إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

القواعد المنهجية التأصيلية في طلب العلم // مفهرس

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • القواعد المنهجية التأصيلية في طلب العلم // مفهرس

    بسم الله الرحمن الرحيم




    القواعد المنهجية التأصيلية في طلب العلم :

    القاعدة الأولى
    حفظ متن جامع في الفن الذي يُدْرَس فينبغي لطالب العلم
    أن يكون جُل همته مصروفاً إلى الحفظ والإعادة، فأهم شيء لطالب العلم أن
    يحفظ.
    قال عبد الرزاق رحمه الله:
    ((كل علم لا يدخل مع صاحبه الحمام-أي يحويه صدره- فلا تعده علماً))( ).

    قال الخليل بن أحمد:
    ليسَ بعلمٍ ما حَوَى القمطْرُ ** ما العلمُ إلا ما حواهُ الصدرُ

    وقال أيضا: ((الاحتفاظ بما في صدرك أولى من درس ما في كتابك، واجعل كتابك رأس مالك، وما في صدرك للنفقة))





    • فوائد الحفظ
    o بقاء المعلومات في الذهن
    o استحضار المعلومات بكل يسرٍ وسهولةٍ
    o تظهر فائدة الحفظ عند فقدِ الكتاب وفقدِ
    الإضاءة وفقدِ البصر.





    • من الأسباب المعينة على الحفظِ.
    حسنُ النيّة، ويروى عن ابنُ عباس – رضي الله عنه – (إنما يحفظُ الرجل على قدرِ نيّته)( )
    اجتناب ارتكاب المحرمات ومواقعة المحظورات. قال عبد الله بن مسعود: (إني لأحسب الرجل ينسى العلم
    بالخطيئة يعملها
    )( )
    اغتنام الأوقات المناسبة في اليوم للحفظ.
    الجدّ والمواظبة: قال بعضهم:
    بقدرِ الكد تكتسب المعالي ** ومن طلب العُلا سهر الليالي
    إحكام الحفظ بكثرة تكريره، فقد كان أبو إسحاق الشيرازي( 476هـ) يعيد الدرس مائة مرة، وكان إلكيا
    الهراسي(504هـ( يعيد الدرس سبعين مرة.
    وقبل كل شيء الاستعانة بالله تعالى واللجوء إليه ودعائه بتيسير العلم وحفظه.






    إذا علمت أهمية الحفظ ومكانته في طلب العلم فبأي شيء يبدأ طالب العلم ؟
    أول العلم حفظ القرآن : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((...ان الأَمَانَةَ نَزَلَتْ فِي جَذْرِ قُلُوبِ
    الرِّجَالِ، ثُمَّ عَلِمُوا مِنَ القُرْآنِ، ثُمَّ عَلِمُوا مِنَ السُّنَّةِ
    ))(
    )
    قال ابن حجر: ((ثم علموا من القرآن ثم علموا من السنة كذا في هذه الرواية بإعادة ثم وفيه إشارة إلى أنهم كانوا
    يتعلمون القرآن قبل أن يتعلموا السنن والمراد بالسنن ما يتلقونه عن النبي صلى الله عليه وسلم واجبا كان أو مندوبا
    ))()
    وقال الخطيب البغدادي: ((ينبغي للطالب أن يبدأ بحفظ كتاب الله عز وجل، إذ كان أجل العلوم وأولاها بالسبق والتقديم))( )
    قال الإمام أبو عمر بن عبد البر: (أول العلم حفظ كتاب الله عز وجل وتفهمه، وكل ما يعين على فهمه فواجب طلبه معه، ولا أقول إن حفظه كله فرض؛ ولكني أقول إن ذلك شرط لازم على من أحبّ أن يكون عالماً فقيهاً
    ناصباً نفسه للعلم، ليس من باب الفرض
    )( )
    * وقال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: (وأما طلب حفظ القرآن فهو مقدّم على كثير مما تسميه الناس علماً وهو إما باطل أو قليل النفع. وهو أيضاً مقدّم في التعلم في حق من يريد أن يتعلم علم الدين من الأصول والفروع، فإن المشروع في حق مثل هذا في هذه الأوقات أن يبدأ بحفظ القرآن فإنه أصل علوم الدين)( )
    *وقال ابن جماعة - رحمه الله -: (يبتدئ أولاً بكتاب الله فيتقنه حفظاً، ويجتهد على إتقان تفسيره وسائر
    علومه، فإنه أصل العلوم وأمُّها وأهمّها
    )
    *وحفظ القرآن قسمان منه ما هو عيني ومنه ما هو كفائي
    القسم الأول العيني : يقول
    الإمام أبو محمد بن حزم - رحمه الله -: (فالذي يلزم كل إنسان من حفظ القرآن فهو: أمُّ القرآن، وشيء من القرآن معها، ولو سورة أي سورة كانت، أو أي آية، فهذا لابدّ لكل إنسان منه)( )
    القسم
    الثاني الكفائي، وهو العلم الذي إذا قام به البعض - ممن تحصل بهم الكفاية - سقط الوجوب عن الآخرين.
    ويدخل في هذا القدر حفظ ما زاد عن القدر الواجب عيناً من حفظ القرآن، وأفضل ذلك حفظ القرآن
    العظيم كاملاً بضبط وإتقان.
    وهذا القسم هو الذي يميّز طالب العلم عن غيره، إذْ أن العامة يكتفون بالواجب عليهم ويتركون ما وراء ذلك، لما فيه من المشقة والجهد. وقد قيل: لولا المشقة ساد الناس كلُّهم...))





    القاعدة الثانية
    من العلوم التي ينبغي على طالب العلم أن يشتغل بها ويكثر
    من النظر فيها بعد حفظ القرآن علوم اللغة
    فينبغي لطالب العلم أن يلم بعلوم اللغة من نحو وصرف
    وبلاغة وأدب؛ ليتمكن من فهم نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية حق
    الفهم.
    يقول عمر بن الخطاب رضي
    الله عنه: ((تعلموا العربية؛ فإنها من دينكم، وتعلموا الفرائض فإنها من دينكم))( )
    . وكتب إلى أبي موسى الأشعري رضي الله عنهما: ((أما بعد: فتفقهوا في السنة، وتفقهوا في العربية، وأَعْرِبُوا القرآن؛ فإنه عربي))( )
    ويقول الرازي: «لما كان المرجع في معرفة شرعنا إلى القرآن والأخبار، وهما واردان بلغة العرب ونحوهم وتصريفهم؛ كان العلم بشرعنا موقوفاً على العلم بهذه الأمور، وما لا يتم الواجب المطلق إلا به، وكان مقدوراً للمكلف؛ فهو واجب»( )
    ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية: ((إنَّ تعلم اللغة العربية من الدين، وإنَّه فرض واجب لفهم مقاصد الكتاب والسنة ومراد الشارع من خطابه، فإنَّ فهم الكتاب والسنة فرض، ولا يفهمان إلا بفهم اللغة العربية، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب))(
    )
    وهذه كلمة جامعة للإمام أبي محمد ابن حزم رحمه الله يقول فيها: ((فرض على من قصد التفقّه في الدين كما ذكرنا أن يستعين على ذلك من سائر العلوم بما تقتضيه حاجته إليه في فهم كلام ربه تعالى، وكلام نبيه صلى الله عليه وسلم. قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ} [إبراهيم: 4] ففرض على الفقيه أن يكون
    عالما بلسان العرب ليفهم عن الله عز وجل، وعن النبي صلى الله عليه وسلم، ويكون عالما بالنحو الذي هو ترتيب العرب لكلامهم الذي به نزل القرآن، وبه يفهم معاني الكلام التي يُعبر عنها باختلاف الحركات وبناء الألفاظ، فمن جهل اللغة وهى الألفاظ الواقعة على المسميات، وجهل النحو الذي هو علم اختلاف الحركات الواقعة لاختلاف
    المعاني, فلم يعرف اللسان الذي به خاطبنا الله تعالى ونبينا عليه السلام، ومن لم يعرف ذلك اللسان لم يَحِلّ له الفتيا فيه، لأنه يفتي بما لا يدري، وقد نهاه الله تعالى عن ذلك بقوله تعالى: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ} [الإسراء:
    36]. وبقوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ }
    [الحج: 3]. وبقوله تعالى: { هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ} [آل عمران: 66]. وقال
    تعالى: {وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ} [النور: 15] ))( )





    المنهج العلمي لدراسة علوم اللغة العربية

    ((ينبغي لطالب العلم أن يبدأ بدراسة متن من متون النحو كـ((الآجرومية)) ثمَّ يثني بكتاب كـ ((قطر الندى)) أو ((شذور الذهب)) لابن هشام، ثمَّ يترقى إلى شروح ألفية ابن مالك كـ((شرح ابن عقيل)) أو ((الأشموني)) و((حاشية
    الصبان)) عليها، إلى أن يصل لدراسة((مغني اللبيب)) لابن هشام
    أيضًا.
    وفي الصرف : يحفظ الشافية، ويلم بشروحها.
    وفي البيان : يبدأ بالكتب اليسيرة كالبلاغة الواضحة، وينتقل للمتون كتلخيص المفتاح للخطيب القزويني، ومن اخطر ما كتب في هذا الفن كتب عبد القاهر الجرجاني لا سيما ((دلائل الإعجاز)) و ((أسرار البلاغة)) ))( )





    القاعدة الثالثة


    أن يتخذ كتابا جامعا لأغلب مسائل الفن يكون أصلا يكرره صباح مساء يرجع إليه، ويضيف عليه ما يستجد
    لديه من فائدة زائدة، أو فريدة شاردة .
    وقد قيل : ((قراءة كتاب ما ثلاث مرات، أنفع من قراءة ثلاث كتب في الفن نفسه))
    لكن هذا لا يكون في كل كتاب بل في الكتب الأصول الجوامع، المحررة المدققة، فالعلم كثير،
    والعمر قصير، فيقدم المهم ثم الذي يليه.
     صور من تكرار العلماء لقراءة كتب معينة:

    ذكر ابنُ السُّبكي في ((طبقات الشافعية الكبرى)) : ((قال المُزَني: أنا انظر في كتاب ((الرسالة)) منذ خمسين سنة، ما أعلم أني نظرتُ فيه مرَّةً إلا وأنا أستفيد شيئًا لم أكن عرفته ))
    اهـ.
    وفي ((إنباء الغمر)) في ترجمة سليمان بن إبراهيم بن عمر نفيس الدين العلوي اليمني ت (825) قال: ((فذكر لي
    أنه مَرَّ على ((صحيح البخاري)) مئة وخمسين مرة ما بين قراءة وسماعٍ وإسماعٍ
    ومُقابلة...)) اهـ.
    وهذا الإمام الثقة عبدالغافر بن محمد الفارسي (ت448)، كان ملازمًا لإقراء ((صحيح مسلم)
    فَقُرىء عليه أكثر من ستين مرَّةً.
    قال الحافظ الذهبي: ((هذا سِوى ما قرأه عليه المشاهير من الأئمة))( )
    ذكر القاضي عياض في ((ترتيب المدارك))( ) في ترجمة الإمام أبي بكر الأبهري (ت 375) أنه قال عن
    نفسِه: ((قرأتُ مختصر ابن عبدالحكم خمس مئة مرة، والموطأ خمسًا وأربعين مرة،
    والمبسوط ثلاثين مرة)) اهـ.

    وجاء في ترجمة العلامة المحدِّث أبي عبدالله محمد التاودي ابن سودة المرِّي الفاسي (ت 1209) من كتاب ((فِهْرس الفهارس)) للكتاني أنه: كان مُثابرًا على إقراء ((صحيح البخاري)) حتى جاوزت ختماتُه الأربعين مرة، فلم يكن يدعه، لا سيما في شهر رمضان، يفتتحه في أول يومٍ منه، ويختمه آخره.
    وأقرأ ((الألفية)) في النحو نحوًا من ثلاثين مرَّة، وربما أقرأها في الشهر الواحد بَدْءًا وخَتْمًا. وأقرأ ((مختصر خليل)) نحو ثلاثين مرة. أمَّا ((الآجُرُّمِيَّة))، فلم يزل يُقرئها خصوصًا للصِّغار من أعقابه إلى
    وفاته)) اهـ.
    ومن الوصايا: أنك إذا قرَأت كتابًا فلا تفكر في العودة إليه مرةً أُخرى، لأن هذا الشعور سيؤدِّي بك
    إلى التفريط في فوائد كثيرة، أملاً في استيفائها في القراءة
    الثانية.





    القاعدة الرابعة .
    أخذ العلم عن شيخ مفيد متخصص متقن ، تفزع إليه ويحل لك
    المستغلق من الأمور.
    ((ينبغي للطالب أن يقدم النظر، ويستخير الله فيمن يأخذ العلم عنه، ويكتسب حسن الأخلاق
    والآداب منه، وليكن إن أمكن ممن كملت أهليته وتحققت شفقته، وظهرت مروءته، وعُرفت
    عفّته، واشتهرت صيانته، وكان أحسن تعليماً وأجود تفهيماً، ولا يرغب الطالب في زيادة
    علم مع نقص في ورع، أو دين، أو عدم خلق جميل. فقد رُوي عن كثير من السلف قولهم: "إن
    هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم"))( )
    قال الشاطبي: ((من أنفع طرق العلم الموصلة إلى غاية التحقق به أخذه عن أهله المتحققين به على الكمال...)).( )
    وكما قيل : ((إن العلم كان في صدور الرجال، ثم انتقل إلى
    الكتب، وصارت مفاتحه بأيدي الرجال))( )
    فما حوى الغاية في ألف سنة *** شخص فخذ من كل فن أحسنه
    بحفظ متن جامع للراجح *** تأخذه على مفيد ناصح

    ومن أهم خصائص الشيخ المُعلم؛ أن يكون مشاركًا في العلوم، ومتقنًا للعلم الذي يدرّسُه،
    ويكون من ذوي الخلق الحسن وأصحاب العبادة، وأن يكون له عناية بآليات التربية
    والتعليم، وتنمية الملكات الإبداعية لدى الطلبة، وأن يحسن التعامل مع الطلبة، ويتقن
    وسائل تزكية نفوسهم، سمح الصدر، لين الجانب، سهل المأخذ، حسن العبارة، كفّ
    اللسان.
    قال عبد الله بن شوذب: ((إن من نعمة الله على الشابّ إذا تنسّك أن يواخي صاحب سنة يحمله عليها))( )
    وقال أيوب السختياني: ((إن من سعادة الحَدَث والأعجميّ أن يوفقهما الله لعالمٍ مِنْ أهل السنة))( )
    قال ابن سيرين وغيره من
    الأئمة : ((إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذوا دينكم))( )
    وقد قيل : ((العلم دعوى والعالم مدع، والعمل شاهد، فمن
    أتى بشهود دعواه، صحت للمسلمين فتواه ))( )
    ويحذر من الأخذ عن الأصاغر وحدثاء الأسنان وذلك لأن أخذ العلم عن صغار الأسنان، الذين لم ترسخ قدمهم، ولم تشب لحاهم في وجود من هو أكبر منهم سناً، وأرسخ قدماً، يضعف أساس المبتدئ، ويحرمه الاستفادة من خبرة العلماء الكبار، واكتساب أخلاقهم التي قومها العلم والزمن ... إلي غير ذلك من التعليلات التي يوحي بها أثر
    ابن مسعود - رضي الله عنه - حيث يقول:((ولا يزال الناس بخير ما أخذوا العلم عن أكابرهم، وعن أمنائهم، وعلمائهم، فإذا أخذوه عن صغارهم، وشرارهم هلكوا))()
    قال ابن قتيبة : ((يريد لا يزال الناس بخير ما كان علماؤهم المشايخ، ولم يكن علماؤهم الأحداث، لأن الشيخ قد
    زالت عنه متعة الشباب، وحِدته وعجلته، وسفهه، واستصحب التجربة والخبرة، ولا يدخل
    عليه في علمه الشبهة، ولا يغلب عليه الهوى، ولا يميل به الطمع، ولا يستزله الشيطان
    استزلال الحدث، فمع السن: الوقار، والجلالة، والهيبة.
    والحدث قد تدخل عليه هذه الأمور التي أُمنت على الشيخ، فإذا دخلت عليه، وأفتى هلك وأهلك))( )
    وقد روى ابن عبد البر عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -
    أنه قال: ((قد علمت متى صلاح الناس، ومتى فسادهم: إذا جاء الفقه من قبل الصغير
    استعصى عليه الكبير، وإذا جاء الفقه من الكبير تابعه الصغير فاهتديا))( )

    وروى ابن عبد البر - أيضاً - عن أبي الأحوص عن عبد الله قال : ((إنكم لن تزالوا بخير ما دام العلم في كباركم، فإن
    كان العلم في صغاركم سفه الصغير الكبير))( )
    لكن هذا الحكم ليس علي إطلاقه في ((صغير السن)) فقد أفتي ودرس جماعة من الصحابة والتابعين في صغرهم بحضرة الأكابر. إلا أن هؤلاء يندر وجود مثلهم فيمن بعدهم، فإن وجدوا وعلم صلاحهم، وسبر علمهم فظهرت رصانته، ولم يوجد من الكبار أحد يؤخذ عنه العلوم التي معهم، وأمنت الفتنة، فليؤخذ عنهم.
    وليس المراد أن يهجر علم الحدث مع وجود الأكابر كلا، وإنما المراد أنزال الناس منازلهم، فحق الحدث النابغ أن ينتفع به في المدارسة والمذاكرة، والمباحثة ... أما أن يصدر للفتوى، ويُكتب إليه بالأسئلة، فلا لأن ذلك
    فتنة له، وتغرير.
    ((اعلم أن العالم حجة بينك وبين الله، فانظر من تجعل بينك وبين الله حجة))( )






    القاعدة الخامسة

    كثرة المذاكرة
    فعليك أخي طالب العلم بملازمة صديق نابه أمين للمباحثة والمذاكرة.
    ((وللمذاكرة مع الأقران وغيرهم، فائدة عظيمة في تثبيت الحفظ، من جهةِ أنه تعهد للمحفوظ بتكريره ومراجعته خلال المذاكرة، وتذكير لما نسي منه، ودون إملال أو إضجار، بل في جو من النشاط والتنافس العلمي البناء.))( )
    قال الإمام النووي : ((مذاكرة حاذق في الفن ساعة أنفع من المطالعة والحفظ ساعات بل أياما وليكن في مذاكراته
    متحريا الإنصاف قاصدا الاستفادة أو الإفادة غير مترفع على صاحبه بقلبه ولا بكلامه
    ولا بغير ذلك من حاله مخاطبا له بالعبارة الجميلة اللينة فبهذا ينمو علمه وتزكو محفوظاته))( )
    قال الخطيب
    البغدادي: (( قال أبو عبد الله جعفر بن محمد : القلوب تربٌ ، والعلم غرسها،
    والمذاكرة ماؤها، فإذا انقطع عن التُربِ ماؤها جفّ غُرسها).(( )
    وقال بعض السلف : ((إحياء الحديث مذاكرته، فتذاكروا))( )
    قال ابن مفلح في الآداب الشرعية : ((قال عبد الله بن أحمد لما قدم أبو زرعة نزل عند أبي فكان كثير
    المذاكرة له، فسمعت أبي يوما يقول: ما صليت غير الفرائض استأثرت بمذاكرة أبي زُرعة على نوافلي.))( )
    فائدة :

    أَخِي لَنْ تَنَالَ الْعِلْمَ
    إلَّا بِسِتَّةٍ ... سَأُنْبِيكَ عَنْ مَكْنُونِهَا بِبَيَانِ
    ذَكَاءٍ وَحِرْصٍ وَاجْتِهَادٍ وَبُلْغَةٍ ...
    وَإِرْشَادِ أُسْتَاذٍ وَطُولِ زَمَانِ


    *وقال بعض الأوائل: لا يتم العلم إلا بستة أشياء:
    (1) ذهن ثاقب: لأنه سبب الفهم والبليد لا ينفعه طول التعليم.
    (2) وزمان طويل.
    (3) وكِفاية: لأن الحاجة تميت النفس وتعذر المعاش مقطعه.
    (4) وعمل كثير:لأن العلم الكثير والموانع كثيرة والعمر قصير
    (5) ومعلِّم حاذق:يعلم بالتقديم والتأخير فلا يؤخر متقدما
    (6) وشهوة: يكون بها أنشط وأسمح وأقبل للمعاني
    (7)طبيعة: تعين العقل وتسهل الطريق.

    وقبل ذلك وبعده ومعه توفيق الله تعالى


    منقول

    التعديل الأخير تم بواسطة *أمة الرحيم*; الساعة 29-01-2018, 11:44 PM.



  • #2
    رد: القواعد المنهجية التأصيلية في طلب العلم

    جزاكم الله خيرًا ... ونفع الله بكم ،،،

    تعليق


    • #3
      رد: القواعد المنهجية التأصيلية في طلب العلم

      جزاكم الله خيراً ونفع الله بكمــ

      مقال هام جداً

      يا الله
      علّمني خبيئة الصَّدر حتّى أستقيم بِكَ لك، أستغفر الله مِن كُلِّ مَيلٍ لا يَليق، ومِن كُلّ مسارٍ لا يُوافق رضاك، يا رب ثبِّتني اليومَ وغدًا، إنَّ الخُطى دونَك مائلة

      تعليق

      يعمل...
      X