إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

لختمة العشر الأواخر (متجدد بإذن الله)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [كتاب] لختمة العشر الأواخر (متجدد بإذن الله)

    الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين


    أما بعد


    فهذه إشارات مختصرة ووقفات موجزة لبيان أهم ما اشتملت عليه أجزاء القرآن الكريم الثلاثين نضعها بين يدي إخواننا المسلمين لتكون كالمنارات التي تهتدى بها في فهم أبرز ما اشتملت علية تلك الأجزاء من موضوعات لعلها نافذة إلى التدبر
    وإننا لندرك أن الاختصار في العرض صعب في الحديث إذا كان في كلام بلغاء وكيف والحديث عن كلام رب البشر ! الذي لا يدانيه بل فضل كلامه على كلام خلقة كفضله سبحانه وتعالى على خلقة





    الشؤون العلمية في مركز تدبر
    راجعها وأشرف عليها
    د. عمر بن عبد الله المقبل
    هذة أمتّي هذا حآلها وإن قعدت أنا فمن يقوم هذي بلادي وليس لي غيرها فإن لم أجاهد أنا فمن يذود هذا عرضي ...... ذاك ديني وأعاهدالله على النضآل فأعنّا يا الله وتقبّل منّا وانصرنا بمعيّتك


  • #2
    رد: لختمة العشر الأواخر (متجدد بإذن الله)



    هدايات الجزء الأول


    أول سورة "الفاتحة " === البقرة /141

    ركزت سورة الفاتحة على قضية :

    *الثناء على الله عز و جل .

    *الحديث عن إخلاص العبادة و الاستعانة بالله عز و جل .

    *الحديث عن الهداية و حقيقتها .

    *أصناف المحرومين من الهداية .

    في الجزء الاول من سورة البقرة نجد ما يلي :

    *تناولت أول السورة أصناف الناس :
    مؤمنين ، كفار ، و منافقين .
    و أطالت الحديث عن المنافقين .

    *حديث آدم -عليه السلام – و استخلافه في الأرض .

    * بداية الحديث عن بني إسرائيل ، و اليهود بشكل أخص ،
    و علاقتهم مع الوحي و مع الرسل من غيرهم .

    *تضمن الحديث عن قصة البقرة ، و هي رسالة لهذه الأمة ،
    خلاصتها التحذير من التردد في قبول أحكام الله عز و جل ،
    و أن ذلك سبب لقسوة القلب .

    *التفصيل في الحديث عن مخازي اليهود مع أنبياء الله و ملائكته

    * خطورة منع ذكر الله في المساجد ، و السعي في خرابها .

    *ذكر المسجد الحرام و من بناه ، و كيف بُنى ؟

    أعدها : د.عمر بن عبدالله المقبل



    وقفات مع الجزء الأول من القرآن الكريم


    {
    الْحَمْدُ }
    ما الذي يلوح في خاطرك حين تقرأ هذه الكلمة (الحمد)؟
    تحمده على ماذا؟ وأي حمْدٍ ذاك الذي عنته الآية؟
    إنه حمد يستغرق جميع المحامد، وحَمْدٌ يستغرق جميع النعم، وأجلها على الإطلاق – بعد الهداية للإسلام-: أن يمكنك مولاك من قراءة هذا الكتاب، وأن تتلذ بتلاوته.
    عمر المقبل
    .................................................. .................................................. ........
    {
    الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ }
    تأمل وتلتفت حولك بل في جسمك!
    انظر إلى آثار رحمة الله في نفسك، ودينك، وعقلك، وأسرتك، وصحتك، وأمْنك، ... الخ.
    إن التأمل في آثار رحمة الله ونعمه من أعظم ما يملأ القلب محبةً لله، وتعظيماً وإجلالا.
    عمر المقبل
    .................................................. .................................................. ........
    {
    إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}
    هذه واسطة العقد في هذه السورة،
    وهي إعلان بإخلاص العبودية لله حين قُدّم المعمول(إياك)،
    ولما كان ذلك لا يمكن أن يتحقق إلا بعون الله وتوفيقه، جاءت هذه الجملة: {وإياك نستعين}
    فهي إعلان بالتبرؤ من الحول والقوة،
    فلولا إعانة الله وتوفيقه ما ركع العبد ركعة، ولا سجد سجدة، ولا مشى خطوة إلى طاعة.
    عمر المقبل
    .................................................. .................................................. ........
    {
    اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ}
    فالهداية لا تتم إلا بأن تكون على هذا الصراط.
    ووصفه بالاستقامة لبيان أن سلوكه هو أقصر الطرق إلى الجنة.
    وأما كيف تعرف استقامته؟ فالسنة ترجمان القرآن.
    عمر المقبل
    .................................................. .................................................. ........
    {
    غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ }
    فلا يمكن أن يلتقي منهج اليهود – ترك العمل بالعلم _ والنصارى – عبادة الله على جهلٍ - مع منهج الأنبياء!
    وإنك لتعجب بعد هذا من مُسْلمٍ يردد هذه الآية ثم يصحح مذاهب هؤلاء الضالين والذين غضب عليهم! وأعظم من ذلك: أن يظن أنهم ليسوا بكفار!
    ولا أدري أين يذهب هؤلاء من قول الله تعالى: {
    إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ} [البينة: 6].
    عمر المقبل
    .................................................. .................................................. ........
    يا للعظمة!
    كل كتاب في الدنيا فيه نقص وقصور قلّ وكثر،
    إلا كتاب الله يبتدئ بالتحدي لكل من قرأه: {ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ} [البقرة: 2]
    فتبارك الله العليم الحكيم!
    وقد مرَّ بي أن رجلاً كندياً نصرانياً، أراد أن يقرأ القرآن من أجل البحث عن أخطاء ونواقص في القرآن، فكانت هذه الآية أول صدمة!
    فلما قرأ هذه الآية:
    {وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (23) فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا} [البقرة: 23، 24] أعلن إسلامه!
    عمر المقبل
    .................................................. .................................................. ........
    {هُدًى لِلْمُتَّقِينَ} [البقرة: 2]
    فالمتقون هم أعظم الناس انتفاعاً بهذا القرآن،
    وإلا فكل من أقبل عليه طالباً للهدى منه، أصاب من خيره ولو كان المتدبر كافراً، فسيكون له أثر،
    ولقد كانت بداية إسلام جبير بن مطعم بتدبر آية: {
    أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ} [الطور: 35] وكان يومها كافراً.
    عمر المقبل
    .................................................. .................................................. ........
    لما قال العبد بتوفيق ربه : (اهدنا الصراط المستقيم) ، الفاتحة ،
    قيل له: (ذلك الكتاب لا ريب فيه) البقرة: 2 ؛
    هو مطلوبك ، وفيه أربك وحاجتك ، وهو الصراط المستقيم : (هدى للمتقين) ، البقرة: 2 ،
    القائلين : (اهدنا الصراط المستقيم) ، الفاتحة ،
    والخائفين من حال المغضوب عليهم والضالين
    ابن الزبير الغرناطي/ البرهان في تناسب سور القرآن : ص 84/
    .................................................. .................................................. ........
    (و مما رزقناهم ينفقون) ، البقرة ،
    اهتم القرآن الكريم بمدح المنفقين والحث على الإنفاق ،
    إذ كان من أعظم الوسائل إلى رقي الأمم وسلامتها من كوارث شتى ، كالفقر ، والجهل ، والأمراض المتفشية ،
    فببذل المال تُسد حاجات الفقراء ، وتُشاد معاهد التعليم ، وُتقام وسائل حفظ الصحة ، إلى ما يُشاكل هذا من جلائل الأعمال .
    محمد الخضر حسين/أسرار التنزيل
    .................................................. .................................................. ........
    تحدثت السورة في فاتحتها عن أصناف الناس في الدنيا من الناحية الإيمانية:
    مؤمنون، كفار، منافقون،
    فتحدثت عن المؤمنين في خمس آيات،
    وعن الكفار في آيتين،
    وعن المنافقين في بضع عشرة آية!
    وما ذاك إلا لشدة خطرهم على الأمة، وشدة تلونهم الذي تخفى معه صفاتهم على الأكثرين.
    عمر المقبل
    .................................................. .................................................. ........
    هذه الآية صريحة في كفر المنافقين كفرا أكبر مخرجاً من الملة:
    { وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ} [البقرة: 8]
    وأن الشهادة باللسان لا تنفع الإنسان إذا لم تتواطأ مع القلب.
    عمر المقبل
    .................................................. .................................................. ........
    قد يبلغ الخزي بالإنسان أن يغرق في الخذلان وهو لا يشعر،
    بحيث يظن الإفساد إصلاحاً، والإيمان سفَهَاً !
    {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ (12) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ} [البقرة: 11 - 13].
    عمر المقبل
    .................................................. .................................................. ........
    { فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ} [البقرة: 10] وقبلها بآيتين: {خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ} [البقرة: 7]
    فتأمل ـ أيها الموفق ـ كم تكرر الحديث عن القلب في هذه السورة فضلاً عن القرآن كله!
    لقد تحدثت سورة البقرة عن القلب في أحد عشر موضعاً،
    كلها تؤكد عظمة هذا العضو، وأن مدار الصلاح والفساد عليه، فاللهم أصلح قلوبنا.
    عمر المقبل
    .................................................. .................................................. ........
    قال تعالى عن المنافقين ) وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَىٰ شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُون ) ، البقرة / 14 ؛
    فتأمل كيف قالوا: (إِنَّا مَعَكُمْ) مع أن مُقتضى الظاهر أن يكون كلامهم بعكس ذلك ؛
    لأن المؤمنين يشكون في إيمان المنافقين ،
    وقومهم لا يشكون في بقائهم على دينهم ؛
    لأنه لما بدا من إبداعهم في النفاق عند لقاء المسلمين ما يوجب شك كبرائهم في البقاء على الكفر ،
    وتطرق به التهمة أبواب قلوبهم : احتاجوا إلى تأكيد ما يدل على أنهم باقون على دينهم !
    ابن عاشور/ التحرير والتنوير 1/ 287
    .................................................. .................................................. ........
    تأمل في قوله تعالى عن المنافقين : (ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ) البقرة : 17
    كيف قال : (ِبِنُورِهِمْ) فجعله واحداً ، ولما ذكر (ظُلُمَاتٍ) جمعها ؛
    لأن الحق واحد - وهو الصراط المستقيم - بخلاف طرق الباطل ، فإنها متعددة متشعبة ،
    ولهذا يفرد الله الحق ويجمع الباطل ، كقوله : (اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ .. ) ، البقرة / 257 ،
    ابن القيم/ الفوائد (ص 127 )
    .................................................. .................................................. ........
    في القرآن بضعة وأربعون مثلاً ،
    والله تعالى - بحكمته - يجعل ضرب المثل سببا لهداية قوم فهموه ، وسببا لضلال لقوم لم يفهموا حكمته ، كما قال تعالى : (فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُواْ فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلاً .. ) ،
    البقرة / 26 ، الشنقيطي/ أضواء البيان 3/ 97
    .................................................. .................................................. ........
    {قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُون} [البقرة: 30]
    وقال تعالى في موضع آخر من هذه السورة: {وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ } [البقرة: 216]
    والعبرة أن كثيرا من الأمور الشرعية أو الكونية التي يقدرها الله قد تبدو للوهلة الأولى لنا أنها شرُّ،
    ولكن في طياتها الخير الكثير!
    عمر المقبل
    .................................................. .................................................. ........
    أدبٌ من آداب المتعلم أن يقول كما تقول الملائكة فيما لا يعلمه:
    {قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ } [البقرة: 32].
    عمر المقبل
    .................................................. .................................................. ........
    {أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ} [البقرة: 34]
    هذان هما الداءان اللذان قطعا أعناق الكافرين: الإباء والاستكبار عن قبول الحق.
    عمر المقبل
    .................................................. .................................................. ........
    هذه الآية: {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ} [البقرة: 44]
    من أشد الآيات على الدعاة إلى الله تعالى،
    فرحم الله من كانت لهذه الآية واعظاً وزاجراً عن التخلف عن ركب العاملين، والله المستعان.
    عمر المقبل
    .................................................. .................................................. ........
    كم يغفل المصابون والمثقلون بهموم الدعوة إلى الله فضلاً عن غيرهم عن هذه الآية:
    {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ } [البقرة: 45]
    وترى أحدهم يفكر في الأسباب المحسوسة أكثر من تفكيره بمثل هذه الأسباب الشرعية العظيمة!
    وهذا غلط، ومخالف لهدي النبي صلى الله عليه وسلم
    الذي كان يفزع إلى الصلاة إذا حزبه أمرٌ، ويطلب راحتها فيها إذا أثقلته هموم الحياة!
    اللهم ارزقنا تلك الصلاة التي وجدها صلى الله عليه وسلم.
    وأشارت الآية إلى السبب الذي يهونها على العبد: {وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ (45) الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُون} [البقرة: 45، 46]
    فتذكر الآخرة ولقاء الله تعالى من أعظم ما يملأ القلب شوقا ورغبةً في الصلاة.
    عمر المقبل
    .................................................. .................................................. ........
    الصبر زاد ، لكنه قد ينفد ؛
    لذا أمرنا أن نستعين بالصلاة الخاشعة ؛ لتمد الصبر وتقويه :
    (وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ ) ، البقرة / 45 ،
    د.محمد الخضيري
    .................................................. .................................................. ........
    (وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ )
    المعنى أن الصلاة صعبة إلا على الخاضعين الذين أسلموا وجوههم لله ،
    والصلاة من حيث إنها قيام وركوع وسجود وجلوس ليس فيها صعوبة ،
    والصعوبة من جهة أن الصلاة بحق هي التي يدخلها المصلي بقلب حاضر ،
    فيؤديها مُبتغيا رضا الله ، تاليا القرآن بتدبر ، ناطقا بالدعوات والأذكار التي تشتمل عليها عن قصد إلى كل معنى ، دون أن تجري على لسانه ، وهو في غفلة عن معانيها التي هي روح العبادة .
    محمد الخضر حسين/ أسرار التنزيل
    .................................................. .................................................. ........
    ( وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ ) ، البقرة: 0 5 ؛
    فإغراق العدو أو إهلاكه نعمة ، وكونه ينظر إلى عدوه - وهو يغرق – نعمة أخرى ؛
    لأنه يشفي صدره ؛
    وعند عجز الناس لا يبقى إلا فعل الله -عز و جل -؛
    ولهذا في غزوة الأحزاب نُصروا بالريح التي أرسلها الله تعالى .
    ابن عثيمين/ تفسير القرآن 3/ 125
    .................................................. .................................................. ........
    (وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ ) البقرة : 50،
    "لما كان الغرق من أعسر الموتات وأعظمها شدة ، جعله الله تعالى نكالاً لمن ادعى الربوبية ،
    وعلى قدر الذنب يكون العقاب ، ويناسب دعوى الربوبية والاعتلاء ،
    انحطاط المدعي وتغييبه في قعر الماء " .
    الألوسي/ رواح المعاني 1 / 310
    .................................................. .................................................. ........
    ( ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً .. ) ، البقرة / 74 ،
    تشبيه قسوة القلب بالحجارة مع أن في الموجودات ما هو أشد صلابة منها:
    هي أن الحديد والرصاص إذا أُذيب في النار ذاب ، بخلاف الحجارة .
    ابن سعدي/ تفسيره ص 55
    .................................................. .................................................. ........
    في أعقاب قصة البقرة قال سبحانه
    {ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ }[البقرة: 74]
    فبين أن القلوب مع الوحي ـ في الجملة ـ قلبان: قلوب قاسية، وقلوب متقبلة لهذا الوحي،
    وهذا القسم أنواعه ثلاثة: القلب الذي تظهر آثار تلاوته عليه كما يظهر التفجر من الأنهار،
    وقلب يظهر أثر تلاوته كأثر الماء الذي يسيح بهدوء (يشقق فيخرج منه الماء)
    والثالث: القلب الذي قد لا يظهر أثر التلاوة عليه، وقلبه عامر بالوحي.
    عمر المقبل
    .................................................. .................................................. ........
    من أعظم ما ذمّ الله به علماء أهل الكتاب عدم تفهمهم وتدبرهم لكتاب الله، مع أنهم يتلونه:
    {وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ } [البقرة: 78].
    عمر المقبل
    .................................................. .................................................. ........
    لا يهلك على الله إلا هالك، وهو الذي أحاطت به ذنوبه ـ عياذا بالله ـ:
    { مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } [البقرة: 81].
    عمر المقبل
    .................................................. .................................................. ........
    قاعدة قرآنية محكمة، اشتركت فيها الأمم:
    {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا} [البقرة: 83]
    وأولى الناس بهذه الآية هم الوالدان والزوجة والأولاد.
    عمر المقبل
    .................................................. .................................................. ........
    مهما بلغ كيد السحرة، فلن يتحقق الضرر إلا بإذن الله ومشيئته:
    {وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ } [البقرة: 102]،
    ومن أعظم العواصم: قوة التوكل على الله تعالى، كما قال سبحانه:
    {أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ} [الزمر: 36].
    عمر المقبل
    .................................................. .................................................. ........
    حتى التشبه بالألفاظ التي عرف بها الكفار، فإننا مأمورون بتركها واجتنابها:
    { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا } [البقرة: 104].
    عمر المقبل
    .................................................. .................................................. ........
    كيف نتوقع الخير من أعدائنا بعد هذه الآية:
    {مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ } [البقرة: 105]؟ وبعد هذه الآية: {وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ} [البقرة: 109]،
    وبعد هذه الآية: {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ } [البقرة: 120]؟!
    عمر المقبل
    .................................................. .................................................. .......
    إذا منع الله عباده المؤمنين شيئا تتعلق به إرادتهم ،
    فتح لهم بابا أنفع لهم منه وأسهل وأولى ، كقوله تعالى :
    (مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) ، البقرة: 106،
    وقوله : (وَإِن يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلاًّ مِّن سَعَتِهِ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا) ، النساء: 130،
    وفي هذا المعنى آيات كثيرة . ابن سعدي ؛
    فحاول - وفقك الله - أن تقيد بعض نظائر هذا المعنى الذي نبه إليه الشيخ رحمه الله .
    القواعد الحسان في تفسير القرآن/ 103
    .................................................. .................................................. ........
    تدبر قوله تعالى : (وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) البقرة :109
    تجده دليلا واضحا على أن حرمان التوفيق أقعدهم عن الإيمان ،
    فإنهم لم يحسدوا غيرهم عليه ، إلا بعد أن تبينت لهم حقيقته إذ مُحال أن يحسدوا غيرهم على ما هو باطل عندهم ، وفي أيديهم ما يزعمون أنه خير منه .
    الإمام القصاب/ نكت القرآن 1/ 132
    .................................................. .................................................. ........
    في قوله تعالى : (وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) ، البقرة :111 ،
    دليل على أن كل مُدعٍ دعوى محتاج إلى تثبيتها ، وإقامة البرهان عليها ،
    وإذا كان المدعى عن شيء لله : لم يقبل ذلك البرهان إلا عن الله تعالى ؛
    لقوله في الآية التي قبل هذه : (ً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ ) ، البقرة: 0 8 ،
    القصاب/ نكت القرآن 1/ 136
    .................................................. .................................................. ........
    . هذا تهديد لأتباع النبي صلى الله عليه وسلم:
    {وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ} [البقرة: 120]
    فهو صلى الله عليه وسلم معصوم،
    فلم يبق إلا أنه تهديد لأتباعه من اتباع الهوى، الذي مآله الضلال عن سبيل الله،
    كما قال تعالى لنبيه داود عليه الصلاة والسلام: {يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ } [ص: 26].
    عمر المقبل
    .................................................. .................................................. .......
    {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ} [البقرة: 121]
    وتلاوته: بأدائه لفظاً، وعملاً، فهذه هي حقيقة التلاوة،
    لا كما يظنها بعضهم بأنها في الأداء اللفظي (التجويد).
    عمر المقبل
    .................................................. .................................................. .......
    إذا ذكر أهل الكتاب - في القرآن – بصيغة (الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ ) ، البقرة: 121 ،
    فهذا لا يُذكر الله إلا في معرض المدح ،
    وإذا ذكروا : (أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ) آل عمران: 23 ،
    فلا تكون إلا في معرض الذم ،
    وإن قيل فيهم : (أوتوا الكتاب( فقد يتناول الفريقين ؛ لكنه لا يُفرد به الممدوحون فقط ،
    وإذا جاءت )أهل الكتاب( عمت الفريقين كليهما .
    ابن القيم/ مفتاح دار السعادة 1/ 104
    .................................................. .................................................. ........
    (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ ) ، البقرة: 126 ،
    تأمل التلازم الوثيق بين الأمن والرزق ،
    وبين الخوف والجوع تجده مطردا في القرآن كله ،
    مما يؤكد أهمية ووجوب المحافظة على الأمن ؛
    لما يترتب على ذلك من آثار كبرى في حياة الناس وعباداتهم واستقرارهم البدني والنفسي ،
    وأي طعم للحياة والعبادة إذا حل الخوف ؟
    بل تتعثر مشاريع الدين والدنيا ، وتدبّر سورة قريش تجد ذلك جلياً
    .أ.د.ناصر العمر
    .................................................. .................................................. ........
    شأن المؤمن أنه مهما عمل من الصالحات، فهو مضطر للدعاء بالقبول،
    والاستغفار من النقص الذي يحصل منه:
    {رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (127) رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ } [البقرة: 127، 128].
    عمر المقبل
    .................................................. .................................................. .......
    لقد كان نبي الله إبراهيم يحمل هم هداية الأجيال القادمة ،
    ولم يقصر نظره على جيله ، أو بيته ، أو أهله ، فقال :
    (رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) البقرة: 129 ،
    فيا له من همّ ما أكمله ، ويا لها من نفس ما أزكاها!
    د.محمد الخضيري
    .................................................. .................................................. ........
    السفه الأكبر هو في ترك التوحيد، الذي هو أساس ملة إبراهيم عليه الصلاة والسلام:
    {وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ} [البقرة: 130]
    فمن ترك التوحيد فهو سفيه ولو حمل أعلى الشهادات.
    عمر المقبل
    .................................................. .................................................. .......
    من أجمل ما نضمنه وصايانا لأولادنا ومن يأتي بعدنا وصية إبراهيم ومن بعده:
    {يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ } [البقرة: 132].
    عمر المقبل

    __________________


    التعديل الأخير تم بواسطة عطر الفجر; الساعة 05-07-2015, 02:52 AM.
    هذة أمتّي هذا حآلها وإن قعدت أنا فمن يقوم هذي بلادي وليس لي غيرها فإن لم أجاهد أنا فمن يذود هذا عرضي ...... ذاك ديني وأعاهدالله على النضآل فأعنّا يا الله وتقبّل منّا وانصرنا بمعيّتك

    تعليق


    • #3
      رد: لختمة العشر الأواخر (متجدد بإذن الله)

      هدايات الأجزاء : الجزء الثاني :



      البقرة / 142 === البقرة 7 252

      *عودة إلى الحديث عن اليهود ، و طعنهم في استقبال الكعبة ، و الرد عليهم ، و بيان فضل هذه الأمة ، و أنها خير الأمم .

      *العناية بتزكية النفس ، أولى من العناية باستقبال الجهات ، و كلاهما مهم .

      *فرضية الصيام و بيان أحكامه و مُتعلقاته ، و هو الموضع الوحيد في القرآن عن الصيام ! فتدبّره جيدا .

      *بيان بعض أحكام الحج ، و قد ركزت السورة هنا على الأحكام العملية ، بخلاف سورة الحج ؛ فالتركيز على الأحكام القلبية و الإيمانية .

      *حديث مُوسع عن كثير من أحكام الأسرة كالنكاح و الطلاق و الرضاع ، و ربط ذلك بالتقوى ، و مُراقبة الله تعالى .

      *التركيز على ربط أحكام الأسرة بالإيمان باليوم الآخر ، لعظيم أثره في قيام الإنسان بتلك الأحكام .

      * في قصة جالوت درس عظيم في الصبر ، و أن النصر على الأعداء ليس بمجرد الكثرة .


      أعدها : د.عمر بن عبدالله







      وقفات مع الجزء الثاني من القرآن الكريم

      في قوله تعالى : (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا)
      البقرة: 143
      دليل على شرف هذه الأمة من وجوه ،
      منها : وصف الأمة بالعدل والخيرية ،
      ومنها: أن المزكِّي يجب أن يكون أفضل وأعدل من المُزَكّى ،
      ومنها : أن المزكي لا يحتاج للتزكية .
      ابن عاشور/ التحرير والتنوير 2/ 21
      .................................................. .................................................. ........
      قوله تعالى لنبيه -صلى الله عليه و سلم-: (فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا) البقرة: 144
      دون قوله : تحبها أو تهواها فيه دلالة على أن ميل الرسول إلى الكعبة ميل لقصد الخير لا لهوى النفس ، وذلك أن الكعبة أجدر بيوت الله بأن يكون قبلة ؛
      فهو أول بيت وُضع للناس بالتوحيد ،
      وفي استقبال بيت المقدس أولا ،ً ثم التحول إلى الكعبة إشارة إلى استقلال هذا الدين عن دين أهل الكتاب .
      ابن عاشور/ التحرير والتنوير 2/ 28
      .................................................. .................................................. ........
      ( وَلا تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا لِتَعْتَدُوا وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ) البقرة: 231 ،
      إنها تربية قرآنية تؤكد على أن الاعتداء على الآخرين هو ظلم للنفس أولا ؛
      بتعريضها لسخط الله وغضبه .
      د.عبد العزيز العويد
      { اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ } البقرة :153
      توجيه رباني وجدت بركته أخت لنا فجعت بفقد والديها وأخيها وأختها جميعاً في حادث قبل أيام,
      إذ لما اشتدت عليها المصيبة تذكرت هذه الآية ففزعت للصلاة, موقنة بكلام ربها,
      فتقسم أنه نزل على قلبها سكينة عظيمة خففت عليها مصيبتها ..
      وذلك تأكيد عملي على أثـر تــدبر القرآن والعمل به في حياة العبد وفي ظروفه كلها ..
      .................................................. .................................................. ........
      ما أحــوج النــاس - في ظل غلاء الأســعار - أن يقفــوا مـع هذه الآيــات :
      { وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمْوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ *
      الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ
      وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ }
      البقرة :155-157
      فتأمل مافيها من العبر في تفسير السعدي رحمه الله ..
      .................................................. .................................................. ........
      تدبر قوله تعــالى :{ وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ } البقرة :168
      فتسمية استدراج الشيطان " خطوات " فيه إشارتان :
      [1] الخطوة مسافة يسيرة, وهكذا الشيطان يبدأ بالــشيء واليــسير مـن البدعة,
      أو المعصية, حتى تألفها النفس ..
      [2] قوله :{ خُطُوَاتِ } دليل على أن الشيطان لن يقف عند أول خطوة في المعصية ..
      فهد العيبان ..
      .................................................. .................................................. ........
      قال تعالى :{ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } البقرة :173
      قيل في سبب تقديم الغفور على الرحيم :
      أن المغفرة سلامة, والرحمة غنيمة, والسلامة مطلوبة قبل الغنيمة ..
      د. السامرائي ..
      التعبير القرآني 57.
      .................................................. .................................................. ........
      { فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ } البقرة :178
      إطلاق وصف الأخ على الممـاثل في الإســلام أصل جـاء به القرآن؛
      وجعل به التوافق في العقيدة كالتوافق في نسب الإخــوة بـل أشـد,
      وحقا فإن التوافق في الدين رابطة نفسانية, والتوافق في النسب رابطة جسدية,
      والروح أشرف من الجـــسد !!
      ابن عاشور ..
      التحرير والتنوير 141/2.
      .................................................. .................................................. ........
      { وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } البقرة :179
      في القــصاص حياة, والتنكير في { حَيَاةٌ } للتعظيم,
      وتلك الحياة العظيمة هي مافيه من ارتداع الناس عن قتل النفوس؛
      لأن أشد ماتتوقاه نفوس البشر من الحوادث : المــــوت ,
      فلو عـلم القاتل أنه يسلم من الموت لأقدم على القتل مستخفا بالعقوبات,
      ولو ترك الأمــر للثـأر كمــا في الجاهلية لأفرطوا في القتل وتسلسل الأمر,
      فكان في مشروعية القصـاص حــياة عظيمـة من الجانبين ..
      ابن عاشور ..
      التحرير والتنوير 145/2
      .................................................. .................................................. ........
      { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ } البقرة :185
      من فضائل شهر الصيام أن الله تعالى مدحه من بين سـائر الشهور,
      بأن اختاره لإنزال القرآن العظيم فيه, واختصه بذلك,
      ثم مدح هذا القرآن الـذي أنزلـه الله فقال :{ هُدًى } لقلوب من آمن به,
      { وَبَيِّنَاتٍ } لمن تدبرها على صحة ماجاء به,
      ومفرقاً بين الحق والباطل والحلال والحرام ..
      [ ابن كثير ] ..
      تفسير القرآن العظيم 269/1
      .................................................. .................................................. ........
      "{ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } البقرة :185
      الهداية تشمل :
      هداية العلم, وهداية العمل,
      فمن صام رمضان وأكمله, فقد منَّ الله عليه بهاتين الهدايتين,
      وشكره سبحانه على أربعة أمور :
      إرادة الله بنا اليسر, وعدم إرادته العسر, وإكمال العدة, والتكبير على ماهدانا,
      فهذه كلها نِعَم تحتاج منَّـا أن نشكر الله بفعل أوامره , وإجتناب نواهيه "..
      ابن عثيمين ..
      .................................................. .................................................. ........
      قال بعض السلف :
      متى أطلق الله لسانك بالدعاء والطلب فـاعلم أنـه يريــد أن يعطيك؛
      وذلك لصدق الوعد بإجابة من دعاه,
      ألم يقـل الله تعـــالى :{ فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ } البقرة :186 ..
      شرح حكم العطائية 85 )
      .................................................. .................................................. ........
      " تأمل قوله تعالى :{ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ } البقرة : 187
      وما فيهــا من تربيــة الذوق والأدب في الكلام,
      إضـافة إلى مافي اللباس من دلالة ( الستر, والحماية, والجمــال, والقرب ) ...
      وهل أحد الزوجين للآخر إلا كذلك ؟
      وإن كانت المرأة في ذلك أظهر أثـرا كما يشير إلى ذلك البدء بضميرها { هُنَّ }"..
      د. عويض العطوي ..
      .................................................. .................................................. ........
      { هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ } البقرة : 187,
      { وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا } النبأ :10,
      { قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ } الأعراف :26,
      تـــأمــل هذه الآيــــات,
      تجـد الرابط بينـهــا ( الـــستر ), والمشترك بين الثياب حسن سترها,
      فهل يدرك الزوجــان أنـه عـندما يتحــدث أحــدهما بعيوب شريك حياته ويكشف أسراره
      قد أصبح كالثوب المخرق, قبيح المنظر, فاضــح المخــبر ..
      أ.د. ناصر العمر ..
      .................................................. .................................................. ........
      قـال تعــالى :{ وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ } البقرة :187
      استـدل العلــماء بقوله :{ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ }
      على الإعتكاف لا يـصح إلا في المـسجد,
      ووجه الدلالة :
      كأن الأمر مستقر ومفروغ مـنه, أن الإعتكــاف لا يكــون إلا في المـسجد,
      وقـد حكى القرطبي وغيره الإجماع على ذلك ..
      تفسير القرطبي 332/2
      .................................................. .................................................. ........
      { كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ } البقرة :187
      إن العلم الصحيح سبب للتقوى؛ أنهم إذا بان لهم الباطل اجتنبوه,
      ومـن علــم الحــق فتركه, والباطل فاتبعه,
      كان أعظم لجرمه, وأشــد لإثمه ..
      السعدي ..
      خلاصة تفسير القرآن (ص : 171)
      .................................................. .................................................. ........
      { وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ } البقرة :188
      والمــراد مـن الأكـــل مــايعـم الأخـــذ والإستيلاء, وعبر به؛
      لأنه أهـم الحوائج, وبه يحصل إتلاف المال غاليا,
      والمعنى: لا يأكل بعضكم مال بعض, فهو كقوله تعالى :{ تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ } الحجرات :11
      الألوسي ..
      تفسيره 140/2
      .................................................. .................................................. ........
      { يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ } البقرة :189
      قـال قتــادة :
      سألوا نبي الله صلى الله عليه وسلم : لم جُعِلتْ هذه الأهلة ؟
      فأنزل الله فيها ماتسمعون, فجعلها لــصوم المسلمين ولإفطارهم,
      ولمناسكهم وحجهم, ولعدة نسائهم ومحل ديــنهم في أشــياء,
      والله أعلم بما يصلح خلقه ..
      تفسير الطبري 335/3
      .................................................. .................................................. ........
      { وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ } البقرة :195
      إذا بذل المسلمون وسعهم ولم يفرطوا في شيء,
      ثم ارتكبوا في أمر بعد ذلك فالله نـاصرهم ومؤيدهم فــيما لا قبــل لهم بتحصيله,
      ولقد نصرهم الله ببدر وهم أذلة, ولكنهم يومئذ لم يقصروا في شيء,
      فأما أقوام يتلفون أموال المسلمين في شهواتهم, ويفوتون الفرص وقت الأمن
      فلا يستعدون لشيء, ثم يطلبون بعد ذلك من الله النصر والظفر,
      فأولئك قوم مغرورون,
      ولــذلك يــسلط الله عليهم أعدائهم بتفريطهم ..
      ابن عاشور ..
      التحرير والتنوير 212/2
      .................................................. .................................................. ........
      " قال تعالى :{ وَلاَ تَحْلِقُواْ رُؤُوسَكُمْ } البقرة :196
      ولم يقل: ولا تقصروا,
      ففيه دلالة على أن الحلق أفــضل,
      وهــو مقتــضى دعــاء الرســول صـلى الله عليــه وســلم
      للمحلقــين ثلاثــاً وللمقصرين مرة "..
      القرطبي ..
      أحكام القرآن 381/2
      .................................................. .................................................. ........
      " من بلاغة القرآن في قوله تعــالى -عن الهــدي -:
      {فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ... الآية }
      البقرة :196
      أنه لم يحدد ما الذي لم يوجد؛
      ليشمل مـن لم يجد الهدي, ومن لم يجد ثمنه,
      فاستفدنا زيادة المعنى, مع اختصار اللفظ "..
      ابن عثيمين ..
      .................................................. .................................................. ........
      عند التأمل في آيتي :{ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ } البقرة :197
      { وَأَتِمُّواْ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ } البقرة :196
      مع أن الحج قد يكون تطوعاً؛ لكنه أوجبه على نفسه بمجرد دخوله فيــه,
      ففــي هذا درس في تعظيم شأن الإلتزام بإتمام أي عمل إيجابي يشرع فيه المسلم,
      وعدم الخروج منه إلا بمسوغ معتبر عقلا وشرعا,
      وفي الصحيح أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل )..
      أ.د. نـاصر العمر ..
      .................................................. .................................................. ........
      " لما نهى الله عباده عن إتيان القبيح قولاً وفعلاً :
      { فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ } البقرة :197
      حثهم على فعل الجميل, وأخبرهم أنه عالم بـه,
      وســيجزيهم عليــه أوفــر الجزاء يوم القيامة فقال :
      { وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ } البقرة :197..
      ابن كثير ..
      تفسير القرآن العظيم 547/1
      .................................................. .................................................. ........
      { وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى } البقرة :197
      أمر الحجاج بـان يتزودوا لـسفرهم ولا يسافروا بغير زاد سفر الآخرة وهو التقــوى,
      فكــما أنـه لا يــصل المسافر إلى مقصده إلا بزاد يبلغه إياه,
      فكــذلك المــسافر إلى الله تعــالى والــدار الآخــرة لا يصل إلا بزاد من التقوى,
      فجمع بين الزادين,
      فذكر الزاد الظاهر والزاد الباطن ..
      ابن القيم ..
      إغاثة اللهفان 58/1.
      .................................................. .................................................. ........
      " ركزت آيـات الحـج في سورة [ البقرة ] على إظهـار كمــال الـشريعة
      بتضمنها للتخفيف والتيسير,
      وإبطال ما أحدثه المشركون وأهـل الكتاب في الحـج من تحريف وتغيير
      بعد ملة إبراهيم عليه السلام,
      بينما ركزت سورة الحج على مقاصد الحج الكــبرى وبربطه بالتــوحيد,
      وتأكيد الإخلاص, وتعظيم الشعائر والحرمات "..
      د. محمد الربيعة ..
      .................................................. .................................................. ........
      في قوله تعالى :{ فَإِذَا قَضَيْتُم مَّنَاسِكَكُمْ } البقرة :200
      أي: بعـد التحلـل مـن النسك -{ فَاذْكُرُواْ اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ } قال عطاء :
      هو كقول الصبي :" أبـه, أمـه " أي: فكـما يلهج الصبي بذكر أبيه وأمه,
      فكذلك أنتم, فالهجوا بذكر الله بعد قضاء النسك ..
      تفسير القرآن العظيم 302/1 .
      .................................................. .................................................. ........
      { فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى } البقرة :203
      " وفي هذا دليل على أن الأعمال المخير فيها إنما ينتفي الإثم عنها
      إذا فعلها الإنسان على سبيل التقوى لله عز وجل دون التهاون بأوامره؛
      لقوله تعالى :{ لِمَنِ اتَّقَى } وأما من فعلها على سبيل التهاون,
      وعدم المبالاة فإن عليه الإثم بترك التقوى,
      وتهاونه بأوامر الله "..
      ابن عثيمين ..
      .................................................. .................................................. ........
      " بعد أن أباح الله التعجل لمـن اتقاه قـال :{ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ } البقرة :203
      فالعلم بالجزاء من أعظم الـدواعي لتقــوى الله؛
      فلهــذا حــث تعــالى عـلى العلــم بذلك "..
      ابن السعدي ..
      تفسيره 93 )
      .................................................. .................................................. ........
      { وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ }
      البقرة :216
      في هذه الآية عدة حكم وأسرار ومصالح للعبد, فإن العبد إذا علم أن المكروه قد يأتي بالمحبوب,
      والمحبوب قد يأتي بالمكروه لم يأمن أن توافيــه المــضرة من جانب الالمسرة,
      ولم ييأس أن تأتيه المسرة من جانب المضرة؛
      لعدم علمه بالعواقب فإن الله يعلم منها مالم يعلمه العبد ..
      ابن القيم ..
      الفوائد ص146
      .................................................. .................................................. ........
      { إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }
      البقرة :218
      لو قال قائل في هذه الآية العظيمة:
      أنا أرجو رحمة الله وأخــاف عذابه . ننظر :
      هــل هو من المتصفين بهذه الصفات ؟
      فإن كان كذلك فهو صـادق, وإلا فهو ممن تمنى على الله الأماني؛
      لأن الذي يرجو رحمة الله حقيقة, لابد أن يسعى لها ..
      ابن عثيمين ..
      تعليق على القواعد الحسان ص58 .
      .................................................. .................................................. ........
      { أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ } البقرة 229
      هذه الآية في شأن النساء, وإمساكهن بالمعروف, أو تسريحهن بإحسان,
      ولا يبعد أن يشمل المعنى كل من يتعامل معه من النــاس, كموظف, أو مدرس,
      فقد يمكث أحدهم مدة ثم تقتضي المصلحة أن ينتقل إلى ميـدان آخــر,
      فهــل ينقطع حبل المودة ؟؟ أو يفسر انتقاله بقلة المروءة ونكران الجميل ؟؟
      الجــواب :
      لا .. فأهــل الكرم ينأون بأنفسهم عن ذلك, ويحــسنون التــسريح والتوديــع,
      فيبقى الــود,وتحفــظ الذكريات الجميلة وإن فارقت الأجساد ..
      د. محمد الحمد ..
      الخواطر 126 ).
      .................................................. .................................................. ........
      في قوله تعالى :{ مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا } البقرة :245
      إشـارة إلى أن الـصدقة ترجع لصاحبها حقيقة, ناهيك عـن الأجــر,
      حيــث ســماها { قَرْضًا }, والقرض حقـه السداد, والمقترض هو الله سـبحانه, ومن أوفى من الله ؟
      فكان رجوعها مقطوعاً به ..
      د. عبد المحسن المطيري ..

      __________________


      هذة أمتّي هذا حآلها وإن قعدت أنا فمن يقوم هذي بلادي وليس لي غيرها فإن لم أجاهد أنا فمن يذود هذا عرضي ...... ذاك ديني وأعاهدالله على النضآل فأعنّا يا الله وتقبّل منّا وانصرنا بمعيّتك

      تعليق


      • #4
        رد: لختمة العشر الأواخر (متجدد بإذن الله)

        هدايات الأجزاء / الجزء الثالث :

        البقرة / 253 === آل عمران / 91




        *فيه أعظم آية " و هي آية الكرسي " ، فتدبر في عظمتها !

        *ذكرت بعد آية الكرسي ثلاث قصص ، تحتاج منّا إلى تدبرها و تأملها .

        *الحث على القرض الحَسن و الصدقة ، و بيان أن الشيطان يعد بالفقر .

        *التحذير من الربا ، و بيان انه حرب لله و رسوله صلى الله عليه و سلم ,

        * آية الديّن من أدلة عناية الإسلام بالشؤون الإقتصادية .

        *في مطلع آل عمران أن القرآن فرقان بين الحق و الباطل ، و لن يقبل الله دينا من أحد غير الإسلام .

        * في قصة أم مريم دليل على أثر النية الصالحة في صلاح الولد , و حفظ الله له .

        *بيان أن موسى و عيسى و محمد – عليهم الصلاة و السلام – على توحيد الله و نفى الشرك .

        * درس في نقد المجتمعات ، و أن التعميم خطأ و لو كان مع العدو ، تدبّر ؛ ( و من اهل الكتاب من إن تأمنه ....... ) .


        أعدها : د.عمر بن عبدالله المقبل


        وقفات مع الجزء الثالث من القران الكريم


        تأمــل هــذا المثــل :
        { مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ }
        البقرة :261
        فالأرض إذا أعطيتها حبة أعتطتك سبعمائة حبة,
        هذا عطــاء مخلوق, فكــيف بعطـــاء الخــــالـــق ؟!!
        .................................................. .................................................. ........
        { يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ } البقرة :276
        وهذا عكس مايتبادر لأذهان كثير من الخلق,
        أن الإنفاق ينقص المال, وأن الربا يزيده,
        فإن مادة الــرزق وحــصول ثمراتــه من الله تعالى,
        وماعند الله لا ينال إلا بطاعته وامتثال أمره,
        فالمتجرئ على الربـــا, يعاقبه الله بنقيض مقصود, وهذا مشـاهد بالتجربة ..
        السعدي ..
        تفسير السعدي ص959.
        .................................................. .................................................. ........
        " الله تعالى إذا ذكر ( الفلاح ) في القرآن علقه بفعل المفلح "[ ابن القيم ]
        وليتــضح كلامه - رحمه الله - تأمل أوائل سورة البقرة,
        فإن الله بين سبب فــلاح أولئــك المتقين هو إيمانهم بالغيب,
        وإقامتهم للصلاة والإنفاق مما رزقهم الله .. إلى آخر صفاتهم ,
        وعلى هذا فقس, زادك الله فهما ..
        انظر التبيان في أقسام القرآن ص15..
        .................................................. .................................................. ........
        أعظم آية يوعظ بها آكلوا الريا,
        وأصحاب الأموال - الذين أشغلتهم أموالهم عن طاعة الله -
        ماختم الله به آيـات الربا,
        وهي آخر ماأنزله من وحيه, وهي قولــه :
        { وَاتَّقُواْ يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ }
        البقرة :281 ..
        د. محمد الربيعة ..
        .................................................. .................................................. ........
        قال بعض العلماء :
        أرجى آية في القرآن آية الدين [ البقرة :282 ] فقـد أوضــح الله فيها الطرق الكفيلة بصيانة الدَّيْن من الضياع,
        ولو كان الدَّيْن حقيراً, قالوا :
        وهذا من صيانة مال المسلم, وعدم ضياعه ولو قليـلا يـدل عـلى العنايــة التامـة بمــصالح المــسلم,
        وذلك يدل على أن اللطيف الخبير لا يــضيعه يــوم القيامة عنـد اشــتداد الهــول,
        وشــدة حاجته إلى ربه ..
        الشنقيطي ..
        أضواء البيان 481/5.
        .................................................. .................................................. ........
        { لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ } البقرة :286
        جــاءت العبـــــارة بـــــ { لَهَا } في الحسنــات؛ لأنها مما ينتفع العبد به,
        وجاءت بــــ { وَعَلَيْهَا } في السيئات؛ لأنهــا ممــا يـضر العبد ..
        ابن جزي ..
        التسهيل لعلوم التنزيل لا جزي 157/1.
        .................................................. .................................................. ........
        أمر الله عباده أن يختموا الأعمال الصالحات بالاستغفار فكان _صلى الله عليه وسلم _ إذا سلم من الصلاة يستغفر ثلاثا
        وقد قال تعالى : ( والمستغفرين بالأسحار )
        فأمرهم أن يقوموا بالليل ويستغفروا بالأسحار وكذلك ختم سوره المزمل قيام الليل بقوله
        تعالى : ( واستغفروا الله إن الله غفور رحيم )
        - ابن تيميه /مجموعه الفتاوى 11/ 689
        .................................................. .................................................. ........
        تأمل قوله تعالى : ( لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين )
        وانظر كيف عبر بصيغه النفي لا النهي مبالغه في التقرير لأن اتخاذهم أولياء
        بعد أن سفه الآخرون دينهم وسفهوا أحلامهم في أتباعه _يعد ضعفا في الدين وتصويبا للمعتدين
        ابن عاشور /التحرير والتنوير 3/215
        .................................................. .................................................. ........
        في قوله تعالى : ( قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي)
        عبر بلفظ الإتباع دلاله على التقرب ,لأن من آثار المحبة تطلب القرب من المحبوب
        وعلق محبه الله تعالى على لزوم إتباع الرسول لأنه الرسول الداعي لما يحبه .
        انظر التحرير والتنوير 3/81
        .................................................. .................................................. ........
        تأمل هذه الآية : ( قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ)
        إنها آية واضحة في بيان معيار المحبة والإتباع الحقيقي للنبي _صلى الله عليه وسلم _ فلا يصح لأحد أن يزايد على هذه المحبة بفعل ما لم يشرعه
        فضلا عن الابتداع في دينه بدعوى المحبة واشد من ذلك أن يقلب الأمر فيوصف من لم يوافق المبتدع على بدعته بأن محبته للنبي _-صلى الله عليه وسلم – ناقصة .
        .................................................. .................................................. ........
        عندما بشر زكريا بالولد قال : ( رَبِّ اجْعَلْ لِي ءَايَةً قَالَ ءَايَتُكَ أَلا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ )
        فأمسك عليه لسانه ,فلم يتكلم بشي من كلام الناس ثم قال له :
        ( وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيرًا ) فلو أذن لأحد بترك الذكر لأذن لزكريا عليه السلام
        د.محمد الخضيري
        .................................................. .................................................. ........
        قوله تعالى : ( فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ )
        تنبيه أنه ظهر منهم الكفر ظهورا بان للحس فضلا عن التفهم
        الفيروز أبادي / بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز 1 /666
        .................................................. .................................................. ........
        تأمل قوله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّار فَلَنْ يُقْبَل مِنْ أَحَدهمْ مِلْء الْأَرْض ذَهَبًا وَلَوْ اِفْتَدَى بِهِ ) آل عمران : 91
        فلو أن كافر تقرب بسبيكة ذهبية بحجم الكرة الأرضية لينجو من النار ما قبل منه، بينما لو جاء أفقر مسلم مر على الدنيا كلها ،
        فإن ماله إلى الجنة ، فهل تدرك نعمة الله علينا بالهداية للإسلام ؟!
        د. عبد الرحمن الحمود

        __________________



        هذة أمتّي هذا حآلها وإن قعدت أنا فمن يقوم هذي بلادي وليس لي غيرها فإن لم أجاهد أنا فمن يذود هذا عرضي ...... ذاك ديني وأعاهدالله على النضآل فأعنّا يا الله وتقبّل منّا وانصرنا بمعيّتك

        تعليق


        • #5
          رد: لختمة العشر الأواخر (متجدد بإذن الله)

          هدايات الأجزاء / الجزء الرابع :

          آل عمران / 92 === النساء / 23

          *بيان أول بيت وُضع للناس ، و أحد أدلة فرضية الحج .

          *أهمية الاعتصام بحبل الله ، و الاجتماع و عدم التفرق .

          *مكانة الأمر بالمعروف و النهى عن المنكر ، فقد قدمه على الإيمان بالله !

          *خطورة البطانة السوء .

          *حديث عن غزوة " أُحد " ، و فيه إبراز لأثر المعاصي في خذلان الأمة ، و من أشدها ؛ الربا ، و التكالب على الدنيا .

          *ذكر شيء من صفات عباد الله المُتقين ، تدبّرها و حاول أن تكون منهم .

          *تفصيل في شيء من تناقضات اليهود .

          * خواتيم آل عمران ( 190 – آخرها ) لها فضل عظيم ، و قد كان نبينا محمد صلى الله عليه و سلم يقرؤها إذا استيقظ من نومه ، فحق أن أن نتدبّرها .

          *سورة النساء ابتدأت بهذا الجزء ، و هى سورة ركزت كثيرا على حقوق الضعفاء ، اليتامى ، النساء ، المُستضعفين في الأرض ممن لم يقدروا على الهجرة .

          *تولى الله عز و جلّ قسمة المواريث بنفسه ؛ لقطع النزاع بين الأسر الذي يقع بسبب المال غالبا ,

          * بيان المحرمات في النكاح من النساء .


          أعدها : د.عمر بن عبدالله المقبل



          وقفات مع الجزء الرابع:

          ( فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ) آل عمران : 95 ،
          ( وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ) لقمان
          ( فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ) الأنعام :90
          تأمل الرابط بينها ،
          تجد أنه أمر باتباع السبيل والملة والهدى مع أن هؤلاء أئمة معصومون ؛
          وذلك لتوجيه الأمة بألا تقتدي بالأفراد لذواتهم مهما علا شأنهم وارتفعت مكانتهم وإنما نقتدي بهداهم ،
          فإن زل أحد المنهج بقيت هي على الطريق ،
          وهذا درس عظيم لو وعاه كثير من المسلمين لسلموا من التعصب الذي أضل الأمة .
          أ.د. ناصر العمر
          .................................................. .................................................. ........
          ( وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ البَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ العَالَمِينَ ) آل عمران : 97 هذا من أوكد ألفاظ الوجوب عند العرب ،
          وإنما ذكر الله سبحانه الحج بأبلغ ألفاظ الوجوب ؛ تأكيداً لحقه ، وتعظيماً لحرمته ، وتقوية لفرضه .
          ابن العربي / أحكام القرآن 2/53
          .................................................. .................................................. ........
          ( وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ ) آل عمران : 101
          في الآية دلالة على عظم قدر الصحابة ، وأن لهم وازعين عن مواقعة الضلال :
          سماع القرآن ،
          ومشاهدة الرسول عليه السلام ،
          فإن وجوده عصمة من ضلالهم .
          قال قتادة :أما الرسول فقد مضى إلى رحمة الله ، وأما الكتاب فباق على وجه الدهر .
          ابن عاشور / التحرير والتنوير 3/172 .
          .................................................. .................................................. ........
          قال تعالى : ( وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا ) آل عمران : 103 ،
          ثم قال في آية بعدها : ( وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ ) آل عمران : 104 ،
          أي : كما عرفتم النعيم والكمال بعد الشقاء والشناعة ،
          فالأحرى بكم أن تسعوا بكل عزم إلى انتشال غيركم من سوء ما هو فيه إلى حسنى ما أنتم عليه .
          انظر : التحرير والتنوير 3/178
          .................................................. .................................................. ........
          ينبغي لقارئ القرآن أن يعتني بقراءة الليل أكثر ،
          قال تعالى : ( مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ ءايَاتِ اللَّهِ ءانَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ) آل عمران : 113
          وإنما رجحت صلاة الليل وقراءته ؛ لكونها أجمع للقلب وأبعد عن الشاغلات والملهيات ،
          والتصرف في الحاجات ، وأصون عن الرياء وغيره من المحبطات .
          النووي / التبيان في آداب حملة القرآن ص 28 .
          .................................................. .................................................. ........
          يدل قوله تعالى : ( وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ ) آل عمران : 120 ،
          على أن الاستثمار الأساسي في مواجهة عدوان الخارج يجب أن يكون بتحصين الداخل من خلال الاستقامة على أمر الله ، ومن خلال النجاح في مواكبة معطيات العصر .
          .................................................. .................................................. ........
          ( أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ ) آل عمران :142
          العقلاء يستحيون أن يطلبوا السلعة الغالية بالثمن التافه – وهم يبدون استعدادهم للتضحية بأنفسهم في سبيل ما ينشدون –
          إلا أن الاستعداد أيام الأمن يجب ألا يزول أيام الروع .
          محمد الغزالي / فقه السيرة : 270
          .................................................. .................................................. ........
          ( وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِيْن مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ) آل عمران : 144 ،
          لقد جمع النبي صلى الله عليه وسلم الناس حوله على أنه عبد الله ورسوله ، والذين ارتبطوا به عرفوه كذلك ، فإذا مات عبد الله ، بقيت الصلة الكبرى بالحي الذي لا يموت ؛
          فأصحاب العقائد الحقة أتباع مبادئ لا أتباع أشخاص .
          محمد الغزالي / فقه السيرة : 271
          .................................................. .................................................. ........
          علق العلامة السعدي على قوله تعالى :
          ( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ) آل عمران : 159
          بقوله : (فهل يليق بمؤمن بالله ورسوله ، يدعي اتباعه والأقتداء به ، أن يكون كلا على المسلمين ،
          شرس الأخلاق ، شديد الشكيمة عليهم ، غليظ القلب ، فظ القول ، فظيعة ؟!) .
          .................................................. .................................................. ........
          ( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ ) آل عمران : 159 ،
          دلت الآية على أن لينه عليه الصلاة والسلام لمن خالفوا أمره وتولوا عن موقع القتال ؛
          إنما كان برحمة من الله ، فالله حقيق بحمد نبيه صلى الله عليه وسلم إذ وفقه بفضيلة الرفق لأولئك المؤمنين ،
          وحقيق بحمد أولئك المؤمنين ، إذ كان لين رسوله صلى الله عليه وسلم إنما هو أثر من آثار رحمة الله .
          محمد الخضر حسين / أسرار التنزيل
          .................................................. .................................................. ........
          ( وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ) آل عمران : 159 ،
          ليعتبر بهذه الآية من يتولى أمراً يستدعي أن يكون بجانبه أصحاب بظاهرونه عليه حتى يعلم يقيناً أن قوة الذكاء وعزارة العلم ،
          وسعة الحياة وعظم الثراء ؛ لا تكسبه أنصاراً مخلصين ولا تجمع عليه من فضلاء الناس من يثق بصحبتهم إلا أن يكون صاحب خلق كريم ، من اللين والصفح والاحتمال .
          محمد الخضر حسين / أسرار التنزيل
          .................................................. .................................................. ........
          ( وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ ) آل عمران : 159 ،
          أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم – وهو أكمل الناس عقلاً – أن يشاور ،
          إذ الحقيقة أن الإنسان – وإن بلغ عقله الغاية – لا يستغني عن الاستعانة في مشكلات الأمور لآراء الرجال
          إذ العقول قد تكون نافذة في ناجية من الأمر ، واقفة عند الظاهر في ناحية أخرى .
          محمد الخضر حسين / أسرار التنزيل .
          تابع وقفات مع الجزء الرابع من القران الكريم

          سئلت أختٌ أسلمت قريباً عن أعظم آية تستوقفها بعد هدايتها للإسلام ؟
          فقالت : ( هي الآية ( 163 ) آل عمران : ( هُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ )
          نسأل الله لنا ولها الثبات على دينه .
          .................................................. .................................................. ........
          إن مجرد طول العمر ليس خيراً للإنسان إلا إذا أحسن عمله ؛ لأن طول العمر أحياناً يكون شراً للإنسان وضرراً عليه ،
          كما قال تعالى : ( وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ) آل عمران : 178 ،
          فهؤلاء الكفار يملي الله لهم أي يمدهم بالرزق والعافية وطول العمر والبنين والزوجات لا لخير لهم ، ولكنه لشر لهم ؛ لأنهم سوف يزدادون بذلك إثماً .
          ابن عثيمين .
          .................................................. .................................................. ........
          ( وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَآ ءَاتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ هُوَ خَيْراً لَّهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَّهُمْ ) آل عمران :180
          كثيرون يقصرون معنى هذه الآية على البخل بالمال ،
          والمعنى أشمل وأعم كما ورد عن ابن عباس واختاروه ابن كثير ،
          ولهذا لم يدرك أولئك خطورة ما يبخلون به من علم أو جاه أو نعمة خصهم الله بها ،
          ويحسبون أنهم يصنعون خيراً لأنفسهم ،
          وما صنعوا إلا شراً ،
          والجزاء العاجل سلب هذه النعم من العبد وغدا ،
          ( سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُواْ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) آل عمرن : 180 .
          أ.د. ناصر العمر .
          .................................................. .................................................. ........
          ما نسمعه من النصارى وأضرابهم من سب حبيبنا صلى الله عليه وسلم والإساءة إليه
          ، قد جاء الخبر عنه في القرآن : ( وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ أَذًى كَثِيراً ) آل عمران : 186 ،
          ثم بين المخرج فقال : ( وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ )
          فإذا صبرنا على ديننا ،
          ولم نتعد حدود الله بعواطفنا ، واتقينا ربنا ،
          فإن العاقبة لنا .
          د. محمد الخضيري .
          .................................................. .................................................. ........
          من فضائل القرآن أنه المنادي للإيمان ،
          كما قال تعالى : ( رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا ) آل عمران : 193 ،
          قال محمد بن كعب :ليس كل الناس سمع النبي صلى الله عليه وسلم ، ولكن المنادي القرآن .
          تفسير الطبري 7/480
          .................................................. .................................................. ........
          تدبر هذه الآية :
          ( فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ ) آل عمران : 195
          الله أكبر !
          كل هذه الأعمال العظيمة : هجرة ، وإخراج من الديار ، وجهاد ، بل قتل ،
          ومع ذلك يقول الله : ( لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ ) !
          وأحدنا اليوم يجر نفسه لصلاة الفرض جراً ، ويرى أنه بلغ مرتبة الصديقين !
          . عبد العزيز المديهش
          .................................................. .................................................. ........
          من المفاتيح المعينة على تدبر القرآن : معرفة مقصد السورة ،
          أي : موضوعها الأكبر الذي عالجته ،
          فمثلاً : سورة النساء تحدثت عن حقوق الضعفة كالأيتام والنساء ، والمستضعفين في الأرض ،
          وسورة المائدة في الوفاء بالعقود والعهود مع الله ومع العباد ،
          بينما سورة الأنعام – هي كما قال أبو إسحاق الإسفراييني - : فيها كل قواعد التوحيد ، وقس على ذلك .
          د. عصام العويد .
          .................................................. .................................................. ........
          ( وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُوْلُواْ الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُم مِّنْهُ وَقُولُواْ لَهُمْ قَوْلاً مَّعْرُوفًا ) النساء :8 ،
          يؤخذ من هذا المعنى ، أن كل من تطلع وتشوف إلى ما حضر بين يدي الإنسان
          ينبغي له أن يعطيه منه ما تيسر .
          ابن سعدي / تفسيره ص 165 .
          .................................................. .................................................. ........
          قال ابن كثير – رحمه الله - : استنبط بعض الأذكياء من قوله تعالى :
          ( يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ ) النساء : 11 ،
          أنه تعالى أرحم بخلقه من الولد بولده ، حيث أوصى الوالدين بأولادهم ،
          فعلم أنه أرحم بهم منهم ، كما جاء في الحديث الصحيح . فنسأل الله أن يشملنا بواسع رحمته .
          تفسير القرآن العظيم 2/225

          __________________
          هذة أمتّي هذا حآلها وإن قعدت أنا فمن يقوم هذي بلادي وليس لي غيرها فإن لم أجاهد أنا فمن يذود هذا عرضي ...... ذاك ديني وأعاهدالله على النضآل فأعنّا يا الله وتقبّل منّا وانصرنا بمعيّتك

          تعليق


          • #6
            رد: لختمة العشر الأواخر (متجدد بإذن الله)

            هدايات الأجزاء / الجزء الخامس :

            النساء / 24 === النساء / 147



            *حديث عن العلاقات الأسرية ، و خاصة الزوجية ، و كيف يُحل النزاع عند وقوعه ، و إبراز مبدأ " الصلح " .

            *سمع رسولك - صلى الله عليه و سلم – قوله تعالى : ( فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد ........ ) فبكى ! فما حالك ؟

            *حديث عن تزييف اليهود للحقائق و كذبهم و حسدهم ، فقارنه بما يحدث اليوم !

            *حديث عن أداء الأمانة إلى أهلها ، و توخي العدل في الحكم بين الناس .

            *الأمر بطاعة الله و رسوله و أولي الأمر ، و بيان أن المرجع عند حصول التنازع إلى الكتاب و السنة ,

            *من صفات المنافقين : التحاكم إلى غير شرع الله ، بل يصدون عنه صدودا .

            *وجوب التسليم لحكم الله و رسوله ، صلى الله عليه و سلم .

            *الأمر بالحذر ، و النفير في سبيل الله عند وجوب داعيه .

            *إلماحة إلى خطورة الشيطان ، و حرصه على إغوائنا .

            *خطورة قتل المؤمن بغير حق ، و الوعيد على ذلك ! .

            *بعض أحكام العشرة الزوجية : النشوز ، العدل ، و التفرق ، مقرونا بمراقبة الله عز و جل ّ .

            *حديث عن المنافقين ،وولائهم لأعداء الله ، و تكاسلهم عن الطاعة ، ، و بيان مصيرهم في الآخرة ! .


            أعدها : د.عمر بن عبدالله المقبل





            وقفات مع الجزء الخامس

            في قوله تعالى : ( وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفاً ) النساء :28
            بيان لضعف الإنسان الجبلي ،
            وفيه إرشاد له بألا يغرر بنفسه فيلقي بها في مواطن الشهوات ؛
            ثقة بعلمه ودينه ،
            فمن حام حول الحمى أوشك أن يرتع فيه .
            د. محمد الحمد .
            .................................................. .................................................. ........
            ( وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ ) النساء : 32 ،
            فإذا كان هذا النهي – بنص القرآن – عن مجرد التمني ،
            فكيف بمن ينكر الفوارق الشرعية بين الرجل والمرأة ؟
            بكر بن عبد الله أبو زيد / حراسة الفضيلة ص :22 .
            .................................................. .................................................. ........
            لما ذكر الله قوامة الرجل على المرأة ، وحق الزوج في تأديب امرأته الناشز ، ختم الآية بقوله : ( إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا ) النساء : 34 ،
            فذكر بعلوه وكبريائه جل جلاله ترهيباً للرجال ؛ لئلا يعتدوا على النساء ، ويتعدوا حدود الله التي أمر بها .
            د. محمد الخضيري .
            .................................................. .................................................
            في قوله : ( وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ) النساء : 48
            نعمة عظيمة من وجهين :
            أحدهما : أنه يقتضي أن كل ميت على ذنب دون الشرك لا نقطع له بالعذاب وإن كان مصراً .
            والثانية : أن تعليقه بالمشيئة فيه نفع للمسلمين ، وهو أن يكونوا على خوف وطمع .
            ابن الجوزي / زاد الميسر 2/103
            .................................................. .......................................
            في قوله تعالى : ( وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً ) النساء : 69 ،
            تدرج من القلة إلى الكثرة ، ومن الأفضل إلى الفاضل ؛ إذ قدم ذكر ( اللَّهَ ) على ( وَالرَّسُولَ ) ورتب السعداء من الخلق بحسب تفاضلهم كما تدرج من القلة إلى الكثرة ، فبدأ بالنبيين وهم أقل الخلق عدداً ثم الصديقين وهم أكثر فكل صنف أكثر من الذي قبله .
            د.فاضل السامرائي / التعبير القرآني 54 .
            .................................................. ......................................
            كثير من الناس حينما يستعيذ بالله من الشيطان ، يستعذ وفي نفسه نوع رهبة من الشيطان ، وهذه الحال لا تليق أبداً بصاحب القرآن ، الذي يستشعر أنه يستعيذ – أي يلوذ ويعتصم ويلتجئ – برب العالمين ، وأن هذا الشيطان في قبضة الله ، كيف لا وهو يقر قول ربه – الذي خلق هذا العدو – ( إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا ) النساء : 76 ؟
            د. عمر المقبل .
            .................................................. ......................................
            وكل شيء في القرآن تظن فيه التناقص – فيما يبدو لك – فتدبره حتى يتبين لك ؛ لقوله تعالى : ( أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا ) النساء :82 ،
            فإن لم يتبين لك فعليك بطريق الراسخين في العلم الذين يقولون : ( آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا ) آل العمران :7 ، واعلم أن القصور في علمك ، أو في فهمك .
            ابن عثيمين / مجموع الفتاوى 3/317 .
            .................................................. .........................................
            قوله تعالى : ( كَذَلِكَ كُنتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ) النساء :94 ،
            فيه تربية عظيمة ، وهي أن يستشعر الإنسان – عند مؤاخذته غيره – أحوالاً كان هو عليها تساوي أحوال من يؤاخذه ، كمؤاخذة المعلم التلميذ بسوء إذا قصر في إعمال جهده ،
            وكذلك هي عظة لمن يمتحنون طلبة العلم ، فيعتادون التشديد عليهم ، وتطلب عثراتهم .
            ابن عاشور / التحرير والتنوير 5/168

            .................................................. ...................................
            تدبر قوله تعالى : ( وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ ) النساء :102 ، حيث قال : ( لَهُمُ ) مما يدل على أن الإمام ينبغي أن يعتني بصلاته أكثر ،
            ويعتني بحال المأمومين ؛ لأنه لا يصلي لنفسه ، بل يصلي لمن خلفه من المأمومين أيضاً .
            د. عبد الرحمن الدهش .
            .................................................. .................................
            الاستغفار بعد الفراغ من العبادة هو شأن الصالحين فالخليل وابنه قالا – بعد بناء البيت - : ( وَتُبْ عَلَيْنَا ) البقرة :128 ،
            وأمرنا به عند الانتهاء من الصلاة : ( فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ ) النساء :103 ، وبينت السنة أن البدء بالاستغفار ، وكذا أمرنا به بعد الإفاضة من عرفة ،
            فما أحوجنا إلى تذكر منة الله علينا بلتوفيق للعبادة ، واستشعار تقصيرنا الذي يدفعنا للاستغفار .
            د. عمر المقبل .
            .................................................. ...................................
            حتى الأنبياء لم يسلموا من محاولات الإغواء والإضلال : ( وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ ) النساء : 113
            فمن يأمن البلاء بعد نبينا – صلى الله عليه وسلم ؟ ومن الذي يظن أنه بمعزل عن الفتنة ؟!
            نسأل الله الثبات على الحق .
            .................................................. .................................................. ........
            كل ظالم معاقب في العاجل على ظلمه قبل الآجل ، وكذلك كل مذنب ذنباً ، وهو معنى قوله تعالى : ( مَن يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ) النساء : 123 ،
            وربما رأى العاصي سلامة بدنه وماله ، فظن أن لا عقوبة ، وغفلته عما عوقب به من عقوبة !
            ابن الجوزي / صيد الخاطر ص52
            .................................................. .................................................. ........
            ( فَلاَ تَمِيلُواْ كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ ) النساء :129 ،
            في هذه الآية إشارة إلى المبادرة في الحسم وإصلاح الشأن : إما بالوفاق أو الفراق ، بعد ان تتخذ الوسائل المشروعة ، ولعل ذلك لا يقف عند مسألة الزوجية ،
            بل يتعداه إلى أمور كثيرة من شأنها أن تعتقد المشكلات ،أو تنشئها إن لم تكن موجودة ، فاللائق – في الأحوال التي لا يسوغ فيها التروي – أن تحسم الأمور ولا تظل معلقة ، ليعرف كل طرف ماله وما عليه ؛ ولئلا يبقى في النفوس أثر يزداد مع الأيام سوءا .
            د. محمد الحمد

            __________________


            __________________
            هذة أمتّي هذا حآلها وإن قعدت أنا فمن يقوم هذي بلادي وليس لي غيرها فإن لم أجاهد أنا فمن يذود هذا عرضي ...... ذاك ديني وأعاهدالله على النضآل فأعنّا يا الله وتقبّل منّا وانصرنا بمعيّتك

            تعليق


            • #7
              رد: لختمة العشر الأواخر (متجدد بإذن الله)

              _هدايات الأجزاء/ الجزء السادس

              النساء /148 === المائدة / 83


              *حديث عن أهل الكتاب ، و ذكر مقالاتهم لموسى ، و ذكر موقفهم من مريم و عيس – عليهم السلام .

              *الجزء الأكير من سورة المائدة في هذا الجزء (6) ، و هى من أواخر السور المدنية نزولا ، و هى سورة اعتنت بالحديث عن العهود و المواثيق مع الأقارب و الأباعد ، بل حتى مع الكفار ؛ ليتربى المؤمن على حفظ هذا الأصل الكبير ؛ ( أوفوا بالعقود ) ,

              *و قد تضمنت السورة ( 18 ) حكما لا يوجد في غيرها من السور .

              *ابتدأت بحديث مُفصل عن بعض الأطعمة المُحرمة ، و بيان بعض أنواع الحلال .

              *آية الوضوء ، و ذكر بعض مُوجباته ، و مُوجبات الغسل .

              *القيام بالشهادة لله ، و الأمر بالعدل حتى مع من نبغضهم .

              *التعرف على طبيعة أهل الكتاب مع ربهم ، و مع الأنبياء أمر مهم في طريقة التعامل معهم .

              *قصة دعوة موسى لدخول الأرض المقدسة ، و بيان فضيلة الصدّع بالحق ، و المُبادرة في دفع الناس لعمل الخير ، و صدق التوكل على الله .

              *حديث عن خطورة القتل بغير حق ، و شناعة الفساد و اإفساد ، و فضل إحياء النفوس حسيا و معنويا .

              *ذكر إنزال الله للكتب السماوية ، و بيان حكم من لم يحكم بما أنزل الله .

              *تحريم مُوالاة اليهود و النصارى ، و خطورة سكوت العلماء عن المخافات الشرعية .

              *تفنيد شُيهة النصارى في نبي الله عيسى _ عليه السلام _ و عرض التوبة عليهم بعد ذلك ! .


              أعدها : د.عمر بن عبدالله المقبل




              وقفات مع الجزء السادس من القران


              ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ أُحِلَّتْ لَكُم بَهِيمَةُ الأَنْعَامِ إِلاَّ مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنتُمْ حُرُمٌ إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ ) المائدة :1 ،
              فتأمل – أيها المؤمن – في سطرين فقط
              ، وفي آية واحدة :
              نداء وتنبيه ، أمر ونهي ، تحيل وتحريم ، إطلاق وتقييد ، تعميم واستثناء ، وثناء وخبر ،
              فسبحان من هذا كلامه !
              د. عويض العطوي .
              .................................................. .................................................. .............
              في مثل – يوم عرفة – نزل قوله تعالى :
              ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا) المائدة:3 ،
              وهذه أكبر نعم الله على هذه الأمة حيث أكمل لهم دينهم ،
              فلا يحتاجون إلى دين غيره ،
              ولا إلى نبي غير نبيهم ؛
              ولهذا جعله الله خاتم الأنبياء ،
              فلا حلال إلا ما أحله ، ولا حرام إلا ما حرمه ، ولا دين إلا ما شرعه .
              ابن كثير / تفسيره 3/26
              .................................................. .................................................. .............
              أيام الحج أيام عظيمة ، وفي مثلها آيات عظيمة ،
              يقول بعضهم : هذا يوم صلة الواصلين : ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي ) المائدة ، ويوم قطيعة القاطعين : ( أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ ) التوبة : 3
              ويوم إقالة عثر النادمين وقبول توبة التائبين : ( رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا ) الأعراف : 23
              ويوم وفد الوافدين : ( وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا ) الحج : 27 .
              الرازي .
              .................................................. .................................................. .............
              دلت آية الوضوء : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ .. ) المائدة : 6
              على سبعة أصول ، كلها مثنى :
              طهارتان : الوضوء والغسل .
              وطهران : الماء والتراب .
              وحُكمان : الغسل والمسح .
              وموجبان : الحدث والجنابة .
              ومبيحان : المرض والسفر .
              وكنايتان : الغائط والملامسة .
              وكرامتان : تطهير الذنوب وإتمام النعمة .
              حاشية البجيرمي علي الخطيب ( فقه شافعي )1/457
              .................................................. .................................................. .............
              عن ابن مسعود – رضي الله عنه –
              قال :إن المرء قد ينسى بعض العلم بالمعصية ،
              وتلا قوله تعالى : ( فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظاًّ مِّمَّا ذُكِّرُوا بِهِ ) المائدة :13 .
              النسفي 1/279 .
              .................................................. .................................................. .............
              ذكر ابن كثير أن بعض الشيوخ قال لصاحبه :
              أين تجد في القرآن أن الحبيب لا يعذب حبيبه ؟
              فلم يجب !
              فتلا الشيخ : ( وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاؤُا اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم ) المائدة : 18 ،
              علق ابن كثير قائلاً : ( وهذا الذي قاله حسن ) .
              تفسير القرآن العظيم 3/69
              .................................................. .................................................. .............
              ( فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ) المائدة:30 ،
              ( فَعَقَرُوهَا فَأَصْبَحُوا نَادِمِينَ ) الشعراء : 157 ،
              لم يكن بين قوة الدافع لارتكاب الجريمة والانتقام ، وطغيان الشعور بالزهو والانتصار ،
              وبين الندم والخسران ، والبؤس والكآبة :
              سوى لحظات فعل الجريمة وتنفيذها ،
              فيا طول حسرة المتعجلين !
              أ.د. ناصر العمر .
              .................................................. .................................................. .............
              قد لا تُختم الآية الكريمة بأسماء الله الحسنى صراحة ،
              ولكن قد تذكر فيها أحكام تلك الأسماء كقوله تعالى – لما ذكر عقوبة السرقة ،
              فإنه قال في آخرها - : ( نَكَالاً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) المائدة :38 ،
              أي : عز وحكم فقطع يد السارق ،
              وعز وحكم فعاقب المعتدين شرعا ، وقدرا وجزاء .
              ابن سعدي / تفسيره ص230
              .................................................. .................................................. .............
              القلب لا يدخله حقائق الإيمان إذا كان فيه ما ينجسه من الكبر والحسد ،
              قال تعالى : ( أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَن يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ ) المائدة: 41 ،
              وقال تعالى : ( سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا) الأعراف : 146
              وأمثال ذلك .
              ابن تيمية / مجموع الفتاوى 2/208 .
              .................................................. .................................................. .............
              سمعت العلامة ابن باز يبكي لما قرئ عليه قوله تعالى – عن أهل الكتاب :
              ( وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا) المائدة : 64
              ويقول :نعوذ بالله من الخذلان !
              بدلا من أن يزيدهم القرآن هدى وتقى ، زادهم طغيانا وكفرا !
              وهذا بسبب إعراضهم وعنادهم وكبرهم ،
              فاحذر يا عبد الله من ذلك حتى لا يصيبك ما أصابهم .
              د. عمر المقبل .


              __________________


              _________________
              هذة أمتّي هذا حآلها وإن قعدت أنا فمن يقوم هذي بلادي وليس لي غيرها فإن لم أجاهد أنا فمن يذود هذا عرضي ...... ذاك ديني وأعاهدالله على النضآل فأعنّا يا الله وتقبّل منّا وانصرنا بمعيّتك

              تعليق


              • #8
                رد: لختمة العشر الأواخر (متجدد بإذن الله)

                هدايات الأجزاء / الجزء السابع :

                المائدة / 84 === الأنعام / 110



                *ابتدأ بالحديث عن الأقرب و الأبعد إلينا من أهل الكتاب .

                *حديث عن جملة من الأحكام الفقهية ؛ منها : ذكر كفارة اليمين ، و تحريم الخمر و الميسر ، و تحريم الصيد للمُحرم و بيان جزائه ، و الوصية عند الموت و بيان الشهود ، و الحُكم إن لم يوجد شهود مسلمين ,

                *الحوار بين عيسى و حوارييه ، و بيان تعنتهم في إنزال آية تكون دافعا لهم إلى الإيمان .

                *بيان الحوار الذي جرى بين الله تعالى و غيسى – عليه السلام – و بيان براءة عيسى من ادعاء الألوهية .

                *مطلع سورة الأنعام في تقرير التوحيد و البعث و النّبوة .

                *موعظة المُعرضين عن آيات الله و المُكذبين بالدين الحق ، و تهديدهم بان يحل بهم ما حل بمن قبلهم .

                *مُناظرة إبراهيم – عليه السلام – لقومه ، من أهم المُناظرات في تقرير العقيدة بالبرهان الحسي ,

                *تأصيل الإيمان بالتأمل في الخلق و الكون يُورث
                الإجلال و التعظيم لله عز وجلّ .


                أعدها : د.عمر بن عبدالله المقبل





                وقفات مع الجزء السابع من القرآن الكريم

                قام نبيك – صلى الله عليه وسلم – ليلة كاملة بآية يرددها حتى أصبح ، وهي :
                ( إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) المائدة : 118 ،
                لذا قال ابن القيم :
                فإذا مر بآية – وهو محتاج إليها في شفاء قلبه – كررها ولو مئة مرة ، ولو ليلة !
                فقراءة آية بتفكر وتفهم ، خير من قراءة ختمة بغير تدبر وتفهم ، وأنفع للقلب ، وأدعى إلى حصول الإيمان ، وذوق حلاوة القرآن .
                مفتاح دار السعادة 1/187
                .................................................. .................................................. .............
                التأمل في الأسماء الحسنى التي تختم بها الآيات الكريمات من مفاتيح فهم القرآن وتدبره ،
                ومثاله : قوله تعالى : ( إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) المائدة: 118 ،
                فلم تختم الآية بقوله : ( الغفور الرحيم ) ؛
                لأن المقام مقام غضب وانتقام ممن اتخذ إلها مع الله ،
                فناسب ذكر العزة والحكمة ،
                وصار أولى من ذكر الرحمة .
                .................................................. .................................................. .............
                ( إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ) الأنعام: 15 ،
                حفظها القرآن في ثلاثة مواضع عن نبينا – صلى الله عليه وسلم – لما أريد على دينه ورسالته ،
                فما أحوج المؤمن أن يعلنها مدوية كلما أريد على دينه
                ، أو عرضت له معصية تقطعه عن سيره إلى الله تعالى .
                د. عمر المقبل .
                .................................................. .................................................. .............
                آيات في كتاب الله إذا ذكرتهن ، لا أبالي على ما أصحبت أو أمسيت :
                ( وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ ) الأنعام :17 ،
                ( مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ) فاطر : 2 ، ( سَيَجْعَـلُ اللَّهُ بَعْـدَ عُسْـرٍ يُسْـراً ) الطلاق :7 ،
                ( وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا ) هود : 6 .
                عامر بن عبد قيس
                .................................................. .................................................. .............
                الأمن : الطمأنينة مع زوال الخوف ،
                كقوله تعالى : (الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ ) الأنعام : 82 ،
                والأمنة : الطمأنينة مع وجود الخوف
                كقوله تعالى : ( يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ ) الأنفال : 11 .
                انظر لطائف قرآنية ص 102 – 103
                .................................................. .................................................. .............
                ( كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ ) الأنعام : 92
                هذا الكتاب مبارك ، أي : كثير البركات والخيرات ،
                فمن تعلمه وعمل به غمرته الخيرات في الدنيا والآخرة ،
                وكان بعض علماء التفسير يقول : اشتغلنا بالقرآن فغمرتنا البركات والخيرات في الدنيا تصديقاً لهذه الآية .
                الشنقيطي / مقدمة العذب النمير 1/7
                .................................................. .................................................. .............
                ( وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ) الأنعام : 110
                ، دلت هذه الآية على الإنسان إذا علم الحق ولم يذعن له من أول وهلة ،
                فإن ذلك قد يفوته والعياذ بالله .
                ابن عثيمين / شرح رياض الصالحين [ 1/ 134 ] .

                __________________



                _________________

                هذة أمتّي هذا حآلها وإن قعدت أنا فمن يقوم هذي بلادي وليس لي غيرها فإن لم أجاهد أنا فمن يذود هذا عرضي ...... ذاك ديني وأعاهدالله على النضآل فأعنّا يا الله وتقبّل منّا وانصرنا بمعيّتك

                تعليق


                • #9
                  رد: لختمة العشر الأواخر (متجدد بإذن الله)



                  هدايات الأجزاء / الجزء الثامن

                  الأنعام /111 === الأعراف / 87


                  *بيان بعض الأحكام الفقهية ذات العلاقة بالعقيدة . و أبرزها التسمية على الذبيحة و تحريم ما لم يُذكر اسم الله عليه ، فضلا عما سُمى على آلهة المشركين .

                  *تعليق القلب بالله في الهداية و الضلال يجعلنا نلجأ لربنا ليشرح صدورنا بهداية منه .

                  *تفصيل لبعض العبادات التي اخترعها المشركون - ما أنزل بها من سلطان - ، و الرد عليهم .

                  *ختام ( الأنعام ) تضمن عشر وصايا متنوعة ، يجدر فهمها ، و تدبرها ، و العمل بها ,

                  *بدأت ( الأعراف ) بحوار مُطوّل بين الشيطان و ربه ، و كيف أغوى أبوينا ، فهل نعتبر ؟ !!

                  *بعد ذكر قصة آدم - عليه السلام _ مع الشيطان ، نادانا الله بأربعة نداءات ، فهل من مُتعظ ؟ !!!!

                  *حوارات متنوعة بين أهل الجنة و أهل النار و أهل الأعراف ، حاول أن تتخيل نفسك مع أحد الفريقين .

                  *يُختم الجزء بخمس قصص للأنبياء ، فلنتأمل أسباب هلاك هؤلاء المكذبين ، لنحذرها .

                  أعدها : د.عمر بن عبدالله المقبل



                  وقفات مع الجزء الثامن من القرآن الكريم


                  بعض المسلمين يعرفون القرآن للموتى ،
                  فهل يعرفونه للأحياء ؟
                  وهل يعرفونه للحياة ؟
                  إن القرآن للحياة والأحياء ،
                  إلا أن الأحياء أبقى وأولى من الأموات ،
                  والاهتداء بالقرآن في مسارب الحياة أحق من مقابر الأموات
                  ( أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا ) الأنعام : 122 ؟! .
                  د. سلمان العودة .................................................. .................................................. ..............
                  في سورة الأنعام قال : ( وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ ) الأنعام : 151 ،
                  أي : لا تقتلوهم من فقركم الحاصل ،
                  ولهذا قال بعدها : ( نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ ) فذكر الرزق لهم ،
                  بينما قال في سورة الإسراء : ( وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ ) 31 ،
                  أي : خشية حصول فقر في المستقبل ؛
                  ولذا قال بعدها : ( نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ )
                  فبدأ برزقهم للاهتمام بهم ، أي :لا تخافوا من فقركم بسببهم ، فرزقهم على الله .
                  ابن كثير / تفسيره / 362 .
                  .................................................. .................................................. ..............
                  إن في سلوك هذه الأمة تلازماً وثيقاً بين العقائد والعبادات ، وبين سلوك الإنسان وأخلاقه ، في البيت والعمل والسوق والمدرسة :
                  ( قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) الأنعام : 162 .
                  د . صالح بن حميد
                  .................................................. .................................................. ..............
                  قال ابن القيم :الأدب هو الدين كله ،
                  ولهذا كانوا يستحبون أن يتجمل الرجل في صلاته للوقوف بين يدي ربه
                  وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية يقول :أمر الله بقدر زائد على ستر العورة في الصلاة ،
                  وهو :أخذ الزينة ،
                  قال تعالى : ( يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ ) الأعراف : 31
                  فعلق الأمر بأخذ الزينة لا بستر العورة ،
                  إيذانا بأن العبد ينبغي له : أن يلبس أزين ثيابه وأجملها في الصلاة .
                  مدارج السالكين 2/384
                  .................................................. .................................................. ..............
                  قواعد الدعاء والذكر في موطنين في سورة الأعراف ،
                  فآيتا الدعاء : ( ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ) الأعراف : 55 ،
                  والآية بعدها ،
                  وآية الذكر : ( وَاذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ وَلاَ تَكُن مِّنَ الْغَافِلِينَ ) الأعراف :205 .
                  د.محمد الخضيري
                  .................................................. .................................................. ..............
                  بقي الشيخ العلامة محمد الشنقيطي – رحمه الله – يبكي ما بين المغرب والعشاء لما بدأ بتفسير قوله تعالى : (وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا) الأعراف : 56 ،
                  وأخذ يردد :الأرض أصلحها الله ، فأفسدها الناس !!
                  والسؤال أخي – وبعد قراءة هذه القصة المعبرة - :
                  هل تسموا همتك لتكون ممن يساهم في إصلاح الأرض بعد إفسادها ؟!.
                  .................................................. .................................................. ..............
                  قال تعالى : ( فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ ) الأعراف :78 ، وقال : ( وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ ) هود :67 ،
                  فحين ذكر الرجفة – وهي الزلزلة الشديدة – ذكر الدار مفردة ( فِي دَارِهِمْ ) ،
                  ولما ذكر الصيحة جمع الدار ( فِي دِيَارِهِمْ )؛
                  وذلك لأن الصيحة يبلغ صوتها مساحة أكبر مما تبلغ الرجفة التي تختص بجزء من الأرض ؛
                  فلذلك أفردها مع الرجفة ، وجمعها مع الصيحة .
                  د. فاضل السامرائي / التعبير القرآني 47








                  __________________

                  هذة أمتّي هذا حآلها وإن قعدت أنا فمن يقوم هذي بلادي وليس لي غيرها فإن لم أجاهد أنا فمن يذود هذا عرضي ...... ذاك ديني وأعاهدالله على النضآل فأعنّا يا الله وتقبّل منّا وانصرنا بمعيّتك

                  تعليق


                  • #10
                    رد: لختمة العشر الأواخر (متجدد بإذن الله)

                    هدايات الأجزاء /الجزء التاسع
                    الأعراف /88 === الأنفال / 40



                    ***********************

                    *قصة موسى أطول القصص ، و من أسباب ذلك ؛ تعلقها باليهود و مكرهم ؛ الذين يوجد في هذه الأمة ( من عامة و علماء ) من يتشبه بهم .

                    *مُعاناة موسى مع فرعون و اليهود كبيرة ، و كلما اشتدت المُعاناة زاد لجوءه لربه الذي لم يخذله قط .

                    *لما اشتدت المحنة أرشد موسى قومه إلى الاستعانة بالله و الصبر ، و ذكر لهم أن الأرض لله و العاقبة للمتقين !! فتدبّر ,

                    *رحمة الله وسعت كل شيء ، و ذكر الله أنه سيكتبها لصنف من عباده ، تدبّر صفاتهم علك تكون منهم ,

                    *قصة القرية التي كانت حاضرة البحر ، و ذكر مصير الآمرين بالمعروف و النّاهين عن المنكر ، و مصير المعتدين ,

                    *خُذ العبرة من قصة الذي آتاه الله آياته ثم انسلخ منها ، و انظر كيف شبهه الله بأنجس الحيوانات ، بعد أن كان في أرفع الدرجات .

                    *الحديث عن بداية الخلق ، و إبطال نفع الشركاء المعبودين من دون الله .

                    *لما سأل الصحابة عن الأنفال بدأ التوجيه للأهم ؛ التقوى و إصلاح ذات البين ، و تأخر الجواب بعد 40 آية .؟

                    *التفصيل في الحديث عن غزوة " بدر " ، و كيفية الخروج لها ، و بيان بعض ما حصل فيها .

                    أعدها : د.عمر بن عبدالله المقبل




                    وقفات مع الجزء التاسع من القرآن الكريم


                    كان هرم بن حيان يخرج في بعض الليالي وينادي بأعلى صوته :
                    عجبت من الجنة كيف نام طالبها ؟
                    وعجبت من النار كيف نام هاربها ؟
                    ثم يقول : ( أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتاً وَهُمْ نَآئِمُونَ ) الأعراف :97 .
                    التخويف من النار ص (21) .
                    .................................................. .........................................
                    (فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ ) الأعراف : 99 ،
                    في هذه الآية تخويف بليغ ،
                    فإن العبد لا ينبغي أن يكون آمناً على ما معه من الإيمان ،
                    بل لا يزال خائفاً أن يُبتلى ببلية تسلب إيمانه ، ولا يزال داعياً بالثبات ،
                    وأن يسعى في كل سبب يخلصه من الشر عند وقوع الفتن ؛
                    فإن العبد – ولو بلغت به الحال ما بلغت – فليس على يقين من السلامة .
                    ابن سعدي / تفسيره ص 298
                    .................................................. .........................................
                    قال ابن الجوزي :
                    (أعظم المعاقبة ألا يحس المعاقب بالعقوبة وأشد من ذلك أن يقع في السرور بما هو عقوبة ؛ كالفرح بالمال الحرام ، والتمكن من الذنوب ، ومن هذه حالة لا يفوز بطاعة)
                    وشاهد ما قاله ابن الجوزي في قوله تعالى :
                    ( أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ أَهْلِهَا. أَنْ لَوْ نَشَاءُ أَصَبْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَنَطْبَعُ. عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ) الأعراف :100 .
                    د. سليمان الماجد .
                    .................................................. .........................................
                    إن موسى عليه السلام سأل أجل الأشياء فقال : ( رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ ) الأعراف :143 ،
                    وسأل أقل الأشياء فقال : ( رَبّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْت إِلَيَّ مِنْ خَيْر فَقِير ) القصص:24؛
                    فنحن أيضا نسأل الله أجل الأشياء وهي خيرات الآخرة ،
                    وأقلها وهي خيرات الدنيا فنقول :
                    ( رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) البقرة:201 .
                    الرازي / أسرار التنزيل ص 132
                    .................................................. .........................................
                    لما رجع موسى عليه السلام ، ووجد قومه قد عبدوا العجل ،
                    غضب وأخذ برأس أخيه هارون ولحيته ، وعاتبه عتاباً شديداً ،
                    فكان مما قاله هارون لموسى : ( فَلاَ تُشْمِتْ بِيَ الأعْدَاء ) الأعراف :150 ،
                    وهو درس عظيم لأتباع الأنبياء في علاج مشاكلهم مهما كانت كبيرة ،
                    بعيداً عن أي أسلوب يجلب شماتة الأعداء والحاسدين .
                    د. عمر المقبل .
                    .................................................. .........................................
                    تأمل قوله تعالى – بعد أن ذكر جملة من قبائح اليهود - :
                    ( وَالَّذِينَ عَمِلُواْ السَّيِّئَاتِ ثُمَّ تَابُواْ مِن بَعْدِهَا وَآمَنُواْ إِنَّ رَبَّكَ مِن بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ ) الأعراف : 153 ،
                    فإنه سبحانه " عظم خبائثهم أولاً ،
                    ثم أردفها بعظيم رحمته ؛
                    ليعلم أن الذنوب وإن جلت ، فالرحمة أعظم "
                    تفسير الكواشي .

                    .................................................. .............................................
                    ضرب الله مثلين منفرين ، فقال تعالى :
                    ( فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ) الأعراف : 176 ،
                    وقال تعالى : ( كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً ) الجمعة : 5 ،
                    فالمثل الأول ضربه للعالم الضال المنسلخ عن العلم النافع ، دائم اللهاث وراء شهواته ،
                    وأما المثل الثاني فضربه الله للذين يحملون التوراة في عقولهم ،
                    لكنهم لم يستفيدوا منها ولم ينتفعوا بها في حياتهم ،
                    فماذا يفرقون عن الحمار حامل الأسفار ؟
                    صلاح الخالدي / انظر لطائف قرآنية ص 165-167 .
                    .................................................. .........................................

                    تأمل هذه القاعدة جيداً :
                    كثيرا ما ينفي الله الشيء لانتفاء فائدته وثمرته ، وإن كان صورته موجودة ،
                    ومثال ذلك :
                    قوله تعالى : (وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنْ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا) الأعراف :179 ،
                    فلما لم ينتفعوا بقلوبهم بفقه معاني كلام الله ، وأعينهم بتأمل ملكوت الله ، لم تتحقق الثمرة منها .
                    .................................................. .........................................
                    ( سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لاَ يَعْلَمُونَ ) الأعراف : 182 ،
                    قال سفيان الثوري : نسبغ عليهم النعم ، ونمنعهم الشكر .
                    الشكر لابن أبي الدنيا ( ص:41 ) .
                    .................................................. .........................................
                    قدم عيينة بن حصن على عمر فقال :إنك لا تعطينا الجزل ولا تحكم فينا بالعدل ،
                    فغضب عمر غضباً حتى كاد أن يهم به ،
                    ولكن ابن أخي عيينة قال : يا أمير المؤمنين ،
                    إن الله تعالى قال لنبيه : ( خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ ) الأعراف : 199 ،
                    وإن هذا من الجاهلين . فوقف عندها عمر ولم يتجاوزها ؛ لأنه كان وقافاً عند كتاب الله ،
                    فانظر إلى أدب الصحابة – رضي الله عنهم – عند كتاب الله ، لا يتجاوزونه ،
                    إذا قيل لهم هذا قول الله وقفوا ، مهما كان .
                    ابن عثيمين / تفسيره [1/276،277]
                    .................................................. .........................................
                    في رمضان وقعت غزوة بدر الكبرى ، التي سماها الله ( يوم الفرقان ) ،
                    وجاءت سورة الأنفال تتحدث عن تفاصيل هذه الغزوة ،
                    وما فيها من الدروس والعبر ،
                    فحري بالمؤمن أن يتدبرها ، ويتأملها ، ويعتبر بما فيها من آيات عظيمة ،
                    ومما ينصح به : قراءة تفسير العلامة السعدي لهذه السورة ، ومع تعليق ابن القيم عليها في زاد المعاد .
                    .................................................. .........................................
                    لما حضرت الإمام نافعا المدني – وهو أحد القراء السبعة – الوفاة ،
                    قال له أبناؤه :أوصنا !
                    قال : ( فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ) الأنفال :1 ،
                    فما أجمل أن تتضمن وصايانا لأهلنا وأولادنا وصايا قرآنية ،
                    فهي أعلى وأغلى أنواع الوصايا ، وأعظمها أثرا .
                    انظر : معرفة القراء الكبار 1/11
                    .................................................. .........................................
                    قال ابن رجب :إذا ذاق العبد حلاوة الإيمان ، ووجد طعمه وحلاوته ظهر ثمرة ذلك على لسانه وجوارحه ، فاستحلى اللسان ذكر الله وما والاه ، وأسرعت الجوارح إلى طاعة الله ،
                    ويشهد لذلك قوله تعالى : ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ) الأنفال : 2 .
                    لطائف المعارف ، ص 252 .
                    .................................................. .........................................
                    شأن أهل الإيمان مع القرآن : ( وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا) الأنفال : 2 ؛
                    لأنهم يلقون السمع ، ويحضرون قلوبهم لتدبره ،
                    فعند ذلك يزيد إيمانهم ؛ لأن التدبر من أعمال القلوب ؛
                    ولأنه لا بد أن يبين لهم معنى كانوا يجهلونه ،
                    أو يتذكرون ما كانوا نسوه ، أو يحدث في قلوبهم رغبة في الخير ، أو وجلا من العقوبات ، وازدجارا عن المعاصي .
                    السعدي / تفسيره ص 315 .
                    .................................................. .........................................
                    في غزوة بدر تعانق السلاح المادي مع التكوين الإيماني :
                    فالنبي – صلى الله عليه وسلم – هيأ الجيش ، ونظم الجند ، واختار المواقع ، ورفع المعنويات ،
                    ثم توجه إلى ربه في ضراعة وإلحاح ، يستنزل النصر ، ويناشد المدد ، فتحقق المراد
                    ( إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ) ( وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلاَّ بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللَّهِ ) الأنفال : 9- 10 .
                    د. صالح بن حميد .
                    .................................................. .........................................
                    صيغة الاسم تفيد الثبات والدوام وصيغة الفعل تفيد التجدد والاستمرار ،
                    ومن لطائف هذا التعبير
                    قوله تعالى : ( وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ) الأنفال : 33 ،
                    فجاء الفعل ( لِيُعَذِّبَهُمْ ) ؛ لأن بقاء الرسول بينهم مانع مؤقت من العذاب
                    وجاء بعده بالاسم ( مُعَذِّبَهُمْ )؛ لأن الاستغفار مانع ثابت من العذاب في كل زمان .
                    د. فاضل السامرائي / التعبير القرآني ، ص : ( 26 ) .
                    .................................................. .........................................
                    ( قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ ) الأنفال :38 ،
                    هذه لطيفة ؛
                    وذلك أن الكفار يقتحمون الكفر والجرائم ، والمعاصي والمآثم ،
                    فلو كان ذلك يوجب مؤاخذتهم لما استدركوا أبداً توبة ، ولا نالتهم مغفرة ؛
                    فيسر الله عليهم قبول التوبة عند الإنابة ، وبذل المغفرة بالإسلام ، وهدم جميع ما تقدم
                    ؛ ليكون ذلك أقرب إلى دخولهم في الدين ،
                    وأدعى إلى قبولهم كلمة الإسلام .
                    ابن العربي / أحكام القرآن 4/116 .



                    __________________



                    هذة أمتّي هذا حآلها وإن قعدت أنا فمن يقوم هذي بلادي وليس لي غيرها فإن لم أجاهد أنا فمن يذود هذا عرضي ...... ذاك ديني وأعاهدالله على النضآل فأعنّا يا الله وتقبّل منّا وانصرنا بمعيّتك

                    تعليق


                    • #11
                      رد: لختمة العشر الأواخر (متجدد بإذن الله)

                      هدايات الأجزاء / الجزء العاشر :
                      الأنفال /41 ===== التوبة/ 92





                      ***********************
                      *يستمر الحديث عن وصف مكان غزوة " بدر " ، و رؤيا النبي صلى الله عليه و سلم .

                      *نداء تضمن ( 6) نصائح لبلوغ النّصر و استدامته ، و بعده بيان مكر الشيطان و جُبن المنافقين ,

                      *ختام " الأنفال " ببيان الرابط بين العالم الإسلامي ، و هو الإخوة المشتركة في نُصرة رسالة واحدة .

                      *اُفتتحت سورة " التوبة " بتحديد مدة العهود بين رسول الله صلى الله عليه و سلم و بين المشركين ، و ما يتبع ذلك من حالة حرب و أمن .

                      *حديث عن أحكام الوفاء و النكث في العهود ، و منع المشركين من دخول المسجد الحرام و تحريم مُوالاتهم .

                      * قتال أهل الكتاب حتى يعطوا الجزية بالقوة ، و هم صاغرون ، و ذكر بعض عقائدهم الباطلة ,

                      *أنّ العمدة في التأريخ على الأشهر الهجرية ، و بيان حُرمة الأشهر الحُرم ، و ضبط السنة الشرعية ، و إبطال عادة الكفار الذين يتحايلون على الأشهر الحُرم .

                      *تحريض المسلمين على المبادرة بالإجابة إلى النفير في سبيل الله .

                      *ذم المنافقين المُتثاقلين و المُعتذرين و المستأذنين في التخلف عن الجهاد ، بلا عذر .

                      *ذكر صفات المنافقين ، و ما توعدهم الله به ، و ذكر صفات المؤمنين و ما أعد الله لهم في الآخرة .

                      *نهى النبي صلى الله عليه و سلم عن الاستعانة بالمنافقين ، و نهيه عن الاستغفار لهم و الصلاة عليهم .

                      أعدها : د.عمر بن عبدالله المقبل




                      وقفات مع الجزء العاشر من القرآن الكريم


                      في قوله تعالى :
                      ( ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ )
                      الأنفال :53 ،
                      دليل على أن الله – جل وعلا – قد يسلب النعم بفعل المعصية عقوبة لفاعليها ،
                      فهو سبحانه لا يغير ما بهم حتى يحدثوا أحداثا يعاقبهم الله عليها ،
                      فيغير ما بهم ، ويكون الإحداث سببا للتغيير .
                      القصاب / نكت القرآن 1/473 .
                      .................................................. .................................................. ...............
                      ( وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ .... الآية ) الأنفال :60 ،
                      أمر الله سبحانه وتعالى بإعداد القوة للأعداء ؛
                      فإن الله تعالى لو شاء لهزمهم بالكلام ، وحفنة من تراب ،
                      كما فعل صلى الله عليه وسلم ، ولكنه أراد أن يبلي بعض الناس ببعض ،
                      فأمر بإعداد القوى والآلة في فنون الحرب التي تكون لنا عدة ،
                      وعليهم قوة ،
                      ووعد على الصبر والتقوى بإمداد الملائكة العليا .
                      ابن العربي / أحكام القرآن 4/155.
                      .................................................. .................................................. ...............
                      ثبت في الشريعة العفو عن الخطأ في الاجتهاد ،
                      حسبما بسطه العلماء وأهل الأصول ،
                      ومنه قوله تعالى : ( لَّوْلاَ كِتَابٌ مِّنَ اللّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) الأنفال :68 [ الشاطبي ] .
                      فعلى الأب المربي أن يراعي ذلك في معاملته لمن دونه ،
                      فلا يعاقبهم أو يستهزئ بهم على اجتهادهم السائغ .
                      الموافقات 1/163 .
                      .................................................. .................................................. ...............
                      (قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ) التوبة : 24 ،
                      هذه الآية أشد آية نَعَتْ على الناس ، ما لا يكاد يتخلص منه إلا من تداركه الله سبحانه بلطفه .
                      الألوسي / تفسيره 7/192 .
                      قال تعالى في الأشهر الحرم – وهي : ذو القعدة ، وذو الحجة ، ومحرم ، ورجب - : ( إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ ) التوبة : 36
                      قال ابن عباس : اختص من ذلك أربعة أشهر ،
                      فجعلهن حرما وعظم حرمتهن ،
                      وجعل الذنب فيهن أعظم ، والعمل الصالح والأجر أعظم .
                      الدر المنثور 4/187 .
                      .................................................. .................................................. ...............
                      قال قتادة – في قوله تعالى عن الأشهر الحرم - :
                      (فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ ) التوبة :36 ،
                      قال :إن الظلم في الشهر الحرام أعظم خطيئة ووزراً من الظلم فيما سواه ،
                      وإن كان الظلم على كل حال عظيماً ولكن الله يعظم من أمره ما شاء .
                      الدر المنثور 4/187 .
                      .................................................. .................................................. ...............
                      ( إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ) التوبة : 40
                      قال الشعبي : عاتب الله – عز وجل – أهل الأرض جميعاً – في هذه الآية – إلا أبا بكر الصديق – رضي الله تعالى عنه - .
                      تفسير البغوي 4/49 .
                      .................................................. .................................................. ...............
                      ( إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ ) التوبة : 40
                      ، انظر كيف جعل الله خروج نبيه من مكة ، بل إخراجه ، نصراً مبيناً ،
                      وأنزل عليه السكينة وجنوداً تؤيده ،
                      وجعل كلمة الكافرين السفلى ،
                      فما يظنه بعض الناس هزيمة – بسبب ما حصل لأنبياء الله وأوليائه من القتل والسجن – إنما هو في ميزان الله نصر ، بل النصر المبين .
                      فهد العيبان .
                      .................................................. .................................................. ...............
                      ( عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ ) التوبة :43 ،
                      هل سمعتم بمعاتبة أحسن من هذه ؟
                      بدأ بالعفو قبل المعاتبة .
                      مورق العجلي / الدر المنثور 5/85 .
                      .................................................. .................................................. ...............
                      إذا حبست عن طاعة ،
                      فكن على وجل من أن نكون ممن خذلهم الله
                      ، وثبطهم عن الطاعة كما ثبط المنافقين عن الخروج للجهاد ،
                      قال تعالى : ( وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ) التوبة : 46 .
                      د. مساعد بن سليمان الطيار .
                      .................................................. .................................................. ...............

                      ( قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا ) التوبة : 51 :
                      إنما لم يقل : ما كتب علينا ؛
                      لأنه يتعلق بالمؤمن ، ولا يصيب المؤمن شيء إلا وهو له ؛
                      إن كان خيراً فهو له في العاجل ،
                      وإن كان شراً فهو ثواب له في الآجل .
                      الوزير ابن هبيرة / ذيل طبقات الحنابلة 1/237
                      .................................................. .................................................. ...............
                      قال تعالى عن المنافقين : (وَلا يَأْتُونَ الصَّلاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَالَى ) التوبة:54 ،
                      قال ابن عباس : " إن كان في جماعة صلى وإن انفرد لم يصل ،
                      وهو الذي لا يرجو على الصلاة ثواباً ، ولا يخشى في تركها عقاباً " .
                      لو لم يكن للنفاق آفة إلا أنه يورث الكسل عن العبادة ، لكفى به ذما ،
                      فكيف ببقية آثاره السيئة ؟!
                      انظر : تفسير القرطبي 8/163 .
                      .................................................. .................................................. ...............
                      كثير من الناس يلجأ إلى النذر عند تأزم أمر ما عنده ،
                      وقد ثبت في الحديث أنه لا يأتي بخير ،
                      ومصداق ذلك في القرآن :
                      ( وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللّهَ لَئِنْ ءَاتَانَــا مِن فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الْصَّالِحِينَ * فَلَمَّآ ءَاتَاهُم مِن فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوا وَهُمْ مُعْرِضُونَ * فَاَعْقَبَهُمْ نِفَاقاً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَـى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَآ أَخْلَفُوا اللّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ ) التوبة :75-77 .
                      د. محمد الخضيري .
                      .................................................. .................................................. ...............
                      ( الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ ) التوبة :79 ،
                      هكذا المنافق :شر على المسلمين ، فإن رأى أهل الخير لمزهم ، وإن رأى المقصرين لمزهم ،
                      وهو أخبث عباد الله ، فهو في الدرك الأسفل من النار ، والمنافقون في زمننا هذا إذا رأوا أهل الخير وأهل الدعوة ، وأهل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قالوا ، هؤلاء متزمتون ،
                      وهؤلاء متشددون ، وهؤلاء أصوليون ، وهؤلاء رجعيون ، وما أشبه ذلكم في الكلام .
                      ابن عثيمين .
                      .................................................. .................................................. ...............
                      ( وَقَالُوا لا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ ) التوبة :81 ،
                      الكثير من الناس ينفر في الحر ،
                      لكن فرق كبير بين نافر في حر الصيف ليبحث عن نزوة ، ويقضي شهوة محرمة هنا أو هناك ،
                      لو دعي إلى خدمة دينه أو نفه أمته لاعتذر بشدة الحر !
                      وبين نافر في الحر ليبلغ الخير وينفع الأمة !
                      وسيعلم الفريقان عاقبة نفيرهم يوم قيام الأشهاد .
                      .................................................. .................................................. ...............
                      استنبط بعض العلماء من قوله تعالى – عن المنافقين - :
                      ( وَلا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَداً وَلا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ ) التوبة : 84 ،
                      أن هذه الآية تدل على شرعية صلاة الجنازة ؛
                      فلما نهى عن الصلاة على المنافقين دل على مشروعيتها في حق المؤمنين .
                      انظر : تفسير القرطبي 8/221 .
                      .................................................. .................................................. ...............
                      انظر إلى قوله تعالى : (وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ) التوبة :92 ،
                      أترى أن الله يهدر هذا اليقين الراسخ ؟
                      وهذه الرغبة العميقة في التضحية ؟
                      إن النية الصادقة سجلت لهم ثواب المجاهدين ؛ لأنهم قعدوا راغمين .
                      محمد الغزالي / خلق المسلم ص (90) .

                      __________________



                      __________________

                      هذة أمتّي هذا حآلها وإن قعدت أنا فمن يقوم هذي بلادي وليس لي غيرها فإن لم أجاهد أنا فمن يذود هذا عرضي ...... ذاك ديني وأعاهدالله على النضآل فأعنّا يا الله وتقبّل منّا وانصرنا بمعيّتك

                      تعليق


                      • #12
                        رد: لختمة العشر الأواخر (متجدد بإذن الله)

                        هدايات الأجزاء /الجزء الحادي عشر

                        التوبة /93 ===== هود/5


                        *مُواصلة الحديث على المنافقين ، ثم ذكر الأعراب مُحسنهم و مُسيئهم ، و ثم المهاجرين و الأنصار .

                        *ذكر مسجد الضرار و سوء النية في بنائه ، فلذلك نهى الله نبيه صلى الله عليه و سلم عن الصلاة فيه ، ثم ذكر المسجد الأحق بالقيام فيه .

                        *أوصاف الذين باعوا أنفسهم لله ، و نهى النبى و الذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين .

                        *حين يكتوي القلب بنار المعصية ، يتذكر صاحب القرآن قصة الثلاثة الذين خُلفوا ، فهل يصح أن تمر دون تأمل ؟

                        *تحدثت أواخر " التوبة " عن علاقة البشر بالقرآن ، في تقسيم يجب تأمله حتى لا تكون من الصنف الخاسر .

                        *شرح آيات الله في الكون – في سورة " يونس " - و ضرب الأمثال لإثبات وجود الله و عظمته .

                        *مُعالجة المشركين و تحديهم بهذا القرآن .

                        *أين نصيبك من صفات القرآن التي ذكرها الله في الآيتين ( 57 – 58 ) في سورة يونس . ؟

                        *من هم أولياء الله حقا ؟ تأمل الآيتين ( 62 – 63 ) من سورة "يونس" ، عسى أن تكون منهم .

                        *عرض قصة " نوح " ، ثم قصة موسى و فرعون ، و إبراز لحظة غرق فرعون ليكون لمن خلفه آية .

                        *بيان أمر الله لنبيه بالثبات على الإيمان و إتباع الوحي ، و الصبر حتى يحكم الله

                        أعدها : د.عمر بن عبدالله المقبل




                        وقفات مع الجزء الحادي عشر من القرآن الكريم

                        حب الله ورسوله موجود في قلب كل مؤمن ،
                        لا يمكنه دفع ذلك من قلبه إذا كان مؤمنا ،
                        وتظهر علامات حبه لله ولرسوله إذا أخذ يسب الرسول ويطعن عليه ،
                        أو يسب الله ويذكره بما لا يليق به ؛
                        فالمؤمن يغضب لذلك أعظم مما يغضب لو سب أبوه وأمه .
                        ابن تيمية / دقائق التفسير 5/209 .
                        .................................................. .................................................. ....
                        سئل أبو عثمان النهدي – وهو تابعي كبير - : أي آية في القرآن أرجى عندك ؟
                        فقال :ما في القرآن أرجى عندي – لهذه الأمة – من قوله :
                        ( وَءَاخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلاً صَالِحًا وَءَاخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) التوبة :102 .
                        الدر المنثور 8/243 .
                        .................................................. .................................................. ....
                        ( وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ .. الآية ) التوبة :107
                        وفي هذه الآية دليل على أن العمل – وإن كان فاضلاً – تغيره النية ،
                        فينقلب منهيا عنه ،
                        كما قلبت نية أصحاب مسجد الضرار عملهم إلى ما ترى .
                        ابن سعدي / تفسيره ص 351 .
                        .................................................. .................................................. ....
                        ( لَقَد تَّابَ الله عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِن بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِّنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ ) التوبة :117
                        فإن قيل : كيف أعاد ذكر التوبة ( ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ )
                        وقد قال في أول الآية : ( لَقَد تَّابَ الله عَلَى النَّبِيِّ ) ؟
                        قيل :ذكر التوبة في أول الآية قبل ذكر الذنب ، وهو محض الفضل من الله تعالى ،
                        فلما ذكر الذنب أعاد ذكر التوبة ، والمراد منه قبولها .
                        تفسير البغوي 4/105 .
                        .................................................. .................................................. ....
                        استعمل لفظ " الأمة " في القرآن أربعة استعمالات :
                        [1] الجماعة من الناس ، وهو الاستعمال الغالب ،
                        كقوله : ( وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَسُولٌ ) يونس :47 .
                        [2] في البرهة من الزمن ،
                        ( وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ ) يوسف :45 .
                        [3] في الرجل المقتدى به ،
                        كقوله : ( إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً ) النحل : 120 .
                        [4] في الشريعة والطريقة ،
                        كقوله : ( إِنَّا وَجَدْنَآ ءَابَآءَنَا عَلَىٰ أُمَّةٍ ) الزخرف : 22 .
                        .................................................. .................................................. ....
                        قوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ ) يونس : 57 ،
                        قال الحسن بن عبد العزيز :
                        من لم يردعه القرآن والموت ثم تناطحت الجبال بين يديه لم يرتدع .
                        تهذيب الكمال 6/198 .
                        .................................................. .................................................. ....
                        تعيش البيوت هذه الأيام(1)أفراحاً واحتفالات بنجاح أبنائها ، بعد عام من الجد والتحصيل ،
                        وتعظم الحفاوة بحسب منزلة الشهادة ، ومن حق المجدين أن يشعروا بالتكريم ، فما جزاء الإحسان إلا الإحسان !
                        وقفت متأملاً هذا المشهد ،وتذكرت أفراح الآخرة ، حين يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ، وقارنت بين ما يبذله الإنسان لدنياه وما يناله من جزاء عاجل ، وبين ما يبذله لدينه وما يناله من عطاء بلا حدود ،
                        فجاء الجواب : ( قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ) يونس :58 .
                        أ.د. ناصر العمر .
                        ---------------------------------
                        أرسلت بمناسبة انتهاء موسم الاختبارات النهائية .




                        __________________


                        هذة أمتّي هذا حآلها وإن قعدت أنا فمن يقوم هذي بلادي وليس لي غيرها فإن لم أجاهد أنا فمن يذود هذا عرضي ...... ذاك ديني وأعاهدالله على النضآل فأعنّا يا الله وتقبّل منّا وانصرنا بمعيّتك

                        تعليق


                        • #13
                          رد: لختمة العشر الأواخر (متجدد بإذن الله)

                          هدايات الأجزاء / الجزء الثاني عشر

                          هود /6 ====== يوسف /52



                          **************************

                          **مطلع سورة " هود " حديث عن المشركين المكذبين و تحديهم بالقرآن .

                          ** قصة " نوح " عليه السلام و تفصيل الحوار الذي جرى بينه و بين قومه ، ثم أمر الله له بصناعة الفلك ، و تفصيل حادثة الطوفان ,

                          **في حوار " نوح " -عليه السلام- مع ابنه ما يُبين أنّ حب الله في قلوب المُوحدين أعظم من أي حب ، و لو كان فلذة الكبد .

                          **في قصة " هود " -عليه االسلام- نتعلم أن الإستغفار سبب لحصول القوة الحسية و المعنوية ,

                          *قوم "هود " -عليه السلام - كذبوه و اتهموه بالمس ، فصبّر و توكل على الله ، فنجاه الله ، فخّذ العبرة من ذلك .

                          *عرض لقصص كثير من الأنبياء و ما لاقوه في سبيل الدعوة إلى الله ,

                          **في قصة " شعيب" -عليه السلام - يتجلى اهتمام الإسلام بالجانب الاقتصادي ، و مُراقبة الله فيه ,

                          **عرض مُختصر لقصة " موسى" – عليه السلام مع فرعون ، ثم ملامح من مشهد القيامة و الأشقياء و السعداء .

                          **خُتمت السورة بالأمر يالإستقامة و الدعوة ، و الصبر على ذلك .

                          **ينحدث مطلع "يوسف " عن حسد الإخوة ، و الابتلاء بالجمال ، لكنّه لما ثنت صارت الغاقبة له ,

                          **تفصيل لما حدث بين "يوسف " – عليه السلام - و إخوته ، و كيفية أخذه ووضعه في الجُب ووصوله إلى صاحب مصر ,

                          **ذكر قصة المُراودة و إبراز الصارف عن ذلك ألا و هو الإخلاص ، فما حظك منه لتواجه به الشهوات ؟

                          **قصة " يوسف " تدل على أنّ الدعوة إلى الله إذا سرت في النفس ، فلا يتوقف صاحبها عنها و إن كان مسجونا .

                          أعدها : د.عمر بن عبدالله المقبل




                          وقفات مع الجزء الثاني عشر من القرآن الكريم


                          سورة هود

                          ( يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلاَ تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ* قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاء ) هود 42-43 ،
                          إن سلوك طريق المؤمنين ومجالسهم ،
                          والانحياز إليهم هو سبيل النجاة الحقة ؛
                          لأنهم في كنف الله وعنايته ،
                          حتى وإن تقاذفتهم الفتن ،
                          وكانت أسبابهم يسيرة ، كسفينة من خشب في أمواج كالجبال ،
                          كما أن سلوك طريق الكافرين والمنافقين والانحياز إليهم هو سبيل الهلاك ،
                          حتى وإن توفرت لهم الأسباب المادية المنيعة كالجبال في علوها وصلابتها .
                          فهد العيبان .
                          .................................................. .................................................. .......
                          من تأمل قوله تعالى – في خطاب لوط لقومه - :
                          ( أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ ) ؟ هود : 78
                          أدرك أن إدمان الفواحش – كما أنه يضعف الدين
                          – فهو – في أحيان كثيرة – يذهب مروءة الإنسان ،
                          ويقضي على ما بقى فيه من أخلاق ورشد .
                          د. عمر المقبل .
                          .................................................. .................................................. .......
                          ( فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَلا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ ) هود : 81 ،
                          والحكمة من نهيهم عن الالتفات ليجدوا في السير ،
                          فإن الملتفت للوراء لا يخلو من أدنى وقفة ،
                          أو لأجل ألا يروا ما ينزل بقومهم من العذاب فترق قلوبهم لهم .
                          الألوسي [ تفسيره 8/322]
                          وفي ذلك إشارة للمؤمن ألا يلتفت في عمله للوراء إلا على سبيل تقويم الأخطاء ؛ لأن كثرة الالتفات تضيع الوقت وربما أورثت وهناً .
                          .................................................. .................................................. .......
                          تأمل في خطاب شعيب لقومه :
                          ( أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىَ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ ) هود:88 .
                          فلهذه الأجوبة الثلاثة – على هذا النسق – شأن :
                          وهو التنبيه على أن العاقل يجب أن يراعي في كل ما يأتيه ويذره أحد حقوق ثلاثة :
                          أهمها وأعلاها حق الله تعالى ،
                          وثانيها : حق النفس ،
                          وثالثها : حق الناس .
                          البيضاوي / تفسيره 1/253 .
                          .................................................. .................................................. .......
                          ( إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْأِصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ ) هود:88 ،
                          أي : ليس لي من المقاصد إلا أن تصلح أحوالكم ، وتستقيم منافعكم ،
                          وليس لي من المقاصد الخاصة لي وحدي شيء بحسب استطاعتي ،
                          ولما كان هذا فيه نوع تزكية للنفس دفع
                          بقوله : (وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ) هود:88 .
                          ابن سعدي / تفسيره ص 387 .
                          .................................................. .................................................. .......
                          لما ذكر سبحانه في سورة هود عقوبات الأمم المكذبين للرسل وما حل بهم في الدنيا من الخزي ،
                          قال بعد ذلك ( إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّمَنْ خَافَ عَذَابَ الآخِرَةِ ) هود : 103 ،
                          فأخبر أن عقوباته للمكذبين عبرة لمن خاف عذاب الآخرة ،
                          وأما من لا يؤمن بها ولا يخاف عذابها فلا يكون ذلك عبرة وآية في حقه ،
                          فإنه إذا سمع ذلك قال : "لم يزل في الدهر الخير والشر ، والنعيم والبؤس ، والسعادة والشقاوة " !
                          وربما أحال ذلك على أسباب فلكية ، وقوى نفسانية " .
                          ابن القيم / الفوائد 131 .
                          .................................................. .................................................. .......
                          ( وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ ) هود : 117 ،
                          تأمل في الجملة الأخيرة ( وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ ) ولم يقل :صالحون ؛
                          لأن الصلاح الشخصي المنزوي بعيداً ،
                          لا يأسى لضعف الإيمان ،
                          ولا يبالي بهزيمة الخير ،
                          فكن صالحاً مصلحاً ، ورشداً مرشداً .
                          :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::::::::::

                          سورة يوسف

                          يقول ابن الجوزي :
                          قرأت سورة يوسف عليه السلام ،
                          فتعجبت من مدحه على صبره ، وشرح قصته للناس ، ورفع قدره ،
                          فتأملت خبيئة الأمر فإذا هي مخالفته للهوى المكروه ،
                          فقلت : وا عجبا لو وافق هواه من كان يكون ؟
                          ولما خالفه لقد صار أمراً عظيماً تضرب الأمثال بصبره ،
                          ويفتخر على الخلق باجتهاده ،
                          وكل ذلك قد كان بصبر ساعة فيا له عزاً وفخراً ،
                          أن تمتلك نفسك ساعة الصبر عن المحبوب وهو قريب .
                          صيد الخاطر ( ص291 ) .
                          .................................................. .................................................. .......
                          ( لَّقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِّلسَّائِلِينَ ) يوسف :7 .
                          آيات لكل من سأل عنها بلسان الحال أو بلسان المقال ؛
                          فإن السائلين هم الذين ينتفعون بالآيات والعبر ،
                          وأما المعرضون فلا ينتفعون بالآيات ، ولا بالقصص والبينات .
                          ابن سعدي / تفسيره ص 3394 .
                          .................................................. .................................................. .......
                          ( أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) يوسف :12 ،
                          لم ينكر والدهم ذلك بل أرسله معهم ،
                          ومما يدل على مشروعية اللعب البريء ،
                          وحاجة الأبناء إليه ،
                          وهو يرسم منهج الوسطية بين الذين اتخذوا حياتهم لهواً ولعباً ،
                          واشتروا لهو الحديث ليضلوا عن سبيل الله
                          ، وبين الذين تشددوا وغلوا
                          ، وحرموا زينة الله التي أخرج لعباده ،
                          فلا يجوز تحريم اللعب بإطلاق أو تحليله دون ضابط .
                          أ.د. ناصر .
                          .................................................. .................................................. .......
                          ( قَالُوا يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِنْدَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ ) يوسف :17 ،
                          والمتظاهر بالأمر ينكشف أمره لأهل البصيرة ولو استخدم التمثيل ،
                          فإنهم جاؤوا أباهم عشاء يبكون ،
                          فهذا تمثيل ولكنه لم يدم لهم .
                          محمد المنجد / 100 فائدة من سورة يوسف .
                          .................................................. .................................................. .......
                          أحد الشباب كان يعاني من تعلقه ببعض الفواحش
                          ، وكان يجد شدة في تركها ،
                          حتى أذن الله بذهاب حبها من قلبه بسبب تدبره لقوله تعالى
                          – عن يوسف عليه السلام - :
                          ( كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ ) يوسف : 24 ،
                          فرجع لنفسه وقال :
                          لو كنت مخلصاً لأنجاني ربي كما أنجى يوسف ،
                          ولم يمض وقت طويل حتى صار هذا الشاب أحد الدعاة إلى الله .
                          .................................................. .................................................. .......
                          تأمل قوله تعالى عن النسوة : ( امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَن نَّفْسِهِ ) يوسف : 30 ،
                          ولم يقلن : فتى العزيز راود سيدته ،
                          وفي هذا طمأنة لأصحاب المبادئ
                          ، الذين يتعرضون لتشويه السمعة ،
                          وإلصاق التهم عن طريق الإشاعات والافتراء ،
                          إذ سرعان ما تتضح مواقفهم ،
                          وتظهر براءتهم ساطعة كالشمس :
                          ( الآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَاْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ ) يوسف : 51 .
                          أ.د. ناصر العمر .
                          .................................................. .................................................. .......
                          انظر إلى قوله تعالى في سورة يوسف عن النسوة :
                          ( فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ ) يوسف : 31 ،
                          وقول الملك ليوسف : ( فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ ) يوسف :54 ،
                          فيه أن النساء يروقهن حسن المظهر ،
                          وأما الرجال فيروقهم جمال المنطق والمخبر ،
                          وتلك من طبيعة التي خلقها الله تعالى في النفوس .
                          د. محمد الحمد .
                          .................................................. .................................................. .......
                          عندما قال يوسف للسجينين
                          : ( إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَهُمْ بِالْآَخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ ) يوسف :37 ،
                          ولم يشتم دينهما أمامهما ،
                          فالمقام ليس مقام رد ولا استفزاز ولا حساب
                          ، بل مقام بلاغ ،
                          والحق إذا تبين فليس بالضرورة أن يجهر بشتم الباطل الذي يدين به الشخص المقابل .
                          أ.د. ناصر العمر .
                          .................................................. .................................................. .......
                          قول يوسف عليه السلام : ( ذَلِكَ مِن فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ ) يوسف :38 ،
                          علق قتادة على ذلك فقال
                          :إن المؤمن ليشكر ما به من نعمة الله ،
                          ويشكر ما في الناس من نعم الله .
                          الدر المنثور 8/255 .


                          __________________





                          هذة أمتّي هذا حآلها وإن قعدت أنا فمن يقوم هذي بلادي وليس لي غيرها فإن لم أجاهد أنا فمن يذود هذا عرضي ...... ذاك ديني وأعاهدالله على النضآل فأعنّا يا الله وتقبّل منّا وانصرنا بمعيّتك

                          تعليق


                          • #14
                            رد: لختمة العشر الأواخر (متجدد بإذن الله)

                            هدايات الأجزاء / الجزء الثالث عشر :

                            يوسف / 53 === آخر سورة "إبراهيم"



                            ****************************
                            *مُواصلة لقصة " يوسف " عليه السلام و ذكر مجيء إخوته إليه ، و طلبه إتيانهم بأخ لهم من أبيهم ,

                            *وصية "يعقوب" لبنيه ، ثم دخولهم على "يوسف" عليه السلام ، و قصة فقدان صُواع الملك .

                            *هل أخذت العبرة من صبر "يعقوب " عليه السلام ، و كيف كانت خاتمة صبره ؟

                            *لخص " يوسف" عليه السلام الأشياء التي اوصلته إلى تلك المكانة ، فذكر : التقوى و الصبر ، فحققها تنل الفوز العظيم .

                            *رغم كثرة المصائب التي توالت على " يعقوب" عليه السلام ، إلا أن حُسن ظنّه بربه لم يتغير قط .

                            *بعد هذا الصبر من "يوسف" عليه السلام و عفوه عن إخوانه ..... بعد كل هذا يدعو الله أن يُميته على الإسلام .

                            *خُتمت السورة بذكر آيات الله في الكون ، و إرسال الرسل ، و نوّهت إلى أخذ العبرة من قصص القرآن .

                            *بدأت سورة " الرعد" بالحديث عن الكون و دلالته على عظمة الله جل جلاله ، ثم ضربت أمثلة للقرآن و بيان عظمته .

                            *ذُكرت عشر وصايا ؛ من استجمعها كان جزاؤه : عقبى الدار ، جنّات عدن يدخلونها .

                            *تُستهل سورة "إبراهيم" بقصة "موسى" و رسل الله إلى قومهم و كيف توكلوا و صبروا على ما أُوذوا .

                            *ذكر مشهد من مشاهد يوم القيامة و كيف يتبرأ الشيطان من أتباعه ! فاحذر أن يغرك الشيطان .

                            *ضرب أمثلة للكلمة الطيبة و الكلمة الخبيثة ، ثم تعداد بعض نعم الله على الإنسان ، فهل شكرتها ؟

                            *في قدوم "إبراهيم" عليه السلام "لمكة" قصص رائعة من التوكل و تعظيم الله .

                            *في ختام سورة "إبراهيم" عليه السلام ذكر مصير الظالمين و حال المجرمين يوم تُبدل الأرض غير الأرض و السموات .
                            *************
                            أعدها : د.عمر بن عبدالله المقبل




                            وقفات مع الجزء الثالث عشر من القرآن الكريم

                            فهم سياق الآيات وتدبرها مما يعين على فهم المعنى
                            – إذا اختلف فيه المفسرون – مثال ذلك :
                            جزم شيخ الإسلام ابن تيمية بأن امرأة العزيز هي التي قالت :
                            ( وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) يوسف :53 ؛
                            لأن السياق متصل بكلامها ،
                            وأتبع ذلك بقوله : " يدل القرآن على ذلك دلالة بينة ، لا يرتاب فيها من تدبر القرآن " .
                            دقائق التفسير 2/273 .
                            .................................................. .................................................. ...............
                            في قول يوسف لأخوته : ( فَلَا كَيْلَ لَكُمْ عِنْدِي وَلَا تَقْرَبُونِ ) يوسف :60 ،
                            فيه مشروعية المقاطعة الاقتصادية ؛
                            لتحصيل غرض مشروع ،
                            طالما أن المصلحة الشرعية اقتضتها ،
                            فيوسف بين لإخوته أنه ليس بينهم أي تعاون اقتصادي ما لم ينفذوا مطلبه .
                            أ.د. ناصر العمر .
                            .................................................. .................................................. ...............
                            أهل الصلاح يظهر عليهم صلاحهم ، ويحبهم الناس ،
                            وينجذبون إلى عدلهم وصدقهم ،
                            فأهل البلد من الكفار والفساق :
                            الملك ، وخباز الملك وغيرهم لجؤوا إلى يوسف عليه السلام :
                            ( إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ) يوسف : 78
                            فحالتك وسيرتك وهيئتك وأفعالك تخبر أنك من المحسنين .
                            محمد المنجد / 100 فائدة من سورة يوسف .
                            .................................................. .................................................. ...............
                            تأمل دقة يوسف عليه السلام لما قال :
                            ( مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ نَأْخُذَ إِلَّا مَنْ وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِنْدَهُ ) يوسف : 79 ،
                            فلم يقل : من سرق
                            ! لأنه يعلم أن أخاه لم يسرق ،
                            فكان دقيقاً في عباراته ، فلم يتهم أخاه ،
                            كما لم يثر الشكوك حول دعوى الرقة ،
                            فما أحوجنا إلى الدقة في كلماتنا ، مع تحقق الوصول إلى مرادنا .
                            أ.د. ناصر العمر .
                            .................................................. .................................................. ...............
                            يبين إيمان المؤمن عند الابتلاء ،
                            فهو يبالغ في الدعاء ولا يرى أثراً للإجابة ،
                            ولا يتغير أمله ورجاؤه ولو قويت أسباب اليأس ؛
                            لعلمه أن ربه أعلم بمصالحه منه ؛
                            أما سمعت قصة يعقوب عليه السلام ؟
                            بقي ثمانين سنة في البلاء ورجاؤه لا يتغير ،
                            فلما ضم بنيامين بعد فقد يوسف لم يتغير أمله
                            وقال : ( عَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعاً ) يوسف :83 ،
                            فإياك أن تستطيل زمان البلاء ، وتضجر من كثرة الدعاء ،
                            فإنك مبتلى بالبلاء ، متعبد بالصبر والدعاء ،
                            ولا تيأس من روح الله وإن طال البلاء .
                            ابن الجوزي / صيد الخاطر ( 552 ) .
                            .................................................. .................................................. ...............
                            ( يَا بَنِيَّ اذْهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ ) يوسف : 87 ، إن سم التشاؤم الذي يحاول المنافقون دسه على المؤمنين ،
                            له ترياق ودواء جدير بأن يذهبه ،
                            ألا وهو بث اليقين بمعية الله ، والتوكل عليه ،
                            ولنثق بأن الذي يخرج اللبن من بين الفرث والدم ،
                            قادر على إخراج النصر من رحم البأساء والضراء .
                            أ.د. ناصر العمر .
                            .................................................. .................................................. ...............
                            قوله تعالى : ( يَا بَنِيَّ اذْهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ) يوسف :87 ،
                            رغم كثرة المصائب وشدة النكبات والمتغيرات التي تعاقبت على نبي الله يعقوب عليه السلام ، إلا أن الذي لم يتغير أبدا هو حسن ظنه بربه .
                            صالح المغامسي .
                            .................................................. .................................................. ...............
                            من تأمل ذل إخوة يوسف لما قالوا : ( وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا ) يوسف :88
                            عرف شؤم الزلل !.
                            ابن الجوزي / صيد الخاطر ص 90 .
                            .................................................. .................................................. ...............
                            يزداد التعجب ويشتد الاستغراب من أناس يقرؤن سورة يوسف ،
                            ويرون ما عمله إخوته معه عندما فرقوا بينه وبين أبيه ،
                            وما ترتب على ذلك من مآسي وفواجع :
                            إلقاء في البئر ، وبيعة مملوكاً ، وتعريضه للفتن وسجنه ، واتهامه بالسرقة ..
                            بعد ذلك كله يأتي منه ذلك الموقف الرائع :
                            ( لاَ تَثْرَيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللّهُ لَكُمْ ) يوسف : 92
                            يرون ذلك فلا يعفون ولا يصفحون ؟
                            فهلا عفوت أخي كما عفى بلا مَن ولا أذى ؟
                            ألا تحبون أن يغفر الله لكم ؟ .
                            أ.د. ناصر العمر .
                            .................................................. .................................................. ...............
                            تأمل قول يوسف عليه السلام :
                            ( وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنْ السِّجْنِ ) يوسف : 100 ،
                            فلم يذكر خروجه من الجب ، مع أن النعمة فيه أعظم ،
                            لوجهين :
                            أحدهما : لئلا يستحي إخوته ، والكريم يغضي عن اللوم ، ولا سيما في وقت الصفاء .
                            والثاني :لأن السجن كان باختياره ، فكان الخروج منه أعظم ، بخلاف الجب .
                            الزركشي / البرهان 3/66 .
                            .................................................. .................................................. ...............
                            قول يوسف عليه السلام :
                            ( وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي ) يوسف : 100 ،
                            فيه الحفاظ على مشاعر الآخرين وعدم جرحها ،
                            فإنه ما قال : بعدما ظلمني إخوتي ، وبعدها ألقوني في الجب
                            ؛بل أضاف ذلك إلى الشيطان ،
                            وهذا من مكارم الأخلاق وتلك أخلاق الأنبياء .
                            محمد المنجد / 100 فائدة من سورة يوسف .
                            .................................................. .................................................. ...............
                            ( حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا ) يوسف :110 ،
                            هذه الآية تجعل الداعية يترقب الخروج من الضيق إلى السعة ،
                            مبشرة بعيشة راضية ، ومستقبل واعد ، رغم المحن القاسية ، والظروف المحيطة ؛
                            فالحوادث المؤلمة مكسبة لحظوظ جليلة من نصر مرتقب ، وثواب مدخر ،
                            وتطهير من ذنب ، وتنبيه من غفلة ، وكل ذلك خير ،
                            فـ " عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله له خير " ،
                            فلماذا اليأس والقنوط ؟
                            أ.د. ناصر العمر .
                            .................................................. .................................................. ...............
                            ثلاث سور تجلت فيها عظمة وقوة الخالق سبحانه ،
                            تفتح الأبصار إلى دلائل ذلك في الكون القريب منا ،
                            من تدبرها حقاً ، شعر ببرد اليقين في قلبه ،
                            وأدخل عظمة الله في كل شعرة من جسده :
                            ( الرعد ، فاطر ، الملك ) .
                            د. عصام العويد .
                            .................................................. .................................................. ...............
                            ( فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا ) الرعد : 17 ،
                            قال ابن عباس :هذا مثل ضربة الله ،
                            احتملت القلوب من الوحي على قدر يقينها وشكها ،
                            فأما الشك فما ينفع معه العمل ، وأما اليقين فينفع الله به أهله .
                            الدر المنثور 4/632 .
                            .................................................. .................................................. ...............
                            الزواج من سنن المرسلين ،
                            كما قال تعالى : ( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجاً وَذُرِّيَّةً ) الرعد : 38 ،
                            فحري بمن وفقه الله لهذه السنة أن يستشعر الاقتداء بهم ،
                            ذلك مما يضاعف الأجر ، ويعظم المثوبة
                            .................................................. .................................................. ...............
                            في قوله تعالى : ( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجاً وَذُرِّيَّةً ) الرعد :38 ، إشارة إلى أن الله تعالى إذا شرف شخصاً بولايته ،
                            لم تضره مباشرة أحكام البشرية من الأهل والولد ،
                            ولم يكن بسط الدنيا له قدحا في ولايته .
                            الآلوسي / تفسيره 9/307 .
                            .................................................. .................................................. ...............
                            قال قتادة في قوله تعالى : (مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خِلاَلٌ ) إبراهيم : 31 ،
                            فلينظر رجل من يخالل ؟
                            وعلام يصاحب ؟
                            فإن كان لله فليداوم ،
                            وإن كان لغير الله فليعلم أن كل خلة ستصير على أهلها عداوة يوم القيامة إلا خلة المتقين :
                            ( الأَخِلاَّءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ الْمُتَّقِينَ ) الزخرف : 67 .
                            الدر المنثور 5/43 .
                            .................................................. .................................................. ...............
                            كان الحسن البصري يردد في ليلة قوله تعالى :
                            ( وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا ) إبراهيم :34 ،
                            فقيل له في ذلك ؟!
                            فقال : إن فيها لمعتبراً ،
                            ما نرفع طرفاً ولا نرده إلا وقع على نعمة ،
                            وما لا نعلمه من نعم الله أكثر !.
                            .................................................. .................................................. ...............
                            عن السدي في قوله تعالى : ( فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمَ ) إبراهيم :37 ،
                            قال : خذ بقلوب الناس إليهم
                            ، فإنه حيث تهوي القلب يذهب الجسد ،
                            فلذلك ليس من مؤمن إلا وقلبه معلق بحب الكعبة .
                            الدر المنثور 8/560 .
                            .................................................. .................................................. ...............
                            تأمل سر اختيار القطران دون غيره في قوله تعالى
                            : ( سَرَابِيلُهُم مِّن قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمْ النَّارُ ) إبراهيم :50 ،
                            وذلك – والله أعلم – لأن له أربع خصائص :
                            حار على الجلد ،
                            وسريع الاشتعال في النار ،
                            ومنتن الريح ،
                            وأسود اللون ،
                            تطلى به أجسامهم حتى تكون سرابيل !
                            ثم تذكر – أجارك الله من عذابه – أن التفاوت بين قطران الدنيا وقطران الآخرة ، كالتفاوت بين نار الدنيا ونار الآخرة ! .
                            انظر الكشاف :3/294 .





                            __________________

                            هذة أمتّي هذا حآلها وإن قعدت أنا فمن يقوم هذي بلادي وليس لي غيرها فإن لم أجاهد أنا فمن يذود هذا عرضي ...... ذاك ديني وأعاهدالله على النضآل فأعنّا يا الله وتقبّل منّا وانصرنا بمعيّتك

                            تعليق


                            • #15
                              رد: لختمة العشر الأواخر (متجدد بإذن الله)

                              هدايات الأجزاء / الجزء الرابع عشر

                              من أول سورة "الحجر " حتى آخر سورة "النحل"


                              ***************************************

                              *بدأت سورة " الحجر " بالحديث عن بيان حفظ الله لكتابه ، و تسلية النبي صلى الله عليه و سلم بما حصل لبعض الأنبياء قبله .

                              *التنبيه غلى عظمة صنع الله في الكون ، و ذكر البعث و دلائل إمكانه .

                              *تفصيل لبداية خلق الإنسان و الجان ، و امر إبليس بالسجود و محاجاته في ذلك .

                              *تفصيل في قصة " إبراهيم " و " لوط" ، و قصة أصحاب الحجر .

                              *آخر " الحجر " فيه علاج لمن يجد ضيقا في صدره بلزوم التسبيح و العبادة .

                              *سورة "النحل" تُسمى سورة النّعم ، فتأملها واستحضر الشكر لواهبها .

                              *في "النحل" أدلة متنوعة على تفرّد الله بالألوهية ، و على فساد الشرك .

                              *ذكر المكذبين بالقرآن و المصدقين به ، و مآل الظالمين .

                              *بعد ذكر النعم ذكر الله القرية التي كفرت بأنعم الله و كيف عاقبها ، فاحذر أن تكفر بالنعم فيحل بك ما حلّ بالقرية .

                              *في ختام السورة الحث على الدعوة بالحكمة و الموعظة الحسنة و الصبر على ما يلقى من أذى .

                              أعدها : د.عمر بن عبدالله المقبل



                              وقفات مع الجزء الرابع عشر من القرآن الكريم

                              سورة الحجر

                              ( ذَرْهُمْ يَأْكُلُواْ وَيَتَمَتَّعُواْ وَيُلْهِهِمُ الأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ ) الحجر : 3 ،
                              قال بعض أهل العلم : ( ذَرْهُمْ ) تهديد ،
                              وقوله : ( فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ ) تهديد آخر ،
                              فمتى يهنأ العيش بين تهديدين ؟
                              تفسير البغوي 4/368 .
                              .................................................. .................................................. ...............
                              تدبر قوله تعالى : ( وَإِن مّن شَيْءٍ إِلاّ عِندَنَا خَزَائِنُهُ ) الحجر :21 ،
                              فهو متضمن لكنز من الكنوز ،
                              وهو أن كل شيء لا يطلب إلا ممن عنده خزائنه ،
                              ومفاتيح تلك الخزائن بيده ،
                              وإن طلب من غيره طلب ممن ليس عنده ، ولا يقدر عليه ! .
                              ابن القيم / الفوائد ص : (202 ) .
                              .................................................. .................................................. ...............
                              تأمل قوله تعالى : ( يَإِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلاّ تَكُونَ مَعَ السّاجِدِينَ ) الحجر : 32 ،
                              ففيه : أن تخلف الإنسان عن العمل الصالح وحده أكبر وأعظم .
                              محمد بن عبد الوهاب / تفسير الشيخ : (189 ) .
                              .................................................. .................................................. ...............
                              قال تعالى عن قوم لوط : ( فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ ) الحجر : 74 ،
                              هذا من المناسبة بوضوح
                              ، فإنهم لما انقلبوا عن الحقيقة ، والفطرة ،
                              ونزلوا إلى اسفل الأخلاق جعل الله أعالي قريتهم سافلها ! .
                              ابن عثيمين .
                              .................................................. .................................................. ...............
                              عن سفيان بن عيينة قال :
                              من أعطي القرآن فمد عينيه إلى شيء من الدنيا ،
                              فقد صغر القرآن
                              ألم تسمع قوله تعالى :
                              (
                              وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ (87) لاَ تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ)
                              الحجر :87 ،88
                              وقوله : ( وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى ) طه :131
                              يعني : القرآن .
                              الدر المنثور 8/652 .
                              .................................................. .................................................. ...............
                              ( إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ ) الحجر : 95
                              بك وبما جئت به ،
                              وهذا وعد من الله لرسوله ، ألا يضره المستهزئون ،
                              وأن يكفيه الله إياهم بما شاء من أنواع العقوبة ،
                              وقد فعل تعالى ؛
                              فإنه ما تظاهر أحد بالاستهزاء برسول الله – صلى الله عليه وسلم – وبما جاء به إلا أهلكه الله وقتله شر قتلة .
                              ابن سعدي / تفسيره ص 435 .
                              .................................................. .................................................. ...............
                              ( وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ(97) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ(98) وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ) الحجر :97-99
                              النبي – صلى الله عليه وسلم – يسوؤه تكذيب قومه مع علمهم بصدقه
                              ووضوح أدلته ،
                              فأرشده الله إلى ما يطرد الهم
                              ، فأمره بخصوص ، ثم عموم ،
                              ثم أعم :إذ أرشده إلى تسبيح الله ،
                              ثم إلى أمر أعم من الذكر المجرد وهو الصلاة ،
                              ثم إلى الإقبال على العبادة بمفهومها الشامل ،
                              فيالها من هداية عظيمة لو تدبرناها ، وأخذنا بها .
                              د. محمد الحمد / خواطر : ( 225 ) .

                              .................................................. ..............................................

                              سورة النحل افتتحت بالنهي عن الاستعجال ،
                              واختتمت بالأمر بالصبر ،
                              وسورة الإسراء افتتحت بالتسبيح ، وختمت بالتحميد .
                              السيوطي / مراصد المطالع : ص53 .
                              .................................................. .................................................. ...............
                              من تدبر القرآن تبين له أن أعظم نعم الرب على العبد تعليمه القرآن والتوحيد ،
                              تأمل : ( الرَّحْمَنُ . عَلَّمَ القُرْآنَ )
                              فبدأ بها قبل نعمه الخلق ،
                              وفي النحل – التي هي سورة النعم - :
                              ( يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ ) النحل : 2 ،
                              فهذه الآية أول نعمة عددها الله على عبادة ؛
                              لذا قال ابن عيينة :ما أنعم الله على العباد نعمة أعظم من أن عرفهم لا إله إلا الله .
                              د. محمد بن عبد الله القحطاني .
                              .................................................. .................................................. ...............
                              ( وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ ) النحل :16 ،
                              تأمل سر تعليق الاهتداء بالنجم ؛
                              لأن النجوم المرادة ثابتة لا تتغير ، ولا تنكسف ، وضوؤها مستقر لا يختلف لذاتها ،
                              وإنما لعوامل أخرى ، ومعرفتها أيسر من معرفة منازل القمر ،
                              وعلى قدر إتقانها تكون الدلالة على الطريق والوصول إلى الهدف ،
                              فكذلك أدلة المنهج فهي ثابتة مطردة بينة ميسرة ،
                              وعلى قدر معرفتها والالتزام بها تكون السلامة والوصول إلى الغاية ،
                              وإلا كان الاضطراب والضلال والهلاك .
                              أ.د. ناصر العمر .
                              .................................................. .................................................. ...............
                              ( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ ) النحل : 90 ،
                              الإحسان فوق العدل ،
                              وذلك أن العدل هو أن يعطي ما عليه ويأخذ ما له ،
                              والإحسان أن يعطي أكثر مما عليه ويأخذ أقل مما له ،
                              فالإحسان زائد عليه ،
                              فتحري العدل واجب ،
                              وتحري الإحسان ندب وتطوع ،
                              ولذلك عظم الله ثواب أهل الإحسان .
                              الفيروزأبادي / بصائر ذوى التمييز 1/671 .
                              .................................................. .................................................. ...............
                              عن الحسن أنه قرأ هذه الآية : ( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ ) النحل :90 ،
                              إلى آخرها ثم قال :
                              إن الله – عز وجل – جمع لكم الخير كله والشر كله في آية واحدة ،
                              فو الله ما ترك العدل والإحسان من طاعة الله إلا جمعه ،
                              ولا ترك الفحشاء والمنكر والبغي من معصية الله شيئاً إلا جمعه .
                              الدر المنثور 9/103 .
                              .................................................. .................................................. ...............
                              كان لحفصة بنت سيرين ابنٌ عظيم البر بها ،
                              فمات ،
                              فقالت حفصة :لقد رزق الله عليه من الصبر ما شاء أن يرزق ،
                              غير أني كنت أجد غصة لا تذهب ،
                              قالت فبينا أنا ذات ليلة أقرأ سورة النحل ،
                              إذ أتيت على هذه الآية : (وَلا تَشْتَرُوا بِعَهْدِ اللَّهِ ثَمَناً قَلِيلاً إِنَّمَا عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (95) مَا عِنْدَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) النحل :95-96 ،
                              قالت :فأعدتها ، فأذهب الله ما كنت أجد .
                              صفة الصفوة 4/25 .
                              .................................................. .................................................. ...............
                              تأمل حكمة الله تقديم الأمن على الطمأنينة في قوله تعالى :
                              ( وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ ءامِنَةً مُّطْمَئِنَّةً ) النحل :112 ،
                              فالطمأنينة لا تحصل بدون الأمن ،
                              كما أن الخوف يسبب الانزعاج والقلق ،
                              وفي قوله : ( فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ )
                              سر لطيف ؛
                              لأن إضافة اللباس إلى الجوع والخوف تشعر وكأن ذلك ملازم للإنسان ملازمة اللباس للابسه .
                              ينظر التحرير والتنوير 13/247 .
                              .................................................. .................................................. ...............
                              " الحنف " ميل عن الضلال إلى الاستقامة ،
                              كقوله تعالى عن الخليل عليه السلام : ( قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا ) النحل : 120 ،
                              أما " الجنف " فهو ميل عن الاستقامة إلى الضلال ،
                              كقوله تعالى في شأن الوصية : ( فَمَنْ خَافَ مِن مُّوصٍ جَنَفًا ) البقرة : 182 .
                              الراغب الأصفهاني / مفردات ألفاظ القرآن 1/269 .
                              .................................................. .................................................. ...............
                              قال تعالى عن إبراهيم : ( شَاكِرًا لِأَنْعُمِهِ ) النحل :121 ،
                              وقال : ( وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً ) لقمان :20 ،
                              فجمع النعمة في آية النحل قلة ( أنعم ) ؛
                              لأن نعم الله لا تحصى ،
                              وإنما يستطيع الإنسان معرفة بعضها وشكرها وهو ما كان من إبراهيم عليه السلام ، فذكر جمع القلة في هذا المقام ،
                              أما آية لقمان فجمعها جمع كثرة ( نعمهِ )
                              ؛ لأنها في مقام تعداد نعمه وفضله على الناس جميعاً .
                              د. فاضل السامرائي / التعبير القرآني 40-41 .

                              __________________




                              هذة أمتّي هذا حآلها وإن قعدت أنا فمن يقوم هذي بلادي وليس لي غيرها فإن لم أجاهد أنا فمن يذود هذا عرضي ...... ذاك ديني وأعاهدالله على النضآل فأعنّا يا الله وتقبّل منّا وانصرنا بمعيّتك

                              تعليق

                              يعمل...
                              X