إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

بسم الله ... تحليل لغوي ...لألفاظ البسملة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • بسم الله ... تحليل لغوي ...لألفاظ البسملة


    بسم الله
    ... تحليل لغوي ...لألفاظ البسملة

    عندما نفتح القرآن الكريم فإنّ أوّل ما نقرأ فيه من كلام الله هو "بسم الله الرحمن الرحيم" والتي تسمّى "البسملة" اختصاراً. وسبب وجود هذه البسملة هو التذكير بأنّ ما من شيء إلاّ وباسم الله بدايته ووجوده. ولهذا فإنّ المسلمين ينطقون بهذه العبارة عند مبادرتهم لأيّ عمل ؛ فباسم الله يبدأ المسلم كلّ شيء. البسملـة : إنّ البسملة مكوّنة من أربع كلمات هي على التوالي : بسم ، الله ، الرحمن ، الرحيم. × "بسم" و "باسم" بمعنى واحد. ومقابلهـا في اللغـة الفرنسيّـة هو (Au Nom de/ أُنُو دُو) أو ( Par Nom de/ بار نُو دُو).

    وهذه الكلمة تكتب عادة بالألف أي " باسم". وكتابتها بدون ألف استثناء من جهة وخاصّة بالله تعالى من جهة أخـرى فلا تكتب بدون ألـف حين تكـون متبوعة بغير اسم الله. × "الله" اسم الجلالة ، وهذه اللفظة حسب اللغويين قد حصّل عليها بحذف الألف الثانية في "الإلاه" وإدغام اللام الأولى في الثانية ، ومقابلها في الفرنسيّة لفظة (Dieu/ دِيُو). × أمّا لفظة "الرحمن" و "الرحيم" فهما اسمان من أسماء الله الحسنى. ورغم تعدّد الترجمات لهذين الاسمين فغالبا ما نجدهما مترجمتين كالتالي : "الرحمـن /Le Miséricordieux/ لو مِزِرِكُورْدْيو" ، ومعناه "العطوف" ، و"الرحيم /Celuiqui fait Miséricorde/ سُلْوِي كِي فِيمِزِرِكُورد" ومعناه "الذي يعطف".

    وهذه الترجمة مع الأسف ليست كاملة لأنّه ينقصها مفهوم "الأصل" الموجود في كلّ من لفظتي "الرحمن" و"الرحيم". ونحن نفضّل ترجمةً أخرى تُجَلِّي كلّ المعاني الموجودة في اللفظتين. وهذه الترجمة هي " لورِجِينْ" (L’Origine) للفظة "الرحمن" و " لاَرُونْجان" (L’Arrangeant) للفظة "الرحيم". والتحليل اللغوي التالي يثبت صحّة هذا الاختيار. فلفظـة "الرحمـن" في العربيّة مشتقّة من "الرحم" (la matrice/ لامَطْرِيسْ).

    و"الرحم" نظرا لطبيعته ووظيفته هو أصل لشيءٍ ما ، وبالتالي يولّد مفهوم "الرحمة" كمثل رحمة الأمّ بمن حملت في رحمها ، ومن اللائق هنا أن نذكر بأنّ من معاني كلمة "الأمّ" في العربيّة : "الأصل". أما لفظة "الرحيم" فرغم كونها تتضمّن مفهوم "العطف" إلاّ أنّ رحمة الله جلّ وعلا وسعت كلّ شيء فهي ليست كرحمة البشر. فليس لها أن تكون عاطفيّة وبالتالي اندفاعيّة كرحمة البشر. إنّها رحمة متّسمة بالحكمة والعلم. وعليه يكون مقابلها في الفرنسيّة (L’Arrangeant) "لاَرُونْجَان". وهذه اللفظة في الفرنسيّة تجمع بين معنى الرحمة العامّ ومعنى الترتيب ووضع الأشياء في نظام معيّن. والدليل على ذلك قوله تعالى




    فما حاجة الجماد مثلا إلى الرأفة والرحمة إن كانت لفظة "رحيم" تعني ذو الرحمة من نوع رحمة البشر ؟ وبناء على ذلك فهي رحمة من طبيعة أخرى من حيث أنّها رحمة الله مُثبِت كلّ شيء ومنظّم كلّ شيء ومحكم كلّ شيء. أصـل الكلمـة : إنّ كلمتي "الرحمن" و "الرحيم" مشتقّتان من "الرحمة" وهي المصدر. فمادّة الكلمة هي "ر ح م" وفعلها "رحم". واسم الفاعل فيها هو "الراحم" و"الرحمن" و"الرحيم". فلفظة "الرحمن" التي أصلها "الرحمان" مبنيّة على وزن "فَعْلاَن". وهذا الوزن ، أي زيادة ألف مدّ ونون في آخر مادّة كلمة ثلاثيّة يدلّ على الكثرة والتأكيد والمبالغة.

    أمّا لفظة "رحيـم" فهي مبنيّة على وزن "فعيل" ، وهذا الوزن ، أي زيادة ياء المدّ بين الحرف الثاني (ح) والثالث (م) من المادة يدلّ على التمييز والمبالغة أي أنّ صاحبه يتميّز بتلك الصفة لدرجة أنّها أصبحت غالبة عليه ومثل ذلك الحكيم والعليم والسميع والحفيظ. التحليل اللغـوي للقدماء : إنّ ما نجده في كتب اللغة والتفسير هو أنّ لفظتي "الرحمن" و "الرحيم" صيغتان لكلمة واحدة.
    فلفظة "الرحمن" المبنيّة على وزن "فَعْلاَن" أكبر وأبلغ وأعمّ من لفظة "الرحيم" المبنيّة على وزن "فعيل". لذلك ذهب بعضهم إلى أنّ ذكر لفظة "الرحيم" بعد لفظة "الرحمن" في البسملة يقصد به التخصيص. فجيء بلفظة "الرحيم" بعد لفظة "الرحمن" بعد استغراق لفظة "الرحمن" معنى "الرحمة". فلئن كان الله هو "الرحمن" بكلّ العباد فإنّه "رحيم" بالمؤمنين فقط. والمثال الذي يورده القدماء لتأييد هذا القول هو قوله تعالى :




    ففي هذا المثال نرى أنّ لفظة "خلق" قد تكرّرت بغية التخصيص. وبناءً على هذا فإنّ لفظة "الرحمن" تعني "ذو الرحمة التي لا غاية بعدها في الرحمة لأنّ فعلان بناء من أبنية المبالغة" أكثر من "فعيل". فهذا التحليل أعطى لفظة "الرحيم" حين تبعت "الرحمن" دور التخصيص. لذلك نرى أنّ ترجمات البسملة خضعت إلى هذا الفهم والْتزمتْ به وعليه كانت ترجمة البسملة إلى اللغة الفرنسيّة هي : "بسم الله" (Au Nom deDieu/ أُنُو دُو دِيُو) ، "الرحمن" أي "ذو الرحمة المطلقة" (Le ToutMiséricordieux/ لُو تُو مِزِرِكُورْدْيُو) ، "الرحيم" أي "خصيصا مع المؤمنين" (Celui qui fait Miséricorde/ سُلْوِي كِي فِي مِزِرِكُورْد).


    [39] السورة 7 (الأعراف).


    تحليل القدماء في الميزان : إنّ هذا التحليل للفظتي "الرحمن" و "الرحيم" مبنيّ على هفوتين أدّيتا إلى فهم خاطئ.

    الهفوة الأولى : هي الاعتقاد بأنّ كلمة "الرحيم" حين تستعمل بعد كلمة "الرحمن" يقصد بها "التخصيص" في حين أنّ لفظة "الرحيم" غير لفظة "الرحمن". فالتخصيص يكون باستعمال الكلمة نفسها لا باستعمال غيرها ولا أدلّ على ذلك من المثال المضروب أعلاه "خلق" :


    ولنا في السورة 96 نفسها (العلق) مثال آخر يبين كيف يكون التخصيـص وهو لفظة "ناصية" في الآية 15 و 16


    ثمّ إنّ القـول بأنّ الله "ذو رحمة مطلقة بكلّ المخلوقات" لكنّه "ذو رحمة خاصة بالمؤمنين" قول متناقض ، إذ أنّ مفهوم الرحمة المطلقة يتعارض مع مفهوم الرحمة الخاصة.


    ومن ناحية أخرى فإنّ مَن ذهب إلى معنى التخصيص قال : إنّ الله "رحمن" بكلّ الناس لكنّه "رحيم" بالمؤمنين فقط. فالقرآن نفسه وهو كلام الله يناقض هذا الادعاء ؛ إذ ليس للقول بكون الله "رحيم" بالمؤمنين فقط أصل ولا أثر في القرآن. وإنّنا نقرأ في الآية 143 من السورة 2 (البقرة) أنّ الله سبحانه وتعالى "رحيم" "بالناس" بصفة عامّة :


    والعبارة نفسها واردة في الآية 65 من السورة 22 (الحجّ).

    الهفوة الثانية : من الصواب أنّ نقول أنّ كلمتي "الرحمن" و "الرحيم" مشتقّتان من كلمة "الرحمة" بمعنى الرقة والتعطف والإحسان والرزق. لكن ليس من الصواب أن نقف هنا. بل علينا أن نصل إلى الكلمة التي اشتقّت منها كلمة "الرحمة" وهي "الرحم". فالبحث في معنى كلمة في اللغة العربية يبدأ بالبحث في أصلها ومادتها.

    فاستعمال لفظتين مختلفتين في البسملة لابدّ أن يكون له قصد معيّن وحكمة لازمة. وكلمة "الرحم" تعني وعاء في بطن الأم تنبت به البويضة الملقّحة إلى أن يتمّ تكوّن الجنين. وجمعه "أرحام". فالرحم للإنسان هو منبته ، أي المكان الذي تكوّنت فيه حياته ، وبالتالي الأصل الذي أتى منه.

    Œ"الـرحـمـن"
    إنّ كلمة "الرحمن" المبنيّة على وزن "فعلان" والمشتقّة من كلمة "رحم" تتضمّن معنى "الرحم" بتأكيد وكثرة ومبالغة لتدلّ بذلك على الأصل الأوّل والمطلق أو أصل الأصول مطلقاً أي "أرحم الرحمين"


    التعديل الأخير تم بواسطة عطر الفجر; الساعة 09-09-2014, 12:29 PM. سبب آخر: كلمات متشابكة
    إن مرت الايام ولم تروني فهذه مشاركاتي فـتذكروني ، وان غبت ولم تجدوني أكون وقتها بحاجة للدعاء فادعولي .


  • #2
    رد: بسم الله ... تحليل لغوي ...لألفاظ البسملة

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    جزاك الله خيراً أخي الفاضل
    هنا التحليل اللغوي للبسملة الذي ورد في اللغة العربية مقبول
    لكن لماذا خُصص في المقابل اللغة الفرنسية وليس لغة أخرى؟؟
    ( مجرد إستفسار )
    وفقك الله لكل خير
    ينقل إلى قسم التفسير



    قال الحسن البصري - رحمه الله :
    استكثروا في الأصدقاء المؤمنين فإن لهم شفاعةً يوم القيامة".
    [حصري] زاد المربين فى تربية البنات والبنين


    تعليق


    • #3
      رد: بسم الله ... تحليل لغوي ...لألفاظ البسملة

      و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته


      لأن اللغة الفرنسية تعتبر اللغة المنتشرة في المجتمع الذي أقطن فيه

      و أظن أن اللغة المنتشرة في المكان الذي تقطن فيه هي الإنجليزية

      و بارك الله فيك و وفقك الله لما يحب و يرضى
      إن مرت الايام ولم تروني فهذه مشاركاتي فـتذكروني ، وان غبت ولم تجدوني أكون وقتها بحاجة للدعاء فادعولي .

      تعليق


      • #4
        رد: بسم الله ... تحليل لغوي ...لألفاظ البسملة

        جزاكم الله خيرا


        تعليق


        • #5
          رد: بسم الله ... تحليل لغوي ...لألفاظ البسملة

          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
          جزاكم الله خيرًا ونفع بكم


          "اللهم إني أمتك بنت أمتك بنت عبدك فلا تنساني
          وتولني فيمن توليت"

          "وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ"الشورى:36

          تعليق


          • #6
            رد: بسم الله ... تحليل لغوي ...لألفاظ البسملة

            ​جزاك الله خيراً أخي الكريم ونفع بك

            تعليق

            يعمل...
            X