السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صاحت كل ذرة من ذراته بهذه الصيحة التى لم يسمعها الجمع الملتف حوله
إنها صيحة صرخت بها كل خلية فى جسده الواهن
لم يسمعها أحد ممن حوله
فقط سمعها ذلك الضيف الذى لم يره أحد ؛
ضيف جاء دون أن تشعر به الأسرة المكلومة و لم يلتفت إليه الأصدقاء الدامعون ،
ضيف لا يحتاج إلى استئذان و لا يطرق الأبواب ،
فقط يدخل ..
هو يعرف طريقه جيدا ،
رغم أنه ربما لم يدخل من قبل هذا المكان ،
لكنه يعرف طريقه و يعرف هدفه ،
و يعرفه المضيف المعنى بتلك الزيارة التى لابد منها ،
يعرفه و يعرف لماذا جاء ،
هذا البرد الذى يسرى فى أوصاله ، و يتصاعد ببطء إلى تراقيه ، ثم إلى حلقومه ، يجعله يدرك جيدا لماذا جاء الزائر الآن ؟
بالنسبة له هو زائر غير مرحب به ، و غير مرغوب فيه ، و رغم ذلك هو لا يملك طرده ، و لا تأجيل موعد تلك الزيارة !
البعض يرحب بهذا الزائر و يسعد به ،
بل هناك من صاح فرحا به عند لقائه قائلا : زائر مغب و حبيب جاء على فاقة !
هناك من صاح شوقا لما بعده ، و قال : واطرباه وافرحاه بهذا الزائر ،
لكن ليس هو ،
ليس و هو يسترجع شريط حياة مدنسة بالآثام وملوثة بالمعاصي والمظالم والإجرام ليس و هو يتذكر الفظائع التى ارتكبها ، و المحارم التى انتهكها ، و الأهواء التى عبدها ،
ليس و هو ينتبه فقط الآن ، من غفلة طويلة ، وسكرة مديدة ، لم تستجب قط لكل محاولات التنبيه والإفاقة والإفهام ،
على الأقل ليس الآن ،
ليس قبل أن يأخذ فرصة أخيرة ، فرصة واحدة فقط "رَبِّ ارْجِعُونِ "..
صاح بها من أعماق نفسه ، بصوت لم يجاوز حلقه ، و قد اصطدم بمرارة السكرات ، و غرق فى متلاطم الغمرات ،
أرجع فقط و لو ليلة ،
و لو ساعة ،
و لو بمقدار ركعتين خفيفتين ، أتوب فيهما و أنيب إليك يا مولاى ،
و لو بمقدار عمل صالح يختم لى به ،
بسجدة أجيب الزائر و أنا فيها ، لعلي ألقاك و أنا عليها
"رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ"
آلآن ؟!
الآن تذكر الأعمال الصالحة ؟
الان يتكلم عن المسارعة إلى الخيرات ، وهو الذى طالما تباطأ عنها ؟؟
الآن علم أن له ربا يدعوه و يسأله ؟
الآن يرفع عقيرته المكتومة بدعاء تعجز يداه عن الارتفاع معه ، وهو الذى كان من قبل فى أوج قوته يتكاسل عن رفعهما بمثله ؟! آلآن يخاطب ربه بصيغة الجمع التعظيمية ويقول ارجعون ، وهو الذى لم يعظمه و لا عظم حرماته و لا شعائره فى حياته؟ آلآن ؟؟!! #تدبر
#سورة_المؤمنون 5
#مدارسة_القرآن
صاحت كل ذرة من ذراته بهذه الصيحة التى لم يسمعها الجمع الملتف حوله
إنها صيحة صرخت بها كل خلية فى جسده الواهن
لم يسمعها أحد ممن حوله
فقط سمعها ذلك الضيف الذى لم يره أحد ؛
ضيف جاء دون أن تشعر به الأسرة المكلومة و لم يلتفت إليه الأصدقاء الدامعون ،
ضيف لا يحتاج إلى استئذان و لا يطرق الأبواب ،
فقط يدخل ..
هو يعرف طريقه جيدا ،
رغم أنه ربما لم يدخل من قبل هذا المكان ،
لكنه يعرف طريقه و يعرف هدفه ،
و يعرفه المضيف المعنى بتلك الزيارة التى لابد منها ،
يعرفه و يعرف لماذا جاء ،
هذا البرد الذى يسرى فى أوصاله ، و يتصاعد ببطء إلى تراقيه ، ثم إلى حلقومه ، يجعله يدرك جيدا لماذا جاء الزائر الآن ؟
بالنسبة له هو زائر غير مرحب به ، و غير مرغوب فيه ، و رغم ذلك هو لا يملك طرده ، و لا تأجيل موعد تلك الزيارة !
البعض يرحب بهذا الزائر و يسعد به ،
بل هناك من صاح فرحا به عند لقائه قائلا : زائر مغب و حبيب جاء على فاقة !
هناك من صاح شوقا لما بعده ، و قال : واطرباه وافرحاه بهذا الزائر ،
لكن ليس هو ،
ليس و هو يسترجع شريط حياة مدنسة بالآثام وملوثة بالمعاصي والمظالم والإجرام ليس و هو يتذكر الفظائع التى ارتكبها ، و المحارم التى انتهكها ، و الأهواء التى عبدها ،
ليس و هو ينتبه فقط الآن ، من غفلة طويلة ، وسكرة مديدة ، لم تستجب قط لكل محاولات التنبيه والإفاقة والإفهام ،
على الأقل ليس الآن ،
ليس قبل أن يأخذ فرصة أخيرة ، فرصة واحدة فقط "رَبِّ ارْجِعُونِ "..
صاح بها من أعماق نفسه ، بصوت لم يجاوز حلقه ، و قد اصطدم بمرارة السكرات ، و غرق فى متلاطم الغمرات ،
أرجع فقط و لو ليلة ،
و لو ساعة ،
و لو بمقدار ركعتين خفيفتين ، أتوب فيهما و أنيب إليك يا مولاى ،
و لو بمقدار عمل صالح يختم لى به ،
بسجدة أجيب الزائر و أنا فيها ، لعلي ألقاك و أنا عليها
"رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ"
آلآن ؟!
الآن تذكر الأعمال الصالحة ؟
الان يتكلم عن المسارعة إلى الخيرات ، وهو الذى طالما تباطأ عنها ؟؟
الآن علم أن له ربا يدعوه و يسأله ؟
الآن يرفع عقيرته المكتومة بدعاء تعجز يداه عن الارتفاع معه ، وهو الذى كان من قبل فى أوج قوته يتكاسل عن رفعهما بمثله ؟! آلآن يخاطب ربه بصيغة الجمع التعظيمية ويقول ارجعون ، وهو الذى لم يعظمه و لا عظم حرماته و لا شعائره فى حياته؟ آلآن ؟؟!! #تدبر
#سورة_المؤمنون 5
#مدارسة_القرآن
تعليق