مجلة الرائد
قصة مقتبسة من الواقع .. يبات كل يوم في ربوع الجنة
بتاريخ : 11/04/2014 -- العدد مئة -- الاسرة والطفل
الكاتب : الرائد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
كان هناك خمسة من العاملين الكادحين الذين ضاق بهم الرزق في قريتهم الصغيرة فتوجهوا إلى بلدة صغيرة مجاورة يعملون ويكدحون وكانوا يأتون إلى أهليهم في عطلة الأسبوع ليقضوا معهم يوماً سعيداً إلاّ خامسهم.
فإنه ما أن تبدأ الشمس بالمغيب ويحل المساء ويصلي المغرب حتى ينطلق مسرعاً إلى قريتهم ويبيت هناك مع أهله ثم يعود في صباح اليوم التالي إلى القرية التي يعمل بها، فسخر منه أصحابه
وقالوا له: ما بالك تحمّل نفسك ما لا تطيق وتقطع هذا الطريق الطويل لتنام عند أهلك وليس لك زوجة وأولاد؟
فقال لهم: إنني أذهب كل ليلة لأبات في الجنة وأعود إليكم منها!؟. فضحكوا منه وقالوا أننا نراك رجلاً عاقلاً قبل اليوم فيبدو أن غربتك قد أثرت عليك فاذهب إلى طبيب
حتى يراك لعلك تشفى بإذن الله. فرد عليهم: لماذا لا تجعلون بيني وبينكم حكما يصدقني وإلا يكذبني.
فذهب الجميع إلى إمام المسجد وحكوا له قصتهم مع الرجل الخامس فقال الإمام: ما حكايتك يا رجل؟ فقال الرجل: أنا شاب وحيد الوالدين وأنا العائل الوحيد لهما
لذلك فإنني إذا انتهيت من العمل وغابت الشمس وصليت المكتوبة انطلقت متوكلاً على الله إلى قريتي فإذا وصلت وجدت والديّ قد تعشيا وناما والليل
قد انتصف فآخذ عباءتي وأنام تحت أقدامهما فإذا أصبحت أيقظتهما للصلاة وجهزت فطورهما ووضوؤهما وقضيت حاجتهما، ثم رجعت شاكرا لله الى القرية المجاورة للعمل
حيث استشعر نفسياً وروحياً أنني قد بتُ ليلتي في الجنة.فقال إمام المسجد: لقد صدق والله صاحبكم..
مجلة الرائد : العدد : 100 : 11/04/2014
تعليق