إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
◊♥ هذا هو نبيك فهل تنصره ◊♥
تقليص
X
-
◊♥ هذا هو نبيك فهل تنصره ◊♥
التعديل الأخير تم بواسطة لؤلؤة باسلامى 2; الساعة 26-03-2015, 07:37 PM.سبحان الله ....الحمدلله ....الله أكبر ....لا اله الا الله
غــرفة العنــاية الإيمــانية المركـزة ’’ بادرى بالـدخــول ’’
الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد
-
رد: ◊♥ هذا هو نبيك فهل تنصره ◊♥
التعريف بنسبه صلى الله عليه وسلم :
هو خير أهل الأرض نسبا على الإطلاق فلنسبه من الشرف أعلى ذروة، وأعداؤه كانوا يشهدون له بذلك، ولهذا شهد له به عدوه إذ ذاك أبو سفيان بين يدي ملك الروم، فأشرف القوم قومه، وأشرف القبائل قبيلُه، وأشرف الأفخاذ فخذُه.
فهو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.
إلى ها هنا معلوم الصحة متفق عليه بين النسابين ولا خلاف فيه البتة وما فوق عدنان مختلف فيه ولا خلاف بينهم أن عدنان من ولد إسماعيل عليه السلام.
وأسماؤه كلها نعوت ليست أعلاما محضة لمجرد التعريف، بل أسماء مشتقة من صفات قائمة به توجب له المدح والكمال.
فمنها محمد وهو أشهرها وبه سمي في التوراة صريحا، ومنها أحمد وهو الاسم الذي سماه به المسيح، ومنها المتوكل، ومنها الماحي، والحاشر، والعاقب، والمقفي، ونبي التوبة، ونبي الرحمة، ونبي الملحمة، والفاتح، والأمين.
ويلحق بهذه الأسماء: الشاهد، والمبشر، والبشير، والنذير، والقاسم، والضحوك، والقتَّال، وعبد الله، والسراج المنير، وسيد ولد آدم، وصاحب لواء الحمد، وصاحب المقام المحمود، وغير ذلك من الأسماء؛ لأن أسماءه إذا كانت أوصاف مدح فله من كل وصف اسم، لكن ينبغي أن يفرق بين الوصف المختص به أو الغالب عليه، ويشتق له منه اسم، وبين الوصف المشترك فلا يكون له منه اسم يخصه.
قال جبير بن مطعم: سمى لنا رسول الله صلى الله عليه و سلم نفسه أسماء فقال: ((أنا محمد، وأنا أحمد، وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر، وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي، والعاقب الذي ليس بعده نبي)) (رواه البخاري).
وإن جعل له من كل وصف من أوصافه اسم تجاوزت أسماؤه المائتين كالصادق والمصدوق والرؤوف والرحيم إلى أمثال ذلك وفي هذا قال أبو الخطاب بن دحية: إن لله ألف اسم وللنبي صلى الله عليه وسلم ألف اسم ومقصوده الأوصاف. (زاد المعاد: 1/84).
خلقه القرآن : خِلقته صلى الله عليه وسلم :
طوله وعرضه:
كان رَسُولُ صلى الله عليه وسلم ربعة لا بِالطَّوِيلِ الْبَائِنِ وَلا بِالْقَصِيرِ، بَعِيدَ مَا بَيْنَ الْمَنْكِبَيْنِ –أي: عريض أعلى الظهر-.
رأسه:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ضَخْمَ الرَّأْسِ –أي: عظيم الرأس-، وقد قيل أن هذا دليل على كمال القوى الدماغية، وهو آية النجابة.
وجهه:
سئل جَابِرَ بْنَ سَمُرَةَ رضي الله عنه: أكان وَجْهُُ رسول الله صلى الله عليه وسلم مِثْلُ السَّيْفِ؟ قَالَ: لا بَلْ كَانَ مِثْلَ الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ مُسْتَدِيرًا.
جبينه:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مفاض الجبين -أي: واسع الجبين-.
لحيته:
كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم لحية سوداء كثة، تَوَفَّاهُ اللَّهُ عَلَى رَأْسِ سِتِّينَ سَنَةً وَلَيْسَ فِي رَأْسِهِ وَلِحْيَتِهِ عِشْرُونَ شَعْرَةً بَيْضَاءَ.
عينه:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أَشْكَلُ الْعَيْنَيْنِ –طويل شق العين-، مُشرب العين بحمرة- هي عروق حمر رقاق، وهي من علاماته صلى الله عليه وسلم التي في الكتب السالفة-، أسود الحدقة، أهدب (الأهدب: الطويل) الأشفار (حروف العين التي ينبت عليها الشعر).
فمه:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ضَلِيعُ الْفَمِ (واسع الفم)، حسن الثغر.
يداه ورجلاه:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم شَثْنَ الْكَفَّيْنِ وَالْقَدَمَيْنِ (أي: أنهما يميلان إلى الغلظ والقصر)، ويحمد ذلك في الرجال؛ لأنه أشد لقبضهم، ويذم في النساء، وكان صلى الله عليه وسلم مَنْهُوسَ الْعَقِبِ (معناه قَلِيلُ لَّحْمِ الْعَقِبِ).
شيبه:
كان شيب رسول الله صلى الله عليه وسلم نحو من عشرين شعرة بيضاء، وكان إذا ادهن واراهن الدهن.
لونه:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أزهر اللون ليس بالأبْيَضِ الأمْهَقِ (البياض الشديد كلون الجص)، وَلا بِالآدَم (الأسمر).
شعر رأسه:
كان شعره صلى الله عليه وسلم أسوداً رجُلاً بكسر الجيم وضمها لم يكن بِالْجَعْدِ الْقَطَطِ، (الجعد: الشعر فيه التواء وانقباض، والقطط: شعر الزنج)، وَلا بِالسَّبِطِ (السبط: الشعر المسترسل)، يَضْرِبُ إلى مَنْكِبَيْهِ.
كراديسه "عظامه":
كان صلى الله عليه وسلم عظيم الكراديس –وهي رءوس العظام، واحدها كردوس، وقيل: هي ملتقى كل عظمين ضخمين كالركبتين والمرفقين والمنكبين؛ أراد أنه ضخم الأعضاء.
مَسْرُبَته:
كان صلى الله عليه وسلم طَوِيلَ الْمَسْرُبَةِ (والمسربة: هي الشعر المستدق الذي يأخذ من الصدر إلى السرة).
مشيه:
كان صلى الله عليه وسلم إذا مشى يتكفأ (أي: يتمايل إلى قُدَّام كالسفينة في جريها)، كَأَنَّمَا انْحَطَّ مِنْ صَبَبٍ (والصبب المنحدر من الأرض).
صفة ظهره وخاتم نبوته:
كان ظهر النبي صلى الله عليه وسلم كأنه سبيكة فضة، وعليه خاتم مثل الغُدَّة (الغدة: قطعة من اللحم)، أحَمْر اللون إذا صغرت في وصفها فهي كبَيْضَةِ الْحَمَامَةِ -أي مدوراً-، وإذا كبرت في وصفها قيل: كقبضة اليد مجتمعة، حولها شامات سود، وشعرات مجتمعات، وأما مكانه فكان بين كتفيه عند ناغض (الناغض: أعلى الكتف. وقيل: هو العظم الرقيق الذي على طرفه) كتفه اليسرى (أي أقرب إلى الأيسر).
لين ملمسه:
يقول أنس بن مالك: ما مسست حريراً ولا ديباجاً ألين من كف النبي صلى الله عليه وسلم؟**
وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: أردفني النبي صلى الله عليه وسلم خلفه في سفر فما مسست شيئاً قط ألين من جلده صلى الله عليه وسلم.
ملاحته وحسنه:
عن جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ رضي الله عنه قال: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي لَيْلَةٍ إِضْحِيَانٍ (مضيئة مقمرة)، فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِلَى الْقَمَرِ، وَعَلَيْهِ حُلَّةٌ حَمْرَاءُ، فَإِذَا هُوَ عِنْدِي أَحْسَنُ مِنْ الْقَمَرِ.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أبيضَ كأنما صِيغَ من فضة، رَجِلَ الشعر (منظف الشعر ومسرحه ومحسنه).
وعَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ رضي الله عنه قَالَ: رَأَيْتُ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَا بقى عَلَى وَجْهِ الأرْضِ أحدٌ رَآهُ غَيْرِي.
قُلْتُ: صِفْهُ لي، قَالَ: كَانَ أَبْيَضَ مَلِيحًا مُقَصَّدًا (أي: ليس بجسيم ولا نحيف، ولا طويل ولا قصير).
زوجاته:
من المعلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يمتاز عن أمته بحل التزوج بأكثر من أربع زوجات لأغراض كثيرة، فكان عدد من عقد عليهن ثلاث عشرة امرأة، منهن تسع مات عنهن، واثنتان توفيتا في حياته، إحداهما خديجة، والأخرى أم المساكين زينب بنت خزيمة، واثنتان لم يدخل بهما، وهن:
1- خديجة بنت خويلد، تزوجها وهو في خمس وعشرين سنة، وهي في الأربعين، وهي أول من تزوجها من النساء، ولم يتزوج عليها غيرها، وأولاده كلهم عدا إبراهيم منها، ماتت سنة عشر من النبوة، وعمرها 65 سنة.
2- سودة بنت زمعة، تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم في شوال سنة عشر من النبوة، بعد وفاة خديجة بنحو شهر، توفيت بالمدينة في شوال سنة54هـ.
3- عائشة بنت أبي بكر الصديق، تزوجها في شوال سنة إحدى عشرة من النبوة، بعد زواجه بسودة بسنة، وقبل الهجرة بسنتين وخمسة أشهر، وبنى بها في شوال بعد الهجرة بسبعة أشهر في المدينة، وهي بنت تسع سنين، ولم يتزوج بكراً غيرها، وكانت أحب الخلق إليه، توفيت في 17رمضان سنة 57هـ ودفنت بالبقيع.
4- حفصة بنت عمر بن الخطاب، تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم في شعبان سنة 3هـ توفيت في شعبان سنة 45هـ بالمدينة،ولها ستون سنة، ودفنت بالبقيع.
5- زينب بنت خزيمة، كانت تسمى أم المساكين لرحمتها إياهم ورقتها عليهم، تزوجها صلى الله عليه وسلم سنة 4هـ. ماتت بعد الزواج بنحو ثلاثة أشهر في ربيع الآخر، فصلى عليها صلى الله عليه وسلم، ودفنت بالبقيع.
6- أم سلمة هند بنت أبي أمية، تزوجها صلى الله عليه وسلم في شوال، توفيت سنة 59هـ، ودفنت بالبقيع.
7- زينب بنت جحش، بنت عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم، تزوجها صلى الله عليه وسلم في ذي القعدة سنة خمس من الهجرة، توفيت سنة 20هـ ولها 53 سنة، ودفنت بالبقيع.
8- جويرية بنت الحارث سيد بني المصطلق، كانت في سبي بني المصطلق في سهم ثابت بن قيس، فكاتبها، فقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابتها، وتزوجها في شعبان سنة 6هـ، توفيت في ربيع الأول سنة 56هـ، ولها 65 سنة.
9- أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان، كانت تحت عبيد الله بن جحش، فولدت له حبيبة فكنيت بها، وهاجرت معه إلى الحبشة، فارتد وتنصر، وتوفي هناك، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرو بن أميه الضمري بكتابه إلى النجاشي في المحرم سنة 7 هـ، فخطب عليه أم حبيبة فزوجها إياه، وبعث بها مع شرحبيل بن حسنة. فابتنى بها النبي صلى الله عليه وسلم بعد رجوعه من خيبر، توفيت سنة 42 هـ.
10- صفية بنت حيي بن أخطب سيد بن النضير، كانت من سبي خيبر، فاصطفاها رسول الله صلى الله وعليه وسلم لنفسه، وأسلمت، فأعتقها وتزوجها بعد فتح خيبر سنة 7هـ، توفيت سنة 50هـ ودفنت بالبقيع.
11- ميمونة بنت الحارث، أخت أم الفضل لبابة بنت الحارث، تزوجها في ذي القعدة سنة 7 هـ، في عمرة القضاء، بعد أن حل منها على الصحيح، وقد توفيت بسرف سنة 61هـ، ودفنت هناك.
أولاده:
كان أول من ولد لرسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة قبل النبوة القاسم، وبه كان يُكنى، وكان أول من مات من ولده، ثم وُلدت له زينب، ثم رقية، ثم فاطمة، ثم أم كلثوم، ثم وُلد له في الإسلام عبد الله فسُمي الطيب والطاهر، وأمهم جميعاً خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العُزَّى بن قُصَيِّ.
1. القاسم: وُلد بمكة قبل النبوة، ومات بها صغيراً، وأمه خديجة بنت خويلد.
2. زينب: هي أول من وُلد من البنات، أمها خديجة، تزوجها في حياة أمها ابنُ خالتها أبو العاص بن الربيع، فولدت له أمامة وعلي بن أبي العاص، وهاجرت قبل إسلام زوجها بست سنين، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحبها، ويثني عليها رضي الله عنها، عاشت نحو ثلاثين سنة، وتوفيت سنة ثمان من الهجرة، وغسلتها أم عطية.
3. رُقية: وهي البنت الثانية من بناته صلى الله عليه وسلم، وأمها خديجة، تزوجها عتبة بن أبي لهب قبل الهجرة فلما أنزلت: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} (المسد:1)، طلقها قبل الدخول، وأسلمت مع أمها، وأخواتها، ثم تزوجها عثمان، وهاجرت معه إلى الحبشة الهجرتين جميعا، وولدت له ولداً اسمه عبد الله، ثم هاجرت إلى المدينة بعد عثمان، ومرضت قبيل بدر، فخلف النبي صلى الله عليه وسلم عليها عثمان؛ فتوفيت، والمسلمون ببدر.
4. فاطمة: سيدة نساء العالمين في زمانها، البضعة النبوية، أمها خديجة، وهي أحبُّ بناته إليه صلى الله عليه وسلم، وُلدت سنة إحدى وأربعين من مولده، وقيل: قبل النبوة بخمس سنين، وماتت بعده بستة أشهر، وتزوَّجها علي بن أبي طالب رضي الله عنهما، وولدت الحسن والحسين، وزينب ومحَسِّناً، وأم كلثوم.
5. أم كلثوم: وهي البنت الرابعة من بناته صلى الله عليه وسلم، وأمها خديجة رضي الله عنها، تزوجها عتيبة بن أبي لهب، ثم فارقها، وأسلمت، وهاجرت بعد النبي صلى الله عليه وسلم، فلما توفيت أختها رقية، تزوج بها عثمان وهي بكر في ربيع الأول، سنة ثلاث، فلم تلد له، وتوفيت في شعبان، سنة تسع.
6. عبد الله الطيب: وُلد بعد النبوة، وقيل قبلها، وكان يلقب بالطيب والطاهر، وقيل: هما اثنان، وتوفي صغيراً.
7. إبراهيم: أمه مارية القبطية، وُلد بالمدينة في ذي الحجة سنة ثمانٍ، ومات بها سنة عشرٍ وهو ابن سبعة عشر شهراً، وكُسفت الشمسُ يومَ مات، فقال الناس: كُسفت الشمس لموت إبراهيم، فقال صلى الله عليه وسلم: (إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته). (رواه البخاري).
بيته :
بعدما بنى النبي صلى الله عليه وسلم مسجد قباء بنى بيتاً واحداً لسودة أم المؤمنين، ثم لم يحتج إلى بيت آخر حتى تزوج عائشة في شوال سنة اثنتين للهجرة، ثم بنى بقية بيوته في أوقات مختلفة، وكان عدد بيوته تسعة بيوت، بعضها من جريد –الجَرِيدُ: سعف النخل- مطين بالطين، وسقفها جريد، وبعضها من حجارة مرضومة -بعضها على بعض- مسقفة بالجريد أيضًا، وكانت الأسقف في بيوت النبي صلى الله عليه وسلم غير مرتفعة، وقد كان باب النبي صلى الله عليه وسلم يقرع بالأظافير، أي لا حلق له.
أما عفش النبي صلى الله عليه وسلم داخل بيته فقد كان لا يُوجد بداخل بيته إلا القليل من الفراش والمتاع، فكان يصلي على الحصير في النهار، وإذا أتى الليل أخذه ونام عليه؛ لأنه لم يكن له غيره.
أما فراشه فقد كانت له وسادة يتكئ عليها من الجلد المدبوغ حشوها ليف، والليف هو قشر النخل، وكان ينام على الحصير حتى أنه كان يؤثر على جنبه، وكان له لحاف، وسرير (كرسي)، وكانت عنده قطيفة لا تساوي أربعة دراهم، حج وهي معه، ووُضع بينه وبين لحده لما مات صلى الله عليه وسلم قطيفة بيضاء، وكان يصلي على الحصير والفروة المدبوغة، وكان له قدح –وهو الإناء-.
هذا هو الذي كان في بيت النبي صلى الله عليه وسلم، ولقد خُلطت البيوت والحُجَر بالمسجد بعد زمن من وفاة أزواج النبي عليه الصلاة والسلام، وبكى الناس - عند هدمها- كيوم وفاته صلى الله عليه وسلم. (سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد: 7/76،354- 359، 3/348-350).
لباسه:
-العمامة والقلنسوة: كانت له عمامة سوداء تُسمَّى السحاب (والعمامة: كل ما يلف على الرأس)، وكان يلبسها ويلبس تحتها القَلَنْسُوَة (والقلنسوة هي الطاقية)، وكان يلبس القلنسوة بغير عمامة، ويلبس العمامة بغير قلنسوة، وكان إذا اعتم، أرخى عمامته بين كتفيه.
3-القميص والرداء والإزار ونحوهم: لبس النبي صلى الله عليه وسلم القميص (والقميص: اسم لما يُلبسُ من المخيطِ الذي له كُمَّانِ وجَيْبُ، يُلبس تحت الثياب، وكان أحبَّ الثياب إليه، وكان كُمُّه إلى الرُّسغ (الرُّسغ وهو مَفْصِل ما بين الكَفِّ والسَّاعِد)، وقد كان له قميصٌ من قطن، قصير الطول، قصير الكُمَّين، وكان يحب من الثياب البيض، وقد لبس حلة حمراء، قال ابن القيم: "وغلط من ظن أنها كانت حمراء بحتاً لا يخالطها غيره، وإنما الحلة الحمراء بردان يمانيان منسوجان بخطوط حمر مع الأسود كسائر البرود اليمنية، وهي معروفة بهذا الاسم باعتبار ما فيها من الخطوط الحمر، وإلا فالأحمر البحت منهي عنه أشد النهي"(زاد المعاد: 1/ 137)، ولبس جبة رومية ضيقة الكمين، وخطب وعليه بردان أخضران، ولبس بُرْدَةً مِنْ صُوفٍ سَوْدَاءَ، وكان له حلة بهية يلبسها في العيدين ويوم الجمعة، ويتجمل بها إذا وفد عليه الوفود، ولبس مِرْطاً مِنْ شَعَرٍ أَسْوَدٍ (المِرْط: كساء يؤتزر به تارة يكون من صوف، وتارة من شعر أو كتان أو خز)، وكان له إِزَارٌ غَلِيظٌ مِمَّا يُصْنَعُ في الْيَمَنِ، وقد ذُكر عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه اشترى سراويل (السراويل: لباس يغطي السرة والركبتين ومابينهما)، والسراويل ليس هو البنطال، فالبنطال يغطي من أول خاصرة الجسم حتى أسفل القدم.
4-الخاتم: كان خاتمه حلقته فضة، ونقش فيه محمد رسول الله، وكانت صفة النقش: (محمد) سطر، و(رسول) سطر، و(الله) سطر، وكان صلى الله عليه وسلم يضع خاتمه في خنصر يده اليسرى، وتارة في يده اليمنى، وكان فِصُّ الخاتم حبشياً.
5-النعال: كان نَعْلُه لَهُمَا قُبَالان (القبالان: هما زمامان لأصابع القدم بين الإبهام والتي تليها، وبين الوسطى والتي تليها)، وكانت نعله جرداء لا شعر عليها، وقد لبس نَعْلَيْن مَخصُوْفَتَيْن (وهي المخروزة، والخرز ضم شيءٍ إلى شيءٍ).
(سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد: 7/ 269-328).
شعراؤه:
قال ابن سيرين: كان شعراء رسول الله صلى الله عليه وسلم: عبد الله بن رواحة، وحسان بن ثابت، وكعب بن مالك. وكان حسان وكعب يعارضان المشركين بمثل قولهم بالوقائع، والأيام، والمآثر، وكان ابن رواحة يعيرهم بالكفر، وينسبهم إليه.
- حسان بن ثابت بن المنذر بن حرام الأنصاري ابن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار.
سيد الشعراء المؤمنين، المؤيد بروح القدس، أبو الوليد، ويقال: أبو الحسام الأنصاري، الخزرجي، النجاري، المدني، ابن الفريعة، شاعر رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبه.
عاش ستين سنة في الجاهلية، وستين في الإسلام.
كان في حلقة فيهم أبو هريرة، فقال: أنشدك الله يا أبا هريرة، هل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (أجب عني، أيدك الله بروح القدس)؟، فقال: اللهم نعم.
ولما كان يوم الأحزاب قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من يحمي أعراض المسلمين؟)، فقال كعب بن مالك: أنا، وقال ابن رواحة: أنا، وقال حسان: أنا، فقال: (نعم، اهجهم أنت، وسيعينك عليهم روح القدس).
قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم حين عزم على هجاء قريش: لأسلنك منهم سل الشعرة من العجين، ولي مَقُول يفري ما لا تفريه الحربة.
قالت عائشة رضي الله عنها: والله إني لأرجو أن يدخله الله الجنة بكلمات قالهن لأبي سفيان بن الحارث:
هجوت محمدا فأجبت عنه ** وعند الله في ذاك الجزاءُ
فإن أبي ووالده وعرضي ** لعرض محمد منكم وقاءُ
أتهجوه ولست له بكفء ** فشرُّكما لخيرِكما الفداءُ
توفي سنة أربع وخمسين، وقيل: سنة أربعين.
- كعب بن مالك بن أبي كعب عمرو الأنصاري بن القين بن كعب بن سواد بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري، الخزرجي، العقبي (نسبة إلى العقبة)، الأُحدي (نسبة إلى أُحد)، شاعر رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبه، وأحد الثلاثة الذين خلفوا عن غزوة تبوك، فتاب الله عليهم، ونزل فيه قوله تعالى: {وَعَلَى الثَّلاَثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُواْ حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّواْ أَن لاَّ مَلْجَأَ مِنَ اللّهِ إِلاَّ إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} (التوبة: 118). شهد العقبة، وكان يقول: (ولقد شهدت مع النبي صلى الله عليه وسلم ليلة العقبة حين تواثقنا على الإسلام وما أحب أن لي بها مشهد بدر وإن كانت بدرٌ أَذْكَرَ فِي الناس منها).
كان يذكر الحرب، يقول: فعلنا ونفعل، ويتهدد المشركين.
قال: يا رسول الله، قد أنزل الله في الشعراء ما أنزل.
قال: (إن المؤمن يجاهد بسيفه ولسانه، والذي نفسي بيده لكأن ما ترمونهم به نضح النبل). رواه أحمد برقم: (26633) وصححه الألباني في السلسلة.
أسلمت دوس فرَقًا من بيت قاله كعب:
نخيرها ولو نطقت لقالت ** قواطعهن دوسًا أو ثقيفًا
توفي سنة أربعين، وقيل: سنة خمسين، وقيل: سنة إحدى وخمسين.
عبد الله بن رواحة بن ثعلبة بن امرئ القيس الأنصاري الأمير، السعيد، الشهيد، أبو عمرو الأنصاري، الخزرجي، البدري، النقيب، الشاعر، يكنى: أبا محمد، وأبا رواحة، وليس له عقب، شهد بدرا، والعقبة، واستخلفه النبي صلى الله عليه وسلم على المدينة في غزوة بدر الموعد.
وهو خال النعمان بن بشير.
وكان من كتاب الأنصار.
كان إذا لقي الرجل من أصحابه يقول: تعال نؤمن ساعة، فقاله يوما لرجل، فغضب، فجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، ألا ترى ابن رواحة يرغب عن إيمانك إلى إيمان ساعة، فقال: (يرحم الله ابن رواحة، إنه يحب المجالس التي تتباهى بها الملائكة). رواه أحمد برقم: (13385) وضعفه محققو المسند، وكذا الألباني في الترغيب والترهيب.
دخل النبي صلى الله عليه وسلم مكة في عمرة القضاء، وهو بين يديه يقول:
خلوا بني الكفار عن سبيله * اليوم نضربكم على تنزيله
ضربا يزيل الهام عن مقيله *ويذهل الخليل عن خليله
فقال عمر: يا ابن رواحة، في حرم الله، وبين يدي رسول الله تقول الشعر؟.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (خل يا عمر، فهو أسرع فيهم من نضح النبل). رواه الترمذي برقم: (2847) وصححه الألباني.
وقال ابن رواحة: مررت بمسجد النبي صلى الله عليه وسلم فجلست بين يديه، فقال: (كيف تقول الشعر إذا أردت أن تقول؟). قلت: أنظر في ذاك، ثم أقول.
قال: (فعليك بالمشركين).
قال: ولم أكن هيأت شيئا، ثم قلت:
فخبروني أثمان العباء متى ** كنتم بطارق أو دانت لكم مضر؟
فرأيته قد كره هذا أن جعلت قومه أثمان العباء، فقلت:
يا هاشم الخير، إن الله فضلكم ** على البرية فضلاً ما له غير
إني تفرست فيك الخير أعرفه ** فراسة خالفتهم في الذي نظروا
ولو سألت إن استنصرت بعضهم ** في حل أمرك ما آووا ولا نصروا
فثبت الله ما آتاك من حسن ** تثبيت موسى ونصرا كالذي نصروا
فأقبل صلى الله عليه وسلم بوجهه مستبشرا، وقال: (وإياك فثبت الله). رواه الطبراني في المعجم الكبير (18/480- برقم: 204). كان في من جهزهم النبي صلى الله عليه وسلم إلى مؤتة أمراء، فقال: (الأمير زيد، فإن أصيب فجعفر، فإن أصيب فابن رواحة)، فلما قتلا، كره ابن رواحة الإقدام، فقال:
أقسمت يا نفس لتنزلنه ** طائعة أو لتكرهنه
فطالما قد كنت مطمئنه ** ما لي أراك تكرهين الجنة
فقاتل حتى قتل. أصله في البخاري برقم: (4261) وليس فيه كره ابن رواحة... إلخ، والشعر، رواه البيهقي في السنن الكبرى: (9/154) (18940).
مؤذنوه:
بلال بن رباح رضي الله عنه: هو بلال بن رباح القرشي التيمي مولاهم أبو عبد الله، ويقال: أبو عبد الرحمن، ويقال: أبو عبد الكريم، ويقال: أبو عمرو المؤذن، مولى أبي بكر الصديق رضي الله عنهما، وأمه اسمها حمامة كانت مولاة لبعض بني جمح، من السابقين الأولين الذين أسلموا فعذب في سبيل الله، شهد بدراً وأحداً والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وشهد له النبي صلى الله عليه وسلم على التعيين بالجنة، وأخبر بأنه سمع صوت نعاله في الجنة، وهو أول مؤذن لنبي صلى الله عليه وسلم، مات بالشام زمن عمر.
ابن أم مكتوم رضي الله عنه: هو عمرو بن زائدة، وقيل: عمرو بن قيس بن زائدة، العامري المعروف بابن أم مكتوم الأعمى مؤذن النبي صلى الله عليه و سلم وهو الأعمى المذكور في القرآن في قوله تعالى: {عَبَسَ وَتَوَلَّى * أَن جَاءهُ الْأَعْمَى}، وقيل: اسمه عبد الله، والأول أكثر وأشهر، وهو ابن خال خديجة بنت خويلد أم المؤمنين رضي الله عنها، واسم أمه أم مكتوم عاتكة بنت عبد الله بن عنكثة بن عامر بن مخزوم، هاجر إلى المدينة قبل مقدم النبي صلى الله عليه و سلم وبعد مصعب بن عمير رضي الله عنه، واستخلفه النبي صلى الله عليه وسلم على المدينة ثلاث عشرة مرة، لم يرخص له النبي صلى الله عليه وسلم في التخلف عن صلاة الجماعة، بل سأله: تسمع حي على الصلاة حي على الفلاح؟ قال: نعم، فقال له: فأجب، وشهد القادسية، وقتل بها شهيداً وكان معه اللواء يومئذ، وقيل: رجع من القادسية إلى المدينة فمات.
سعد القرظ رضي الله عنه: هو: سعد بن عائذ، ويقال: ابن عبد الرحمن المؤذن مولى الأنصار، وقيل: مولى عمار بن ياسر، له صحبة، وإنما قيل له: سعد القرظ؛ لأنه كان كلما تاجر في شيء خسر فيه، فتاجر في القرظ فربح فلزم التجارة فيه، جعله رسول الله صلى الله عليه وسلم مؤذناً بقباء، فلما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وترك بلال الأذان، نقل أبو بكر رضي الله عنه سعد القرظ هذا إلى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يزل يؤذن فيه إلى أن مات، وتوارث عنه بنوه الأذان فيه إلى زمان مالك وبعده أيضاً، وقيل إن الذي نقله من قباء إلى المدينة للأذان عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وقيل إنه كان يؤذن للنبي صلى الله عليه وسلم واستخلفه بلال على الأذان في خلافة عمر رضي الله عنه حين خرج بلال إلى الشام.
أبو محذورة القرشي الجمحي رضي الله عنه: اسمه أوس بن معير بن لوذان ابن ربيعة بن سعد بن جمح، وقيل: اسمه سمير بن عمير بن لوذان بن وهب ابن سعد بن جمح، وأمه خزاعية.
مؤذن المسجد الحرام، وصاحب النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، كان أحسن الناس أذانا وأنداهم صوتا، قال له عمر رضي الله عنه يوما وسمعه يؤذن: كدت أن تنشق مريطاؤك (والمريطاء: ما بين السرة إلى العانة)، توفي أبو محذورة بمكة سنة تسع وخمسين، وقيل: سنة تسع وسبعين ولم يهاجر منها، ولم يزل مقيما بها حتى مات رضي الله عنه.
خدمه :
1- أشهر خدمه صلى الله عليه وسلم: أنس بن مالك بن النضر رضي الله عنه، الأنصاري، النَّجَّاريُّ، كناه النبي عليه الصلاة والسلام بأبي حمزة، ولد بالمدينة، وأسلم صغيراً، كان من أخص خدامه عليه الصلاة والسلام، خدمه عشر سنوات، مدة مُقامه بالمدينة، فما عاتبه علي شيء أبدا، ولا قال لشيء فعله لم فعلته، ولا لشيء لم يفعله إلا فعلته، دعا له النبي عليه الصلاة والسلام بقوله: ((اللَّهُمَّ أَكْثِرْ مَالَهُ وَوَلَدَهُ، وَأَطِلْ حَيَاتَهُ)) رواه البخاري(5975)، فاستجاب الله دعائه عليه الصلاة والسلام، فكثر ماله رضي الله عنه، حتى إن عنباً له كانت تحمل في السنة مرتين، وبورك له فيه، ورُزق من الأولاد عددا كبيرا، قيل: مائة وستة، وطال عمره، فقد مات بعد أن تجاوز المائة. شهد خيبر وعمرة القضاء والفتح وحنينا والطائف وما بعد ذلك، وكان أحسن الناس صلاة في سفره وحضره، وكانت وفاته بالبصرة، وذلك في سنة ثلاث وتسعين، وأما عمره يوم مات فقد جاوز المائة سنة.
2- عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، أحد أئمة الصحابة، هاجر الهجرتين، وشهد بدرا وما بعدها، كان يلي حمل نعلي النبي صلى الله عليه وسلم، ويلي طهوره، ويرحل دابته إذا أراد الركوب، وكانت له اليد الطولى في تفسير كلام الله، وله العلم الجم، والفضل والحلم، وهو أول من جهر بالقرآن بمكة بعد رسول الله عليه الصلاة والسلام، وكان يدخل على النبي عليه الصلاة والسلام بدون استئذان، وهو رابع أربعة من الصحابة الذين أمر النبي عليه الصلاة والسلام بأخذ القرآن عنهم، بل إنَّ النبي عليه الصلاة والسلام طلب منه أن يقرأ عليه القرآن، فقال له: ((اقْرَأْ عَلَيَّ الْقُرْآنَ)) فقال: "يا رَسُولَ اللَّهِ أَقْرَأُ عَلَيْكَ وَعَلَيْكَ أُنْزِلَ؟" قال: ((إني أَشْتَهِي أَنْ أَسْمَعَهُ من غَيْرِي))) فَقَرَأْ عليه (من سورة) النِّسَاء حتى إذا بَلَغْ: {فَكَيْفَ إذا جِئْنَا من كل أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ على هَؤُلَاءِ شَهِيدًا} فرَفَع رَأْسه، فَرَأَى دُمُوعَهُ تَسِيل عليه الصلاة والسلام! والقصة في البخاري(4306) ومسلم (800). وكان يشبه النبي صلى الله عليه وسلم في هديه ودله وسمته، يعني أنه يشبه بالنبي صلى الله عليه وسلم في حركاته وسكناته وكلامه، ويتشبه بما استطاع من عبادته، ومناقبه رضي الله عنه كثيرة، توفي رضي الله عنه في أيام عثمان سنة اثنتين أو ثلاث وثلاثين بالمدينة عن ثلاث وستين سنة، ودفن بالبقيع.
3- ربيعة بن كعب الأسلمي رضي الله عنه، أبو فراس، كان يقوم بحوائجه عليه الصلاة والسلام نهاره أجمع، حتى يصلي عليه الصلاة والسلام العشاء الآخرة، ثم يجلس ببابه إذا دخل بيته، لعلها تحدث له حاجة، حتى يقوم بقضائها، وهو صاحب وضوئه صلى الله عليه وسلم، فعن ربيعة قال: "كنت أَبِيتُ مع رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم آتِيهِ بِوَضُوئِهِ وَبِحَاجَتِهِ، فقال: ((سَلْنِي)) فقلت: مُرَافَقَتَكَ في الْجَنَّةِ، قال: ((أَوَ غير ذلك)) قلت: هو ذَاكَ، قال: ((فَأَعِنِّي على نَفْسِكَ بِكَثْرَةِ السُّجُودِ)) . وكان من أصحاب الصفة، ولم يزل مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى أن قبض، فخرج من المدينة فنزل في بلاد أسلم على بريد من المدينة، وبقى إلى أيام الحرة، ومات بها سنة ثلاث وستين.
4- بلال بن رباح رضي الله عنه، ولد بمكة، وكان مولى لأمية بن خلف فاشتراه أبو بكر منه بمال جزيل؛ لأن أمية كان يعذبه عذابا شديدا ليرتد عن الإسلام، فيأبى إلا الإسلام رضي الله عنه، فلما اشتراه أبو بكر أعتقه ابتغاء وجه الله، وهاجر حين هاجر الناس، وشهد بدرا وأحدا، وما بعدهما من المشاهد رضي الله عنه، وكان يعرف ببلال بن حمامة، وهي أمه، وكان من أفصح الناس، وهو أحد المؤذنين الأربعة، وهو أول من أذن، وكان يلي أمر النفقة على العيال، ومعه حاصل ما يكون من المال، ولما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم كان فيمن خرج إلى الشام للغزو، وهو ممن شهد لهم النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة بالتحديد، فقد سمع صلى الله عليه وسلم دفة نعليه في الجنة. مات بدمشق سنة عشرين، وله بضع وستون سنة، وقبره بدمشق.
5- عبد الله بن رواحة رضي الله عنه رضي الله عنه، الأمير السعيد الشهيد، الأنصاري الخزرجي البدري النقيب الشاعر المشهور، يكنى أبا محمد، من السابقين الأولين من الأنصار، وكان أحد النقباء ليلة العقبة، وشهد بدرا وما بعدها إلى أن استشهد بمؤتة، وهو أحد قادتها، أحد الذين تشرفوا بخدمة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدخل يوم عمرة القضاء مكة، وهو يقود بناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو يقول:
خلوا بني كفار عن سبيله ... اليوم نضربكم على تأويله
كما ضربناكم على تنزيله .. ضربا يزيل الهام عن مقيله
ويشغل الخليل عن خليله.
6- المغيرة بن شعبة الثقفي رضي الله عنه، كان يحمل السلاح بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي الحديبية كان واقفا على رأس النبي صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية، فجعل كلما أهوى عمه عروة بن مسعود الثقفي بيده إلى لحية رسول الله صلى الله عليه وسلم على ما جرت به عادة العرب في مخاطباتها يقرع يده بقائمة السيف، ويقول: "أمسك يدك عن لحية رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل والله لا تصل إليك" .. شهد المشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان داهية من دهاة العرب، قال الشعبي سمعته يقول: "ما غلبني أحد قط"، وقال الشعبي سمعت قبيصة بن جابر يقول: "صحبت المغيرة بن شعبة، فلو أن مدينة لها ثمانية أبواب، لا يخرج من باب منها إلا بمكر لخرج من أبوابها" . وقد اختلف في وفاته على أقوال أشهرها وأصحها، وهو الذي حكى عليه الخطيب البغدادي الإجماع: أنه توفي سنة خمسين.
7- المقداد بن الأسود الكندي رضي الله عنه، هو ابن عمرو بن ثعلبة بن مالك بن ربيعة بن عامر بن مطرود البهراني، أبو معبد، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأحد السابقين الأولين.
8- قيس بن عبادة الأنصاري الخزرجى رضي الله عنه، كان يخدم النبي صلى الله عليه وسلم في بعض حوائجه، روى البخاري(6736) عن أنس رضي الله عنه قال: "كان قيس بن سعد بن عبادة من النبي صلى الله عليه وسلم بمنزلة صاحب الشرط من الأمير"، وكان قيس رضي الله عنه من أطول الرجال، وكان كريما، ذا رأي ودهاء. توفي بالمدينة في آخر أيام معاوية رضي الله عنه.
9- معيقيب بن أبي فاطمة الدوسي رضي الله عنه، وكان أمينا على خاتم النبي عليه الصلاة والسلام، وقد استعمله أبو بكر الصديق رضي الله عنه على الفيء، وولي بيت المال لعمر، وقد عاش إلى خلافة عثمان رضي الله عنه.
10- عقبة بن عامر الجهني رضي الله عنه، كان عالماً مقرئاً، فصيحاً فقيهاً، فرضياً شاعراً، كبير الشأن، وكان البريد إلى عمر بفتح دمشق. وكان صاحب بغلته عليه الصلاة والسلام يقودها في الأسفار، وعلمه النبي صلى الله عليه وسلم خير سورتين، قرأ بهما الناس: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ}، {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ}، وقال له: ((اقرأ بهما كلما نمت، وكلما قمت)) ، ولي مصر لمعاوية رضي الله عنه، وتوفي بها سنة ثمان وخمسين.
11- الأَسْلع بن شَريك بن عوف الأعرجي رضي الله عنه، كان يخدم النبي صلى الله عليه وسلم، وهو صاحب راحلته صلى الله عليه وسلم.
12- أسماء بن حارثة بن سعد بن عبد الله الأسلمي رضي الله عنه، وكان من أهل الصفة، وهو أخو هند بن حارثة، وكانا يخدمان النبي صلى الله عليه وسلم، قال الواقدي: "كانا يخدمانه لا يبرحان بابه". توفي أسماء بن حارثة في سنة ست وستين بالبصرة عن ثمانين سنة.
13- بكير بن الشداخ الليثي رضي الله عنه، كان يخدم النبي صلى الله عليه وسلم. يُروى أنه وجد رجلا مقتولا من اليهود، فقام عمر خطيبا، فقال: أنشد الله رجلا عنده من ذلك علم، فقام بكير، فقال: "أنا قتلته يا أمير المؤمنين"، فقال عمر: بؤت بدمه، فأين المخرج، فقال: يا أمير المؤمنين إن رجلاً من الغزاة استخلفني على أهله، فجئت فإذا هذا اليهودي عند امرأته، وهو يقول:
وأشعث غره الإسلام مني *** خلوت بعرسه ليل التمام
أبيت على ترائبها ويمسي *** على جرد الأعنة والحزام
كأن مجامع الربلات منها *** فئام ينهضون إلى فئام
قال: فصدق عمر قوله، وأبطل دم اليهودي.
14- أيمن بن عبيد رضي الله عنه، المعروف بابن أم حاضنة رسول الله عليه الصلاة والسلام، كان على مطهَرَةِ رسول الله عليه الصلاة والسلام وتعاطيه حاجته، وثبت معه يوم حنين.
15- ذو مخمر، ويقال: ذو محبر رضي الله عنه، وهو ابن أخِ النجاشي ملك الحبشة، بعثه النجاشي ليخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم نيابة عنه، فكان يخدمه صلى الله عليه وسلم، ويأخذ بخطام ناقته صلى الله عليه وسلم في السفر.
16- أبو السمح رضي الله عنه، مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقال: إن اسمه أبو ذر، قال البغوي رحمه الله: "خادم النبي صلى الله عليه وسلم" فقد خدم النبي صلى الله عليه وسلم، وكان إذا أراد صلى الله عليه وسلم أن يغتسل، يناوله أدواته، وكان يستره عند اغتساله صلى الله عليه وسلم.
17- مهاجر مولى أم سلمة رضي الله عنه، خدم رسول الله صلى الله عليه وسلم سنين، فلم يقل له لشيء صنعه لم صنعته؟ ولا لشيء تركه لم تركته.
18- سعد مولى أبي بكر رضي الله عنه، كان يخدم النبي صلى الله عليه وسلم، وكانت تعجبه خدمته..
19- حبة وسواء ابنا خالد رضي الله عنهما.. هؤلاء بعض الذين تشرفوا بخدمة رسول الله عليه الصلاة والسلام.
التعديل الأخير تم بواسطة لؤلؤة باسلامى 2; الساعة 26-02-2015, 11:50 PM.سبحان الله ....الحمدلله ....الله أكبر ....لا اله الا الله
غــرفة العنــاية الإيمــانية المركـزة ’’ بادرى بالـدخــول ’’
-
رد: ◊♥ هذا هو نبيك فهل تنصره ◊♥
اعرف نبيك :
هديه فى الأكل
لم يدع صاحب الرسالة العظمى محمد صلى الله عليه وسلم جانباً في حياة البشر إلا وترك فيه روح الشريعة الغراء التي انبثقت من رسالة رب السماء.
ولما كانت نعمة الطعام أساساً في حياة الناس؛ جاء الهدي النبوي فأرسى لها جملةً من الآداب التي ترفع من قيمة المسلم، وتحقّق له التميّز على بقيّة الشعوب والأمم، وأول ما يُذكر في هذا الباب هي القاعدة النبويّة العظيمة التي قرّرها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: ((ما ملأ آدمي وعاءً شراً من بطنه، حسب ابن آدم لقيماتٍ...)) (رواه ابن ماجه، وصححه الألباني)، ويسوق لأمته توجيهات في مواقف متعددة، ومناسبات شتى؛ يقول لغلام كانت يده تطيش في الصحفة بحنان المعلم المربي: ((يا غلام: سم الله، وكل بيمينك، وكل مما يليك)) (رواه البخاري)، فيوقفه بذلك عند آداب عدة بأسلوب الحكيم؛ لتبقى تلك طُعمته في الحياة، ويُنبِّه في مشهد آخر من فاته قطار التسمية بلزومه في وقت ذكره إياه.
ومن كمال نصحه، وعظيم بره؛ أن يدلهم على ما يُكتب لهم بسببه البركة في موائدهم فتارة يأمرهم أن يمسحوا الصحفة، وأخرى يطلبهم أن يأكلوا من حوالي القصعة، وثالثة يحثهم على الاجتماع حال طعامهم، وينهاهم عن أمور ربما تذهب البركة، وتزري بالمروءة؛ فينهاهم عن الأكل من وسط القصعة ومن أعاليها...، وعند الضيافة يحثهم على انتقاء الضيف: ((لا يأكل طعامك إلا تقي)) (رواه الحاكم وحسنه الألباني).
وإذا تتبعت هديه في الأكل؛ وجدته موصوفاً بقلة الأكل، وهذا ما لا يُدفع من سيرته، لا يرد موجوداً، ولا يتكلف مفقوداً من الطعام، وما قُرِّب إليه شيء من الطيبات إلا أكله؛ فإن عافته نفسه تركه من غير تأفف.
فإذا قُربت إليه مائدته وضعها على الأرض فلم يأكل على خِوَانٍ (ما يوضع عليه الطعام) قط بأبي هو وأمي، ثم يجثو على ركبتيه عند الأكل، أو ينصب رجله اليمنى ويجلس على اليسرى، فإذا بدأ طعامه سمى الله تعالى على أوله، فإذا ما تناول طعامه أخذه بأصابعه الثلاث، فإذا فرغ لعق أصابعه يلتمس البركة، ويصون النعمة، ويقول عند انقضائه: ((الحمد لله الذي أطعمني هذا ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة)) (رواه الترمذي، وحسنه الألباني)، ومن كريم نبله، وسمو نفسه؛ أنه كان لا يطيب له طعام حتى يشاركه فيه غيره، وإن شئتم فاستعرضوا سيرته، ستطلعكم الآثار أنه لم يكن يُصنع له طعام إلا قال: هلموا بفلان وفلان، ينشد كثرة الأيادي على المائدة، صلوات ربي وسلامه عليه.
هديه فى الشرب
ما من منحى من مناحي الحياة إلا وللهادي الأعظم فيه أسمى الهدي وأكمل السمت، يرسم المعالم ويرسي القواعد لتسير الأمة وفق منهاجه وعلى طريقته، فرويدك أيها القارئ فإني آخذٌ بأزمة قلبك لأطوف بك في رياض هديه، نسرح ونمرح في ظلال روضة باسمة من سيرته، تأسرك فيها بديع شمائله، ورفيع سجاياه، تلك الروضة هي هديه في الشرب.
فقد كان من هديه صلى الله عليه وسلم في الشرب أنه لا يشرب إلا بيده اليمنى، وكان أكثر شربه جالساً، وقد زجر عن الشرب قائماً، وما ورد عنه من الشرب قائماً فإنما كان للحاجة، وإذا شرب نحى الإناء عن فيه، وعن نَفَسِهِ؛ ويأمر بذلك فيقول: ((إذا شرب أحدكم فلا يتنفس في الإناء)) (رواه البخاري)؛ لأن الشارب خلفه قد يستقذره فتعافه النفس، ولكونه من صنيع البهائم، ويرشد صلى الله عليه وسلم إلى الأهنأ ساعة الشرب بما ثبت عنه أنه كان يشرب الشراب ثلاثاً –والمراد أنه يشرب على دفعات ثلاث- ثم يقول: ((إنه أَرْوَى وَأَبْرَأُ وَأَمْرَأُ)) (رواه مسلم).
وإن شاركه عند الشرب غيره قدم الأيمن فالأيمن، فالاعتبار في السقيا الجهة لا للسن أو المكانة، فقد شرب ذات مرة لبناً وعن يساره أبو بكر رضي الله عنه، وعن يمينه أعرابي، فأعطى الأعرابي، ثم أبا بكر؛ وقال: ((الْأَيْمَنَ فَالْأَيْمَنَ)) (رواه البخاري)، وعند اجتماع الناس يأمر أن يكون ساقي القوم آخرهم شرباً.
ومن عظيم نصحه لأمته نهاها عما يضرها عند الشرب، ومن ذلك الشرب من الثُلْمة والشق يكون في القدح، والشرب من فم السقا، ونهى أيضاً عن كسر فم السقا، ثم الشرب منه، أو شرب لبن الجلَّالة من الدواب كونها تأكل سافل الطعام.
ويجتب الشرب أو الأكل في آنية الذهب والفضة، وذلك لما رتب عليه من الوعيد الشديد بقوله: ((الذي يشرب في آنية الذهب والفضة إنما يجرجر في بطنه ناراً)) (رواه البخاري).
ومما كان يشربه اللبن الخالص تارة، وربما شربه مخلوطاً بالماء، وكان يُنبذ له التمر أو الزبيب في الماء أول الليل ويشربه إذا أصبح يومه ذلك والليلة التي تجيء، والغد، والليلة الأخرى، والغد؛ إلى العصر، فإن بقي منه شيء سقاه الخادم، ، أو أمر به فصُبَّ. (رواه مسلم)، خشية تغيره وإسكاره، وأمر من سقط ذباب في إنائه أن يغمسه فيه ثم يشرب، فإن في أحد جناحية داء وفي الآخر شفاء. (رواه البخاري)
فيا رعاك الله هذا هديه صلى الله عليه وسلم دل صحابته عليه، ولم يكن في منأى عنه؛ فاقتد تهتد.
هديه في اللباس
كلنا نُقِرُّ بأنه لا فوز ولا هداية ولا نجاة إلا بالاستضاءة بنور النبوة في جميع الشؤون، لكننا نختلف -ولا ريب- في أبجديات التطبيق على واقعنا إذا ما نشدنا مقام الاقتداء، ولذا أحببنا أن نفاتحكم في معلم من معالم هديه ألا وهو اللباس؛ لننظر أين موقعنا منه؟ ثم لنلتزم هديه فيه؛ فإن هديه فيه أعظم الهدي وأسماه حيث كان عليه الصلاة والسلام يلبس ما تيسر له من اللباس سواء أكان صوفاً، أم قطناً أم غير ذلك من غير تكلف ولا إسراف ولا شهرة.
ولأن الله جميل يحب الجمال فقد كان صلى الله عليه وسلم يوصي أصحابه بالسمت الحسن، والمظهر الحسن، وبيَّن لنا آداباً يجدر بالمسلم أن يتحلى بها عند لبس ثيابه، فهدانا إلى الإتيان بالذكر المشروع عند لبس الثياب بأن يقول المرء عند لبس ثوبه أو قميصه: ((الحمدُ لله الذي كَساني هذا الثوب ورَزَقَنِيه من غير حولٍ مني ولا قُوة))(رواه أبو داود وحسنه الألباني)، وكان عليه الصلاة والسلام إذا ما لبس حذاءه بدأ بيمينه فقد كان يعجبه التيامن في شأنه كله، ويحرص عند لبسه ثوبه أو إزاره ألا يتجاوز الكعبين، ويحث أمته على إظهار نعمة الله عليهم في اللباس.
والمصطفى صلى الله عليه وسلم لم تترك شريعته الغراء شيئاً يتعلق بحياة الناس إلا جعلت له ضوابط تتوافق مع روح الدين، ولذلك جعل عليه الصلاة والسلام للباس أحكاماً وقيوداً لابد للمسلم أن يلزم غرزها، نص على ذلك في قواعد عامة يوم قال صلى الله عليه وسلم لمشيخة من الأنصار بِيض لحاهم: ((خالفوا أهل الكتاب)) (رواه أحمد وحسنه االألباني)، ثم أوقفهم على جملة من تلك المخالفات في لباسهم يريد أن يربأ بهم عن التبعية، وأن يحثهم على الاستقلالية، ومن عظيم شفقته بأمته أن حذرها في لباسها مما يبوئها محط الدركات، ويعرضها للفحات واللعنات، من ذلك: تشبه الرجال بالنساء، وجرِّ الثوب خيلاء، ولبس ثوب الشهرة أنفة وكبرياء....
وأما أكثر ما كان يلبسه صلى الله عليه وسلم من ألوان الثياب، فقد نقل رعيلنا الأول ذلك بطرق صحاح ومتون فصاح أنه كان يلبس من ألوان الثياب ذاك الذي أشبه ما يكون بقلبه النقي التقي إنه البياض؛ لتلتقي صورة الخارج مع بهاء الداخل في الحقيقة، وكان يحض أمته عليه كما قال ابن عباس رضي الله عنه.
فيا أيها السالك: اسلك مع نبيك حيث سلك، فإن هديه سفينة نوح من ركب معه نجا، ومن تركها هلك، رعاك الله.
هديه في الطيب
إذا كان الحديث يطيب عندما يُصلى فيه على النبي صلى الله عليه وسلم، فكيف لا تطيب المدينة على أيام النبي صلى الله عليه وسلم وفيها من ينعش نسيمها، ويعطر أجواءها، ويجدد عبيرها، من يسبقه طيبه إلى حيث يقصد، ويبقى أثره إذا خرج، فهو من طابت به طيبة حياً وميتاً..
إذا لم أطِب في طَيْبَةٍ عند طَيِّبٍ *** به طَيْبَةٌ طابت فأين أطِيب
هذا أنس بن مالك رضي الله عنه يقول: "ما شممت عنبراً قط، ولا مسكاً، ولا شيئاً أطيب من ريح رسول الله صلى الله عليه وسلم" (رواه مسلم)، ولا نعجب مما قاله أنس فمع ما في جسده الشريف من الطيب إلا أنه كان لا يترك أن يتطيب بأطيب ما يجد من الطيب، وقد كانت عائشة رضي الله عنها تطيب النبي صلى الله عليه وسلم بأطيب ما يجد؛ حتى إن بريق ولمعان الطيب يرى في رأسه ولحيته (رواه البخاري).
ولِم لا يتطيب والطيب من أحب الأشياء إليه، أليس هو القائل: ((حُبب إليَّ النساء والطيب)) (رواه النسائي، وصححه الألباني)، فهو طيب يحب الطيب، بل كان صلى الله عليه وسلم عنده اهتمام خاص بالطيب، فكان له سُكَّةٌ (هي وعاء يتطيب منه، وقيل هي طيب مركب مجموع من أخلاط، وهو طيب له رائحة قوية) يتطيب منها (رواه أبو داود، وصححه الألباني)، حتى كان إذا مشى في طريق من طُرُقِ المدينة قيل: مر رسول الله من هذا الطريق، مما يترك من الأثر، ورغم اشتغاله عليه الصلاة والسلام بأمور المسلمين؛ وما كان عليه من الجهاد باللسان والسنان؛ إلا أنه لم يهمل الحديث عن الطيب، وعن أطيب شيء منه فقال: ((أطيب الطيب المسك)) (رواه الترمذي، وصححه الألباني)، ولقد كان حريصاً على أن تحافظ الأمة على طهارتها، وطيب ريحها، وأشد ما كان يحرص على ذلك عند الاجتماع؛ فذكر من آداب الجمعة: ((..وأن يمس طيباً إن وجد)) (رواه البخاري)، بل إنه عليه الصلاة والسلام قد ترك كثيراً من المباحات كالثوم والبصل، والكراث ونحوها؛ لرائحتها الكريهة، ومن طيبه عليه الصلاة والسلام أنه كان لا يرد الطيب، بل يقبله ويحضُّ أمته على ذلك: ((من عرض عليه ريحان فلا يردُّه؛ فإنه خفيف المحمل، طيب الريح)) (رواه مسلم)، وقد حرص أن ينتشر الطيب بين رجاله وأصحابه فتعبق المدينة كلها ريحاً طيبة تطيب بها أرواح أهلها، وتزكو نفوسهم، فحثَّ على أن يكون طيب الرجال ما ظهر ريحه وانتشر (رواه الترمذي، وصححه الألباني) ، فما أجمل الحياة بين أناس طابت أنفسهم، وطاب ريحهم، هنيئاً لهم تلك الحياة؛ وهنيئاً لهم ذلك العيش مع أطيب وأزكى إنسان.
هديه فى النوم
في النوم يتوفى الله تعالى الأنفس، فمنها من ترد إلى أجل مسمى، ومنها من تكون تلك النومة رقدتها الأخيرة من الدنيا، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم أكثر الناس تأملاً في هذا المعنى، فكان يتوضأ وينام نومة مودِّع يسلم نفسه إلى باريها، مفوضاً أمره إلى الله تعالى، يرجو رحمته، ويخشى عذابه، وبهذا كان يأمر أصحابه، فتجده يقول لأحدهم: ((إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة، ثم اضطجع على شقك الأيمن، ثم قل: اللهم أسلمت وجهي إليك، وفوضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك، رغبة ورهبة إليك، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك، اللهم آمنت بكتابك الذي أنزلت، وبنبيك الذي أرسلت، فإن متَّ من ليلتك فأنت على الفطرة، واجعلهن آخر ما تتكلم به)) (رواه البخاري)، وكان يقول إذا أخذ مضجعه: ((اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك)) ثلاث مرات (رواه أبو داود، وصححه الألباني)، يسأل الله أن يُجيره من العذاب يوم يبعث من تحت التراب، وهو يقول ذلك مع عصمته تواضعاً لله سبحانه، وإجلالاً له، وتعليماً لأمته أن يقولوا مثل ذلك عند النوم؛ لاحتمال أن يكون هذا هو آخر العهد، فيكون خاتمة عملهم ذكر الله، وقد كان صلى الله عليه وسلم يقول عند النوم: ((اللهم باسمك أموت وأحيا))، وإذا استيقظ قال: ((الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا وإليه النشور)) (رواه البخاري)، فهو يحيا باسم الله، ويموت باسم الله، فإن كتب الله له حياة جديدة حمد الله على الحياة بعد الموت؛ ليزداد عملاً إلى عمله، وتبليغاً لدين الله تعالى، ونشراً للخير، وكان عليه الصلاة والسلام يحرص أن يختم يومه بقراءة القرآن، فقد كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه، فقرأ الإخلاص، والمعوذتين ثلاثاً، ثم نفث فيهما، ومسح بهما ما استطاع من جسده؛ يبدأ بهما على رأسه، ووجهه، وما أقبل من جسده (رواه البخاري)، ويأمر أحد صحابته بقراءة {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} قبل أن ينام، ويخبر أنها براءة من الشرك (رواه الترمذي، وصححه الألباني)، وكان من هديه عليه الصلاة والسلام أنه لا يبالغ في نومه بل ينام على شقه الأيمن، وذلك ليكون أسرع إلى الانتباه بسبب عدم استقرار القلب، ولولا حاجة الجسد خِلقةً إلى الراحة والنوم لما نام ولا عرف فرشاً، بل إنه كان إذا احتاج إلى الراحة قبيل الفجر نصب ذراعه، ووضع رأسه على كفه حتى لا يستغرق في النوم، فكان بهذا يهيأ جسده للعبادة فيأخذ قسطه من القيلولة في وسط النهار، ولا يسهر إلا لحاجة، وكان يكره الحديث بعد العشاء، فأين هذا ممن يتعمد السهر لغير حاجة، بل على معاصي الله؟ أم أين هذا ممن لا ينام إلا قبيل الفجر، ولا يستيقظ إلا وسط النهار؟ وكيف لو كانت تلك آخر ليلة له، فما هي خاتمته؟ وما حاله عند لقاء ربه؟.
آدابه في الضحك
صلى الله على نبينا وسلم تسليماً كثيراً، كان أقرب إلى السرور والفرح من الحزن والكآبة؛ لثقته بالله، وتفكره في آلاء الله، وشكره لله على منَّتِه عليه، فربما امتزج السرور بضحكةٍ تظهرها شفتاه في وجه أحد أصحابه أو أقربائه، فإن لم يجد أحداً ضحك في وجه الدنيا؛ ليعمها بالسرور، ويشملها بالبهجة.
كان يعيش في عالم الروح فتصغر عنده هموم الأجساد، ولذا كان يضحك في مواطن لا يخطرنا الضحك فيها، فنسمع بضحكه فتفتح لنا آفاق الحياة السعيدة، فنعحب إذ نسمع بضحكه عند نزول الوحي عليه، وسَوْقِ البشرى من الله إليه، كنزول سورة الكوثر، (رواه مسلم) وكنزول تبرئة الصديقة رضي الله عنها، (رواه البخاري) أو حصول بركة من بركاته، كقضائه دَينَ أبي جابر، وفَضلَ من المال ما ليس في حسبان جابر، (رواه البخاري)، فندرك ارتباط أحاسيسه صلى الله عليه وسلم بعالم الغيب والشهادة، وربما ضحك تعجباً وتصديقاً كضحكه من قول الحبر: (إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَوَاتِ عَلَى إِصْبَعٍ وَالْأَرَضِينَ عَلَى إِصْبَعٍ...) (رواه البخاري)، وضحك قائلا: (عجبت لأمر المؤمن إن أمره كله خير) (رواه أحمد وصححه الألباني)، وربما ضحك تسليةً لمهموم محزون كضحكه في وجه ابن أرقم يواسي بابتسامته قلبه المكلوم، حتى قال: (فَمَا كَانَ يَسُرُّنِي أَنَّ لِي بِهَا الْخُلْدَ فِي الدُّنْيَا)، (رواه الترمذي وصححه الألباني) أو تلطفا وتأليفاً لذي فظاظة كالذي جبذ رداءه الذي عليه، (فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ ضَحِكَ، ثُمَّ أَمَرَ لَهُ بِعَطَاءٍ) (رواه البخاري)، وهكذا تختلف معاني ضحكه عليه الصلاة والسلام باختلاف موقفه الذي ضحك فيه، فأحيانًا الموقف يستدعي الضحك لطرافته، وأحيانًا إنما هو ضحك القائد أو الكبير في وجه أصغر منه لحكمةٍ يراها، وأحياناً إنما هي ضحكة النبوة الصادرة من المتطلع في ملكوت الله، فيضحك في كل مقام بما يناسبه، فلا يرفع صوته ولا يفتح فمه، حتى وصفه الواصفون بأن أكثر ضحكه التبسم (رواه البخاري) وربما بدت نواجذه، كما لم يكن ضحكه بقهقهة، ولم تُرَ لهواته قط ضاحكاً (رواه البخاري)، ولمتأملٍ أن يلحظ في سيرته عليه الصلاة والسلام كيف عُدَّت مواقف ضحكه، ولولا قِلَّتُها ما حصرت، وجميعها بمواقفها المتعددة حكمٌ ناطقة بالفصل، لقد كان بحكمته المؤيدة بالنبوة يشتري نفوس القادمين عليه، ويأسر ألبابهم حتى إنها لتبقى من أبرز الذكريات في نفوسهم، فما أشبه ضحكَه بالوحي الذي ينزل عليه!، يؤثر بضحكته كما يؤثر بكلمته.
هديه في المزاح
القائد العظيم تهابه النفوس، تجل مكانته، ولذا كان من حكمة التدبير، وحسن السياسة، وفطنة القائد أن يُذهب هذه الهيبة الزائدة عن حدها بملاطفة ومداعبة من يقودهم ويسوسهم، مداعبة لا تنزل من مقامه، ولا تنقص من هيبته.
وهذا ما عاشه أعظم قائد عرفه التاريخ، وها هم أصحابه يصارحونه بذلك فيقولون: يا رسول الله إنك تداعبنا! فيجيبهم: ((نعم))، لكنه يستدرك بقوله: ((غير أني لا أقول إلا حقاً))،(رواه الترمذي، وصححه الألباني)، ويقرر لأصحابه هذا المبدأ بقوله لحنظلة الأُسيدي رضي الله عنه: ((ساعة وساعة)) (رواه مسلم) فكان تشريعاً، وأقر سلمان الفارسي على ذلك لما قال لأبي ذر: "إن لنفسك عليك حقاً"(رواه الترمذي، وصححه الألباني).
نعم إنها حياته صلى الله عليه وسلم مثال رائع للحياة الإنسانية الكاملة، في الخلوات يصلي ويخشع، ويقوم حتى تتورم قدماه، وفي مواقف الحق لا يبالي بأحد في جنب الله، فإذا ما كان مع أصحابه بش وتبسم، ومازح ولاطف، كل ذلك بصدر رحب ونفس منشرحة، لا يمنعه مقام الزعامة ومنصب القيادة من انبساط النفس، وأريحية الطبع.
ولذا كان يسمع المزاح من أصحابه؛ ولا يزيده ذلك إلا تبسماً، ويمارسه مع الصغار والكبار، والرجال والنساء؛ فهو محل القدوة والاستشراف من الناس، وهنا ندع المشاهد تنطق بذاتها، والسير تورد ما في جعابها، والمصنفات تخرج ما بين دفاتها:
أتاه رجل فقال: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم احملني، قال: ((إنا حاملوك على ولد ناقة))، فاستنكر ذلك وما يدري أن صاحب الرسالة يداعبه وينبسط له، فيقول الرجل: وما أصنع بولد الناقة؟ وهنا تنكشف أسارير وجهه صلى الله عليه وسلم، وينطلق لسانه بحقيقة الملاطفة فيقول له: ((وهل تلد الإبلَ إلا النوقُ))، (رواه أبو داود وصححه الألباني) سيراً على قاعدته التي نص عليها صلى الله عليه وسلم ((غير أني لا أقول إلا حقاً))، وينادى على خادمه المحب الأمين أنس فيقول: ((يا ذا الأذنين)) (رواه أبو داود وصححه الألباني)، ويا سبحان الله، وهل إنسان بدون أذنين؟ ولكنها المداعبة لتأنيس الأرواح، وتأليف القلوب، وحتى الصغار الذين نغض طرفنا عنهم كان يداعبهم، فيمر ذات مرة على طفل لأبي طلحة يكنى بأبي عمير فيراه حزيناً- وكان إذا رآه مازحه- فيُخبر الطفلُ أنه مات نُغَرُه - طائر صغير - الذي كان يلعب به، فجعل رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول: ((يا أبا عمير ما فعل النُّغَير)) (رواه البخاري).
هذا الانبساط والمزاح منه صلى الله عليه وسلم حُفظ في بطون الأسفار كأنه أعجب قصة من قصص العبر والعظات، ورواه الثقات عن الثقات عصراً بعد عصر ليبقى سنة من سنن خير البريات.
هديه في البكاء
البكاء سلوة للمحزون، وتسلية للمصاب، ومتنفّس للهموم، وهو مشهد من مشاهد الإنسانية، ولذا عاشه رجل الإنسانية الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم، تمرّ به المواقف المختلفة فيهتز لأجلها ضميره الحي، وتفيض عيناه الدمع، ويخفق معها فؤاده الطاهر، يبكي رحمة وشفقة، يبكي شوقاً ومحبّة، يبكي خوف وخشية من الله تعالى، ما إن يقُرأ عليه القرآن إلا وسرعان ما تتقاطر دموع الخشية من عينيه الكريميتن، قرأ عليه ابن مسعود رضي الله عنه من سورة النساء حتى بلغ {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاء شَهِيداً}(النساء:41)، قال له: حسبك الآن، قال ابن مسعود: "فالتفتّ إليه فإذا عيناه تذرفان" (رواه البخاري)، عبراته تسيل على خدّه شاهدة بتعظيمه لخالقه، وتوقيره له، وخوفه منه، تراه في صلاته يبكي حتى يسمع لصدره أزيز كأزيز المِرجَل من البكاءِ، وها هي الطاهرة المطهرة أحب نسائه إلى قلبه عائشة رضي الله عنها تنقلنا إلى عش الزوجية وتحكي لنا موقفاً معه فتقول: قام ليلةً من الليالي فقال: ((يَا عَائِشَةُ ذَرِينِي أَتَعَبَّدُ اللَّيْلَةَ لِرَبِّي))، فتطهّر ثم قام يصلي، فلم يزل يبكي حتى بلّ حِجره، ثم بكى فلم يزل يبكي حتى بلّ لحيته، ثم بكى فلم يزل يبكي حتى بلّ الأرض. (رواه ابن حبان وصححه الألباني)، وهكذا شأن أهل الإيمان {يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا} (الإسراء:109).
قام ليلة من الليالي يقرأ قول الله تعالى: {إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} (المائدة:118)، فيتذكر أمته فتأخذه الشفقة عليها أن يمسها عذاب من الرحمن فتثور دموع الخوف من قلبه قبل عينه، لينتهي المشهد بضراعة وابتهال إلى ربه ((اللَّهُمَّ أُمَّتِي أُمَّتِي...))(رواه مسلم).
بكاءه صدق إحساس، ويقظة قلب، وقوّة عاطفة، ولذلك كان يبكي صلى الله عليه وسلم رحمة لوفاة قريب كما في بكائه على ولده إبراهيم، ويبكى لفقد أصحابه كما في غزوة مؤتة حين نُعِيَ إليه أصحابه، وحينما زار قبر أمه آمنة بنت وهب أجهش صلى الله عليه وسلم بالبكاء حتى أبكى من حوله.
يبكى ويحزن ويدمع لكن دون نياحة أو وقوع في سخط الرب، صلى الله وسلم على صاحب القلب الرحيم؛ ما ذرَّ شارق ولمع بارق.
هديه في الفرح
تتمايل الأزهار، وتتغنى الأطيار، وترتسم الفرحة على وجوه الأخيار؛ حين تسمع بفرح الحبيب المختار، فصلوات ربي وسلامه عليه يفرح فيجعل من عنده يفرح، ومن يسمع به يفرح، ويستمر الفرح...
يعظم فرحه عندما يرى كلمة الحق تعلو وتظهر، وألسنة الصدق تقضي وتأمر، وقد حفظت لنا بطون السير من ذلك مواقف ذات دلائل وعبر، تدل على عظمة سكنت جنباته تصحبه حيثما كان حتى في فرحه إذا فرح، دخل ذات مرة على عائشة مسروراً، والخبر ما رواه البخاري: أن مُجَزَّزاً المُدْلِجِي –قائفاً يُلحق الفروع بالأصول بالشبه والعلامات- لما مر بأسامة بن زيد وأبيه ورأى أقدامهما دون أن يتعرف عليهما شهد بأن هذه الأقدام بعضها من بعض، فألغى بشهادته تهمة الجاهلية القادحة في نسب أسامة لكونه أسوداً وزيد أبيض، فكادت لذلك أسارير وجهه تبرق، وعندما أنزل الله براءة عائشة رضي الله عنها مما اتهمها به أهل الإفك (المنافقون)، إذا بالفرح يغمر وجدانه ويملأ فؤاده ويسكن أحاسيسه حتى تقول عائشة: إني لأتبين السرور في وجهه (رواه البخاري)، وحينما يسمع خبراً يُصدِّق بعض ما أخبر به يفرح، وهو ما جعله يسعد عند سماع قصة تميم الداري رضي الله عنه مع الدجال؛ لأنها كانت مصداقاً لما أخبر به عن الدجال، نعم هكذا كان فرحه لله وفي الله.
ويفرح لدواعي أخر، يأتيه ذات مرة كما روى مسلم قوم حفاة عراة عامتهم من مضر، تبدو عليهم ملامح الفاقة فيتمعر وجهه لذلك، فيقوم خطيباً فيهم يحثهم على الصدقة، ويرغبهم فيها، فيتسابق الناس في جلب صدقاتهم حتى جمعوا كومين من المتاع، فلما رأى ذلك استنار وجهه صلى الله عليه وسلم كأنه مُذْهَبَةٌ فرحاً واستبشاراً بمبادرتهم. (رواه البخاري)
ويغتبط فرحاً لأصحابه إن حصل لبعضهم خير؛ فها هو يفرح بنزول توبة الله تعالى على كعب بن مالك وصاحبيه رضي الله عنهم، ولما سمع من الصحابة قولهم له: "لا نقول كما قال قوم موسى: {اذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ}(المائدة:24)، ولكن نقاتل عن يمينك، وعن يسارك، ومن بين يديك، ومن خلفك"؛ أشرق وجهه وسر (رواه البخاري).
إن فرحه صلى الله عليه وسلم هدي لكل متبعيه، فلم يكن فرحه ينسيه أن يشكر واهب الفرح، فلذلك ثبت أنه كان إذا جاءه ما يسره، أو بشر بخير خر ساجداً شكراً لله تعالى، مستشعراً بذلك نعمة الله عليه.
ولا ريب أن منتهى فرحه سيكون بك يوم يراك يوم القيامة قد انتهجت سبيله واقتفيت أثره واتبعت سنته، حينها سيبرق من وجهه السرور حتى يبدو كأنه قطعة قمر، بل هو القمر، واسأل كعب بن مالك ينبئك الخبر.
هديه في المرض
المصطفى صلى الله عليه وسلم بشر يأكل ويشرب، يضحك ويبكي، ويمشي في الأسواق، يعتريه ما يعتري غيره، وتعرضه الأيام لشدتها فيعرف الوجع طريقه إلي جسده الشريف، ويحل المريض ضيفاً في جنابه الرفيع، فيعش الابتلاء في نفسه صابراً محتسباً ممتثلاً لأمر الله جل جلاله حاديه قوله سبحانه: (الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ)(البقرة:156)، وعزاءه أن المؤمن يبتلى على قدر إيمانه، فمن ثخن دينه ثخن بلاءه كما أخبر هو بذلك، ولذلك ثبت أنه كان يوعك وعكاً شديداً كما يوعك الرجلان، وهذا لأن له مع الاحتساب أجران.
ولقد كان له مع المرض سمت يجدر أن نعيش معه، فلقد كان في مرضه عليه الصلاة والسلام يأخذ بأسباب الشفاء، فيتداوى بالشافية (الفاتحة)، ويرقي نفسه بالرقى الشرعية فيقرأ عليها المعوذات (الإخلاص، والفلق، والناس)، وينفث على جسده الطاهر، ولقد رقاه جبريل عليه السلام حين اشتكى بقوله: ((باسم الله يبريك، ومن كل داء يشفيك، ومن شر حاسد إذا حسد، وشر كل ذي عين)) (رواه مسلم)، لتبقى هذه الرقية شريعة لأمته، ولما اشتد به الوجع كانت عائشة رضي الله عنها تقرأ عليه، وتمسح بيده الشريفة رجاء بركته.
ويشاء الله أن يعلمنا في مرضه عليه الصلاة والسلام أدباً آخر، وهو عدم إكراه المريض على تناول الدواء، فقد وضع له دواء بجانب فمه، فكان يشير إليهم أن لا، فلما أفاق، قال لهم: ((ألم أنهكم أن تَلُدُّونِي؟!)) (رواه البخاري)، ونراه يحض على إحسان الظن بالله، ويدعو للإكثار من القربات حال اشتداد المرض - فما يدري العبد أن مرضه يسوقه للمحطة الأخيرة له في الدنيا- ويعيشه واقعاً ملموساً، ففي الآثار والسنن أنه عليه الصلاة والسلام كان في مرضه يحافظ على صلاة الجماعة، حتى صلاة النافلة لم يغفلها في مرض موته، وربما صلاها جالساً عليه الصلاة والسلام، ولا يدع سنة دعا إليها تفوته وهو في محنته، ولذلك لما رأى سواكاً بيد عبد الرحمن بن أبي بكر، أشار برأسه أنه يريده، فأخذته عائشة، فقضمته، ثم ناولته فاستاك به، ولمَ يدعه وهو من أخبر أن ((السواك مطهرة للفم مرضاة للرب)) (رواه النسائي، وصححه الألباني).
طبت حياً وميتاً وحاضراً وغائباً ومعافى ً ومريضاً يا رسول الله.
التعديل الأخير تم بواسطة لؤلؤة باسلامى 2; الساعة 11-03-2015, 01:48 AM.سبحان الله ....الحمدلله ....الله أكبر ....لا اله الا الله
غــرفة العنــاية الإيمــانية المركـزة ’’ بادرى بالـدخــول ’’
تعليق
-
رد: ◊♥ هذا هو نبيك فهل تنصره ◊♥
الهدي النبوي
صبره عليه الصلاة والسلام
تعرض نبينا عليه الصلاة والسلام لأنواع كثيرة من الابتلاءات، وعاش صابراً محتسباً صلى الله عليه وسلم، فقد صبر على قلة ذات اليد، وشظف العيش، حتى كانت تمرُّ عليه وعلى أهله ثلاثة أهلة وما يوقد في بيوته صلى الله عليه وسلم نار. (رواه مسلم)، فلقد صبر عليه الصلاة والسلام على خشونة العيش، وشدة الجوع، حتى إن صوته ليضعف من شدة جوعه، قال أبو طلحة لأم سليم: "لقد سمعت صوت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضعيفاً أعرف فيه الجوع، فهل عندك من شيء؟" قالت: "نعم"، ثم أخرجت أقراصاً من شعير ثم أدخلتها في خمار لها، ثم أرسلت بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. (رواه البخاري) وكان مثلاً للصابرين فهو القائل: (ومن يتصبر يصبره الله وما أعطي أحدٌ عطاء خيراً وأوسع من الصبر) (رواه البخاري).
نام صلى الله عليه وسلم مرة على الحصير حتى أثَّر في جنبه، فرآه عمر بن الخطاب رضي الله عنه على تلك الحال فبكى، وقال: يا نبي الله ومالي لا أبكي وهذا الحصير قد أثَّر في جنبك، وهذه خزانتك لا أرى فيها إلا ما أرى! وذاك قيصر وكسرى في الثمار والأنهار، وأنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وصفوته! وهذه خزانتك؟ فقال: ((يا ابن الخطاب ألا ترضى أن تكون لنا الآخرة، ولهم الدنيا!)) (رواه مسلم).
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لقد أخفت في الله -وما يُخاف أحد- ولقد أوذيت في الله -وما يؤذى أحد- ولقد أتت عليَّ ثلاثون من بين يوم وليلة وما لي ولبلال طعام يأكله ذو كبد إلا شيء يواريه إبط بلال) (رواه الترمذي، وصححه الألباني) وقد ذكر لنا واحدة من ابتلاءاته يخاطب زوجته عائشة: (لقد لقيتُ من قومك ما لقيت، وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة؛ إذ عرضت نفسي على ابن عبد يا ليل بن عبد كلال فلم يجبني إلى ما أردت، فانطلقت وأنا مهموم على وجهي فلم أستفق إلا وأنا بقرن الثعالب) (رواه البخاري) وقد نال الكفار والمنافقون من عرضه وشرفه وعقله وأهله، ومكروا به مكراً كباراً، وكادوه كيدا عظيماً، فعرف الصبرَ حقيقةَ معناه، وفتح له أبواباً لم تكن بمبناه، ليعرفها الصابرون من بعده بمثل هذه الأساليب النبوية القيادية الحكيمة التي تنم عن سعة صدر النبي عليه الصلاة والسلام، وأناته وموافقته للصبر الذي أمره الله تعالى به في قوله: {فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ}(الروم: 60) ليعلمنا أمرين أولهما: دقة وحسن تطبيقه لأوامر الله، ثانيهما: أنه مهما بلغ بنا من الأذى أو جفاءِ المخالف، أو فظاظةِ الألدِّ الخصم، فإن الأسلوب النبوي هو المراعاة والإحسان بالقول والفعل؛ والصبر الجميل، فالإنسان عبد الإحسان، وطالما استعبد الإنسان إحسان، فإن الكلمة تأسر ما لا يأسر السيف البتار، وتسلب ما لا يسلب الجيش الكرَّار.
صدق النبي صلى الله عليه وسلم
قد يشهد أفراد بصدق فلان فيصدقون، فكيف بمن شهد له كل شيء بأنه الصادق الأمين، شهد له ربه من فوق سبع سموات فقال: {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى}(النجم: 3)، وأعداؤه شهدوا له بذلك، فقد اشتهر بين قومه الذين لم يسلموا بعد بالصادق الأمين، فلم يكذِب قط ولو مازحاً، وإنما كذَّبه من كذّبه عناداً واستكبارا، مع أنهم يعتقدون في قرارة أنفسهم صدقه: {فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللّهِ يَجْحَدُونَ} (الأنعام: 33)، شهد بصدقه القاصي والداني؛ والقريب والبعيد، فهذا أبو سفيان رضي الله عنه قبل إسلامه يسأله هرقل عظيم الروم: هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال؟ فيجيب أبو سفيان: "لا" (رواه البخاري)، وهذه زوجته خديجة رضي الله عنها وأرضاها عندما أتاها النبي صلى الله عليه وسلم خائفاً فزعاً بعد نزول الوحي عليه، طمأنته عليه الصلاة والسلام بكلمات منها: "والله إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث" (رواه البخاري)، وقد أخبر عز وجل أنه لو تقوَّل صلى الله عليه وسلم عليه لأهلكه، لكن حاشاه من ذلك: {وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ * لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ * ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ}(الحاقة: 44-46)، فجاء بالمعجزة العظمى الشاهدة على صدقه مدى الزمان ألا وهي القرآن الكريم، كيف لا يكون صادقاً وهو إمام الصدِّيقين، الآمر بالصدق، والمحذر من الكذب، القائل: ((عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ فَإِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ، وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ، وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ وَيَتَحَرَّى الصِّدْقَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ صِدِّيقًا، وَإِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ فَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ، وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ وَيَتَحَرَّى الْكَذِبَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا)) (رواه البخاري)، بل إنه ليضمن الجنة لمن ترك الكذب، يقول عليه الصلاة والسلام: ((أَنَا زَعِيمٌ بِبَيْتٍ فِي رَبَضِ الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْمِرَاءَ وَإِنْ كَانَ مُحِقًّا، وَبِبَيْتٍ فِي وَسَطِ الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْكَذِبَ وَإِنْ كَانَ مَازِحًا...)) (رواه أبو داود وحسنه الألباني)، وكما نهى عن الكذب القولي فقد نهى عن العملي أيضاً، قال للمرأة التي دعت ابنها وقالت: "هَا تَعَالَ أُعْطِيكَ"، قال: ((أَمَا إِنَّكِ لَوْ لَمْ تُعْطِهِ شَيْئًا كُتِبَتْ عَلَيْكِ كِذْبَةٌ)) (رواه أبو داود، وصححه الألباني)، وفي هذا تنبيه على أهمية الصدق في التربية، ولن نستطيع أن نحصي دلائل صدقه فهي أكثر من أن تحصى فمن ذلك إخباره بكثير من أمور الغيب كفتح القسطنطينية، ومصر، وفارس، وغير ذلك، فصلوات الله وسلامه على الصادق المصدوق، وعلى كل مسلم صدوق.
رحمته صلى الله عليه وسلم
هوَ الرحمةُ المهداةُ للخلقِ حبذا *** كريمُ السجايا خيرُ بادٍ وحاضرِ
رحمة تخرج مع أنفاسه، وتنبض مع خفقات قلبه، جعلها الرب محل رسالته: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ}(الأنبياء: 107).
شملت البر والفاجر، والمؤمن والكافر، والأقارب والأباعد، حتى الحيوانات والجمادات نالت من رحمته عليه الصلاة والسلام.
تأمل صاحب القلب الرحيم حين قيل له: ادع على المشركين، فقال صلى الله عليه وسلم: ((إنما بعثت رحمة))!(رواه مسلم)، آذوه، اضطهدوه، كادوا أن يقتلوه؛ فلم يزده ذلك إلا أن قال: ((اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون)) (رواه البخاري)، بأبي هو وأمي ما أرحمه وأرأفه مع الكفار، فما بالك بأمته؟ هنا ندع القرآن يَستَنطق ليقول: {بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ}(التوبة: 128)، ولك أن تتلمس رحمته حيث حل وارتحل، وسافر ونزل، مع الصغير والكبير، واسأل التاريخ علَّه يجيبك حين يروي أنه كان عليه الصلاة والسلام يدخل في الصلاة ينوي أن يطيل؛ فيسمع بكاء الصبي؛ فيتجوز فيها، أتدري لمه؟ شفقة على أمه حتى لا تفتن ببكائه، يترك العمل خشية أن يفرض على أمته؛ فتعجز عن القيام به، والوفاء بحقه، ألم تقرؤوا كثيراً في سنته قوله: ((لولا أن أشق على أمتي)) (رواه البخاري)، فيا لها من سجايا تكتب بالذهب وأنَّى لها أن توزن به!.
رحمته ينابيع عطاء، وبلسم دواء، وحياة هناء، ماذا عساه المداد أن يسطر من مآثر، أو البليغ أن يصف من صور، أو الكاتب أن يُخَلِّد من ذكرى.
بلغ من رحمته أنه حثَّ أمته على إراحة الحيوان عند ذبحه وعدم تعذيبه فقال صلى الله عليه وسلم: ((إن الله كتب الإحسان على كل شيء؛ فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة، وليحد أحدكم شفرته؛ وليرح ذبيحته))(رواه أبو داود، وصححه الألباني)، تعدّت رحمته إلى الجمادات حتى سمعنا بذلك الجذع الذي حنَّ حنيناً، وسمع الصحابة منه صوتاً كصوت البعير، فما كان منه إلا أن سارع فاحتضنه حتى سكن، ثم التفت إلى أصحابه فقال لهم: ((لو لم أحتضنه لحن إلى يوم القيامة)) (رواه ابن ماجه، وصححه الألباني)، أتدرون لمه؟ شق عليه أن يتركه الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم بعدما كان يستند عليه في خطبته.
فبالله عليكم يا قوم هل وطأت الأرضَ قدمٌ تحمل مثل رحمته؟ وهل رأت شمس الدنيا بشراً في كريم نبله ورأفته؟
إنه محمد صلى الله عليه وسلم، رسالته رحمة، وشريعته رحمة، وتعاليمه رحمة؛ قال عن نفسه: (( إنما أنا رحمة مهداة))،(رواه الدارمي، وصححه الألباني)، ووالله ما فارق الصدق قيد أنملة، فسلام الله عليك أيها الرحمة المهداة.
كرمه صلى الله عليه وسلم
اتسم العرب بالكرم، وعُرفوا بالجود، وتحالفوا عليه، وتمادحوا به، حتى ظنوا أنهم قد بلغوا مبالغَهُ، فجاء عليه الصلاة والسلام بسجيته التي فطره الله عليها، وموارد كرمه سائغة، وملابس نعمه سابغة، فأتى بأصول الكرم، ووطد دعائمه، وأسس لهم أُسُسَه، وأراهم نفسه، وكأنما الجود فيها نبتٌ غَرَسَه، أو الكرم اتخذه درعَه وترسَه، جاء بالجديد من كرم الجاه، والبديع من كرم النفس، والفائق من كرم القول، والمبهر من كرم الخُلق، وقبض على عنقود الكرم فتدلى في يده، فأضفى ذلك إلى كرمهم الذي يظنونه مختزَلاً في كرم المال، أو الجاه المصحوب بالكبرياء، فصغُر الكرام بين يديه، وظهر الجواد عنده عارياً عنه؛ إذ لم يجد الكرم دثاراً إلا بُرديه، حتى تطلعت إلى عطائه نفوس الكرماء، واستشرفت إلى يده البيضاء ورثة ابن ماء السماء؛ إذ كان يكرم كريمَ كل قوم، ويبش في وجه كل أحد، حتى لا يحسب جليسُه أن أحداً أكرم عليه منه، يتحف بالكلمة، ويهدي الابتسامة، إن لم يجد ما ينفقه، فليسعد القول إن لم يسعد الحالُ، فشهد على كرم نفسه اللهُ فقال: {وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ} (آل عمران: 159) ، ما سُئل شيئاً إلا أعطاه.
قوله: أعطِ ذا وذاك وهذا *** لم يقل: "لا" مذ كان طفلا رضيعاً
كان النبي صلى الله عليه وسلم متبرعاً بالمعروف قبل السؤال، مُطعِمًا في المحْلِ والشدة، رؤوفاً بالسائل، متفقداً المعوزين، يفطن للفقير فيجود قبل أن يُسأل، ويُعطي أكثر من أمنية السائل، رأى في عيني أبي هريرة رضي الله عنه، فقرأ الجوع في جبينه، فدعاه وأهلَ الصفة إلى قصعة لبن، لا يجد غيرها، ولو ملك الدنيا لألقمهم إياها.
يبيت طاوياً ما دامت البطون طوايا، لم يشبع من خبز الشعير حتى قبض عليه الصلاة السلام، (رواه مسلم) حتى وإن أُتْرعتْ عليه الأموال؛ لما ينفقها فورَ وصولها، حتى تمنت الدراهم أن تحل ليلة بداره، فيأبى إلا أن يكون مبيتُها بطونَ الفقراء، وقد قام سريعا ذات يوم عقبَ صلاةٍ؛ ليخرج مالاً نسيه في بيته فيقسمه خشية أن يبيت عنده، (رواه البخاري) ويعطي عطاء من لا يخشى الفقر، ويسابق المرسلات، ويفوق السحاب الهاميات، فلا زالت تحذو حذوه البحار الطاميات، وهيهات.
يفرح بالسائلين كأنما هم سيعطونه أحب شيء إليه.
تراه إذا ما جئته متهللاً ** كأنك تعطيه الذي هو آمله
فحين أهديت له بردة احتاج إليها، ما إن لبسها حتى استكساه إياها رجلٌ، فهش وبشَّ وقال: نعم. (رواه البخاري)
عزفت أخلاقه عن قول: "لا" *** فهي لا تملك إلا "هي لك"
وجبذه رجل ببردته حتى أثرت حاشيتها في عنقه الشريف ليقول له: أعطني من مال الله الذي عندك، فيأخذ مجامع الكرم ومعاقده، فلا يكرمه بالمال إلا وقد أكرمه ببشاشة قلبه وبسمة ثغره وطلاقة وجهه، وأتحفه بخلقه وصفحه.
التعديل الأخير تم بواسطة لؤلؤة باسلامى 2; الساعة 11-03-2015, 12:15 AM.سبحان الله ....الحمدلله ....الله أكبر ....لا اله الا الله
غــرفة العنــاية الإيمــانية المركـزة ’’ بادرى بالـدخــول ’’
تعليق
-
رد: ◊♥ هذا هو نبيك فهل تنصره ◊♥
تواضعه صلى الله عليه وسلم
مع علو منصب النبي صلى الله عليه وسلم، وجلالة قدره، وارتفاع مكانته؛ إلا أن خلق التواضع لم يفارقه.. تواضع لم يعرف له نظير، تواضع عرفه الرجل والمرأة، والحر والعبد، والصغير والكبير.. خفضَ جناحه امتثالاً لأمر ربه: {وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ} (سورة الحجر: 88)، فلم يُعرف إلا متواضعاً، بل كان أشد الناس تواضعاً، فكان يركب الحمار، ويُركب معه غيره، ويعود المريض، ويتبع الجنازة، ويجيب دعوة المملوك، ويخصف النعل، ويرقع الثوب، وينام على الحصير حتى يؤثر في جنبه بأبي هو وأمي، ويكون مع أهله في حاجتهم، ويمر على الصبيان فيسلم عليهم ويداعبهم، كما كان يقول لأحدهم: ((يَا أَبَا عُمَيْرٍ مَا فَعَلَ النُّغَيْرُ))؟ (رواه البخاري)، وكان يقول صلوات الله وسلامه عليه وهو يذكر طريقة حياته المتواضعة: ((آكُلُ كَمَا يَأْكُلُ الْعَبْدُ، وَأَنَا جَالِسٌ كَمَا يَجْلِسُ الْعَبْدُ، فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدٌ)) (رواه عبد الرزاق، وصححه الألباني)، وكان يجلس بين أصحابه مختلطاً بهم كأنه أحدهم، فيأتي الغريب فلا يدري أيهم هو، حتى يسأل عنه قائلاً: أيكم محمد؟! بل عندما وقف رجل بين يديه عليه الصلاة والسلام وقد أخذته رِعدة، قال له مطمئناً: ((هَوِّنْ عَلَيْكَ فَإِنِّي لَسْتُ بِمَلِكٍ! إِنَّمَا أَنَا ابْنُ امْرَأَةٍ تَأْكُلُ الْقَدِيدَ)) (رواه ابن ماجه، وصححه الألباني)، والقديد: هو اللحم المجفف، ومع ما منَّ الله تعالى على نبيه من الوحي إلا إنه كان لا يجد حرجاً في أن يشاور أصحابه تواضعاً لله، وتفعيلاً لقدراتهم كما فعل في غزوة بدر، وغزوة الخندق، بل وأخذ بيديه الشريفتين ينقل التراب وهو يحفر مع أصحابه الخندق! وقد فعل ذلك من قبل أول ما دخل المدينة، فشارك أصحابه في بناء المسجد، فكان ينقل معهم اللّبن وهو يقول:
اللَّهُمَّ إِنَّ الْأَجْرَ أَجْرُ الْآخِرَهْ *** فَارْحَمْ الْأَنْصَارَ وَالْمُهَاجِرَهْ
(رواه البخاري).
فأي معلم هذا؟! وأي طلاب أولئك الذين سيتخرجون من مدرسته وهم يرون التواضع جسداً حياً يعيش بين أظهرهم؟! إنه النبي عليه الصلاة والسلام الذي كان يأمر بحب المساكين، وكان يدعو أن يجعله الله منهم، وأن يحشره معهم، فيقول: ((اللَّهُمَّ أَحْيِنِي مِسْكِيناً، وَأَمِتْنِي مِسْكِيناً، وَاحْشُرْنِي فِي زُمْرَةِ الْمَسَاكِينِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)) (رواه الترمذي، وحسنه الألباني)، ولا يرضى بأبي هو وأمي أن يفضله أحدٌ على النبيين، مع أنه بلا شك خير المرسلين، وإمام النبيين، يقول: ((لَا يَنْبَغِي لِعَبْدٍ أَنْ يَقُولَ: أَنَا خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى)) (رواه البخاري)، وقال له رجل: يا خير البرية، فقال: ((ذَاكَ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَام)) (رواه مسلم)، صلى الله عليك يا إمام المتواضعين، ويا سيد المتقين.
حياؤه صلى الله عليه وسلم
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مرتدياً رداء الإيمان ملتحفاً بلحاف الحياء مئتزراً بإزار الأخلاق، فـ(كان أشد حياءً من العذراء (البكر) في خدرها (سترها)) (رواه البخاري)، كان يستحي مما تستحي منه الملائكة، صرح بذلك حين دخل عليه عثمان رضي الله عنه وكان مضطجعاً، فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وسوى ثيابه وقال: ((أَلَا أَسْتَحِي مِنْ رَجُلٍ تَسْتَحِي مِنْهُ الْمَلَائِكَةُ)). (رواه مسلم).
في ليلة زواجه بإحدى أمهات المؤمنين جاءه صحابته ليطعموا من وليمته فتأخروا في مجلسهم عندهم حتى شقَّ عليه فتولَّى ربه عز وجل أمره، فأنزل عليه قوله تعالى: {فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانتَشِرُوا وَلا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ وَاللَّهُ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ} (الأحزاب: 53)، فما دفع به إلى السكوت إلا حياؤه عليه الصلاة والسلام.
وجاءته امرأة على استحياء تسأله في تطهير المرأة نفسها، فأفتاها فلم تفهم فثنَّت وأعادت، فغلبه الحياء حتى أعرض من شدته، وأغضى عنها.. (رواه البخاري)
يُغضي حياءً ويُغضَى من مهابته ** فلا يُكَلَّمُ إلا حين يبتسمُ
وهو القائل: (الْحَيَاءُ مِنْ الْإِيمَانِ، وَالْإِيمَانُ فِي الْجَنَّةِ، وَالْبَذَاءُ مِنْ الْجَفَاءِ، وَالْجَفَاءُ فِي النَّارِ) (رواه الترمذي، وصححه الألباني)، و(الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ شُعْبَةً وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنْ الْإِيمَانِ) (رواه مسلم) لذا هو مانع من الوقوع في المعصية أو التقصير في الطاعة، فهو كالداعي إلى باقي الشعب؛ إذ الحيي يخاف فضيحة الدنيا والآخرة فيأتمر وينزجر، و(الحياء والإيمان قرنا جميعا فإذا رفع أحدهما رفع الآخر) (المستدرك على الصحيحين، وصححه الألباني).
وإذا كانت منزلة الحياء في الإسلام على هذه الدرجة الرفيعة، فلا عجب أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم أعظم الناس اتصافاً بهذا الخلق الرفيع، فقد كان أكثر الناس حياءً، وأشدهم تمسكًا والتزامًا بهذا الخلق الكريم، فقد حاز صلى الله عليه وسلم من الحياء على الحظ الأوفر، والنصيب الأكبر.فـ(الْحَيَاءُ لَا يَأْتِي إِلَّا بِخَيْرٍ) (رواه البخاري).
زهده صلى الله عليه وسلم
سيد الزهاد وقدوة العباد محمد صلى الله عليه وسلم، أتته الدنيا وهي راغمة تعرض نفسها، وتعلن عرسها، وتضع بين يديه ما انتهى إليها شمسها، لكنه زهد فيها وصرف وجهه صفحاً عنها وقال: ((مالي وللدنيا)) (رواه البخاري)، وهو الذي لو شاء لأجرى الله له جبال الدنيا ذهباً وفضةً، أتدري لمه؟، ليقينه بحقارتها، وسرعة فنائها، فهي دار ممر لا دار مقر، وأن العبد مهما تفانى في جمع حطامها فلن يخرج منها إلا بقطعة كفنه، عزاءه: {وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى}(الأعلى:17)، مرتجزه: ((اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة)) (رواه البخاري).
خيِّر بين أن يكون ملِكاً نبياً، وبين أن يكون عبداً رسولاً؛ فاختار أن يكون عبداً رسولاً، يمر عليه الهلال ثم الهلال ثم الهلال - ثلاثة أهِلَّة في شهريْن- ولم يوقد في بيته نار، بل لم يشبع عليه الصلاة والسلام من خبز الشعير ثلاث ليالٍ متواليات؛ وقد يبيت ليله طاوياً لا يجد فيه ما يسد به رمقه، أو يقيم به أوده، سبحان الله سيد الدنيا لم تعرف الدنيا إلى نفسه أو بيته طريقا!
أبقى الدنيا في يده ولم يساورها قلبه، ولذا آثر حياة الزهد والقلة على عيش الترف والبذخ، حتى ناجى ربه، وابتهل إليه بأن يجعل رزقه كفافاً: ((اللهم اجعل رزق آل محمد قوتاً)) (رواه مسلم).
ترى الزعماء في الدنيا يبتنون القصور ويسكنون فاخر الدور، أما سيد الزعماء فقد كان لبيته قصة زهد أيضاً فهو من الطين؛ أطرافه متقاربة، وسقفه منخفض، أما فراشه وأثاثه فقطيفة مثنية، وجلد، دخل عليه عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو مضطجع على حصير قد أَثَّرَ في جَنْبِهِ، ولا يرى في خزانته صلى الله عليه وسلم إلا قبضة من شعير ومثلها قبضة من قرظ، وأَفِيقٌ مُعَلَّقٌ (الجلد الذي لم يتم دباغه)، فتبتدر عينيه الدمع، فيسأله المصطفى صلى الله عليه وسلم عن سببه، فيقول: يا نَبِيَّ اللَّهِ وما لي لَا أبكى! وَذَاكَ قَيْصَرُ وَكِسْرَى في الثِّمَارِ وَالْأَنْهَارِ، وَأَنْتَ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَصَفْوَتُهُ وَهَذِهِ خِزَانَتُكَ، فيطيب نفسه ويجلي له الحقيقة بقوله: ((يا ابن الْخَطَّابِ ألا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ لنا الْآخِرَةُ وَلَهُمْ الدُّنْيَا))(رواه مسلم).
عجيب والله يموت أحد أثرياء الدنيا، فيخلف الأموال الطائلة، والعقارات العظيمة؛ أما نبينا عليه الصلاة والسلام فقد مات ودرعه مرهون عند يهودي بثلاثين صاعاً من شعير، مات ولم يخلف قصراً ولا بستاناً ولا أرصدة...؛ فقد كان بأبي هو وأمي يأنف الدنيا، ولا يطمع في طول البقاء فيها، فإذا أتاه مال جاد به على مستحقيه؛ حاله كما قال الشاعر:
لاَ يَبْتَغِيْ الدُّنْيَا وَلاَ أَحْسَابَـهَا *** فَأَذَلَّها وَأَبَى الزَّعَامَةَ والذَّهَـبْ
وَإِذَا أَتَاهُ المَالُ جَـادَ بِهِ كَمَا *** صُبَّتْ حُمُولَتَهَا فَأفْرَغَتِ السُّحُبْ
أمانته صلى الله عليه وسلم
الصادق الأمين، أتاكم الأمين" هكذا كانت قريش تنعت نبينا صلى الله عليه وسلم في الجاهلية على كل أحواله، إذا جاء وإذا ذهب، إذا بدا وإذا غاب، والحق ما شهدت به الأعداء، ما حفظت عنه غدرة، ولا عرفت له في أمانته زلة.
بلغ بأمانته شأناً عظيماً بين أهل مكة جعلتهم يحكمونه في خصوماتهم، ويستودعونه أماناتهم، وهم من عادوه، وآذوه، وسعوا للبطش به، ومع هذا لم يزالوا يضعون ودائعهم عنده؛ فما خانهم ولا فجعهم فيها، بل حفظها لهم، ولما هاجر خلَّف ابن عمه علي بن أبي طالب وراءه لا لشيء إلا ليرد تلك الودائع، ولك أن تسأل بِطَاح مكة تصدقك الخبر.
هذا الأمين فيا قريش تحدثي عن صدقه سترين منزله غداً
مواقفه في الأمانة سار بخبرها الركبان، واخترق سناها حُجبَ الزمان، تنبئك عن نفس عظيمة بخلال كريمة، سكنت ذلك الجسد المحمدي.
دفعت أمانتُه خديجةَ بنت خويلد رضي الله عنها إلى استئمانه على أموالها ليتَّجر بها، فأربحَها ضِعْفَ ما أربحهَا غيره، فما كتمها شيئاً، ولا أخفى عنها أمراً؛ مما أطمعها في الارتباط به، فأرسلت إليه تعرض عليه الزواج، فَقَبِل.
حرص أن يقرر هذه الخصلة في نفوس أصحابه من الوهلة الأولى، فكان من أوائلِ ما دعا الناسَ إليه إبَّان بعثته صلى الله عليه وسلم: أداءُ الأمانة كما أخبر بذلك ابن عمه جعفرُ بن أبي طالب رضي الله عنه النجاشيَّ لمَّا سألهم عن دينهم، ولم يكتف بهذا فحسب بل رتَّب على غيابها نفي الإيمان فقال صلى الله عليه وسلم: ((لا إيمان لمن لا أمانة له)) (رواه أحمد وصححه الألباني).
وما من أمانة تحملها النبي صلى الله عليه وسلم أثقل من تبعات هذا الدين {إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا}(المزمل:5)، ولقد أمره ربه ببلاغه للناس فقال: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ}(المائدة:67) فكان أبو القاسم صلى الله عليه وسلم أهلاً لما حُمِّل، مؤدياً لما خُوِّل، فبلَّغه القاصي والداني؛ لا يقيل ولا يستقيل.
ساومته قريش على التخلي عن هذه الأمانة العظيمة فما طاوعهم، ثم ساوموه على الإخلال بها حين دعوه ليعبد آلهتهم سنة ويعبدوا إلهه سنة فكان جوابه {لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ}(الكافرون:6).
إنها الأمانة التي لو تجسدت في شخص لكانت في ذاته الشريفة صلى الله عليه وسلم، فهو من تخوَّل مقام الأمين لأهل السماء كما أخبر بذلك عن نفسه، وما كان لينالها لولا جلالة أمانته، وسمو مناقبه، وعلو قدره عند ربه صلى الله عليه وسلم.
إخلاصه صلى الله عليه وسلم
إذا سمعنا عن كتاب انتشر صيته، أو شريط برع خطيبه، واشتهر بين الناس؛ فلا بد أن تسمع من يقول: هذا بسبب إخلاص مؤلفه وصاحبه، فماذا سنقول في شيء لم تشهد الدنيا انتشاراً مثل انتشاره وهو الدين الحنيف الذي أُرسل به محمد صلى الله عليه وسلم؟ دين عمَّ كل أرجاء المعمورة، وتوسع حتى علمه أهل المشرق والمغرب، بدأ به بمكة رجل واحد لوحده، يعبد الله تعالى ويدعوه مخلصاً له الدين، وما هي إلا سنوات حتى أصبح له أتباع، وصار للإسلام صولة وجولة، وهاهم الناس لا يزالون يدخلون في دين الله أفواجاً، وهذا هو أكبر دليل على إخلاص النبي صلى الله عليه وسلم الذي جاهد ليجعل حياته كلها إخلاصاً، لقد كان الإخلاص هو الرفيق الدائم لعبادة النبي عليه الصلاة والسلام: {قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَّهُ دِينِي}(الزمر: 14)؛ حتى قال في حجته الأخيرة: ((اللهم حجة لا رياء فيها ولا سمعة)) (رواه ابن ماجه، وصححه الألباني)، بل كان عليه الصلاة والسلام في أعلى مراتب الإخلاص، فكان عمله دِيْمَة لا ينقطع، وهو بهذا يكون مثلاً أعلى لأمته كي تقتدي به فتسعد في الدنيا والآخرة، وكل من ثبت عنه الإخلاص من أمته فهو عالة عليه؛ ككل المخلصين من الخلفاء الراشدين، والأئمة المهديين، والعلماء العاملين، والمجاهدين الصادقين، والمؤلفين المبدعين، والدعاة الناجحين، وكل ما حصل من خير، أو كان من أجر في هذه الأمة؛ فللنبي صلى الله عليه وسلم مثل أجره ولا ينقص من أجر العامل شيء، ولم يكتف بأن علم أمته الإخلاص في أفعاله بل صرح في أقواله فقال: ((إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر))، قالوا: يا رسول الله وما الشرك الأصغر؟ قال: ((الرياء، إن الله تبارك وتعالى يقول يوم تجازى العباد بأعمالهم: اذهبوا إلى الذين كنتم تراءون بأعمالكم في الدنيا، فانظروا هل تجدون عندهم جزاءً)) (رواه أحمد، وصححه الألباني)، ولقد حذره ربه قبل ذلك من الرياء فقال: {وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} (الزمر: 65)، فكان صلى الله عليه وسلم بحق إمام المخلصين، وسيد المتقين، وقدوة المخلَصين.
وفاؤه صلى الله عليه وسلم
من بديع الخصال، وجميل الخلال التي تحلى بها سيد ولد عدنان عليه الصلاة والسلام خلق الوفاء، فهو صلى الله عليه وسلم:
أبر وأوفى من تقمص وارتدى *** وأوثقهم عهداً وأطولهم يداً
إنه سيد الأوفياء عليه الصلاة والسلام، وبه يُضرب المثل الأعلى، حياته كلها وفاء، فهو أوفى الناس مع ربه تبارك وتعالى، ومع نفسه بالبحث عن خيرها في الدنيا والآخرة، ومع غيره: فتراه وفياً لزوجاته، وأقاربه، وأصحابه، وحتى مع أعدائه!.
وفاؤه مع ربه تبارك وتعالى تمثل في قيامه بالطاعة والعبادة على أكمل الوجوه، فقد كان يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه ويقول في ذلك لما عوتب: ((أفلا أكون عبداً شكورا)) (رواه البخاري)، ووفىَّ وفاءً كاملاً بالميثاق الذي أخذه الله عليه: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ ...}، (الأحزاب:7)، فما مات حتى بلَّغ هذا الدين بلاغاً كاملاً، وبينه بياناً شافياً.
وبالوفاء الجميل تخلَّق النبي الكريم عليه الصلاة والسلام، فقد كان أحفظ الخلق للعهد والميثاق،لم يخفر ذمة، ولم ينقض عهداً، ولم يخلف وعداً، بل كان يحسن إحساناً منقطع النظير لمن أسدى إليه معروفاً، وهذا يبرز جلياً في وفائه عليه الصلاة والسلام لزوجاته رضي الله عنهن، فقد حفظ لخديجة رضي الله عنها مواقفها العظيمة، وبذلها السخي، فلم يتزوج عليها في حياتها وفاءً لها، وكان بعد وفاتها يصل قريباتها، ويكرم صديقاتها؛ لتعيش مواقفه حية في قلب كل زوج يستلهم منها معاني البر والوفاء، ويتجلى الوفاء أيضاً في معاملته لأصحابه، وذلك حين عفى عن حاطب بن أبي بلتعه؛ لما سعى في إخبار أهل مكة بمقدم جيش المسلمين، كل ذلك وفاء له لمخرجه في غزوة بدر، فكان بمقام إن الحسنات تمحو السيئات، ولم ينس صلى الله عليه وسلم مواقف عمه أبي طالب -الراعي والمربي والناصر-؛ فكان شديد الحرص على هدايته حتى لحظة موته، ولما مات دون أن يكتب له الهداية من الله أخذ يستغفر له إلى أن أنزل الله تعالى فيه ما أنزل، فكف وامتنع، لم يجد أعداؤه بداً من الاعتراف له بهذه الخلَّة، يقول أبو سفيان قبل أن يسلم عندما سألَه هرقل: أيغدُر محمَّد؟ قال: "لا"(رواه البخاري)، ولك أن تلمس أعظم صور وفائه لأعدائِه في صلح الحديبية، حين ردّ أبا جندل، وأبا بصير رضي الله عنهما إلى قريش، وفاء منه بما عاهد عليه.
شمل وفاؤه عليه الصلاة والسلام الحيوان والشجر والحجر، ولذلك لما انفلتت امرأة من الأنصار من وثاقها في الأسر على حين غفلة من القوم، ركبت على ناقة رسول الله -العضباء-، ونذرت إن نجاها الله عليها لتنحرنها، فلما بلغ خبرها رسول الله قال: ((بئسما جزتها)) (رواه مسلم)، لسان الحال أين الوفاء؟، ويصعد على جبل أحد فيسمعه عبارات الحبّ والوفاء، بقوله ((هذا أحد جبل يحبنا ونحبه))(رواه البخاري).
ذاك الوفي فيا قريش تحدثي *** عن صدقه سترين منزله غدا.
التعديل الأخير تم بواسطة لؤلؤة باسلامى 2; الساعة 11-03-2015, 01:56 AM.سبحان الله ....الحمدلله ....الله أكبر ....لا اله الا الله
غــرفة العنــاية الإيمــانية المركـزة ’’ بادرى بالـدخــول ’’
تعليق
-
رد: ◊♥ هذا هو نبيك فهل تنصره ◊♥
حلمه صلى الله عليه وسلم
تتسابق الأحرف، وتتنافس الكلمات، وتتزاحم الجمل أيهم ينال فضل ذكر حلم النبي صلى الله عليه وسلم، مع علمهم أن حلمه صلوات الله وسلامه عليه لا تعطي حقه الأقلام، ولا تستطيع تمثيله الكلمات؛ لأنه بالحلم ينطق ويسكت، ويجيء ويذهب، فكل حياته حلم، فحلمه رحمة من الله عليه وعلى الناس: (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ) (آل عمران: 159)، ومَن يجاري حلم النبي الكريم صلوات ربي وسلامه عليه وهو يسمع من يطعن في عدله وإنصافه، يسمع النبي الحليم صلى الله عليه وسلم ذا الخويصرة يقول: "يا رسول الله اعدل"، يا لها من كلمة، ويا لها من حروف توجهت صوب النبي صلى الله عليه وسلم تظن أنها تضره، أو تذهب بشيء من نوره، فما لبثت أن قابلت من تستحي الجبال أن تذكر ثباتها عنده، قابلت من تخجل الشمس بأن تباهي بنورها بين يديه، فيرد المصطفى على ذلك القائل: ((وَيْلَكَ وَمَنْ يَعْدِلُ إِذَا لَمْ أَعْدِلْ؟!))(رواه البخاري)، وجّهه ورباه بكلمات يسيرات، تحمل الحق والتبيان، ولم يعاقب بعقوبة، أو يأمر بعذاب، وقد حصل منه ما لا يحتمله مسلم من طعن في إمام الناس، وصاحب الكلمة الأولى في الدولة الإسلامية، لكنه النبي الحليم الذي يسبق حلمه غضبه، بل لو كان الحلم رجلاً لكان النبي صلى الله عليه وسلم، فهذه يهودية تضع له السم في الشاة، فأكل منها فعلم بالسم، فسألها في ذلك، فقالت: أردت لأقتلك!! هكذا بكل صراحة ووضوح، يا الله! ما حال هذه المرأة لو قالت هذا القول أمام ملك من الملوك؟ لعلها لا تكمل قولها إلا وقد فارق رأسها جسدها، لكنها تقول ذلك أمام الرحمة المهداة، والنعمة المسجاة، أمام إمام الحُلماء، قالوا: ألا تقتلها؟ قال: ((لا)) (رواه مسلم)، وها هو أعرابي يجبذ ثياب النبي صلى الله عليه وسلم حتى أثر ذلك في عنقه الكريم، وفوق ذلك يقول هذا الأعرابي:"مُرْ لِي مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي عِنْدَكَ" فما زاد على أن الْتَفَتَ إِلَيْهِ فَضَحِكَ، ثُمَّ أَمَرَ لَهُ بِعَطَاءٍ!! (رواه البخاري) لهذا فلينصت الملوك، وهنا فلتخر الجبابرة، وعند هذا فليقف الأقوياء، حلم عجيب نسمع عنه ولكننا لم نجد له مثيلاً؛ لأنه حلم من رباه ربه من فوق سبع سماوات.
ذكاؤه صلى الله عليه وسلم
لو لم تكن فيه آياتٌ مبينةٌ *** كانت بداهتُه تنبيك بالخبرِ
ملامح ذكائه عليه الصلاة والسلام أغنى من أن تذكر صريحة بلفظها، فتدبيره للأمور واتخاذه الخطط في الحروب وتفادي الأخطاء والمزالق دلالة على حنكته وذكائه عليه الصلاة والسلام، فلا يقدم على أمر إلا وقد تدبر عواقبه، وأحاط بما يجب من أسباب ونتائج ومعوقات ولوازم واحتياطات، فما التخطيط والتنظيم والتنفيذ في دقتها وجودة إدارتها إلا بديهة من بدائهه، فجملة دعوته وعهده المكي والمدني، وتعامله مع الموافق والمخالف دالٌّ على كمال فطنته وذكائه، فالدعوة السرية أولاً، ثم الصدع بها بعد أمر الله له، والتعرض للقبائل، والصبر على البلاء في أول الأمر، -وإن كان هذا أمر الله له- غير أن تطبيق الشريعة بهذه الأوامر وضبط النفس عن الاستفزاز والاستثارة أمر يفتقر إلى دهاء العقول، وذكاء النفوس.
ولما جاء الأمر بالجهاد لم يكن يغزو غزوة حتى يورِّي بغيرها، وأثناء الغزو يرتب جنده ويعيِّن أماكنهم بدقة متناهية، كما فعل في غزوة أحد وجعلِه الرماةَ على أعلى الجبل؛ حمايةً لظهور المسلمين، والواقع شهد بدقة ذلك حيث لما نزلوا أُتي المسلمون من قبل تلك المخالفة.
إن من أهم صفات القائد الذكاءَ المنغمسَ في مياهِ الحكمةِ، والمُشرَبَ بألوان الحنكة والدهاء لا غش فيه ولا خداع، فيكون طويل التأمل عميق التفكير دقيق التقدير سريع البداهة، شديد النباهة، وبهذا كان رسول الهدى عليه الصلاة والسلام، فيوم بدر حين أُتي بالعبد الأسود ليستخرجوا معلومات العدو منه، (فَجَعَلُوا يَسْأَلُونَهُ: أَيْنَ أَبُو سُفْيَانَ؟ فَيَقُولُ: وَاللَّهِ مَالِي بِشَيْءٍ مِنْ أَمْرِهِ عِلْمٌ، وَلَكِنْ هَذِهِ قُرَيْشٌ قَدْ جَاءَتْ فِيهِمْ أَبُو جَهْلٍ وَعُتْبَةُ وَشَيْبَةُ ابْنَا رَبِيعَةَ وَأُمَيَّةُ بْنُ خَلَفٍ، فَإِذَا قَالَ لَهُمْ ذَلِكَ ضَرَبُوهُ، فَيَقُولُ: دَعُونِي دَعُونِي أُخْبِرْكُمْ، فَإِذَا تَرَكُوهُ قال كما قال قبل، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: (وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّكُمْ لَتَضْرِبُونَهُ إِذَا صَدَقَكُمْ وَتَدَعُونَهُ إِذَا كَذَبَكُمْ، هَذِهِ قُرَيْشٌ قَدْ أَقْبَلَتْ لِتَمْنَعَ أَبَا سُفْيَانَ) (رواه أبو داود وصححه الألباني)، ثم يسأل سؤالا واحدا ينم عن ذكائه صلى الله عليه وسلم: كم ينحرون؟ ليعرف عددهم وعدتهم، وعتادهم.
ولما جاء المفاوضون في صلح الحديبية قال في الرجل أخي بني كنانة: (هَذَا فُلَانٌ وَهُوَ مِنْ قَوْمٍ يُعَظِّمُونَ الْبُدْنَ، فَابْعَثُوهَا لَهُ، فَبُعِثَتْ لَهُ، وَاسْتَقْبَلَهُ النَّاسُ يُلَبُّونَ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ، مَا يَنْبَغِي لِهَؤُلَاءِ أَنْ يُصَدُّوا عَنْ الْبَيْتِ) (رواه البخاري)، ثم عقد اتفاقية مع سهيل بن عمروٍ يرى بعين قلبه ونور بصيرته وإدراك ذكائه ما لم يره سهيل نفسه، فظاهرها غلبةٌ لقريش، فإذا بها حبلى بالنصر والفتح المبين للمسلمين.
شجاعته صلى الله عليه وسلم
إن الشجاعة من جميل الأخلاق، ولا يتصف بها إلا أصحاب النفوس الفاضلة، وقد كانت الشجاعة عند العرب محل فخر وتعظيم، ونبينا صلى الله عليه وسلم نال من هذه الصفة أعلاها، وأفضلها، فقد كان خلق الشجاعة فيه صلى الله عليه وسلم خلقاً فطرياً فُطر عليه، حتى قال أنس رضي الله عنه: "كان النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الناس، وأشجع الناس" (رواه البخاري)، وقد عُلم ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم في أول حياته، فقد شارك أعمامه في حرب الفجار وعمره عشرون سنة (أسد الغابة: 1/124)، وها هو في بداية دعوته يصعد على جبل الصفا وحيداً، منادياً بأعلى صوته غير خائف، ولا جبان، متحدياً أهل مكة: ((إني نذير لكم بين يدي عذاب شديد)) (رواه البخاري) أي شجاعة هذه؟! رجلٌ يقف أمام صناديد الكفر، ثم يخاطبهم بهذا الأسلوب! إنها شجاعة خير المرسلين، فشجاعته لا تخفى على أحد، فقد تعلم منه الصحابة الكثير من دروس الشجاعة، فعندما فزع أهل المدينة ذات ليلة من صوت عالٍ، فأرادوا أن يعرفوا سببه، وبينما هم كذلك إذ أقبل عليهم النبي صلى الله عليه وسلم على فرس بدون لجام، وقد استكشف الخبر، وعرف حقيقة الأمر، قائلاً لهم: ((لم تراعوا لم تراعوا)) (رواه البخاري) أي لا تخافوا، ولا تفزعوا، بل إن الصحابة مع شجاعتهم وقوتهم؛ كان إذا اشتد بهم القتال احتموا بالنبي صلى الله عليه وسلم، فهذا فارس من أشجع الفرسان علي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يقول: "لَقَدْ رَأَيْتُنَا يَوْمَ بَدْرٍ، وَنَحْنُ نَلُوذُ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ أَقْرَبُنَا إِلَى الْعَدُوِّ وَكَانَ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ يَوْمَئِذٍ بَأْسًا" (رواه أحمد، وصححه الأرناؤوط وغيره)، بل إنه عندما فر الناس يوم غزوة حنين تجلت شجاعته، إذ ثبت ثبات الجبال، وهو يقول: ((أنا النبي لا كذب، أنا ابن عبد المطلب)) (رواه مسلم)، بلى والله إنه النبي الشجاع لا كذب، أليس هو الذي جلس في الغار مع رفيقه الصدِّيق والمشركون حوله رابط الجأش، مطمئن النفس، يقول لأبي بكر: ((لا تحزن إن الله معنا)) (رواه البخاري)؟ وينام تحت شجرة بعد أن علق سيفه بغصن من أغصانها، وتفرق الصحابة في الوادي، فجاء أعرابي وأخذ السيف، وإذا برسول الله يستيقظ، والسيف صلت في يد الأعرابي، يتهدد النبي عليه الصلاة والسلام، ويقول له: من يمنعك مني؟ فيجيبه النبي بكل شجاعة وقوة وثقة بالله، ومن غير خوف، ولا خور، ولا وهن: ((الله))، فيسقط السيف من الرجل، ولم يعاقبه رسول اللّه صلى الله عليه وسلم! شجاعة في حكمة، وقوة في رحمة، وثبات في بصيرة، صلى الله عليه وسلم تسليماً مزيداً.
رفقه صلى الله عليه وسلم
يبقى الرفق واللين بوابة للدخول إلى قلوب الناس، والتغيير في أحوالهم، وهذا ما يجب أن يعلمه كل مسلم، فما بلغنا هذا الدين، وما وصل إلى ما وصل إليه من الأقطار إلا بمثل هذا الخلق الرفيع الذي كان عليه نبينا عليه الصلاة والسلام، لقد كان المثل الأعلى في ذلك، ولم لا وهو الذي ألبسه ربه لباس الرفق، يقول الله تعالى: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ}(آل عمران: 159)، فقد كان عليه الصلاة والسلام رفيقاً بالإنسان والحيوان، والزوجة والصاحب، والصغير والكبير، والقريب والبعيد، والبر والفاجر؛ حتى قال لزوجته وحبيبته عائشة رضي الله عنها عندما أغلظت القول على من دعا عليه من اليهود: ((مهلاً يا عائشة، إن الله يحب الرفق في الأمر كله))(رواه البخاري)، وها هو معاوية بن الحكم رضي الله عنه يدخل الصلاةَ مع النبي صلى الله عليه وسلم؛ فيعطس أحد المصلين، فيقول له معاوية: يرحمك الله، فيرميه الناس بأبصارهم، فيقول: واثكل أمياه ما شأنكم تنظرون إلي؟ فيزداد النكير عليه ليصمت، فيسكت بعد ذلك، ويتم النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة، ثم يقول له بكلام لين، ويعلمه برفق منقطع النظير: ((إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس، إنما هو التسبيح والتكبير، وقراءة القرآن))، فينطلق لين تلك الكلمات، ورفق تلك المعاملة؛ إلى سويداء قلب معاوية رضي الله عنه ليفصح عن ذلك فيقول: "بأبي هو وأمي ما رأيت معلماً قبله ولا بعده أحسن تعليماً منه، فو الله ما كهرني، ولا ضربني، ولا شتمني" (رواه مسلم)، و يأتيه شاب يستأذنه في الزنا، فيزجر أصحابه رضي الله عنهم ذلك الشاب، ويهموا به، فيدنيه الرفيق الشفيق، ويقول له: ((أتحبه لأمك))؟ ((أتحبه لابنتك))؟ ((أتحبه لأختك))؟ ((أتحبه لعمتك))؟ ((أتحبه لخالتك))؟ كل ذلك والشاب يقول: لا والله جعلني الله فداءك، ثم وضع يده الشريفة على صدره وقال: ((اللهم اغفر ذنبه، وطهِّر قلبه، وحصن فرجه)) (رواه أحمد، وصححه الألباني)، وكان يحرص كل الحرص على أن يعلم أصحابه الرفق واللين، فهاهو يقول للأئمة: ((من صلى بالناس فليخفف، فإن فيهم المريض، والضعيف، وذا الحاجة))(رواه البخاري)، بل دعا على من لم يرفق بأمته كائناً من كان، فقال: ((اللهم من ولي من أمر أمتي شيئاً فرفق بهم فارفق به، ومن ولي من أمر أمتي شيئاً فشق عليهم فاشقق عليه))(رواه مسلم)، وقد عمَّ رفقه عليه الصلاة والسلام كل الناس، حتى أنه يترك ما يريد من الإطالة في الصلاة رحمةً وشفقة بالأمهات حين يبكي صغارهن، اللهم علمنا الرفق، وأدبنا بما أدبت به سيد الخلق.. آمين.
التعديل الأخير تم بواسطة لؤلؤة باسلامى 2; الساعة 11-03-2015, 01:54 AM.سبحان الله ....الحمدلله ....الله أكبر ....لا اله الا الله
غــرفة العنــاية الإيمــانية المركـزة ’’ بادرى بالـدخــول ’’
تعليق
-
رد: ◊♥ هذا هو نبيك فهل تنصره ◊♥
شهادات المخالفين :
شهادات بعظمة النبى صلى الله عليه وسلم
قال الفيلسوف الروسي تولستوي: "ومما لا ريبَ فيه أن محمداً - صلى الله عليه وسلم - كان من عظماء الرجال المصلحين، الذين خدمُوا المجتمع الإنسانيَّ خدمة جليلة، ويكفيه فخراً أنه هدى أمة برمتها إلى نور الحق، وجعلها تجنح للسكينة والسلام، وتؤثر عيشه الزهد، ومنعها من سفك الدماء، وتقديم الضحايا البشرية، وفتح لها طريق الرقي والمدنية، وهذا عمل عظيم لا يقوم به إلا شخص أوتي قوة، ورجل مثل هذا جدير بالاحترام والإجلال".
وقال وليم موير المؤرِّخ الإنجليزي صاحب كتاب حياة مُحَمَّد: "لقد امتاز محمد - صلى الله عليه وسلم - بوضوح كلامه، ويسر دينه، وقد أتم من الأعمال ما يدهش العقول، ولم يعهد التاريخ مصلحاً أيقظ النفوس، وأحيا الأخلاق، ورفع شأن الفضيلة في زمن كما فعل مُحَمَّد نبي الإسلام".
وقال لويل توماس الإنجليزي -أحد كتاب أوروبا المنصفين- : " لقد كان محمدٌ - صلى الله عليه وسلم - أول من وحد بين القبائل العربية بالجزيرة وشعوبها، وجمع كلمتها تحت راية واحدة، وقد كان ظهور مُحَمَّد في حين الحاجة إليه، فجاء وجمع الكلمة لا بالقوة والشدة بل بكلام عذب أخذ منهم كل مأخذ، فاتبعوه وصدقوه، وقد فاق فتى مكة غيره من الرسل والقادة من الرجال بصفات لم تكن معروفة لديهم، فكان يجمع بين القلوب المتفرقة فتشعر كلها شعور قلب واحد".
/شهاداتهم على قدراته القيادية
يقول المفكر الإنجليزي "برنارد شو" عن حبيبنا محمد -صلى الله عليه وسلم-: "ما أحوج العالم إلى محمد؛ ليحل مشاكل العالم وهو يحتسي فنجان قهوة"، -وهذا المفكر هو الذي اطلع على رسالة مُحَمَّد - عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ -، ودرس مبادئه دراسة محايدة حرة، وتوفي سنة 1950م، وقال في مقام آخر: "وأعتقد أن رجلاً كمُحَمَّد لو تسلم زمام الحكم في العالم بأجمعه اليوم لتم النجاح في حكمه، ولقاد العالم إلى الخير، وحل مشاكله على وجه يحقق للعالم كله السلام والسعادة المنشودة".
كما قال برناردشو في أواخر حياته: "ولا يمضي مئة عام حتى تكون أوروبا ولاسيما إنجلترا وقد أيقنت بملائمة الإسلام للحضارة الصحيحة!".
ونقل صاحب كتاب المستشرقون والإسلام المهندس زكريا هاشم زكريا عن أحد المستشرقين يقول: "لو لم يكن لمُحَمَّد معجزة إلا أنه صنع أُمَّةً من البدو فجعلها أمةً كبرى في التاريخ لكفته معجزةً في العالمين".
وقال جولد تسيهر: في كتابه العقيدة والشريعة في الإسلام: "كانت الهجرة إلى المدينة تحولاً كبيراً في سياسة الرسول - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ -، فقد أصبح مُحَمَّد - بعد الهجرة - مجاهداً وغازياً، ورجل دولة" ثم قال جولد تسيهر: " في مكةَ كَانَ الرَّسُولُ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ - يدعو إلى تعاليم دينه جماعة صغيرة، أما في المدينة فقد ظهر الإسلام نظاماً له طابع خاص، وله في الوقت نفسه صورة الهيئة المكافحة، وفي المدينة قامت طبول الحرب التي تردد صداها في جميع أزمنة التاريخ، وصار مُحَمَّد - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ - ينظم أعمالاً حديثة، فأصبح ينظم طرق توزيع الغنائم، وينظم المواريث، ويشرع القوانين، ويضع أسس أمور الدين العلمية، وأهم احتياجات الحياة الاجتماعية، وفي المدينة رسمت الخطوط الرئيسية لحياة الإسلام التاريخية، وبدأ مُحَمَّد - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ - مع الصحابة - رَضِيَ اللهُ عَنْهُم - تحقيق حياة مطابقة لما جاء به من دين ومذهب".
/شهادتهم على شجاعته صلى الله عليه وسلم
يقول (طور اندريه) و(جورج مارسيه) في كتابهما العالم الشرقي: "كان مُحَمَّدٌ رسولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ - شُجاعاً يخوض المعركة بنفسه ليرد الثبات إلى قلوب الذين يضعفون، وكان رحيماً بالضعفاء، يؤوي في بيته عدداً كبيراً من المحتاجين (يشيران إلى أهل الصفة كأبي هريرة وغيره)، وكان مع احتفاظه بهيبة كاملة بسيط الحركات لا يتكلف شيئاً، وبشوشاً سهل المعاملة، رقيق الحاسة، لا يثير غَضَبه أهلُ الفضول، وكان مُحَمَّد رجلاً بشيراً، كان فيه لاشَكَّ كثير من الخصال التي اتسم بها رجال عصره، ولكنه حمل إلى هؤلاء الرجال مثلاً رفيعاً في الدين والأخلاق، وسما سمواً بالغاً عن الآراء القديمة التي كانوا يرزحون تحت ثقلها (يشيران إلى التقاليد الجاهلية)، ثم قالا: "وهو إذ جمعهم عصبة واحدة تحت راية ذلك المثل الرفيع - الدين والأخلاق وسائر التعاليم السماوية - قد صنع منهم قوة قُدِّر لها فيما بعد أن تهز أركان العالم القديم".
/شهادتهم على صدقه صلى الله عليه وسلم
منصور الريمي
أُعجبوا بشخصية الرسول الأعظم -صلى الله عليه وسلم-، مع كونهم لم يرتدوا عباءة الإسلام لكنهم قالوا كلمة حق سطرها التاريخ على ألسنتهم وفي كتبهم وتراثهم، وهذا جزء من كل ما قالوا في عظيم شخصه وصفاته الجليلة.
قال هـ.ج. ويلز:
"إن من أدمغ الأدلة على صدق مُحَمَّد كون أهله وأقرب الناس إليه يؤمنون به، فقد كانوا مطلعين على أسراره، ولو شكوا في صدقه لما آمنوا له".
وقال الفيلسوف كارليل في كتاب الرسالة المُحَمَّدية:
"لقد أصبح من أكبر العار على كل فرد متمدن من أبناء هذا العصر أن يُصغي إلى ما يدعيه المدعون من أن دين الإسلام كذب، وأن مُحَمَّداً خَدَّاع مُزور، وآن لنا أن نحارب ما يشاع من مثل هذه الأقوال السخيفة المخجلة، فإن الرسالة التي أداها ذلك الرسول ما زالت السراج المنير مدة اثنا عشر قرناً لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم الله الذي خلقنا، أفكان أحدكم يظن أن هذه الرسالة التي عاشت بها وماتت عليها هذه الملايين الفائتة الحصر والإحصاء أكذوبة وخدعة؟... هل رأيتم معشر الناس أن رجلاً كاذباً يستطيع أن يوجد ديناً وينشره؟ عجب والله، إن الرجل الكاذب لا يقدر أن يبني بيتاً من الطوب، وعلى ذلك فلسنا نعد مُحَمَّداً قط رجلاً كاذباً يتذرع بالحيل والوسائل إلى بغيته، أو يطمح إلى درجة ملك، أو غير ذلك من الحقائر والصغائر وما كانت كلمته إلا صوتاً صادقاً صادراً من العالم المجهول - يعني الغيب –".
وقال القس لوزان بعد بيان عن أوصاف مُحَمَّد - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم َ-: "فمُحَمَّد - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ - بلا التباس ولا نكران من النَّبيّين والصديقين، بل وإنه نبي عظيم جليل القدر والشأن، لقد أمكنه بإرادة الله - سبحانه - تكوين الملة الإسلامية، وإخراجها من العدم إلى الوجود، بما صار أهلها ينيفون (يزيدون) عن الثلاثمائة مليون (يعني على ظنه في زمانه) من النفوس، وراموا بجدهم سلطنة الرومان، وقطعوا برماحهم دابر أهل الضلالة، إلى أن صارت ترتعد من ذكرهم فرائص الشرق والغرب".
التعديل الأخير تم بواسطة لؤلؤة باسلامى 2; الساعة 26-03-2015, 07:33 PM.سبحان الله ....الحمدلله ....الله أكبر ....لا اله الا الله
غــرفة العنــاية الإيمــانية المركـزة ’’ بادرى بالـدخــول ’’
تعليق
-
رد: ◊♥ هذا هو نبيك فهل تنصره ◊♥
جزاكم الله خيرا ورفع قدركم
و جعله فى موازين حسناتكم[CENTER][B][URL="https://forums.way2allah.com/forum/%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%88%D8%B9-%D8%AA%D8%AD%D9%81%D9%8A%D8%B8-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85/%D8%AA%D8%AD%D9%81%D9%8A%D8%B8-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85-%D9%84%D9%84%D8%B4%D8%A8%D8%A7%D8%A8/4455003-%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%88%D8%B9-%D8%AA%D8%AD%D9%81%D9%8A%D8%B8-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85-%D9%84%D9%84%D8%B4%D8%A8%D8%A7%D8%A8-%D8%A8%D8%B4%D8%A8%D9%83%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%B1%D9%8A%D9%82-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%AA%D9%8A"][COLOR=#FF0000][SIZE=36px][FONT=times new roman]مشروع تحفيظ القرآن الكريم للشباب بشبكة الطريق إلى الله[/FONT][/SIZE][/COLOR][/URL][/B][/CENTER]
[CENTER][B][URL="https://forums.way2allah.com/forum/%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%88%D8%B9-%D8%AA%D8%AD%D9%81%D9%8A%D8%B8-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85/%D8%AA%D8%AD%D9%81%D9%8A%D8%B8-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85-%D9%84%D9%84%D8%B4%D8%A8%D8%A7%D8%A8/4455003-%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%88%D8%B9-%D8%AA%D8%AD%D9%81%D9%8A%D8%B8-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85-%D9%84%D9%84%D8%B4%D8%A8%D8%A7%D8%A8-%D8%A8%D8%B4%D8%A8%D9%83%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%B1%D9%8A%D9%82-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%AA%D9%8A"][COLOR=#0000CD][SIZE=36px][FONT=times new roman](القرآن حياتي)[/FONT][/SIZE][/COLOR][/URL][/B][/CENTER]
تعليق
-
رد: ◊♥ هذا هو نبيك فهل تنصره ◊♥
المشاركة الأصلية بواسطة أبومصعب محمود ابراهيم مشاهدة المشاركة
جزاكم الله خيرا ورفع قدركم
و جعله فى موازين حسناتكماللهم صل على محمدوعلى آله وصحبه وسلم
جزاكم الله خيراً وبارك الله فيكم علي مروركم الكريم وتعقيبكم الطيبسبحان الله ....الحمدلله ....الله أكبر ....لا اله الا الله
غــرفة العنــاية الإيمــانية المركـزة ’’ بادرى بالـدخــول ’’
تعليق
-
رد: ◊♥ هذا هو نبيك فهل تنصره ◊♥
المشاركة الأصلية بواسطة عطر الفجر مشاهدة المشاركةعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اللهم صلِّ على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا
جزاكم الله خيرًا ونفع بكم
وجعله فى ميزان حسناتكم
اللهم صل على محمدوعلى آله وصحبه وسلم
جزاكم الله خيراً وبارك الله فيكم علي مروركم الكريم وتعقيبكم الطيبسبحان الله ....الحمدلله ....الله أكبر ....لا اله الا الله
غــرفة العنــاية الإيمــانية المركـزة ’’ بادرى بالـدخــول ’’
تعليق
-
رد: ◊♥ هذا هو نبيك فهل تنصره ◊♥
/شهادتهم على رحمته وعدله في غزواته ومعاركه
قال أميل دير مانجم في كتابه حياة مُحَمَّد: " مُحَمَّد رسول الإسلام - عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ - قد أبدى في أغلب حياته - بل في طول حياته - اعتدالاً لافتاً للنظر، فقد برهن في انتصاره النهائي على عظمةٍ نفسيةٍ قل أن يُوجد لها مثيل في التاريخ، إذ أمر جنوده أن يعفوا عن الضعفاء والمسنين، والأطفال والنساء، وحذرهم أن يهدموا البيوت، أو أن يسلبوا التجار، أو أن يقطعوا الأشجار المثمرة، وأمرهم أن لا يجردوا السيوف إلا في حالة الضرورة القاهرة، بل قد سمعناه يؤنب بعض قواده، ويصلح أخطاءهم إصلاحاً مادياً".
ولما تطرق دير مانجم في حديث عن الغنائم الحربية قال: "إن الغنائم الحربية كانت في ذلك العهد النتيجة العادية لكل جهاد، فأعلن مُحَمَّد رسول الإسلام إباحتها لأتباعه استجابة لضعفهم، ولكنه حددها بقواعد دقيقة، فخصص الجزء الأكبر منها للصدقات، ولحاجات الجيش، كما أنه حظر في قسم الأسرى إبعاد الأطفال عن أمهاتهم".
وقال "السير فلكد" بعد أن تحدث عن غزوات مُحَمَّد - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ - وانتصاراته ما ترجمته: " وكل هذه الانتصارات والفتوحات لم توقظ في مُحَمَّد النَّبيّ أي شعور بالعظمة والكبرياء كما يفعل ذلك من كان يتأثر بالأغراض الشخصية، في هذا الوقت الذي وصل فيه إلى غاية القوة والسطوة كان على حالته الأولى في معاملته ومظهره، حتى كان يغضب عندما يرى من أهل المجلس الذي يقدم عليه احتراماً أكثر من العادة، وكانت الثروة تنهال عليه من الغنائم وغيرها ولكنه كان يصرفها على نشر دعوته، ومساعدة الفقراء".
/عالم هندوسي يطأطئ رأسه إجلالا لنبينا
قال العالم الهندوسي ت. ل. فسواني: "تأملت في أمر محمد - صلى الله عليه وسلم - فتعجبت من هذا الرجل العظيم الذي نشأ بين أولئك القوم المختلي النظام، الفاسدي الأخلاق، العابدي الأحجار، هذا الرجل مُحَمَّد وقف تقريباً وحده شجاعاً متحدياً غير هياب ولا وجل في وجه التوعد بالقتل، فمن الذي أعطاه تلك القوة التي قام بها كأنه بطل من أبطال الحرب حتى استمعوا بعد الإعراض لكلامه؟ فمن أين جاء سحر بيانه حتى أعتق العبيد، وساوى وآلف بين النبلاء والإشراف، وبين الصعاليك المنبوذين حتى صاروا إخواناً وخلاناً؟ ونحن هنا في الهند إلى الآن لا نزال نقتتل (نقاتل) لأجل جواز لمس بعضنا بعضاً أو عدمه، ولا نزال عاجزين عن إباحة الدخول في بيوت الآلهة - الأصنام والأوثان - للمنبوذين من أبناء جلدتنا.
من أين استمد الرجل محمد - صلى الله عليه وسلم - قوة حياته الغالية؟ والهند إلى الآن مصابة بمصيبة شرب الخمر، والرجل محمد - صلى الله عليه وسلم - اقترح كما تقول الكتب القديمة - يشير إلى القرآن المجيد - مقاطعة الخمر ومقاطعة كل شراب مسكر، فقام أصحابه وألقوا دنان الخمور في أزقة المدينة، وحطموها تحطيماً، ولقد كان تصرف مُحَمَّد في قومه كالتنويم المغناطيسي، فمن أين جاء سر هذه القوة؟.
ألم تر أن قومه كانوا أشتاتاً قد عمتهم الفوضى فألف بين قلوبهم، وجعلهم أمة واحدة، وكانوا راسبين في التوحش فأنقذهم، ورفع مقامهم، وجعلهم عظماء أقوياء في أعين الأمم كلها، حتى صارت الأمة المُحَمَّدية صاحبة القيادة العليا في التمدن، وأصبحت آخذة بيمينها مصباح التهذيب والرقي، وإن التهذيب العربي هو الذي أنشأ في آسيا وأوروبا نشأة جديدة، وإنسانية جديدة"، وفي الختام قال فسواني: " إليك يا محمد! أنا الخادم الحقير!! أقدم إجلالي وتعظيمي بكل خضوع وتكريم، إليك أطاطئ رأسي!، فإنك لنبي حق من عند الله، وإن قوتك العظيمة كانت مستمدة من عالم الغيب الأزلي الأبدي!".
التعديل الأخير تم بواسطة لؤلؤة باسلامى 2; الساعة 26-03-2015, 07:35 PM.سبحان الله ....الحمدلله ....الله أكبر ....لا اله الا الله
غــرفة العنــاية الإيمــانية المركـزة ’’ بادرى بالـدخــول ’’
تعليق
-
رد: ◊♥ هذا هو نبيك فهل تنصره ◊♥
/علاقة الإسلام بالمدينة الحديثة
قال "مستر إدوارد ورمسي" المستشرق الأمريكي: "قبل أن نشرح علاقة الإسلام بالمدينة الحديثة، ونبين المركز الرفيع الذي يحله بين الديانات العظيمة المعروفة؛ يجب علينا أن نرجع إلى الأيام التي سلفت قبل ظهور النبي محمد - صلى الله عليه وسلم -، ونتبين ما كان عليه سكان البادية من عبادة الأصنام، ووخيم العادات، ثم نبحث عن الإصلاحات التي أدخلها النَّبيُّ الكريم في شبه الجزيرة لأن الأشياء إنما تتميز بضدها... كانت بلاد العرب غارقة قبل نبوة محمد - صلى الله عليه وسلم - في أحط الدَّرَكاتِ، حتى ليصعب علينا وصف تلك الخزعبلات التي كانت سائدة في كل مكان، فالفوضى العظيمة التي كان الناس منهمكين فيها في ذلك العصر، وجرائم الأطفال (يريد قتلهم من إملاق), ووأد البنات وهن أحياء، والضحايا البشرية التي كانت تقدم باسم الدين، والحروب الدائمة التي تنشب آناً بعد آنٍ بين القبائل المختلفة، والنقص المستديم بين أهل البلاد، وعدم وجود حكومة قوية؛ كل هذه كانت سبباً في سيادة الهمجية، وازدياد الجرائم، وانتهاك الحرمات، وهذه حقيقة يحملها التاريخ ولا يمكن إنكارها، كانت بلاد العرب في حالة تشوش وبلبلة، وفي فوضى منتشرة لم يسبق لها مثيل في تاريخ أية أمة من الأمم، حتى إن بيت الله الحرام الذي بناه إبراهيم الخليل - عليه السلام - لإقامة شعائره الدينية فيه قد حوِّل إلى معبد يحتوي على أربعمائة صنم، لكل قبيلة صنم تعبده، وأما الأديان السماوية التي جاء بها موسى وعيسى وغيرهما من الأنبياء - عليهم السلام - فقد كانت فقدت نقاءها وفضيلتها الأصلية، وعبثت بها أيدي العابثين، فحرفوا كلام الله، ولوثوا معتقداتهم بخزعبلات واعتقادات لم ينزل الله بها من سلطان، حتى أصبح الناس لا يفرقون بين الفضيلة والرذيلة، وبين الحق والباطل، وبالاختصار كان العرب يعيشون في جو فاسد، مملوء بالغبار والميكروبات، حتى إن مجرد ذكرى هاتيك الأيام تقشعر منها النفوس، وهكذا كانت أحوال سكان شبه جزيرة العرب، وتلك هي عادتهم حينما جاء محمد - صلى الله عليه وسلم - شارحاً للعالم رسالة الله الواحد القهار، حاملاً بيده اليمنى الهدى والفرقان، وبيده اليسرى نور المدينة الوضاء ليخرج الناس من الظلمات إلى النور، وهناك بزغ فجر عصر جديد كان يُرى في الأفق، وبشرت الأيام بسطوع شمس العرفان، وانقشاع سحب الجهالة المظلمة التي أخفت النور السماوي عن أبصار الناس زمناً طويلاً، وأتى اليوم الذي أعادت فيه يد المصلح العظيم محمد - صلى الله عليه وسلم - ما فُقد من العدل والحرية، والتسامح والفضيلة".
/شهادة المنصفين على سمو رسالته
نقل صاحب كتاب المستشرقون والإسلام المهندس زكريا هاشم زكريا عن أحد المستشرقين قوله: "لو أن كتاب مُحَمَّد وجد في صحراء لكان الذي يعثر عليه جديراً بالخلود، ولو جاء مُحَمَّد بالقرآن من عنده لكان جديراً أن تدين له الإنسانية بالولاء، فرسالة مُحَمَّد في قرآن كريم أو حديث شريف حكمة بالغة في الحياة، وقد أحاطت بالمادة والروح، وأعطت صورة سكون في أرضه وسمائه، وصورة للوجود في بدئه ومختتمه، وأملاً عالياً في الخلود في طاقات عُليا بعد جمود المادة واضطرابها، ثم تحدثت عن الخالق الأعظم في أروع صورة للواحد الأحد، الفرد الصمد، لم يسبق إليها في فلسفة أو كتاب بهذه الصورة الجامعة الكاملة".
وقال (طور اندريه) و(جورج مارسيه) في كتابهما العالم الشرقي: "...كان مُحَمَّدٌ رسولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ - رجلاً بشيراً، كان فيه لاشَكَّ كثير من الخصال التي اتسم بها رجال عصره، ولكنه حمل إلى هؤلاء الرجال مثلاً رفيعاً في الدين والأخلاق، وسما سمواً بالغاً عن الآراء القديمة التي كانوا يرزحون تحت ثقلها (يشيران إلى التقاليد الجاهلية)".
قال "بارتلمي سنت هيلر" في حديثه عن أثر الإسلام في الشعوب التي اعتنقته: "كان مُحَمَّدٌ نبيُّ الإسلامِ - عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ - أكثر عرب زمانه ذكاءً، وأشدهم تديناً، وأعظمهم رأفة، وقد نال مُحَمَّدٌ سلطانَهُ الكبيرَ بفضلِ تفوقه عليهم"، ثم قال بارتلمي: "ونعد دينه الذي دعا الناس إلى اعتقاده جزيل النعم على جميع الشعوب التي اعتنقته".
مآثره في ميزانهم
قال كارليل: "لقد كان مُحَمَّد - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ - زاهداً متقشفاً في مسكنه ومأكله، ومشربه وملبسه، وسائر أمور حياته وأحواله، وكان طعامه عادة الخبز والماء، وربما كان يصلح ويرتق ثوبه بيده، فهل بعد ذلك مكرمة ومفخرة؟
فحبذا مُحَمَّد من نبي خشن اللباس، خشن الطعام، مجتهد في الليل، قائم النهار، ساهر الليل، دائب في نشر دين الله، غير طامح إلى ما يطمح إليه أصاغر الرجال من رتبة أو دولة أو سلطان، وهو بحق النَّبيّ ذو الخلق العظيم".
وقال الدكتور شبلي شميل - المسيحي المعروف -: "إن مُحَمَّداً - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ - أكمل البشر من الغابرين والحاضرين، ولا يُتصوَّرُ مثله في الآتينَ!".
وقال جونس أوركس الأديب الإنجليزي: "لم نعلمْ أن مُحَمَّداً نبيَّ الإسلامِ - صلواتُ اللهِ وسلامُهُ عَلَيْهِ - تسربل بأي رذيلة مدة حياته".
وقال غوستاف لوبون الفرنسي: "إن مُحَمَّداً - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ - رغم ما يُشاع عنه (يعني من قبل المخالفين له في أوروبا) قد ظهر بمظهر الحلم الوافر، والرحابة الفسيحة إزاء أهل الذمة جميعاً".
وقال المسيو جان سبيرو السويسري: "إنه مهما زاد الإنسان اطلاعاً على سيرة مُحَمَّدٍ النَّبيِّ - عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ - لا بكتب أعدائه وشانئيه، بل بتأليفات معاصريه، وبالكتاب والسنة؛ إلا وأدرك أسباب إعجاب الملايين من البشر في الماضي حتى الآن بهذا الرجل، وفهم علة تفانيهم في محبته وتعظيمه".
وقال السير فلكد الأمريكي: "كان عقل مُحَمَّدٌ النَّبيُّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ - من العقول الكبيرة التي قلَّما يجودُ بها الزَّمانُ، فقد كان يدرك الأمر، ويدرك كنهه من مجرد النظرة البسيطة، وكان النَّبيُّ مُحَمَّدٌ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ - في معاملاته الخاصة على جانب كبير من إيثار العدل، فقد كان يعامل الصديق وغيره، والقريب والبعيد، والغني والفقير، والقوي والضعيف؛ بالمساواة والإنصاف".سبحان الله ....الحمدلله ....الله أكبر ....لا اله الا الله
غــرفة العنــاية الإيمــانية المركـزة ’’ بادرى بالـدخــول ’’
تعليق
-
رد: ◊♥ هذا هو نبيك فهل تنصره ◊♥
لكــل دوره/محمد صلى عليه وسلم وحقوق الإنسان
قال إميل دير مانجم في كتابه حياة مُحَمَّد: "إن مُحَمَّداً رسول الإسلام - عليه الصلاة والسلام - قد أوجدت دعوتُهُ في جزيرة العرب تقدماً غير قابل الاعتراض، سواء أكان ذلك في دائرة الأسرة، أم في دائرة المجتمع، أم الناحية الصحية، وحظ المرأة الذي تحسن، وإن الفحش والزواج المؤقت والمعاشرة الحرة (الزنا) قد حُظِرت، وقد حرم أيضاً إكراه الإماء على اتخاذ الفحش وسيلةً لثراء مواليهن كما كان متبعاً في ذلك العهد {وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاء إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا لِّتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} (النور: 33) ... إن محمداً قد أباح الرق ولكنه نظمه، وضيق حدوده، وجعل العتق عملاً خيراً، بل كفارة عن بعض المعاصي".
وقالت مدام بيرون رئيسة جمعية الدفاع عن حقوق المرأة في باريس: "إن محمداً - صلى الله عليه وسلم - لم يكن عدواً للمرأة كما يظهر من أقوال بعض الناس الذين أساءوا فهم روح التشريع الذي جاء به، فينبغي أن نتصور الزمان الذي عاش فيه لنعرف قيمة إصلاحاته".
وقال برفيسور ليك أحدُ الكتاب الأجانب بعد ما فَصَّل في وصف نبيِّ الإسلامِ محمد - عليه الصلاة والسلام -: "وأخيراً أذكر في هذا البيان العالمي الذي أسداه النبي العظيم بتحريمه الخمر، وبواسطته وبه فقط حفظ ملايين من الناس جيلاً بعد جيل في أثناء الأربعة عشر قرناً الأخيرة من الخزي المهين، اعتبر ما يجري في أمريكا في خصوص إجبار الناس على الإذعان لقانون تحريم الخمر، أليس من المعجزات الباهرات أن محمداً - صلى الله عليه وسلم - جعل الصادقين من أتباعه في حرز حريز من شر المشكلات (التي يجلبها الخمر إلى المجتمع) جيلاً بعد جيل، وإنما ذلك بالقوة الأدبية، وبقول واحد؟".
نبينا وصناعته للرجال عند المنصفين من الغرب
قال (طور اندريه) و(جورج مارسيه) في كتابهما العالم الشرقي: "وهو إذ جمعهم –أي: محمد صلى الله عليه وسلم- عصبة واحدة تحت راية ذلك المثل الرفيع -الدين والأخلاق وسائر التعاليم السماوية- قد صنع منهم قوة قُدِّر لها فيما بعد أن تهز أركان العالم القديم".
وكتبت دائرة المعارف البريطانية - الطبعة الحادية عشر -: "كان مُحَمَّدٌ أظهر الشخصيات الدينية العظيمة، وأكثرها نجاحاً وتوفيقاً، ظهر النَّبيُّ مُحَمَّدٌ في وقت كان العرب فيه هووا إلى الحضيض، فما كانت لهم تعاليم دينية محترمة، ولا مبادئ مدنية أو سياسية أو اجتماعية، ولم يكن لهم ما يفاخرون به من الفن أو العلوم، وما كانوا على اتصال بالعالم الخارجي، وكانوا مفككين لا رابط بينهم، كل قبيلة وحدة مستقلة، وكل منها في قتال مع الأخرى، وقد حاولت اليهودية أن تهديهم فما استطاعت، وباءت محاولات المسيحية بالخيبة كما خابت جميع المحاولات السابقة للإصلاح، ولكن ظهر النَّبيُّ مُحَمَّدٌ الذي أُرسل هدى للعالمين، فاستطاع في سنوات معدودات أن يقتلع جميع العادات الفاسدة من جزيرة العرب، وأن يرفعها من الوثنية المنحطة إلى التوحيد، وحوّل أبناء العرب الذين كانوا أنصاف برابرة إلى طريق الهدى والفرقان، فأصبحوا دعاة هدى ورشاد بعد أن كانوا دعاة وثنية وفساد، وانتشروا في الأرض يعملون على رفع كلمة الله... إلخ.
ونشرت مجلة الصراط المستقيم في بغداد العدد ربيع الأول سنة 1315هـ مقالاً بقلم عربي مسيحي بعنوان رسول الوحدة يقول فيه: " في حياة مُحَمَّد بن عبد الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ - أسطع دليل يحمله تاريخ الحضارة إلينا، ويدل على ما للعقيدة الراسخة في قلب المؤمن من قوة تجمع شتات الناس، وتوحد كلمة أخلاطهم (قبائلهم المختلطة)، وتخلق من بدو الصحاري ورجال القفار أبطالاً أفذاذاً، لا يقوى على الوقوف في سبيل جهادهم من أجل المبدأ السامي واقف.
وفي قلب بيئة أظلمت فيها عقول الخاصة، وانحطت فيها أخلاق العامة، رفع النَّبيّ العربي صوته العالي يدعو أمته إلى الوحدة بالتوحيد، وإلى المجد بالجهاد، مستمداً قوته من وحي وإلهام فياض في نفسه الكبيرة، فرفعه فوق الناس، وجعله أعظم زعيم رآه البشر في تاريخ الإصلاح والحرب والسياسة، لا يذكر في جانبه نبي ولا زعيم ولا مصلح آخر.
...وفي وقعتي اليرموك والقادسية انفتحت أبواب العالم على مصراعيها أمام العرب غرباً إلى الأندلس وفرنسا، وشرقاً إلى الهند والصين، حتى دان العالم القديم كله لذلك الفتى العربي القوي بإيمانه وعزمه، ولا يزال حتى اليوم يوجه ملايين من البشر وجوههم شطر قبلته المسجد الحرام، وما انفك العالم المثقف بأسره يرى فيه أعظم بطل عرفه التاريخ بلا جدل".
سبحان الله ....الحمدلله ....الله أكبر ....لا اله الا الله
غــرفة العنــاية الإيمــانية المركـزة ’’ بادرى بالـدخــول ’’
تعليق
-
رد: ◊♥ هذا هو نبيك فهل تنصره ◊♥
نظرة لويس توماس في عبقريته صلى الله عليه وسلم
قال الكاتب الإنجليزي الكبير لويس توماس: " قبل أن يكتشف كريستوف كولمبوس أمريكا بألف سنة أبصرت عينا الطفل القرشي محمد بن عبد الله - صلى الله عليه وسلم - النور في مكة، فكأن الله اختار هذا الطفل ليقلب تاريخ العالم، وكان في طفولته يرعى الماعز والغنم فيقودها إلى أعالي الجبال التي تحيط بمكة إحاطة السوار بالمعصم، ولما شب وأينع راح يذهب إلى سورية في تجارة بمال إحدى نساء قريش (يشير إلى السيدة خديجة بنت خويلد - رضي الله عنها)، وسرعان ما شعر بأن قومه الذين يعبدون الأوثان كانوا على ضلال، يتمسكون بدين منبعث من الأوهام والأساطير، فبعث بدين متسامح رضيه بقلبه كل إنسان بدون مشقة، وقد علَّم أصحابه حبَّ آدم وإبراهيم، وموسى وعيسى، واعتبارهم أنبياء مرسلين، ولكن هؤلاء لا يعتبرون بمنزلة مُحَمَّد بل هم أقل منه بدرجات، لأن مُحَمَّداً - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ - هو خاتم الأنبياء والرسل، ودينه دين الله العام على عالم البشرية، ولهذا لا توجد أسرة في الجزيرة العربية لا تُسمِّي أحد أبنائها باسم مُحَمَّدٍ، وينتشر اسم مُحَمَّدٍ في العالم أكثر من انتشار اسم بطرس (ناشر الدين المسيحي) ويوحنا، فهل يستغرب بعد هذا كله أن تكون تلك الصحراء مهداً لأعظم أديان العالم وهي اليهودية والنصرانية والإسلام؟
إن العرب يقولون إن في صحراء الجزيرة كل شيء يوحد الله، والسموات والأرض تسبح بحمد الله، وإلى اللانهاية تمجد أعمال الله، والنهار يتلوه النهار، والليل يعقب الليل، وفي الصحراء لا يوجد من يفكر في الاستيلاء والتسلط على غيره.
إن مدنيتنا الطاغية لا تسمح لنا بإضاعة وقتنا بالتفكير، ولكن تلك الصحراء في سمائها الصافية الصحية هي مبعث الأحلام القدسية، ومهبط الوحي من عند الله، لقد كان محمد العربيُّ القُرشيُّ، النبيُّ الهاشميُّ، والرسولُ التهاميُّ؛ أوَّلَ من وحَّدَ قبائلَ الجزيرةِ المتنافرةِ، وأوَّلَ مَن آلف بين قلوبِ شعوبِها المتقاتلة، وجَمَعَ كلمتها تحت رايةٍ واحدةٍ ...ولكن لا باستعمال القوة والاعتماد على الشدة؛ بل بكلام عذب حكيم، أخذ منهم كل مأخذ، فاتبعوه وآمنوا به، وقد فاق فتى مكة جميع الرسل وقادة الرجال بصفات لم تكن معروفة لدى العرب، فجمع بين القلوب المتفرجة، وجعل منها قلباً واحداً... مات النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - وتدفقت بعده موجة الإسلام، فاجتازت الصحاري، ودخلت المدن، وذلك لتجعل ذكراً خالداً أبدياً لذلك الرجل العظيم الذي أنتجته وأنبتته صحراء قاحلة، فأثمر ثمراً لم يحلم به العالم من قبل.
وامتدت هذه الموجة (موجة الإسلام) فعمَّت آسيا وأفريقيا إلى أن استولت على أواسط أوروبا، تلك الموجة التي لم تحلق بها موجة الرومان في إبان مجدهم، وعهد عظمتهم، وفي هذا العصر عصر فتوحات الإسلام قدم العرب للعالم أجمع أعلم رجال الإسلام، وأكثرهم ثقافة، وبهذا وذلك فإن الإسلام قد حل بالعالم، وانتشر في ربوعه بسرعة الصاعقة"!.
نظرتهم في مستقبل رسالته صلى الله عليه وسلم
قال بورست سميث: "إني صميم الاعتقاد على أنه سيأتي يومٌ يتفق فيه القومُ وزعماء النصرانية الحقَّة على أنَّ مُحَمَّداً - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ - نبي، وأن الله - عَزَّ وجَلَّ - قد بعثه حقاً".
وقال الكاتب الإنجليزي المعروف "برناردشو":- ""إن أوروبا الآن ابتدأت تحس بحكمة مُحَمَّد - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ -، وبدأت تعشق دينه، كما أنها ستبرئ العقيدة الإسلامية مما اتهمت به من أراجيف رجال أوروبا في العصور الوسطى، وسيكون دين مُحَمَّد هو النظام الذي يؤسس عليه دعائم السلام والسعادة، ويستند على فلسفته في حل المعضلات، وفك المشكلات والعقد"، ثم قال: " وإن كثيرين من مواطني ومن الأوروبيين الآخرين يقدسون تعاليم الإسلام، وكذلك يمكنني أن أؤكد نبوءتي فأقول: إن بوادر العصر الإسلامي الأوروبي قريبة لا محالة!".
وقال أيضاً: "وأعتقد أن رجلاً كمُحَمَّد لو تسلم زمام الحكم في العالم بأجمعه اليوم لتم النجاح في حكمه، ولقاد العالم إلى الخير، وحل مشاكله على وجه يحقق للعالم كله السلام والسعادة المنشودة".
كما قال برناردشو في أواخر حياته: "ولا يمضي مئة عام حتى تكون أوروبا ولاسيما إنجلترا وقد أيقنت بملائمة الإسلام للحضارة الصحيحة!".
سبحان الله ....الحمدلله ....الله أكبر ....لا اله الا الله
غــرفة العنــاية الإيمــانية المركـزة ’’ بادرى بالـدخــول ’’
تعليق
تعليق