إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

يا لسعادتك ويا لعزتك حين تتخذ القرآن سبيلا"وداعًا للأحزان فربك الرحمن"

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • يا لسعادتك ويا لعزتك حين تتخذ القرآن سبيلا"وداعًا للأحزان فربك الرحمن"




    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. أما بعد:



    فإن العزة خُلُق عظيم، وخِلَّة كريمة، تهفو إليها القلوب الحية، وتسعى لنيلها النفوس الأبيّة، وإن السعادة لمطلب مُلح، وهدف منشود، وغاية مبتغاة، وكل الناس يبحث عن هذه المعاني ويسعون لها سعيها، فيسلكون إليها كل سبيل، ويركبون لها كل صعب وذلول، ولكن قلَّ من يهتدي إليها، ويوفّق لها.


    كلُّ مَنْ في الوجود يطلب صيدًا *** غير أن الـشباكَ مختلفـاتُ



    وإن من فضائل القرآن ـ وهي كثيرة لا تحصى ـ حصولَ السعادةِ العظمى، والعزة القعساء لمن يقبل عليه، ويتلوه حق تلاوته. وهذه السعادة، وتلك العزة تحصل للفرد وللأمة، قال تعالى: ( طه (1) مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى ) [طه:2،1]، وقال: ( وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ ) [المنافقون:8]، وقال: ( الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمْ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ ) [الأنعام:82].

    فالقرآن الكريم حبل الله المتين، وصراطه المستقيم، سمّاه الله نوراً، وتبياناً، وموعظة، ورحمة، وشفاءً لما في الصدور، لا تنقضي عجائبه، ولا يَخْلَقُ عن كثرة الردّ، لا يَعْـوَجُّ فيُقَوَّم، ولا يزيغ فيستعتب، فيه القصصُ العجيبةُ، ودلائلُ التوحيدِ والنبوة، فيه المواعظ الحسنة النافعة، وفيه البراهينُ الجليّةُ القاطعة، التي تسبق إلى الأفهام ببادئ الرأي، وأول النظر، ويشترك كافةُ الخلق في إدراكها؛ فهو مثلُ الغذاءِ ينتفع به كلُّ إنسانٍ، بل كالماء الذي ينتفع به الصبي، والرضيع، والرجلُ القويُّ والضعيف. فيه الحثُّ على كل خلق جميل، وفيه التنفير من كل خلق ساقط رذيل (خُذْ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنْ الْجَاهِلِينَ ) [الأعراف:199].





    هذا القرآن هو الذي أحرزت به الأمة سعادة الدارين، وهو الذي اجْتَثَّ منها عروق الذلة والإستكانة؛ فهو الذي ربّاها وأدبها، فزكَّى منها النفوس، وصفَّى القرائح، وأذكى الفِطن، وجلا المواهب، وأعلى الهمم، وأرهف العزائم، واستثار القوى، وغرس الإيمان في الأفئدة، وملأة القلوب بالرحمة، وحفَزَ الأيديَ للعمل النافع، والأرجلَ للسعي المثمر، ثم ساق هذه القوى على ما في الأرض من شر وباطل وفساد،فطهرها منه تطهيراً، وعمَّرها بالحق والخير والإصلاح تعميراً.

    هذا القرآن نور الصدور، وجلاء الهمِّ والغمّ، وفرح الفؤاد، وقرة العين.


    وكتاب ربِّك إن في نفحاته *** من كل خير فوق ما يُتََوقَّعُ
    نورُ الوجودِ وأُنْسُ كلِّ مروِّعٍ *** بكر وبه ضاق الفضاءُ الأوسعُ
    والعاكفون عليه هم جلساء من *** لجلاله كلُّ العوالم تخشع
    فادفن همومَك في ظلال بينه *** تَحْلُ الحياة وتطمئن الأضلع
    فبكلِّ حرفٍ من عجائب وحيه *** نبأٌ يبشر أو نذيرٌ يقرع



    هذا القرآن هو الذي أنار العقول على النور الإلهي فأصبحت كشَّافةً عن الحقائق العليا، وطهَّر النفوس من أدران السقوط والإسفاف فأصبحت نزَّاعة إلى المعالي، مُقْدِمةً على العظائم. وبهذه الروح القرآنية إندفعت تلك النفوسُ بأصحابها تفتح الآذانَ قبل البلدان، وتمتلك بالعدل والإحسانِ الأرواح قبل الأشباح.
    هذا القرآن هو الذي أخرج الله به من رعاة النَّعم رعاةَ الأمم، ومن خمول الجهل أعلام الحكمة، والعدل والعلم.



    الله أكبر إن دين محمد *** وكتابه أقوى وأقوم قيلا
    طلعت به شمس الهداية للورى *** وأبى لها وصف الكمال أفُولا
    والحق أبلج في شريعته التي *** جمعت فروعها للهدى وأصولا
    لا تتذكر الكتب السوالف عنده *** طلع الصباح فأطفئوا القنديلا



    ولكنَّ السرَّ كلَّ السرِّ ليس في تلاوته فحسب، وإنما هو في تدبره، وعقله، والتخلق بأخلاقه، والإئتمار بأوامره، والإنتهاء عن نواهيه، ( كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ ) [ص:29].



    ورحم الله الإمام الشاطبي إذ يقول:

    وإن كتابَ الله أوثقُ شافعٍ *** وأغنى غناء واهباً متفضِّلا
    وخيرُ جليسٍ لا يُمَلٌ حديثُه *** وترْدَادهٌ يزداد فيه تجمَّلا

    فيا أيها القارى به متمسكاً *** مُجِلاً له في كل حال مُبَجِّلا
    هنيئاً مريئاً والداك عليهما *** ملابسُ أنوارٍ من التاج والحُلى

    ورحم الله السبكي إذ يقول:


    لأسرار آيات الكتاب مَعان تَدِقُ *** فلا تبدو لكل مُعان
    إذا بارقٌ قد لاح منها لخاطري *** هممت قرير العين بالطيران


    هذا وإن من علامات التوفيق، وأمارات الفلاح أن يوفق الإنسان لحب القرآن، والإقبال عليه تعلماً، وتعليماً، وتلاوةً، وبذلاً وعملاً؛ لأجل نشره والدعوة إليه؛ فيا لسعادة ذلك ويا لعزته في الدنيا والآخرة، ويا لحرمان من حُرم ذلك الخير، وصُدَّ عن ذلك النور.


    جعلنا الله وإياكم من أهل القرآن الذين هم أهله وخاصته، وجعلنا مفاتيح للخير، مغاليق للشر، مباركين أينما كنا،
    وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

    مما راق لي نقله

    التعديل الأخير تم بواسطة بذور الزهور; الساعة 24-05-2014, 12:11 AM. سبب آخر: فك تشابك بعض الكلمات


  • #2
    رد: يا لسعادتك ويا لعزتك حين تتخذ القرآن سبيلا

    عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    جزاكم الله خيرًا وجعله في ميزان حسناتكم


    "اللهم إني أمتك بنت أمتك بنت عبدك فلا تنساني
    وتولني فيمن توليت"

    "وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ"الشورى:36

    تعليق


    • #3
      رد: يا لسعادتك ويا لعزتك حين تتخذ القرآن سبيلا

      عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
      جزيتم خيرًا
      موضوع قيم جعله في ميزان حسناتكم
      رحمك الله يا أمي
      ألا يستقيم أن نكون إخوانًا وإن لم نتفق!".الشافعي رحمه الله
      وظني بكـَ لايخيبُ

      تعليق


      • #4
        رد: يا لسعادتك ويا لعزتك حين تتخذ القرآن سبيلا

        المشاركة الأصلية بواسطة بذور الزهور مشاهدة المشاركة
        عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
        جزاكم الله خيرًا وجعله في ميزان حسناتكم


        وجزاكم بالمثل
        بارك الله فيكم


        تعليق


        • #5
          رد: يا لسعادتك ويا لعزتك حين تتخذ القرآن سبيلا

          المشاركة الأصلية بواسطة أبوالدرداء إبراهيم مشاهدة المشاركة
          عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
          جزيتم خيرًا
          موضوع قيم جعله في ميزان حسناتكم

          وجزاكم بالمثل
          آمين ، بارك الله فيكم


          تعليق


          • #6
            رد: يا لسعادتك ويا لعزتك حين تتخذ القرآن سبيلا

            جزاكم الله خيرًا


            قال الشيخ الألباني رحمه الله: إن هذا الطريق طويل ونحن نمشي فيه مشي السلحفاة لايهمنا أن نصل المهم أن نموت علي الطريق

            تعليق


            • #7
              رد: يا لسعادتك ويا لعزتك حين تتخذ القرآن سبيلا

              وجزاكم بالمثل
              بارك الله فيكم على مروركم الطيب


              تعليق


              • #8
                رد: يا لسعادتك ويا لعزتك حين تتخذ القرآن سبيلا


                ورحم الله الإمام الشاطبي إذ يقول:

                وإن كتابَ الله أوثقُ شافعٍ *** وأغنى غناء واهباً متفضِّلا
                وخيرُ جليسٍ لا يُمَلٌ حديثُه *** وترْدَادهٌ يزداد فيه تجمَّلا

                فيا أيها القارى به متمسكاً *** مُجِلاً له في كل حال مُبَجِّلا
                هنيئاً مريئاً والداك عليهما *** ملابسُ أنوارٍ من التاج والحُلى

                جزاكم الله خيرا أختنا الكريمة
                نقل طيب جدا
                اللهم متعنا بالقرآن ما حيينا

                تعليق


                • #9
                  رد: يا لسعادتك ويا لعزتك حين تتخذ القرآن سبيلا

                  وعليكم السلام ورحمة الله

                  بارك الله فيكم اختي وجزاكم خيرا

                  تعليق


                  • #10
                    رد: يا لسعادتك ويا لعزتك حين تتخذ القرآن سبيلا

                    المشاركة الأصلية بواسطة حفيدالحسين مشاهدة المشاركة

                    ورحم الله الإمام الشاطبي إذ يقول:

                    وإن كتابَ الله أوثقُ شافعٍ *** وأغنى غناء واهباً متفضِّلا
                    وخيرُ جليسٍ لا يُمَلٌ حديثُه *** وترْدَادهٌ يزداد فيه تجمَّلا

                    فيا أيها القارى به متمسكاً *** مُجِلاً له في كل حال مُبَجِّلا
                    هنيئاً مريئاً والداك عليهما *** ملابسُ أنوارٍ من التاج والحُلى

                    جزاكم الله خيرا أختنا الكريمة
                    نقل طيب جدا
                    اللهم متعنا بالقرآن ما حيينا

                    آمين وإياكم
                    بارك الله فيكم على مروركم وتعقيبكم الطيب


                    تعليق


                    • #11
                      رد: يا لسعادتك ويا لعزتك حين تتخذ القرآن سبيلا

                      المشاركة الأصلية بواسطة أبومصعب محمود ابراهيم مشاهدة المشاركة
                      وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
                      جزاكم الله خيراً ورفع قدركم
                      وجعلنا وايَّاكم من أهل القرآن العاملين به

                      إنّ من جملة الهجر أن يهجر المرء الإعتقاد الفاسد إلى الإعتقاد الصحيح،
                      والسلوك الفاسد إلى السلوك الصحيح، والفقه الفاسد إلى الفقه الصحيح،
                      يهجُر البدعة إلى السنة، ويهجر المعصية إلى الطاعة.

                      الشيخ/ أبو اسحق الحويني ، حفظه الله

                      تعليق


                      • #12
                        رد: يا لسعادتك ويا لعزتك حين تتخذ القرآن سبيلا"وداعًا للأحزان فربك الرحمن"

                        وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
                        جزاكم الله خيراً ورفع قدركم
                        وجعلنا وايَّاكم من أهل القرآن العاملين به

                        اللهم إن أبي وأمي و عمتي في ذمتك وحبل جوارك، فَقِهِم من فتنة القبر وعذاب النار، وأنت أهل الوفاء والحق، اللهم اغفر لهما وارحمهما، فإنك أنت الغفور الرحيم.

                        تعليق


                        • #13
                          رد: يا لسعادتك ويا لعزتك حين تتخذ القرآن سبيلا"وداعًا للأحزان فربك الرحمن"

                          بارك الله فيكم ونفع بكم
                          .

                          تعليق


                          • #14
                            رد: يا لسعادتك ويا لعزتك حين تتخذ القرآن سبيلا"وداعًا للأحزان فربك الرحمن"

                            عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
                            موضوع مبارك ، جزاكم الله خير الجزاء
                            وجعل عملكم هذا في موازين حسناتكم

                            تعليق


                            • #15
                              المشاركة الأصلية بواسطة khadeja مشاهدة المشاركة
                              رد: يا لسعادتك ويا لعزتك حين تتخذ القرآن سبيلا

                              وعليكم السلام ورحمة الله

                              بارك الله فيكم اختي وجزاكم خيرا

                              وجزاكم وبارك فيكم على مروكم الكريم

                              تعليق

                              يعمل...
                              X