فيض الرحمن في دراسة جزء عم
للشيخ جمال القرش
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد
فقد تبنيت مشروعا لدراسة جزء عم ( قراءة، وتدبرا، وإعراب، ووقفا وابتداء) وخرجت، بفضل من الله سلسلة لتحقيق ذلك الهدف وهي :
1- فيض الرحمن تفسير جزء عم
2- فيض الرحمن في إعراب جزء عم
3- فيض الرحمن في الوقف والابتداء من جزء عم
وهي سلسلة تتصف بالتيسير في الطرح، والعرض، لتكون نواة لطلاب الدرسات القرآنية، وحملة القرآن من الحفظة والمعلمين، والمشرفين، والمجازين.
فرغبت في جمع خلاصات بينهما في كتاب واحد ليكون مسماه فيض الرحمن في دراسة جزء عم (تفسيرا،وإعرابا،ووقفا وابتداء)، لرواية حفص عن عاصم، فلا أذكر توجيه الوقف أو الإعراب باختلاف القراءات.
وكان عملي كما يلي:
أولا: تفسير فيض الرحمن في تفسير جزء عم :
هو نفس الكتاب السابق
ثانيا : فيض الرحمن إعراب جزء عم:
اكتفيت منه بانتقاءات لمواضع الإعراب، مع إعراب الجمل، لأهميتها في مجال الوقف .
ثالثا : فيض الرحمن في الوقف والابتداء من جزء عم:
- اعتمدت على تقسيم الإمام ابن الجزري- رحمه الله - ( تام، وكاف، وحسن، وقبيح).
- اقتصرت على الوقف (التام والكافي)، فكلاهما يجوز الوقف عليهما والابتداء بما بعدهما إلا أن التام أعلى رتبة من الكافي.
- لا اذكر الوقف القبيح غالبا إلا إذا كان له توجيها آخر من حيث الجواز.
- من المعلوم أن آخر السورة تام فلا داعي لذكره في كل موضع لعدم التكرار
- حاولت قدر الإمكان الاختصار في تبرير الوقف لأجل التيسير والتسهيل.
- لا توجد علامات مصاحف من سورة الهمزة إلى الناس في عموم المصاحف المذكورة لقصر المسافات بين الأيات، وسهولة الوقف على رؤس الآية وإن تعلق لفظا لأنه سنة متبعة، سوى موضعين : الهمزة، والنصر.الأول ( أخلده * كلا) سورة الهمزة وعموم المصاحف وضعت ( صلى) ، والثاني ( واستغفره (ج) إنه كان توابا ) سورة النصر وعموم المصاحف وضعت( صلى).
أبرز المصاحف التي رجعت إليها :
- مصحف المدينة المنورة ( مجمع الملك فهد ) .
- مصحف ( الحرمين ) الشمرلي بالقاهرة .
- مصحف دار الفجر الإسلامي، دمشق .
- مصحف الأزهر الشريف.
ما أذكره لييس حصرا شاملا لجميع الوقفات الجائزة، لكنه الغالب والله أعلى وأعلم.
لأ أذكر المصادر خشية الإطالة، مثال ذلك : الوقف على (واستغفره) : قال ابن الأنباري ت 328 هـ : حسن، وقال النحاس ت 338 هـ:كاف، وقال الداني 444 هـ،كاف، وقال السجاوندي ت 560 هـ ط، وقال الأنصاري ت 926 هـ كاف، وقال الأشموني 1111 هـ . كاف، ولكن أكتفي بقولي : واستغفره «كاف» لاستئناف ما بعده.
من كتب التفسير التي رجعت إليها
جامع البيان للإمام الطبري ت 310 هـ معالم التنزل للإمام البغوي ت 510 هـ، المحرر الوجيز لابن عطية الأندلسي ت 541 هـ تفسير الفخر الرازي للعلامة محمد الرازي ت604هـ، تفسير الجامع لأحكام القرآن للإمام القرطبي ت 671 هـ تفسير البحر المحيط للعلامة أبي حيان الأندلسي ت 745، وتفسير القرآن العظيم للإمام ابن كثير ت 774 هـ وأضواء البيان للعلامة الشنقيطي ت 1393هـ
من كتب الإعراب التي رجعت إليها:
إعراب القرآن للنحاس، ت 338 هـ ومشكل الإعراب لمكي بن أبي طالب ت 437 والدر المصون للسمين الحلبي ت (756) هـ وإعراب القرآن لزكريا الأنصاري، 926 هـ والجدول في إعراب القرآن لمحمود صافي (ت: 1376هـ)، وإعراب القرآن لمحي الدين درويش، ومُشكِل إعراب القرآن للدكتور / أحمد الخراط وغيرها.
من كتب الوقف والابتداء التي رجعت إليها:
الإيضاح لابن الأنباري ت 328 هـ، والقطع والإتناف للنحاس ت 338 هـ، والمكتفى للداني 444 هـ، وعلل الوقوف للسجاوندي ت 560 هـ، والمرشد للأنصاري ت 926 هـ ومنار الهدى للأشموني 1111 هـ
وبعد، فالكمال عزيز، وهذا عمل بشري لا يخلو من نقص، فإن أصبنا فمن الله الكريم، وإن أخطأنا فمن أنفسنا المقصرة والشيطان أعاذنا الله منه.
أسأل الله - - أن يجعل هذا العمل مفتاح خير لراغبي هذا العلم، ويرزقنا منه الثواب الأوفى، وأن يعيننا على استكماله على الوجه الذي يرضيه عنا، إنه مولانا القادر على ذلك نعم المولى ونعم النصير، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحابته أجمعين
وكتبه/ جمال بن إبراهيم القرش الرياض/ 1/12/1434 هـ
سورة النبأ «1: 5»
النبأ: الخبر الهائل، ويعني به القرآن العظيم لعلو قدره أو البعث لعظم هوله
قوله تعالى:{ عَمَّ يَتَسَاءلُونَ«1»عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ«2»الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ«3»كَلَّا سَيَعْلَمُونَ«4»ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ«5»}
أولاً: تهديد منكري القرآن
(1) - [ عَمَّ ] عن أي شيء [ يَتَسَاءَلُونَ ] يتساءل كفار قريش يا محمد.
(2)- ثم أخبر اللهُ نبيَّه عن الذي يتساءلونه، فقال: [ عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ ] البعث
(3) - [ الَّذِي ] صاروا [ هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ ] بين مصدّق، ومكذّب.
(4) - [ كَلا] حقا أو ألا، أو فليرتدعو عن اختلافهم في شأن البعث، أو القرآن [سَيَعْلَمُونَ ] جزاء تكذيبهم بالبعث أو القرآن.
(5)- ثم أكد الوعيد بقوله: [ ثُمَّ كَلا ] حقا [ سَيَعْلَمُونَ ] عاقبة تكذيبهم.
الإعْرابُ
"ما"اسم استفهام حذف ألفه متعلق بـ"يتساءلون"،"عن النبأ"جار ومجرور مستأنف، متعلق بمحذوف: أي يتساءلون عن النبأ، أو بدل من الجارِّ قبله، والتقدير : عن النبأ العظيم يتساءلون الَّذِي نعت ثان لـ"النبأ"أو بدل«هم» مبتدأ خبره مختلفون، ومفعول «سيعلمون" محذوف تقديره ما يحل بهم.
إعراب الجمل:
1- جملة: « يتساءلون...] لا محل لها ابتدائية
2- جملة: « * يتساءلون * عن النبأ...] لا محل لها استئناف بياني.
3- جملة: « هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ.] لا محل لها صلة الموصول » الذي]
4- جملة: « سَيَعْلَمُونَ..» لا محل لها استئنافية، وعطف عليها « ثم كلا سَيَعْلَمُونَ» .
الوقف والابتداء:
1- يتساءلون: كاف: إن تعلق الجار بمضمر : أيِّ شيء يتساءلون، ثم أجاب يتساءلون عن النبأ، ولا وقف إن اعتبر أن ما بعده بدل منه، أو مفعول يتساءلون.
2- مختلفون: كاف: للابتداء بعدها بالفعل مع السين في (سيعلمون)
3- سيعلمون الثاني: تام: للاستفهام بعده، وبداية الكلام عن دلائل قدرة الله.
نشاط:
1- بين معنى (النبأ - وكلا)
2- استخرج من الأيات نعتا، ومفعولا به مقدرا
3- متى يكون الوقف على يتساءلون كافيا؟
4- استخرج وقفا تاما وبين العلة.
أسأل الله التوفيق والسداد في القول والعمل
تعليق