إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

قصة توبة الامبر ( للشيخ عائض القرنى )

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قصة توبة الامبر ( للشيخ عائض القرنى )





    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    قصة الامير العباسى الفقير

    للشيخ عائض القرنى جزاه الله خيرا
    نفعنا الله بها واياكم


    خرج علي بن المأمون، ابن الخليفة العباسي المأمون، إلى شرفة من شرفات القصر ذات يوم، ينظر إلى سوق بغداد، ينظر من البروج العاجية، طعامه شهيٌ، ومركبه وطيّ، وعيشه هني، يلبس أفخر الثياب، ويأكل ما لذَّ وطاب، ما جاع يوماً في حياته، وما ظمئ أبداً، وما مست الشمس جبهته.

    فأخذ ينظر من القصر إلى الناس في السوق، هذا يذهب، وهذا يأتي، هذا يبيع، وهذا يشتري.


    ولفت نظر الأمير رجل من الناس، يعمل حمّالاً بالأجرة، وكان يظهر عليه الصلاح والنسك، حباله على كتفيه، والحمل على ظهره، ينقل الحمولة من دكان إلى دكان، ومن مكان إلى مكان.
    فأخذ الأمير يتابع حركاته في السوق، فكان هذا الحمَّال إذا انتصف الضحى، ترك السوق، وخرج إلى ضفاف دجلة، فتوضأ وصلى ركعتين، ورفع يديه إلى الحي القيوم.
    سبحان مَنْ يَعْفُو وَنَهْفُوا دَائِماً وَلَمْ يَزَلْ مَهْمَا هَفَا الْعَبْدُ عَفَا
    يُعْطِي الَّذِي يُخْطِي وَلا يَمْنَعُهُ جَلالُهُ عَنِ الْعَطَا لِذِي الْخَطَا
    سبحان من اتصل به الفقراء والمساكين، سبحان من التجأ إليه الضعفاء والمظلومون، سبحان من عرفه الفقراء، وحُجب عنه كثير من الأغنياء والوجهاء.
    عرفه الذي في الخيمة، وعلى الرصيف بيده كسرة الخبز، ولم يعرفه الذي في القصر الشاهق، والمنصب العالي، والمنزلة الرفيعة.


    أخذ الأمير ينظر إلى هذا الرجل، فكان إذا صلى الضحى، عاد إلى عمله، فعمل حتى قبيل الظهر، ثم اشترى خبزة جافة بدرهم، فيأخذها إلى نهر دجلة، فيأتي إلى النهر، فيبلّ كسرة الخبز بالماء، ويأكلها، ثم يشرب من الماء، ويحمد الله - عزَّ وجلَّ - ثم يتوضأ لصلاة الظهر، فإذا صلى، جلس فدعا الله - عزَّ وجلَّ - وابتهل وبكى، وناجى الحي القيوم، ثم ينام ساعة، وبعد النوم ينزل إلى السوق، فيعمل ويجتهد، ثم يشتري خبزاً ويذهب إلى بيته.


    وفي اليوم الثاني يعود إلى نفس العمل، وهكذا في اليوم الثالث والرابع، إلى أيام كثيرة.
    فتعجب الأمير من ذاك الرجل، وأصرّ على أن يعرف قصته، فأرسل جنديّاً من جنوده إليه؛ ليستدعيه إلى القصر، فذهب الجندي، واستدعى الحمَّال، فقال الحمَّال: ما لي وملوك بني العباس، ليس بيني وبين الخلفاء صلة، ليست لي قضية ولا مشكلة، ولا مهمة، إن أشكل عليّ شيء رفعته إلى الحي القيوم، إن جعت أشبعني الله، وإن ظمئت سقاني الله، ما عندي دار، ولا عقار، ولا أرض، فقال الجندي: أَمْرُ الأمير، لابد أن تحضر اليوم في قصر أمير المؤمنين. فظن المسكين أن الأمير سوف يحاسبه أو يحاكمه، فقال: حسبنا الله ونعم الوكيل!!


    وهذه الكلمة سلاح الفقراء والمساكين، سلاح المظلومين والمضطهدين، بها تتكسر رؤوس الطغاة، وتتحطم عروش الجبابرة، وتسحق قلاع الظالمين.
    قالها إبراهيم عليه السلام، لما أتوا به، ووضعوه في النار المحرقة، فجعلها الله عليه برداً وسلاماً.
    وقالها موسى عليه السلام، لما طارده فرعون وجنوده، والبحر أمامه، والموت وراءه، فأخرج سلاحه وقال: حسبنا الله ونعم الوكيل، فنجاه الله.

    دخل الفقير على ابن المأمون الأمير، فسلم عليه.


    قال الأمير: أما تعرفني.
    قال الحمَّال: ما أتيتك، وما رأيتك حتى أعرفك!!
    قال الأمير: أنا ابن الخليفة.
    قال الحمَّال: يقولون ذلك!!
    قال الأمير: ماذا تعمل؟
    قال الحمَّال: أعمل مع عباد الله، في بلاد الله!!
    قال الأمير: قد رأيتك أياماً، ورأيت ما أنت فيه من مشقة وعناء، وإني أريد أن أخفف عنك.
    قال الحمَّال: وكيف ذلك؟
    قال الأمير: ائتِ بأهلك، واسكن معي القصر، آكلاً، شارباً، مستريحاً، لا همّ، لا غمّ، لا حزن.
    قال الحمَّال: يا ابن الخليفة، لا همّ على من لم يذنب، ولا غمّ على من لم يعصِ، ولا حَزَن على من لم يسئ!! أما من أمسى في غضب الله، وأصبح في معصية الله، فهو في الغم والهم والحزن.
    فقال له الأمير: وهل عندك أهل؟
    قال الحمَّال: أمي عجوز، وأختي عمياء، آتي بإفطارهما قبل الغروب، فهما تصومان كل يوم، فنفطر جميعاً ثم ننام بعد العشاء.
    قال الأمير: فمتى تستيقظ؟
    قال الحمَّال: إذا نزل الحي القيوم إلى سماء الدنيا، في الثلث الأخير من الليل!!
    قال الأمير: وهل عليك دين؟
    قال الحمَّال: ذنوب سلفت بيني وبين الحيّ القيوم.
    قال الأمير: ألا تريد أن تسكن معي القصر؟
    قال الحمَّال: لا والله.
    قال الأمير: ولم؟
    قال الحمَّال: أخاف أن يقسو قلبي، وأن يضيع ديني.
    قال الأمير: أتفضِّل أن تكون حمالاً جائعاً عارياً، ولا تكون معي في القصر؟!
    قال الحمَّال: إي والله!!


    ثم تركه الحمَّال وانصرف، فأخذ الأمير يتأمل، وينظر إليه وهو مشدوه، فقد أعطاه درساً عمليّاً في الإيمان والتوكل على الله، أملى عليه دروساً في التوحيد والعبودية، ألقى عليه كلمات نفذت إلى قلبه، فأخذ يتابعه بطرفه، حتى اختفى عنه.
    وفي ذات ليلة، استفاق الأمير من غفلته، وأفاق من غيبوبته وصحا من نومه، وعلم أنه كان في سبات عميق، ونوم طويل، وأن الوقت قد حان للتوبة والتشمير.

    تَنَبَّهُوا يَا رُقُودُ إِلَى مَتَى الْجُمُودُ
    فَهَذِهِ الدَّارُ تَبْلَى وَمَا عَلَيْهَا يَبِيدُ
    الْخَيْرُ فِيهَا قَلِيلٌ وَالشَّرُّ فِيهَا عَتِيدُ
    وَالْعُمْرُ يَنْقُصُ فِيهَا وَسَيِّئاتٌ تزيدُ
    فَاسْتَكْثِرِ الزَّادَ فِيهَا إِنَّ الطَّرِيقَ بَعِيدُ
    فاستيقظ الأمير وسط الليل، وقال لخدامه: إني ذاهب إلى مكان بعيد، فإذا أتى بعد ثلاثة أيام، فأخبروا والدي أني ذهبت، فسوف ألتقي أنا وإياه يوم العرض الأكبر.

    خرج الأمير في ظلام الليل، خلع ثيابه الفاخرة، ولبس لباس الفقير، ذهب واختفى، ولم يعلم أحد أين ذهب.
    يقول أهل التاريخ: ركب إلى واسط، وغيّر هيئته، وصار مسكيناً من المساكين، وعمل أجيراً مع تاجرٍ من تجار الآجر، يعمل في صنع الطوب والطين والبناء.
    أصبح ابن الخليفة صوَّاماً، قواماً، ذاكراً لله - تبارك وتعالى - له أوراد في الصباح والمساء، يحفظ القرآن، يصوم في شدة الهجير، يقوم الليل، يتَّصل بالحي القيوم، ليس عنده من المال إلا ما يكفيه يوماً واحداً. ذهب همه وغمه وكربه وحزنه، ذهب عنه العجب والكبر والخيلاء والغرور.


    {أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} [الأنعام: 122].


    ثم جاءت سكرة الموت بالحق، أتته الوفاة على هذه الحال، فأخبر التاجر أنه ابن الخليفة المأمون، وأوصاه إذا مات، أن يغسله، ويكفنه، ويدفنه، ثم أعطاه خاتمه ليسلمه إلى المأمون بعد وفاته.
    ومات الأمير، فغسله الرجل، وكفنه، وصلى عليه، ودفنه، ثم ذهب بالخاتم إلى المأمون، فلما رأى المأمون الخاتم شهق وبكى حتى ارتفع صوته، ثم سأل التاجر عنه: وماذا كان يفعل؟ فأخبره التاجر أنه كان عابداً، ناسكاً، أواباً، ذاكراً لله تعالى، ثم أخبره بموته، فضجّ الخليفة والوزراء، وارتفعت أصواتهم بالبكاء والنحيب، وأيقنوا أن الأمير قد عرف طريق السعادة، وطريق النجاة يوم القيامة.
    لكنهم ما مشوا معه في الطريق، وما أنابوا إلى الله كما أناب ؛ {فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء} [الأنعام: 125].


    نسأل الله السلامة والعافيه فى الدنيا والآخرة


    التعديل الأخير تم بواسطة حوراء الجنان; الساعة 22-05-2014, 08:07 PM.

  • #2
    رد: قصة توبة الامبر ( للشيخ عائض القرنى )

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    جزاكم الله خيرًا
    نفع الله بكم
    ونتمنى لكم التوفيق في المسابقة

    كلمة الدكتور حازم شومان لفريق التفريغ بشبكة الطريق الى الله

    لا حول ولا قوة إلا بالله

    اللهم بلغنا رمضان

    تعليق


    • #3
      رد: قصة توبة الامبر ( للشيخ عائض القرنى )

      جزاكم الله خيرا
      وعظ أعرابي ابنه فقال : أي بني إنه من خاف الموت بادر الفوت ، و من لم يكبح نفسه عن الشهوات أسرعت به التبعات ، و الجنة و النار أمامك .

      تعليق


      • #4
        رد: قصة توبة الامبر ( للشيخ عائض القرنى )

        جزاكم الله خيرًا على المشاركة الطيبة

        تعليق


        • #5
          رد: قصة توبة الامبر ( للشيخ عائض القرنى )

          وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
          بارك الله فيكم ونفع بكم

          تعليق


          • #6
            رد: قصة توبة الامبر ( للشيخ عائض القرنى )

            جزاك الله خيرا هذه اول مرة اقرا القصة

            اسئلكم الدعاء ﻻخي بالشفاء العاجل وان يمده الله بالصحة والعمر الطويل والعمل الصالح

            تعليق


            • #7
              رد: قصة توبة الامبر ( للشيخ عائض القرنى )

              وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته


              بالتوفيق اختاه قصة رائعه ... استمرى
              جزاكم الله خيراا









              المسبحه الإلكترونيه رائعه جدا[/SIZE]
              اللهم اغفر لأبي وارحمه ونور قبره واجمعنى بيه في جنة الفردوس الأعلي من غير حساب ولا سابقة عذاب

              تعليق


              • #8
                رد: قصة توبة الامبر ( للشيخ عائض القرنى )

                جزاكم الله خيراً علي هذا الموضوع الرائع
                وعلي هذه القصص الرائعه نفع الله بكم
                وجعلها ربي في ميزان حسناتكم

                تعليق


                • #9
                  رد: قصة توبة الامبر ( للشيخ عائض القرنى )

                  جزاكم الله خيرا اخواتى على مروركم العطر
                  وبارك الله فيكم

                  تعليق


                  • #10
                    قصه مؤثره.... توبة امير

                    توبة امير


                    خرج الأمير علي بن المأمون الخليفة العباسي , فأشرف من شرفة القصر ذات يوم ينظر إلى سوق بغداد... ينظر من القصور العاجية... فطعامه... شهي, ومركبه... وطي, وعيشه... هني, يلبس أفخر الثياب ويأكل ما لذ وطاب... وما جاع يوما ولا ظميء أبدا... فأخذ ينظر إلى الناس في السوق... هذا يذهب وهذا يأتي... فلفت نظر الأمير حمالا يحمل للناس بالأجرة وكان يظهر عليه الصلاح... فكانت حباله على كتفه, والحمل على ظهره, ينقل الحمولة من دكان لآخر ومن مكان إلى مكان.

                    فأخذ الأمير يتابع حركاته في السوق... فعندما إنتصف الضحى ترك الحمال السوق وخرج إلى ضفاف نهر دجلة وتوضأ... وصلى ركعتين... ثم رفع يديه وأحذ يدعو... ثم عاد إلى السوق فعمل إلى قبيل الظهر... ثم إشترى خبزا فيأخذها إلى النهر فيبلها بالماء ويأكل... فإذ إنتهى توضأ للظهر وصلى... ثم نام ساعة... وينزل للسوق فيعمل... ثم يشتري خبزا... ويعود لمنزله.

                    وفي اليوم التالي عاد و راقبه الأمير علي... وإذ به نفس البرنامج السابق... والجدول الذي لا يتغير... وهكذا اليوم الثالث والرابع... فأرسل الأمير جنديا من جنوده إلى ذلك الحمّال ليستدعيه لديه في القصر, فذهب الجندي وإستدعى الحمال.

                    فقال في نفسه: مالي ومال جنود بني العباس؟ مالي ومال الخلفاء؟؟

                    قال الجندي: أمر الأمير أن تحضر الآن عنده... فظن المسكين أن الأمير يحاسبه أو يحاكمه...

                    فقال: حسبي الله ونعم الوكيل...

                    وهذه الكلمة هي سلاح الفقراء والمظلومين ولكنها تكسر رؤوس الطغاة

                    فدخل الحمال الفقير على الأمير , فسلم عليه...

                    فقال الأمير: ألا تعرفني؟

                    فقال:مارأيتك حتى أعرفك !

                    قال: أنا ابن الخليفة...

                    فقال:يقولون ذلك.

                    قال: ماذا تعمل أنت؟؟

                    فقال: أعمل مع عباد الله في بلاد الله.

                    قال الأمير: قد رأيتك أياما... ورأيتُ المشقة التي أصابتك, فأريد أن أخفف عنك المشقة...

                    فقال: بماذا؟

                    قال الأمير: أسكن معي وأهلك بالقصر... آكلا... شاربا... مستريحا... لا همّ... ولا حزن... ولا غمّ...

                    فقال الفقير: ياابن الخليفة , لا همّ على من لم يذنب, ولا غمّ على من لم يعص... ولا حزن على من لم يُسيء...

                    أمامن أمسى في غضب الله وأصبح في معاصي الله... فهو صاحب الغم ّ والهمّ والحزن.

                    فسأله عن أهله...

                    فقال: أمي عجوز كبيرة... وأختي عمياء حسيرة وهما تصومان كل يوم وآتي لهما بالإفطار ثم نفطر جميعا ثم ننام.

                    فقال الأمير: ومتى تستيقظ؟

                    فقال: إذا نزل الحي القيوم إلى السماء الدنيا.

                    فقال:هل عليك من دين؟

                    فقال: ذنوبٌ سلفتْ بيني وبين ربي.

                    فقال: ألا تريد معيشتنا؟

                    فقال: لا و الله, لا أريدها.

                    فقال: ولم؟

                    فقال: أخاف أنْ يقسو قلبي, وأن يضيع ديني.

                    فقال الأمير: هل تفضل أن تكون حمالا على أن تكون معي في القصر؟

                    فقال:نعم.

                    فأخذ الأمير يتأمله وينظر إليه وهو مشدوه... بعد أن ألقى عليه محاضرة عن الإيمان ودرسا عن التوحيد.

                    فتركه... وذهب...

                    وفي ليلة استيقظ الأمير بل استفاق من غيبوبة... وأدرك أنه كان في سبات عميق وأن داعي الله يدعوه... لينتبه.

                    فاستيقظ الأمير وسط الليل...
                    وقال لحاشيته: أنا ذاهب إلى مكان, وبعد ثلاثة أيام أخبروا أبي الخليفة المأمون أني ذهبت وقولوا له بأنّي وإياه سنلتقي يوم العرض الأكبر.

                    قالوا: ولم؟

                    فقال: نظرتُ لنفسي وإذ بي في سبات وضياع وضلال وأريدُ أن أُهاجرُ بروحي إلى الله.

                    فخرج وسط الليل وقد خلع لباس الأمراء ولبس لباس الفقراء ومشى واختفى عن الأنظار...

                    ولم يعلم الخليفة ولا أهل بغداد أين ذهب الأمير... وعهد الخدم به يوم ترك القصر... وأنه راكب إلى واسط كما يقول التاريخ... وقد غير هيئته كهيئة الفقراء وعمل مع تاجر في صنع الآجر.

                    فكان له ورد في الصباح يحفظ القرآن الكريم... ويصوم الأثنين والخميس ويقوم الليل ويدعو الله عز وجل وما عنده من مال يكفيه يوما واحدا فقط...

                    فذهب همه وغمه وذهب حزنه وذهب الكبر والعجب من قلبه...

                    "أومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها"(الأنعام:122)

                    ولما أتته الوفاة أعطى هذا التاجر خاتمهوقال: أنا ابن الخليفة المأمون... إذا متُ... فغسلني... وكفني... واقبرني... ثم اذهب لأبي وسلمهُ الخاتم.

                    فغسله وكفنه وصلى عليه وقبره وأتى بالخاتم للمأمون...

                    وأخبرهُ خبره وحاله... فلما رأى الخاتم شهق وبكى الخليفة المأمون... وارتفع صوته... وبكى الوزراء...

                    وعرفوا أنه أحسن اختيار الطريق... لكنهم... لم يسيروا عليه!!

                    هذه قصة من قصص التاريخ.اُثبتتْ , وحفظتْ... ونقلتْ...

                    فهل من عاقل؟

                    القصة من كتاب التوابين لأبن قدامة المقدسي


                    نحن أمة جادة فيها بعض لحظات اللعب ، ولسنا أمة لاهية فيها بعض لحظات الجد .. !!




                    تعليق


                    • #11
                      رد: قصه مؤثره.... توبة امير

                      وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
                      تم الدمج
                      جزاكم الله خيرا
                      المسبحه الإلكترونيه رائعه جدا[/SIZE]
                      اللهم اغفر لأبي وارحمه ونور قبره واجمعنى بيه في جنة الفردوس الأعلي من غير حساب ولا سابقة عذاب

                      تعليق

                      يعمل...
                      X