السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
----
-----
فارس في قلب الميدان
خطوات على الأرض في شارع مزدحم .. عرق يتصبب من وجهه ..كتب يحملها في يده ..كتب قد وقعت
وقع على الأرض .. هاتف خرج من جيبه وانفصلت أجزاؤه
لحظات وقع فيها وشعر بالذهول وجلس على الأرض صامتًا لفترة ..ثم هب من مكانه وكأن شيئًا لم يكن وأصلح هاتفه .. وإذا به يصعد في وسط جمع من الناس باصًا قد ازدحم
يجلس على كرسي وبجواره شاب
-يا شيخ دقنك عليها تراب
-آه شكرًا
وبدأ ينفض التراب البسيط بمنديل معه أبيض
وشرد ثانية
وفجأة أتت فكرة دمعت لها عيناه ولكن الدمعة حبيسة لم تسل وإنما هي في كبت كقلبه المكلوم
-ها أنت يا صديق تحت التراب يومًا وللكفن الأبيض وديعة
هاتفه يرن
والشاب ينظر إليه ألم يسمع ؟؟
إلى أن انتهى الصوت
-هو حضرتك لسه في كلية؟
-آه
وابتسم له الشاب
شعر بأنه يجب أن ينسى ما به
وابتسم له
-وأنت يا حبيبي في كلية إيه ؟
-أنا لسه في ثالثة ثانوي
-علوم ولا رياضة؟
-رياضة .. والشيخ في كلية إيه ؟
-هندسة ..عقبال ما تشرف
-يا رب ..ادعيلي يا عم الشيخ
وابتسم له
وأتى وقت النزول وتبادلا الحديث
وحدثه عن الهندسة وخرج الشاب متحمسًا للكلية متأثرًا بـ"عم الشيخ"
مشى وحيدًا وتذكر : هاتفي كان يرن
وتفقد الشاشة
3 مكالمات فائتة
-عوض ..وابتسم
وأجرى المكالمة
- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..إزيك يا زيدان
- الحمد لله يا عوض
- عندي ليك مفاجأة بتحبها توقع
- امممم مليش نفس أتوقع خير ؟
- بشمهندس فارس الست الوالدة محضرة لشلتنا الملوخية المعهودة والفراخ المشوية وال..
- مش تقول كده يا بشمهندس أحمد ..جاي يا ابني واتصلت بسمير ؟
- قاعد معايا بس حابسه في الأوضة بتاعت الضيوف عشان يبقى ساكت وهو ومعدته
لحد ما تيجي
- ماشي يا شيخ ..
فارس زيدان .. أحمد عوض .. محمد سمير
طلاب بكلية الهندسة
أنهى فارس المكالمة واتصل بوالدته
-السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
-وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته يا ابني
-أمي أنا اتعزمت النهاردة عالأكل عند أحمد
-ماشي يا حبيبي ..شكلك مبسوط ربنا يسعدك
-شكرًا يا أمي عاوزاني أجيب حاجة وأنا جاي
-ابقى هات لنور حاجة بتقول خالو أهي
-هاتيها أكلمها
-كلاكسي يا خالو وووووديلي ميلك ووووووكيكات وو...
-هههههههههه بس متاكليش مرة واحدة ليبلغوا عني
-كلاكسي كلاكسي
-طيب يا نور
وأنهي المكالمة بعدما حدث والدته
وفي طريقة سائرًا عاد صديقنا شاردًا وخلصت آهة من صدره وتسربت في صوته
-فاااارس!
إنه أبو البراء ..
-تهلل فارس وسلما على بعضهما
ودار حوار بينهما
أبو البراء : وصلت فين يا شيخ؟؟
سؤال ضرب قلبه كما لو كان صاعقة !
أين وصلت ؟؟؟؟
أحس أبو البراء أن فارس تأثر بالسؤال فربت على كتفه
-شد حيلك (ابتسامة)
وانتهى اللقاء
صعد درجات السلم
وطرق الباب
فتح له الباب أخو صديقه الصغير
-وسلم عليه وتوجه نحو غرفة أحمد (المفتوحة) وفقًا لتوجيهات الصبي الصغير أن يدخل هناك
وتبعه أحمد ومحمد وأوصد الباب
وبدأت موقعة الطعام
وانتهت بسلام والأصدقاء الثلاثة في المطبخ يغسلون الأطباق ويصنعون الشاي والباب عليهم موصد
-شكرًا ليك يا عوض واشكر الوالدة
- نفسي أقولهالك يا سمير (ابتسامة)
-أنت مش فاكر ولا إيه رحلتنا ده أنت استوليت علي نص الأكل
وفارس أعطاني من معاه
- فارس هو أنت خسيت كده ليه ؟؟ أنت بتعمل دايت ؟؟ ناوي على عروسة ولا إيه ؟؟
نظر فارس نظرة صامتة أوضحت أن الأمر ليس هكذا مطلقًا !
حاول أحمد أن يجعل الموقف فكاهيًا
-أنا الأول طبعًا إن شاء الله
-لسه على العصر ربع ساعة يلا يا شباب
توضئوا وذهبوا إلى المسجد
وبعد الصلاة
توجه فارس ليشتري طلبات نور ابنة أخته
وعاد لمنزله
وعندما رأته نور
تشابكت في قدميه
كلاكسي كلاكسي
فما ملك نفسه من الضحك وأخرجها لها
وذهب لغرفته واستلقى على سريره .. أغمض عينيه
وكأن شريطًا دار أمامه
وكلمات تزاحمت حول رأسه .. ومشهد وقوعه .. ولقطات من يومه
ووجوه رآها أبو البراء .. ذلك الشاب ..صديقيه ..نور ..
تذكر الحجر الذي تعثر به ووقع .. فقد كان مرتبكًا في معركته في الشارع
حيث غض البصر
-وأمسك هاتفه .. يستمع للقرآن
أين قلبي من القرآن أين تأثري أين تعلمي أين أنا ؟؟
وتذكر أبي البراء وسؤاله
===
تابعونا
تابعونا
تعليق