إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

شرح نونية القحطاني صوتي و مكتوب للشيخ صالح بن سعد السحيمي // مفهرس

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • شرح نونية القحطاني صوتي و مكتوب للشيخ صالح بن سعد السحيمي // مفهرس

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    شرح نونية القحطاني صوتي و مكتوب للشيخ صالح بن سعد السحيمي
    مقدمة
    نشرع إن شاء الله في شرح القصيدة النونيَّة للشيخ الإمام أبي محمد عبد الله بن محمد القحطاني على خلاف في اسمه وقيل محمد بن صالح القحطاني، والمؤكد أنَّ لقبه القحطاني؛ لأنَّ ذلك قد نصَّ عليه في قصيدته ولأنَّ أن نشرع إن شاء الله في شرح القصيدة النونيَّة للشيخ الإمام أبي محمد عبد الله بن محمد القحطاني على خلاف في اسمه وقيل محمد بن صالح القحطاني، والمؤكد أنَّ لقبه القحطاني؛ لأنَّ ذلك قد نصَّ عليه في قصيدته ولأنَّ بعض المتأخِّرين مثل ابن القيِّم -رحمه الله تعالى- أشار إلى هذه النونيَّة، ولكن مع هذا فإنَّنا لم نقف بل وقد سألنا جمعًا من مشايخنا -حفظهم الله- وحتى بعض مشايخنا الذين انتقلوا إلى ربهم -نسأل الله أن يتغمَّدهم برحمته- أمثال شيخنا الشيخ حمَّاد -رحمه الله-, الشيخ بن باز, الشيخ الألباني, الشيخ العثيمين, سألناهم ولم يوقف حتى الآن على ترجمة لهذا الرجل مؤكدة, ومع ذلك فالقصيدة رائعة وفيها عقيدة وفقه وذبَّ عن السنَّة وردَّ على المخالفين وقوَّة في الحقِّ وتضمين لبعض الآيات واقتباس هي تنطق بمدلول الكتاب والسنّة، هذه القصيدة تنطق بالتوحيد من أوَّلها إلى آخرها وما من بيت إلاَّ ويشير إلى آية أو حديث أو فهم من آية أو من حديث.
    هذه الستمائة وبضع وستين بيتًا كلها في خدمة السُنَّة وفي خدمة عقيدة التوحيد والذَّبِّ عنها والرد على المبتدعة والمنحرفين والمخالفين، وأمَّا ما يذكره بعض الذين نسخوا هذه النونيَّة لا أقول حققوا؛ لأنّها لم تحقق بعد؛ أقول: الذين نسخوها من أنَّه محمَّد بن صالح الذي ترجم له صاحب أربح البضاعة, هذا محل نظر؛ لأنَّ محمَّد بن صالح القحطاني المتوفَّى سنة ثلاث مئة وسبع وثمانين يبدو أنَّه متقدِّم على انتشار المذهب الأشعري في الأندلس، والشيخ القحطاني صاحب النونيِّة ردَّ على الأشاعرة ولم ينتشر المذهب الأشعري إلاَّ في القرن الخامس وبخاصَّة في الأندلس والغرب وبلاد المغرب, فهذا ممَّا يؤكِّد أنَّه ليس هو محمد بن صالح القحطاني المترجم له في أربح البضاعة وغيرها، والذي يبدو أنَّه متأخِّر عن ذلك وأنَّه -والله أعلم- تقريبًا في القرن الخامس الهجري وعلى أيَّةِ حال لم يُعثر له على ترجمة وافية حتى يومنا هذا، ولعلَّ الله يوفِّق لترجمة له، والمهم أنَّ هذه القصيدة حق وكلُّ ما فيها ماذا؟ حق وكل ما نعرف أنَّه القحطاني, أنَّ المؤلِّف لقبه القحطاني -فرحمه الله رحمة واسعة وجزاه الله خير الجزاء على هذا المتن النفيس-, ولعلَّنا نشرع بعد حمد الله -تبارك وتعالى- والثناء عليه والصلاة والسلام على رسوله الأمين وعلى آله وأتباعه بإحسان نشرع في البيت الأول أو في الأبيات الأولى من هذه النونيِّة، تفضَّل اقرأ.

    شرح صوتي هنا

    >>> الفهرس <<<


    «يَا مُنْزِلَ الآيَاتِ وَالْفُرْقَانِ ** بَيْنِي وَبَيْنَكَ حُرْمَةُ الْقُرْآنِ»



    يتبع بإذن الله ؛؛؛
    التعديل الأخير تم بواسطة *أمة الرحيم*; الساعة 30-01-2018, 12:08 AM.
    رحمك الله يا أمي
    ألا يستقيم أن نكون إخوانًا وإن لم نتفق!".الشافعي رحمه الله
    وظني بكـَ لايخيبُ

  • #2
    يَا مُنْزِلَ الآيَاتِ وَالْفُرْقَانِ ** بَيْنِي وَبَيْنَكَ حُرْمَةُ الْقُرْآنِ

    بسم الله الرّحمن الرّحيم
    الحمد لله ربِّ العالمين والصَّلاة والسَّلام على نبيِّنا محمَّد وعلى آله وصحبه أجمعين قال الإمام الشَّيخ أبو محمَّد عبد الله بن محمَّد القحطاني -رحمه الله تعالى-:
    [المتن]
    «يَا مُنْزِلَ الآيَاتِ وَالْفُرْقَانِ ** بَيْنِي وَبَيْنَكَ حُرْمَةُ الْقُرْآنِ»
    [الشيخ]
    نعم بدأ الشّيخ -رحمه الله- هذه القصيدة بالدعاء يدعو الله -سبحانه وتعالى- بقوله:
    «يَا مُنْزِلَ الآيَاتِ وَالْفُرْقَانِ ** بَيْنِي وَبَيْنَكَ حُرْمَةُ الْقُرْآنِ»
    وهذا البيت تحته معانٍ عظيمة لو تأمَّلناها فإنَّه أوَّل ما بدأ توسل إلى الله -عزَّ وجلَّ- بأسمائه وصفاته؛ لأنَّ منزل التوراة والإنجيل والفرقان هو الله -عزَّ وجلَّ- فهو بدأ بقوله يا منزل التوراة والفرقان نعم؟ البيت؟ «يَا مُنْزِلَ الآيَاتِ وَالْفُرْقَانِ»
    الآيات تشمل الآيات الكونية والآيات الشرعية؛ فتشمل الآيات التي جعلها الله دلائل على قدرته -سبحانه وتعالى- وتشمل آيات الكتاب آيات القرآن الذي أنزله الله -سبحانه وتعالى-؛ لأنَّ الله -عزَّ وجلَّ- قد يُنزِّل آيات كونية؛ كما نزَّل للحواريين عندما طلبوا من عيسى -عليه السّلام- أن يدعو الله أن ينزل عليهم مائدة من السماء هذا بالنسبة للآيات الكونية، وكذلك هو منزل الآيات القرآنية ولذلك عبَّر بالفرقان، والفرقان اسم من أسماء القرآن، وكونه منزل القرآن يشمل أنَّ القرآن من كلام الله -عزَّ وجلَّ- وهو صفة من صفاته -سبحانه وتعالى-؛ فهو أنزله على قلب نبيه محمد صلى الله عليه وسلم بواسطة جبريل -عليه السلام-؛ حيث تكلم به سبحانه وسمعه منه جبريل عليه السلام بعد أن تكلّم به بحرف وصوت مسموع، ثمّ نزل به وبلّغه بكلّ صدق وأمانة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم الرسول صلى الله عليه وسلم بلغه للأمَّة إذا هذا من التوسل بصفات الله -جلّ و علا-
    والتوسل المشروع له ثلاثة أقسام:
    - التوسل بأسماء الله وصفاته؛ كما في هذا البيت، وكما في قول النبيّ صلى الله عليه وسلّم: ((يا حيّ يا قيّوم برحمتك أستغيث))
    - والتوسل بالأعمال الصَّالحة، وقد جاء هذا في الشطر الثاني من البيت كما سنبيِّنه، والمهم أن نفهم أنَّ قول الشيخ -رحمه الله-: «يَا مُنْزِلَ الآيَاتِ وَالْفُرْقَانِ»: توسل إلى الله -عزَّ وجلَّ-؛ بصفته لأنَّ من صفاته الكلام، والقرآن كلام من؟ كلام الله -عزَّ وجلَّ- فهو مُنزِّلُ القرآن، وهذا يتطلب أن نؤمن بأنَّ القرآن كلام الله؛ نؤمن به على النحو الآتي:
    أولاً: نؤمن بأنَّ القرآن الذي أُنزِلَ على محمد صلى الله عليه وسلم هو كلام الله الذي تكلَّم به حقيقة، وليس عبارة عن كلام الله؛ بل هو كلامه الذي تكلّم به حقيقة؛ لأنَّ الله يتكلَّم بما شاء متى شاء كيف شاء.
    ثانيًا: أنَّ الله تكلَّم به بحرف وصوت مسموعين ولذلك لمَّا نازع بعض المتكلِّمين في الحرف والصَّوت ردَّ عليهم السجري -رحمه الله- بكتاب سمَّاه رسالة سماها رسالة في الحرف والصوت, حرف وصوت يليقان بجلاله وعظمته لا نشبّه ولا نمثّل كما سيأتي بيانه.
    ثالثًا: أنَّ جبريل سمعه من الله -تبارك وتعالى- وليس المقصود أن يُقال أنَّ جبريل سمعه من الهواء أو أنَّ الله خلقه في الهواء كما تقول بعض المعطلة, بل إنَّ جبريل سمعه من الله مباشرة.
    رابعًا: أنَّه كلام الله المنزّل غير المخلوق، أنَّه كلام الله المنزَّل من عنده غير مخلوق.
    خامسًا: أنَّ القرآن المحفوظ في الصدور هو كلام الله, أنَّ القرآن المحفوظ في الصدور هو ماذا؟ هو كلام الله.
    سادسًا: أن القرآن المتلوّ بالألسن هو كلام الله.
    سابعًا: أنّ الكلام المكتوب في المصحف يعني أنّ القرآن المسطّر في المصحف هو كلام الله -سبحانه وتعالى-, أمّا المداد والحبر والأوراق فهذه مخلوقات؛ لماذا فصّل السّلف هذا التفصيل؟
    أولاً: أنّه كلام الله على الحقيقة, ثانيًا: أنّ الله تكلّم به بحرف وصوت, ثالثًا: أنّ جبريل سمعه من الله -عزّ وجلّ-، وبلّغه إلى النبيّ صلى الله عليه وسلّم؛ رابعًا: ماذا؟ أنّه كلام الله غير مخلوق, خامسًا: أنّ القرآن المحفوظ في الصّدور كلام الله, بعد أنّ القرآن المتلوّ بالألسن هو كلام الله, السابع: أنّ القرآن المكتوب في المصحف هو كلام الله لماذا فصّل السلف هذا التفصيل؟ لماذا يا إخوان؟ كان الصّحابة يكتفون بأنّه كلام الله وكفى لماذا اضطرَّ السلف إلى هذا التفصيل؟ لأنَّ كل فقرة من هذه الفقرات قال بمخالفتها فرقة من المتكلِّمين, كل فقرة ممَّا تقدَّم خالف فيها فرقة من المتكلِّمين, ولا نريد هنا أن نفصِّل ما عند كل فرقة؛ لأنَّ ذلك سيأتي بعضه مفصَّلاً في ثنايا هذه القصيدة المباركة.
    هذا المقصود بقوله: «يَا مُنْزِلَ الآيَاتِ وَالْفُرْقَانِ» مع أنَّ مُنزِلُ الآيات يشمل إنزاله للآيات الكونيّة والآيات القرآنيّة, وأمّا الفرقان الذي هو القرآن فهو منزّل من عند الله ويجب أن نؤمن به وفق الخطوات التي بيّنتها كما نصّ على ذلك السّلف, و أمّا ما خرج عن ذلك على الورق والحبر؛ كما قال بن القيّم -رحمه الله-: "و مداده و الرقّ مخلوقان"؛ يعني الحبر والورق، وأمّا ما خرج عن ذلك فهو كلام الله -عزَّ وجلَّ-؛ لأنّك أنت عندما- ولله المثل الأعلى، أضرب مثل يقرّب هذه الأمور التي ذكرتها- عندما تأتيك رسالة من زيد وأنت تقرأ هذه الرّسالة هذا الذي تقرأه كلام من؟ كلام زيد ولاّ كلامك أنت؟ كلام زيد؛ عندما تقرأ قول نبيّك: ((ألا كل شيء ما خلا الله باطل)) أنت القارئ، ولكن الكلام كلام من؟ كلام نبيك؛ فالكلام ينسب إلى من قاله ابتداء لا إلى من قرأه أو تلاه؛ فيُقال إنه تلاه هذا شيء, كذلك عندما نسمع القرآن من أحدنا نقول فلان يقرأ ماذا ؟ يقرأ كلام الله ولذلك يقول الله -عزّ وجلّ-: {وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللّهِ} [التوبة: 6]
    ما المقصود بكلام الله هنا؟ القرآن؛ أفنترك هذا الكلام الذي هو نصّ كلام ربّ العالمين ونأخذ بعد ذلك كلام من جاء بعد عشرات السنين أو مئات السنين ويقول إنّه مخلوق، أو يقول إنّه المعنى القائم بالنّفس، أو أنّ الله خلقه في الهواء أو نحو ذلك من الأقاويل الفاسدة الباطلة؟! إذًا القرآن كلام الله المنزّل, غير مخلوق, المتلوِّ, المحفوظ, المكتوب, المسموع, الذي سمعه جبريل من الله -عزَّ وجلَّ-, الذي تكلّم به الله كما شاء بحرف وصوت, كلَّه كلام الله -عزَّ وجلَّ- كلّ هذه المعاني تنسب إلى الله -جلّ وعلا- لفظه ومعناه, أظن أنَّ هذا الأمر واضح, طيب؟
    إذًا هذا نداء ودعاء «يَا مُنْزِلَ الآيَاتِ وَالْفُرْقَانِ» طيب.
    بعد ذلك قال: «بَيْنِي وَبَيْنَكَ حُرْمَةُ الْقُرْآنِ» هذا توسّل بماذا؟ الأعمال الصّالحة, أحسنت توسُّل بالعمل الصَّالح، وفيه إشارة إلى التوسُّل بأسماء الله وصفاته، لكن هو توسّل بالعمل الصّالح.
    «بَيْنِي وَبَيْنَكَ حُرْمَةُ الْقُرْآنِ»؛ يعني: إيماني بهذا القرآن وعملي بهذا القرآن وإيماني بأنّه كلامك المنزّل من عندك، «بَيْنِي وَبَيْنَكَ»؛ يعني: أتوسّل به إليك يا رب, يعني أتوسّل إليك بإيماني بكتابك أتوسّل إليك بماذا؟ بإيماني بكتابك، ولذلك قال: «بَيْنِي وَبَيْنَكَ حُرْمَةُ الْقُرْآنِ» شأن القرآن عظيم عند الله -عزّ وجلّ- كيف وهو كتاب الله الذي {لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} [فصلت: 42].
    كلام الله -عزَّ وجلَّ- الذي تكلّم به حقيقة ليس كلام جبريل ولا كلام نبيّنا محمّد صلى الله عليه وسلَّم ولا كلام خلق في الهواء؛ وإنَّما هو كلام ربّ العالمين {فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللّهِ} [التوبة: 6]
    ولذلك قال -رحمه الله-: «بَيْنِي وَبَيْنَكَ حُرْمَةُ الْقُرْآنِ» عملي بهذا القرآن, إيماني بهذا القرآن, إيماني بأنّه كلامك الذي تكلّمت به يا ربي على الحقيقة دونما تأويل أو تعطيل أو تشبيه أو تمثيل أتوسّل بهذا الإيمان وبهذا العمل إليك, وهذا من أنواع التوسّل المشروع؛ لأنّ أنواع التوسّل ثلاثة:
    - التوسّل إلى الله بأسمائه وصفاته، وقد نصّ عليه بقوله هنا: «يَا مُنْزِلَ الآيَاتِ وَالْفُرْقَانِ».
    - التوسل إلى الله -عزَّ وجلَّ- بالعمل الصّالح، وقد نصَّ عليه بقوله: «بَيْنِي وَبَيْنَكَ حُرْمَةُ الْقُرْآنِ» عظمة القرآن, شأن القرآن, عملي بالقرآن, إيماني بهذا القرآن, أدعوك به.
    فالعمل الصّالح كأن تقول يا عبد الله: "اللَّهمَّ بإيماني بنبيَّك وحبِّي له واتّباعي له وإيماني بالقرآن الكريم وأنّه منزّل من عند الله اغفر لي و ارحمني" الخ.
    بعد هذين النوعين من أنواع؛ التوسَّل الأوَّل: التوسَّل بأسماء الله وصفاته: «يَا مُنْزِلَ الآيَاتِ وَالْفُرْقَانِ»
    والثاني التوسّل بالعمل الصالح: «بَيْنِي وَبَيْنَكَ حُرْمَةُ الْقُرْآنِ», أخذ يدعو الله -عزَّ وجلَّ- ويلحّ عليه في أن ينفعه الله بهذا القرآن وأن يجعله من العاملين به, الواقفين عند حدوده, المحلِّين لحلاله والمحرِّمين لحرامه؛ فقال، تفضّل.

    رحمك الله يا أمي
    ألا يستقيم أن نكون إخوانًا وإن لم نتفق!".الشافعي رحمه الله
    وظني بكـَ لايخيبُ

    تعليق


    • #3
      اِشْرَحْ بِهِ صَدْرِي لِمَعْرِفَةِ الْهُدَى ** وَاعْصِمْ بِهِ قَلْبِي مِنَ الشَّيْطَانِ

      [المتن]

      «اِشْرَحْ بِهِ صَدْرِي لِمَعْرِفَةِ الْهُدَى ** وَاعْصِمْ بِهِ قَلْبِي مِنَ الشَّيْطَانِ»
      [الشرح]

      «اِشْرَحْ بِهِ صَدْرِي لِمَعْرِفَةِ الْهُدَى ** وَاعْصِمْ بِهِ قَلْبِي مِنَ الشَّيْطَانِ»
      القرآن الكريم فيه حياة القلوب وشرح الصّدور؛ ولذلك قال:
      «اِشْرَحْ بِهِ صَدْرِي لِمَعْرِفَةِ الْهُدَى»؛
      لأنّ أساس معرفة الهدى القرآن والسنّة, لا يمكن أن نعرف طريق الهدى وطريق الخير وطريق عبادة الله -سبحانه وتعالى- إلاّ من كتاب الله -عزّ وجلّ- وسنّة رسوله صلى الله عليه وسلّم، ولكن إذا دعا بأن يشرح الله صدره بالقرآن؛ فإنّ ذلك يشمل السنّة؛ لأنّ القرآن والسنّة وحيان لا ينفكّ أحدهما عن الآخر, كلاهما وحي من الله -عزّ وجلّ-
      ((إنّي أوتيت القرآن و مثله معه))
      ؛ هكذا يقول صلى الله عليه وسلّم، ولذلك قال المصنّف:
      «اِشْرَحْ بِهِ صَدْرِي»
      , به الضّمير يعود على القرآن وهذا دعاء لله: "يا ربي اشرح بالقرآن صدري وقلبي ليتنوّر قلبي بمعرفة الهدى", هدى الله -سبحانه وتعالى- وهو الإسلام, الهدى المقصود به الإسلام كلّه والإيمان {ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ} [الزمر: 23].
      {أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} [الأنعام: 90].

      إذًا يُتوسَّل إلى الله -عزَّ وجلَّ- بأسمائه وصفاته وبالأعمال الصّالحة أن يشرح بالقرآن الكريم صدره وقلبه لهدى الله -عزّ وجلّ-؛ لأنّ في القرآن شرحًا للصّدور وشفاء لما في الصّدور ودواء للقلوب به تلين القلوب؛ لأنّه ذكر الله {أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد: 28] ولذلك قال:

      «اِشْرَحْ بِهِ صَدْرِي لِمَعْرِفَةِ الْهُدَى ** وَاعْصِمْ بِهِ قَلْبِي مِنَ الشَّيْطَانِ»؛

      يَتوسَّل إلى الله -عزَّ وجلَّ- أن يحفظ قلبه من تلبيس إبليس وألاعيب الشّيطان ونزغاته وتوهيمه؛ فإنّ القلب إذا لم يُحط بالقرآن عليه خطر من الشيطان، والحصن الحصين والحرز المتين للحفظ من الشيطان إنّما هو كتاب الله -سبحانه وتعالى- يحفظك الله -تبارك وتعالى- به؛ إذا قرأته بصدق وإخلاص وعملت به، وأحللت حلاله وحرّمت حرامه ووقفت عند حدوده وعملت بمحكمه وآمنت بمتشابهه ووقفت عند حدوده ولم تتجاوز حرماته؛ فإنّ الله يعصم به قلبك من كلّ شيطان مارد, أنظر يا عبد الله إلى قول النبيّ صلى الله عليه وسلم: ((بيت تتلى فيه سورة البقرة لا يدخله الشيطان))، وقوله عليه الصّلاة والسّلام: ((إذا أويت إلى مضجعك فاقرأ آية الكرسي)) حيث أقرّ ذلك عليه الصّلاة والسّلام من حديث أبي هريرة وقصّته مع الشّيطان الذي لقيه في خزائن التمر؛ عندما قال له –ليتخلَّص-: "إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي"؛ فقال النبي صلى الله عليه وسلّم: ((قد صدقك وهو كذوب)) فالقرآن يطهّر الله به قلبك وبيتك ونفسك وأسرتك من الشيطان؛ لكن بالقيود التي ذكرتها وهو الإيمان به والعمل به والوقوف عند حدوده وتحليل حلاله وتحريم حرامه والاجتهاد في تنفيذ أوامره والبعد عن نواهيه بهذا يعصم الله به قلبك من الشيطان؛ لأنّ الشيطان يهرب من صاحب القرآن الذي يعمل به ويقف عند حدوده، ولذلك دعى الشيخ المؤلّف -رحمه الله-: «وَاعْصِمْ بِهِ قَلْبِي مِنَ الشَّيْطَانِ» ومن عصم الله قلبه من الشيطان؛ فإنّه لا يضرّه شيء -بإذن الله سبحانه وتعالى-؛ لأنّ الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدّم قد يجري في عروقه ودمه فيجب أن يتعاهد القرآن ليطرده بالتلاوة والحفظ والعمل والتدبّر والتأمّل والتحصّن به آناء الليل وأطراف النّهار.


      [المتن]

      «يَسِّرْ بِهِ أَمْرِي وَأَقْضِ مَآرِبِي ** وَأَجِرْ بِهِ جَسَدِي مِنَ النِّيرَانِ»

      [الشرح]

      «يَسِّرْ بِهِ أَمْرِي وَأَقْضِ مَآرِبِي»: كلّ ذلك توسّل بكلام الله؛ وهو القرآن.
      «يَسِّرْ بِهِ» الضّمير أيضًا يعود على القرآن يتوسّل إلى الله عزّ وجلّ أن ييسّر له أمره بالقرآن الكريم {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ} [القمر: 17].

      «يَسِّرْ بِهِ أَمْرِي»؛ أي: سهّل به أموري التي أحتاج إلى قضائها؛ ولذلك يقول الله -عزَّ وجلَّ-: {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا} [الطلاق: 4]، وأساس تقوى الله -عزَّ وجلَّ- تلاوة كتابه والعمل به وبسنَّة رسوله صلى الله عليه وسلَّم، ومن عمل بالقرآن ووقف عند حدوده؛ جعل الله له من كلِّ هم فرجًا ومن كل ضيق مخرجًا ورزقه من حيث لا يحتسب.

      «يَسِّرْ بِهِ أَمْرِي وَأَقْضِ مَآرِبِي»؛ يعني: وفّقني للحصول على قصدي وما أريد من خير, طبعًا المقصود بالمآرب: المآرب التي هي خير؛ مثل طلب الهدى وطلب الرّزق الحلال وطلب زيادة الإيمان و طلب الخير, طلب الجنّة, طلب النّجاة من النّار, هذا المراد.

      وأقضِ -به أيضًا- مآربي يسّر به أمري وأقضِ به، لكن هنا من أجل الوزن حُذِفَ به وإلاّ فهناك جار ومجرور مقدّران يسّر به وقضّي؛ أي: بالقرآن.

      «وَأَقْضِ مَآرِبِي» المآرب: جمع مأرب، والمأرب هو القصد ما يتمناه المسلم وقيّدنا هنا ما يتمنّاه المسلم المؤمن؛ ليس كلّ ما يتمنّاه إنسان, قد يتمنى البعض شرًّا ولكن بحكم مدلول هذه الأبيات كلّها لا يمكن أن يُتصوّر إلاّ أنّه يقصد المآرب الإيش؟ الخيريّة وأقضِ مآربي من التوفيق والسّداد، والظفر بالجنّة والنّجاة من النار.

      «وأقضِ مآربي»: جمع مأرب والمأرب هو القصد، والمقصود به القصد المشروع إذ لا يُتصوّر من عالم مثل هذا غير ذلك، وأقضِ مآربي ماذا بعد؟

      «وَأَجِرْ بِهِ جَسَدِي مِنَ النِّيرَانِ», الله أكبر وأجر به جسدي من النيران؛ جاء في الحديث: ((اللّهمّ أجرني من النار))، وهنا توسّل بالقرآن الذي هو كلام الله -عزَّ وجلَّ-
      «أَجِرْ بِهِ»
      : بعملي به, بإيماني به, باحتجاجي به, باعتمادي عليه, بوقوفي عند حدوده؛ أجرني من النيران نسأل الله أن يجيرنا وإيّاكم من النّار؛ لأنّ من أجير من النّار هذا أعظم فوز بعد رؤية المؤمنين لربّهم -سبحانه وتعالى-: {فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ} [آل عمران: 185]، ولذلك من أعظم دعاء المؤمنين: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [البقرة: 201].

      هذه الآية أمرنا الله أن ندعو بها بين الرّكن والمقام؛ بين الرّكن والحجر الأسود؛ بين الرّكن اليماني والحجر الأسود ؛كان رسول الله صلى الله عليه وسلّم يقول: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [البقرة: 201]، ويقول الله -عزّ وجلّ- في الدّعاء الذي جاء في آخر سورة آل عمران: {رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأبْرَارِ} [آل عمران: 193]

      {رَبَّنَا إِنَّكَ مَن تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ} [آل عمران: 192]

      نعوذ بالله وإيّاكم من عذاب النّار, استعيذوا بالله من عذاب النّار؛ ولذلك شرع لنا في نهاية التشهّد بعد كل صلاة أن نقول -كما ثبت في صحيح البخاري-: ((اللّهمّ إنّي أعوذ بك من عذاب جهنّم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيح الدّجال)) وقال الرسول صلى الله عليه وسلّم: ((استعيذوا بالله من عذاب النّار)).

      «وَأَجِرْ بِهِ جَسَدِي مِنَ النِّيرَانِ»؛ أي: أتوسّل إليك بالقرآن الكريم وبعملي به وإيماني أنّه كلامك أن تجيرني من عذاب النّار، صاحب القرآن يأتي يوم القيامة والقرآن يحاجّ عنه تقدمه سورة البقرة وآل عمران تحاجّان عن صاحبهما نسأل الله أن يجعلني وإيّاكم من أولئك ثم استمرَّ الشيخ -رحمه الله- في الدعاء.


      ** ** ** ** ** ** ** **

      التعديل الأخير تم بواسطة كريمه بركات; الساعة 16-02-2015, 01:25 AM. سبب آخر: تعديل الخط وتنسيق الموضوع
      رحمك الله يا أمي
      ألا يستقيم أن نكون إخوانًا وإن لم نتفق!".الشافعي رحمه الله
      وظني بكـَ لايخيبُ

      تعليق


      • #4
        رد: شرح نونية القحطاني صوتي و مكتوب للشيخ صالح بن سعد السحيمي

        جزاكم الله خيراً ونفع الله بكم
        يا الله
        علّمني خبيئة الصَّدر حتّى أستقيم بِكَ لك، أستغفر الله مِن كُلِّ مَيلٍ لا يَليق، ومِن كُلّ مسارٍ لا يُوافق رضاك، يا رب ثبِّتني اليومَ وغدًا، إنَّ الخُطى دونَك مائلة

        تعليق


        • #5
          رد: شرح نونية القحطاني صوتي و مكتوب للشيخ صالح بن سعد السحيمي

          جزاكم الله خيرًا ... ونفع الله بكم ،،،

          تعليق


          • #6
            رد: شرح نونية القحطاني صوتي و مكتوب للشيخ صالح بن سعد السحيمي

            وجزاكم مثله ونفع بكم
            رحمك الله يا أمي
            ألا يستقيم أن نكون إخوانًا وإن لم نتفق!".الشافعي رحمه الله
            وظني بكـَ لايخيبُ

            تعليق


            • #7
              رد: شرح نونية القحطاني صوتي و مكتوب للشيخ صالح بن سعد السحيمي

              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
              أحسن الله تعالى اليكم وبارك الله فيكم
              ما شاء الله نونية راااااااااااائعة
              وانصح بسماع المتن صوتيا بصوت الشبخ فارس العباد حفظه الله


              تعليق


              • #8
                رد: شرح نونية القحطاني صوتي و مكتوب للشيخ صالح بن سعد السحيمي

                عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
                جزاك الله خيراً أخي الكريم ونفع الله بك

                تعليق


                • #9
                  رد: شرح نونية القحطاني صوتي و مكتوب للشيخ صالح بن سعد السحيمي

                  وجزاكم مثله ونفع بكم
                  رحمك الله يا أمي
                  ألا يستقيم أن نكون إخوانًا وإن لم نتفق!".الشافعي رحمه الله
                  وظني بكـَ لايخيبُ

                  تعليق


                  • #10
                    رد: شرح نونية القحطاني صوتي و مكتوب للشيخ صالح بن سعد السحيمي

                    قال الإمام القحطاني -رحمه الله تعالى- في نونيِّته:
                    [المتن]
                    «وَاحْطُطْ بِهِ وِزْرِي وَأَخْلِصْ نِيَّتِي ** وَاشْدُدْ بِهِ أَزْرِي وَأَصْلِحْ شَانِي»
                    [الشرح]
                    «وَاحْطُطْ بِهِ وِزْرِي وَأَخْلِصْ نِيَّتِي ** وَاشْدُدْ بِهِ أَزْرِي وَأَصْلِحْ شَانِي»
                    كلّ هذه الضّمائر تعود على القرآن، تعود على القرآن.
                    «احْطُطْ بِهِ وِزْرِي»؛ لأنّه عمل صالح، والعمل الصّالح مما تُحَطُّ به الأوزار، وتُرفع به الدَّرجات، وتُقال به العثرات؛ ولذلك قال: «احْطُطْ بِهِ وِزْرِي» بفضل الله -عزَّ وجلَّ- وبرحمته والباء هنا ماذا يسمِّيها اللغويِّون؟ السببيِّة؛ أي: بسبب العمل؛ لأنَّ الإنسان لا ينال ما ينال عند الله بعمله المجرَّد؛ وإنَّما الأعمال هي أسباب، وأمَّا ما يناله فهو بفضل الله ورحمته -سبحانه وتعالى- فالباء في مثل هذه الأمور للسببيِّة، ويأيِّده قول الله -سبحانه وتعالى-: {
                    جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الواقعة: 24]؛ أي: بسبب ما كانوا يعملون من الأعمال الصَّالحة الخالصة لوجه الله والموافقة لشرع الله, ولذلك قال: «احْطُطْ بِهِ وِزْرِي» والوزر: هو الذنب والإثم؛ فبالأعمال الصّالحة والتوبة الصّادقة تُحطّ الأوزار وتُوضع عن أصحابها؛ كما قال الله -جلَّ وعلا- بعد أن ذكر مجموعة من الذّنوب وعلى رأسها الشرك أنَّ من تاب منه و مل صالحا فإنّ الله يبدّل السيّئات حسنات؛ قال تعالى بعد ذكر عدد من الذّنوب: {إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ} [الفرقان: 70].
                    «احْطُطْ بِهِ وِزْرِي»؛ أي: ضع يا ربي بفضلك ومنّتك بسبب القرآن واهتمامي بالقرآن وعنايتي بالقرآن، وحفظي للقرآن وعملي بالقرآن؛ اجعل ذلك قربة لك وحدك ينفعني يوم لقاءك واحطط به أوزاري وآثامي, وهذا اعتراف منه بذنبه، وينبغي للمسلم أن يكون هكذا يعترف بذنبه؛ كما اعترف ذو النون -عليه السّلام-: {
                    لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} [الأنبياء: 87]، لا يفعل فإذا أصابته مصيبة قال يا ربّي أنا ماذا فعلت حتّى تفعل بي كيت وكيت؛ كما يقوله بعض العوام, هذا اعتراض على الله؛
                    أولاً: أنّما وقع لك إنّما هو بسبب ذنوبك.
                    وثانيًا: لو احتسبت ذلك عند الله؛ فإنّه تحطّ عنك بها سيّئة وترفع لك بها درجة.
                    «احْطُطْ بِهِ وِزْرِي وَأَخْلِصْ نِيَّتِي» وهناك تقدير؛ أي: أخلص به نيَّتي؛ لأنَّ تلاوة القرآن والعمل به من أعظم الأسباب لصلاح النيّة وصفاء القلب؛ فإنّ القلب يمرض بالمفسدات ويُشفى بالأعمال الصّالحة، ومن ذلك صلاح النيّة التي بصلاحها يُقبل العمل وبفسادها تفسد؛ كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم في وصف القلب: ((
                    ألا إنّ في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كلّه وإذا فسدت فسد الجسد كلّه ألا وهي القلب))، ويقول عليه الصّلاة و السّلام: ((إنّما الأعمال بالنيّات، وإنّما لكلّ امريء ما نوى)) ويقول عليه الصّلاة والسّلام: ((لا هجرة بعد الفتح و لكن جهاد ونيِّة))؛ والنيّة هي: القصد الحسن الذي يبتغي به المرء؛ يبتغي بالعمل عندما يعمله وجه الله -تبارك وتعالى- لا يريد من وراء ذلك جزاءً ولا شكورًا.
                    «وَأَخْلِصْ نِيَّتِي» الإخلاص أمر قلبيّ، أمر عجيب له أشياء تخدشه وتنقصه وقد تُبطله؛ فيبطله الشرك والرّياء إذا دخله كاملاً ويضعفه يسير الرّياء، وتضعفه إرادة الإنسان بعمله الدنيا إن كان يسيرًا؛ أمَّا إن كان توجَّه بالإرادة إلى الدّنيا خالصة؛ فالعمل أصلاً غير مقبول؛ فيجب على المسلم أن يجتهد في إخلاص نيّته وأن يسأل الله أن يرزقه الإخلاص؛ لأنّه أمر عزيز، أمر خطير، أمر في القلب، وأخلص نيتي و؟
                    الطالب:
                    «وَاشْدُدْ بِهِ أَزْرِي»
                    الشيخ:
                    «وَاشْدُدْ بِهِ أَزْرِي»؛ الشد: هو الضّبط، والرَّبط والأزر: هو الشّأن والأمر الذي أنت فيه، وهذا من دعاء موسى -عليه السّلام- عندما دعا ربّه أن يرسل معه أخاه هارون ماذا قال؟ {
                    اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي * وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي} [طه: 31-32]؛ أي: في أمر الرِّسالة؛ فالمثل يقول شدَّ فلان على يد فلان؛ أي عاضده في عمله الذي يعمله، ومنه قول: النبي صلى الله عليه وسلَّم: ((المؤمن للمؤمن كالبنيان يشدّ بعضه بعضا))، وكلّما تعاون النّاس؛ حصل شدّ الأزر، كلّما تعاونوا على البرّ والتقوى؛ حصل شدّ الأزر؛ ولذلك قال: «وَاشْدُدْ بِهِ أَزْرِي»؛ أي: بالقرآن اشدد به جميع أموري، واجعله عونًا لي على طاعتك «وَأَصْلِحْ شَانِي»؛ والشّان: سهّلت الهمزة و إلاّ فالأصل شأن، والتسهيل والإظهار ثابت من حيث اللّغة، وصلاح الشأن عام يشمل تضرّعه إلى ربّه أن يصلح جميع أموره, دينًا ودنيا؛ ولذلك جاء في الدّعاء الصّحيح في دعاء الكرب: ((اللّهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين أصلح لي شأني لا إله إلاَّ أنت)) وإذا صَلُحَ شأن المرء؛ صلح كل أموره؛ لأنَّ شأنه يشمل جميع أحواله, فإذا أصلح الله شأنه وأعانه عليه؛ فكل بقيَّة الأمور أمرها سهل, وهذا كلّه يدل على اعتماده على ربّه وصدق اللجوء إليه -سبحانه وتعالى- نعم.

                    [المتن]
                    «وَاكْشِفْ بِهِ ضُرِّي وَحَقِّقْ تَوْبَتِي ** وَارْبِحْ بِهِ بَيْعِي بِلاَ خُسْرَانِ»
                    [الشرح]
                    قال أيضًا: «
                    وَاكْشِفْ بِهِ ضُرِّي وَحَقِّقْ تَوْبَتِي * وَارْبِحْ بِهِ بَيْعِي بِلاَ خُسْرَانِ», «وَاكْشِفْ بِهِ ضُرِّي» الضّمير كما تقدّم يعود على القرآن، وهذا أيضًا من التوسّل بأسماء الله وصفاته والتوسّل بالعمل الصّالح؛ لأنّ تلاوة القرآن من العمل الصّالح والخشوع فيه من العمل الصّالح، والوقوف عند حدوده من العمل الصّالح، وتحليل حلاله وتحريم حرامه من العمل الصّالح؛ فيكون هذا التوسّل شاملاً للتوّسل بأسماء الله وصفاته؛ حيث أنَّ القرآن كلام الله وشامل لماذا؟ للتوسّل بالأعمال الصّالحة، وكلاهما دلَّت عليه الأدلَّة من الكتاب والسنّة؛ لذلك دعا الله -عزَّ وجلَّ- أن يكشف به ضرّه؛ لأنّ الذي يكشف الضّر هو الله وحده؛ قال الله -تبارك وتعالى-: {وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ} [الأنعام: 17] فالذي يكشف الضّر هو الله وحده لا ملك مقرَّب ولا نبيٍّ مرسل ولا السّاحر ولا الكاهن ولا الدجال؛ الله -تبارك وتعالى- وحده الذي يكشف الضُّر ويُلجأ إليه في طلب كشف الشّدائد: {أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ } [النمل: 62]، هو الذي يجعل لنا من كل هم فرجًا، ومن كل ضيق مخرجًا؛ فيجب أن نُخْلِص النيّة له في طلب كشف الضُّر؛ لأنَّ الله وحده القادر على كشفه؛ فالذي قدّره هو القادر على إزالته, والضُّرُ يشمل جميع أنواع الشّر من الأمراض وتسليط الأعداء والمصائب التي تحصل على المسلم؛ فهو يتوسل إلى الله أن يكشف أيَّ ضُرٍّ مسَّهُ؛ كما قال أيوّب -عليه السّلام-؛ كما حكى الله عنه: {وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} [الأنبياء: 83]؛ فيجب أن نلجأ إلى الله في طلب كشف الضر.
                    «وَاكْشِفْ بِهِ ضُرِّي»؛ و؟ «وَحَقِّقْ تَوْبَتِي»؛ كلمة «وَحَقِّقْ»: وراءها ما وراءها من المعاني؛ إذ ليس المراد بالتوبة مجرّد النطق باللّسان أو ترداد الكلمات، وإنّما لابد فيها من التزام الشّروط، وهناك فرقٌ بين مجرَّد التلفظ بالتوبة وبين تحقيق التوبة؛ ولذلك وصف الله -عزَّ وجلَّ- التوبة الحقيقية بالتوبة النّصوح {
                    يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا} [التحريم: 8]؛ وكيف تتحقق التوبة؟ ما معنى هذا التحقيق الذي ذكره هنا المصنّف -رحمه الله تعالى-؟
                    «وَاكْشِفْ بِهِ ضُرِّي وَحَقِّقْ تَوْبَتِي»؛ ذكر أهل العلم ما يدلّ على تحقيق التوبة وهي ما يسمّيها العلماء شروط التوبة الصّادقة النّصوح وهي:
                    • الإقلاع من الذنب؛ أي: تركه بالكلّية و مفارقته والبعد عنه.
                    • والعزم على عدم العودة؛ أي: عندما تتلفّظ بالتوبة لا تفكر في العودة إلى هذا الذنب ألبته؛ أي: أن في قلبك عزمًا أكيدًا على أن لا تعود إليه مرّة أخرى.
                    • والشّرط الثالث: النّدم على ما فات, أن تتأسّف على ما بدر منك من تقصير في جنب الله؛ فلا تذهب تتحدّث بما اقترفت من جرائم ومعاصي على سبيل التندّر والتفكّه؛ وإنّما لا بدّ أن تندم وتتمنى أنك لو لم تفعل, هذا إذا كان الذّنب المَتوب منه يتعلّق بحقوق الله -سبحانه وتعالى-، وأمّا إذا كان يتعلّق بحقوق الآدميين؛ فثمّة شرط رابع وهو رد حقوق النّاس التي عليك فإن وُجدت بعينها أعادها، وإن لم تُوجد أعاد ما يماثلها أو بَدلها أو ثمنها أو تحلّل من صاحبها، فإن أباحه وحلله؛ تمّت التوبة بإذن الله مع الشّروط المتقدّمة, وإن كانت تتعلّق بعِرض أو كلام أو سبّ أو شتم فإنّك تُتحلله منها إلاّ إن خشيت أن يترتّب على ذلك ضرر أو فتنة، وهو مجرّد كلام صدر من اللّسان؛ فاستغفر له وأدعو له لعلَّ ذلك يكون كفّارة لك,
                    طيب تجد هنا مسألة نحن قلنا أنّ شروط تحقيق التوبة هذه الأربعة، وأنّه إذا لم تتوافر هذه الشّروط؛ فالتوبة لا قيمة لها، لكن قد يرد سؤال لو أنّ هذه الشّروط توفّرت غير أنّ الإنسان عاد مرّة أخرى إلى الذنب بعد فترة فهل يُقال إنّ توبته الأولى انتقضت ولم تُعتبر هه؟ لا، لا يُقال هذا بل توبته الأولى تامّة؛ وإنّما يُحاسب على ما فعل بعد ذلك؛ لأن التوبة تجبُّ ما قبلها؛ كما أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلّم؛ أي: تمحو ما قبلها ولكن بالشّروط التي ذكرناها.
                    • هناك شرط آخر قد لا يتنبّه له البعض، وهو أن تكون التوبة واقعة في زمان إذ تُمكن فيه التوبة, أمَّا إذا بلغت الرّوح الحلقوم أو طلعت الشّمس من مغربها؛ فإنّ التوبة لا تُقبل؛ كما قال رسول الله صلى الله عليه و سلّم: ((
                    تُقبل توبة العبد ما لم يغرغر))، والغرغرة هو وجود النزع, بلوغ الرّوح الحلقوم؛ أي: حال الاحتضار، وجاء في الحديث الآخر: ((إنَّ الله -عزَّ وجلَّ- يبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل ويبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار إلى أن تطلع الشّمس من مغربها عندها لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرًا)) وإلاّ فالإنسان مجبول على الذّنوب لكن باب التوبة مفتوح؛ ولذلك يقول النبيّ صلى الله عليه وسلم: ((لو لم تذنبوا لخلق الله أقوامًا يذنبون فيستغفرون فيغفر الله لهم))؛ فالواجب على المسلم المبادرة إلى التوبة قبل هذه الأحوال؛ {إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوَءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ} [النساء: 17].
                    المقصود من قريب يعني قبل بلوغ الرّوح الحلقوم، وقبل طلوع الشّمس من مغربها ثمّ قال: {
                    وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ} [النساء: 18] لو كانت تنفع؛ لنفعت فرعون فإنّه عندما أحس بالغرق قال: "آمنت أنّه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل"؛ فردَّ الله -تبارك وتعالى- عليه وكبته: {آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ} [يونس: 91].
                    إذًا نتنبَّه ونترك التسويف, بعض الناس يقولون: الآن شباب خليني أتمتع إن شاء الله غدًا أتوب, بعده, بكرة, بعد بكرة, السنة الجاية؛ لا يا عبد الله إنّك لا تدري ماذا يعرض لك؛ إنَّ الآجال والأعمار بيد الله: {
                    وَلَن يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاء أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} [المنافقون: 11]؛ فانتبه يا عبد الله إلى الخطأ فقد تُمسي ولا تُصبح وقد تُصبح ولا تُمسي، وقد تعرض لك فتن؛ يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ((بادروا بالأعمال فتنًا يمسي الرجل فيها مؤمنًا ويصبح كافرًا ويصبح كافرًا ويمسي مؤمنًا يبيع دينه بعرض من الدنيا)) نسأل الله العافية والسّلامة.
                    إذًا هذا ما يتعلق بالتوبة فبادروا إليها في هذه الأيام المباركة يا عباد الله، نعم.
                    [المتن]
                    «وَارْبِحْ بِهِ بَيْعِي بِلاَ خُسْرَانِ»
                    [الشيخ]
                    «وَارْبِحْ بِهِ بَيْعِي بِلاَ خُسْرَانِ»؛ هذا من الأساليب العربيّة التي يسمّيها بعض اللّغويين مجازًا واستعارة، والحق أنّ المجاز طاغوت من الطّواغيت امتطته فرق أهل الكلام من الجهميّة والمعتزلة ومن قلّدهم من الأشعريّة والماتريديّة؛ فجعلوا صفات الله -عزَّ وجلَّ- مجازًا، وقد ألَّف شيخ الإسلام بن تيمية -رحمه الله- رسالة نفيسة في الرّدّ على القائلين بالمجاز؛ كما ألّف شيخنا الشّيخ محمّد الأمين الجكني الشنقيطي -رحمه الله تعالى- رسالة عنوانها: "منع جواز المجاز"؛ فالمجاز حمار المعتزلة الذي ركبوه فأبحر بهم في غياهب الظلام؛ كما يقول أحد الشّعراء: "خضتم بحار الشعر دون روية * أنتم كمن ركب الحمار فأبحر"؛ فهذا هو شأن المتكلّمين ركبوا علم الكلام والمجاز، وسبحوا في خيالات ذلك؛ حتّى ألقى بهم في الهاوية فأنكروا أو عطّلوا أو أوّلوا أو فوّضوا أو توقّفوا في أسماء الله وصفاته؛ فوقع ما الله به عليم في الإفراط والتفريط في هذا الباب؛ فنحن نسميه كما سماه علماؤنا أسلوب عربي منوع، والعرب لم تسمه جوازًا؛ كل عربي فصيح إذا قال له أحد: "زارني أسد" عَلِمَ بداهة أنَّ الذي زاره ما هو؟ أنّه رجل شجاع، وكل عربي فصيح لم يتبدّل لسانه كما تبدّلت ألسنتنا في هذا العصر؛ إذا سمع قائلاً يقول: "وجدت الجود عند هذا البحر" يعلم يقينا أنّه يقصد الإنسان الكريم السخي الجواد، وهذا يُفهم ابتداء ما يحتاج إلى قرينة ولا إلى علاقة ولا إلى وجه شبه ولا إلى مشبّه به الأمور واضحة لكن لمّا فسدت الألسن امتطوا هذه الأشياء, نعم لاشك أن علم البلاغة و علم النحو علوم نافعة عظيمة لكن إذا خرجت عن الشّرع أصبحت فاسدة وإذا امتطيت لتغيير وتحريف كتاب الله -عزَّ وجلَّ- وسنّة رسوله صلى الله عليه وسلم أصبحت فاسدة.
                    «وَارْبِحْ بِهِ بَيْعِي بِلاَ خُسْرَانِ» الله -عزَّ وجلَّ- سمى الأعمال الصّالحة بالتجارة الرّابحة كما قال الله -جلَّ وعلا-: {
                    يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ * يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [الصف:10- 12]
                    فسمَّاها الله -عزَّ وجلَّ- تجارة وقال -تبارك وتعالى- في وصف المؤمنين وأنهم يتاجرون مع ربِّ العالمين تلك التجارة الرّابحة؛ قال تعالى: {
                    إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} إيش؟ {أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم} بماذا؟ {بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ} [التوبة: 111].
                    جعلني الله وإيَّاكم منهم, فسمَّاه شراء وهذا من الأساليب العربيّة المعروفة ووصف أعمال الكفار بالتجارة الخاسرة, فقال تعالى: {
                    أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ اشْتَرُوُاْ الضَّلاَلَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ} [البقرة: 16].
                    ولذلك الشيخ هنا قال: «وَارْبِحْ بِهِ»؛ أي: بالقرآن، «بَيْعِي»؛ أي: عملي الصالح الذي أعمله خالصًا لوجه الله بلا خسران؛ لأنَّ من ربح بالأعمال الصالحة؛ فإنَّه لن يخسر والخسران الذي يشير إليه ويحذِّر منه ويخشى منه؛ هو خسران الدنيا والآخرة؛ {
                    قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ} [الزمر: 15].
                    فإذًا «
                    وَارْبِحْ بِهِ بَيْعِي بِلاَ خُسْرَانِ»؛ أي: وفقني يا ربيّ ليكون ذلك البيع هو العمل الصّالح عملاً رابحًا متقبلاً ينفعني عندك يوم الحاجة إلى ذرّة من الأعمال؛ {فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ } [الزلزلة:7, 8].
                    يتبع بإذن الله ؛؛؛؛
                    رحمك الله يا أمي
                    ألا يستقيم أن نكون إخوانًا وإن لم نتفق!".الشافعي رحمه الله
                    وظني بكـَ لايخيبُ

                    تعليق

                    يعمل...
                    X