بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وصحبه وسلم،
أمـــــا بعــــد..
فأنقل لحضراتكم هذه السلسلة القصصية، بقلم داعية نحسبها بإذن الله تقية، ولا نزكي أحدا على الله رب البرية
قصص قرأتها فراقت لي وأعجبتني، وادعو الله أن تنال إعجابكم فنجد جميعنا فيها الفائدة بإذنه سبحانه
ولأمانة النقل؛ فقد عنونت أختنا في الله هذه السلسة بعنوان:
قصص من الحياة : ( هذا ما وهب الإله لمن اتقى إياه ..! )
فتعالوا بنا معا نقرأ ما كتبت، جزاها الله خير الجزاء
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ثم أما بعد :
قال الله تعالى : ( وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ) سورة : الطلاق
كثيرا ما نقع في بلاءات ، تضطرنا إلى حافة منزلقات ...
فمِنـَّـــــــــا :
- من يؤثر العاجلة قاطعا نظره - ألبتة - عن الآخرة ...!
- ومن من يؤثر الآجلة ، راضيا بما قد يقع على رأسه من نازلة ...!
- ومنا من يعجز عن الاختيار حائرا ، حتى يقوم عنه أحدهم بما يوافق العاجلة ، ولربما رُزق بمن يجذبه إلى ما فيه صلاح الآجلة ...!
ترى من منا ينتبه أنه في بلاء ، كما قدر ربه أو شاء ، فماذا عليه إذا أراد النجاة ، أو أحب نوال رضا سيده ومولاه ؟!
هذه دعوة للتأمل في قصص من الحياة ، وقعت لأخوات لنا في الله ، فلا تعنينا أسماؤهن ، أو معرفة أمصارهن ، إنما يعنينا من ذكر قصصهن :
كيف كان الاختبار ؟ و ما كان عاقبة الاختيار ؟
نسأل الله الهدى للرشاد .
1- الحجاب ...!!
صدر قرار من أولى الأمر الكبار :
بمنع دخول المعلمات إلى صفوفهن ، أو بعدم تمكينهن من العمل في دوامهن إلا كاشفات لوجوههن،
وتعاقب الرافضة لتنفيذ الأمر ، بتحويلها إلى عمل إداري على الفور ...!!
وانتشر الخبر كالنار ، و زاد اللغط والقيل والقال ...!!
وتباينت القرارات واختلفت ردود فعل المعلمات
فمنـهــن :
- من تمسكت بعملها ومصدر رزقها رافعة شعارها : الضرورات تبيح المحظورات ...!!
- ومنهن من قالت :
إن ستر الوجه محض سنة ، ولله الحمد والمنة ..!!
- بينما سعدت أخريات لأنهن كن على ستر وجوههن من بعض أوليائهن مُكْرَهات ..!!
- ومنهن من قالت :
التعليم رسالة ، ولابد من بعض التنازل لتحصيل الغاية ..!!
- ومنهن من تمسكت بستر وجهها ، وأصرت على التمسك بحجابها ...!!
* فأما من وافقت فبقيت في عملها واستقرت...!!
* وأما من عارضت ، فإلى عمل مكتبي نُقلت ...!!
وانتقلت إحدى المعلمات التي أبدت الانقياد لتلكم التعليمات إلى عمل مكتبي في إحدى الإدارات
كانت لا تفقه شيئا من عملها ، كم بكت صفها ، وما كانت تبث لبناتها ،
كم شعرت بالقهر و الظلم، والحرمان من علم ،
ذهبت إلى عملها المكتبي كارهة ، فإذا به يوفر كثيرا من الوقت والجهد لها،
كان قريبا من سكنها ، و أتاح الوقت اللازم لها لتحصيل العلم الشرعي من مسجد كان بجوارها
وكانت قبل الانتقال لهذا العمل ، لا تستطيع الانتظام في حضور مجالس العلم ، فنهلت من علوم الشرع ما به أيقنت أنها كانت مغرقة بلا شعور في الجهل :
كانت تظن أنها على هدى من الله ، بينما تبث لطالباتها ما لم يشرّع الإله ،
تظن أنها على خير ، بينما هي في الحقيقة كانت غير .... !!
وبعد زمن ليس بالكبير ، قدر الله أن تشارك في الدعوة على بصيرة لأمد طويل ...!!
أبدلها الله خيرا مما تركت ، وكم بجوده عينها قرّت ...!!
بأمر الله
تعليق