السؤال :
ما الطريقة المثلى في حفظ المتون وضبطها ؟ ، وهل من وصية لطلبة العلم . وفقكم الله .
الجواب :
من أراد توفيق الله وعونه في الحفظ فليخلص نيته في طلبه ، ويكون قصده وجه الله سبحانه ، وليكن على حذر شديد أن يجعل تعلمه وحفظه سبيلاً إلى نيل أعراض الدنيا الفانية ، فحينئذ يحرم العبد التوفيق ويحرم العون ويستحق المقت.
وحفظ العلم لا غنى لطالب العلم عنه ، فلا علم بلا حفظ ، والحفظ طريقة قوية لبقاء العلم ورسوخه ، وهو طريقة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم معه ، وما تميز أبو هريرة على غيره إلا بالحفظ ، فقد ترجم البخاري في صحيحه فقال : باب حفظ العلم ، وأسند فيه من حديث مالك عن بن شهاب عن الأعرج عن أبي هريرة قال : [ إن الناس يقولون أكثر أبو هريرة ولولا آيتان في كتاب الله ما حدثت حديثاً ثم يتلو : ( إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات .. الآيتين ) وإن إخواننا من المهاجرين كان يشغلهم الصفق بالأسواق ، وإن إخواننا من الأنصار كان يشغلهم العمل في أموالهم ، وإن أبا هريرة كان يلزم رسول الله صلى الله عليه وسلم بشبع بطنه ويحضر ما لا يحضرون ويحفظ ما لا يحفظون ] .
والعلم ما حواه الصدر لا ما حواه القمطر ، فالعلم هو ما دخل معك وخرج في كل حين ولذا كان يقول الشافعي :
علمي معي أينما يممت أحمله .... قلبي وعاء له لا قلب صندوق
إن كنت في البيت كان العلم فيه معي .... أو كنت في السوق كان العلم في السوق
ولا بد من الحرص على الفهم مع الحفظ ، فلا بد من استشراح المحفوظات على عالم بصير بها ، فالعلم ما نفع ، روى البيهقي في المدخل إلى السنن الكبرى عن أبي بكر الخلال عن الربيع عن الشافعي قال : ليس العلم ما حفظ العلم ما نفع .
وعليه مراجعة المحفوظات وتعاهدها بين الحين والآخر ، فآفة العلم النسيان ، ولولا النسيان لأصبح الكل علماء ، وليكن حفظه بعد معرفة النطق الصحيح لألفاظ المتون لكي لا يحفظ على غير وجه صحيح ، فيحرف أو يصحف ، وإن حفظ على من يعرف المعاني ووجوه الإعراب فهو أولى .
--منقول--
تعليق