Tweet
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله
أما بعد :
فإنَّ الإِنسانَ لا يخلُو من الْخَطأ والتقصير، وكلُّ بنِي آدم خطَّاء، وخير الخطائين التوابون،
وقد حثَّ الله في كتابه وحثَّ النبي صلى الله عليه وسلّم في خطابه على استغفار الله تعالى والتوبة إليه،
فقال سبحانه:
{وَتُوبُواْ إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }
[النور: 31]،
وقال تعالى:
{إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَبِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ }
[البقرة: 222].
والآياتُ في ذكرالتوبةِ عديدة.
وأما الأحاديثُ فمنها:
* الأغَرِّ بنِ يَسَار المُزنيِّ رضي الله عنهُ قال: قالَ النبي صلى الله عليه وسلّم: «يا أيها الناسُ توبُوا إلى الله واستغفروه فإني أتوبُ في اليوم مئةَ مرة»، رواه مسلم.
وعن أنس وابن عباسٍ رضي الله عنهم أنَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلّم قال: «لو أن لابن آدم وادياً من ذهبٍ أحبَّ أن يكونَ له وادِيَانِ ولن يملأ فَاه إِلاَّ الترابُ ويتوبُ الله على مَن تابَ»، متفق عليه.
وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها".
والأحاديث في هذا كثيرة،
الفرح بترك المعصية..
قال تعالى:
(( قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ
هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ))
{يونس:58}،
وقال صلى الله عليه وسلم:
(( من سرته حسنته وساءته سيئته فذلكم المؤمن)).
رواه الترمذي وأحمد .
و قد جاء في خبر إسلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه: أنه بُعيد أن بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم على الإسلام أراد أن يُعْلِم قريشاً بذلك، وأن لا يستتر بإسلامه كما استتر ضعفاء المسلمين،
فقال عمر رضي الله عنه: أيُّ قريش أنقلُ للحديث؟
فقيل له: جميل بن معمر الجمحي، فجاءه فأخبره بإسلامه، فمشى إلى المسجد وعمر رضي الله تعالى عنه وراءه، وصرخ: يا معشر قريش ألا إن ابن الخطاب قد صبأ، فقال عمر رضي الله عنه من خلفه: (كذب) ولكني أسلمت.
فقاموا، فلم يزل يقاتلهم ويقاتلونه حتى قامت الشمس وأعيى، فقعد وهم على رأسه، فقال: افعلوا ما بدا لكم، فلو كنا ثلاثمائة نفر تركناها لكم أو تركتموها لنا -يعني مكة- .
قلت (أبو أنس):
وهذا دليل على جواز إخبار الناس بالتوبة إن كان هذا من قبيل الاعتزاز بالدين
والثقة بموعود الله أنه تعالى يتوب على عباده ليتوبوا،
أو كان من باب إظهار الانتماء إلى هذا الدين العظيم،
أو كان فيه دعوة للغير ليقتدوا بنا،
ومع ذلك ينبغي لنا أن نراعي عدة أمور منها:
أولاً:
أن ننسب فضل الهداية لله وحده، فهو سبحانه يهدي من يشاء إلى صراطه المستقيم.
ثانياً:
أن نحمد الله على نعمة الهداية، فإن شكر النعم مؤذن بازديادها.
ثالثاً:
أن نَعلم ونعلم غيرنا أن ترك المنهيات وفعل المأمورات، إنما هو حقيقة كوننا مسلمين أي : أن نستسلم لأوامر الله سبحانه فنفعلها ولنواهيه فنجتنبها، وهذا مقتضى العبودية لله.
أَسْتَغْفِرُ اللهَ ذَنْبًا لَسْتُ مُحْصِيَهُ،رَبَّ العِباد، إليهِ الوَجْهُ والعَمَلُ
رابعاً:
عدم التعالي على الفساق عشاق المحرمات وعدم احتقار أشخاصهم، بل النظر إليهم نظرة إشفاق مع العمل على إخراجهم من غفلتهم،
قال الله تعالى:
((كَذَلِكَ كُنتُم مِّن قَبْلُ فَمَنَّ اللّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُواْ
إِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا))
{النساء:94}.
خامساً:
اعلموا أحبتي في الله أن الواجب على ابن آدم ترك كل المحرمات وليس معصية بعينها، فاجتهدوا في ترك كل محرم،
والله يحفظك ويرعاك.
وكونوا كما قال ربنا جل وتعالى في صفات المؤمنين
(( الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ ))
قال ابن كثير :
{ تَذَكَّرُوا }عقاب الله وجزيل ثوابه، ووعده ووعيده، فتابوا وأنابوا، واستعاذوا بالله ورجعوا إليه من قريب. { فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ } قد استقاموا وصحوا مما كانوا فيه.أهـ (بتصرف)
نعم أحبتي في الله هذا حال أهل الإيمان
وفقنا الله وإياكم إلى توبة نصوح ترضيه عنا
آمين
أقول(أبو أنس)
شكت القلوب لربها طولَ الجفا
صدع الفؤاد من الهوى
بكت القلوب من الصدا
بكت العيون من الجفا
بكت النفوس من الجوى
قامت إليك وفي الدُّجى
تشكو إليك من المُنى
تشكو إليك من الهوى
تشكو إليك القلبَ مني قد غوى
يا رب
يا رب جئتك تائبا
يا رب جئتك مُخلصا
يا رب جئتك قاصدا
يا رب ...
يا رب ...
يا رب ...
هذا المقر بذنبه ها قد وفا
فامنن بفضل منك عنه و بالشفا
أنت الكريم
أنت الكريم
أنت الكريم
وأنت أكرم من عفا
مناجاة كتبها (أبو أنس)
عفا الله عنه وعنكم
الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله
أما بعد :
فإنَّ الإِنسانَ لا يخلُو من الْخَطأ والتقصير، وكلُّ بنِي آدم خطَّاء، وخير الخطائين التوابون،
وقد حثَّ الله في كتابه وحثَّ النبي صلى الله عليه وسلّم في خطابه على استغفار الله تعالى والتوبة إليه،
فقال سبحانه:
{وَتُوبُواْ إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }
[النور: 31]،
وقال تعالى:
{إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَبِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ }
[البقرة: 222].
والآياتُ في ذكرالتوبةِ عديدة.
وأما الأحاديثُ فمنها:
* الأغَرِّ بنِ يَسَار المُزنيِّ رضي الله عنهُ قال: قالَ النبي صلى الله عليه وسلّم: «يا أيها الناسُ توبُوا إلى الله واستغفروه فإني أتوبُ في اليوم مئةَ مرة»، رواه مسلم.
وعن أنس وابن عباسٍ رضي الله عنهم أنَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلّم قال: «لو أن لابن آدم وادياً من ذهبٍ أحبَّ أن يكونَ له وادِيَانِ ولن يملأ فَاه إِلاَّ الترابُ ويتوبُ الله على مَن تابَ»، متفق عليه.
وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها".
والأحاديث في هذا كثيرة،
الفرح بترك المعصية..
قال تعالى:
(( قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ
هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ))
{يونس:58}،
وقال صلى الله عليه وسلم:
(( من سرته حسنته وساءته سيئته فذلكم المؤمن)).
رواه الترمذي وأحمد .
و قد جاء في خبر إسلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه: أنه بُعيد أن بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم على الإسلام أراد أن يُعْلِم قريشاً بذلك، وأن لا يستتر بإسلامه كما استتر ضعفاء المسلمين،
فقال عمر رضي الله عنه: أيُّ قريش أنقلُ للحديث؟
فقيل له: جميل بن معمر الجمحي، فجاءه فأخبره بإسلامه، فمشى إلى المسجد وعمر رضي الله تعالى عنه وراءه، وصرخ: يا معشر قريش ألا إن ابن الخطاب قد صبأ، فقال عمر رضي الله عنه من خلفه: (كذب) ولكني أسلمت.
فقاموا، فلم يزل يقاتلهم ويقاتلونه حتى قامت الشمس وأعيى، فقعد وهم على رأسه، فقال: افعلوا ما بدا لكم، فلو كنا ثلاثمائة نفر تركناها لكم أو تركتموها لنا -يعني مكة- .
قلت (أبو أنس):
وهذا دليل على جواز إخبار الناس بالتوبة إن كان هذا من قبيل الاعتزاز بالدين
والثقة بموعود الله أنه تعالى يتوب على عباده ليتوبوا،
أو كان من باب إظهار الانتماء إلى هذا الدين العظيم،
أو كان فيه دعوة للغير ليقتدوا بنا،
ومع ذلك ينبغي لنا أن نراعي عدة أمور منها:
أولاً:
أن ننسب فضل الهداية لله وحده، فهو سبحانه يهدي من يشاء إلى صراطه المستقيم.
ثانياً:
أن نحمد الله على نعمة الهداية، فإن شكر النعم مؤذن بازديادها.
ثالثاً:
أن نَعلم ونعلم غيرنا أن ترك المنهيات وفعل المأمورات، إنما هو حقيقة كوننا مسلمين أي : أن نستسلم لأوامر الله سبحانه فنفعلها ولنواهيه فنجتنبها، وهذا مقتضى العبودية لله.
أَسْتَغْفِرُ اللهَ ذَنْبًا لَسْتُ مُحْصِيَهُ،رَبَّ العِباد، إليهِ الوَجْهُ والعَمَلُ
رابعاً:
عدم التعالي على الفساق عشاق المحرمات وعدم احتقار أشخاصهم، بل النظر إليهم نظرة إشفاق مع العمل على إخراجهم من غفلتهم،
قال الله تعالى:
((كَذَلِكَ كُنتُم مِّن قَبْلُ فَمَنَّ اللّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُواْ
إِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا))
{النساء:94}.
خامساً:
اعلموا أحبتي في الله أن الواجب على ابن آدم ترك كل المحرمات وليس معصية بعينها، فاجتهدوا في ترك كل محرم،
والله يحفظك ويرعاك.
وكونوا كما قال ربنا جل وتعالى في صفات المؤمنين
(( الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ ))
قال ابن كثير :
{ تَذَكَّرُوا }عقاب الله وجزيل ثوابه، ووعده ووعيده، فتابوا وأنابوا، واستعاذوا بالله ورجعوا إليه من قريب. { فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ } قد استقاموا وصحوا مما كانوا فيه.أهـ (بتصرف)
نعم أحبتي في الله هذا حال أهل الإيمان
وفقنا الله وإياكم إلى توبة نصوح ترضيه عنا
آمين
أقول(أبو أنس)
شكت القلوب لربها طولَ الجفا
صدع الفؤاد من الهوى
بكت القلوب من الصدا
بكت العيون من الجفا
بكت النفوس من الجوى
قامت إليك وفي الدُّجى
تشكو إليك من المُنى
تشكو إليك من الهوى
تشكو إليك القلبَ مني قد غوى
يا رب
يا رب جئتك تائبا
يا رب جئتك مُخلصا
يا رب جئتك قاصدا
يا رب ...
يا رب ...
يا رب ...
هذا المقر بذنبه ها قد وفا
فامنن بفضل منك عنه و بالشفا
أنت الكريم
أنت الكريم
أنت الكريم
وأنت أكرم من عفا
مناجاة كتبها (أبو أنس)
عفا الله عنه وعنكم
جميع مواضيعي
تعليق