي حاجة.. خلاص قدّر الله وما شاء فعل، كسر حاجة من غير ما يقصد.. قدّر الله وما شاء فعل، زوجتك طبخت الطبيخ وطلع مش مظبوط.. هي مش قصدها هي نفسها تطبخ طبيخ حلو وتتباهى بيه أصلًا يعني بس هي مش قصدها.. قدّر الله وما شاء فعل، مش عارف ابنك جاي يشيل حاجة اتكسرت.. قدر الله وما شاء فعل، جاي ماشي بالعربية اتخبطت.. قدّر الله وما شاء فعل، جاي مش عارف بتمشي في مكان وقعت طوبة على الزجاج كسرته.. قدر الله وما شاء فعل، هو ده الإيمان بالقضاء والقدر فعلًا لو الإنسان عاش حياته بالقضاء والقدر هيعيش مستريح وفي سكينة وفي هدوء ورضا تام عن أفعال الله عز وجل.
    لذلك قال بعضهم إن أردت أن تعلم هل الله راضٍ عنك أم لا فانظر هل أنت راضٍ عن الله أم لا لإن إنت فعلًا لو راضي عن كل شيء يفعله الله عز وجل لك فأنت مؤمن بالقضاء والقدر وهذه من علامات رضا الله عز وجل عنك.
    أسأل الله عز وجل أن يرزقنا وإياكم الرضا بالقضاء والقدر وأن يجعلنا وإياكم من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولو الألباب وصلى الله على نبينا محمدٍ وآله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرا والحمد لله رب العالمين.

    تم بحمد الله





    التعديل الأخير تم بواسطة أم صُهيب; الساعة 15-08-2015, 01:17 PM.
    ~وقفات مع الصحابة وامهات المؤمنين~ ♥♥♥متجدد♥♥♥

    سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

    تعليق


    • #3
      رد: الدرس السابع العقيدة والإيمان بالقضاء والقدر د.محمد جودة

      جزاكم الله خيرًا كثيرًا ،،،

      تعليق


      • #4
        رد: الدرس السابع العقيدة والإيمان بالقضاء والقدر د.محمد جودة

        جزاكم الله خيرا

        تعليق


        • #5
          رد: الدرس السابع العقيدة والإيمان بالقضاء والقدر د.محمد جودة

          جزاكم الله خيرا
          مشروع حفظ للجنة بطريقة الحصون الخمسة
          ما أشقاك أيها المسكين عندما تجعل هذا الجهد والتعب والنصب لغير
          ملك الملوك .. ما أشقاك !

          دخولي متقطع بسبب الدراسة

          تعليق


          • #6
            رد: الدرس السابع العقيدة والإيمان بالقضاء والقدر د.محمد جودة

            جزاكم الله خيرا
            لا اله الا الله..سيدنا محمد رسول الله

            تعليق


            • #7
              رد: الدرس السابع العقيدة والإيمان بالقضاء والقدر د.محمد جودة

              وجزاكم الله المثل
              ~وقفات مع الصحابة وامهات المؤمنين~ ♥♥♥متجدد♥♥♥

              سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

              تعليق


              • #8
                رد: الدرس السابع العقيدة والإيمان بالقضاء والقدر د.محمد جودة

                جزاكم الله خيرًا وتقبل منكم
                لأستسهلنَّ الصّعبَ أو أدركَ المُنى ... فما انقادتِ الآمالُ إلّا لصابرِ ..

                تعليق


                • #9
                  رد: الدرس السابع العقيدة والإيمان بالقضاء والقدر د.محمد جودة

                  السلام عليكم ورحمة الله
                  فقط اريد تنبيه الاخوة بانا كلمة عقيدة لا اصل لها لا في كتاب الله ولا في سنة نبييه صلى الله عليه وسلم وهي كلمة مستحدثة ....وبارك الله فيكم

                  تعليق


                  • #10
                    رد: الدرس السابع العقيدة والإيمان بالقضاء والقدر د.محمد جودة

                    رااااااااااااااااااااااااااائع
                    جزاكم الله خيرا

                    تعليق

                    يعمل...
                    X