[ يا صاحب العلم إنه الورع فأين ورعك ؟ ]
قال بشر بن الحارث: " من ازداد علماً ولم يزدد ورعاً ؛ لم يزدد من الله إلا بعدا "
( انظر المجالسة وجواهر العلم " لأبي بكر الدينوري 4/107 )
( انظر المجالسة وجواهر العلم " لأبي بكر الدينوري 4/107 )
ــــــــــــــــــــــــــــ
كما ذكرت في شذور سابقة فأنا أتطرق لبعض الموضوعات لتحملني على مكارم الأخلاق وصفاء القلب ؛ لأني من أحوج الناس لها , و ما حالي إلا كما قيل:
فأسأل الله تعالى أن يجعلنا من الأتقياء أهل الورع .
لا أدري مرَّ بطيفي وأنا أقرأ هذه العبارة ما ربما يقع من بعض طلبة العلم – وهم قلة إن شاء الله – في مواقف تسائل نفسك متعجباً مما ما تراه [ هل هذا خلق طالب - أو طالبة- علم ؟؟] فضلاً عن انتظارك الورع منه .
إذا ذُكر بشر بن الحارث رحمه الله تعالى ذُكرت معه العبادة فبه يُضرب المثل عند السلف في العبادة , وعليه فهذه الكلمات ليست فقط من السلف , بل من أحد قولهم في باب العبادة , وهذا يجلعنا جميعا نراجع حساباتنا في علمنا وأثره في تعاملنا مع الشرع .
بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم يأتي إلى فراشه , مكانه الخاص الذي يأوي إليه لوحده ويجد تمرة فيضعها في فيه ليأكلها ثم يخشى من شيء فماذا فعل , يقول : "وَاللَّهِ إِنِّي لأَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِي فَأَجِدُ التَّمْرَةَ سَاقِطَةً عَلَى فِرَاشِي -أَوْ فِي بَيْتِي- فَأَرْفَعُهَا لآكُلَهَا، ثُمَّ أَخْشَى أَنْ تَكُونَ صَدَقَةً -أَوْ مِنَ الصَّدَقَةِ- فَأُلْقِيهَا"
رواه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه
إن بين الورع وبين كثير من الناس – نسأل الله ألا نكون منهم - بون شاسع , فالورع خلق قلَّ أهله حتى أضحى الكثير لا يعلم معنى الورع , وما ذاك إلا لأن الخلق الموصل للورع وهو الخوف من الله تعالى قد رقَّ في حياة البعض , فهو أطلق العنان لجوارحه تعمل ما تشاء , دونما أي مراقبة , تارة يقدح في غيره وتارة يسمع من غيره القدح في الآخرين,
وكل هذا بحجة الإيضاح والتبيين أو التحذير الذي اتسع على الراقع , ناهيك عما يعجُّ به الواقع اليوم من تتبع فتاوى ميسرة وكثيرا هم المتذرعون بالفهم المغلوط لعبارة ( الدين يسر ) , وتارة في تصنيف الناس وإساءة الظن بهم ويالها من حالقة لصفاء القلب !! وقول مثل هذا في ماله الذي ربما خالطه حرام وهو غير مبالٍ , أو زيَّن له الشيطان صنيعه وألبسه لباس الحلال , هذا وذاك وغيره من مواقف أحدثت في القلب غبشاً وبعداً وقسوةً وظلمةً جعلته يتجشم المواقف دونما أي مراقبة ومحاسبة , فإن كان من اشتغل بالفضول حرم الورع فكيف بمن اشتغل بالمحرمات والله المستعان
, قال سهل رحمه الله : "من اشتغل بالفضول حُرِم الورع ", يا الله الاشتغال - أي الإكثار - بالمباحات يمنع الورع !! فإن كان كذلك فاعلم أن رأس الورع هو الخوف من الله تعالى , فمن خاف ترك ما يخاف أن يضره في الآخرة أو يتوقع ضرره وحينها حقق الورع , وطالب العلم لهذا الخلق أولى لما معه من العلم فهو كلما ازداد علماً ازداد ورعاً , أو فلتراجع علمها وتعيد النظر فإنه ربما ازداد من الله بعداً والله المستعان ؛ ذاك أن العلم كان الأولى أن يقربك إلى الله أكثر فيظهر أثر ذلك في قلبك وجوارحك.
توصية عملية :
1- كل عمل تعمله لتحقق الورع فيه تذكر فيه لقاء الآخرة وأهوالها وكربها وسائل نفسكهل سيؤخرك هذا العمل أو تخشي أن يؤخرك , واعرضيه على ذاك اللقاء العظيم , لقاءك مع الله تعالى حينما يكلمك ليس بينك وبينه ترجمان , فقط أنتوالله تعالى وأعمالك عن يمينك وشمالك ومنها ذلك العمل الذي ترددت فيه , وحديثك سيكون مع الله جل جلاله لقاء لك أنت وحدك يخصك , فأي هيبة وأي حال ستكون عليها حينئذ ؟؟
عندها ستعلم هل عملك يخل بالورع أو لا يخل .
2- لا تغتر بذهاب الورع عن حياة كثير من الناس اليوم , ولاتجاريهم حتى لو كانوا طلاب علم , واقتد بمن سلف , اقرأ في سيرهم وتأمل كيف هي حياتهم حينها ستعلم أنهم ازدادوا علماً فازدادوا ورعاً , ثم ازدادوا من الله قرباً نسأل الله أن نكون جميعاً كذلك .
.
كما ذكرت في شذور سابقة فأنا أتطرق لبعض الموضوعات لتحملني على مكارم الأخلاق وصفاء القلب ؛ لأني من أحوج الناس لها , و ما حالي إلا كما قيل:
وغير تقي يأمر الناس بالتقى *** طبيب يداوي الناس وهو عليل
فأسأل الله تعالى أن يجعلنا من الأتقياء أهل الورع .
لا أدري مرَّ بطيفي وأنا أقرأ هذه العبارة ما ربما يقع من بعض طلبة العلم – وهم قلة إن شاء الله – في مواقف تسائل نفسك متعجباً مما ما تراه [ هل هذا خلق طالب - أو طالبة- علم ؟؟] فضلاً عن انتظارك الورع منه .
إذا ذُكر بشر بن الحارث رحمه الله تعالى ذُكرت معه العبادة فبه يُضرب المثل عند السلف في العبادة , وعليه فهذه الكلمات ليست فقط من السلف , بل من أحد قولهم في باب العبادة , وهذا يجلعنا جميعا نراجع حساباتنا في علمنا وأثره في تعاملنا مع الشرع .
بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم يأتي إلى فراشه , مكانه الخاص الذي يأوي إليه لوحده ويجد تمرة فيضعها في فيه ليأكلها ثم يخشى من شيء فماذا فعل , يقول : "وَاللَّهِ إِنِّي لأَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِي فَأَجِدُ التَّمْرَةَ سَاقِطَةً عَلَى فِرَاشِي -أَوْ فِي بَيْتِي- فَأَرْفَعُهَا لآكُلَهَا، ثُمَّ أَخْشَى أَنْ تَكُونَ صَدَقَةً -أَوْ مِنَ الصَّدَقَةِ- فَأُلْقِيهَا"
رواه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه
إن بين الورع وبين كثير من الناس – نسأل الله ألا نكون منهم - بون شاسع , فالورع خلق قلَّ أهله حتى أضحى الكثير لا يعلم معنى الورع , وما ذاك إلا لأن الخلق الموصل للورع وهو الخوف من الله تعالى قد رقَّ في حياة البعض , فهو أطلق العنان لجوارحه تعمل ما تشاء , دونما أي مراقبة , تارة يقدح في غيره وتارة يسمع من غيره القدح في الآخرين,
وكل هذا بحجة الإيضاح والتبيين أو التحذير الذي اتسع على الراقع , ناهيك عما يعجُّ به الواقع اليوم من تتبع فتاوى ميسرة وكثيرا هم المتذرعون بالفهم المغلوط لعبارة ( الدين يسر ) , وتارة في تصنيف الناس وإساءة الظن بهم ويالها من حالقة لصفاء القلب !! وقول مثل هذا في ماله الذي ربما خالطه حرام وهو غير مبالٍ , أو زيَّن له الشيطان صنيعه وألبسه لباس الحلال , هذا وذاك وغيره من مواقف أحدثت في القلب غبشاً وبعداً وقسوةً وظلمةً جعلته يتجشم المواقف دونما أي مراقبة ومحاسبة , فإن كان من اشتغل بالفضول حرم الورع فكيف بمن اشتغل بالمحرمات والله المستعان
, قال سهل رحمه الله : "من اشتغل بالفضول حُرِم الورع ", يا الله الاشتغال - أي الإكثار - بالمباحات يمنع الورع !! فإن كان كذلك فاعلم أن رأس الورع هو الخوف من الله تعالى , فمن خاف ترك ما يخاف أن يضره في الآخرة أو يتوقع ضرره وحينها حقق الورع , وطالب العلم لهذا الخلق أولى لما معه من العلم فهو كلما ازداد علماً ازداد ورعاً , أو فلتراجع علمها وتعيد النظر فإنه ربما ازداد من الله بعداً والله المستعان ؛ ذاك أن العلم كان الأولى أن يقربك إلى الله أكثر فيظهر أثر ذلك في قلبك وجوارحك.
توصية عملية :
1- كل عمل تعمله لتحقق الورع فيه تذكر فيه لقاء الآخرة وأهوالها وكربها وسائل نفسكهل سيؤخرك هذا العمل أو تخشي أن يؤخرك , واعرضيه على ذاك اللقاء العظيم , لقاءك مع الله تعالى حينما يكلمك ليس بينك وبينه ترجمان , فقط أنتوالله تعالى وأعمالك عن يمينك وشمالك ومنها ذلك العمل الذي ترددت فيه , وحديثك سيكون مع الله جل جلاله لقاء لك أنت وحدك يخصك , فأي هيبة وأي حال ستكون عليها حينئذ ؟؟
عندها ستعلم هل عملك يخل بالورع أو لا يخل .
2- لا تغتر بذهاب الورع عن حياة كثير من الناس اليوم , ولاتجاريهم حتى لو كانوا طلاب علم , واقتد بمن سلف , اقرأ في سيرهم وتأمل كيف هي حياتهم حينها ستعلم أنهم ازدادوا علماً فازدادوا ورعاً , ثم ازدادوا من الله قرباً نسأل الله أن نكون جميعاً كذلك .
.
تعليق