إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

(3) العقيدة وحدود العقيدة للشيخ - د محمد جوده / دورة بصائر العلمية 1

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • (3) العقيدة وحدود العقيدة للشيخ - د محمد جوده / دورة بصائر العلمية 1




    في المادة السابقة إتعلمنا كيف نكون عـباد ربانيين
    في الطريق إلى الربانية




    وبما أنَّ الإنسان دايمًا في حاجة للنور في طريقه علشان يقدر يمشي فيه

    المسلم محتاج لبصائر في الطريق إلى الله


    وفي بناء المسلم المعاصر لابد من أساس قوي
    والأساس هذا هو العقيدة



    آه العقيدة ... كلمة كبيرة صح
    كلمة أول مانسمعها يخطر ببالنا كلام كتير وكبير

    زي الفرق والشبهات وأشياء أخرى كتير



    لكن هنا هنتكلم عنها بطريقة مبسطة جدااا
    هيا بنا نتجول في بستان
    العقيدة ونتعرف على صورها
    ونقتطف من أطيب الثمار فيها



    تفضلوا معنا في رابط تحميل الدرس الثالث بجميع الصيغ

    الجودة العالية :HD
    الصوت : mp3
    يوتيوب : youtube
    مادة مفرغة: PDF


    http://way2allah.com/khotab-item-113380.htm

    رابط يوتيوب

    https://www.youtube.com/watch?v=H9TaVs24ujc&index=3...


    رابط التفريغ

    http://way2allah.com/khotab-pdf-113380.htm




    فهرس مادة ((العقيدة _ د/ محمد جودة )) _ دورة بصائر العلمية


    لمشاهدة وتحميل جميع دروس دورة بصائر من خلال هذا الرابط
    http://way2allah.com/category-559.htm



    تسجيل فقرة التفاعل للدرس

    التعديل الأخير تم بواسطة بذور الزهور; الساعة 24-06-2019, 09:42 PM.
    ~وقفات مع الصحابة وامهات المؤمنين~ ♥♥♥متجدد♥♥♥

    سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

  • #2
    رد: الدرس الثالث العقيدة وحدود العقيدة للشيخ د محمد جوده


    الدرس الثالث من دروس الدورة العلمية "بصائر"
    العقيدة وحدود العقيدة
    للـ د. محمد جودة

    بسم الله
    والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله المبعوث رحمة لخلق الله، ثم أما بعد..


    أهلًا بكم في أولى حلقات دورة العقيدة في دورة بصائر في بناء المسلم المعاصر على غرفة الهداية بموقع الطريق إلى الله، إن شاء الله نتكلم عن العقيدة..
    وطبعًا كلمة العقيدة بنسمعها دايمًا بييجي في دماغنا كلام كتير وفرق وشبهات وكلام زي كدا،
    إحنا عايزين إن شاء الله نتكلم عن العقيدة بأسلوب مبسَّط خالص، بأسلوب نستفاد بيه لأن دايمًا احنا بننشغل بالكلام عن ضوابط العقيدة والفرق بيننا والفرق المخالفة وكدا وبننسى أصلًا إيه هي العقيدة؟



    ما هو الفرق بين العقيدة وحدود العقيدة؟
    العقيدة بالظبط عاملة زي جنينة كبيرة جدًا، والضوابط والأحكام عاملة زي سور للجنينة دي، يعني دي اللي بتعرفك الحدود بينك وبين الفِرق التانية، الحدود كلام النبي عليه الصلاة والسلام وما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة
    وما بين ما أحدثه غيرهم من الفِرق الضالة اللي هي بره السور دا، فدايمًا نلاقي ناس كتير لما تيجي تتكلم عن العقيدة تنشغل بالسور وحدود السور وإمتى تبقى بره السور؟


    الكلام دا مهم جدًا وخطير جدًا لكنه بالنسبة للجنينة اللي جوه اللي المفروض إن إحنا نعيش فيها ونتنسم عبيرها ونعيش في الآفاق الجميلة جدًا وإحنا جوه هذه الجنينة بننساها تمامًا ودا هو الغلط اللي دايمًا بنقع فيه، ودايمًا بنقول إن الفارق بين حدود العقيدة والسور بتاعنا اللي بنتكلم عليه والجنينة نفسها كالفرق بين الدواء والغذاء.
    الواحد مننا لما بيتغدى مثلًا لو جيت توزن الأكل بتاعه، أكل أد إيه رز؟ وأد إيه لحمة؟ وأكل أد إيه خضار؟ أو غير ذلك من أنواع الأكل هتلاقي مثلًا وزن الوجبة مثلًا نص كيلو أو كيلو، بتتقاس بالكيلو أو بالجرامات..
    لكن شوف مثلًا وزن الدوا اللي هو بياخده خد مثلًا حباية مضاد حيوي بتتقاس بـ 500 مل جرام، 250 مل جرام وإلى غير ذلك، إذًا الفارق بين حجم الدواء وحجم الغذاء كبير جدًا كذلك هو حجم بين العقيدة وحدود العقيدة.


    العقيدة هي الغذاء وحدود العقيدة هي الدواء والرد على الشبهات وبيان المخالفات هي الدواء.
    فلذلك لو واحد قعد يتناول دواء دواء ونسى الغذاء هيحصل له إيه؟ هيتسمم، لذلك لابد أن نستحضر أهمية العقيدة وما هي العقيدة؟ العقيدة ما كان عليه الأنبياء والصالحين.


    العقيدة في قلوب الأنبياء:
    هي ما كانت في قلب إبراهيم -عليه السلام- حين أُلقي في النار..
    يعني سيدنا إبراهيم كان في قلبه إيه وهو بيلقى في النار؟ وفي بعض الروايات أنه جاءه ملك قال: ألك مني حاجة؟ فقال أما منك فلا -ممكن تكون رواية ضعيفة- قال صلى الله عليه وسلم "حسبنا الله ونعم الوكيل قالها إبراهيمُ عليه السلام حينَ أُلْقِيَ في النار" صحيح البخاري، الكلمة دي ماتطلعش في الموقف دا إلا من قلب تشرَّب عقيدة التوكل على الله.

    هي ما كانت في قلب موسى -عليه السلام- وهو يجري وراءه فرعون..
    حتى يصل إلى البحر "قَالَ أَصْحَابُ مُوسَىٰ إِنَّا لَمُدْرَكُونَ" الشعراء:61، خلاص قدامنا البحر وورانا فرعون والجنود هنعمل إيه؟ الموضوع انتهى، القصة اتحسمت.
    لكن شوف سيدنا موسى في هذا الموقف العصيب جدًا جدًا جدًا تخرج منه كلمة لا تخرج إلا من قلب قد امتلأ من عقيدة التوكل على الله سبحانه وتعالى يقول "كَلَّا" مش ممكن كلمة فيها نفي وزجر "إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ" الشعراء:62، الكلمة دي ماتخرجش إلا من قلب قد تشرَّب عقيدة التوكل على الله، هي دي العقيدة اللي كانت في قلوب الأنبياء والصالحين.

    هي ما كانت في قلب يونس -عليه السلام- عندما أُلقي في البحر..
    ثم يلتقطه الحوت ثم وهو في هذه الظلمات اللي لو حد فيه ظن ألن يقدر أن ينجيه منها أي أحد خلاص الموضوع انتهى لكنه يعلم أن الله عز وجل، هو الخالق هو الرازق، هو المدبر كما سيأتي معنا في توحيد الربوبية، ويعلم أن الله عز وجل قادر أن يخرجه من كل الذي هو فيه ومن هذه الظلمات ومن باطن الحوت ومن باطن كل هذه الظلمات ظلمة البحر وظلمة الليلة وظلمة بطن الحوت.
    يعلم أن هناك من يقدر أن يخرجه، من هو؟ إنه الله فدعا الله عز وجل وقال "لَا إِلَهَ إِلا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ" الأنبياء:87.

    هي ما كانت في قلب هود -عليه السلام- وجعلته يقف في وجه عاد..
    بما كانت فيها من القوة والعتاد يقول لهم " فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لَا تُنظِرُونِ" هود:55 يعلم أن كيدهم سيحيق وأن مكرهم سيبور وأنهم لن يصلوا إليه بوعد من الله عز وجل.

    هي ما كانت في قلب النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- وهو في الغار..
    ويأتي المشركون ويحاصرون الغار ويقول أبو بكر "لو أنَّ أحدَهم نظر إلى قدمَيه أبصَرَنا تحت قدمَيه فقال" -النبي صلى الله عليه وسلم- "يا أبا بكر ما ظنُّك باثنَين اللهُ ثالثُهما" صحيح مسلم
    هي دي العقيدة.. هي دي العقيدة يا جماعة اللي إحنا عايزين فعلًا نفهمها ونعيشها وتبقى في قلوبنا
    هي دي العقيدة الصحيحة واللي إحنا عايزين نخلص ليها.



    العقيدة في قلوب الصالحين:
    لكن طبعًا في ضوابط والعقيدة أثرت مش بس في الأنبياء يعني إحنا عايزين نتعلم العقيدة مش مدرسة الأنبياء فقط لكن مدرسة الصالحين في كل زمان ومكان هتلاقي فيها العقيدة هي النبراس، هي المؤشر، هي الباعث والحاكم الحقيقي في اختيارات كل إنسان.

    هي ما كانت في قلب أبو بكر رضي الله عنه عند:
    -موت النبي صلى الله عليه وسلم..
    إيه اللي خلاه يقف ويقول هذه الكلمات الثابتة العظيمة جدًا "فمن كان منكم يَعْبُدُ محمدًا صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فإنَّ محمدًا صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قد ماتَ، ومن كان يَعْبُدُ اللهَ فإنَّ اللهَ حيٌّ لا يموتُ" صحيح البخاري
    من يعني إيمانه بالله أن عز وجل هو الحي هو المحيي والله عز وجل لا يموت وهو المميت، إيمانه بهذه الصفات صفة الحياة لله عز وجل وأنه المحيي المميت هو الذي جعله يثبت في مثل هذا الموقف. إيمان سيدنا أبو بكر بأن الله هو الذي يدبر الخير وأنه الذي يرزق وأنه الذي يقدر الأمر.
    -بعث أسامة بن زيد
    لما سيدنا أبو بكر وقف في وقت كان بعث أسامة يعتبر بالنسبة لأي إنسان جديد في موقع زي موقع الخلافة اللي سيدنا أبو بكر تولّاه يبقى قرار صعب جدًا لكنه يعلم أن اتباع النبي صلى الله عليه وسلم هو سبيل النجاة..
    لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأتي بوحي من الله وأن الله هو المدبر لكل شيء ويعلم أن الله هو القادر على كل شيء هو الذي يخلق كل هذه الأمور فإيمانه بالله عز وجل وإن اتباعه لسنة النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي ينجيه هو الذي جعله ينفذ بعث أسامة، مهما حصل أنفذ البعث.

    -قتال مانعي الزكاة

    هو الذي جعله يقاتل مانعي الزكاة مع إنه كان في وقت الدولة عصيبة جدًا جدًا وكان ممكن يقول مش مشكلة نتنازل عن بعض الأموال من الزكاة لكنه قال: "لو منعوني عِقالًا كانوا يؤدُّونهُ إلى رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ لقاتلتُهُم على منعِهِ" صحيح مسلم، هذه القوة، هذا الثبات.

    هي ما كانت في قلب ربعي بن عامر رضي الله عنه
    لما ذهب إلى هرقل وقال له "نحن قوم ابتعثنا الله لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة" الكلام دا جابه منين؟ جابه من العقيدة التي غرست في قلبه.

    لو وجدت العقيدة في القلب لتغير كل شيء
    عايزين نقول العقيدة هي التي لو وجدت في القلب لحكمت الاختيارات على وجه لا يتصوره أحد هتغير اختياراتك تمام، هتغير رؤيتك للحياة، هتغير ردود أفعالك في أشد المواقف وأصعبها..
    هي دي العقيدة اللي عايزين نغرسها قلوبنا في هذه الدورة، طبعًا الدورة مش هتقدر نلم كل أمور العقيدة ولكن هنحاول دايمًا نجمع في كلامنا إن شاء الله في هذه الدورة بإذن الله سبحانه وتعالى بين العقيدة وضوابط العقيدة لأن دايمًا زي ما إحنا قُلنا بيحصل خلط أو غلط لأن الناس بتهتم بدراس الضوابط وتنسى العقيدة، لأ إحنا عايزيين نتكلم عن الإتنين عن العقيدة وضوابط العقيدة..


    الإيمان بالله سبحانه وتعالى.. من أعظم الأمور
    أول حاجة هنتكلم عن الإيمان بالله سبحانه وتعالى، والإيمان بالله سبحانه وتعالى ده من أعظم الأمور على الإطلاق، العلماء دايمًا يتكلموا عن الإيمان بالله سبحانه وتعالى وقسموه إلى توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية وتوحيد الأسماء والصفات، طبعًا ناس كتير تستغرب إنتو جبتوا الكلام دا منين؟ الألوهية والربوبية والأسماء والصفات؟
    الكلام دا يا جماعة ملوش فعلًا دليل من القرآن على هذا التقسيم ولا من السنة ولكنه استقراء العلماء لكلام الله، استقراء العلماء كدا، لقوا إن في آيات معينة وهذه المعاني زي الخلق والرزق والتدبير والإحياء والإماته رُبطت بأن الله عز وجل هو الرب فقالوا يبقى دي صفات الربوبية..
    جابوا الكلام دا منين؟ من القرآن والسنة مش اخترعوه من عندهم يعني لقوا إن صفات الربوبية أو الصفات المرتبطة بأن الله عز وجل هو الرب هي دي الخلق والرزق والتدبير والإحياء والإماتة والخفض والرفع والقبض والبسط وغيرها ولقوا إن فيه حاجات تانية مرتبطة بالألوهية..
    الألوهية: أصلًا تأتي من إله أو إله يعني تعبد لله عز وجل فقالوا في معاني العبد بيعبد فيها الله سبحانه وتعالى ويفرده فيها بالعبادة.

    هنتكلم عن الكلام دا بالتفصيل ولكن أنا أعطي مقدمة صغيرة جدًا ولقوا إن في أسماء ربنا سبحانه وتعالى سمى بها نفسه وصفات وصف بها نفسه في القرآن وأسماء أخرى سمى النبي بها ربه وصفات وصفه بها ربه في السنة فالصفات اللي في القرآن والسنة هنوحد بيها الله سبحانه وتعالى وطبعًا في فِرق ضلت في كل هذه الجوانب من توحيد الله عز وجل فهنتكلم إن شاء الله أول حاجة عن:


    توحيد الربوبية.. كيف نعبد الله عز وجل؟
    طبعًا إحنا قلنا إن فيه معاني ارتبطت بأن الله عز وجل هو الرب وطبعًا الرب هو الذي يصلح ويربي مربوبيه، تمام؟ فالله عز وجل هو المدبر والخالق والرازق والقابض والباسط.
    طيب الكلام دا إحنا بنقعد نقوله وبعدين نيجي في الآخر إيه؟ طيب ما ظاهر الشرك دايمًا في كتب كتير في العقيدة
    بتتكلم كدا مظاهر الشرك في الربوبية أن يعتقد خالقًا غير الله، أن يعتقد رازقًا غير الله، أن يعتقد محيي أو مميتًا غير الله وغير ذلك ويبدأ يتكلم عن مظاهر الشرك، لأ إحنا عايزين الأول نتكلم على ما هو الإيمان بقى؟ مش الحدود والضوابط والمخالفة, إزاي أؤمن بالله ربًا؟ إزاي أكون عايش وقلبي يحيا أن الله هو ربي؟ وأن كل ما يحدث من تدبير الله؟

    الإيمان بالله مدبرًا

    -كان بعض السلف يسير في طريق من الطرق فأُلقي عليه رماد، يعني كان فيه ناس بتستخدم فرن على أحد أسطح المنازل فلما خلصوا الطبخ بتاعهم أو الحاجة اللي بيعملوها بالفرن فجمعوا الرماد بتاع الفرن وبيرموه من فوق السطح وصاحبنا معدي وهم مش شايفينه فالرماد جه عليه فهو لو أي واحد غيره لو فكر هيقول إيه؟ والله الناس دي رمت البتاع ده الناس دي غلطانين المفروض كانت تبص الأول قبل ما ترمي..
    وكان هيتشاكل معاهم ويقول لهم يا جماعة إنتو إزاي تعملوا كدا؟ لكن صاحبنا دا كان بينظر نظرة أعمق أن الله عز وجل هو الذي قدّر أن يسير في هذا الطريق وفي هذا الجانب من الطريق وأن هؤلاء يلقون الرماد في هذه اللحظة وبهذه الكيفية وعلى هذه الناحية وعلى هذا النحو واجتمعت كل هذه الأمور ووقع الرماد على نفسه فعلم أنه من تدبير الله فقال: "من كان حقه النار فصولح على الرماد حَري أن يحمد الله"، يبقى ده عرف إن الله سبحانه وتعالى هو الذي قدر ذلك.


    قصة الثلاثة والصخرة
    - كذلك معانا قصة التلاتة والصخرة.. التلاتة اللي كانوا ماشيين كما قصّ النبي صلى الله عليه وسلم هذه القصة، "بينما ثلاثةُ نفرٍ ممن كان قبلكم يمشون إذ أصابهم مطر" صحيح البخاري
    الشاهد من القصة إنهم دخلوا الغار ووقعت الصخرة فسدت عليهم باب الغار، كان ممكن أي حد غيرهم كان ممكن يلوم بعضهم بعضًا ويقولوا من اللي شار علينا نمشي في الطريق دا النهارده، مين اللي اختار الغار بالذات؟، مين اللي خلّانا ندخل في التوقيت دا بالذات؟، لكن لأنهم كانوا مؤمنين بالله –عز وجل- فقعدوا يفكروا مين اللي دخّلنا في الوقت دا؟ إنه الله، مين اللي دخّلنا في اللحظة دي وفي المكان دا؟ إنه الله، مَن الذي أسقط الصخرة؟ مش أمام الغار، ولا خلف الغار، ولا عن يمين الغار، ولا عن شمال الغار، ولكن مباشرةً على باب الغار، إنه الله، فعلموا أن الله –عز وجل- هو الذي قدّر ذلك، فقالوا: "لا ينجيكم إلا الصدق فليدع ُكل رجل منكم بما يعلم أنه قد صدق فيه" صحيح البخاري.
    فلما علموا أن الله هو المُقدِّر لذلك، علموا أن الله -عز وجل- هو الذي ينجيهم من ذلك.
    فهذا من توحيد الربوبية، أو من الإيمان بالله –عز وجل- ربًا، إن احنا نؤمن أن الله –عز وجل- هو الذي يدبر الأمر، يبقى إذًا لو انت عشت فعلًا بالمعنى دا في قلبك هتعلم أن كل ما يحدث لك إنه من اختيار الله –عز وجل- وتدبيره فترضى وتُسلِّم وتعامل الله –عز وجل- بمقتضى هذا الفعل، تفكر بقى يا ترى ربنا ليه قدّر عليّ هذا الأمر؟
    أكيد لحكمة، تبدأ تتدبر إيه الحكمة، يا ترى أنا مثلًا قصرت ووقعت في معصية في حق الله –عز وجل-، فالله
    –عز وجل- يذّكرني بذلك؟، هل أنا مثلًا أذنبت ذنب؟، هل أنا غفلت عن طاعة معينة؟ هل أنا مثلًا لم أشكر نعمة من النعم؟، تبدأ تفكر لماذا قدّر الله -عز وجل- هذا الأمر، سواء كان من الخير أو من الشر
    "وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً ۖ وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ" الأنبياء: 35

    يبقى إذًا دا الكلام على الله –عز وجل- ربًا مدبرًا، الله –عز وجل- ربًا خالقًا، الله –عز وجل- ربًا رازقًا، الله –عز وجل- ربًا محييًا مميتًا، كل دي أمور، يعني أنا مش عاوز أطوّل أوي عشان الوقت لكن لابد نعيش معاه، الله –عز وجل- هو الذي يدبر الأمر، هو الذي يخلق.


    الإيمان بالله خالقًا
    لما تفكر أن الله –عز وجل- هو الذي يخلق، يعني كتير من الناس مثلًا لا يُرزَق بالولد، والولد دا أصلًا خلق، يعني أن ربنا –سبحانه- يخلق في رحم زوجتك طفل، دا خلق، لا أحد على الإطلاق يملك ذلك، ولا أي أحد من الأطباء، حتى كتير في حالات طبية كتير الزوج والزوجة يكشفوا ويقول لهم التحاليل كلها سليمة لكن مش عارفين إيه السبب، الله –عز وجل- هو الذي لم يُقدِّر أن يُخلَق الولد، وإلا علمت ذلك على الحقيقة لن تطلب الولد إلا من الله.
    إذًا تدعو الله –عز وجل-، مفيش مشكلة أن تأخذ بالأسباب وتتعالج لو عندك مشكلة، لكن تعلم أن الله –عز وجل- في النهاية هو الخالق، والذي يخلق بذلك، لما نيجي بقى نرسخ هذه العقيدة في حياتنا، يبقى إذًا مين منّا ساعتها ممكن يفكر أنه يذهب لدجاجلة، أو مشعوذين، أو سحرة، أو غير ذلك عشان يأتي بالولد؟ كلام مش ممكن فعلًا، وتجد تعارض مع توحيد الربوبية، الله –عز وجل- هو الذي يخلُق.


    الإيمان بالله رازقًا
    أما تعرف أن الله –عز وجل- هو الذي يرزق، ودي من صفات الربوبية أيضًا، فتعلم أن الرزق بيد الله –وحده يبقى ازاي تطلب الرزق من الحرام؟
    يعني بعض الناس كان يبيع سجاير فروحت له وكنت بأشتري من عنده حاجات، يعني فاتح بقالة، فلقيت عنده سجاير، فبقول للشخص دا: انت ليه بتبيع سجاير؟ انت إنسان محترم وبتصلي وإنسان كويس ليه بتبيع سجاير؟ دا انت بتاخد إثم كل سجارة الراجل اللي بيشتريها ويشربها، وكل نفَس فيها، إيه اللي بيخليك تعمل في نفسك كدا؟ انت أصلًا مابتدخنش، إيه اللي يخليك تاخد السيئات دي كلها؟
    قال لي: والله يا شيخ لما بييجي مشتري ويسأل على السجاير ومايلقيهاش يسيب المحل ويروح يشتري حاجته كلها من محل تاني فيه سجاير، لكن لما بيلاقي السجاير بياخدها وبعدين ياخد الحاجات بتاعته.
    قلت له: يعني انت عاوز تقنعني إن الرزق اللي ربنا كاتبهولك عدم وجود السجاير هو اللي هيوقفه؟ يعني لو ربنا كتب لك النهارده رزق مائة جنية أو ألف جنية أيًا كان عدم وجود السجاير هيوقف الألف جنية دي ويمنعها عنك؟ أو وجودها هو اللي يجيبه؟ هل تطلب ما عند الله بمعصية الله؟ فتأمل كدا في كلامي..
    وقال لي: لأ، وسبته ومشيت وأنا مااعرفش هيعمل إيه، بعد أيام عديت عليه لاقيته فعلًا منع السجاير تمامًا من عنده، ليه؟ لأنه فعلًا لما ربنا –سبحانه وتعالى- استعملني إن أنا ذكرته بالمعنى دا في الربوبية، الله –عز وجل- هو الرازق، هو الرب، فعلًا لما هو تفكّر كدا قال لي: ازاي يبقى ربنا هو اللي بيرزق واطلب رزقه بمعصيته؟ ازاي؟ ففعلًا منع السجاير من حياته.


    الإيمان بالله محييًا ومميتًا
    فإذًا دا اللي الإيمان بالله مدبرًا، الإيمان بالله خالقًا، الإيمان بالله رزاقًا، الإيمان بالله محييًا مميتًا، زي ما حاولنا برده في قضية الولد والإنجاب، وقضية الإحياء والإماتة كتير من الناس جدًا لما يعني تروح مثلًا المياتم أو المقابر وتشوف جزع كثير من الناس لما يموت له حبيب أو قريب، ابن مثلًا يحبه جدًا، أو والد، أو أم، أو حد هو متعلق به جدًا، وتشوف كيف أنه يجزع من الموت؟ مفيش مشكلة إنك تبكي، مفيش مشكلة إنك تحزن، النبي –صلى الله عليه وسلم- لما مات ابنه إبراهيم حَزِنَ حزنًا شديدًا، وبكى ودَمِعَت عيناه وقال:
    "تدمعُ العينُ ويحزنُ القلبُ ولا نقول ما يُسخِطُ الربَّ" حسنه الألباني، ابكِ براحتك، عيّط براحتك، لكن كثير من الناس وبنشوف الكلام دا كتير في المستشفيات والحوادث، وموت الفجأة لما بييجي لكتير من الشباب تلاقيه يجزع، ويقول: يا رب ليه؟ دا كان لسه شباب، كان لسه المستقبل قدامه، ليه يا رب كدا؟
    يبدأ يقول كلمات فيها اعتراض على الله –سبحانه وتعالى- وتَسَخُّط على أقدار الله، ويبدأ أنه مثلًا أحيانًا يبدأ يقول للدكاترة انتم قصرتم، وانتم كان مفروض تعملوا، ربنا هو المميت، ربنا هو المحيي المميت، روحه لن تُقبَض إلا بأمرٍ من الله، انت بتتكلم في إيه؟ الموضوع منتهي، الموضوع خلصان، الموضوع بأمرٍ من الرب –سبحانه وتعالى- المحيي المميت،

    لو فعلًا عقيدة أن الله –عز وجل- هو الرب ترسّخت في قلوبنا لظهرت في كثير من أفعالنا، زي ما احنا قلنا في تدبير الله –عز وجل-، في خلق الله –عز وجل-، في رزق الله –عز وجل-، في إحياء الله –عز وجل-، في إماتة الله –عز وجل-، في رفع الله –عز وجل- وخفضه للناس، في قبضه وبسطه للأرزاق، كل هذه أمور من توحيد الربوبية، لو رسخت في قلوبنا حقًا وتأملنا فيها، في كلام الله –عز وجل-.

    وكلام رسول الله –صلى الله عليه وسلم- سنعلم أن الله –عز وجل- وحده هو الذي يملك ذلك.
    يبقى إذًا مظاهر الشرك في الربوبية اللي ممكن تحدث ستنتفي تمامًا لو عشنا مع أن الله –عز وجل- هو الرب الخالق، الرازق، المُدَبر، المحيي، المميت، القابض، الباسط، سبحانه وتعالى، يبقى دا الشق الأول من توحيد الربوبية، لما نتكلم عن العقيدة، لسه متكلمناش عن ضوابط العقيدة، ومظاهر الشرك، والكلام دا، احنا بنتكلم عن الله، الله –عز وجل- ربًا –سبحانه وتعالى.


    توحيد الألوهية.. الـتألّه إلى الله
    ثانيًا: الله –عز وجل- إلهً، كتير بقى، افتح كتب العقيدة هتلاقيها في توحيد الألوهية، مظاهر الشرك في الذبح والنذر والطواف بالقبور والأولياء، كلام كتير جدًا عن مظاهر الشرك في الألوهية، لكن ما الذي كان في قلب النبي محمد –صلى الله عليه وسلم- وهو يتأله إلى الله –عز وجل-؟ وهو يقول للسيدة عائشة: "يا عائشةَ ! ذَرِينِي أتعبَّدُ الليلةَ لربِّي" حسنه الألباني، هي دي الألوهية، تأله لله –عز وجل-، هي دي توحيد الألوهية، هي دي العقيدة إن أنا أتأله إلى الله، وهو يقول: "ذَرِينِي أتعبَّدُ".
    أتعبّد دي هي توحيد الألوهية هي أن تُفْرِد الله –عز وجل- بالعبادة، تُفرِد دي هي الضوابط، وبالعبادة بقى إنك تعبد، مش أُفرِد، خلاص مش بأعبد غير ربنا، فين العبادة بقى؟ المفروض يبقى فيه عبادة.


    توحيد الألوهية في قلب النبي صلى الله عليه وسلم
    شوف بقى ما كان في قلب النبي –صلى الله عليه وسلم- وهو يقول للسيدة عائشة "ذَرِينِي أتعبَّدُ الليلةَ لربِّي" حسنه الألباني، ويقوم فيصلي لله –عز وجل-.
    كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يقوم فيصلي حتى يقوم قيامًا طويلًا، حتى تفطّرت قدماه –صلى الله عليه وسلم، كان يسجد فيقول بتسبيحات ومحامد لا يعلمها أحد، السيدة عائشة في ليلة من الليالي بتمد يدها تبحث عن النبي-صلى الله عليه وسلم- فوجدت يده وهو ساجد، ثم سمعته يقول ذكرًا من الأذكار ويسبح الله-عز وجل-، لا تتخيل أن هذا الذكر الوحيد اللي النبي-صلى الله عليه وسلم- بقى له نص ساعة ساجد بيقوله.


    النبي-صلى الله عليه وسلم- لما صلى بالبقرة والنساء وآل عمران وركع مثل ذلك، تخيل مثلًا البقرة وآل عمران والنساء خمس أجزاء، لما واحد يقرأ خمس أجزاء هيقرأهم في أد إيه؟ لو قلنا: أنه مُتقن ويقرأ بسرعة، سيقرأ مثلاً الجزء في نصف ساعة، يعني خمس أجزاء في ساعتين ونصف، فركع مثل ذلك، تخيل النبي-صلى الله عليه وسلم- راكع ساعتين ونصف! وفي رواية: نحوًا من ذلك "أي أقل منه بشوية"، في حدود ساعتين، تخيل النبي-صلى الله عليه وسلم- راكع ساعتين، بيقول إيه؟!

    إيه اللي في قلب النبي-صلى الله عليه وسلم- وهو بيتأله إلى الله ساعتين.

    معظم الناس في الركوع يدوب بيقول: سبحان ربي العظيم ثلاث مرات وحتى لا يُكملها، أو ممكن مرة واحدة، أو ممكن يقعد يقولهم: سبحان ربي العظيم من غير حتى ما يفهم بيقول إيه ولا يتدبر بيقول إيه، النبي-صلى الله عليه وسلم- ساعتين راكع، ثم قام مثل ذلك، قعد يحمد الله-عز وجل- في الوقوف بعد الركوع بمحامد ساعة ونصف، ثم سجد نحوًا من ذلك، يعني ساعة مثلاً سجود، النبي-صلى الله عليه وسلم- بيقول إيه في السجود ساعة كاملة؟ إيه التأله على الله-عز وجل-؟
    النبي-صلى الله عليه وسلم- حتى قبل البعثة كان يخلو في الغار الليالي ذوات العدد، يعني النبي-صلى الله عليه وسلم- كان بيقعد مثلًا خمس، ست ليالي في غار لوحده لا يدخل عليه أحدًا من البشر، بيقول إيه؟ وبيفكر في إيه؟ وبيعمل إيه من العبادات؟ هي دي التأله إلى الله؛ وكذلك الصالحون إن كانوا سير كثيرة جدًا من الصحابة ومن الصالحين بعدهم، اللي كان بيصلي الفجر بوضوء العشاء، واللي كان بيقوم نصف الليل، وبيوت من الصحابة، بيوت كاملة كانت بتقسم الليل على أفرادها يعني كانوا خمسة فبيقسموا كل واحد خمس الليل، وبعدين بنت تتجوز بقوا أربعة يقسموا الليل على الأربعة، وبعدين مثلاً واحد يموت يقسموا الليل على الثلاثة لحد ما كان بعضهم ليقوم الليل وحده في آخر عمره لما كان عايش لوحده في البيت.
    إزاي الناس دي وصلت إلى هذه الدرجة من التأله؟


    كان شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله- يجلس جلسة الضحى، انتوا عارفين جلسة الضحى اللي النبي-صلى الله عليه وسلم- قال عنها: "من صلى الفجرَ في جماعةٍ ثم قعدَ يذكُرُ اللهَ حتى تطلُعُ الشمسُ ثم صلى ركعتين كانت له كأجرِ حَجَّةٍ وعمرةٍ. قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: تامَّةٍ، تامَّةٍ، تامَّةٍ." حسنه الألباني، يعني اللي يصلي الفجر ويقعد في أذكار لحد صلاة الضحى اللي هي بعد الشروق تقريبًا بتلت ساعة أو بربع ساعة يبقى الوقت ده كأجر حجة وعمرة بإذن الله-عز وجل-.
    تخيل إن شيخ الإسلام ابن تيمية كان يجلس هذه الجلسة فيظل يذكر الله -عز وجل- حتى يتعالى النهار، يعني لحد مثلاً تسعة أو عشرة الصبح، كان بيقول إيه؟ كان في قلبه إيه؟ هو ده التأله اللي إحنا عايزين نعيشه، نعيش بقلوبنا في عبادة الله، ونتلذذ بهذه العبادة، يبقى دي ألوهية مش توحيد الألوهية، بنتكلم عن الألوهية نفسها، التأله على الله، هنتكلم عن التوحيد والضوابط عن شاء الله قدام شوية.


    توحيد الأسماء والصفات
    بعد كده الإيمان بالله -عز وجل- أو توحيد الله -عز وجل-، توحيد الأسماء والصفات، هنوحد الله -عز وجل- في أسمائه وصفاته، طبعًا مسألة التوحيد وبالذات في الأسماء والصفات هتلاقي كلام كتير جدًا في شروحات العقيدة عن: من هم المُعطلة، ومن هم المُشبهة، ومن هم، ومن هم، وإيه أنواع الإلحاد في الأسماء والصفات، إلى غير ذلك، أمور مهمة جدًا وضوابط خطيرة جدًا بس زي ما إحنا قلنا: ده دواء.

    لفظ الجلالة "الله"
    لكن أين يُنزل؟ أين أن تعلم معنى اسم الله "الله"، عارف يعني إيه الله؟ مفكرتش كده مرة اسم الله؟ "الله" ده معناه إيه؟ جه منين؟ علماء العقيدة لما تكلموا في اسم الله، "الله" اختلفوا ابتداءً هل هو مشتق أم غير مشتق، العلماء اللي قالوا إنه مشتق، يعني إيه مشتق؟ يعني مثلاً الرحمن من الرحمة فهو مشتق من الرحمة، المُقيت من القوت، هو بيوصل القوت، الله هو مشتق من إيه؟ إيه الفعل اللي جت منه لفظ الجلالة "الله"؟
    فاللي قالوا: إنه مشتق اختلفوا على ثلاث جذور لغوية، إما من ألِه، أو أَلَه، أو وَلِه، إيه الفرق بين الثلاثة؟ قالوا: وله ده من شدة الحب، حتى يقولوا إيه؟ ولِه الفصيل إلى أمه (أي اشتاق إليها)، أو ألِه أي تعبَّد، أو ألَه أي تحيَّر..
    طيب لما ناخد بقى التلاتة دول كده ونفهم معنى اسم الله " الله" من خلال الجذور اللغوية الثلاثة، قالوا:
    هو الذي القلوب هائمةٌ في محبته "من الوله"
    والعقول حائرةٌ في عظمته "من الأَلَه"
    والجوارح تنقاد في طاعته "من الألِه"

    يبقى إذًا لما تفهم فرقت معاك، لما فهمت الله يعني إيه إن أنت كلمة بتقولها بس إن ده اسم الله الأعظم أو لفظ الجلالة، ولما عرفت أن الله هو الذي يكون قلبك يألهه وعقلك يحار في عظمته وجوارحك تنقاد في طاعته، فرقت معاك كتير طبعًا.


    اسم الله "الصمد"
    لما تعرف مثلاً اسم من أسماء الله بنقوله كلنا في اليوم عشر مرات أو خمسة عشر مرة أو أكثر في كل موضع: الله أحد، الله الصمد، يعني إيه الصمد؟ مفكرتش مرة كده يعني إيه الصمد؟ هنقعد نقول بقى: الصمد من غير تشبيهٍ ولا تعطيلٍ ولا تحريفٍ ولا تكييف، يعني إيه برضه الصمد؟ الكلام ده برضه كويس ومهم، لكن يعني إيه الصمد؟ هل عشت مع اسم الله الصمد؟
    الصمد، مما قيل في اسم الله الصمد: هو الذي تصمد إليه الخلائق في حوائجها، تخيل وأنت تقول: الله الصمد، وأنت تتخيل الخلائق كلها رافعة إيديها وتلتجئ إلى الله وتصمد إليه في حوائجها، الكائنات كلها، الطيور تخرج، ملايين الطيور كل يوم الصبح، ولها حوائج من الغذاء وغير ذلك، تصمد إلى الله في هذه الحوائج، والأسماك في البحار تصمد إلى الله، والنباتات في الغابات، وأماكن مفيش بشر دخلها، كل هذه يرزقها الله-سبحانه وتعالى-، كل هذه الكائنات تصمد إلى الله-عز وجل- في كل يوم، يبقى الله الصمد.


    اسم الله "المقيت"
    لما تعلم أن الله -عز وجل- هو المقيت، المقيت هو الذي يُعطي ويرزق القوت، أما تعرف أن الله -عز وجل- هو المقيت وتتدبر كم من الكائنات يعني فيه حيتان في البحر بتشرب أطنان من اللبن، يعني الحوت الصغير أما بيرضع من أمه الكبيرة الوجبة بتاعته الغذائية دي أطنان من اللبن، لو حوت من ده جالنا في بلد من البلدان في مصر والّا في أي بلد ومثلاً وزارة من الوزارات هي المتكفلة أنها ترزق أو تُقيت هذا الحوت هذه الأطنان من اللبن هيبقى الموضوع عامل إزاي؟
    تخيل بقى واللبن عمال يتحلب من أبقار ويتنقل وبيوصل ومجهود شاق ومجهود بشري أد إيه وفلوس أد إيه؟ الله-عز وجل- بأمرٍ من الله-عز وجل- يخرج "مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَنًا خَالِصًا" النحل:66، الله-عز وجل- هو الذي يُخرج هذا اللبن من هذا الحوت، الله -عز وجل- هو الذي يُخرج من بين هذا الدم والفرث لبنًا خالصًا لهذا الحوت بأمر من الله -عز وجل-، الله -عز وجل- هو الذي يُدبر الأمر، الله -سبحانه وتعالى- هو الذي يُقيت هذه المخلوقات التي في كل هذه الأماكن برحمته-سبحانه وتعالى-.

    اسم الله "الشكور"

    لما تعلم أن الله -عز وجل- شكور، لما نتكلم عن الشكر لله -عز وجل- وأن الله -عز وجل- يُجازي على تمرة ما يوازي جبل أُحد من الثواب كما قال النبي-صلى الله عليه وسلم-: "إنَّ اللهَ ليُربِّي لأحدِكم التمرةُ واللُّقمةُ، كما يُربِّي أحدُكم فَلُوَّهُ أو فصيلَه، حتى تكونَ مثلَ أُحدٍ" صححه الألباني، كما قال-صلى الله عليه وسلم- إن الصدقة الصغيرة دي ربنا بيربيها لنا حتى قال النبي-صلى الله عليه وسلم- حتى تصير التمرة كجبل أُحد من الثواب، تمرة بكام؟ كيلو التمر مثلًا بعشرة جنيه والّا بعشرين جنيه، يعني التمرة ماتقفش بأي حاجة خالص، التمرة دي تبقى أد جبل أُحد من الثواب بإيه؟ بشكر الله -عز وجل-، ومضاعفته لهذه الأعمال.


    لذلك أهل الجنة اللي فاهمين صح ودخلوا الجنة وشافوا بقى أعمالهم كان فيها فساد أد إيه وغفلة، لما جه يوم القيامة وشاف أعماله والصلاة اللي صلّاها وكم مرة لم يتم الركوع، وكم مرة لم يتم السجود، وكم مرة سهى في صلاته، وكم مرة راءى في أعماله، وبدأت الأعمال دي تسقط لحد أما صُفي له قليل من الأعمال، فقال: خلاص أنا مش داخل الجنة، ففوجيء أن الله -عز وجل- يُدخله الجنة، فأهل الجنة أما دخلوا الجنة قالوا إيه؟
    "إِنَّ رَبّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ" فاطر:34، غفر الكثير من الزلل وشكر القليل من العمل، الله -عز وجل- هو الشكور- سبحانه وتعالى-.


    لما نعيش بقى مع هذه الأسماء والصفات حياتنا ستتغير؛ لذلك لا بد أن نعيش مع أن الله -عز وجل- هو الرب، هو المألوه -سبحانه وتعالى-، هو الذي له كل هذه السماء وكل هذه الصفات، لما نعيش مع هذه المعاني سيكون هذا هو الغذاء الحقيقي لقلوبنا وهو الذي سيغير حياتنا وهو الذي سيحكم اختياراتنا في كل أمور الحياة.
    أسأل الله-سبحانه وتعالى- أن يرزقنا أن نحيا بهذه العقيدة، العقيدة الإسلامية الصحيحة.
    جزاكم الله خيرًا، وصلى الله على نبينا محمدٍ وسلم تسليمًا كثيرًا، والحمد لله رب العالمين.


    تم بحمد الله
    التعديل الأخير تم بواسطة بذور الزهور; الساعة 11-08-2015, 10:24 PM.
    ~وقفات مع الصحابة وامهات المؤمنين~ ♥♥♥متجدد♥♥♥

    سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

    تعليق


    • #3
      رد: الدرس الثالث العقيدة وحدود العقيدة للشيخ د محمد جوده

      الله المستعان جزاكم الله خير
      الصوت متقطع في الغرفة


      فالحمد لله علي الدرس حملت الدرس والتفريغ من هنا لاستكماله

      ولو في اي سؤال نكتبه أين ؟؟
      مشروع حفظ للجنة بطريقة الحصون الخمسة
      ما أشقاك أيها المسكين عندما تجعل هذا الجهد والتعب والنصب لغير
      ملك الملوك .. ما أشقاك !

      دخولي متقطع بسبب الدراسة

      تعليق


      • #4
        رد: الدرس الثالث العقيدة وحدود العقيدة للشيخ د محمد جوده

        المشاركة الأصلية بواسطة كريمة الاخلاق مشاهدة المشاركة
        الله المستعان جزاكم الله خير
        الصوت متقطع في الغرفة


        فالحمد لله علي الدرس حملت الدرس والتفريغ من هنا لاستكماله

        ولو في اي سؤال نكتبه أين ؟؟
        إذا كان السؤال يخص درس اليوم وشرح الشيخ
        تفضلوا بكتابته هنا في نفس الموضوع
        وإن كان سؤال عام يخص الدورة عمومًا تفضلوا بكتابته هنا
        مثبــت: صفحة الاستفسارات والمقترحات والشكاوى



        "اللهم إني أمتك بنت أمتك بنت عبدك فلا تنساني
        وتولني فيمن توليت"

        "وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ"الشورى:36

        تعليق


        • #5
          رد: الدرس الثالث العقيدة وحدود العقيدة للشيخ د محمد جوده

          بارك الله فيكم ونفع بكم
          متابعين معكم و الحمد لله

          تعليق


          • #6
            رد: الدرس الثالث العقيدة وحدود العقيدة للشيخ د محمد جوده

            جزاكم الله خيرا ونفع بكم
            قال الإمام الشافعي -رحمه الله -:
            (كلما أدبني الدهر أراني نقص عقلي...وكلما ازددت علما زادني علما بجهلي)

            تعليق


            • #7
              رد: الدرس الثالث العقيدة وحدود العقيدة للشيخ د محمد جوده

              جزاكم الله خيرا

              تعليق


              • #8
                رد: الدرس الثالث العقيدة وحدود العقيدة للشيخ د محمد جوده

                جزاكم الله خيرا
                ذَرَفْنَا الدَّمْعَ مِدْرَارا لِكَي تمَحُو خَطَايَانَا..وَعُدْنَا اليَوم أطْهَارا فَنُورُ الله أَحْيَانَا..هَجَرْنَا الذَّنْبَ لَنْ نَرْجِع..إِلى العِصْيَانِ رَبَّاهُ.

                تعليق


                • #9
                  رد: الدرس الثالث العقيدة وحدود العقيدة للشيخ د محمد جوده

                  جزاكم الله خيرًا
                  وبارك الله فيكم

                  تعليق


                  • #10
                    رد: الدرس الثالث العقيدة وحدود العقيدة للشيخ د محمد جوده

                    جزاكم الله خيرًا

                    تعليق


                    • #11
                      رد: الدرس الثالث العقيدة وحدود العقيدة للشيخ د محمد جوده

                      جزاكم الله خيرا ونفع بكم
                      لأستسهلنَّ الصّعبَ أو أدركَ المُنى ... فما انقادتِ الآمالُ إلّا لصابرِ ..

                      تعليق


                      • #12
                        رد: الدرس الثالث العقيدة وحدود العقيدة للشيخ د محمد جوده

                        جزاكم الله خيراً ...

                        تعليق


                        • #13
                          رد: الدرس الثالث العقيدة وحدود العقيدة للشيخ د محمد جوده

                          وجزاكم الله المثل
                          ~وقفات مع الصحابة وامهات المؤمنين~ ♥♥♥متجدد♥♥♥

                          سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

                          تعليق


                          • #14
                            رد: الدرس الثالث العقيدة وحدود العقيدة للشيخ د محمد جوده
                            جزاكم الله خيرا

                            تعليق

                            يعمل...
                            X