إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

*`•.¸.•´عائشة رضى الله عنها *`•.¸.•´

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • *`•.¸.•´عائشة رضى الله عنها *`•.¸.•´

    السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

    باسم الله ، والصلاة والسلام على المصطفى وعلى الآل والصحب الشرفى ؛ ثم أما بعد :-

    والله ما بكت عينى مثلما ما بكت من سيرتها بعد المصطفى _رضى الله عنها وعن أبيها وأهلها _.

    ألفيه كتبها ابو مالك يحيى ...فى نصرة الصديقة الحييه
    نقلتها فى دقائق تبعا ... لعلّى أحظى بذلك الرضى
    من العلى القادر المتعال ...وداعية بالجزاء لصاحب المقال
    جزاه ربى الجنات العلى ... مع الحبيب والصديق والشهدا


    ألفية أم المؤمنين عائشة المسماة
    الروضة الأنيقة في نصرة العفيفة الصديقة
    _رضي الله عنها وأرضاها_


    نظمها
    يحيى بن عطية الصامولي المصرى الأزهري
    فى 5 من إبريل 2011 م
    بالمقطم- القاهرة
    الحاصل على الجائزة العالمية في نصرة أم المؤمنين
    ضمن الأبحاث المتميزة في مسابقة الدكتور العريفي


    مقدمة

    وفيها بيان معرفة سبيل الحق من سبل الضلالة
    وبيان قصدنا من نظم هذه الألفية
    يقول راجي العفو والقبول … يحيى بني عطية الصامولي
    المذنب المصري وهو الأزهري … محب علم السنة والأثر
    أبدأ باسم الواحد الفرد الصمد … وصاحب الفضل العظيم لا يعد
    هو الكبير الحي ذو الجلال … والخير والإكرام والجمال
    مقلب القلب وصاحب المنن … محيي القلوب بالقرآن والسنن
    مرسل خير الخلق للهدايه … قامع أهل البغي والغوايه
    ثم السلام والصلاة تترى … على النبي خير الخلق طرا
    محمد والآل والصحب معا … وكل من أطاع لما سمعا
    وبعد فالحق جلي أبلج … والباطل الصرف ردي لجلج
    بينهما مراتب فيها دخن … يظهر للبيب كالماء الأسن
    وفوقه ودونه مراتب … فافهم كلامي واعتبر يا طالب
    فالحق أن تتبع أقوال العلي … بلا تجاوز ولا تأول
    والسنة الصحيحة المبينه … بلا تطاول ولا ضيغينه
    بل وسط بين غلو الغالي … وبين إفراط الجهول القالي
    والحق قال الله أو قال النبي … فافهم وقول مخطئ فاجتنب
    من لزم القرآن والهدي نجا … ومن سوى الله إليه الملتجا
    وقد يكون قول فذ مجتهد … وغير إنصاف وعليم لم يرد
    لكنما التوفيق يأتي كالعمل … فافهم وحاذر من تتبع الزلل
    والباطل المحض فكفر واضح … ودونه كفر بذاك صرحوا
    ومن أباطيل العقول كلما … رأت كلاما للحكيم يعلما
    تخرصت تطاولت وأرجفت … تنفخت تنفشت وأوجست
    كأن هذا العقل وحي ثالث … لا بل نراه للأثافي ثالث
    شيطاننا وحرصنا وعقلنا … فكلها شر وأعداء لنا
    لكنما العقل يكون سالما … عند لزوم الحد يمسي غانما
    فإن تعدى واستطال واجترى … فقد تردي في الهلاك لا مرا
    ومن أباطيل النفوس أن ترى … ضعيف نفس حائرا قد امترى
    تراه في بعض الأمور غاليا … وفي أمور مجحفا وخاويا
    يثني فيرقى في المديح للسما … ثمت يهجوا فيهيم في العما
    ومن أئمة الغلو وطائفه … طغت وكانت للحصان مجحفه
    عدوا على عرض النبي المصطفى … ثم ادعوا بأنهم أهل الوفا
    هيهات أن ينجو مؤذ للنبي … هذا كلام الله لا تستغرب
    تناولوا عرض الحصان الطاهره … ذات المناقب الطوال الباهره
    قالوا: بغت كفرت وكانت عائشه … تكيد للدين وكانت فاحشه
    قالوا: وكانت تشعل نار الفتن … وما ونى عزم لها ولا وهن
    قالوا: وكانت في الحديث كاذبه … ولم تكن فتوى عويش صائبه
    قالوا: وسمت النبي الخاتما … وساعدتها حفص وأبوها
    أتوا كذابا ليس يحصى عددا … ولا تصده العقول أبدا
    ومن هنا نظمت هذي اللؤلؤه … ردا لكيد وافترا تلك الفئه
    ألفية بديعة كالدره … تهفوا إليها النفس غير مره
    سميتها بالروضة الأنيقة … في نصرة العفيفة الصديقه
    أرجوا بها فضلا من الله العلي … وطول مكث في العلا لا ينجلي
    أن أسكن الفردوس مع حبيبه … إذ قد دفعت السوء عن أزواجه
    وأن أكون ناصر الأحبة … أهل التقى محمدا وحزبه
    فأتممن ربي وسدد رمينا … أثقل بها يوم القضا ميزاننا
    ووفقن قلبي لإخلاص العمل … وجنبن عقلي وقلمي الزلل
    ثم سلام وصلاة خالصه … على نبي الحق ليست ناقصه
    والحمد للرحمن واهب المنن … وناصر الدين بأصحاب السنن



    حياة عائشة الطفلة
    بعيد بعثه الحبيب المصطفى … أتت إلى الدنيا خليلة الوفا
    عائشة بنت الصديق الأكبر … بني عثمان بني عامر
    رفيق خير الخلق خير صحبه … خير الرجال بعده من حزبه
    قرشية تيمية مكيه … صديقة صدوقة نبويه
    جاءت وقد جاء النبي الأعظم … وكل أهل بيتها قد أسلموا
    فلم تر الجهل يعم الأنديه … ولا فتاة وئدت بالباديه
    ولم تفض يوما سجودا للصنم … كلا ولكن عبدت رب النعم
    رأت نبي الله يأتي بيتهم … في كل يوم صبحهم وعصرهم
    رأت أباها ساجدا وقائما … وأم رومان تصلي دائما
    في بيت جد وجهاد وتقى … طوبى لمن لذي المقامات ارتقى


    عائشة الزوجة
    وبعد عام الحزن أن مر به … رأى النبي عويش في منامه
    جاء بها جبريل في الحريره … ريانة مستورة منيرة
    فقال خير الخلق بعدما نظر … إن يشأ الرحمن يفعل أو يذر
    إن كان ذا من عند ربي يمضه … فكل نعمة تجي من عنده
    ثمت جاءت خولة الحكيمه … تذكر بنت الصادق الكريمه
    تقول بكرا أو أردت ثيبا … فلم يمانع قولها وما أبي
    فالبكر كانت بنت خير صحبه … وأول الرجال إيمانا به
    والثيب الأخرى فسودة التي … قد آمنت وشرفت بالصحبة
    قال النبي فاذهبي إليهما … على حبيب الحق فاذكريهما
    فجاءت ابنة الحكيم أمها … زفت إليها خبرا يسرها
    وأي رفعة بلا مفايشه … رسول ربنا يريد عائشه
    قالت فقري الآن يأتينا الأب … وأي فضل بعد ذاك نرغب
    فقال عبد الله إنه أخي … قال النبي ذاك خير يا أخي
    كانت عويش عند ذا في السابعه … وللأراجيح الصغار تابعه
    وعند تسع ابتنى بها النبي … تلك حقائق فلا تستغرب
    أتى نساء الحي نحو عائشه … وهي مع البنات تبغي الحنبشه
    كانت تروح تجيء في الأرجوحة … فقالت الأم تعالي يا ابنتي
    قالت وكنت آنذا مجممه … ولم أكن بما تريد عالمه
    وقفت بالباب وإني أنهج … والجالسون هنأوا وخرجوا
    وأجلستني الأم في حجر النبي … قالت فأنت أهله لا تعجبي
    بنى رسول الله بي في بيتنا … فأي فضل ذاك قد حل بنا
    وتمت الأفراح رباه أدم … وبالسرور والهناء فاختتم
    ذاك الذي قد جاءنا به الخبر … فافهم وقيد العلوم واعتبر
    ودع أقاويلا تقال إنها … ممجوجة حقا فلا تعبأ بها
    عليك بالحق الذي يأتي به … ثقات أهل العلم لا تلقي به
    لأجل قول أعجمي جاهل … متنفخ وفارغ مخاتل
    وإن قفاه مسلم مستغفل … أصول فقه الدين دوما يجهل
    فلا تمار إنها حقائق … وباطل القوم رديء زاهق
    كيف وواقع الحياة يشهد … أخبارهم في كل ناد تعهد
    حدثني بعض الصحاب أنه … لعشرة أتى أبوه أمه
    وجدتي قد أنجبت أحد عشر … بنى بها جدي على ثنتي عشر
    ونحن في مصر قليل حره … وعالم الطب كذا يفتي به
    وكان أمرا سائغا عند العرب … ما يمتري في هذه أهل الأرب
    قد قبحوا بكل إفك أمره … ولم يصلنا أن شخصا عابه
    إذ قد تزوج الفتاة عائشه … ولم يروها للحياء خادشه
    فخل عنك جهلهم وما ادعوا … فلم يحوطوا حرمة وما رعوا


    غيرة عائشة ومواقفها
    مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ومع أمهات المؤمنين - رضي الله عنهن -

    وأعجب الأشياء ذكرا أنها … تغار ممن كان مات قبلها
    وهى خديجة العظيمة التي … حازت مكانا سامقا في الرفعة
    يقول خير الخلق عن خديجة … كانت وكانت فهي خير زيجة
    وكان يبعث الهدايا بعدها … والأعطيات في صواحب لها
    وعندها تضحى عويش واجمه … غيرى وكانت بالوداد عالمه
    قالت أليس في الوجود غيرها … فقال كلا لم يكن وما بها
    ثم عويش الآن فاق حبها … تغار ممن قد يعيش بعدها
    تقول وارأساه قال المصطفى … ممازحا ولم يكن به جفا
    لو كان ذاك الآن فغسلتك … ثمت أستغفر وادعوا لك
    قالت فوا ثكلاه يا لسعدها … تلك التي تمسي معرسا بها
    فابتسم الحبيب ثم جاءه … صداع رأس ثم مات بعده
    فكان آخر ابتسامه لها … فيا لها منقبة ما مثلها
    واسمع إلى ما تدعيه الرافضه … ذات الرشاد والعقول الواعده
    قالوا تمنى أن تموت عائشه … فيا له رأي عظيم االفشفشة
    أخزى الإله قائلا وما اخترع … ذاك الزنيديق الخبيث المبتدع
    تقول كان المصطفى إذا طلع … لسفر بين نسائه اقترع
    فطارت القرعة في يوم لها … وحفصة كانت كمثل حظها
    كان النبي ليله لعائشه … يأتي إليها يبتغي المحادثه
    لكن حفصة الذكي عقلها … هي ابنة الفاروق كادت كيدها
    قالت لعائش اركبي بعيري … لعله أجود في المسير
    وركبت حفص بعير عائشه … ثم أتى النبي للمناقشه
    فعند ذا غارت عويش يائسه … أتاها ما يأتي النسا من وسوسه
    فوضعت أقدامها في الإذخر … قالت أيا عقرب هيا فاعقري
    يا حية الدغي قد فاض صبري … لعله يشفى أنين صدري
    رباه ما أقول هذا المصطفى … نبيك الهادي معلم الوفا
    وليلة خرج النبي الأكرم … من عند عائشة لأمر يعلم
    قالت فغرت فرأى ما أصنع … وكان قلما بليل يهجع
    فقال مهلا يا عويش ما لك … هل غرت هلا تملكين نفسك،
    قالت وما لي لا أغار والربا … تشهد أنك الرسول المجتبى
    ثمت قال هل أتى شيطانك … فعن سبيل الاصطبار ردك
    قالت ولي شيطان ليس يترك … أمري وأمر كل إنسي يك
    قال نعم قالت وهل أيضا معك … تريد هل يضرك أم ينفعك
    قال نعم إن معي لكنما … الله قد أعانني فأسلما
    فليس يحدوني لشر أبدا … بل كل خير في الخفا وما بدا
    فاحسنت تخلصا من فعلها … كذا استفادت العلوم يا لها
    من ذات عقل ثاقب ذكي … ألم تكن حبيبة النبي
    لكن ذاك الرافضي ظنه … ذما لعائش الرسول قاله
    ألم ير الذم كذا يصيبه … فإن شيطانا له يجيئه
    بل صار ذما للبرايا كلهم … تبا لقوم يا لقبح جهلهم
    واسع أعاجيبا هنا تقولها … رافضة كذوب دام خزيها
    يرون غيرة الحصان منقصه … كانت لأيام النبي منغصة
    فهي تحب نفسها لا غيرها … ترى النساء ليس فيهم مثلها
    وهي تروم القمة العلياء في … هذي الدنا وذلك المكر الخفي
    وهي تريد الناس خداما لها … الكل يغدوا ويجي بأمرها
    وتجحد الفضل العظيم أهله … وتدعي الفضل الذي ما مثله
    قلنا لم مهلا أكل ذلكم … لأنها تغار مثل أمكم
    تغار مثل أختكم وزوجكم … أين الفهوم بل وأين عقلكم
    قد كان ذاك ردنا في الأول … ثم تركناه لأمر ينجلي
    فإن أمهم وأختهم كذا … ليست تغار وبعلم قلت ذا
    كيف تغار تلكم الزوج التي … يهيم أهل بيتها في المتعة
    ذاك الزنا الأجلى الذي ما نمتري … في كونه فعل الأثيم المفتري
    حرمه الحكيم جل وعلا … وبلغ الأمين ذا على ملا
    هذي الدياثة العظيمة التي … ما تركت شيئا لتلك الغيرة
    كان اضطرارا رخص المختار في … ذاك الزواج لا لأمر قد خفي
    فهو كمثل الميت والخنزير … فافهم كلامي واعقلن تقريري
    كانت تعيب الواهبات الأنفسا … تقول غيرى ما دها تلك النسا
    تراه شيئا قد يمس الشرفا … فجاءه الترخيص رأسا وكفى
    قالت فربنا قد اجتباكا … مسارع مولاك في هواكا
    تعني الرضا وذلك المعنى جلي … لمن عن البلاغة لم يذهل
    فقال ذاك الرافضي ما هوى … ولا اكتوى قلب النبي بالجوى
    بل كان تنفيذا لأمر ربه … محضا وللتمكين في أصحابه
    قال ولكن عويشا ادعت … أن النبي ذا هوى وما وعت
    قلنا فأنت أعلم من النبي … قد سمع القول فلم يؤنب
    لأن قولها لمن يتفقه … كان دلالا يا فصيح فافقهوا
    ثم هوى النبي في أمر العلي … فكان قولها تحصيل حاصل
    ومرة تقول تلك الصادقه … قولا بديعا كالثمار الباسقه
    أيا رسول الله لو نزلت في … واد وفيه شجر قد اقتفي
    فيه شجيرات أتتها السائمه … قد أكل منها وأخرى سالمه
    في أي هذين البعير ينزل … قال بذلك الذي لم يؤكل
    تعني بذاك أنه ما مثلها … في أنه لم يأت بكرا غيرها
    وكان للنبي تسع نسوة … يأتي لإحداهن كل ليلة
    ثمت يجتمعن كلهن في … بيت التي يأتي وذا فعل الوفي
    فمد مرة لزينب يده … في ليلة الحصينة المؤيده
    فقالت الحصان تلك زينب … فكف عنها يده لا تعجبوا
    ثم تقاولتا وقد مر بهم … أبو بكر فقال لا تعبأ بهم
    ثم قضى صلاته وعادا … قال لبنته قولا شديدا
    وبعض الأمهات يوما أرسلت … إلى النبي بطعام صنعت
    في صحفة لها لبيت عائشه … قالت فغرت، فغدت مستوحشه
    ثم ضربت الصحفة فسقطت … للأرض ثم بالطعام انفلقت
    فلمه المختار لا كمثلكم … يقول للأصحاب: غارت أمكم
    وفي رواية النسائي ذكر … تعليل غيرة الحصان فاعتبر
    أما صفية فكانت ماهره … بالطهي هذا ما أثار الطاهره
    فلم تكن خفيفة العقل إذا … وما كذا بأمكم يسوء ظن
    وعندما بنى النبي بزينبا … ثم دعا الناس لأكل وهبا
    فجاءه الأصحاب أفواجا ترد … حتى غدا يدعوا فلم يجد أحد
    قال ارفعوا طعامكم ثم خرج … لأجل قوم قد بقوا بلا حرج
    قال أنيس فابتدا ببيتها … ألقى السلام وعلى جيرانها
    فردت السلام ثم سألت … عن أهله كيف هم وباركت
    فرجع النبي نحو بيته … ولا يزال القوم باقين به
    فك عائدا لبيت عائشه … لأنها لحبه معايشه
    فيا لها من سكن للمصطفى … ويا له حب وود قد صفا
    ثمت قيل قد مضوا لشأنهم … فجاء أهله ليحتفي بهم
    قالت أتاني المصطفى في ليلتي … حتى بدأت أشرع في نومتي
    وكان واضعا رداءه كذا … طرف الإزار ولدى الرجل الحذا
    وظل حتى ظن أني نائمه … قام رويدا والبقاع مظلمه
    ففتح الباب رويدا وخرج … ثم أجافه رويدا ودحرج
    جعلت درعي في دماغي واختمرت … ثم تقنعت إزاري وانطلقت
    حتى أتى البقيع ظل قائما … وقتا طويلا ويديه للسما
    ثلاث مرات وولى راجعا … منحرفا لبيته فمسرعا
    ثم غدا مهرولا فأحضرا … في كل ذا ضاهيته بلا مرا
    سبقته إلى المبيت المنعزل … ثم اضطجعت في السرير فدخل
    فقال يا عائش حشيا رابيه … فقلت لا شيء وإني لاغيه
    قال اذكري لي ما جرى لا تكتمي … ليخبرني الله عنك فاعلمي
    فأخبرت بما جرى فصكها … بلهدة قد أوجعت في صدرها
    يقول هل ظننت بي أن أظلما … فهل يحيف الله من فوق السما
    لقد أتاني الأمين آمرا … إيت بقيع الغرقد مستغفرا
    قالت فإن رحت فما قولي لهم … قال سلام الله ثم ادعي لهم


    فصاحة عائشة
    وأمنا حازت من البلاغة … ما ظنكم بأدب النبوة
    عاشت مح المختار تسمع قوله … وبعده كانت تبث علمه
    لا غرو أن سادت وجادت لا عجب … في النطق بالقول الفصيح والأدب
    إذا قرأت القول من كلامها … كأن جوهرا جرى من فمها
    يرقى إلى القلب ويشجيه بلا … تكلف ومن تقعر خلا
    تراه مثل الماء في العذوبة … سامي الذرى سهلا بديع النكتة
    ومحكم السبك وجزلا وافرا … ومن بديع اللفظ دوما عامرا
    تقر عين القلب من إبداعه … لم تحظ أي امرأة بمثله
    لا بل نقول: في الرجال قل من … غير الرسول حازه، بل لم يكن
    فلم ينازعها امرؤ في وقتها … وكل من جا بعد تلميذ لها
    وتكره اللحن كذا ترده … وتخرج القول الذي ما بعده
    وتخطب الناس من الصحابة … تشجيهم دوما من البلاغة
    ليس ارتجالا قلت ذا بل إنه … حق له دلائل ترقى به
    وارجع إلى أخبار أمنا تجد … مصداقه لا يمتري في ذا أحد
    منها أحاديث لها مطوله … كالروضة الأنيقة المكلله
    بالزهر، كالروض الجميل المربع … طاب شذاه من كلام مبدع
    فاقرأ أحاديثا لها سوف ترى … بأم عين القلب من غير امترا


    خبر أم زرع كما روته عائشة
    روت عويش لنا حديثا مؤنسا … في ذكر إحدى عشرة من النسا
    قالت الأولى زوجي لحم جمل … غث رديء في ذرى رأس جبل
    ليس بسهل يرتقى بلا زلل … ولا سمين وافر فينتقل
    ثاني تأبى أن تبث خبره … فهي تخاف الآن ألا تذره
    تقول: إن أذكره أذكر عجره … فلا أرى في الزوج إلا بجره
    ثالث تشكوا زوجها العشنق … تقول إن أنطق له أطلق
    وإن سكت دائما أعلق … فعيشتي في بيته تملق
    رابع زوجها ليل تهامه … معتدل الجو فلا سآمه
    ليست تهاب دائما مقامه … لا عتب كذا ولا ملامه
    خامسة زوجي إذا أتى فهد … ثم إذا ولى من الدار أسد
    ليس يحب السؤل عما قد عهد … كأن زوجي ما أتى وما ورد
    سادسة تقول بعد أكله … يلتف ويشتف بعد شربه
    ولست أدري ما ولوج كفه … ليعلم البث وحال زوجه
    سابعة زوجي عيايا نحوك … يمسي طباقا بداء منهك
    إذا اعتدى عليك إما شجك … أو فلك أو جمع كلا لك
    ثامنة فمسه كالأرنب … وريحه فاح كريح زرنب
    تعني بذا الطبع ولين الجانب … يروح ويغدوا بريح طيب
    تاسعة زوجي مرفوع العماد … تعني شريفا ومطول النجاد
    وهو كريم ولذا كثر الرماد … وهو قريب بيته من النواد
    عاشرة تقول زوجي مالك … إبل كثير وكذا المبارك
    إذا سمعن صوت مزهر يك … أدركن قطعا أنها هوالك
    خاتمة الأزواج تبكي زوجها … وهو أبو زرع فماذا شأنها
    تقول أرخى من حلي أذنها … حتى لقد فاقت لديها نفسها
    ألفاني في أهل غنيمة بشق … فصرت في أهل صهيل ومنق
    أقول عنده فلا أقبح … أستيقظ الصباح إن تصبح
    وأمه عكومها ردح … وبيت أمه كذا فساح
    وابن أبي زرع صغير مضجعه … ذراع جفرة صغير يشبعه
    بنت أبي زرع تطيع أمها … كذا أباها تملأ كساءها
    جارية كتوم ليس مثلها … تطهي الطعام وتقم بيتها
    ثم أبو زرعء مضى في مرة … رأى غلامين بحضن امرأة
    جميلة فتاق قلبه لها … فبات لي مطلقا وضمها
    نكحت بعده فتى سريا … أتى جوادا عنده شريا
    تقلد رمحا له خطيا … حتى أراح نعما ثريا
    وقال ذاك الخير والفضل لك … كلي هنيئا ثم ميري أهلك
    فلو جمعت كل شيء كان لي … ما بلغت إناء زوجي الأول
    قال النبي- مرهفا للسمع- … كنت لك كزوج أم زرع
    لأم زرع داءما في بره … قالت: لأنت خيرهم لأهله
    أنت الذي قد جاء بالنور الجلي … نورت قلبي بهدى الرب العلي
    أنت الذي قدجاء بالعز لنا … والمجد والقدر الرفيع والسنا
    أخرجتنا من الظلام الحالك … والشرك والجهل المريب المهلك
    قد جئت بالقرآن يحيي الأفئده … يمحوا أذى تلك القرون البائده
    فأنت خير الناس مرفوع الذرى … وخير زوج عال أنثى في الورى
    واسمع كلام شيخنا الحويني … في شرحه تمسي قرير العين
    قد قرب الألفاظ والمعنى وضح … وفاق حسنا وجمالا فاتضح
    أضفى عليه من جمال نطقه … ما أتحف القلوب والعقل به
    قد سار شرحه مسير شمسنا … كاللؤلؤ المنظوم في هذي الدنا
    كم ذا بيوتات لزمن السنة … لروعة الشرح فيا للمنه
    جزى الإله شيخنا خير الجزا … أظله في ظله يوم الجزا



    عائشة المحبة المحبوبة دلائل محبتها للنبي - صلى الله عليه وسلم - ومحبة النبي لها
    وجاء عمرو يسأل الصدوقا … ولم يكن لرده مطيقا
    عمن أحبهم إلى قلب النبي … قال عويش فاستمع لا تعجب
    فقال أعني من رجال الأمة … قال أبوها فهو خير الصحبة
    قال الإمام الذهبي في السير … ذاك حديث ثابت مثل الدرر
    برغم أنف الرافضي عائبا … والمصطفى دوما يحب الطيبا
    وكان أصحاب الحبيب كلما … جاءت هداياهم إليه إنما
    يؤتى بها في ليلة لعائشه … كانت أحبهم بلا مناقشه
    فأرسل الأزواج بنت المصطفى … فاطمة الزهراء تسأل الوفا
    فقأل يا ابنتي أحبي هذه … فعادت الزهرا إلى أزواجه
    تقول لا والله لست راجعه … وأصبحت عن أمنا مدافعه
    فأرسلوا زوج النبي زينبا … كثيرة الإحسان والتقربا
    فاستأذنت ودخلت لبيتها … وعائش مع النبي في مرطها
    أولئك، الأزواج قد أرسلنني … يسألنك العدل وفعل الأحسن
    ثم استطالت زينب عليها … كان النبي ناظرا إليها
    وعائش في كل ذاك تنتظر … هل يأذن النبي لها أن تنتصر
    ثم أحست إذنه فانتصرت … فجف حلق زينب وسكتت
    فقال بابتسامه الرقيق … تلك الحبيبة ابنة الصديق
    ودخل النبي يوما بيتها … في يوم عيد والجواري عندها
    كن يغنين وكان معرضا … فجا أبوها منكرا ما قد بدا
    يقول مزمار الشياطين هنا … قال الرفيق يا صديق دعهما
    وجعل الحبيب يخفي عائشه … كلاهما يشهد لعب الحبشه
    واقفة وخدها في خده … ذاك نبي الله يا لرفقه
    تقول جاعمي من الرضاعة … مستئذنا علي في الضيافة
    لكن أبيت حتى جاء المصطفى … قال ائذني لعمك بلا جفا
    تقول قلت يا حبيبي فادع لي … لما رأيت طيب نفس ينجلي
    فقال يا رباه جد واغفر لها … ما قد بدا وما خفي من ذنبها
    وما تقدم وما تأخرا … فضحكت عائش والبشر يرى
    فقال هل سرك أن أدعو بذا … إني به أدعو لأمتي كذا
    قال النبي المصطفى لعائشه … قولا بديع الطعم مثل المشمشه
    لقد علمت حيث كنت راضيه … وإن سخطت والأمارات هيه
    إذا رضيت قلت ورب النبي … محمد وإن علي تغضبي
    قلت فلا ورب إبراهيما … فأبدعت قولا لها سليما
    والله ما أهجر غير الاسم … فتلك فعادتي وذاك فقسمي
    وأمنا سودة تهدي يومها … إلى عويش فالنبي يحبها
    ترجو بهذا الفعل إرضاء النبي … فانظر لذاك المسلك المهذب
    واسمع إلى عمار بن ياسر … وخل عنك قول فسل خاسر
    حين أتاه رجل ينال من … حبيبة الحبيب فقال صه
    أغرب فمنبوح ومقبوح كذا … من مس أزواج النبي بالأذى
    كذاك مسروق هو المؤدب … ولعلوم الدين دوما طالب
    يقول حدثتني الصديقة … هي ابنة الصديق والحبيبة
    ليست بقول الله، كأي امرأه … وهي الحصان البكر والمبرأه
    بل ذا أمين وحي رب في السما … يأتي إلى بيت النبي مسلما
    يقول أقرئ عائش السلاما … هدي حقائق ليست مناما
    وفضلها على النساء غيرها … مثل الثريد في عموم نفعها
    بذاك قال المصطفى خير الورى … ليس بمكذوب ولا بمفترى
    ألم يكن قد شرع التيمم … بسبب البكر الحصان فاعلموا
    واغتسلت مع النبي في إنا … زادت معاني الحب دوما والهنا
    وكان خير الخلق يوصيها بأن … تسترقي من عين حاسد تصن
    وجاءه الفرسي يدعو للمرق … فلم يجب إلا معا لا نفترق
    وكان يدني الرأس وهو معتكف … فرجلت واللطف، منها لا يجف
    وطيبته في الحلال والحرم … طيبها الله بجنة النعم
    وقبل المختار وجه عائشه … في صومه دوما بلا مفايشه
    وكان خيرنا يصلي ليله … وعائش بين الربا وبينه
    وكان يأتي ومعي صواحبي … نلعب بالبنات لم يؤنب
    بل كان يدنيهن مني دائما … يأتي إلي فرحا مبتسما
    يقول يا عائش يا موفقه … ويا حميراء بذا قال الثقة
    يا أم عبد الله يكنيها كذا … أتت روايات صحيحة بذا
    وقيل يا عويش ناداها بها … أن يغفر الله الغفور ذنبها
    فكل ذلكم دليل حبه … لعائش المحبوبة من قلبه
    وفيه قسم وافر من حبها … فيا له من سعد حظ وبها


    عائشة الفارقة
    اعلم فهذه أصول فارقه … في شأن أم المؤمنين الفارقه
    ضوابط من عقد أهل السنة … تعصم من سبل الهوى والفتنة
    أولها فعائش زوج النبي … دنيا وأخرى رغم أنف الراغب
    ثاني الأصول أن هذي أمنا … وأم كل مؤمني أهل الدنا
    ثالثها فهي من أهل بيته … دام عزيزا كل موصول به
    رابعها فأنها من صحبه … وهاجرت أيضا لنصر دينه
    خامسها فأنها المرأه … من فوق سبع، لم تكن مجترئه
    سادسها فأنها قد أخطأت … يوم استقلت جملا وخرجت
    لكنها لم تقصد البغي كذا … كف اللسان عن أباطيل الأذى
    فكونها زوج النبي الموقر … فذاك أمر جاء بالتواتر
    عاش ومات وهي زوج له … ولم يطلق النبي أزواجه
    أما دليل كون ذا في الآخره … فآية الأحزاب فصل سائره
    كفوا الأذى عن النبي في قبره … لا تنكحوا أزواجه من بعده
    وقال في المستدرك مصححا … والذهبي موافق قد رجحا
    أن النبي سأل الله العلي … ألا نكحت امرأة تكون لي
    ولا أزوج فتى من أمتي … إلا وكان معي في الجنة
    روى أبو عيسى بفضل عائشه … حديث رؤية النبي لعائشه
    قال أمين الوحي جبريل له … هذي بدنيانا وأخرى زوجه
    وعائش تسأل هادي الأمة … عمن تكون معه في الجنة
    قال فأنت منهم يا سعدها … تقول: إذ لم يأت بكرا غيرها
    هذا رواه الحاكم وصححه … والذهبي موافق قد رجحه
    هذا وأصحاب النبي شهدوا … فمنهم عمار المجاهد
    ومنهم الحبر ابن عباس العلم … كفى بهذا حجة بين الأمم
    وكونها أما لكل مؤمن … فذا كلام ربنا البر الغني
    فآية الأحزاب فصل بالغه … تسري إلى العقل بروح دامغه
    قال: النبي أولى بهم من نفسهم … وكل زوح للنبي أم لهم
    عويش أم المؤمنين يا له … من شرف إن الثريا دونه
    ولا زم لذاك أن من رضي … عويش أما كان مؤمنا هدي
    ومن أبى ورد قرآن العلي … منافق بنص وحي منزل
    لذاك قلت إن أمي فارقه … قد فرق الله بتلك الصادقه
    بين المنافق وبين المؤمن … فافهم لباب العلم والفقه السني
    ومن معاني تلكم الأمومة … أن لها التوقير للكرامة
    وأنهن قدوة للمؤمنه … في المكرمات والصفات الحسنه
    وفي كمال العقل والديانة … وفي نقاء العرض والطهارة
    وأنهن أمهات جامعه … في كل فضل كالنجوم الساطعه
    وخير خلق الله يوصينا بأن … نسدي للأمهات خيرا ونصن
    ألم تروه قال: غارت أمكم … وقال: يا أنيس تلك أمكم
    وقال: قوموا وانهضوا عن أمكم … كلوا هنيئا من طعام أمكم
    أراد أن يقرر المعنى إذا … في قلب كل مؤمن قد يمتحن
    لذا فإن صحبه من بعده … قد فقهوا وامتثلوا لأمره
    والتابعون بعدهم قد اهتدوا … بهديهم ونورهم فما اعتدوا
    قال محمد بن قيس الراويه … هيا اسمعوا أروي لكم عن أميه
    قالوا ظنناه يريد الوالده … وإنما رام عويش الزاهده
    وذاك عمار العظيم شأنه … يقول يا أماه يعني أمه
    عويش، قالت: لا أكون أمكا … قال بلى وإن كرهت ذالكا
    واسمع إلى الحبر الإمام العالم … هو ابن عباس الفقيه الهاشمي
    لما طغى أهل الخروج وافتروا … على علي الإمام وامتروا
    قالوا له لم نسب ولم نغتنم … قال أتسبون الحصان أمكم
    لئن فعلتم ذا لقد كفرتم … كفرا صريحا يا رجال فاعلموا
    فرجع القوم إلى أحلامهم … إلا قليلا سمع الله بهم
    وابن أبي بكر أريد وطلب … فدخل بيت الحصان فاجتنب
    وقيل يوما أن شخصا سبها … وقال ليست أمه وعابها
    فعلمت به فقالت: قد صدق … فذاك من أهل النفاق المختلق
    وإنما جعلت أم المؤمين … أما المنافقون فالله الغني
    وكونها من أهل بيت المصطفى … ففيه قرآن كريم وكفى
    وآية الأحزاب في ذا واضحه … كالشمس في أفق السماء لائحه
    قال يريد الله تطهيرا لكم … من كل رجس ذا جزاء بركم
    ثم النبي في زواج زينبا … أتى عويشا زوجه المحببا
    قال سلام أهل بيتي ودخل … ثم أعاد ما سها وما غفل
    ئم تقول أمنا ما شبعا … الآل من خبز ثلاثة معا
    وفي حديث زيد بن أرقم … أن النساء أهل بيت فاعلم
    والله قد أوصى بأهل بيته … خيرا وهذا الأمر في قرآنه
    ليس النبي سائلا أجرا سوى … مودة القربى فدع عنك الهوى
    قال تركت فيكم قرآنه … وأهل بيتي فعن الشر انتهوا
    علمنا النبي في صلاتنا … صلوا على الآل وذا من هدينا
    وبغض أهل البيت بيت المصطفى … يستوجب الخزي بنا وكفى
    فلا تمار يا فصيح واستقم … ووقر الحصان دوما واحترم
    وكونها من صحبه ذا ثابت … والهجرة العظمى ففضل ثابت
    فإن صحب أحمد من قد رأى … وكان مؤمنا عن الشرك نأى
    كن عويش زيد في الفضل لها … عاشت مع المختار حتى فاتها
    لم يحظ مسلم بمثل قربها … حتى أتاه الوحي في لحافها
    والله قد أثنى على الصحب الألى … مهاجمر وناصر ومن تلا
    قال النبي شاهدا عليهم … مبنا للأمة فضلهم
    خير القرون ثم من يلونهم … فالتابعون هديهم من بعدهم
    حذرنا أن نزدري أصحابه … أو أن نسب من يحد يا ويله
    سماهم الرحمن في قرآنه … السابقين الأولين فادره
    ورضي العزيز عنهم ولهم … جنات عدن ذا جزاء برهم
    فكل هذا الفضل ثابت لها … فيا لها مناقب ما مثلها
    وكون أمنا هي المبرأه … وكونها يوم القتال مخطئه
    فسوف نأتيكم بتفصيل له … ورد كل شبهة بإذنه
    فتلكم كانت أصولا جامعه … فاعلم وحط الجهل عنك والدعه


    إلى آخر نفس
    سياق خبر وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم - وما فيه
    من الدلائل على فضل عائشة

    في ذكر موت المصطفى دلائل … فوائد يسموا بها من يعقل
    قالت عويش خبرا عن موته … صلى عليه الله قدر خلقه
    قد جاء يوما من جنازة ولم … يبد كلاما لي وفي رأسي ألم
    عصبت رأسي وقعدت دونه … وقلت وارأساه أبغي وده
    قال ممازحا بثغر ضاحك … وددت أني قمت فهيأتك
    غسلت وكفنت ودفنتك … ثمت أستغفر وأدعو لك
    فقلت واثكلاه قد ظننتكا … تحب موتي لرضا أزواجكا
    فابتسم ثم صداع جاءه … فقال وارأساه واشتد به
    فكان آخر ابتسامه لها … وذاك فضل مالئ صفحتها
    كان يقول مكثرا أين أنا … مستبطئا يوم الحصان أمنا
    فاستأذن الأزواج أن يأتي لها … وأن يمرض النبي في بيتها
    ولم تمرض قبله من أحد … لكنه فضل العظيم الصمد
    عند الصلاة أمر المختار أن … مروا أبا بكر يصلي حازما
    قلت: أبو بكر أسيف يكثر … من البكاء والدموع تغزر
    قال: مروه أن يصلي إنكم … صواحب الصديق كفوا قولكم
    ثم صببنا الماء فوق رأسه … فقام قاصدا صلاة صحبه
    كان النبي مستندا لصدرها … تقول بين سحرها ونحرها
    وهي تعوذ النبي الأكرما … فرفع المختار رأسا للسما
    يقول: لا بل في الرفيق الأعلى … في جنة العز الرفيع الأجلى
    جاء أخوها والنبي يحتضر … إلى سواكه النبى ينظر
    أخذت ذاك الرطب ولينته … إلى حبيبي المجتبى دفعته
    فاستن أحسن سنة رأيت قط … ثمت ناولني السواك فسقط
    فكان ذاك آخر العهد به … جمع الحكيم ريقها بريقه
    تقول فاضت نفس حبي المجتبى … فما وجدت قط منها أطيبا
    ومات بين سحرها ونحرها … وكان دفن المصطفى في بيتها
    قال الإمام الزين والعراقي … في نظمه يشير للوفاق
    وفسر الصديق للصديقة … منامها أن سقطت في الحجرة
    حجرتها ثلاثة أقمارا … ها خير أقمارك حل الدارا.
    صلى عليه ربنا وسلما … وصاحبيه نعما وأنعما
    وبعد هذا اسمع علوم الرافضه … تلك التي للمكرمات مبغضه
    قالوا: بغت كفرت وكانت عائشه … وسمت المختار وهي فاحشه
    أتوا كذابا ليس يحصى عددا … لو فاض في بحر اليقين بددا
    تخرصوا تكهنوا وأرجفوا … وفاض غيظ قلبهم وما شفوا
    كيف يموت سيد الخلائق … في حجر مبغض له منافق
    ثمت يبقى راقدا في بيتها … جثمانه الطاهر دوما يا لها
    من ذات حظ وافر ما أوفره … وذات فخر دائم ما أذكره
    ويحرم الرحمن أولياءه … من ذلك الفضل العظيم يا له
    من كذب فج عظيم القرن … ما مثله إفك بهذا القرن
    ألم يكن نبينا مكرما … عند العظيم البر دوما في السما
    ولازم من قولهم بلا خفا … أن الكريم قد أهان المصطفى
    حاشا وكلا،، إن ذاك إفكهم … إن لم يتوبوا منه فويل لهم
    فالله يجزي الخير بل يضاعف … بئس الكلام قولهم قد أرجفوا
    يا للعقول أين فلب يفقه … فليس يستهويه إفك تافه
    ألم يمانع في زوج صهره … بنت أبي جهل عدو ربه
    إذ كيف يحيا تحت سقف واحد … بنت العدو والنبي الماجد
    فتلك أحلام لهم يا ضعفها … لا لن ترى في ذا الوجود مثلها
    رباه سلمنا وثبت قلبنا … بالعلم والإخلاص نور دربنا



    عائشة الزاهدة السخية
    وأمنا أيضا حصان زاهده … سخية دوما رزان عابده
    عاشت مع المختار ولم يشبعا … ثلاثة من خبز أو زيت معا
    ويوم جاءت عائش تسألها … امرأة أتت ببنتين لها
    تقول ما وجدت غير التمرة … بين ابنتيها عدلت في القسمة
    ثمت زاد زهدها بعد الجمل … وأكثرت من السخاء والعمل
    يقول عروة هو ابن أختها … قد نكست ورقعت في ثوبها
    وجاءها يوما بمال وافر … ابن أبي سفيان كالموقر
    فلم تبت ودرهم في بيتها … بل أنفقها كلها في وقتها
    فما اشترت لحما لها بدرهم … تقول للفتاة لا تتهمي
    لو كنت ذكرتيني كنت أفعل … فيا له قلب سخي فاضل
    جادت بكل مالها للفقرا … ولم تذر لنفسها شيئا يرى
    قد علمت بأنها أم لهم … فكان لا بد وأن تؤثرهم
    ألم تكن بنت أبي بكر البهي … من جاء للنبي بكل ماله
    أسمى معاني الزهد والأمومة … فردديها في الورى يا أمتي
    واشتهرت بالبذل حتى عابها … ابن الزبير الطيب ابن أختها
    قال: لئن لم تنته أو تقتصد … لأحجرن مالها ولم يزد
    فنقل القول إليها من عدا … فنذرت لتهجرنه أبدا
    فطال هجران عويش لابنها … ولم يطق فيح أسى جفوتها
    فاستشفع الابن ولكن لم تجب … عز عليها الرفق منها والأدب
    فجاءها يوما مع الصحابة … ودخلوا جميعهم في الحجرة
    وبينهم ذاك الفتى المدلل … ودمع الاستعطاف منه مرسل
    فاعتنق الأم مناشدا لها … أن تقبل العذر وتكفى نذرها
    وأكثروا على الحصان الطاهره … ليس يحل أن تكوني هاجره
    وهي تقول لا يعود الناذر … باكية والدمع منها يغزر
    فأعتقت في نذرها ذا أربعه … في عشرة من الرقاب دامعه
    وكلما تذكرت هذا بكت … لم ترو ذا! بنفسها وما حكت



    العالمة الفقيهة المفسرة
    وأمنا كانت من العلماء … خاضت علوم الدين باستيفاء
    ألم تكن تلميذة النبي … ثم بفضل عقلها الذكي
    ونزل القرآن في لحافها … وسألت عن كل شيء رابها
    وهي محدثة كذا والراويه … ذات الأسانيدا العظام العاليه
    ما بينها راو وبين المصطفى … فعن معين العلم تروي وكفى
    وعن أبي بكر كذا عن فاطمه … قد أخذت أيضا علوما قيمه
    ومن روى عنها كثير قد ذكر … عند الإمام الذهبي في السير
    قد ذكر خلقا كثيرا منهم … زر حبيش ثم زيد أسلم
    أبو هريرة والوادعي … ثم أبو موسى كذا النهدي
    ثم ابن عباس كذا وابن عمر … وعروة ابن الأخت وابن المنكدر
    والقدوة ابن زيد النخعي … وصنوه ابن زيد التيمي
    وابن يسار ثم زدهم عكرمه … مجاهد وابن بشير علقمه
    وابن أبي مليكة والحسن … كذلك الشعبي الإمام الفطن
    مسروق ميمون كذاك نافع … وابن المسيب الإمام البارع
    وغيرهم جمع عظيم أكثر … من مائتين كلهم موقر
    مسندها ألفان فهي مكثره … ثمت زد مائتين بعد العشره
    سبعين ومائة وزدهم أربعه … أخرجها الفذ البخاري معه
    تلميذه النجيب، ثم ينفرد … بأربع من بعد خمسين تعد
    وانفرد تلميذه بتسعة … من بعد ستين روى بصنعة
    كانت عويش تحسن الفرائضا … وتجمع العلم الغزير الفائضا
    قال المحدث الشهاب الزهري … بحر الحديث جملة كالدر
    لو جمعت كل علوم الناس … كانت هي الأعلى بلا التباس
    ذات رسوخ في العلوم والسنن … والفقه والنزول ما أسمى المنن
    كان ابن صخر يكثر القول اسمعي … يا ربة الحجرة فاروي أو دعي
    وعروة يقول قد رأيتني … أقول لو ماتت لما أزعجني
    ولا ندمت إذ وعيت علمها … من قبل خمس حجج من موتها
    أعلم بالحلال والحرام … والشعر والطب وبالأعلام
    قال ابن حزم وهي كانت مكثره … من الفتاوى لم تكن مستأثره
    وكان عثمان الحيي وعمر … يبعث من يسألها عن الخبر
    ما أشكلت قط عليهم مسأله … إلا رأوها للجواب حامله
    قد استقلت بالفتاوى وقتها … وعروة دوما ملازم لها
    وأمنا عويش كانت أنكرت … على الصحاب غيرها واستدركت
    مسائلا تروي رسوخ قلبها … في الفقه وتومي إلى رقيها
    هذا الإمام الزركشي الشافعي … أتى عليها في كتاب جامع
    وماتع سماه سماه بالإجابة … ما استدركت أم على الصحابة
    أو ما تفردت به من علمها … أو خالفت فيه اجتهاد غيرها
    أو كان عندها دليل بين … فصل مفيد فيه علم متقن
    أو أنكرت فيه على الأئمة … أو رجعوا لرأيها في الجملة
    أو حبرت وحررت من فتوى … أو كان من رأي رأته أقوى
    قد رجع الصديق صوب رأيها … وكان في الأمور يستشيرها
    وعمر الفاروق يوم موته … ردت عليه وعلى بنيه
    واستدركت على علي وابن عمر … كذا ابن عمرو وأخيها قد ذكر
    على ابن ثابت وزيد أرقم … على ابن عباس الإمام العالم
    على أبي هريرة الفذ العلم … من كان خير حافظ بين الأمم
    على ابن عوف وكذا ابن عازب … على ابن مسعود الإمام الطيب
    والأشعري زدهم والخدري … وبنت قيس وابني الزبير
    وغيرها مسائلا قد بينت … وحررت واستدركت وعلمت
    كانت عويش للكتاب قارئه … وتعرف التفسير وهي ناشئه
    فتسأل المختار عما رابها … لكي تزيل بالعلوم جهلها
    قد جاءها ذاك الفتى العراقي … وهو يجوب الأرض باشتياق
    فقال يا أمي أريني مصحفا … لكي عليه مصحفي أؤلفا
    قالت له هل يا فتى يضركا … أن تقرأ في مصحف كذلكا
    أول شيء يا بني منزل … ما كان من قرآنناه مفصل
    وفيه ذكر الجنة والنار … إيماننا بالله والأقدار
    ثمت ثاب الناس للإسلام … فجيء بالحلال والحرام
    لو قيل لا تزنوا كذا في الأول … لا تشربوا الخمور، لم يمتثل
    قد قال ربي: ساعة موعدهم … أدهى أمر ليس من ينجدهم
    أيام كنت في البوادي ألعب … بمكة مع الجواري أذهب
    ثم أرته الأم مصحفا لها … أملت عليه الآي وترتيبها



    التحريم والإيلاء والتخيير
    روى البخاري وأيضا مسلم … حديث ما كان النبي يحرم
    قالا لنا: كان النبي يمكث … في بيت زينب لأمر يحدث
    يشرب عسلا هنيئا عندها … غارت عويش ثم كادت كيدها
    قالت لأزوج النبي إن دنا … قولوا له ريح مغافير هنا
    فدخل المختار فقلن له … فقال: بل ذا عسل شربته
    قلن له: فإن نحل العسل … قد جرس العرفط والريح جلي
    فقال: لست عائدا قط له … فأنزل الله الغفور قوله
    يا أيها المختار لم تحرم … من أجل مرضاة النساء تحرم
    وقيل أن سبب النزول … كان لأجل قصة الدخول
    أعني دخول المصطفى بالجاريه … في بيت زوجة له، بماريه
    قالت أفي بيتي وفي فراشي؟ … حرمها النبي بلا نقاش
    فنزلت آيات ذا التحريم … فيها من العتاب والتأثيم
    عتاب ربي للنبي الأكرم … وليس عيبا، بلى هو العز السمي
    تأثيمه سبحانه لعائشه … وحفصة أيضا بلا مناقشه
    وطلب التوبة والإنابه … إذ لم توفقا إلى الإصابه
    من أجل ذا آلى النبي أن يهجرا … أزواجه شهرا تماما لا مرا
    معتزل نبينا في المشربه … وذاك للأزواج كالمعاقبة
    وجاءه الفاروق وهو معتزل … فسأل المختار بعدما دخل
    طلقتهن؟ مخبتا مستفسرا … فقال لا فانتعش وكبرا
    وقال يا حبيب قد رأيتنا … قوما شدادا نغلب نساءنا
    ثم قلبن الحال واقتدين … بنسوة الأنصار واعتلين
    وامرأة الفاروق قد قالت له … أزواج خير الخلق قد راجعنه
    فقلت: لحفصة لا تنتصري … من النبي أبدا، لا تنظري
    إلى عويش فهي منك أوسم … يحبها المختار ذاك الخاتم
    فابتسم المختار وهو مضطجع … على حصير وبلطف يستمع
    لما مضى تسع وعشرون بدأ … بأمنا عويش نعم المبتدأ
    قالت: لقد أفسمت ألا تدخلا … شهرا وذاك التسع منه قد خلا
    من بعد عشرين وقد عددتها … فقال: ذاك الشهر ولى وانتهى
    ثمت قال: يا عائشة اسمعي … واستأمري الآباء حتى تقنعي
    ثم تلا الآيات للتخيير … بين العلا وزينة الحبور
    قالت: أما والله إنه علم … رأي أبي والأم ذا أمر علم
    أفي خلاصي أصبح مستأمره … أريد ربي والنبي والآخره


    حادثة الإفك
    روت عويش لنا حديث الإفك … قالت كلاما للقلوب يبكي
    كان رسول الله إن نوى السفر … اقترع بين النساء، والقدر
    في غزوة جاء لحظ أمنا … قالت خرجت والحجاب عمنا
    حتى دنونا ليلة من يثربا … قمت لأمري والرحيل وجبا
    قضيت، شأني ثم عدت مسرعه … فقدت عقدي فعدت راجعه
    فرفع القوم برفق هودجي … لم يشعروا أن عويشا لم تجي
    إذ كانت الأم صغير سنها … خفيفة واللحم لما يغشها
    كنت أقول أنهم لو لبثوا … شهرا وقوفا ههنا لم يبعثوا
    ذا الرحل حتى أرتقي في هودجي … لكنهم قاموا وكانت لم تجي
    قالت: وجدت العقد بعد أن مضوا … قلت سيأتي بعضهم إذا رأوا
    أتيت منزلي ثم جلست … فثقلت رأسي علي نمت
    فجاءني صفوان ذاك السلمي … رأى بعينه سواد نائم
    فاسترجع البر النقي لما رأى … أما له وبالوقار ملئا
    والله ما كلمت ما كلمني … ذي عفة الأم وصدق المؤمن
    ركبت رحله وقاد مسرعا … ثم أتيناهم ظهيرة معا
    وعند ذاك هلك من قد هلك … وابن سلول خاض جدا وأفك
    جئت المدينة فنمت شهرا … مريضة لا أستبين أمرا
    ولم يكن يريبني شيء بدا … غير الحبيب كان يبدوا باعدا
    خرجت ليلة وأم مسطح … إلى الخلاء في صعيد أفيح
    لكنها تعثرت في مرطها … ثلاثة وهي تتعس ابنها
    فقلت: أي أم تسبين ابنك … قالت: أسبه لما في شأنك
    فأخبرت بما جرى من إفكهم … فجاءني الداء لهذه التهم
    رجعت للبيت وإني أوعك … كيف لهؤلاء أن يصدقوا
    أتيت أمي وأنا أسألها … وإذ به ليس بشيء عندها
    فبت ليلة غزير دمعها … لم تكتحل عيني بنوم طولها
    وعند ذا هامت وراح وعيها … وجاءت الحمى كذا تنهكها
    ثم استشار المصطفى أصحابه … قال ابن زيد بالذي في نفسه
    والله ما نعلم إلا خيرا … ولا رأينا قط منهم ضيرا
    قال علي لم يضيق ربك … ثم برير إن تسلها تصدق
    قالت: فلا والله لست أعلم … شيئا يريب، ذاك عرض سالم
    وهو نقي طاهر لا أمتري … كذهب صافي بديع أحمر
    قالت: فقام المصطفى من يومه … مستعذرا ممن طغى في عرضه
    فاختلط الأصحاب عند المصطفى … أبدوا لبعض العداء والجفا
    فخفض المختار من أصواتهم … وقام يسعى مغضبا من بينهم
    وسال دمعي لا يجف أبدا … ولا نعاس قط في عيني بدا
    يوما وليلتين حتى أنني … أكاد أن أموت أو أظنني
    جاءتني امرأة من الأنصار … فجلست تبكي معي في الدار
    فبينما نحن كذا أتى النبي … وجاء نحوي جالسا في جانبي
    ولم يكن أقام عندي شهرا … منذ أشاع أهل الإفك شرا
    وخاض في عرضي أناس بالأذى … ولا أتاه الوحي في أمري كذا
    قال لها: إن كلاما جاءني … إلى نصيحة لقد أجاءني
    سوف يبرئك الإله الواحد … إن كان ذا العرض بريئا، فاشهدوا
    إن كنت قد ألممت ذنبا فارجعي … إلى العظيم توبة وأقلعي
    فإنه إن تاب عبد واعترف … حاز القبول عند ربي والشرف
    تقول: لما قال جف دمعي … وكان قولا مثقلا للسمع
    فما وجدت قطرة بعيني … أبتاه أماه أجيبا عني
    قالا: فلا والله لسنا ندري … ماذا نقول الآن في ذا الأمر
    قالت: فقمت وتشهدت كذا … لأدفع العار بنفسي والأذى
    لقد علمت إنكم سمعتم … ما قالت الناس كذا صدقتم
    لئن نطقت أنني بريئه … وأنني لم أقترف خطيئه
    لستم مصدقين، وإن أعترف … بفعلة شنعاء ولم اقترف
    صدقتموني، والإله عالم … أني حصان النفس، عرضي سالم
    إن لكم مثلا بقرآن تلي … صبر جميل نستعين بالعلي
    ثم تحولت إلى فراشها … ترجو الكريم أن يزيح همها
    ليس لها غير الإله الواحد … العالم البر الرحيم الماجد
    قد يئست من كل تدبير لها … صارت تعاني جرح قلب وحدها
    كل قريب وبعيد قد هجر … ولم يعد لها سوى رث البشر
    كفى به فهو عليم السر … وكاشف البلوى مزيح الضر
    وهي صغيرة وذا القلب انفطر … لكنه قلب كبير ينتظر
    غوث المغيث باليقين مفعما … بالاصطبار دائما منعما
    فجاءها الغوث من الله العلي … براءة بنص وحي منزل
    تقول: لا والله ما ظننت … أن ينزل القرآن بل رجوت
    رؤيا يراها الحب في منامه … شأني حقير الحال عن قرآنه
    والله ما رام الرسول المجلسا … ولم يغادر أهل بيتي المجلسا
    حتى أتاه الوحي، والإفك انخرق … وعمه مثل الجمان من عرق
    أفاق ضاحكا بثغر بارق … وجه جميل وجبين مشرق
    يمسحه وهو يقول: أبشري … ثم احمدي الرحمن دوما واذكري
    هذي براءة من الله العلي … تتلى مرارا في الكتاب المنزل
    لما جرى ذا قالت الأم انهضي … إلى حبيبك النبي الماجد
    قلت: فلا والله لست أحمد … غير إلهي إنه المؤيد
    وأنزل العظيم من قرآنه … نظمت معناه ولم أوفه
    أصحاب الأفك عصبة هم منكم … لاتحسبوا شرا أتى إليكم
    بل ذاك خير والإله أعلم … وكل من خاض بإفك آثم
    ومن تولى كبره يا ويله … إن عذابه عظيم شره
    لولا أتيتم بالشهود أربعه … لقولة من الكذاب شائعه
    لولا الإله عمكم برحمته … والفضل منه مسكم من نقمته
    كنتم تناقلونه بالألسنه … وتحسبوا أقوال إفك هينه
    خاضوا به وبالخنا تكلموا … لكنه عندالعظيم أعظم
    لا ترجعوا لمثل ذاك أبدا … من كان منكم مؤمنا قد اهتدى
    ومن أحب أن تشيع الفاحشه … في المؤمنين، واللسان الطائشه
    فإنه منافق وآثم … وحظه دوما عذاب مؤلم
    ثم تلا المختار آي عذرها … وقامت الأم تؤم بيتها
    وخرج الرسول نحو المسجد … فجمع الناس وبان المعتدي
    تلا عليهم آية البراءة … وكان ذاك قاطعا للفتنة
    وكان من تولى كبر الأفك … ابن سلول والحصان تبكي
    فكان يستوشيه ويذيعه … يسمعه يقره يشيعه
    وقد علمنا بعضهم من عروة … فمنهم حسان بن ثابت
    ومسطح وحمنة أخت زينبا … وغيرهم ممن عدا وأذنبا
    فجيء بالمؤتفكة المنافق … فضرب الحدين، غير رافق
    لأنه قد سب زوجة النبي … ليست كأي امرأة لا تعجب
    وعزروا وأوجعوا الثلاثة … حسان ثم مسطح وحمنة
    كانت عويش أمنا تكره أن … يسب حسان؛ لفعله الحسن
    في ذبه عن النبي الأكرم … يفديه بالآباء والعرض السمي
    وجاءها في مرة مستئذنا … فأذنت ولم تمانع أمنا
    قيل لها، قالت: لقد أصابه … ذاك العذاب والجزا في عينه
    تقول: لما أنزلت براءتي … كان أبي ينفق في القرابة
    وفيهم مسطح من قد اعتدى … وخاض في الإفك وما رام الهدى
    فأقسم الصديق ألا ينفقا … عليه لما مالأ المنافقا
    فأنزل الله العلي {لا يأتل} … أصحاب بذل المال والتفضل
    أن ينفقوا على قرابة لهم … عفوا وصفحا، ذاك غفران لهم
    قال: بلى إني أحب المغفره … وعاد يعطيه الهبات الوافره


    مناخ الأحداث
    قال الرواة أن ذاك قد جرى … بعد غزاة خاضها بلا امترا
    في غزوة يعني: سيوف مشهره … حر وجوع والدماء قاطره
    يعني كذا: برد وقر قارس … جهد جهيد يمتطيه الفارس
    قطع الفيافي ثم تغبير القدم … مشيا على رمل يؤدي للورم
    فلم يكن وقت النساء والغزل … كلا ولا وقت البكا على طلل
    بل إنهم خرجوا لنصر دينه … لا يأمن الغازي بقاء نفسه
    كيف يظن أنهم قد اعتدوا … ودنسوا أرض الجهاد وافتروا
    فيا له إفك عظيم جرمه … نفاق قلب قد طغى في إثمه
    لذاك قال الله ما كان لكم … أن تسمعوا، أو تفتحوا أفواهكم
    أو أن تظنوا الشر بأنفسكم … ولم يقل فافهمه بإخوانكم



    فوائد من حادثة الإفك
    كان ابتلاء للنبي الأكرم … يسمو به أعلى ذرى العز السمي
    وهو ابتلاء للحصان الطاهره … يسمو بها نحو الجنان الباهره
    قد زاد في الوداد بين المصطفى … وبين حبه خليلة الوفا
    فقد أتى القرآن في أمر لها … وذاك تاج كل منقبة لها
    لو لم يكن للأم أي منقبه … غير البراءة فنعم المرتبه
    لو كل فضل نالها في كفة … ثم براءة لها في كفة
    لرجحت كفة تبريء لها … فتلك درة علا بريقها
    وهو ابتلاء للصديق الأكبر … ودونه قتل وقطع الأبهر
    كذا لأهل بيته ذوي التقى … إلى جنان في العلا به ارتقى
    وهو ابتلاء نال كل مؤمن … وكل قلب عامر وموقن
    قد شاركوا المختار كل حزنه … وذاك أولى مقتضى لحبه
    أمر عظيم قد أتى عليهم … وبالأذى والكرب قد غشاهم
    لأنه عرض النبي الأعظم … وذا يمس دينهم فلتعلم
    كيف ينال عرض منقذ لهم … يحيي القلوب وهو أصلا متهم
    بأي وجه ينشرون في الورى … ذا الدين إن كان الكذاب قد جرى
    أما تراه قد غدا معترضا … لدرهم في بيته يوم قضى
    آلا يقال أنه ذو ثروة … أو أن يشاب ذكره بشبهة
    ثم أزاح الله تلك الغمه … فانبلجت كل ثغور الأمه
    كأن غيثا قد أتى فعمهم … ومن سرور القلب قد أمطرهم
    لكن تعال انظر فهوم الرافضه … تلك التي عن كل خير باعده
    هم يزعمون أن عرض المجتبى … دنس كثير الشر عن طهر نبا
    أما أحس واحد في نفسه … بأن عرض المصطفى من عرضه
    أليس بينهم ذوي مروءة … كلا وربي ما بهم من ذرة
    هل يرجعون للهدى بتوبة … أم كلهم أهل هوى وفتنة
    بأي وجه يدعون أنهم … أتباع من في عرضه قد اتهم
    وكيف يدعون إلى الدين الذي … زوج النبي أتت الفعل البذي
    فأي إفك ذاك بل أي هوى … إلى حضيض سافل بهم هوى
    والإفك قد أذاع ذكر السلمي … غدا بريئا من شنيع التهم
    لو لم يكن في الإفك هذا ما عرف … قد نال من عز رفيع وشرف
    قال النبي رأفة وبرا … والله ما علمت إلا خيرا
    ما كان يأتي بيتنا إلا معي … وذي شهادة بطهر ناصع
    يقول مقسما برب ما كشف … طول حياته لأنثى عن كنف
    وذا روته أمنا كما أتى … وفي سبيل الله أمسى ميتا
    وفيه فضل لبرير الجاريه … فلم تكن عن الحقوق وانيه
    وفضل شخصين دعاهما النبي … أسامة كذا علي الطيب
    وفضل أمنا الصدوق زينبا … لها لسان صادق ما كذبا
    وفيه أن الله قد أبدى لنا … أن لأهل البيت عزا وسنا
    قد أذهب الرجس كذا طهرهم … ومن رفيع الفضل قد أمطرهم
    فأي شبهة تحوم حولهم … فإن ربنا ولي نصرهم
    يبطل كيد العائب المنافق … يرفع شأن المؤمن البر النقي
    وفيه إعلاء لشأن العرض … وأن طعنا فيه أمر مردي
    لأجله قرآن ربي قد نزل … فقل جميلا ثم حاذر الزلل
    وأمسك اللسان عن سوء الأذى … وذا مثال صادق ليحتذى
    وفيه أن كل حرف ينزل … من العظيم فيه خير يحصل
    وأي خير ثم أي فائده … فوق القرآن ثم أي عائده
    هو رحمة الله الكريم للبشر … هداية عظمى، فهل من مدكر
    حقا كما قالوا لنا لو لم يكن … لأمنا من الثناء والمنن
    غير نزول الوحي في تبريئها … لكان يكفي في سمو شأنها
    قد استفادت وأفادت كل من … كان لدين المصطفى متبعا
    جزى الإله أمنا خير الجزا … في جنة الفردوس، وعدا منجزا



    منهج الروافض في طعونهم
    لكن أهل الإفك ذا لم يسكتوا … بل جددوا العزم لإفك بيتوا
    فلم يرق لبعضهم أن يقرآ … قرآن ربي مادحا مبرئا
    لأمنا ونافيا عنها الخنا … نتلوه ليلا وكذا نهارنا
    فقام من أراد طمس الحق … وحكم العقل بأمر الإفك
    وليتها كانت عقولا نيره … وبالعلوم دائما مستبصره
    لكنها عقول بغض وهوى … جهولة والخير منها قد هوى
    يبغون صرف الفضل عن ذي الطاهره … ولكن الآيات فصل باهره
    قد جمع الطعون ذاك الممتري … الرافضي مرتضى ذا العسكري
    كتابه فيما روته عائشه … أو ما روي عنها بنفس جائشه
    وإننى سوف أجلي منهجه … ذاك الذي في الطعن قد انتهجه
    في كل ما أتاه إما مفرط … أو لا فذاك ساخط مفرط
    لا يعرف القصد الجميل والوسط … لكنه ودائما على شطط
    وهو حقود دائما لا يلتمس … عذرا لها، وكل خير منطمس
    لكنه قد يظهر الإنصافا … يطري بطول يسمن العجافا
    لكن ذا الإطراء ليس يذكر … بجانب الطعن الشنيع يمطر
    فالمدح في الفهم وفي الشجاعة … والطعن في العرض وفي الديانة
    فقد أحال المدح ذما ويحه … لأنها في الشر تستعمله
    ثمت يبدوا أنه في ظنه … أن علوم الغيب تنجلي له
    يغوص في عمق الهوى والنية … بصورة مهلكة مريبة.
    يقول: هذا قد نوى فعل كذا … وهذه أيضا نوت فعل كذا
    ثمت يعلي فوق خرصه البنا … من الأراجيف العظام واهنا
    لو قد بنى على وجوه تحتمل … شرعا وعقلا ما أمنا من زلل
    فكيف يبني ظنه على جرف … هار بسيل من أراجيف جرف
    وقد يؤصل الفتى للقاعده … ليثبت الطعن بتلك الرائده
    ثم يريد النقض فينقضها … يأتي عليها مثبتا نقيضها
    ويكثر الحشو كذا والطنطنه … مثرثر جدا وفير الدندنه
    لست مبالغا أخي بل إنه … معترف وقال ذا بنفسه
    يرى الفتى من نفسه مفكرا … وعالما يكثر من قول أرى
    لكنه إن قالها فتلكم … محض ادعاء وكذاب فاعلموا
    ثمت يبني فوقها عظائما … وترهات كالبلاء جاسما
    مدلس يزور الحقائقا … ويقلب العلقم شهدا رائقا
    يقدم المكذوب لا الصحيحا … كذلك الموضوع والمطروحا
    يعنى بجمع من قمامات الكتب … مثل الأغاني، والصحيح قد حجب
    كذاك ينقد الصحيح إن وجد … أما الضعيف ذاك كنز قد وجد
    لا يعرف الجمع ولا الترجيحا … كلا ولا الضعيف والصحيحا
    فذاك منهج لكل رافضي … من رامه فليس بالمؤيد
    وقد رددت كل شبهة له … مبينا منهجه وجهله


    إفك آخر، وآخر
    لم ينته الإفك أخي فلتسمع … بل ثم إفك ظاهر لا يرتدع
    ففي كتابات لأهل السنة … جاءت دسائس من أهل البدعة
    فيها غلو وافتراء وكذب … وبخس حق بالغ من العجب
    فإن شانئي الحصان الطاهره … رأوا مناقبا لها متواتره
    فلم يرق لبعضهم أن ينتهي … عن هتك عرض أمنا وذمه
    فوضعوا الأخبار تلك الكاذبه … أتوا بكل الإفك والمشاغبه
    كي يصرفوا الأنظار عن فضل لها … كذاك عن تكريم ربها لها
    وينشروا الإفك الصريح العاري … من كل مكذوب من الأخبار
    لكن أهل العلم أصحاب الأثر … قد أظهروا تلك المساوي والعرر
    وفندوا أقوال أهل الباطل … ونسفوا البهتان بالحق الجلي
    وبينوا الصحيح من مكذوبه … بفهم حاذق فقيه نابه
    وقد أتى الكثير من ذا الافترا … في كتب أعلام لنا بلا مرا
    مثل الإمام الطبري البارع … في سرد تاريخ الملوك الجامع
    فقد أتى فيه بتاريخ الفتن … وكان ذكر أمنا مشوها
    فهي التي قد ألبت أحزابها … على الإمام لم تراع ربها
    قالت أميتوا نعثلا فقد كفر … وأظهرت نعل النبي فبهر
    ثمت جاءوا واستباحوا دمه … وعينه في مصحف أمامه
    قالوا وكانت آنذاك في سرف … وأمر عثمان لديها ما عرف
    فلقيت عبدا هو ابن أمه … فسألت ذاك الفتى عن أمره
    قال لها إن الخليفة قتل … وجاز أمرهم إلى خير الدول
    فبايعوا علي في المدينة … قالت فردوني ألا يا حسرتي
    ليت السماء هذه أن تنطبق … إن تم الأمر نحو صاحبك
    وإن عثمان الشهيد قد ظلم … لأطلبن دمه بين الأمم
    قال: فأنت قد أملت حرفه … قالت: فإني ما أردت قتله
    قال فمنك ذا البداء والغير … ومنك أيضا الرياح والمطر
    وعند ذا قامت تريد ثأره … وهي التي قد أشعلت أواره
    ثم امتطت من الجمال أحدبا … وعطلت أمر النبي الواجبا
    أقامت الحرب على ساق لها … وأججت في المسلمين نارها
    وأوقعتهم في البلاء والفتن … وفتحت باب العداء والمحن
    بل قال راجز لنا لم يصدق … مخاطبا عليا الليث التقي
    يا جبلا تأبى الجبال ما حمل … ماذا رمت عليك ربة الجمل
    أثأر عثمان الذي شجاها … أم غصة لم ينتزع شجاها
    قضية من دمه تبنيها … هبت لها واستنفرت بنيها
    ذلك فتق لم يكن بالبال … كيد النساء موهن الجبال
    وإن أم المؤمنين لامرأه … وإن تك الطاهرة المبرأه
    أخرجها من كنها وسنها … ما لم يزل طول المدى من ضغنها
    وقال أيضا بلسان جاهل … عن الحقائق العظام ذاهل
    وانتهك الحي دماء الحي … من أجل ميت غابر وحي
    وجاء في الأسد أبو تراب … على متون الضمر العراب
    يرجو لصدع المؤمنين رأبا … وأمهم تدفعه وتأبى
    تجر ذات الطهر فيه عسكرا … وتذمر الخيل وتغري العسكرا
    فقلت بل كذبت أيها الرجل … هلا شققت قلب ربة الجمل
    امبتغ حقا فغرت فاكا … أم سهم باطل أتى أعماكا
    أما طلبت العلم بالنقاوه … حتى تزيل الجهل والغشاوه
    من قال أن غصة في حلقها … ولم يزل طول المدى ضغنا لها
    وأن أمي ما أرادت رأبا … وأنها كانت لصلح تأبى
    وأن ذات الطهر جرت عسكرا … وذمرت خيلا وأغرت عسكرا
    كلا وربي قد أسأت الفهما … ولم تنل من الصواب سهما
    رددت قول الرافضي كالببغا … وصغت إفك من تعدى وطغا
    وضابط الأمر بهذي المسأله … أن ليس للأخبار نفس المنزله
    فيها صحيح وضعيف وحسن … وعند أهل العلم ليس خافيا
    بل ثم موضوع ومكذوب كذا … قد دسه أهل النفاق والأذى
    وجل إفكهم رواه ابن عمر … لا لا تظنه الإمام المعتبر
    بل ذاك سيف وهو مثلوم كذا … يرويه عنه ابن مزاحم وذا
    يروي الأكاذيب التي لا يرتجى … نفع بها، بل كل ضر وشجا
    وقد رماه بعضهم بالزندقه … لأجل مروياته المختلقه
    فهل نظرت نظرة المحدث … قبل تفوه بذي الخبائث
    هيهات أن تكون قد فعلتها … بل عن أصولنا لقد نأيتا
    ثم سلكت منهج الروافض … ولست عند ذاك بالمؤيد
    وذاك تفصيل لكل ما جرى … خذه بقلب نابه بلا امترا
    قد صغته من كل موثوق الخبر … لا من دواهي كل كذاب أشر


    رأس الأفعى عبد الله بن سبأ
    رأس الحديث وبداية النبأ … عند اليهودي الخبيث ابن سبأ
    أراد صدع ديننا فلم يجد … إلا سبيلا واحدا "فرق تسد"
    وفي خلافة الحيي أسلما … ووضع كيدا خبيثا محكما
    نادى بأقطار البلاد كلها … برجعة المختار يا أولي النهى
    لأنه من المسيح أفضل … فهو أحق بالرجوع، أمثل
    ثمت قال: وعلي الوصي … بعد الرسول لم يكن بالناكص
    عثمان قد أخفى وصية النبي … لم يمتثل قط لأمم واجب
    لذا فقوموا واخلعوه واجعلوا … أمر الرسول نافذا وعجلوا
    كيلا يعمكم عقاب ربكم … وتدخلوا النار بسوء فعلكم
    فصدقت ناس من الغوغاء … أراذل القوم من الدهماء
    وكذبوا على الإمام وادعوا … عليه كل تهمة وما رعوا
    ونشروا الكذاب في الأنحاء … حتى لقد هزت من الأرجاء
    ثم أتى عثمان علم ما جرى … وما أتاه القوم من ذا الافترا
    لكن عثمان أبى أن يفتحا … باب المآسي ورأى أن يصلحا
    وقال فروا من ضراوة الفتن … لا تقتلوا نفسا ولوذا بالسكن
    وقد أتى الباغي الخبيث ابن سبأ … في جمع غوغاء لشر قد خبأ
    وحاصروا الأمير في بيت له … هم مجمعون أمرهم لخلعه
    قالوا له دع الأمور تسلم … واترك خلافتنا لنا كي تغنم
    قال له البر الفقيه ابن عمر … لا تخلعنها لن تزيد في العمر
    كي لا تكون سنة من بعدكا … قم واستعد للقا مولى لكا
    ثم ارتقى الغوغاء من أسواره … وأوقعوه ميتا في داره
    سال الدم الزكي من أوصاله … حتى أصاب مصحفا في حجره
    ولم يكن فيهم من الصحابة … قط فتى، قال فقيه البصرة
    فذاك أمر قتل عثمان التقي … وما جرى في عهده المبارك
    ثمت جاء بعده ليث الحمى … مجندل الأقران، سباق الكما
    أعني عليا الإمام الطيبا … ما فل عزم دينه وما نبا
    فبايعته الناس من أصحابه … إلا قليلا ليس عن شيء به
    وإنما كان اعتزالا للفتن … نأيا بنفس عن تباريح المحن
    كان الإمام كارها أن يصبحا … خليفة للمسلمين الصلحا
    يقول إن أكن وزيرا أفضل … لكنهم عن بيعة لم يعدلوا
    وكان فيمن جاءه وبايعه … طلحة والزبير قد أتى معه
    واختلف الأصحاب في أمر الدم … هل يرجأ أم يحظ بالتقدم
    فاستأذن الزبير معه الصاحب … من الإمام والرحيل أوجبوا
    لمكة بعد شهور أربعه … من مقتل الإمام والمبايعه
    الصاحبان وعويش أمهم … في مكة والثأر قد أهمهم
    لو أرجأوا أيضا لأبطل الدم … وصار سنة ويبقى الندم
    وذاك من توهين سلطان العلي … إن يبق هذا الضرب ولم يقتل
    فأجمعوا العزم على الثأر له … فمن أراق دمه يا ويله



    دخول البصرة
    فجاءهم يعلى بأهل البصرة … وعامر أيضا أتى للنصرة
    بأهل كوفة وأمضوا أمرهم … لكن عثمان حنيف صدهم
    وقال حتى يأتي الأمير … لن تدخلوا البصرة لن تسيروا
    ثم أتاهم بجيش جبله … وكان ذاك من رؤوس القتله
    فقاتلوه بالسيوف فانهزم … فجاءهم علي لما أن علم
    في عشرة من الألوف جيشه … وكان حقنا للدماء قصده
    وكان هذا الأمر عام ستة … بعد ثلاثين مضت للهجرة




    موقعة الجمل
    فأرسل المقداد والقعقاعا … لكي يفضوا ذلك النزاعا
    طلحة والزبير باهتمام … يرون ثأرا لدم الإمام
    أما علي فيرى أن يرجآ … فاختلفت تلك المساعي والرؤى
    وبات كل منهم في جيشه … وباله محير في أمره
    لكنهم قد وفقوا أن يحقنوا … دماء كل مؤمن ويحسنوا
    لكن أتباع الخبيث ابن سبأ … أقلقهم أن التهارش انطفأ
    قد يرجع الجمعان بعد فرقه … وينتهي البلاء والمشقه
    توجسوا من أن يثوروا كلهم … صغيرهم كبيرهم أميرهم
    يستأصلوا شأفة أبناء سبأ … ويخمدوا لهيب نار قد طرأ
    ففكر القوم وكادوا كيدهم … وأحكموا الأمر وجدوا سعيهم
    وخرجوا ملثمين في السحر … فوق الجياد والسلاح مشتهر
    غاروا على جيش لطلحة الفتي … وهم نيام أوغلوا في النومة
    فقتلوا بعضا من الأجناد … وأوقعوا في الجيش من فساد
    ثمت فروا هاربين افرنقعوا … ليت الروافض الطغام يسمعوا
    فعندها ظن الجنود أنهم … قد بغتوا وقتلوا في ليلهم
    من قبل جيش الصحاب الآخر … جيش علي، عقلهم لا يمتري
    ظنوا بأن أبا الليوث قد غدر … ثم استباح دمهم عند السحر
    فناوشوهم في الصباح الباكر … وشاع أمر ليلهم في العسكر
    وعندها ظن علي أنهم … قد غدروا ولم يراعوا ربهم
    فاحتدم القتال واشتد الوغى … ما كف جندي لهم وما صغى
    يقول طلحة: اسمعوا وأنصتوا … لكنهم لم يسمعوا لم يسكتوا
    فقال أف ذا فراش النار … ذبان أطماع يجي بالعار
    ثم علي قال للقوم ارجعوا … لكنهم جدوا ولم يستمعوا
    وعائش قد أرسلت بالمصحف … لكن سيل دمهم لم يوقف
    واستشهد طلحة ومحمد … زبيرهم، ولم يقاتل فاشهدوا
    وطلحة أماته سهم غرب … وهو يكف والقتال قد نشب
    وكان جمل الحصان الطاهره … علامة بارزة مؤئره
    يفدونه بالنفس كيلا ينحني … وحوله جنذ له لا تنثني
    قال علي اعقروا هذا الجمل … فدونه تقاتل لا يحتمل
    وعندما جدوا وتم عقره … فل القتال واستقر أمره
    ثم انتهى بالنصر للإمام … بل باءت الأمة بانهزام
    ثمت قام نحو أهل الجمل … وهو لثوب الحزن كالمشتمل
    يقول صادقا لقد وددت … أن مع النبي قد قبضت
    أخبره الحب الرسول أنه … أمر يكون بينها وبينه.
    قال علي فأنا أشقاهم … فقال: لا بل أنت مولى لهم
    إن كان ذاك وجرى فردها … عزيزة النفس إلى مأمنها
    فردها الإمام عندما ذكر … أمر نبينا، فهل من مدكر
    يقول أحنف هو ابن قيس … سألت أهل الحكمة والكيس
    وأمنا فقيهة الأنام … أيام كان الحصر للإمام
    قالت: عليك بعلي يا فتى … ليث ومقدام صدوق ما عتا
    قد ندمت عويش حتى أنها … كانت تبل من بكا خمارها
    إذا تلت {وقرن في بيوتكن} … تبكي وترجو أن ذاك لم يكن
    روى الثقات أن كوفيا دخل … قالت له شهدتنا يوم الجمل
    قال: نعم، قالت: فهل كنت لنا … فقال: بل كنت عليكم أمنا
    قالت: فهل تدري من المتكلم … يا أمنا يا خير أم نعلم
    قال: ابن عمي، فبكت لا تصمت … حتى ظننت أنها لا تسكت
    لقد وددت أن لي عشرينا … من الرسول هم من البنينا
    ثم ثكلتهم جميعا بالأجل … ولم يكن ما كان في يوم الجمل
    لا بل رأت أم العفاف أنها … قد بدلت وأحدثت في أمرها
    تقول يا أصحاب لا أستأهل … دفنا مع المختار نعم المنزل
    أوصت بأن تدفن في البقيع … كيلا تزكى بالمنى الرفيع
    وكل أصحاب النبي قد ندم … وكلهم بتوبة قد اختتم
    قالوا بأن المصطفى قال لها … وهي ضحوك وصغير سنها
    أيتكن تصحر بالأحدب … تنبحها كل كلاب الحوأب
    فأبصري ألا تكوني لاهية … فتخرجي وتصبحي أنت هيه
    ثمت جاءت والكلاب نبحت … فعندما تذكرت تراجعت
    تقول: ردوني فلست ذاهبه … فإنني بذاك لست صائبه
    قالوا: فذاك ليس ماء الحوأب … فلم تصدق عظمت أمر النبي
    فاستشهدوا خمسين أعرابيا … أن ليس ماء الحوأب الرديا
    ثم كسوهم وكذا دراهما … وأحدثوا الزور عصوا رب السما
    قلنا لهم بل تكذبون دائما … ولا تراعون الإله في السما
    فليس في الحديث قوله لها … فلا تكوني أنت، لم يخصها
    بل قال قولا مخبرا ومحتمل … وعند ذاك جاز ترك والعمل
    فليس يدرى هل يكون خيرا … أم كائن مضرة وشرا
    من أجل ذا قال الزبير طالبا … لا ترجعي، وفي الصلاح راغبا
    لعله أن يصلح الله بك … بين الجميع، فانظري لا تتركي
    وليس في الحديث أنه أتى … شهود زور بكذاب بيتا
    بل ذلك الزور الذي ما نمتري … في أنه إفك الكذوب المفتري
    لو كان حقا بات ذا مقررا … أن الحصان برة بلا مرا
    إذ قد تحرت وبقدر وسعها … وحفظت أمر الرسول جهدها
    لكنه قدح بمن قد بشرا … بجنة بالزور ليست تشترى
    إن عويشا لم تخالف ربها … يوم امتطت وخرجت من بيتها
    لأنها كانت تريد المصلحه … فنية الخروج كانت صالحه
    وإنما الأعمال بالنيات … ليست بفعل الشيء والسمات
    ألا تراها سافرت مع النبي … للحج بعد الفرض للتحجب
    ومهها الأزواج أيضا كلهم … في حجة الوداع مع حبيبهم
    حججن أيضا في خلافة عمر … وذاك أمر ثابت ومشتهر
    وهي كذاك لم تسافر وحدها … بل كان عبد الله محرما لها
    لم ترتكس في الخلط والتبرج … بل إنها كانت بقلب الهودج
    ولم ترد سفك الدماء الطاهره … بل أخطأوا وذا دليل المغفره
    قالوا عويش لم ترد مبايعه … وبعلي لم تكن بالقانعه
    لا بل أرادتها لزوج أختها … أو طلحة الميمون يا أولي النهى
    لكن ذاك إفكهم لا يثبت … رجم بغيب والعلوم تثبت
    فإنهم لم يخرجوا إلى علي … لم يقصدوا قتاله في الأول
    ألا تراهم يمموا للبصرة … لم يخرجوا إليه في المدينة
    لم يبطلوا قط خلافة له … ما بايعوا قط إماما غيره
    على الإمام البر هم لم يطعنوا … نية سوء قط لم يبينوا
    فما لنا وللنوايا ندعي … ننقب في القلوب لم نرتدع
    فذاك بدء الأمر منتهاه … وذاك أعلاه كذا أدناه
    فاحفظ كلامي وافهمه واعتبر … تسموا مع أهل الحديث والأثر



    وفاة أم المؤمنين
    وبعد ستين مضت من عمرها … زيدت بخمس قابلت مولى لها
    ليل الثلاثاء لسبعة خلت … من بعد عشر في صيامنا قضت
    استأذن الحبر ابن عباس العلم … كيما يعود زوجة خير الأمم
    وأمنا تخشى الثنا عليها … كانت بنزعها أتى إليها
    قال كلاما فائضا بالفائده … فرددوها واسمعوا يا رافضه
    أنت بخير أمنا فأبشري … زوج نبينا الحبيب الطاهر
    ما بينك وبين لقيا أحمدا … إلا خروج الروح تبقي الجسدا
    كنت أحبهم إلى قلب النبي … ولم يكن يحب غير الطيب
    وكنت بكره بلا توهم … وفيك جاءت رخصة التيمم
    وجاء وحي ربنا من السما … مبرئا، وزاجرا من قد رمى
    نتلوه بالمحراب طول عمرنا … آناء ليل وكذا نهارنا
    قالت صه ل تكثرن عليا … وددت أني نسيا منسيا
    ثمت فاضت روحها لربها … من بعد وتر دفنت في ليلها
    صلى عليها حافظ الصحابة … أراه إذ لم يأت صوب الفتنة
    كم ذا تركت أمنا من الهدى … وعلمت فقها وعلما وندى
    وكنت حب المصطفى هادي الورى … موفورة العفاف من غير امترا
    سخية زاهدة وطاهره … عالمة فقيهة مفسره
    لو أن كل امرأة كأمنا … على الرجال فضلت نساؤنا
    لو علم الأوغاد كم قد خسروا … على الحصان أبدا لم يفتروا
    قد خسروا علما وفقها وهدى … نقاء قلب، واللقا والموعدا
    وخسروا عقولهم إذ قد رضوا … بما يحيل العقل فعله قضوا
    وخسروا تاريخ أمة كذا … إذ قد رموها بالنفاق والأذى
    وخسروا الأخلاق والروح التي … كانت خصيصة بتلك الأمة
    روح العفاف والحياء والنقا … والعلم والفقه العميق والتقى
    فهل تراهم واردين حوضه … كلا وربي، ليتهم أن ينتهوا
    رباه فامح الغل من صدورهم … نق القلوب نجنا من كيدهم



    الخاتمة
    فهذه منظومتي قد صغتها … في نصرة الحصان فلتهنأ بها
    كاللؤلؤ المنظوم أو كالجوهره … جادت بها نفسي بمصر القاهره
    أيام ثارت ثورة بمصرنا … تحدثت بفضلها كل الدنا
    كم من علوم يا أخي أودعتها … وكم عجبت وأنا أكتبها
    عدتها في ألف بيت قد أتت … كالسهم في حلق العدا قد ثبتت
    رباه فاجعلها سبيلا للرضا … ولا تضيع سعينا هذا سدى
    رباه، رباه لقد أعطيتنا … خيرا عظيما وافرا لكننا
    نقابل الإحسان بالإساءة … فامنن علينا ربنا بالتوبة
    فتلكم نجواي قد بثثتها … بماء عين القلب قد سطرتها
    والحمد للرحمن ربي دائما … وبالصلاة والسلام خاتما


    رابط تحميل الكتاب او قراءته اون لاين http://shamela.ws/index.php/book/96856
    أسألكم الدعاء لى ولكاتبها كما أوصى (وأنا سائل كل أخ انتفع بشيء من هذا الكتاب أن يدعوا لي، ولوالدي، ولمشايخي، وللمسلمين بالمغفرة والقبول ودخول الجنة دار النعيم.)

    اثبتن يا غاليات..فهذا زمن الثبات
    «الروضة الأنيقة في نصرة العفيفة الصدّيقة»
    نقـ♥ـابى طاعة لـ♥ـربى
    يارب تقبله عندك من الشهداء والصالحين ( ربنا يرحمك يا عمى يا حبيبى )


  • #2
    *`•.¸.•´عائشة رضى الله عنها *`•.¸.•´




    ان دوري لا يتجاوز في هذا العرض.. مجرد النقل لما تيسر عن مكانة.. وعلو.. ام المؤمنين رضي الله عنها وارضاها.. فقد تواضعت اقلامنا.. بل عجزت.. ان تاتي بجديد عن ام المؤمنين.. خاصة وقد نزل فيها من القرآن ما يتلى الى يوم القيامة.. فهل.. بعد حكم الله.. من اقلام!!
    وهل بعد كلام الله من كلمات!!
    لكنه زمن تمادى البعض فيه.. فاردنا ان نذكر ذلك البعض كـ ..
    قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ/الاعراف 164.

    فهي عائشة.. رضي الله عنها.. ام المؤمنين بنت خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم ابي بكر عبد الله بن ابي قحافة، زوجة النبي صلى الله عليه وسلم، وافقه نساء الامة على الاطلاق.... فلا يوجد في امة محمدعليه الصلاة والسلام بل ولا في النساء مطلقاً امرأة اعلم منها...



    ولدت في السنه الخامسه من البعثه خطبها النبي وهي بنت ست سنين وتزوجها وهي بنت تسع وكان ذلك في السنه الثانيه للهجره
    وعندما توفي النبي كان عمرها ثمانية عشر عاما...
    وهي الزوجة الوحيده التي تزوجها النبي بكرا ...

    في
    حديث للبخاري في باب النكاح
    عن عائشة رضي الله عنها قالت قلت يا رسول الله أرأيت لو نزلت واديا وفيه شجرة قد أكل منها ووجدت شجرا لم يؤكل منها في أيها كنت ترتع بعيرك قال في الذي لم يرتع منها تعني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يتزوج بكرا غيرها...

    وقد ورد في السيره أن الرسول تزوجها بأمر من الله كانت في الرؤيا ...ومن المعلوم أن رؤيا الانبياء حق
    ورد في البخاري في المناقب

    عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها أريتك في المنام مرتين أرى أنك في سرقة من حرير ويقول هذه امرأتك فاكشف عنها فإذا هي أنت فأقول إن يك هذا من عند الله يمضه




    " مواقف من حياتها "

    كان رسول الله من حبه لها يداعبها ويمازهحا وورد أنه ذات مره سابقها في وقت الحرب فطلب من الجيش التقدم لينفرد بأم المؤمنين عائشة ليسابقها ويعيش معها ذكرى الحب في جو أراد لها المغرضون أن تعيش جو الحرب وأن تتلطخ به الدماء.
    لا ينسى أنه الزوج المحب في وقت الذي هو رجل الحرب.


    روى الامام أحمدفي مسنده
    عن عائشة قالت خرجت مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره وأنا جارية لم أحمل اللحم ولم أبدن فقال للناس تقدموا فتقدموا ثم قال لي تعالي حتى أسابقك فسابقته فسبقته فسكت عني حتى إذا حملت اللحم وبدنت ونسيت خرجت معه في بعض أسفاره فقال للناس تقدموا فتقدموا ثم قال تعالي حتى أسابقك فسابقته فسبقني فجعل يضحك وهو يقول هذه بتلك

    ومما يدل على محبته لها وأنها كانت احب نساءه إليه ما رواه البخاري في أن الناس كانوا عندما يهدون النبي شيئا كانوا يفعلون ذلك ويتعمدون أن يكون النبي عند عائشه رضي الله عنها


    في البخاري
    حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب حدثنا حماد حدثنا هشام عن أبيه قال كان الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة قالت عائشة فاجتمع صواحبي إلى أم سلمة فقلن يا أم سلمة والله إن الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة وإنا نريد الخير كما تريده عائشة فمري رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأمر الناس أن يهدوا إليه حيث ما كان أو حيث ما دار قالت فذكرت ذلك أم سلمة للنبي صلى الله عليه وسلم قالت فأعرض عني فلما عاد إلي ذكرت له ذاك فأعرض عني فلما كان في الثالثة ذكرت له فقال يا أم سلمة لا تؤذيني في عائشة فإنه والله ما نزل علي الوحي وأنا في لحاف امرأة منكن غيرها

    وهذا يدل على عظم محبته لها ...بل وأكثر من ذلك
    يدل الحديث الأتي أن عائشه هي أحب الناس إليه على الاطلاق

    ورد في البخاري
    عن عمرو بن العاص رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه على جيش ذات السلاسل فأتيته فقلت أي الناس أحب إليك قال عائشة فقلت من الرجال فقال أبوها قلت ثم من قال ثم عمر بن الخطاب فعد رجالا
    وهي من النساء اللواتي لن تتكرر ...فقد ثبت في الصحيح

    ع
    ن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا مريم بنت عمران وآسية امرأة فرعون وفضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام
    البخاري

    حتى أنه لمكانتها عند النبي عليه الصلاة والسلام سلم عليها جبريل

    وقد ورد في صحيح بخاري في المناقب
    إن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما يا عائش هذا جبريل يقرئك السلام فقلت وعليه السلام ورحمة الله وبركاته ترى ما لا أرى تريد رسول الله صلى الله عليه وسلم
    وورد في سنن الترمذي في كتاب المناقب باب فضل عائشه

    ابن أبي مليكة عن عائشة أن جبريل جاء بصورتها في خرقة حرير خضراء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إن هذه زوجتك في الدنيا والآخرة

    وشهد بفضلها الكثير من الصحابه فقد ورد في البخاري في التيمم

    حدثنا عن عائشة رضي الله عنها أنها استعارت من أسماء قلادة فهلكت فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم ناسا من أصحابه في طلبها فأدركتهم الصلاة فصلوا بغير وضوء فلما أتوا النبي صلى الله عليه وسلم شكوا ذلك إليه فنزلت آية التيمم فقال أسيد بن حضير جزاك الله خيرا فوالله ما نزل بك أمر قط إلا جعل الله لك منه مخرجا وجعل للمسلمين فيه بركة
    وورد في الترمذي أيضا
    أبي إسحق عن عمرو بن غالب أن رجلا نال من عائشة عند عمار بن ياسر فقال أغرب مقبوحا منبوحا أتؤذي حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ....
    قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح

    ومن فضلها ومكانتها وحب الرسول لها كان قبل وفاته ب 3 أيام قد بدأ الوجع يشتد عليه وكان في بيت السيده ميمونه ، فقال : اجمعوا زوجاتي ، فجمعت الزوجات ، فقال النبي : أتأذنون لي أن أمرض في بيت عائشه ؟ فقلن : أذن لك يا رسول الله فأراد أن يقوم فما استطاع فجاء علي بن أبي طالب والفضل بن العباس فحملا النبي وخرجوا به من حجرة السيده ميمونه الي حجرة السيده عائشه

    وقبل وفاته عليه الصلاة والسلام دخل عليه أحد الصحابة وكان معه سواك فطلبه النبي فتقول السيده عائشه....

    عن عائشة رضي الله عنها قالت دخل عبد الرحمن بن أبي بكر ومعه سواك يستن به فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت له أعطني هذا السواك يا عبد الرحمن فأعطانيه فقصمته ثم مضغته فأعطيته رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستن به وهو
    مستسند إلى صدري البخاري

    وورد أيضا أنها قالت في ذلك : كان آخر شئ دخل جوف النبي ص هو ريقي ، فكان من فضل الله علي أن جمع بين ريقي وريق النبي قبل أن يموت .

    قبض عليه الصلاة والسلام وهو واضع رأسه على صدرها .....

    وفي البخاري
    قالت عائشة رضي الله عنها توفي النبي صلى الله عليه وسلم في بيتي وفي نوبتي وبين سحري ونحري وجمع الله بين ريقي وريقه قالت دخل عبد الرحمن بسواك فضعف النبي صلى الله عليه وسلم عنه فأخذته فمضغته ثم سننته به

    تحكي رضي الله عنها عن ذلك فتقول فضلت على نساء الرسول بعشر ولا فخر: كنت أحب نسائه إليه، وكان أبي أحب رجاله إليه، وتزوجني لسبع وبنى بي لتسع أي دخل بي، ونزل عذري من السماء المقصود حادثة الإفك،واستأذن النبي r نساءه في مرضه قائلاً: إني لا أقوى على التردد عليكن،فأذنّ لي أن أبقى عند بعضكن، فقالت أم سلمة: قد عرفنا من تريد، تريد عائشة، قد أذنا لك، وكان آخر زاده في الدنيا ريقي، فقد استاك بسواكي، وقبض بين حجري و نحري، ودفن في بيتي



    أما حادثة الافك اللتي ذكرت في كلامها فقد ورد في الصحيحين بخاري ومسلم وهو حديث طويل فهي باختصار

    ان النبي صلى الله عليه وسلم إذا اراد سفرا اقرع بين نسائه فلما اراد التوجه لغزوة بني المصطلق خرجت على عائشه، فتوجهت معه، وجعل لها هودج... فلما كان اخر ليله من رجوعهم إلى المدينه تخلفت في طلب عقد كان لأختها أسماء، فحمل الهودج ظنا أنها فيه، لأنها كانت خفيفه كما أخبرت، فسارالقوم...ورجعت فلم تجدهم فمكثت مكانها منتظره أن يعلموا بفقدها فيعودوا ليأخذوها فغلبها النوم فمر بها صفوان بن المعطل وكان يعرفها قبل أية الحجاب فبرك ناقته وولاها ظهره وصار يذكر الله جهرا حتى استيقظت وحملها على الناقه ولحق بها النبي صلى الله عليه وسلم ضحوه فأشاع عبد الله بن ابي سلول - لعنه الله - الافك..
    وفشا ذلك بين المنافقين وضعفاء المسلمين فلما أخُبرت عائشه بذلك تمرضت واستأذنت رسول الله أن تمرض في بيت أمها فأذن لها فلما فشى ذلك الكلام شق على النبي صلى الله عليه وسلم فجمع الصحابة وقال
    يا معشر المسلمين من يعذرني من رجل قد بلغ أذاه في أهل بيتي ؟فوالله ما علمت على أهلي إلا خيرا ولقد ذكروا رجلا ما علمت عنه الا خير
    فقال سعد بن معاذ سيد الاوس انا أعذرك منه إن كان من الاوس ضربت عنقه وإن كان من إخواننا من الخزرج أمرتنا ففعلنا أمرك فقال سعد بن عباده سيد الخزرج كذبت لا تقدر على قتله فهم الاوس والخزرج بالاقتتال فأمرهم النبي بالترك والاعراض عن هذا الامر فأنزل الله العشر أيات من أول سورة النور يبرئ فيها السيده عائشه أولها قوله تعالى
    إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ



    وبذلك ثبت برائتها في القرآن .......فقرأ النبي صلى الله عليه وسلم الايات عليها وعلى الصحابه ففرحوا .........

    فصار كل من رماها بالزنا كافرا ..لتكذيبه القران
    والايات وحدها تكفي كدليل على طهارة ام المؤمنين عائشه رضي الله عنها فهل منا من يشك بكتاب الله؟؟؟

    وكان ان قالت السيده عائشه في تبريء الله لها ما ورد في البخاري

    عن عائشة قالت ولكني والله ما كنت أظن أن الله ينزل في براءتي وحيا يتلى ولشأني في نفسي كان أحقر من أن يتكلم الله في بأمر يتلى ولكني كنت أرجو أن يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم في النوم رؤيا يبرئني الله بها فأنزل الله تعالى
    إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ العشر الآيات


    وكان من حيائها بعد وفاة النبي ما نقله لنا الامام أحمد في مسنده

    فهي رضي الله عنها بعلمها ودرايتها ساهمت بتصحيح المفاهيم، والتوجيه لإتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقد كان أهل العلم يقصدونها للأخذ من علمها الغزير، فأصبحت بذلك نبراساً منيراً يضيء على أهل العلم وطلابه.

    تلكم هي عائشة بنت أبي بكر الصديق عبد الله بن عثمان، زوجة رسول الله وأفقه نساء المسلمين وأعلمهن بالقرآن والحديث والفقه.
    روت عن الرسول الكريم علماً كثيراً، وقد بلغ مسند عائشة رضي الله عنها الفين ومئتين وعشرة احاديث. وكانت رضي الله عنها افصح اهل زمانها وأحفظهم للحديث روى عنها الرواة من الرجال والنساء. وكان مسروق اذا روى عنها يقول: حدثتني الصديقة بنت الصديق البريئة المبرأة.




    توفيت سنة سبع وخمسين. وقيل: سنة ثمان وخمسين للهجرة ليلة الثلاثاء لسبع عشرة ليلة خلت من رمضان، وأمرت أن تدفن بالبقيع ليلاً، فدفنت وصلى عليها أبو هريرة ونزل قبرها خمسة: عبد الله وعروة ابناء الزبير والقاسم وعبد الله ابنا محمد بن ابي بكر وعبد الله بن عبد الرحمن.




    أماه يا أماه لا لا تحزني

    عرضي وعرض أبي وكل الأقربين

    جعلت فداك فأنت عنوان التقى

    والطهر والإيمان والعقل الرزين




    هونيها تهون .. واجعلي الهم هم الآخرة
    _ يا جَبار إجبرني

    تعليق


    • #3
      شبهات وردود حول أمنا "أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها"

      بسم الله الرحمن الرحيم

      الحمد لله الذي جعل فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام ، وأعلى فتواها بين الأعلام ، وألبسها حلة الشرف حليلة سيد الأنام ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، شهادة تدخلنا في أبناء أمهات المؤمنين ، وتهدينا إلى سنة نبينا آمنين ، وأشهد أن محمداً سيدنا عبد الله ورسوله أرشد إلى الشريعة الغراء ، وأعلن بفضل عائشة حتى قال :" فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام " رواه الشيخان .

      وسأتقرب إلى الله عز وجل بتفنيد بعض الشبهات التي طار بها أهل الزيغ والضلال ضد أمي عائشة بنت الصديق – رضي الله عنهما - ، وإنني إذ أسطر هذه الكلمات لأسأله جل وعلا أن ينفعني بها وأن يثقل بها صحيفة أعمالي يوم أن ألقاه ، إنه ولي ذلك والقادر عليه .

      وسأبدأ بذكر أهم الشبهات والرد عليها وأستمد من الله الحول والقوة .

      الشبهة الأولى :
      · موقف عائشة من مقتل عثمان وأنها تقول اقتلوا نعثلا فقد كفر:


      - أولا : الحق أن عائشة أم المؤمنين كانت تكنّ للخليفة عثمان كل احترام وتقدير ، وهي تدرك عظيم منزلته في قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم .

      - وقد روت عن النبي – صلى الله عليه وسلم – فضائل ثابتة عن عثمان – رضي الله عنه – ومنها قوله صلى الله عليه وسلم لعائشة :" ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة " مسلم 2401.

      - وأما ما رواه ابن أبي الحديد الشيعي المعتزلي ، من أنها كانت تنادي بقتله وتسميه نعثلا ، فهذا لا أساس له من الصحة ، وهو من فريات السبئية لعنهم الله ، ليوغروا عليه صدور المسلمين ، وليظفروا بمبتغاهم في الطعن على الصحابة ، رضوان الله عليهم . وقد تقدم قريبا أن هذا الكلام المنسوب إلى عائشة ، رضوان الله عنها . ذكره ابن أبي الحديد في شرحه لنهج البلاغة [1] .

      - كما أن الرواية التي نحن بصددها (( اقتلوا نعثلاً فقد كفر )) ، فقد جاءت من طريق سيف بن عمر [2] ، قال يحيى بن معين : وابن أبي حاتم : ضعيف الحديث ، وقال النسائي : كذاب ، وقال ابن حبان : يروي الموضوعات عن الأثبات ، قال وقالوا : إنه كان يضع الحديث ، وقال الدارقطني : متروك[3] ، وقال ابن أبي حاتم : مرّة : متروك الحديث ، يشبه حديثه حديث الواقدي[4]، وقال أبوداود : ليس بشيء وقال ابن عدّي : عامّة حديثه منكر [5] .



      الشبهة الثانية :
      · قالوا بأن الفتنة من بيت عائشة :

      قام النبي صلى الله عليه وسلم خطيباً فأشار نحو مسكن عائشة فقال :(( ههنا الفتنة ، ههنا الفتنة ، ههنا الفتنة ، من حيث يطلع قرن الشيطان )) .

      - الرد :

      - أولاً : وهذا الحديث لا غبار عليه ، وورد في كتاب الوصايا وفرض الخمس من صحيح البخاري ، وليس في هذا الحديث ما يدين عائشة رضي الله عنها .

      - ثانياً :مقصود الحديث أن منشأ الفتن من جهة المشرق وكذا وقع كما قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري [6] ( المعتزلة – القدرية – الخوارج – الرفض والتشيع – الجهمية –وغيرهم كثير ).

      - والذي يتسنى له زيارة مسجد النبي صلى الله عليه وسلم يلاحظ أن حجرة عائشة رضي الله عنها ، حيث دفن النبي صلى الله عليه وسلم تقع شرقي المنبر ، لا تفصله عنها سوى الروضة الشريفة .

      - ثالثاً : ويبدو واضحاً من خلال أطراف الحديث ، أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما أراد أهل المشرق ، ولم يقصد عائشة رضي الله عنها بسوء ومن جمع طرق الحديث تبين له ذلك جيدا. والحديث رواه عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ، وأطرافه في فرض الخمس رقمه في فتح الباري ( 2873 ) والجمعة ( 979 ) والمناقب ( 3249) والطلاق ( 4885 ) والفتن ( 6563 ) و ( 6564 ) و (6565 ) [7] .

      - رابعاً : أما قولهم أشار إلى بيت عائشة فهذا كذب وزور وبهتان ، فلم يرد في طرق الحديث أشار إلى بيت عائشة وإنما نحو بيت عائشة ، وجاء في رواية عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : " رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يشـير إلى المشرق فقال : (( إن الفتنـة هاهنـا ، إن الفتنـة هاهنـا ، من حيث يطلع قرن الشيطان )) أو قال (( قرن الشمس )) [8] .

      - وفي رواية أخرى قال : ذكر النبي صلى الله عليه وسلم : (( اللهم بارك لنا في شامنا ، اللهم بارك لنا في يمننا )) قالوا: يا رسول الله وفي نجدنا ، قال : (( اللهم بارك لنا في شامنا ، اللهم بارك لنا في يمننا )) قالوا : يا رسول الله ، وفي نجدنا ، فأظنه قال في الثالثة : (( هناك الزلازل والفتن وبها يطلع قرن الشيطان )) .

      - قال الخطابي :" نجد من جهة المشرق ومن كان بالمدينة كان نجده بادية الفرق ونواحيها وهي مشرق أهل المدينة ، وأصل النجد ما ارتفع من الأرض ، وهو خلاف الغور فإنه ما انخفض منها ، وتهامة كلها من الغور ومكة من تهامة " [9] .

      - وعن سالم بن عبد الله بن عمر أنه قال :" يا أهل العراق ! ما أسألكم عن الصغيرة وأركبكم للكبيرة سمعت أبي عبد الله بن عمر يقول :" سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إن الفتنة تجيء من ههنا وأومأ بيده نحو المشرق من حيث يطلع قرنا للشيطان " البخاري 7094.

      - خامساً : هذا طعن بالنبي – صلى الله عليه وسلم – فبيت عائشة هو بيت النبي – صلى الله عليه وسلم - وبه دفن .

      - اختيار النبي – صلى الله عليه وسلم – أن يمرض في بيتها ، وكانت وفاته بين سحرها ونحرها ، وفي يومها وفي بيتها ، واجتمع ريق رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بريقها في آخر أنفاسه :

      - قال أبو الوفا بن عقيل رحمه الله :" انظر كيف اختار لمرضه بيت البنت ، واختار لموضعه من الصلاة الأب ، فما هذه الغفلة المستحوذة على قلوب الرافضة ، عن هذا الفضل والمنزلة التي لا تكاد تخفى عن البهيم فضلا عن الناطق " استدراكات عائشة على الصحابة ص 30 .

      - مسلم (418) من حديث عائشة – رضي الله عنها – قالت : " أول ما اشتكى رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت ميمونة ، وكان يقول : أين أنا غداً ؟ فاستأذن أزواجه أن يمرض في بيتها وأذنّ له ، فكان في بيتي حتى مات في اليوم الذي يدور عليّ فيه "

      - البخاري :عن عائشة قالت : " إن من نعم الله عليّ أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – توفي في بيتي ، وفي يومي ، وبين سحري ونحري ، وأن جمع بين ريقي وريقه عند الموت دخل عبد الرحمن بن أبي بكر على النبي- صلى الله عليه وسلم - وأنا مسندته إلى صدري ومع عبد الرحمن سواك رطب يستن به فأبده رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بصره فأخذت السواك فقصمته ونفضته وطيبته ثم دفعته إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فاستن به فما رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - استن استنانا قط أحسن منه فما عدا أن فرغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رفع يده أو إصبعه ثم قال في الرفيق الأعلى ثلاثا ثم قضى وكانت تقول مات بين حاقنتي وذاقنتي " .


      ·الشبهة الثالثة : قالوا بأن عائشة تبغض عليا :

      - وذكروا حديث البخاري – باب مرض النبي ووفاته - :" لما ثقل رسول الله – صلى الله عليه وسلم – واشتد به وجعه خرج وهو بين رجلين تخط رجلاه في الأرض – بين عباس بن عبد المطلب – ورجل آخر – قال الراوي وهو عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود – هل تعرف من الرجل الذي لم تسم عائشة هو علي بن أبي طالب "

      - الرد :

      - إن ما ذكره أهل الفتنة والهوى حول موقف عائشة أم المؤمنين من صهرها عليّ ، رضي الله عنهما ، لا يصح منه شيء ، ولا يقره عاقل ، ولاسيما أن الصحيح من الأخبار يدل على عظيم التقدير والاحترام الذي كانت تكنّه لعليّ وأبنائه رضي الله عنهم أجمعين .

      - كما أخرج أخرج ابن أبي شيبة ، أن عبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعي ، :" سأل عائشة من يبايع ؟ فقالت له : إلزم عليّاً [10].

      فهل يعقل بعد هذا أن تخرج عليه وتحاربه ؟! ثمّ تعمد إلى إنكار فضله وفضائله كما زعم المغرضون ؟!

      - علاقتها بعلي بن أبي طالب ـ كما سنرى ـ مبنية على المودة والاحترام والتقدير المتبادل ، فعليّ أعرف الناس بمقام السيدة عائشة ، ومنزلتها في قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقلوب المسلمين ، كما كانت هي الأخرى تعرف لعليّ سابقته في الإسلام ، وفضله وجهاده ، وتضحياته ، ومصاهرته للنبيصلى الله عليه وسلم .

      - وقد روت عدداً من الأحاديث في فضائل عليّ وأهل البيت رضي الله عنهم ، ذكرها أئمة الحديث بأسانيدها ، وهي تدل دلالة واضحة على عظيم احترامها وتقديرها لأمير المؤمنين عليّ وأهل البيت رضي الله عنهم أجمعين .

      - وقد روت السيدة عائشة مناقب أهل البيت التي تعتبر شامة في مناقب الإمام عليّ ، رضي الله عنه .

      - من ذلك ما أخرجه مسلم ، عن عائشة ، رضي الله عنها قالت : "خرج النبي صلى الله عليه وسلم غداة وعليه مرطٌ مرحّل [11] من شعر أسود ، فجاء الحسن بن عليّ فأدخله ، ثم جاء الحسين فدخل معه ، ثم جاءت فاطمة فأدخلها ، ثم جاء عليّ فأدخله ، ثم قال : { إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا }[12].

      - قلت : والذي أدين الله به أنه لا يصح حديث الكساء إلا من طريق عائشة – رضي الله عنها – فقط ، فكيف يدعي من كان له أدنى ذرة عقل أو دين أن يتهمها بنصب العداء لعلي رضي الله عنه .

      - ولما بويع عليّ ، رضي الله عنه خليفة للمسلمين ، لم يتغير موقفها منه ولا حملت في قلبها عليه ، وهي التي كانت تدعو إلى بيعته كما رأينا . وكانت تعرف مكانته العلمية والفقهيـة ، لذلك عندما سألها شريح بن هانىء [13] عن المسح على الخفّين ، قالت له : عليك بابن أبي طالب فسله فإنه كان يسافر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم .

      - ذكر الحافظ ( ابن حجر ) في فتح الباري قول المهلب : إن أحدا لم ينقل إن عائشة ومن معها نازعوا عليّاً في الخلافة ، ولا دعوا إلى أحد منهم ليولوه الخلافة [14].

      الشبهة الرابعة :
      - * قاتلت عليا والله يقول { وقرن في بيوتكن } :


      - الرد :

      - أولاً : إن الكلام عما شجر بين الصحابة ليس هو الأصل ، بل الأصل الاعتقادي عند أهل السنة والجماعة هو الكف والإمساك عما شجر بين الصحابة ، وهذا من قول النبي – صلى الله عليه وسلم - :" وإذا أصحابي فأمسكوا " .

      - ثانيا : إذا دعت الحاجة إلى ذكر ما شجر بينهم ، فلابد من التحقيق والتثبت في الروايات المذكورة حول الفتن بين الصحابة ، قال عز وجل : { يا أيها الذين امنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين } . وهذه الآية تأمر المؤمنين بالتثبت في الأخبار المنقولة إليهم عن طريق الفساق ، لكيلا يحكموا بموجبها على الناس فيندموا .

      - فوجوب التثبت والتحقيق فيما نقل عن الصحابة ، وهم سادة المؤمنين أولى وأحرى ، خصوصا ونحن نعلم أن هذه الروايات دخلها الكذب والتحريف ، أما من جهة اصل الرواية أو تحريف بالزيادة والنقص يخرج الرواية مخرج الذم واللعن .

      - وأكثر المنقول من المطاعن الصريحة هو من هذا الباب ، يرويها الكذابون المعروفون بالكذب ، مثل ابي مخنف لوط بن يحيى ، ومثل هشام بن محمد بن السائب الكلبي ، وأمثالهما . ( منهاج السنة 5 / 72 ، وانظر دراسة نقدية " مرويات ابي مخنف في تاريخ الطبري / عصر الراشدين ، ليحيى اليحيى ) .

      - ثالثاً : قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - :" أما أهل السنة فإنهم في هذا الباب وغيره قائمون بالقسط شهداء لله ، وقولهم عدل لا يتناقض ، وأما الرافضة وغيرهم من أهل البدع ففي أقوالهم من الباطل والتناقض ما ننبه إن شاء الله تعالى على بعضه ، وذلك أن أهل السنة عندهم أن أهل بدر كلهم في الجنة ، وكذلك أمهات المؤمنين : عائشة وغيرها ، وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير هم سادات أهل الجنة بعد الأنبياء ".

      - رابعاً : أهل السنة يقولون : إن أهل الجنة ليس من شرطه سلامتهم عن الخطأ ، بل ولا عن الذنب ، بل يجوز أن يُذهب الرجل منهم ذنباً صغيراً أو كبيراً ويتوب منه ،وهذا متفق عليه بين المسلمين ، ولو لم يتب منه فالصغائر مغفورة باجتناب الكبائر عند جماهيرهم ، بل وعند الأكثرين منهم أن الكبائر قد تُمحى بالحسنات التي أعظم منها وبالمصائب المكفرة .

      - فأهل السنة والجماعة لا يعتقدون أن الصحابي معصوم من كبائر الإثم وصغائره ، بل تجوز عليهم الذنوب في الجملة ، ولهم من السوابق والفضائل ما يوجب مغفرة ما يصدر منهم إن صدر ، ثم إذا كان صدر من أحدهم ذنب فيكون إما قد تاب منه ، أو أتى بحسنات تمحوه ، أو غفر له بسابقته ، أو بشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم ، وهم أحق الناس بشفاعته ، أو ابتلي ببلاء في الدنيا كفر به عنه ، فإذا كان هذا في الذنوب المحققة ، فكيف بالأمور التي هم مجتهدون فيها : إن أصابوا فلهم أجران ، وإن أخطئوا فلهم أجر واحد ، والخطأ مغفور .

      - ثم إن القدر الذي ينكر من فعل بعضهم قليل نادر ، مغفور في جنب فضائل القوم ومحاسنهم من إيمان وجهاد وهجرة ونصرة وعلم نافع وعمل صالح .

      - يقول الذهبي رحمه الله : " فالقوم لهم سوابق وأعمال مكفرة لما وقع بينهم ، وجهاد محّاءٌ ، وعبادة ممحصة ، ولسنا ممن يغلو في أحد منهم، ولا ندعي فيهم العصمة " . ( سير أعلام النبلاء 10 / 93 ، في ترجمة الشافعي ).

      - خامساً : من أجل ذلك لا يجوز ان يدفع النقل المتواتر في محاسن الصحابة وفضائلهم بنقول بعضها منقطع وبعضها محرف ، وبعضها يقدح فيما علم ، فإن اليقين لا يزول بالشك ، ونحن تيقنا ما ثبت في فضائلهم ، فلا يقدح في هذا أمور مشكوك فيها ، فكيف إذا علم بطلانها . ( منهاج السنة 6 / 305 ) .

      - قال ابن دقيق العيد : " وما نقل عنهم فيما شجر بينهم واختلفوا فيه ، فمنه ما هو باطل وكذب ، فلا يلتفت إليه ، وما كان صحيحا أولناه تأويلا حسنا ، لأن الثناء عليهم من الله سابق ، وما ذكر من الكلام اللاحق محتمل للتأويل ، والمشكوك والموهوم لا يبطل الملحق المعلوم ".

      - سادساً : فإن أهل الجمل وصفين لم يقاتلوا على نصب إمام غير علي ، ولا كان معاوية يقول إنه الإمام دون علي ، ولا قال ذلك طلحة والزبير ، وإنما كان القتال فتنة عند كثير من العلماء ، بسبب اجتهادهم في كيفية القصاص من قاتلي عثمان رضي الله عنه ، وهو من باب قتال أهل البغي والعدل ، وهو قتال بتأويل سائغ لطاعة غير الإمام ، لا على قاعدة دينية ، أي ليس بسبب خلاف في أصول الدين .

      - ويقول عمر بن شبه : " إن أحدا لم ينقل ان عائشة ومن معها نازعوا عليا في الخلافة ، ولا دعوا أحدا ليولوه الخلافة ، وإنما أنكروا على علي منعه من قتال قتلة عثمان وترك الاقتصاص منهم " . ( أخبار البصرة لعمر بن شبه نقلا عن فتح الباري 13 / 56 ) .

      - ويؤيد هذا ما ذكره الذهبي : " أن ابا مسلم الخولاني وأناسا معه ، جاءوا إلى معاوية، وقالوا : أنت تنازع عليا أم أنت مثله ؟ . فقال : لا والله ، إني لأعلم أنه أفضل مني ، وأحق بالأمر مني ، ولكن ألستم تعلمون أن عثمان قتل مظلوما ، وأنا ابن عمته ، والطالب بدمه ، فائتوه فقولوا له ، فليدفع إلي قتلة عثمان ، وأسلم له . فأتوا عليا ، فكلموه ، فلم يدفعهم إليه " . ( سير أعلام النبلاء للذهبي 3 / 140 ، بسند رجاله ثقات كما قال الأرناؤوط ) .

      - وأيضا فجمهور الصحابة وجمهور أفاضلهم ما دخلوا في فتنة .

      - قال عبد الله بن الإمام أحمد بإسناده إلى : " محمد بن سيرين ، قال : هاجت الفتنة وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرة آلاف ، فما حضرها منهم مائة ، بل لم يبلغوا ثلاثين " .

      - قال ابن تيمية : " وهذا الإسناد من اصح إسناد على وجه الأرض ، ومحمد بن سيرين من أورع الناس في منطقته ، ومراسيله من أصح المراسيل " . ( منهاج السنة 6 / 236 ) .

      - سابعاً : ما ينبغي أن يعلمه المسلم حول الفتن التي وقعت بين الصحابة - مع اجتهادهم فيها وتأولهم - حزنهم الشديد وندمهم لما جرى ، بل لم يخطر ببالهم أن الأمر سيصل إلى ما وصل إليه ، وتأثر بعضهم التأثر البالغ حين يبلغه مقتل أخيه ، بل إن البعض لم يتصور أن الأمر سيصل إلى القتال ، وإليك بعض من هذه النصوص :
      - وهذا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، يقول عنه الشعبي : " لما قتل طلحة ورآه علي مقتولا ، جعل يمسح التراب عن وجهه ، ويقول : عزيز علي أبا محمد أن أراك مجدلا تحت نجوم السماء " .. ثم قال :" إلى الله أشكو عجزي وبجري . - أي همومي وأحزاني -وبكى عليه هو واصحابه ، وقال : ياليتني مت قبل هذا اليوم بعشرين سنة ".

      - وكان يقول ليالي صفين : " لله در مقام عبد الله بن عمر وسعد بن مالك - وهما ممن اعتزل الفتنة - إن كان برا إن أجره لعظيم ، وإن كان إثما إن خطره ليسير " . ( منهاج السنة 6 / 209 ) فهذا قول أمير المؤمنين ، رغم قول أهل السنة أن عليا ومن معه أقرب إلى الحق .

      - وهذا الزبير بن العوام رضي الله عنه - وهو ممن شارك في القتال بجانب أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها - يقول : " إن هذه لهي الفتنة التي كنا نحدث عنها ، فقال مولاه : أتسميها فتنة وتقاتل فيها ؟! قال : " ويحك ، إنا نبصر ولا نبصر ، ماكان أمر قط إلا علمت موضع قدمي فيه ، غير هذا الأمر ، فإني لا أدري أمقبل أنا فيه أم مدبر " . ( فتح الباري 12 / 67 ) .

      - هذه عائشة أم المؤمنين ، تقول فيما يروي الزهري عنها : " إنما أريد أن يحجر بين الناس مكاني ، ولم أحسب أن يكون بين الناس قتال ، ولو علمت ذلك لم اقف ذلك الموقف أبدا " . ( مغازي الزهري ) .

      - ثامناً : كيف يلام الصحابة بأمور كانت متشابهة عليهم ، فاجتهدوا ، فأصاب بعضهم وأخطأ الآخرون ، وجميعهم بين أجر وأجرين ثم بعد ذلك ندموا على ما حصل وجرى وما حصل بينهم من جنس المصائب التي يكفر الله عز وجل بها ذنوبهم ، ويرفع بها درجاتهم ومنازلهم .

      - قال صلى الله عليه وسلم : " لا يزال البلاء بالعبد ، حتى يسير في الأرض وليس عليه خطيئة " .

      - وعلى أقل الأحوال ، لو كان ما حصل من بعضهم في ذلك ذنبا محققا ، فإن الله عز وجل يكفره بأسباب كثيرة ، من أعظمها الحسنات الماضية من سوابقهم ومناقبهم وجهادهم ، والمصائب المكفرة ، والاستغفار ، والتوبة التي يبدل بها الله عز وجل السيئات حسنات ، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم . ( للتوسع راجع منهاج السنة6 / 205 فقد ذكر عشر أسباب مكفرة )

      - تاسعاً : فالمرء لا يعاب بزلة يسيرة حصلت منه في من فترات حياته وتاب منها ، فالعبرة بكمال النهاية ، لا ينقص البداية ، سيما وإن كانت له حسنات ومناقب ولو لم يزكه أحد ، فكيف إذا زكاه خالقه العليم بذات الصدور { ربنا أغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم }

      - عاشراً : علي – رضي الله عنه – لم يكفر الذين قاتلوه ، وهذا ثابت في كتب السنة وكتب الرافضة ، فأما عند السنة فقد قال شيخ الإسلام إن الصحابة قاتلوا الخوارج بأمر النبي e ، ولدفع شرهم عن المسلمين ، إلا أنهم لم يكفروهم ، بل حرم علي بن أبي طالب أموالهم وسبيهم ، وبرهن شيخ الإسلام على أن علي بن أبي طالب لم يكفر الخوارج بالصريح من أقواله ، فذكر طارق بن شهاب قال : " كنت مع علي حين فرغ من قتال أهل النهروان ، فقيل له : أمشركون هم ؟ قال : من الشرك فروا . قيل : فمنافقون ؟ قال : إن المنافقين لا يذكرون الله إلا قليلا . قيل فما هم ؟ قال : قوم بغوا علينا فقاتلناهم ( رواه ابن أبي شيبة في المصنف 37942) .

      - وأما في كتب الرافضة فهو ثابت أيضا وهو كما يلي :

      - بحار الأنوار المجلسي ج 23 ص 324 عن ابن طريف عن ابن علوان عن جعفر عن أبيه عليه السلام :" كان يقول لأهل حربه انا لم نقاتلهم على التكفير لهم و لم نقاتلهم على التكفير لنا و لكنا رأينا انا على حق و رأوا أنهم على حق " .

      - و سائل الشيعة ج 15 ص 83 عن جعفر ابن محمد عن ابيه عن علي عليه السلام انه قال:" القتل قتلان قتل كفارة و قتل درجة و القتال قتالان قتال الفئة الباغية حتى يفيؤا و قتال الفئة الكافرة حتى يسلموا " .

      - وجاء في " جواهر الكلام الشيخ الجواهري " ج12 ص 338 عن جعفر عن ابيه عليه السلام:" أن عليا عليه السلام لم يكن ينسب أحدا من أهل البغي إلى الشرك و لا إلى النفاق و لكن كان يقول إخواننا بغوا علينا " .

      - الحادي عشر : حديث النبي وقوله لعائشة :" تقاتلين علياً وأنت ظالمة له " قال شيخ الإسلام ابن تيمية :" فهذا لا يعرف في شيء من كتب العلم المعتمدة ، ولا له إسناد معروف ، وهو بالموضوعات أشبه منه بالأحاديث الصحيحة ، بل هو كذب قطعاً ، فإن عائشة لم تقاتل ولم تخرج لقتال ، وإنما خرجت لقصد الإصلاح ، وظنت أن في خروجها مصلحة للمسلمين ، ثم تبين لها فيما بعد أن ترك الخروج كان أولى ، فكانت إذا ذكرت خروجها تبكي حتى تبلَّ خمارها " .

      - الثاني عشر : وليس في ذلك مخالفة لقوله تعالى { وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى } ، فهي رضي الله عنها لم تتبرج تبرج الجاهلية الأولى .

      - والمراد بالاستقرار في البيوت لا ينافي الخروج لمصلحة مأمور بها ، كما لو خرجت للعمرة أو للحج .

      - فخروج المرأة إن كان لمصلحة شرعية فهو جائز ، بل حتى يجوز للمرأة المتوفى عنها زوجها أن تخرج أثناء عدتها لمصلحة شرعية راجحة .

      - فقد صح عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – من حديث جابر بن عبد الله قال :" طُلّقَتْ خَالَتُهُ فَأَرَادَتْ أَنْ تَخْرُجَ إلَى نَخْلٍ لَهَا فَلَقِيَتْ رَجُلاً فَنَهَاهَا فَجَاءَتْ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: "اخْرُجِي فَجُدّي نَخْلَكِ لَعَلّكِ أَنْ تَصَدّقِي وَتَفْعَلِي مَعْرُوفا".( النسائي 6/210) وقال الألباني صحيح .

      الشبهة الخامسة :
      · قالوا : إن عائشة أذاعت سر رسول الله – صلى الله عليه وسلم - ، قال تعالى { وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثاً فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَن بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ {3} }

      - الرد :

      - أولاً : قد ثبت في الصحيح أن المقصود في هذه الآية هما عائشة وحفصة أمهات المؤمنين رضي الله عنهن .

      - ففي صحيح البخاري :" عن عائشة رضي الله عنها قالت:
      كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يشرب عسلا عند زينب بنت جحش، ويمكث عندها، فواطيت أنا وحفصة على: أيتنا دخل عليها فلتقل له: أكلت مغافير، إني أجد منك ريح مغافير، قال: (لا، ولكني كنت أشرب عسلا عند زينب بنت جحش، فلن أعود له، وقد حلفت، لا تخبري بذلك أحدا). "

      - وفي رواية :" (بل شربت عسلا عند زينب بنت جحش، ول أعود له) فنزلت: {يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك - إلى - إن تتوبا إلى الله} لعائشة وحفصة: إذ أسر النبي " .

      - ثانياً :أهل السنة والجماعة لا يحاولون طمس الحقيقة بل هذه الحادثة مدوّن في أصح كتاب بعد كتاب الله في صحيح البخاري ، والحديث المُسَر هو تحريم رسول الله لجاريته مارية القبطية على نفسه ، أو امتناعه عن أكل العسل عند زوجته زينب بنت جحش رضي الله عنها .

      - ثالثا: أما قولهم قوله تعالى { فقد صغت قلوبكما } يدل على كفر عائشة وحفصة – رضي الله عنهما - ، لأن قراءتهم " فقد زاغت قلوبكما " كما ذكرها النوري الطبرسي في فصل الخطاب ص 313 والبياضي في الصراط المستقيم 3/168 ، وقالوا الزيغ هو الكفر .

      - وهذه الدعوى باطلة أيضاً لأن الزيغ الميل ، وهذا الميل متعلق بالغيره لا غير ، والزيغ والميل في هذه المسألة والغيرة بين الضرائر ليست زيغاً عن الإسلام إلى الكفر ، فالغيرة من جبلة النساء ولا مؤاخذة على الأمور الجبلية .

      - وعائشة وحفصة رضي الله عنهما قد مال قلبيهما إلى محبة اجتناب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – جاريته ، وتحريمهما على نفسه أو مالت قلوبهما إلى تحريم الرسول – صلى الله عليه وسلم – لما كان مباحاً له كالعسل مثلاً .

      - رابعاً :الغيرة بين أزواج النبي حاصلة في حياة النبي – صلى الله عليه وسلم – وكان يرى ذلك ويبتسم ويقرهن على هذا ، لأن هذا من طبائع النساء ،ولم يغضب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يغضب من غيرتهن ، كما في البخاري من حديث عن أنس قال: " كان النبي صلى الله عليه وسلم عند بعض نسائه، فأرسلت إحدى أمهات المؤمنين بصحفة فيها طعام، فضربت التي النبي صلى الله عليه وسلم في بيتها يد الخادم، فسقطت الصحفة فانفلقت، فجمع النبي صلى الله عليه وسلم فلق الصفحة ثم جعل يجمع فيها الطعام الذي كان في الصحفة، ويقول: (غارت أمكم) ثم حبس لخادم حتى أتي بصحفة من عند التي هو في بيتها، فدفع الصحفة الصحيحة إلى التي كسرت صحفتها، وأمسك المكسورة في بيت التي كسرت " .

      - وكذلك غيرة سارة زوجة إبراهيم عليه السلام من هاجر عليهم السلام .

      - خامساً : الله عز وجل دعاهما إلى التوبة بقوله { إن تتوبا إلى الله } ، فهما قد تابتا ورجعا إلى الله عز وجل ، وهذا عتاب من الله لهما كما عاتب الله نبيه وحبيبه وصفيه محمداً – صلى الله عليه وسلم – { يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضاة أزواجك } هل يقول قائل نأخذ بمفهوم المخالفة لمن فطرته منكوسة وأفهامه معكوسة ويقول بأن النبي – صلى الله عليه وسلم – لم يبتغي مرضات الله ، وإنما الله يربي نبيه ويربي أزواجه ويؤدبهم ويصطفيهم حتى يعلي قدرهم بين العالمين .

      - وهذا نظير قوله تعالى (وَلَوْلاَ أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً * إِذاً لأَذَقْناكَ ضِعْفَ الحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لاَتَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيراً) ونظير قوله تعالى { يا أيها النبي اتق الله ولا تطع الكافرين والمنافقين } هل يقول عاقل بأن الرسول ليس من المتقين أو أنه كان يطيع الكافرين والمنافقين .

      - وكقوله تعالى لنوح { إني أعظك أن تكون من الجاهلين } فهل كان نوح من الجاهلين .

      - سادساً : عائشة وحفصة رضي الله عنهما ، لو كان منهما ما يوجب الكفر لطلقهما النبي – صلى الله عليه وسلم – فلا يجوز للمسلم فضلاً عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أن يمسك الكوافر ،قال تعالى { ولا تمسكوا بعصم الكوافر } وأن يجعل في ذمته الكافرات المشركات لقوله تعالى { لا هن لهن حل لهن ولا هم يحلون لهن } .

      - وهذا عند السنة والرافضة قال القمي في تفسيره ( سورة الممتحنة ) عند قوله تعالى { ولا تمسكوا بعصم الكوافر } :" عن أبي جعفر قال : من كانت عنده امرأة كافرة ، يعني على غير ملة الإسلام وهو على ملة الإسلام ، فليعرض عليها الإسلام ، فإن قبلت فهي امرأته ، وإلا فهي بريئة منه ، فنهى الله أن يمسك بعصمتها " . ( 2/344) .

      - فكيف يسمحون لأنفسهم بأن يقولوا أن الرسول – صلى الله عليه وسلم – خالف قوله تعالى في هذه الآية ، سبحانك ربي هذا بهتان عظيم .

      - سابعاً : عائشة وحفصة مع النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة ، فقد أخرج الترمذي وحسنه وصححه الألباني (3/242) أن جبريل قال للنبي – صلى الله عليه وسلم - :" إن هذه زوجتك في الدنيا والآخرة " وكان عمار بن ياسر – رضي الله عنه – يحلف ويقسم بالله :" أن عائشة – رضي الله عنها – زوجة رسول الله في الدنيا والآخرة " ( البخاري 7100) .

      - أن الله تعالى أخبر عباده أن ثوابهن على الطاعة والعمل الصالح ضعف أجر غيرهن ، قال تعالى { وَمَن يَقْنُتْ مِنكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحاً نُّؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقاً كَرِيماً } .

      - ففي هذه الآية أن التي تطيع الله ورسوله منهن وتعمل صالحاً فإن الله يعطيها ضعف ثواب غيرها من سائر نساء المسلمين ، وأعد الله لها في الآخرة عيشاً هنيئاً في الجنان .

      - قال الحافظ ابن كثير :" { نُّؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقاً كَرِيماً } أي : في الجنة فإنهن في منازل رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في أعلى عليين فوق منازل جميع الخلائق في الوسيلة التي هي أقرب منازل الجنة إلى العرش " .

      - ثامناً : أهل البدع والزندقة يعمدون إلى نصوص القرآن التي فيها ذكر ذنوب ومعاصي بينة لمن نصت عنه من المتقدمين يتأولون النصوص بأنواع التأويلات ، وأهل السنة يقولون : بل أصحاب الذنوب تابوا منها ورفع الله درجاتهم بالتوبة .

      - بتقدير أن يكون هناك ذنب لعائشة وحفصة ، فيكونان قد تابتا منه ، وهذا ظاهر لقوله تعالى { إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما } فدعاهما الله تعالى إلى التوبة ، فلا يظن بهما أنهما لم تتوبا ، مع ما ثبت من علو درجتهما ، وأنهما زوجتا نبيه في الدنيا والآخرة .

      - تاسعاً : أنهن اخترن الله ورسوله والدار الآخرة إيثاراً منهن لذلك على الدنيا وزينتها فأعد الله لهن على ذلك ثواباً جزيلاً وأجراً عظيما قال تعالى{ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحاً جَمِيلاً (28) وَإِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنكُنَّ أَجْراً عَظِيماً }

      - ففي البخاري بإسناده إلى عائشة – رضي الله عنها – قالت :" لما أُمر رسول الله بتخيير أزواجه بدأ بي فقال :" إني ذاكر لك أمرا، ولا عليك أن لا تعجلي حتى تستأمري أبويك. قالت: قد أعلم أن أبوي لم يكونا يأمراني بفراقك، ثم قال: " إن الله قال: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحاً جَمِيلاً (28) وَإِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنكُنَّ أَجْراً عَظِيماً } قلت: أفي هذا أستأمر أبوي، فإني أريد الله ورسوله والدار الآخرة، ثم خير نساءه، فقلن مثل ما قالت عائشة " ( البخاري 2336) .

      - فأن الله خيرهن بين الحياة الدنيا وزينتها وبين الله ورسوله والدار الآخرة ، فاخترن الله ورسوله والدار الآخرة .

      - لذلك مات عنهن النبي وهن أمهات المؤمنين بنص القرآن ، والذنب يغفر ويعفى عنه بالتوبة وبالحسنات الماحيات وبالمصائب المكفرة .

      - عاشراً : أما اداعاؤهم بأن عائشة وحفصة قد سقتا السم لرسول الله – صلى الله عليه وسلم – فإت الرد على مثل هذه الترهات عبث وإضاعة للأوقات ، ومع ذلك نقول هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين ، ونطالبهم بإسناد صحيح إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بأن عائشة وحفصة قتلتا رسول الله صلى الله عليه وسلم .

      - والغريب أن المجلسي يقول بأن سند هذه الرواية معتبرة ( حياة القلوب للمجلسي 2/700) والصراط المستقيم (3/168) والأنوار النعمانية (4/336-337) .

      - الحادي عشر : نقول أخيرا أن أهل السنة والجماعة لا يعتقدون أن الصحابي معصوم من كبائر الإثم وصغائره ، بل تجوز عليهم الذنوب في الجملة ، ولهم من السوابق والفضائل ما يوجب مغفرة ما يصدر منهم إن صدر ، ثم إذا كان صدر من أحدهم ذنب فيكون إما قد تاب منه ، أو أتى بحسنات تمحوه ، أو غفر له بسابقته ، أو بشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم ، وهم أحق الناس بشفاعته ، أو ابتلي ببلاء في الدنيا كفر به عنه ، فإذا كان هذا في الذنوب المحققة ، فكيف بالأمور التي هم مجتهدون فيها : إن أصابوا فلهم أجران ، وإن أخطئوا فلهم أجر واحد ، والخطأ مغفور .

      - ثم إن القدر الذي ينكر من فعل بعضهم قليل نادر ، مغفور في جنب فضائل القوم ومحاسنهم من إيمان وجهاد وهجرة ونصرة وعلم نافع وعمل صالح .

      - يقول الذهبي رحمه الله : " فالقوم لهم سوابق وأعمال مكفرة لما وقع بينهم ، وجهاد محّاءٌ ، وعبادة ممحصة ، ولسنا ممن يغلو في أحد منهم، ولا ندعي فيهم العصمة " . ( سير أعلام النبلاء 10 / 93 ، في ترجمة الشافعي ).


      """""""منقــــول""""""
      القرآن الكريـم بصوت الشيخ حاتم الواعر(اضغط هنا)
      نفسك تكون سبب في هداية الناس ويكونوا في ميزان حسناتك "وبرضه بأقل مجهود"؟
      الفريق الإعلامي للموقع"فريق فرسان الدعوة والحملات الدعوية"
      فريق يختص بنشرالدعوة وتحضيرأقوى الحملات الدعوية

      تعليق


      • #4
        *`•.¸.•´عائشة رضى الله عنها *`•.¸.•´

        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
        احاديث عن ام المؤمنين عائشه رضى الله عنها
        1-عن عائشة رضي الله عنها : في قوله تعالى : { ومن كان غنيا فليستعفف ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف } . أنها نزلت في والي اليتيم إذا كان فقيرا : أنه يأكل منه مكان قيامه عليه بمعروف .

        الراوي: عائشة المحدث: البخاري .


        2- استأذن رهط من اليهود على النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا : السام عليك ، فقلت : بل عليكم السام واللعنة ، فقال : ( يا عائشة ، إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله ) . قلت : أولم تسمع ما قالوا : قال : ( قلت : وعليكم ) .

        الراوي: عائشة المحدث: البخاري

        3 - لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ، وعك أبو بكر وبلال ، قالت : فدخلت عليهما ، فقلت : يا أبت كيف تجدك ، ويا بلال كيف تجدك ، قالت : فكان أبو بكر إذا أخذته الحمى يقول : كل امرئ مصبح في أهله *** والموت أدنى من شراك نعله . وكان بلال إذا أقلع عنه يرفع عقيرته ويقول : ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة *** بواد وحولي إذخر وجليل . وهل أردن يوما مياه مجنة *** وهل يبدون لي شامة وطفيل . قالت عائشة : فجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته ، فقال : ( اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد ، وصححها ، وبارك لنا في صاعها ومدها ، وانقل حماها فاجعلها بالجحفة ) .

        الراوي: عائشة المحدث: البخاري -

        4 - عن عائشة رضي الله عنها : كان عاشوراء يصام قبل رمضان ، فلما نزل رمضان قال : ( من شاء صام ومن شاء أفطر ) .

        الراوي: عائشة المحدث: البخاري

        5 - عن عائشة رضي الله عنها : أن يهودية دخلت عليها ، فذكرت عذاب القبر ، فقالت لها : أعاذك الله من عذاب القبر . فسألت عائشة رضي الله عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عذاب القبر ، فقال : نعم ، عذاب القبر حق . قالت عائشة رضي الله عنها : فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد صلى صلاة إلا تعوذ من عذاب القبر .
        الراوى عائشه المحدث البخارى



        المشاركة الأصلية بواسطة مع النقاب حتى التراب مشاهدة المشاركة
        السلام عليكم
        ترجمة لام المؤمنين
        اسمها: عائشة بنت ابي بكر الصديق
        لقبها: أم المؤمنين
        كنيتها: ام عبد الله وقد ذكر بعض الاختلافات في سبب كنيتها وهذه هي بعض الاختلافات
        1-علي عادة العرب تكريم النساء بالكنية
        2-بن اختها
        3- حملت ولكنها ألقت بسقط وكان ولد
        سنها عند الزواج بها: ست سنوات ودخل بها النبي وهي بنت تسع سنوات
        مكانها في الحديث: كانت من اكثر رواه الحديث عن النبي
        وكانت شاعرة وكانت نسابة وعالمة بالطب وكانت كريمة يضرب بها المثل في الكرم
        فضلهاكيذكر ان سيدنا جبريل أتي بقطعة من القماش من الحرير وكان بها صورة السيدة عائشة ووضعها في يد الرسول عليه الصلاة والسلام وقال يا محمد هذه زوجتك في الدنيا والاخرة حديث صحيح
        ويذكر ان:
        1- السماء هي التي زوجها له
        2- سئل النبي صلي الله عليه وسلم عنها فقال فضل عائشة علي سائر النساء كفضل السريد علي سائر الطعام
        3- سئل النبي من احب الناس اليك قال عائشة قالوا نسألك عن الرجال فقال ابوها من كل ناحية هي
        4- اعلن النبي عن حبه لعائشة فقال اللهم هذا قسمي في ما املك فلا تلومني فيما تملك ولا املك (وهو الميل القلبي)
        برائتها: اتهمت في حادثة الافك فنزلت برائتها من السماء في سورة النور وجاء العقاب علي من افتري الفرية(ويل لكل افاك اثيم)
        وفاتها:58هجريا وصلي عليها ابو هريرة ومات بعدها بشهور ودفنت بالبقيع
        كانت ستدفن في مكة في المكان الذي دفن به سيدنا عمر




        ا للهم اجعلنى من سيدات اهل الجنه

        تعليق


        • #5
          ترجمه بسيطه عن السيده عائشه

          السلام عليكم
          ترجمة لام المؤمنين
          اسمها: عائشة بنت ابي بكر الصديق
          لقبها: أم المؤمنين
          كنيتها: ام عبد الله وقد ذكر بعض الاختلافات في سبب كنيتها وهذه هي بعض الاختلافات
          1-علي عادة العرب تكريم النساء بالكنية
          2-بن اختها
          3- حملت ولكنها ألقت بسقط وكان ولد
          سنها عند الزواج بها: ست سنوات ودخل بها النبي وهي بنت تسع سنوات
          مكانها في الحديث: كانت من اكثر رواه الحديث عن النبي
          وكانت شاعرة وكانت نسابة وعالمة بالطب وكانت كريمة يضرب بها المثل في الكرم
          فضلهاكيذكر ان سيدنا جبريل أتي بقطعة من القماش من الحرير وكان بها صورة السيدة عائشة ووضعها في يد الرسول عليه الصلاة والسلام وقال يا محمد هذه زوجتك في الدنيا والاخرة حديث صحيح
          ويذكر ان:
          1- السماء هي التي زوجها له
          2- سئل النبي صلي الله عليه وسلم عنها فقال فضل عائشة علي سائر النساء كفضل السريد علي سائر الطعام
          3- سئل النبي من احب الناس اليك قال عائشة قالوا نسألك عن الرجال فقال ابوها من كل ناحية هي
          4- اعلن النبي عن حبه لعائشة فقال اللهم هذا قسمي في ما املك فلا تلومني فيما تملك ولا املك (وهو الميل القلبي)
          برائتها: اتهمت في حادثة الافك فنزلت برائتها من السماء في سورة النور وجاء العقاب علي من افتري الفرية(ويل لكل افاك اثيم)
          وفاتها:58هجريا وصلي عليها ابو هريرة ومات بعدها بشهور ودفنت بالبقيع
          كانت ستدفن في مكة في المكان الذي دفن به سيدنا عمر
          ا للهم اجعلنى من سيدات اهل الجنه

          تعليق


          • #6
            *`•.¸.•´عائشة رضى الله عنها *`•.¸.•´

            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



            1. (إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيم )
            .
            وهذه الآيات, نزلت في قصة الإفك المشهورة, الثابتة في الصحيح والسنن والمسانيد.
            وحاصلها أن النبي صلى الله عليه وسلم, في بعض غزواته, ومعه زوجته عائشة الصديقة, بنت الصديق.
            فانقطع عقدها فانحبست في طلبه ورحلوا جملها وهودجها, فلم يفقدوها ثم استقل الجيش راحلا, وجاءت مكانهم, وعلمت أنهم إذا فقدوها, رجعوا إليها فاستمروا في مسيرهم.
            وكان صفوان بن المعطل السلمي, من أفاضل الصحابة رضي الله عنه, قد عرس في أخريات القوم, ونام.
            فرأى عائشة رضي الله عنها, فعرفها, فأناخ راحلته, فركبتها من دون أن يكلمها أو تكلمه, ثم جاء يقود بها, بعد ما نزل الجيش في الظهيرة.
            فلما رأى بعض المنافقين, الذين في صحبة النبي صلى الله عليه وسلم, في ذلك السفر, مجيء صفوان بها في هذه الحال أشاع ما أشاع, وفشا الحديث, وتلقفته الألسن, حتى اغتر بذلك بعض المؤمنين, وصاروا يتناقلون هذا الكلام, وانحبس الوحي مدة طويلة عن الرسول صلى الله عليه وسلم.
            وبلغ الخبر عائشة بعد ذلك بمدة, فحزنت حزنا شديدا.
            فأنزل الله براءتها في هذه الآيات.
            ووعظ الله المؤمنين, وأعظم ذلك, ووصاهم بالوصايا النافعة فقوله تعالى: " إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ " أي: الكذب الشنيع, وهو رمي أم المؤمنين " عُصْبَةٌ مِنْكُمْ " أي: جماعة منتسبون إليكم يا معشر المؤمنين, منهم المؤمن الصادق في إيمانه, لكنه اغتر بترويج المنافقين, ومنهم المنافق.
            " لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ " لما تضمن ذلك من تبرئة أم المؤمنين ونزاهتها, والتنويه بذكرها, حتى تناول عموم المدح سائر زوجات النبي صلى الله عليه وسلم.
            ولما تضمن من بيان الآيات المضطر إليها العباد, التي ما زال العمل بها إلى يوم القيامة فكل هذا خير عظيم, لولا مقالة أهل الإفك لم يحصل ذلك.
            وإذا أراد الله أمرا جعل له سببا, ولذلك جعل الخطاب عاما مع المؤمنين كلهم.
            وأخبر أن قدح بعضهم ببعض, كقدح في أنفسهم.
            ففيه أن المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم, واجتماعهم على مصالحهم, كالجسد الواحد, والمؤمن للمؤمن, كالبنيان يشد بعضه بعضا.
            فكما أنه يكره أن يقدح أحد في عرضه, فليكره من كل أحد, أن يقدح في أخيه المؤمن, الذي بمنزلة نفسه, وما لم يصل العبد إلى هذه الحالة, فإنه من نقص إيمانه, وعدم نصحه.
            " لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ " وهذا وعيد للذين جاءوا بالإفك, وأنهم سيعاقبون على ما قالوا من ذلك, وقد حد النبي صلى الله عليه وسلم منهم جماعة.
            " وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ " أي: معظم الإفك, وهو المنافق الخبيث, عبد الله بن أبي, ابن سلول, لعنه الله " لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ " ألا وهو الخلود في الدرك الأسفل من النار

            2. (لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ)


            ثم أرشدالله عباده عند سماع مثل هذا الكلام فقال: " لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا " أي: ظنالمؤمنون بعضهم ببعض خيرا, وهو السلام مما رموا به, وأن ما معهم من الإيمانالمعلوم, يدفع ما قيل فيهم من الإفك الباطل.
            " وَقَالُوا " بسبب ذلك الظن "سُبْحَانَكَ " أي: تنزيها لك من كل سوء وعن أن تبتلي أصفياءك بالأمور الشنيعة.
            " هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ " أي: كذب وبهت, منأعظم الأشياء, وأبينها.
            فهذا من الظن الواجب, حين سماع المؤمن عن أخيه المؤمن,مثل هذا الكلام, أن يبرئه بلسانه, ويكذب القائل لذلك

            3. (لَوْلا جَاءو عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاء فَأُولَئِكَ عِندَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ )

            لَوْلَا جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ " أي: هلا جاء الرامون على ما رموا به, بأربعة شهداء أي: عدول مرضيين.
            " فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأُولَئِكَ عِنْدَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ " وإن كانوا في أنفسهم قد تيقنوا ذلك, فإنهم كاذبون في حكم الله, لأنه حرم عليهم التكلم بذلك, من دون أربعة شهود.
            ولهذا قال: " فَأُولَئِكَ عِنْدَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ " , ولم يقل " فأولئك الكاذبون " وهذا كله, من تعظيم حرمة عرض المسلم, بحيث لا يجوز الإقدام على رميه, من دون نصاب الشهادة بالصدق

            4. (وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ)

            وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ " بحيث شملكم إحسانه فيهما, في أمر دينكم ودنياكم
            فِي مَا أَفَضْتُمْ " أي: خضتم " فِيهِ " من شأن الإفك " عَذَابٌ عَظِيمٌ " لاستحقاقكم ذلك بما قلتم.
            ولكن من فضل الله عليكم ورحمته, أن شرع لكم التوبة, وجعل العقوبة مطهرة للذنوب.
            5. (إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ)

            " إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ " أي: تتلقفونه, ويلقيه بعضكم إلى بعض وتستوشون حديثه, وهو قول باطل.
            " وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ " والأمران محظوران, التكلم بالباطل, والقول بلا علم.
            " وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا " فلذلك أقدم عليه, من أقدم, من المؤمنين, الذين تابوا منه, وتطهروا بعد ذلك.
            " وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ " وهذا فيه الزجر البليغ, عن تعاطي بعض الذنوب على وجه التهاون بها.
            فإن العبد لا يفيده حسبانه شيئا, ولا يخفف من عقوبته, الذنب.
            بل يضاعف الذنب, ويسهل عليه مواقعته, مرة أخرى

            6. (وَلَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُم مَّا يَكُونُ لَنَا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ)

            " لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ " أي: وهل إذ سمعتم - أيها المؤمنون - كلام أهل الإفك.
            " قُلْتُمْ " منكرين لذلك, معظمين لأمره: " مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا " أي: ما ينبغي لنا, وما يليق بنا الكلام, بهذا الإفك المبين, لأن المؤمن يمنعه إيمانه من ارتكاب القبائح " هَذَا بُهْتَانٌ " أي كذب عظيم.
            7. ( يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَن تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ)

            . يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ " أي: لنظيره, من رمي المؤمنين بالفجور.
            فالله يعظكم, وينصحكم عن ذلك, ونعم المواعظ والنصائح, من ربنا فيجب علينا مقابلتها, بالقبول والإذعان, والتسليم والشكر له, على ما بين لنا " إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ " .
            " إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ " دل ذلك على أن الإيمان الصادق, يمنع صاحبه من الإقدام على المحرمات.



            8 . ( وَيُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ)

            " وَيُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ " المشتملة, على بيان الأحكام, والوعظ, والزجر, والترغيب, والترهيب, يوضحها لكم توضيحا جليا.
            " وَاللَّهُ عَلِيمٌ " أي: كامل العلم " حَكِيمٌ " كامل الحكمة.
            فمن علمه وحكمته, أن علمكم من علمه, وإن كان ذلك, راجعا لمصالحكم في كل وقت.

            9. ( إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لا تَعْلَمُونَ)

            إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ " أي: الأمور الشنيعة المستقبحة, فيحبون أن تشتهر الفاحشة " فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ " أي: موجع للقلب والبدن, وذلك لغشه لإخوانه المسلمين, ومحبة الشر لهم, وجراءته على أعراضهم.
            فإذا كان هذا الوعيد, لمجرد محبة أن تشيع الفاحشة, واستحلاء ذلك بالقلب, فكيف بما هو أعظم من ذلك, من إظهاره, ونقله؟!! وسواء كانت الفاحشة, صادرة, أو غير صادرة.
            وكل هذا, من رحمة الله لعباده المؤمنين, وصيانة أعراضهم, كما صان دماءهم وأموالهم, وأمرهم بما يقتضي المصافاة, وأن يحب أحدهم لأخيه ما يحب لنفسه, ويكره له, ما يكره لنفسه.
            " وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ " فلذلك علمكم, وبين لكم ما تجهلونه.


            10. ( وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّه رَؤُوفٌ رَحِيمٌ)

            وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ " قد أحاط بكم من كل جانب " وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ " لما بين لكم هذه الأحكام والمواعظ, والحكم الجليلة, ولما أمهل من خالف أمره.
            ولكن فضله ورحمته, وأن ذلك وصفه اللازم آثر لكم من الخير الدنيوي والأخروي, ما لن تحصوه, أو تعدوه




            تعليق


            • #7
              *`•.¸.•´عائشة رضى الله عنها *`•.¸.•´





              عائشة بنت أبي بكر الصديق

              الصديقة بنت الصديق.. حبيبة الحبيب..

              صاحبة رسول الله، وأحب النساء على قلبه

              أليفة قلب سيد المرسلين عليه أفضل الصلاة والسلام





              من هي عائشة ؟ هي بنت من؟
              هي زوج من ؟


              هي أم المؤمنين السيدة عائشة بنت عبد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم ابن مره بن كعب بن لؤي القرشي التيمي، وكان من أبرز رجال تيم فقد كان رجلا تاجرا ميسور الحال عرف بحسن

              الخلق وطيب المعشر، حتى ألفه كل رجل في قريش، وزاد من هذه الألفة ما عرف عن الرجل من حفظه للأنساب وحفظه للأشعار وعلمه الغزير بتاريخ قريش وما حولها من قبائل العرب
              .
              بكر شريفا في الجاهلية، فلما جاء الإسلام وبادر إلى الإيمان، ازداد شرفا على شرف، وما زال ذكره ومكانته يزيدان حتى أصبح الرجل الثاني في الإسلام، وحتى رضيه المسلمون خليفة لرسول الله

              وفوضوا له أمورهم، فكان عند حسن ظنهم وكان كذلك طيلة حياته عند حسن ظن الناس به
              .


              والدتها:أم رومان بنت عامر بن عويمر ، بن عبد شمس ، بن عتاب ابن أذينة الكنانية الصحابية الجليلة المؤمنة ، كانت رضية الخلق محمودة السيرة آمنت إذ آمن زوجها، وأخلصت في هذا الإيمان حتى قال

              عنها رسول صلى الله عليه وسلم:
              " من سره أن ينظر إلى امرأة من الحور العين فلينظر إلى أم رومان".


              ذاك هو أبوعائشة وتلك هي أم عائشة، وفي كنف هذين العلمين درجت عائشة وتلقت لبان الرقة والمحبة والكرم، وفي هذه الأسرة الحميدة نبتت زهرة متفتحة ووردة ذات عبير.

              عائشة رضي الله عنهما ممن ولد في الإسلام ، وهي أصغر من فاطمة رضي الله عنها بثماني سنين، وكانت تقول : "لم أعقل أبوي إلا وهما يَدينان الدِّينَ" .

              ومما زاد في حظ عائشة رضي الله عنها من حسن التربية أنها ولدت وأبواها يدينان بالإسلام، فلم تكتحل عيناها إلا بمنظر أبويها يؤديان الصلاة ، ويسعيان من أجل الدعوة سعيهما، ولم يتفتح قلبها إلا على

              حب الدين والتفاني في هذا الحب ولم يمس أذنيها إلا أصوات أبويها وهما يتلوان القرآن، وكان أبو بكر شديد الرقة في قراءة القرآن حتى إنه ليبكي ويبكي، وحتى أن قريشا خافت على رجالها ونسائها أن

              تفتنهم قراءة أبي بكر فيتابعونه على دينه فسعوا ليكفوه عن رفع صوته بقراءة القرآن
              .

              وهناك نشأت وعاشت في كنف بيت من أرفع البيوت القرشية ومن أعلاها ثقافة عاشت في بيت كان أول البيوت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم إسلاما وإيمانا وجهادا .





              صفاتها:

              كانت السيدة عائشة رضي الله عنها خفيفة الجسم، ذات عينين واسعتين، وشعر جعد ووجه مشرق ، مشرب بحمرة.


              ويقال أيضا: كانت امرأة بيضاء جميلة . ومن ثَمَّ لقبت بالحُمَيْرَاء .


              ~~~~~~~

              زواجها

              تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم بأمر من الله عز وجل إثر وفاة السيدة خديجة رضي الله عنها وهي بنت ست سنوات

              أخرج الترمذي من حديث عبد الله بن عمرو بن علقمة المكي ، عن ابن أبي حسين ، عن ابن أبي مليكة ، عن
              عائشة رضي الله عنها : أن جبريل جاء بصورتها في خرقة حرير خضراء إلى النبي -صلى الله

              عليه وسلم- فقال : هذه زوجتك في الدنيا والآخرة .

              وعَنْ عائشة رضي الله عنها قَالَتْ تَزَوَّجَنِى النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - وَأَنَا بِنْتُ سِتِّ سِنِينَ ، فَقَدِمْنَا الْمَدِينَةَ فَنَزَلْنَا فِى بَنِى الْحَارِثِ بْنِ خَزْرَجٍ ، فَوُعِكْتُ فَتَمَرَّقَ شَعَرِى فَوَفَى جُمَيْمَةً ، فَأَتَتْنِى أُمِّى أُمُّ رُومَانَ

              وَإِنِّى لَفِى أُرْجُوحَةٍ وَمَعِى صَوَاحِبُ لِى ، فَصَرَخَتْ بِى فَأَتَيْتُهَا لاَ أَدْرِى مَا تُرِيدُ بِى فَأَخَذَتْ بِيَدِى حَتَّى أَوْقَفَتْنِى عَلَى بَابِ الدَّارِ ، وَإِنِّى لأَنْهَجُ ، حَتَّى سَكَنَ بَعْضُ نَفَسِى ، ثُمَّ أَخَذَتْ شَيْئًا مِنْ مَاءٍ فَمَسَحَتْ بِهِ

              وَجْهِى وَرَأْسِى ثُمَّ أَدْخَلَتْنِى الدَّارَ فَإِذَا نِسْوَةٌ مِنَ الأَنْصَارِ فِى الْبَيْتِ فَقُلْنَ عَلَى الْخَيْرِ وَالْبَرَكَةِ ، وَعَلَى خَيْرِ طَائِرٍ . فَأَسْلَمَتْنِى إِلَيْهِنَّ فَأَصْلَحْنَ مِنْ شَأْنِى ، فَلَمْ يَرُعْنِى إِلاَّ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ضُحًى

              ، فَأَسْلَمَتْنِى إِلَيْهِ ، وَأَنَا يَوْمَئِذٍ بِنْتُ تِسْعِ سِنِينَ "البخاري

              وتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم أكرم الخلق على الله في بيت بسيط.. بيت!!

              مالي أقول بيت وهو في الواقع حجرة واحدة مبنية من اللبن وسعف النخيل وكان بابها ستارا من الشعر ، وكان أثاثها فراشا من أدم(جلد( حشوه ليف ليس بينه وبين الأرض إلا حصير..

              وفي تلك الحجرة المتواضعة من خلال بيت الزوجية غدت السيدة عائشة رضي الله عنها معلما لكل امرأة في العالم على مر العصور فكانت خير زوجة تؤنس الزوج وتدخل السرور إلى قلبه وتزيل عنه ما

              يكابده خارج المنزل من مصارعة الحياة والدعوة إلى الله تعالى
              ..

              فأي بساطة هذه التي ارتضاها الله لرسوله وزوج رسوله..

              قال المستشرق بودلي: " منذ وطئت قدماها بيت محمد كان الجميع يحسون وجودها، ولو أن هناك شابة عرفت ماهي مقبلة عليه لكانت
              عائشة بنت أبي بكر فلقد كونت شخصيتها منذ اليوم الأول الذي دخلت

              فيه دور النبي الملحقة بالمسجد ..".



              إنها قدوة أراد الله أن تكون حياة هذه السيدة الرفيعة حسبا ونسبا المتفردة جمالا وخلقا، ولكن ماذا كان مهرها ؟

              كان خمسمائة درهم .. مهر متواضع لا يعدو أن يكون رمزا..

              لم يكن هذا المهر الرمز لامرأة عادية من أخلاط الناس، بل كانت ابنة رجل بني تيم وسيد من سادات قريش وواحد من أثريائها، و لم يكن هذا المهر الرمز لامرأة رجل عادي بل كان مهرا لزوج سيد البشر

              أجمعين

              محمد رسول الله وخاتم رسله إلى البشر أجمعين..

              و نحن نشهد أنها زوجة نبينا -صلى الله عليه وسلم- في الدنيا والآخرة.


              بزواجها رضي الله عنها من رسول البشرية وسيدها تقول السيدة عائشة رضي الله عنها: "ما نحرت علي جزور ولا ذبحت من شاة حتى أرسل إلينا سعد بن عبادة بجفنة كان يرسل بها إلى رسول الله

              صلى الله عليه وسلم".

              ما نحرت في عرس عائشة من جزور، ولا ذبحت في عرس عائشة من شاة، بل ما قدم في عرسها من طعام حتى أرسل أحد الصحابة !!

              جفنة فيها طعام طعام اعتاد هذا الصحابي أن يرسله إلى رسول الله كل يوم أي لم يكن طعاما متميزا إنه طعام عادي بسيط..




              ~~~~~~~

              مكانتها ومقامها

              لقد تفتحت هذه الفتاة على الإسلام في صفائه ونقائه في بيت أبي بكر ثم في بيت النبوة المباركة وشاء الله أن تكون حياتها كلها، دروسا بليغة للأسرة المسلمة كانت حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابا

              مفتوحا ليس فيها من سر يطوى عن المسلمين فالرسول عليه السلام قدوة المسلمين، في كل أمر مهما صغر والرسول عليه صلوات الله وسلامه أسوة المسلمين في كل شيء في العبادة والجهاد والمجتمع

              والأسرة.

              لهذا كانت حياة عائشة رضي الله عنها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابا مفتوحا وصفحة مقروءة للناس أجمعين، وكان زواجها رضي الله عنها أول الدروس ومبتدأ العبر.


              كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يميل إلى عائشة رضي الله عنها إذ كانت ابنة أبي بكر، وإذ كانت تبدو عليها أمارات الفطنة والذكاء وهي لم تزل بعد في سن طفولتها الأولى، وكثيرا ما أوصى أمها بها

              قائلا :
              " يا أم رومان استوصي بعائشة خيرا واحفظيني فيها ".

              وهذه عبارة تدل على عطف واعجاب ومودة

              وهذا عمرو بن العاص ، وهو ممن أسلم سنة ثمان من الهجرة ، سأل النبي -صلى الله عليه وسلم- : أي الناس أحب إليك يا رسول الله ؟ قال : " عائشة " . قال : فمن الرجال ؟ قال : " أبوها ".

              وحبه عليه السلام
              عائشة رضي الله عنها كان أمرا مستفيضا ، فلم يتزوج النبي -صلى الله عليه وسلم- بِكْرًا غيرها ، ولا أَحَبَّ امرأة حبها . ولا أعلم في أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- ، بل ولا في

              النساء مطلقا ، امرأة أعلم منها.

              وعَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَتْ : دَخَلَ الْحَبَشَةُ الْمَسْجِدَ يَلْعَبُونَ ، فَقَالَ لِي : " يَا حُمَيْرَاءُ ، أَتُحِبِّينَ أَنْ تَنْظُرِي إِلَيْهِمْ ؟ " ، فَقُلْتُ : نَعَمْ ، فَقَامَ بِالْبَابِ ، وَجِئْتُهُ ، فَوَضَعْتُ ذَقَنِي عَلَى عَاتِقَهُ ،

              فَأَسْنَدْتُ وَجْهِي إِلَى خَدِّهِ ، قَالَتْ : وَمِنْ قَوْلِهِمْ يَوْمَئِذٍ : أَبَا الْقَاسِمِ طَيِّبًا ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " حَسْبُكِ " ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، لا تَعْجَلْ ، فَقَامَ لِي ، ثُمَّ قَالَ : " حَسْبُكِ " ، فَقُلْتُ : لا تَعْجَلْ يَا

              رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَتْ : وَمَا لِي حُبُّ النَّظَرِ إِلَيْهِمْ ، وَلَكِنِّي أَحْبَبْتُ أَنْ يَبْلُغَ النِّسَاءَ مَقَامُهُ لِي ، وَمَكَانِي مِنْهُ .



              ~~~~~~~

              وحانت لحظة الرحيل

              مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد عودته من حجة الوداع وشعر أنه قد آن الأوان للرحيل بعد أن أدى الأمانة وبلغ الرسالة كان يقول وهو يطوف على نسائه متسائلا:
              " أين أنا غدا ؟ أين أنا بعد

              غد؟"،
              استبطاءا ليوم عائشة رضي الله عنها ، فطابت نفوس بقية أمهات المؤمنين رضي الله عنهن جميعا بأن يمرض رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث أحب وقلن جميعا يا رسول قد وهبنا أيامنا لعائشة

              . وانتقل حبيب الله إلى بيت الحبيبة فسهرت على مرضه، وبودها لو تفديه بنفسها وروحها وهي تقول:

              " فداك نفسي وأبي وأمي يا رسول الله" ..

              تقول أم المؤمنين تصف لحظات وفاة زوجها عليه الصلاة والسلام:" توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي وفي يومي وليلتي وبين سحري ونحري ودخل عبدالرحمن بن أبي بكر ومعه سواك ،

              فنظر إليه حتى ظننت أنه يريده فأخذته فمضغته ونفضته وطيبته، ثم دفعته إليه فاستن به كأحسن ما رأيته مستنا قط ثم ذهب يرفعه إلي، فسقطت يده فأخذت أدعو له بدعاء كان يدعو به له جبريل وكان هو

              يدعو به إذا مرض ، فلم يدع به مرضه ذاك، ورجع بصره إلى السماء وقال :"
              الرفيق الأعلى"، وفاضت نفسه، فالحمد لله الذي جمع بين ريقي وريقه في آخر يوم من الدنيا ".


              ودفن رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قبض في بيت السيدة
              عائشة رضي الله عنها.


              و لكِ يا عائشة المكانة العظمى عندما قلت: " لقد أعطيت تسعا ما أعطيتها امرأة بعد مريم بنت عمران : لقد نزل جبريل بصورتي في راحته حتى أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يتزوجني ، ولقد

              تزوجني بِكْرًا ، وما تزوج بِكرًا غيري ، ولقد قُبض ورأسه في حجري ، ولقد قَبَّرتُه في بيتي ، ولقد حفت الملائكة ببيتي ، وإن كان الوحي لينزل عليه وإني لمعه في لحافه ، وإني لابنة خليفته وصديقه ،

              ولقد نزل عذري من السماء ، ولقد خُلِقْتُ طَيَّبَةً عند طيِّب ، ولقد وُعِدْتُ مغفرة ورزقا كريما " ، رواه أبو بكر الآجري ، عن أحمد بن يحيي الحلواني عنه ، وإسناده جيد وله طريق آخر سيأتي .



              علمها

              عاشت عائشة رضي الله عنهافي بيت النبوة تشاهد الرسول صلى الله عليه وسلم، وتسمع حديثه وترافقه في جهاده، وهي في كل أحوالها تحفظ ما تسمع، وتعي ما تشاهد، وتفهم ما ترى، ومع حفظها وفهمها

              آتاها الله فقها لما تسمع وتعي .

              وعاشت أم المؤمنين بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم زمنا طويلا كانت فيه مرجعا للمسلمين في كثير من شؤون المسلمين .


              لقد روت أمهات المؤمنين أحاديث، وما روته عائشة رضي الله عنها أربى على ما روته أمهات المؤمنين مجتمعات..

              وكان بيتها رضي الله عنها مقصد طلاب العلم يستمعون منها وينقلون علمها وفقهها إلى الأمصار..

              هذا وقد كانت رضي الله عنها خير من اهتم بالتلقي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فبلغت من العلم والبلاغة ما جعلها تكون معلمة للنساء بل وحتى للرجال ، ومرجعا لهم في الحديث والسنة والفقه.

              فقال الزهري: لو جمع علم عائشة إلى علم جميع النساء لكان علم عائشة أفضل.

              وقال هشام بن عروة عن أبيه، قال : لقد صحبت عائشة رضي الله عنها فما رأيت أحدا قط كان أعلم بآية أنزلت ولا بفريضة ولا بسنة ، ولا بشعر ولا أروى له ، ولا بيوم من أيام العرب ولا بنسب ولا

              بكذا ولا بكذا ، ولا بقضاء ولا طب منها، فقلت لها : يا خالة ، الطب من أين تعلمته؟ فقالت: كنت أمرض فينعت لي الشئ ويمرض المريض فينعت له، وأسمع الناس ينعت بعضهم لبعض فأحفظه.

              وعن الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق قال قلنا له: هلكانت عائشة تحسن الفرائض؟ قال : والله لقد رأيت أصحاب محمد الأكابر يسألونها عن الفرائض.

              روى مغيرة بن زياد ، عن عطاء ، قال : كانت عائشة أفقه الناس وأعلمهم ، وأحسن الناس رأيا في العامة .

              عن الشعبي : أن عائشة قالت : رويت للبيد نحوا من ألف بيت ، وكان الشعبي يذكرها ، فيتعجب من فقهها وعلمها ، ثم يقول : ما ظنكم بأدب النبوة .

              وهكذا عاشت حياتها وحتى بعد وفاة رسول الله تعطي مما اكتسبت وتعلم مما تعلمت وتحدث بما حفظت وقد ذكر لها في كتاب الصحاح ألفان ومائة وعشرة أحاديث جميعها صحيحة ومثبتة، اتفق لها

              البخاري ومسلم على مائة وأربعة وسبعين حديثا ، وانفرد البخاري بأربعة وخمسين ، وانفرد مسلم بتسعة وستين .

              ~~~~~~~

              غيرتها

              كانت عائشة رضي الله عنها محبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم تغار عليه ولا تحب أن تشاركها فيه امرأة أخرى، إذ الغيرة من طبائع النساء، وهي فطرة فطرت عليها بنات حواء لا يستطعن التبرؤ منها..
              لقد أطلعنا على نماذج من غيرة
              عائشة رضي الله عنها، نماذج متعددة نستطيع أن نسرد منها عددا وافرا..

              ولكن مالنا ولسرد النماذج لغيرة السيدة عائشة رضي الله عنها ممن شاركنها منازل الرسول وممن شهدتهن وكلمتهن، ونحن نستطيع أن نستعيض عن كل ذلك بذكر غيرتها ممن لم ترها من زوجات

              الرسول صلى الله عليه وسلم وممن لم تشاركها المنزل، فغيرتها من السيدة خديجة نموذجا فذا لغيرة الأنثى على زوجها..

              كان رسول الله صلى الله عليه وسلم دائم الثناء على خديجة حتى إنه ليكرم صديقاتها إكراما لذكراها ..

              وقد اشتعلت نار الغيرة في صدر
              عائشة رضي الله عنها مما رأته من حب رسول الله صلى الله عليه وسلم لخديجة وذكره لها بالتجلّة والحب بعد موتها بسنين فما ملكت نفسها أن قالت له: " وما تذكر من

              عجوز من عجائز قريش حمراء الشدقين هلكت في الدهر وأبدلك الله خيرا منها!"

              إنها امرأة ولا يعيبها أن تغار على زوجها، وزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وليس كمثله زوج وحق لها أن تغار عليه

              ورسول الله صلى الله عليه وسلم بوفائه الذي يتجاوز الحدود رد على
              عائشة رضي الله عنها وهو مغضب فقال:

              "والله ما أبدلني الله خيرا منها : آمنت بي حين كفر الناس، وصدقتني إذ كذبني الناس، وواستني بمالها إذ حرمني الناس، ورزقني الله منها الولد دون غيرها من النساء".

              وسكتت عائشة رضي الله عنها، ولعلها ندمت على ما بدر منها بحق خديجة..


              ولم تخرج
              عائشة رضي الله عنهاعن فطرتها إذ غارت على زوجها فالغيرة من الطبائع التي فطر الله النساء عليها

              وفي غيرة عائشة رضي الله عنها دعوة لنا أن لا نضيق بغيرة النساء، وفي معاملة الرسول صلى الله عليه وسلم وموقفه من هذه الغيرة مثال لنا يحتذى..

              ~~~~~~~

              خشيتها
              قال القاسم : كنت إذا غدوت بدأت ببيت عائشة فأسلم عليها، يقول : فدخلت عليها يومًا وهي تصلي وتقرأ قول الله عز وجل وتبكي :" فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم"


              قال : فانتظرت مرة ومرتين ، فإذا بها تردد الأية وتبكي، قال : فطال عليّ المقام، فذهبت إلى السوق لأقضي حاجة لي، قال فرجعت فإذا هي قائمة ، كما هي تبكي وتصلي وتقرأ القرآن.


              تقول عائشة رضي الله عنها : إنكم لن تلقوا الله عز وجل بشي خير لكم من قلة الذنوب .

              ~~~~~~~

              رضاها وسخطها

              كان الرسول صلى الله عليه وسلم يستأنس إليها في الحديث ويسربقربها ويعرف رضاها من سخطها
              .
              فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم لها : إني لأعلم إن كنتي عني راضية، وإذا كنتي علي غضبى، قالت : وكيف يارسول الله؟

              قال : إذا كنتي علي راضية قلتي لا ورب محمد ، وإذا كنتي علي غضبى قلتي لا ورب إبراهيم، قالت : أجل والله لا أهجر إلا اسمك.

              ~~~~~~~
              غيرة النساء منها

              كان يعظم قدرها ويجل شأنها لذا لما رأى نساء المؤمنين أن النبي صلي الله عليه وسلم يظهر وده لعائشة وحبه لها ومع ذلك كان عليه الصلاة والسلام يعدل ويقول : هذا قسمي فيما املك فلا تلمني فيما تملك

              ولا املك. فكان نساء المؤمنين يرين هذا القدر العظيم لعائشة ولهذا انتدبن مرة فاطمة رضي الله عنها فقلن لها : اذهبي إلى أبيكِ وقولي له أن نسائك يسألنك العدل في بنت أبي قحافة فلما كلمته فاطمة قال : يا


              بنتي ألا تحبين ما احب ؟ فقلت : بلي يا رسول الله .فقال : أحبي هذه واشار إلى عائشة .


              قال حماد بن زيد ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة رضي الله عنها، قالت : كان الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة رضي الله عنها. قالت : فاجتمعن صواحبي إلى أم سلمة ، فقلن لها : إن الناس

              يتحرون بهداياهم يوم
              عائشة، وإنا نريد الخير كما تريده عائشة ، فقولي لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- يأمر الناس أن يهدوا له أينما كان . فذكرت أم سلمة له ذلك . فسكت ، فلم يرد عليها . فعادت الثانية

              . فلم يرد عليها . فلما كانت الثالثة قال :
              " يا أم سلمة ، لا تؤذيني في عائشة ، فإنه والله ما نزل علي الوحي وأنا في لحاف امرأة منكن غيرها"متفق على صحته .

              ~~~~~~~
              جودها وكرمها

              بعث معاوية رضي الله عنه وعن أبيه إليها مرة بألف درهم فما أمست حتى فرقتها فقالت لها خادمتها : لو اشتريتي لنا بدرهم لحم قالت ألا قلتي لي.

              وقال عطاء أن معاوية بعث لها بقلادة بمئة ألف فقسمتها بين أمهات المؤمنين.

              وقال عروة ابن أختها ان عائشة تصدقت بسبعين ألفا وإنها لترقع جانب ذراعها رضي الله عنها .

              ~~~~~~~~~
              • محنة الإفك

                من أهم المواقف في حياة أم المؤمنين رضي الله عنها: موقف التهمة الشنيعة التي اتهمت بها
                الإفك

                حدث ذلك في نحو السنة السادسة للهجرة بعد أن تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش.

                وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد سفرا أقرع بين نسائه ، فأيتهن خرج سهمها خرج بها معه، فلما كانت غزوة بني المصطلق أقرع بين نسائه كما كان يصنع، فخرج سهم عائشة رضي الله عنهادون باقي نسائه، فانطلقت في صحبته سعيدة هانئة بما أتاها الله من شرف صحبته.

                وكانت فألا حسنا على القائد المصطفى فعاد من غزوته منتصرا، وسار ركبه الظافر نحو المدينة المنورة يهزج بأغاني النشيد النصر والفخر.

                وعاد صلى من غزوته مضطربا أشد الاضطراب لشيوع الفتنة بين المسلمين، وأتباع عبد الله بن أبي سلول رأس المنافقين وزعيم الخزرج، وذلك عندما تنازع رجلان منهما على المال، كما يحدث على كل بئر وفي كل مورد يكثر حوله القصاد، فصاح صائح: يا للخزرج، وصاح الآخر: يا لكنانة، يا لقريش، وخرج النبي صلى الله غاضبا لهذه العصبية البغيضة وسأل: "مابال دعوى الجاهلية دعوها فإنها منتنة".

                ولما أخذ جيش الرسول صلى الله عليه وسلم المسير باتجاه المدينة المنورة عائدا من غزوته منتصرا بما أتاه الله تعالى من فضل واعتلاء لدين الإسلام، و دنا الليل عليهم وهم على مقربة منها ، أناخ الركب للراحة، وما إن مسوا الأرض حتى وقعوا نياما، فخرجت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها لبعض حاجتها وقد كان في عنقها عقد فيه جزع ظفار ، فلما فرغت انسل من عنقها وهي لا تدري، وعند عودتها إلى هودجها تفقدت عقدها فإذا به قد انسل منها، فحسبها التماسة هنية، فعادت تبحث عنه في مكان حاجتها إلى أن وجدته ومن ثم عادت إلى مكان هودجها، فإذا بهم قد احتملوه وارتحلوا وهم يحسبون انها فيه لخفتها..

                فأقامت رضي الله عنها حيث هي وظنت أنهم سيرجعون إليها لا محالة إذا أحسوا غيبتها وافتقدوها وكان صفوان بن المعطل رضي الله عنه على ساقة الجيش يتخلف عنه ليلتقط ما يسقط من المتاع فلما نهض ليتبع الجيش في ساقته، رأى سوادا على البعد ثم عرف أنه أم المؤمنين عائشة رضي الله عنهالأنه كان يراها قبل الحجاب، فجعل يقول: إنا لله وإنا إليه راجعون.. ويكرر ذلك لينبهها باسترجاعه لأنه يتهيب التحدث إليها فما كلمها بكلمة، وإنما أناخ لها الراحلة واخذ بزمام البعير فركبتها وانطلق يقود الراحلة حتى أدرك الجيش في نحر الظهيرة..

                وأطمأن رسول الله صلى أن وجدها بخير، وسمع منها حديثها عن سبب تخلفها، فما أنكر منه حرفا، ولكن ابن سلول وهو من الخزرج وكان من أعداء الدين الإسلامي ومن أعداء الله ورسوله ، يأبى أن يأمر حدث إلا ويلفظ فيه ووجد أن الفرصة مهيأة للقيل والقال والافتراء فأطلق لسانه البذيء ، فقال: والله ما نجت منه ولا نجا منها. متوخيا في ذلك أن يوقع بين النبي وأقرب المقربين إليه أبي بكر الصديق رضي الله عنه، أو يفلح في تشكيك المسلمين في كرامة نبيهم.

                تقول أم المؤمنين: عائشة بنت أبي بكر الصديقة بنت الصديق رضي الله عنهما:

                وكان الذي تولى كبر الإفك عبدالله بن أبي سلول فقدمنا المدينة فاشتكيت بها شهرا، والناس يفيضون في قول أصحاب الإفك ولا أشعر، وما يريبني في وجعي، إني لا أرى من النبي اللطف الذي كنت أرى منه حين اشتكي، إنما يدخل فيسلم ثم يقول: " كيف تيكم؟" ثم ينصرف، فذلك الذي يريبني منه ولا اشعر بالشر، حتى نقهت فخرجت أنا وأم مسطح قبل المناصع، وهي متبرزنا، وكنا لا نخرج إلا ليلا إلى اليل، وذلك قبل أن نتخذ الكنف قريبا من بيوتنا.

                وحين فرغنا من شأننا نمشي فعثرت أم مسطح في مرطها، فقالت : تعس مسطح. فقلت لها : بئسما قلت، أتسبين رجلا شهد بدرا؟ فقالت: يا هنتاه ألم تسمعي ماقال؟ قلت: وما قال؟ فأخبرتني بقول أهل الإفك، فازددت مرضا إلى مرضي.

                فلما رجعت إلى بيتي دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فسلم وقال: "كيف تيكم؟" فقلت ائذن لي إلى أبوي. قالت وأنا حينئذ أريد أن استيقن الخبر من قبلهما، فأذن لي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيت أبوي، فقلت لأمي: يا أمتاه، ماذا يتحدث الناس به؟ : فقالت: يا بنية هوني على نفسك الشر فو الله لقلما كانت امرأة قط وضيئة عند رجل يحبها ولها ضرائر إلا كثرن عليها. فقلت : سبحان الله، ولقد تحدث الناس بهذا؟ فبكيت تلك الليلة حتى أصبحت لا يرقأ لي دمه ولا اكتحل بنوم ثم أصبحت أبكي ولقد بكيت ليليتين ويوما وأبواي يظنان أن البكاء فالق كبدي، وبينما هي على تلك الحال استأذنت عليها امرأة من الأنصار فأذنت لها بالدخول فجسلت بجانبها تبكي معها على بكاءها إلى أ دخل عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلم وجلس فحمد الله وأثنى عليه وقال:" أما بعد يا عائشة فإنه قد بلغنني عنك كذا وكذا، فإن كنت بريئة فسيبرئك الله وإن كنت ألمحت بذنب فاستغفري الله وتوبي إليه ، فإن العبد إذا اعترف بذنبه ثم تاب تاب الله عيه".

                تقول عائشة رضي الله عنها: فلما قضى رسول الله مقالته قلص دمعي حتى ما أحس منه قطرة فقلت لأبي: أجب عني رسول الله فيما قال. قال وما أدري ما أقول لرسول الله. فقلت لأمي: أجيبي عني رسول ل الله فيما قال. قالت وما أدري ما أقول لرسول الله. فقلت: إني والله لقد علمت أنكم سمعتم ما تحدث به الناس حتى استقر في أنفسكم وصدقتم به، ولئن قلت لكم إني بريئة لا تصدقوني بذلك ولئن اعترفت لكم بأمر والله يعلم أني بريئة لتصدقني فو الله ما أجد لي و لك إلا ما قال أبا يوسف : فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون.

                قالت ثم تحولت فاضطجعت على فراشي وأنا والله حينئذ أعلم أني بريئة وأن الله مبرأي ببرائتي ولكن والله ما كنت أظن أن الله ينزل في شأني وحيا يتلى ولشأني في نفسي كان أحقر أن يتكلم الله بأمر يتلى، ولكن كنت أرجو أن يرى رسول الله في النوم رؤيا يبرأني الله بها، فو الله ما رام رسول الله مجلسه ولا خرج أحد من أهل البيت حتى أنزل الله على نبيه، فأخذه ما كان يأخذه من البرحاء/ حتى إنه ليتحدر منه من ثل الجمان من العرق في يوم شات من ثقل القول الذي أنزل عليه.

                قالت :فسري عن رسول الله وهو يضحك وكان أول كلمة تكلم بها أن قال لي: " أبشري عائشة أما والله فقد برأك"

                فقالت لي أمي: قومي إلى رسول الله فقلت:لا والله لا أقوم إليه ولا أحمد إلا الله هو الذي أنزل براءتي.

                فأنزل الله عز وجل: "إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ ..." الْعَشْر الْآيَات كُلّهَا .

                وهكذا ينتهي حديث الإفك الذي تعرضت له الجماعة المسلمة لأكبر محنة إذ كانت في الثقة بطهارة بيت رسول الله ومحنة في الثقة ،وفي العقيدة التي تتمثل في شخص رسول الله صلى الله عليه وسلم.

                ولذلك استحق هذا الحديث العظيم أن ينزل فيه قرآن ليرد المكيدة المدبرة من تلك العصابة المجتمعة على هدف واحد
                ولم يكن عبد الله ابن سلول وحده الذي أطلق ذلك الإفك وإنما هو الذي تولى معظمه وهو يمثل عصبة اليهود أو المنافقين الذين عجزوا عن حرب الإسلام جهرة فتواروا وراء ستار الدين ليكيدوا له خفية فكان حديث الإفك إحدى مكايدهم.



                ورحلت الطاهرة

                كانت ليلة الثلاثاء لسبع عشرة مضين من رمضان سنة سبع وخمسين للهجرة أغمضت جفناها رضي الله عنها وانتقلت روحها إلى الرفيق الأعلى، وهي من العمر في السادسة والستين وصلى عليها أبو هريرة رضي الله عنه ثم شيعت جنازتها في غسق الليل إلى البقيع مرقد آل بيت النبي وهذا ما أوصت به تحت أنوار المشاعل المصنوعة من جريد مغموس في الزيت، وكانت الناس تسير وراء الجنازة باكية معولة نادبة أم المؤمنين رحمها الله، فلم ترى ليلة في المدينة المنورة أكثر ناسا من تلك الليلة ، وأودع جثمانها الطاهر في البقيع مع أمهات المؤمنين بعد أن نزل معها إلى القبر لتلقي جثمانها ولد أختها أسماء ذات النطاقين عبد الله وعروة أبناء الزبير والقاسم وعبد الله أبناء أخيها محمد وعبد الله ابن أخيها عبد الرحمن وكلهم من رواة الحديث عنها

                وهدأت روحها الطاهرة تحت مرقدها بعد أن خلفت من ورائها أجيالا ترصد دقائق حياتها منذ كانت في السادسة من عمرها مستلهمة تلك التربية التي صاغتها فجعلت منها نموذجا فريدا لم تعرف الدنيا مثلها خلال أربعة عشر قرنا خلت.





              بماذا نصرنا أمنا الطاهرة؟!
              كل يسأل نفسه هذا السؤال، ولنتخيل أن رسول الله بيننا فماذا كنا سنفعل من أجل زوجته الطاهرة

              سلّو أقلامكم وعطروا أفواهكم وقلوبكم بسيرة عائشة الطاهرة المطهرة..
              تحدثوا عنها املأوا مجالسكم بعطر سيرتها، أخبروا القاصي والداني عنها ولا تقفوا موقف المسلم الذليل الذي لا يملك حيلة.. تعرفوا على حياتها ابحثوا اسألوا..

              لماذا تغضب ممن سبها وأنت يا مسلم لا تعرف عنها سوى اسمها واسم والدها ومعلومات من الواجب على كل مسلم ان يعرفها ويؤمن بها ولا يذره الجهل بها..
              نعم أحزننا ما حدث ممن رمي لأمنا بالشتام، ولكن غضب وحده لا يكفي
              نحن يجب أن نعلم من هي عائشة رضي الله عنها، لنعلّم الناس بها
              ما قبيلتها، ما ألقباها، ما فضائلها، كم روت من احاديث ، ما موقفها من واقعة الجمل،
              وهكذا
              فلا تكن مجرد ناقل
              أنت تنقل دون حتى أن تقرأ وآخر ينقل منك ولا يقرأ وثالث ورابع ، فمن سيعرف سيرتها إذن!!
              فإنه مهما فعلنا وكتبنا وجمعنا فستبقى أمنا أم المؤمنين عائشة رضوان الله عليها وعلى أبيها لا تفيها الكلمات حقها ، وتعجز المحابر عن وصفها بما هي له أهل.
              ~~~~~~~
              المراجع
              كتاب نساء حول الرسول صلى الله عليه وسلم للدكتور بسام محمد حمامي
              كتاب نساء حول الرسول صلى الله عليه وسلم لأحمد الجدع
              موقع إسلام ويب
              موقع الراسخون في العلم
              موقع نبي الإسلام
              شبكة الدفاع عن السنة
              صيد الفوائد

              ~~~~~~
              هذا وإن كان من خطأ فمن أنفسنا ،وليس مما نقلنا منه،لذا نرجو تنبيهنا
              إن كان هناك من خطأ ونعتذر إن كان ذلك قد حدث

              والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
              فى امان الله

              التعديل الأخير تم بواسطة لؤلؤة باسلامى 2; الساعة 26-05-2014, 11:48 PM.

              تعليق


              • #8
                *`•.¸.•´عائشة رضى الله عنها *`•.¸.•´



                إنها عائشــــــــــــة (أم المؤمنين )




                إن دوري لا يتجاوز في هذا العرض.. مجرد النقل لما تيسر عن مكانة.. وعلو.. ام المؤمنين رضي الله عنها وارضاها.. فقد تواضعت اقلامنا.. بل عجزت.. ان تاتي بجديد عن ام المؤمنين.. خاصة وقد نزل فيها من القرآن ما يتلى الى يوم القيامة.. فهل.. بعد حكم الله.. من اقلام!!.. وهل بعد كلام الله من كلمات!!. لكنه زمن تمادى البعض فيه.. فاردنا ان نذكر ذلك البعض كـ .. معذرة الى ربكم.. ولعلهم يتقون.. /الاعراف 164.

                فهي عائشة.. رضي الله عنها.. ام المؤمنين بنت خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم ابي بكر عبد الله بن ابي قحافة، زوجة النبي صلى الله عليه وسلم، وافقه نساء الامة على الاطلاق.... فلا يوجد في امة محمدعليه الصلاة والسلام بل ولا في النساء مطلقاً امرأة اعلم منها...


                ولدت في السنه الخامسه من البعثه خطبها النبي وهي بنت ست سنين وتزوجها وهي بنت تسع وكان ذلك في السنه الثانيه للهجره
                وعندما توفي النبي كان عمرها ثمانية عشر عاما...
                وهي الزوجة الوحيده التي تزوجها النبي بكرا ...

                في حديث للبخاري في باب النكاح

                عن عائشة رضي الله عنها قالت قلت يا رسول الله أرأيت لو نزلت واديا وفيه شجرة قد أكل منها ووجدت شجرا لم يؤكل منها في أيها كنت ترتع بعيرك قال في الذي لم يرتع منها تعني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يتزوج بكرا غيرها...

                وقد ورد في السيره أن الرسول تزوجها بأمر من الله كانت في الرؤيا ...ومن المعلوم أن رؤيا الانبياء حق
                ورد في البخاري في المناقب

                عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها أريتك في المنام مرتين أرى أنك في سرقة من حرير ويقول هذه امرأتك فاكشف عنها فإذا هي أنت فأقول إن يك هذا من عند الله يمضه


                مواقف من حياتها

                كان رسول الله من حبه لها يداعبها ويمازهحا وورد أنه ذات مره سابقها في وقت الحرب فطلب من الجيش التقدم لينفرد بأم المؤمنين عائشة ليسابقها ويعيش معها ذكرى الحب في جو أراد لها المغرضون أن تعيش جو الحرب وأن تتلطخ به الدماء.
                لا ينسى أنه الزوج المحب في وقت الذي هو رجل الحرب.

                روى الامام أحمدفي مسنده
                عن عائشة قالت خرجت مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره وأنا جارية لم أحمل اللحم ولم أبدن فقال للناس تقدموا فتقدموا ثم قال لي تعالي حتى أسابقك فسابقته فسبقته فسكت عني حتى إذا حملت اللحم وبدنت ونسيت خرجت معه في بعض أسفاره فقال للناس تقدموا فتقدموا ثم قال تعالي حتى أسابقك فسابقته فسبقني فجعل يضحك وهو يقول هذه بتلك


                ومما يدل على محبته لها وأنها كانت احب نساءه إليه ما رواه البخاري في أن الناس كانوا عندما يهدون النبي شيئا كانوا يفعلون ذلك ويتعمدون أن يكون النبي عند عائشه رضي الله عنها

                في البخاري
                حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب حدثنا حماد حدثنا هشام عن أبيه قال كان الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة قالت عائشة فاجتمع صواحبي إلى أم سلمة فقلن يا أم سلمة والله إن الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة وإنا نريد الخير كما تريده عائشة فمري رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأمر الناس أن يهدوا إليه حيث ما كان أو حيث ما دار قالت فذكرت ذلك أم سلمة للنبي صلى الله عليه وسلم قالت فأعرض عني فلما عاد إلي ذكرت له ذاك فأعرض عني فلما كان في الثالثة ذكرت له فقال يا أم سلمة لا تؤذيني في عائشة فإنه والله ما نزل علي الوحي وأنا في لحاف امرأة منكن غيرها


                وهذا يدل على عظم محبته لها ...بل وأكثر من ذلك
                يدل الحديث الأتي أن عائشه هي أحب الناس إليه على الاطلاق
                ورد في البخاري
                عن عمرو بن العاص رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه على جيش ذات السلاسل فأتيته فقلت أي الناس أحب إليك قال عائشة فقلت من الرجال فقال أبوها قلت ثم من قال ثم عمر بن الخطاب فعد رجالا
                وهي من النساء اللواتي لن تتكرر ...فقد ثبت في الصحيح

                عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا مريم بنت عمران وآسية امرأة فرعون وفضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام
                البخاري

                حتى أنه لمكانتها عند النبي عليه الصلاة والسلام سلم عليها جبريل
                وقد ورد في صحيح بخاري في المناقب
                إن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما يا عائش هذا جبريل يقرئك السلام فقلت وعليه السلام ورحمة الله وبركاته ترى ما لا أرى تريد رسول الله صلى الله عليه وسلم
                وورد في سنن الترمذي في كتاب المناقب باب فضل عائشه

                ابن أبي مليكة عن عائشة أن جبريل جاء بصورتها في خرقة حرير خضراء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إن هذه زوجتك في الدنيا والآخرة

                وشهد بفضلها الكثير من الصحابه فقد ورد في البخاري في التيمم

                حدثنا عن عائشة رضي الله عنها أنها استعارت من أسماء قلادة فهلكت فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم ناسا من أصحابه في طلبها فأدركتهم الصلاة فصلوا بغير وضوء فلما أتوا النبي صلى الله عليه وسلم شكوا ذلك إليه فنزلت آية التيمم فقال أسيد بن حضير جزاك الله خيرا فوالله ما نزل بك أمر قط إلا جعل الله لك منه مخرجا وجعل للمسلمين فيه بركة
                وورد في الترمذي أيضا
                أبي إسحق عن عمرو بن غالب أن رجلا نال من عائشة عند عمار بن ياسر فقال أغرب مقبوحا منبوحا أتؤذي حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ....

                قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح

                ومن فضلها ومكانتها وحب الرسول لها كان قبل وفاته ب 3 أيام قد بدأ الوجع يشتد عليه وكان في بيت السيده ميمونه ، فقال : اجمعوا زوجاتي ، فجمعت الزوجات ، فقال النبي : أتأذنون لي أن أمرض في بيت عائشه ؟ فقلن : أذن لك يا رسول الله فأراد أن يقوم فما استطاع فجاء علي بن أبي طالب والفضل بن العباس فحملا النبي وخرجوا به من حجرة السيده ميمونه الي حجرة السيده عائشه

                وقبل وفاته عليه الصلاة والسلام دخل عليه أحد الصحابة وكان معه سواك فطلبه النبي فتقول السيده عائشه....

                عن عائشة رضي الله عنها قالت دخل عبد الرحمن بن أبي بكر ومعه سواك يستن به فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت له أعطني هذا السواك يا عبد الرحمن فأعطانيه فقصمته ثم مضغته فأعطيته رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستن به وهو مستسند إلى صدري البخاري

                وورد أيضا أنها قالت في ذلك : كان آخر شئ دخل جوف النبي ص هو ريقي ، فكان من فضل الله علي أن جمع بين ريقي وريق النبي قبل أن يموت .

                قبض عليه الصلاة والسلام وهو واضع رأسه على صدرها .....


                وفي البخاري
                قالت عائشة رضي الله عنها توفي النبي صلى الله عليه وسلم في بيتي وفي نوبتي وبين سحري ونحري وجمع الله بين ريقي وريقه قالت دخل عبد الرحمن بسواك فضعف النبي صلى الله عليه وسلم عنه فأخذته فمضغته ثم سننته به

                تحكي رضي الله عنها عن ذلك فتقول فضلت على نساء الرسول بعشر ولا فخر: كنت أحب نسائه إليه، وكان أبي أحب رجاله إليه، وتزوجني لسبع وبنى بي لتسع أي دخل بي، ونزل عذري من السماء المقصود حادثة الإفك،واستأذن النبي r نساءه في مرضه قائلاً: إني لا أقوى على التردد عليكن،فأذنّ لي أن أبقى عند بعضكن، فقالت أم سلمة: قد عرفنا من تريد، تريد عائشة، قد أذنا لك، وكان آخر زاده في الدنيا ريقي، فقد استاك بسواكي، وقبض بين حجري و نحري، ودفن في بيتي


                أما حادثة الافك اللتي ذكرت في كلامها فقد ورد في الصحيحين بخاري ومسلم وهو حديث طويل فهي باختصار

                ان النبي صلى الله عليه وسلم إذا اراد سفرا اقرع بين نسائه فلما اراد التوجه لغزوة بني المصطلق خرجت على عائشه، فتوجهت معه، وجعل لها هودج... فلما كان اخر ليله من رجوعهم إلى المدينه تخلفت في طلب عقد كان لأختها أسماء، فحمل الهودج ظنا أنها فيه، لأنها كانت خفيفه كما أخبرت، فسارالقوم...ورجعت فلم تجدهم فمكثت مكانها منتظره أن يعلموا بفقدها فيعودوا ليأخذوها فغلبها النوم فمر بها


                صفوان بن المعطل


                وكان يعرفها قبل أية الحجاب فبرك ناقته وولاها ظهره وصار يذكر الله جهرا حتى استيقظت وحملها على الناقه ولحق بها النبي صلى الله عليه وسلم ضحوه فأشاع عبد الله بن ابي سلول - لعنه الله - الافك..
                وفشا ذلك بين المنافقين وضعفاء المسلمين فلما أخُبرت عائشه بذلك تمرضت واستأذنت رسول الله أن تمرض في بيت أمها فأذن لها فلما فشى ذلك الكلام شق على النبي صلى الله عليه وسلم فجمع الصحابة وقال


                يا معشر المسلمين من يعذرني من رجل قد بلغ أذاه في أهل بيتي ؟فوالله ما علمت على أهلي إلا خيرا ولقد ذكروا رجلا ما علمت عنه الا خير


                فقال سعد بن معاذ سيد الاوس انا أعذرك منه إن كان من الاوس ضربت عنقه وإن كان من إخواننا من الخزرج أمرتنا ففعلنا أمرك فقال سعد بن عباده سيد الخزرج كذبت لا تقدر على قتله فهم الاوس والخزرج بالاقتتال فأمرهم النبي بالترك والاعراض عن هذا الامر فأنزل الله العشر أيات من أول سورة النور يبرئ فيها السيده عائشه أولها قوله تعالى


                إن الذين جاؤ بالإفك


                وبذلك ثبت برائتها في القرآن .......فقرأ النبي صلى الله عليه وسلم الايات عليها وعلى الصحابه ففرحوا .........

                فصار كل من رماها بالزنا كافرا ..لتكذيبه القران
                والايات وحدها تكفي كدليل على طهارة ام المؤمنين عائشه رضي الله عنها فهل منا من يشك بكتاب الله؟؟؟

                وكان ان قالت السيده عائشه في تبريء الله لها ما ورد في البخاري

                عن عائشة قالت ولكني والله ما كنت أظن أن الله ينزل في براءتي وحيا يتلى ولشأني في نفسي كان أحقر من أن يتكلم الله في بأمر يتلى ولكني كنت أرجو أن يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم في النوم رؤيا يبرئني الله بها فأنزل الله تعالى


                إن الذين جاءوا بالإفك


                العشر الآيات


                وكان من حيائها بعد وفاة النبي ما نقله لنا الامام أحمد في مسنده

                فهي رضي الله عنها بعلمها ودرايتها ساهمت بتصحيح المفاهيم، والتوجيه لإتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقد كان أهل العلم يقصدونها للأخذ من علمها الغزير، فأصبحت بذلك نبراساً منيراً يضيء على أهل العلم وطلابه.

                تلك هي عائشة بنت أبي بكر الصديق عبد الله بن عثمان، زوجة رسول الله وأفقه نساء المسلمين وأعلمهن بالقرآن والحديث والفقه.
                روت عن الرسول الكريم علماً كثيراً، وقد بلغ مسند عائشة رضي الله عنها الفين ومئتين وعشرة احاديث. وكانت رضي الله عنها افصح اهل زمانها وأحفظهم للحديث روى عنها الرواة من الرجال والنساء. وكان مسروق اذا روى عنها يقول: حدثتني الصديقة بنت الصديق البريئة المبرأة.
                توفيت سنة سبع وخمسين. وقيل: سنة ثمان وخمسين للهجرة ليلة الثلاثاء لسبع عشرة ليلة خلت من رمضان، وأمرت أن تدفن بالبقيع ليلاً، فدفنت وصلى عليها أبو هريرة ونزل قبرها خمسة: عبد الله وعروة ابناء الزبير والقاسم وعبد الله ابنا محمد بن ابي بكر وعبد الله بن عبد الرحمن.







                تعليق


                • #9
                  عائشة الصديقة أم المؤمنين



                  عائشة الصديقة أم المؤمنين

                  الحمد لله رب العالمين ، والعاقبة للمتقين ، وأشهد أن لا إله إلاَّ الله وحده لا شريك له ، وأشهد أنَّ محمّدًا عبده ورسوله سيد المرسلين وإمام المتقين ، صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين ، ومن اقتفى أثرهم بإحسان إلى يوم الدين .
                  أمـا بـعـد :
                  فهذه رسالة بسيطة ومختصرة عن بعض سيرة الصديقة بنت الصديق المبرأة من فوق سبع سماوات أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وعن أبيها وعن سائر زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم وعن أصحابه الأطهار .
                  هيا بنا نخطو بأقدامنا خطوه مباركه لندخل هذا البستان الذي غُرست فيه أبهى وأجمل وأعظم زهره في الكون كله ، فلقد غرست في بستان الإيمان وشربت من ماء الوحي ففاح عبيرها وعطرها ما بين المشرق والمغرب ، إنها زهرة نبتت في شجرة مباركة رسخت جذورها في الأرض وارتفع غصنها في السماء حتى كاد أن يعانق كوكب الجوزاء ، أنها أحب الناس إلى قلب النبي صلى الله عليه وسلم بعد أبيها .

                  اسمها ..

                  هي عائشة بنت أبي بكر الصديق عبد الله بن أبي قحافة بن عثمان بن عامر بن عمر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن فهر بن مالك بن كنانة ، وأمها : أم رومان بنت عامر بن عويمر بن عبدشمس بن عتاب بن أذينة بن سبيع بن وهبان بن حارث بن غنم بن مالك بن كنانة ، ويلتقي نسبها مع النبي صلى الله عليه وسلم من جهة الأب في الجد السابع ، ومن جهة الأمة في الجد الحادي عشر أو الثاني عشر .

                  نشأتها ..

                  ولدت عائشة رضي الله عنها بعد البعثة بأربع سنوات ، خرجت إلى الدنيا فوجدت نفسها بين أبوين كريمين مؤمنين ، بل وجدت نفسها ابنة خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فنشأت أم المؤمنين رضي الله عنها في أحضان هذين الأبوين الكريمين وترعرعت في ظل هذا البستان الذي تنمو أشجاره في تربة الإيمان وتشرب من ماء الوحي ، فكان أبوها كالدوحة الباسقة التي يستظل بظلها كالشجرة المباركة ذات القطوف الدانية التي تؤتى أكلها كل حين بإذن ربها .

                  زواجها بالنبي صلى الله عليه وسلم ..

                  تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الهجرة ببضعة عشر شهراً في شهر شوّال وهي ابنة ست سنوات ، ودخل بها في شوّال من السنة الثانية للهجرة وهي بنت تسع سنوات ، فعنها رضي الله عنها قالت : ( تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم لست سنين ، وبنى بي وأنا بنت تسع سنين ) متفق عليه . وقد رآها النبي صلى الله عليه وسلم في المنام قبل زواجه بها ، ففي الحديث عنها رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( رأيتُك في المنام ثلاث ليال ، جاء بك الملك في سرقة من حرير ، فيقول : هذه امرأتك فأكشف عن وجهك فإذا أنت فيه ، فأقول : إن يك هذا من عند الله يُمضه ) متفق عليه .
                  ولم يتزوج صلى الله عليه وسلم من النساء بكراً غيرها ، وكانت تفخر بذلك ، فعنها قالت : ( يا رسول الله أرأيت لو نزلتَ وادياً وفيه شجرةً قد أُكِل منها ووجدتَ شجراً لم يؤكل منها ، في أيها كنت ترتع بعيرك ؟ قال : في التي لم يرتع منها ، تعني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يتزوج بكراً غيرها ) رواه البخاري . وهي زوجته صلى الله عليه وسلم في الدنيا و الآخرة كما ثبت في الصحيح .

                  مكانتها عند النبي صلي الله عليه وسلم ..

                  كان لها رضي الله عنها مكانة خاصة في قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان يُظهر ذلك الحب ، ولا يخفيه ، حتى إن عمرو بن العاص رضي الله عنه ، وهو ممن أسلم سنة ثمان من الهجرة ، سأل النبي صلى الله عليه وسلم أي الناس أحب إليك يا رسول الله ؟ قال : عائشة . قال : فمن : الرجال ؟ قال : أبوها . متفق عليه .
                  وقال صلى الله علية وسلم لام سلمة : يا ام سلمة ، لا تؤذيني في عائشة، فانه والله ما نزل علي الوحي وانا في لحاف امرأة منكن غيرها .
                  وكان يداعبها ، فعنها قالت : والله لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم على باب حجرتي ، والحبشة يلعبون بالحراب ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يسترني بردائه لأنظر إلى لعبهم من بين أذنه وعاتقه ، ثم يقوم من أجلي حتى أكون أنا التي أنصرف . رواه الإمام أحمد ، وعن عروة بن الزبير أن عائشة رضي الله عنها أخبرته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا اشتكى نفث على نفسه بالمعوذات ، ومسح عنه بيده ، فلما اشتكى وجعه الذي توفي فيه ، طفقتُ أنفث على نفسه بالمعوذات التي كان ينفث ، وأمسح بيد النبي صلى الله عليه وسلم عنه .
                  وعن ذكوان أن عائشة كانت تقول : إن من نعم الله عليّ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي في بيتي، وفي يومي وبين سَحْري ونحري ، وأن الله جمع بين ريقي وريقه عند موته ، ودخل عليَّ عبد الرحمن بن أبي بكر وبيده السواك ، وأنا مسندة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فرأيته ينظر إليه وعرفت أنه يحب السواك ، فقلت : آخذه لك ؟ فأشار برأسه أن نعم . فتناولته فاشتد عليه ، فقلت : أُلِّينه لك ؟ فأشار برأسه أن نعم . فليَّنته فَأمرَّه . وفي رواية ثانية : فقضمته ونفضته وطيبته، ثم دفعته إلى النبي رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستن به، فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استن استناناً قط أحسن منه ، وفي رواية ثالثة : فجمع الله بين ريقي وريقه في آخر يوم من الدنيا وأول يوم من الآخرة .

                  فضائلــها ..

                  فضائل أم المؤمنين عائشة كثيرة جداً ، وهي تعتبر من أكثر الصحابيات فضلاً ، فيكفيها فضلاً أنه نزل في براءتها قرآن يتلى إلى يوم القيامة ، ويكفيها فضلاً أنها زوجة النبي صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة ، وأنها أحب نسائه إلى قلبه كما قال عندما سأله عمرو بن العاص من أحب الناس إلى قلبك ؟ فقال عليه الصلاة والسلام : عائشة .... الحديث . رواه البخاري ، وأنه مات في دارها ودفن فيها ، وأنه مات بين سحرها ونحرها .
                  ومن فضائلها أنها ابنة أبو بكر الصديق أحب الرجال إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، والذي لم تطلع الشمس على أفضل منه بعد الأنبياء ، والذي هو ثاني اثنين في الغار .
                  وعنها أنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا عائشة ، هذا جبريل وهو يقرأ عليك السلام ، قالت : وعليه السلام ورحمة الله ، ترى ما لا نرى يا رسول الله .
                  وعن مسلم البطين قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عائشة زوجي في الجنة. صحيح
                  وعن أبي موسى قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا آسية امرأة فرعون ومريم وفضل عائشة على النساء كفضل الثريد على الطعام . صحيح
                  ومن فضائلها أنها من أفقه نساء هذه الأمة ، وأنها صاحبة معرفة بأنساب العرب ، وأنها العابدة والزاهدة والشاعرة والطبيبة . قال عروة : ما رأيت أعلم بالشعر منها - يعني عائشة - رواه البخاري ، وكان لها علم بالطب ، قال أبو عمر بن عبد البر: إن عائشة كانت وحيدة عصرها من ثلاثة علوم : علم الفقه ، وعلم الشعر ، وعلم الطب .


                  مكانها العلمــــية ..

                  تعتبر أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها من أفقه نساء هذه الأمة ، فكيف لا تكون فقيه وهي التي تربت في بيت النبوة وأخذت العلم مباشرة من معلم هذه الأمة عليه الصلاة والسلام .
                  فقد روت عن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم علماً كثيراً ، وبلغ مسندها رضي الله عنها ألفين ومئتين وعشرة أحاديث ، وكانت أفصح أهل زمانها وأحفظهم للحديث ، روى عنها الرواة من الرجال والنساء ، يقول أبو موسى الأشعري رضي الله عنه \" ما أشكل علينا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم حديث قط ، فسألنا عنه عائشة إلا وجدنا عندها منه علما \" ، وكان مسروق إذا روى عنها يقول : حدثتني الصديقة بنت الصديق البريئة المبرأة ، وقال الزهري \" كانت عائشة أعلم الناس ، يسألها الأكابر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقال عطاء \" كانت عائشة أفقه الناس وأعلم الناس وأحسن الناس رأياً في العامة .
                  وقد ثبت رجوع أكابر الصحابة مثل عمر وعثمان وعلي وابن عمر وابن مسعود وابن عباس وغيرهم في الكثير من المسائل التي كانت تشكل عليهم الى أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها فكانت تفصل بينهم بالحكم الشرعي كما قال ابو موسى الأشعري قبل قليل .

                  وفاتـــها ..

                  جاء عبد الله بن عباس رضي الله عنه يستأذن على أم المؤمنين عائشة عند وفاتها فجاء ابن أخيها عند رأسها عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق ، فأكب عليها ابن أخيها عبد الله فقال : هذا عبد الله بن عباس يستأذن ، وهي تموت ، فقالت : دعني من ابن عباس . فقال : يا أماه !! إن ابن عباس من صالح بنيك يسلم عليك ويودعك . فقالت : ائذن له إن شئت . قال : فأدخلته ، فلما جلس قال ابن عباس : أبشري . فقالت أم المؤمنين : بماذا ؟ فقال : ما بينك وبين أن تلقي محمداً والأحبة إلا أن تخرج الروح من الجسد ، وكنت أحب نساء رسول الله إليه ، ولم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب إلا طيباً ، وسقطت قلادتك ليلة الأبواء فأصبح رسول الله وأصبح الناس وليس معهم ماء ، فأنزل الله آية التيمم ، فكان ذلك في سببك ، وما أنزل الله من الرخصة لهذه الأمة ، وأنزل الله براءتك من فوق سبع سموات ، جاء بها الروح الأمين ، فأصبح ليس مسجد من مساجد الله إلا يتلى فيه آناء الليل وآناء النهار . فقالت : دعني منك يا ابن عباس ، والذي نفسي بيده لوددت أني كنت نسياً منسياً .
                  توفيت ليلة الثلاثاء السابع عشر من رمضان من السنة السابعة أو الثامنة أو التاسعة والخمسين للهجرة ، صلى عليها أبو هريرة بعد صلاة الوتر ، ونزل في قبرها خمسة : عبد الله وعروة ابنا الزبير بن العوام من أختها أسماء بنت أبي بكر والقاسم وعبد الله ابنا أخيها محمد بن أبي بكر ، وعبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر ، وكان عمرها يومئذ سبعا وستين سنة .


                  أخيــــــراً ..

                  قال العلامة السيد سليمان الندوي رحمه الله \" هذه هي شخصية أم المؤمنين رضي الله عنها التي اتصفت بهذه الصفات العالية وقدمت أمام أكثر من مئة مليون امرأة أسوة حسنة لحياة مثالية كاملة ، ورسمت لكل من أتى بعدها أمثل الطرق وأنفعها ، وذلك بمآثرها الخالدة ، وعبادتها وخضوعها أمام الباري تعالى ، والمُثُل الحيّة والأساليب العملية للأخلاق الشرعية شرحاً تفصيلياً ، فلها المنّ والفضل من جميع النواحي الدينية والعلمية والاجتماعية على هذا العدد الهائل من صنف النساء .
                  وعلى هذا لا يوجد أحد في تاريخ النساء المسلمات من يستأهل أن يذكر بإزائها في المرتبة والشرف والمكانة العالية ، سوى الأزواج المطهّرات وبنات النبي صلى الله عليه وسلم الطاهرات رضوان الله عليهن أجمعين \" أ.هـ سيرة السيدة عائشة أم المؤمنين للعلامة الندوي رحمه الله .
                  وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وأزواجه الطاهرات وعلى أصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .

                  المصــــدر..: صيـــــد الفوائــــد

                  تعليق


                  • #10
                    حُكم الإسلام فيمَن سبَّ أمَّ المؤمنين عائشة (رضي الله عنها)

                    من فضائل أم المؤمنين
                    عائشة - رضي الله عنها - ومناقبها
                    حبيبة رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم


                    الشيخ عاطف عبد المعز الفيومي

                    1- التعريف بها: هِيَ أمُّ المؤمنينَ أمُّ عبدِالله: عائشةُ بنتُ الإمام الصِّدِّيق الأكْبر، خليفةِ رسولِ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - أبِي بَكْرٍ عبدِالله بنِ أبي قُحَافةَ عثمانَ بنِ عامرِ بن عمرو بن كعْب بن سعْد بن تَيْم بن مُرَّة، بن كعْب بن لُؤيٍّ; القرشيَّة التيميَّة، المكيَّة، النبويَّة، أم المؤمنين، زَوْجة النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - أفْقَه نِساءِ الأُمَّة على الإطلاق.
                    وأمُّها هي: أُمُّ رُومانَ بنتُ عامرِ بن عُوَيمر، بن عبدِ شمْس، بن عتاب ابن أُذينة الكِنانية.
                    هاجَر بعائشةَ أبواها، وتزوَّجها نبيُّ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قبل مهاجرِه بعدَ وفاة الصِّدِّيقة خديجة بنت خُوَيلد، وذلك قبلَ الهِجرة ببضعة عشَرَ شهرًا، وقيل: بعامين، ودخَل بها في شوَّال سَنةَ اثنتين منصرفَه - عليه الصلاة والسلام - مِن غزوةِ بدر، وهي ابنةُ تِسْع، فرَوَتْ عنه عِلمًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، وعن أبيها، وعن عمر، وفاطمة، وسعْد، وحمْزَة بن عمرو الأسْلمي، وجُدَامَةَ بنتِ وهْب.." .

                    2- حبُّ النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - لها: اختارَها الله لنبيِّه، حيثُ رآها في المنام، كما جاء في الصحيحَيْن - واللَّفْظ لمسلِم - عن عائشةَ قالتْ: قال رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((أُريتكِ في المنام ثلاثَ ليالٍ، جاءَني بكِ المَلَك في سَرَقةٍ (قطعة) مِن حريرٍ، فيقول: هذه امرأتُك، فأَكْشِف عن وجْهِكِ، فإذا أنتِ هي، فأقول: إنْ يَكُ هذا مِن عندَ الله يُمضِه)).
                    وعن عمرِو بن العاص - رضي الله عنه - قال: بعَثَني رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - على جيشِ ذاتِ السلاسل، قال: فأتيتُه قال: قلتُ: يا رسولَ الله، أيُّ الناس أحبُّ إليك؟ قال: ((عائشة))، قال: قلت: فمِن الرِّجال؟ قال: ((أبوها إذًا))، قال: قلت: ثُمَّ مَن؟ قال: ((عمر))، قال: فعدَّ رِجالاً"؛ أخرجه الشيخان.

                    3- دعاءُ النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - لها: عن عائشةَ قالت: لمَّا رأيتُ مِن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - طِيبَ النَّفْس قلت: يا رسولَ الله، ادعُ اللهَ لي، فقال: ((اللهمَّ اغفرْ لعائشةَ ما تقدَّم مِن ذنبِها وما تأخَّر، وما أسَرَّتْ وما أعْلَنتْ))، فضحِكتْ عائشةُ حتى سقَط رأسها في حجْرِ رسولِ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - من الضحِك، فقال: ((أيَسرُّكِ دُعائي؟))، فقالت: وما لي لا يَسرُّني دعاؤك؟! فقال: ((واللهِ إنَّها لدَعْوَتي))؛ أخرجه البزَّار في مسنده، وحَسَّنه الألباني.

                    4- ثناءُ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - وصحابته عليها: عن أبي موسى الأشعريِّ - رضي الله عنه - قال: قالَ رسولُ اللَّهِ - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((كَمَلَ منَ الرِّجال كثيرٌ، ولم يَكْمُلْ منَ النِّساءِ إلاَّ مريمُ بنتُ عِمرانَ، وآسِيةُ امرأةُ فِرعونَ، وفضْلُ عائشةَ على النِّساءِ كفَضْل الثَّرِيدِ على سائرِ الطعام))؛ صحيح البخاري.

                    وعَنْ عَائِشَةَ - رضِي الله عنها - قَالَتْ: قال - صلَّى الله عليه وسلَّم - يَوْمًا: ((يا عائِشَ، هَذا جبْريلُ يُقْرِئُكِ السَّلاَم))، فَقُلْتُ: وَعليه السلام ورحْمَةُ اللَّهِ وبَرَكاتُه، تَرَى ما لا أَرى - تُرِيدُ رَسُولَ اللَّهِ، صلَّى الله عليه وسلَّم؛ رواه الشيخان - البخاريُّ ومسلم.
                    وعن الحَكمِ: سمعتُ أبا وائلٍ قال: "لَمَّا بعَثَ عليٌّ عَمَّارًا والحسنَ إلى الكوفَة؛ ليستَنفِرَهم، خَطبَ عمَّارٌ فقال: إنِّي لأعلمُ أنَّها زوجتُهُ في الدُّنيا والآخِرة، ولكنَّ اللَّهَ ابتَلاكم؛ لتتبعوهُ أو إيَّاها"؛ رواه البخاري.
                    وعَنْ أَنَسِ بن مالكٍ - رضي الله عنه - قال: سَمِعْتُ رَسولَ اللَّهِ - صلَّى الله عليه وسلَّم - يَقولُ: ((فَضْلُ عائِشَةَ على النِّساءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ على الطَّعام))؛ رواه الشيخان - البخاري ومسلم.

                    5- عبادتها وزُهدها: وقد كانتْ أُمُّ المؤمنين كثيرةَ الصيام، حتى ضعُفت، كما جاء في السِّيَر للذهبي - رحمه الله تعالى - عن عبدِالرحمن بن القاسِم، عن أبيه: أنَّ عائشةَ كانتْ تصوم الدَّهْر.
                    كما كانتْ زاهدةً في الدنيا، فعَنْها قالت: "ما شَبِع آلُ محمَّد يومَيْن من خُبزِ بُرٍّ إلا وأحدهما تَمْر"؛ متفق عليه.
                    وعن عطاء: أنَّ معاويةَ بعَث إلى عائشةَ بقِلادةٍ بمائةِ ألْف، فقسمتْها بيْن أمَّهات المؤمنين، وعن عُروةَ، عن عائشة: أنَّها تصدَّقتْ بسَبْعِين ألفًا; وإنَّها لتُرقِّع جانبَ دِرْعها - رضي الله عنها.
                    وعن أُمِّ ذَرَّة، قالت: بعَث ابنُ الزبير إلى عائشةَ بمالٍ في غِرَارتَيْن، يكون مائة ألْف، فدَعَتْ بطَبق، فجعَلتْ تقسم في الناس، فلمَّا أمسَت، قالت: هاتِي يا جاريةُ فُطوري، فقالت أمُّ ذَرَّة: يا أمَّ المؤمنين، أمَا استطعتِ أن تشتري لنا لحمًا بدِرْهم؟! قالت: لا تُعنِّفيني، لو أذْكْرِتني لفعلتُ.
                    - فِقهُ وعِلم أمِّ المؤمنين عائشة - رضي الله عنها -: قال الزُّهريُّ: لو جُمِع عِلمُ عائشة إلى عِلمِ جميعِ النساء، لكان علمُ عائشةَ أفْضلَ.
                    كما أنَّ الله قد وهَبَها الذكاءَ والفِطنة، وسُرعةَ الحافظة، قال ابن كثير: "لم يَكُن في الأُممِ مثلُ عائشةَ في حِفْظها وعِلْمها، وفصاحتِها وعَقْلِها"، ويقول الذهبيُّ: "أفْقَهُ نِساء الأمَّة على الإطلاق، ولا أعْلمُ في أمَّة محمَّد، بل ولا في النِّساء مطلقًا امرأةً أعلمَ منها".
                    وقدْ تجاوز عددُ الأحاديث التي روتْها ألْفَيْن ومائة حديث عن النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - وهي مُشتَهِرة في كُتُب السُّنَّة: البخاري ومسلم، والسُّنن والمسانيد، وغيرها؛ قال الحافظُ الذهبيُّ: مُسْنَد عائشة يبلُغ ألْفَين ومائتين وعشرة أحاديث؛ اتَّفق البخاريُّ ومسلمٌ لها على مائةٍ وأربعةٍ وسبعين حديثًا، وانفرَد البخاريُّ بأربعةٍ وخمسين، وانفرد مسلِمٌ بتِسعة وستِّين.
                    ويقول عُروةُ بنُ الزُّبَيْر: "ما رأيتُ أحدًا أعلمَ بفِقه، ولا بِطبٍّ ولا بِشِعر من عائشةَ - رضي الله عنها"، وقال فيها أبو عُمرَ بنُ عبدالبرِّ: "إنَّ عائشةَ كانتْ وحيدةً بعصرها في ثلاثةِ علوم: علم الفقه، وعلم الطب، وعلم الشِّعر".
                    كما كانتِ المرجعَ الكبيرَ لكِبار الصحابة، خاصَّة عندَ المواقف والملمَّات، كما كانتْ تُفتي بما لدَيْها من عِلمٍ وفِقه في عهد الخليفةِ عمرَ وعثمانَ - رضي الله عنهما - إلى أن تُوفِّيت - رحمها الله ورضي عنها.

                    7- نزول براءتها مِن حادثة الإفْك من عندَ الله تعالى: وقدْ تعرَّضَتْ - رضِي الله عنها - إلى ابتلاءٍ شديد، وفِتْنةٍ كبيرة، حيث طَعَن في شرَفِها وعِرْضها المنافقون في المدينة، فأنْزَل الله براءتَها من فوقِ سبعِ سموات، وقد قالتْ - رضي الله عنها - كما في الصحيحين: "... ثُمَّ تحولتُ واضطجعتُ على فِراشي، والله يعلم أنِّي حينئذٍ بريئةٌ، وأنَّ الله مُبرِّئي ببراءتي، ولكن واللهِ ما كنتُ أظنُّ أنَّ الله منزلٌ في شأني وحيًا يُتْلَى، لشأني في نفْسي كان أحْقرَ مِن أن يتكلَّم الله فيَّ بأمْر، ولكن كنتُ أرْجو أن يرَى رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - في النومِ رُؤيَا يُبرِّئني الله بها، فواللهِ ما رام رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - مجلسَه، ولا خرَج أحدٌ مِنْ أهل البيت حتَّى أُنزِل عليه، فأخَذَه ما كان يأخُذُه من البُرَحَاء، حتى إنَّه ليتحدَّر منْه مِن العَرَق مثل الجُمَان، وهو في يومٍ شاتٍ مِن ثِقَلِ القوْل الذي أُنزِل عليه.
                    قالت: فَسُرِّي عن رسولِ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وهو يَضْحَك، فكانتْ أوَّل كَلمةٍ تَكلَّم بها أنْ قال: ((يا عائشةُ، أمَّا اللهُ فقدْ بَرَّأكِ))، قالت: فقالتْ لي أُمِّي: قُومِي إليه، فقلتُ: واللهِ لا أقومُ إليه، فإنِّي لا أحْمَدُ إلاَّ اللهَ - عزَّ وجلَّ.
                    قالت: وأنزَل الله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ ﴾ [النور: 11] الآيات...".
                    قال ابنُ كثير: "فغار اللهُ لها وأنْزَلَ براءتَها في عشْر آياتٍ تُتلى على الزمان، فسَمَا ذِكْرُها، وعلا شأنُها؛ لتسمعَ عفافَها وهي في صِباها، فشَهِدَ الله لها بأنَّها مِنَ الطَّيِّبات، ووعدَها بمغفرةٍ ورِزق كريم".
                    ومَع هذه المنزِلَةِ العالية، والتبرِئة العالية الزكيَّة مِنَ الله تعالى، تَتَواضَعُ وتقول: "ولَشَأنِي في نفْسي أهونُ مِن أن يُنزِل الله فيَّ قرآنًا يُتْلَى"!

                    8- خصائص أمِّ المؤمنين - رضي الله عنها -: قال ابنُ القيِّم - رحمه الله -:
                    ومِن خصائصها: أنَّها كانتْ أحبَّ أزواج رسولِ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - إليه، كما ثبَت عنْه ذلك في البخاريِّ وغيره، وقد سُئِل: أيُّ الناس أحبُّ إليك؟ قال: ((عائشة))، قيل: فمِن الرِّجال؟ قال: ((أبوها)).
                    ومِن خصائصها أيضًا: أنَّه لَمْ يتزوَّج امرأةً بِكرًا غيرها، ومن خصائصها: أنَّه كان يَنزِل عليه الوحيُ وهو في لحافِها دونَ غيرِها، ومِن خصائصها: أنَّ الله - عزَّ وجلَّ - لَمَّا أنزل عليه آيةَ التخيير بدأ بها فخيَّرها، فقال: ((ولا عليكِ ألاَّ تَعْجَلي حتى تستأمري أَبَوَيك))، فقالت: أفِي هذا أسْتَأمِر أبوي؟! فإنِّي أُريد اللهَ ورسولَه والدارَ الآخِرة، فاستنَّ بها - أي: اقتَدَى - بقيةُ أزواجه - صلَّى الله عليه وسلَّم - وقُلْنَ كما قالتْ.
                    ومِن خصائصها: أنَّ الله سبحانه برَّأها ممَّا رماها به أهلُ الإفك، وأنْزَل في عُذرِها وبراءتِها وحيًا يُتْلَى في محاريبِ المسلمين وصلواتهم إلى يومِ القيامة، وشَهِد لها بأنَّها مِنَ الطيِّبات، ووعَدَها المغفرةَ والرِّزقَ الكريم، وأخْبَر سبحانه أنَّ ما قيل فيها مِنَ الإفك كان خيرًا لها، ولم يكن ذلك الذي قيل فيها شَرًّا لها، ولا عائبًا لها، ولا خافضًا مِن شأنها، بل رَفَعها الله بذلك وأعْلى قدْرَها، وأعْظَمَ شأنها، وصار لها ذِكرًا بالطيب والبراءة بيْن أهلِ الأرض والسماء، فيا لها مِن مَنْقَبة ما أجلَّها!
                    ومِن خصائِصها - رضي الله عنها -: أنَّ الأكابرَ مِنَ الصحابة - رضي الله عنهم - كان إذا أَشْكَل عليهم أمرٌ مِن الدِّين استفتوها فيَجِدون عِلمَه عندَها.
                    ومِن خصائصها - رضي الله عنها -: أنَّ رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - تُوفِّي في بيتها، وفي يومِها، وبيْن سَحْرِها ونَحْرها، ودُفِن في بيتها.
                    ومِن خصائصها - رضي الله عنها -: أنَّ الناسَ كانوا يتحرَّوْن بهداياهم يومَها مِن رسولِ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - تقربًا إلى الرسولِ - صلَّى الله عليه وسلَّم - فيُتْحفونَه بما يحبُّ في منزلِ أحبِّ نسائِه إليه - صلَّى الله عليه وسلَّم ورضي الله عنهنَّ أجمعين.

                    وقال الإمام بدرُ الدِّين الزَّرْكشيُّ في "الإجابة لإيراد ما استدركتْه عائشةُ على الصحابة" - وهو يَتكلَّم في خصائصها، رضي الله عنها - الأربعين، قال: "والخامِسة - أي: مِن الخصائص -: نزول براءتِها منَ السماء بما نَسَبه إليها أهلُ الإفك في ستَّ عشرةَ آية متوالية، وشَهِد لها بأنَّها من الطيِّبات، ووعَدها بالمغفرةِ والرِّزق الكريم، قال: والسادس: جَعله قُرآنًا يُتْلَى إلى يومِ القيامة؛ أي: الآيات التي نزلَتْ في براءتِها.
                    وقال - في العاشرة -: وجوب محبَّتِها على كلِّ أحد، ففي الصحيح: لمَّا جاءتْ فاطمة - رضي الله عنها - إلى النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال لها: ((ألسْتِ تُحبِّين ما أُحبُّ؟)) قالت: بلى، قال: ((فأَحبِّي هذه - يعني: عائشة))، وهذا الأمْرُ ظاهِرُه الوجوب.
                    وقال - في الحادية عشرة -: إنَّ مَن قذَفها فقَدْ كفَر؛ لتصريحِ القرآن الكريم ببراءتِها، وقال - في الثانية عشرة -: مَن أنْكَر كونَ أبيها أبي بَكْرٍ الصِّدِّيق - رضي الله عنه - صحابيًّا كان كافرًا، نصَّ عليه الشافعيُّ، فإنَّ الله تعالى يقول: ﴿ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ﴾ [التوبة: 40]، ومُنكِر صُحْبةِ غير الصَّدِّيق يَكْفُر لتكذيبه التواتُر؛ انتهى مختصرًا.

                    9- وفاتها - رضي الله عنها -: تُوفِّيت - رضي الله عنها وأرْضاها - سَنةَ سَبْعٍ وخمسين على الصحيحِ، وقيل: سَنَة ثمان وخمسين، في ليلةِ الثلاثاء لسَبْعَ عشرةَ خَلَتْ مِن رمضان بعدَ الوتر، ودُفنت من ليلتها، وصلَّى عليها أبو هريرة، بعدَ أن عمرتْ ثلاثًا وستين سَنَة وأشهرًا - كما ذَكَر الذهبيُّ في "السِّير".

                    10- حُكم الإسلام فيمَن سبَّ أمَّ المؤمنين عائشة - رضي الله عنها -: قال تعالى في تزكيةِ أمِّ المؤمنين ومكانتِها وغيرِها من زوجاتِ النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ﴿ النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ ﴾[الأحزاب: 6].
                    وقدْ أجْمَع علماءُ الإسلام قاطبةً مِن أهل السُّنَّة والجماعة على:-أنَّ مَن سبَّ أمَّ المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - ورَماها بما برَّأها الله منه أنه كافِرٌ، ورُوي عن مالكِ بن أنس أنَّه قال: مَن سَبَّ أبا بكرٍ وعُمرَ جُلِد، ومَن سَبَّ عائشةَ قُتِل، قيل له: لِمَ يقتلُ في عائشة؟ قال مالك: فمَن رماها فقدْ خالَفَ القرآن، ومَن خالف القرآنَ قُتِل.
                    قال أبو مُحمَّد ابنُ حزْم الظاهريُّ - رحمه الله-: قول مالك هذا صحيحٌ، وهي رِدَّة تامَّة، وتكذيبٌ لله تعالى في قَطْعِه ببراءتها.
                    وقال أبو الخطَّابِ ابنُ دِحية في أجوبة المسائل: وشَهِد لقول مالك كتابُ الله، فإنَّ الله إذا ذَكَر في القرآن ما نَسَبه إليه المشرِكون سبَّح نفسَه لنفسِه، قال تعالى: ﴿ وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ ﴾ [الأنبياء: 26]، والله تعالى ذَكَر عائشةَ، فقال: ﴿ وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ ﴾ [النور: 16]، فسبَّح نفْسَه في تنزيهِ عائشةَ، كمَا سبَّح نفسَه لنفسِه في تنزيهه؛ حكاه القاضي أبو بكر بن الطيِّب.
                    وقال أبو بكر ابنُ زياد النيسابوريُّ: سَمعتُ القاسمَ بنَ محمَّد يقول لإسماعيلَ بن إسحاقَ: أُتِي المأمون في (الرَّقة) برَجلين شَتَم أحدُهما فاطمةَ، والآخَرُ عائشةَ، فأمَر بقَتْل الذي شتَم فاطمةَ وترَك الآخَر، فقال إسماعيلُ: ما حُكْمُهما إلاَّ أن يُقتلاَ؛ لأنَّ الذي شتَم عائشةَ ردَّ القرآن.

                    قال شيخُ الإسلام ابنُ تيمية - رحمه الله - تعقيبًا عليه: وعلى هذا مضَتْ سِيرةُ أهل الفِقه والعِلم مِن أهل البيت وغيرِهم.
                    وقالَ ابنُ العربيِّ - رحمه الله -: كلُّ مَن سبَّها بما برَّأها الله منه فهو مُكذِّب لله، ومَن كذَّب الله فهو كافِر.
                    وقال ابن قُدامة: فمَن قذَفها بما بَرَّأها الله منه فقدْ كفَر بالله العظيم.
                    وقال الإمامُ النوويُّ - رحمه الله -: براءةُ عائشة - رضي الله عنها - مِنَ الإفْك، وهي براءةٌ قطعية بنصِّ القرآن العزيز، فلو تَشكَّك فيها إنسانٌ - والعياذ بالله - صار كافرًا مرتدًّا بإجماعِ المسلمين.
                    وقال ابنُ القيِّم - رحمه الله -: واتَّفقتِ الأُمَّة على كُفْر قاذفِها.
                    وقد رُوِي عَنْ عَمْرِو بنِ غالِبٍ: أنَّ رَجُلاً نالَ مِنْ عائِشَةَ عندَ عَمَّارٍ، فقالَ: اغْرُبْ مَقْبوْحًا، أَتُؤذِي حَبِيبةَ رَسُول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم؟! قال الذهبيُّ في السِّيَر: صحَّحَه الترمذيُّ في بعضِ النُّسخ، وفي بعضِ النُّسخ قال: هذا حديثٌ حسَن.

                    كاتب إسلامي – ومشرف موقع طريق المصلحين




                    القرآن الكريـم بصوت الشيخ حاتم الواعر(اضغط هنا)
                    نفسك تكون سبب في هداية الناس ويكونوا في ميزان حسناتك "وبرضه بأقل مجهود"؟
                    الفريق الإعلامي للموقع"فريق فرسان الدعوة والحملات الدعوية"
                    فريق يختص بنشرالدعوة وتحضيرأقوى الحملات الدعوية

                    تعليق


                    • #11
                      *`•.¸.•´عائشة رضى الله عنها *`•.¸.•´

                      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                      هي عائشة بنت أبي بكر الصديق عبد الله بن عثمان( رضى الله عنه).

                      الصديقة بنت الصديق أم المؤمنين ، وأمها أم رومان بنت عامر بن عويمر الكِنَانية ،

                      ولدت في الإسلام، بعد البعثة النبوية بأربع أو خمس سنوات تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم

                      قبل الهجرة ببضعة عشر شهراً وهي بنت ست سنوات ، ودخل بها في شوّال من السنة الثانية للهجرة

                      وهي بنت تسع سنوات ، فعن عائشة رضي الله عنها :-


                      ( تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم لست سنين ، وبنى بي وأنا بنت تسع سنين )
                      متفق عليه .

                      وقد رآها النبي (صلى الله عليه وسلم) في المنام قبل زواجه بها ، ففي الحديث عنها رضي الله عنها قالت:-

                      قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):-


                      ( رأيتُك في المنام ثلاث ليال ، جاء بك الملك في سرقة من حرير ، فيقول :

                      هذه امرأتك فأكشف عن وجهك فإذا أنت فيه ، فأقول : إن يك هذا من عند الله يُمضه )


                      متفق عليه .

                      ولم يتزوج صلى الله عليه وسلم من النساء بكراً غيرها ، وكانت تفخر بذلك ، فعنها قالت:-


                      ( يا رسول الله أرأيت لو نزلتَ وادياً وفيه شجرةً قد أُكِل منها ووجدتَ شجراً لم يؤكل منها ،

                      في أيها كنت ترتع بعيرك؟ قال : في التي لم يرتع منها ، تعني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم

                      لم يتزوج بكراً غيرها )
                      رواه البخاري .

                      وهي زوجته صلى الله عليه وسلم في الدنيا و الآخرة كما ثبت في الصحيح .

                      كان لها رضي الله عنها منزلة خاصة في قلب رسول الله ، وكان يُظهر ذلك الحب ، ولا يخفيه ،

                      حتى إن عمرو بن العاص ، وهو ممن أسلم سنة ثمان من الهجرة ، سأل النبي (صلى الله عليه وسلم) ،

                      ( أي الناس أحب إليك يا رسول الله ؟ قال : عائشة قال : فمن : الرجال ؟ قال : أبوها) متفق عليه.

                      وكان يداعبها ، فعنها قالت:-( والله لقد رأيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقوم على باب حجرتي ،

                      والحبشة يلعبون بالحراب ، ورسول الله (صلى الله عليه وسلم) يسترني بردائه لأنظر إلى لعبهم من بين أذنه

                      وعاتقه ، ثم يقوم من أجلي حتى أكون أنا التي أنصرف ) رواه الإمام أحمد.

                      - عن عروة: أن عائشة رضي الله عنها أخبرته أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كان إذا اشتكى نفث

                      على نفسه بالمعوذات، ومسح عنه بيده. فلما اشتكى وجعه الذي توفي فيه، طفقتُ أنفث

                      على نفسه بالمعوذات التي كان ينفث، وأمسح بيد النبي صلى الله عليه وسلم عنه.

                      - عن ذكوان… أن عائشة كانت تقول: إن من نعم الله عليّ أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)

                      توفي في بيتي، وفي يومي وبين سَحْري ونحري، وأن الله جمع بين ريقي وريقه عند موته،

                      ودخل عليَّ عبدالرحمن (ابن أبي بكر) وبيده السواك، وأنا مسندة رسول الله

                      (صلى الله عليه وسلم)، فرأيته ينظر إليه وعرفت أنه يحب السواك، فقلت:

                      آخذه لك؟ فأشار برأسه أن نعم.

                      فتناولته فاشتد عليه، فقلت: أُلِّينه لك؟ فأشار برأسه أن نعم. فليَّنته فَأمرَّه.

                      (وفي رواية ثانية: فقضمته ونفضته وطيبته، ثم دفعته إلى النبي رسول الله

                      (صلى الله عليه وسلم) فاستن به، فما رأيت رسول الله

                      (صلى الله عليه وسلم) استن استناناً قط أحسن منه ) .

                      ( وفي رواية ثالثة : فجمع الله بين ريقي وريقه في آخر يوم من الدنيا وأول يوم من الآخرة).

                      وبين يدي رسول رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ركوة فيها ماء، فجعل يدخل يديه

                      في الماء فيمسح بها وجهه ويقول:لا إله إلا الله، إن للموت سكرات.

                      ثم نصب يده فجعل يقول: في الرفيق الأعلى، حتى قُبض ومالت يده.

                      إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يختر أم المؤمنين عائشة – رضي الله عنها – من بين نسائه ليقضي

                      عندها تلك السويعات التي بقيت له في الدنيا لحمقها وقلة عقلها ، بل اختارها صلى الله عليه وسلم لفقهها ،

                      وعلمها ، وحبه لها ، رضوان الله عليها.وهذا الفضل العظيم الذي خص الله - سبحانه وتعالى -

                      به أم المؤمنين عائشة – رضي الله عنها – جعل الإمام البخاري يخرّج بعض

                      أحاديث مرض النبي (صلى الله عليه وسلم)

                      ووفاته في باب فضل عائشة – رضي الله عنها – وكذلك فعل الإمام مسلم في صحيحه ،

                      وهذا من فقههما ودقة فهمهما ، رحمهما الله.

                      يتبع؛؛
                      رحمك الله يا أمي
                      ألا يستقيم أن نكون إخوانًا وإن لم نتفق!".الشافعي رحمه الله
                      وظني بكـَ لايخيبُ

                      تعليق


                      • #12
                        رد: نبذة عن السيدة عائشة (رضى الله عنها)



                        وهذه بعض الأحاديث الشريفة التي وردت في فضل سيدّتنا أم المؤمنين الصدّيقة عائشة بنت أبي بكر الصدّيق،رضي الله عنهما

                        (يا أم سلمة لا تؤذونني في عائشة فإنه والله ما نزل عليّ الوحي وأنا في لحاف امرأة منكن غيرها).صحيح البخاري فضائل الصحابة باب فضل عائشة.
                        ..
                        "(3681) ــ حدَّثنا يَحيى بن بُكَيرٍ حدَّثنا الليثُ عن يُونُسَ عن ابن شهابٍ قال أبو سَلمةَ: إنَّ عائشةَ رضيَ اللَّهُ

                        عنها قالت
                        : «قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يوماً: يا عائشُ هذا جِبريلُ يُقرِئُكِ السلامَ. فقلتُ:

                        وعليهِ السلامُ ورحمة اللَّهِ وبركاته، تَرَى ما لا أرَى. تُريدُ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
                        ». (صحيح البخاري)(3682) ــ حدَّثنا آدمُ حدَّثنا شُعبةُ قال: وحدّثنا عمرٌو أخبرَنا شعبةُ عن عمرِو بن مُرَّةَ عن مُرَّةَ عن أبي

                        موسى الأشعري رضيَ اللّهُ عنه قال: قال رسولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم
                        «كَمَلَ منَ الرِّجال كثيرٌ، ولم يكمُلْ

                        منَ النساء إلاّ مريمُ بنت عِمرانَ وآسِيةُ امرأةُ فِرعونَ. وفضلُ عائشةَ على النساء كفضل الثَّرِيدِ على سائر

                        الطعام
                        ». (صحيح البخاري)(3684) ــ حدَّثنا محمدُ بن بَشّارٍ حدَّثّنا عبدُ الوهابِ بن عبدِ المجيد حدَّثّنا ابنُ عَونٍ عن القاسم بن محمدٍ «أنَّ

                        عائئشةَ اشتكَت، فجاء ابنُ عباس فقال
                        : يا أُمَّ المؤمنين، تَقْدَمينَ على فَرَطِ صدق، على رسولِ اللَّهِ

                        (صلى الله عليه وسلم) وعلى أبي بكر
                        ». (صحيح البخاري)(3685) ــ حدَّثنا محمدُ بن بَشّارٍ حدَّثنا غُندَرٌ حدَّثنا شعبةُ عن الحَكمِ سمعت أبا وائلٍ قال:

                        «
                        لما بعثَ عليٌّ عَمّاراً والحسنَ إلى الكوفةِ ليستَنفِرَهم، خَطبَ عمّارٌ فقال: إني لأعلم أنها زوجتُهُ في الدنيا

                        والآخرة، ولكن اللَّهَ ابتَلاكم لتتبعوهُ أو إيّاها
                        ». (صحيح البخاري)

                        يتبع بإذن الله
                        رحمك الله يا أمي
                        ألا يستقيم أن نكون إخوانًا وإن لم نتفق!".الشافعي رحمه الله
                        وظني بكـَ لايخيبُ

                        تعليق


                        • #13
                          *`•.¸.•´عائشة رضى الله عنها *`•.¸.•´


                          الامور الفقهية التي علمتها السيدة عائشة للنساء
                          تعد السيدة عائشة(رضي الله عنها) من أكبر النساء في العالم

                          فقهاً وعلماً، فقد كانت من كبار علماء الصحابة المجتهدين،
                          وقد ذكر القاسم بن محمد أن عائشة قد اشتغلت بالفتوى من
                          خلافة أبي بكر إلى أن توفيت. ولم تكتفِ (رضي الله عنها)
                          بما عرفت من النبي صلى الله عليه و سلم وإنما اجتهدت
                          في استنباط الأحكام للوقائع التي لم تجد لها حكماً في الكتاب
                          أو السنة، فكانت إذا سئلت عن حكم مسألة ما بحثت في الكتاب
                          والسنة، فإن لم تجد اجتهدت لاستنباط الحكم، حتى قيل إن
                          ربع الأحكام الشرعية منقولة عنها.

                          قال الزُّهريُّ: لو جُمِع عِلمُ عائشة إلى عِلمِ جميعِ النساء، لكان علمُ عائشةَ أفْضلَ[3].


                          عائشه رضي الله عنها وفقه النساء :


                          قَالَتْ عَائِشَةُ: نَعْمَ النّسَاءُ نِسَاءُ الأَنْصَارِ لَمْ يَكُنْ
                          يَمْنَعُهُنّ الْحَيَاءُ أَنْ يَتَفَقّهْنَ فِي
                          الدّينِ.

                          (غسل المرأه من الجنابه والحيض)

                          روى مسلم (332) عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنه
                          أَنَّ أَسْمَاءَ رضي الله عنه سَأَلَتْ النَّبِيَّ صَلَّى
                          اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ غُسْلِ الْمَحِيضِ فَقَالَ :
                          ( تَأْخُذُ إِحْدَاكُنَّ مَاءَهَا وَسِدْرَتَهَا ،
                          فَتَطَهَّرُ فَتُحْسِنُ الطُّهُورَ ، ثُمَّ تَصُبُّ عَلَى رَأْسِهَا فَتَدْلُكُهُ دَلْكًا
                          شَدِيدًا حَتَّى تَبْلُغَ شُؤُونَ رَأْسِهَا ، ثُمَّ تَصُبُّ عَلَيْهَا الْمَاءَ
                          ثُمَّ تَأْخُذُ فِرْصَةً مُمَسَّكَةً فَتَطَهَّرُ بِهَا ، فَقَالَتْ أَسْمَاءُ : وَكَيْفَ تَطَهَّرُ بِهَا ؟
                          فَقَالَ : سُبْحَانَ اللَّهِ ! تَطَهَّرِينَ بِهَا ! فَقَالَتْ عَائِشَةُ كَأَنَّهَا تُخْفِي
                          ذَلِكَ : تَتَبَّعِينَ أَثَرَ الدَّمِ .
                          اما عن الفرصة الممسكة فهي قطن ممسك اي به مسك
                          المسك :هو ملك الطيب وهو من مصدر حيواني
                          وَسَأَلَتْهُ عَنْ غُسْلِ الْجَنَابَةِ ، فَقَالَ : تَأْخُذُ مَاءً فَتَطَهَّرُ فَتُحْسِنُ الطُّهُورَ ،
                          ثُمَّ تَصُبُّ عَلَى رَأْسِهَا فَتَدْلُكُهُ حَتَّى تَبْلُغَ شُؤُونَ رَأْسِهَا ، ثُمَّ تُفِيضُ
                          عَلَيْهَا الْمَاءَ . فَقَالَتْ عَائِشَةُ : نِعْمَ النِّسَاءُ نِسَاءُ الْأَنْصَارِ ، لَمْ يَكُنْ
                          يَمْنَعُهُنَّ الْحَيَاءُ أَنْ يَتَفَقَّهْنَ فِي الدِّينِ ).

                          اي لا فرق بين غسل الجنابة وغسل الحيض إلا أنه يستحب دلك الشعر
                          في غسل الحيض أشد من دلكه في غسل الجنابة ، ويستحب فيه أيضا
                          أن تتطيب المرأة في موضع الدم ، إزالة للرائحة الكريهة .

                          ( علامات الطهر من الحيض )

                          -روى عن السيدة عائشة " رضى الله عنها " أن النساء كن يبعثن
                          إليها بالدرجة فيها الكرسف فيه الصفرة من دم الحيض ،
                          فتقول : لا تعجلن حتى ترين القصة البيضاء ،
                          تريد بذلك الطهر من الحيض
                          الراوي: عائشة - خلاصة الدرجة: صحيح وذكره البخاري تعليقا
                          - المحدث: النووي - المصدر: الخلاصة - الصفحة أو الرقم:1/233
                          و معنى الكرسف : القطن الأبيضو القصة البيضاء فسرت بأحد
                          أمرين: إما القطنة التي ينزل فيها الطهر
                          وإما المقصود به الرطوبة التي تنزل بعد انقطاع الحيض وهو سائل
                          أبيض يشبه بياض البيض والله أعلم .

                          (وجوب الاغتسال بعد انقطاع الحيض او النفاس )

                          عن عائشة رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لفاطمة بنت
                          ابي حيبش اذا اقبلت الحيضة فدعي الصلاة واذا ادبرت فاغتسلي وصلي)

                          ( اغتسال المستحاضه لكل صلاه )

                          عن عائشة رضي الله عنها قالت ( ان ام حبيبة استحضت في عهد
                          رسول الله صلى الله عليه وسلم فامرها بالغسل لكل صلاة )

                          (حكم قضاء ما فات المرأه من صوم وصلاه فتره الحيض )

                          روى مسلم ان ‏ ‏معاذة ‏ ‏قالت ‏
                          ‏سألت ‏ ‏عائشة ‏ ‏فقلت ما بال الحائض تقضي الصوم ولا تقضي الصلاة
                          فقالت ‏ ‏أحرورية ‏ ‏أنت قلت لست ‏ ‏بحرورية ولكني أسأل قالت كان يصيبنا
                          ذلك فنؤمر بقضاء الصوم ولا نؤمر بقضاء الصلاة

                          هذا الحكم متفق عليه أجمع المسلمون على أن الحائض والنفساء لا تجب عليهما الصلاة
                          ولا الصوم في الحال , وأجمعوا على أنه لا يجب عليهما قضاء الصلاة , وأجمعوا على
                          أنه يجب عليهما قضاء الصوم . والفرق بينهما أن الصلاة كثيرة متكررة فيشق قضاؤها بخلاف الصوم ,
                          فإنه يجب في السنة مرة واحده

                          (شرط قبول المرأه عند الزواج )

                          في سنن النسائي عن عائشة أن فتاة دخلت عليها فقالت : إن أبي
                          زوجني ابن أخيه ليرفع بي خسيسته وأنا كارهة قالت اجلسي حتى يأتي
                          النبي صلى الله عليه وسلم فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم
                          فأخبرته فأرسل إلى أبيها فدعاه فجعل الأمر إليها ، فقالت : يا رسول
                          الله قد أجزت ما صنع أبي ولكن أردت أن أعلم أللنساء من الأمر شيء
                          ؟ . ، وفي رواية مسند أحمد قالت : ولكن أردت أن تعلم النساء أن ليس
                          للآباء من الأمر شيء .

                          (جواز خروج المرأه لحاجتها )

                          عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال :
                          قد أذن أن تخرجن في حاجتكن . رواه أحمد في مسنده باقي مسند
                          الأنصار برقم 23155 ، ورواه البخاري في صحيحه كتاب 4
                          الوضوء باب 13 خروج النساء إلى البراز .
                          عن عائشة رضي الله عنها أنها زفت امرأة إلى رجل من الأنصار
                          فقال نبي الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يا عائشة : ما كان معكم لهو ؟
                          فإن الأنصار يعجبهم اللهو . رواه البخاري كتاب النكاح باب النسوة
                          اللاتي يهدين المرأة إلى زوجها ودعائهن.
                          وهذا الحديث يدل على جواز خروج المرأة لحضور عرس امرأة أخرى
                          وزفافها إلى زوجها ، فإن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قد أقر عائشة
                          ـ رضي الله عنها ـ ومن كان معها على حضور زفاف تلك المرأة إلى
                          زوجها .



                          نحن أمة جادة فيها بعض لحظات اللعب ، ولسنا أمة لاهية فيها بعض لحظات الجد .. !!




                          تعليق


                          • #14
                            رد: نبذة عن السيدة عائشة (رضى الله عنها)


                            قال ابن القيم رحمه الله :

                            ومن خصائصها : أنها كانت أحب أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه كما ثبت عنه ذلك في البخاري

                            وغيره وقد سئل أي الناس أحب إليك قال عائشة قيل فمن الرجال قال أبوها

                            ومن خصائصها أيضا : أنه لم يتزوج امرأة بكرا غيرها .

                            ومن خصائصها : أنه كان ينزل عليه الوحي وهو في لحافها دون غيرها .

                            ومن خصائصها : أن الله عز وجل لما أنزل عليه آية التخيير بدأ بها فخيرها فقال : " ولا عليك أن لا تعجلي

                            حتى تستأمري أبويك فقالت أفي هذا أستأمر أبوي فإني أريد الله ورسوله والدار الآخرة فاستنّ بها ( أي اقتدى )

                            بقية أزواجه صلى الله عليه وسلم وقلن كما قالت .

                            ومن خصائصها : أن الله سبحانه برأها مما رماها به أهل الإفك وأنزل في عذرها وبراءتها وحيا يتلى في

                            محاريب المسلمين وصلواتهم إلى يوم القيامة وشهد لها بأنها من الطيبات ووعدها المغفرة والرزق الكريم وأخبر

                            سبحانه أن ما قيل فيها من الإفك كان خيرا لها ولم يكن ذلك الذي قيل فيها شرا لها ولا عائبا لها ولا خافضا

                            من شأنها بل رفعها الله بذلك وأعلى قدرها وأعظم شأنها وصار لها ذكرا بالطيب والبراءة بين أهل الأرض

                            والسماء فيا لها من منقبة ما أجلها ...

                            ومن خصائصها رضي الله عنها : أن الأكابر من الصحابة رضي الله عنهم كان إذا أشكل عليهم أمر من الدين

                            استفتوها فيجدون علمه عندها .

                            ومن خصائصها:-أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي في بيتها وفي يومها وبين سحرها

                            ونحرها ودفن في بيتها .

                            ومن خصائصها : أن الناس كانوا يتحرون بهداياهم يومها من رسول الله صلى الله عليه وسلم تقربا إلى الرسول

                            (صلى الله عليه وسلم) فيتحفونه بما يحب في منزل أحب نسائه إليه صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهن

                            أجمعين . أ.هـ " جلاء الأفهام " ( ص 237 - 241 )
                            وسلام على المرسلين والحمدلله رب العالمين
                            رحمك الله يا أمي
                            ألا يستقيم أن نكون إخوانًا وإن لم نتفق!".الشافعي رحمه الله
                            وظني بكـَ لايخيبُ

                            تعليق

                            يعمل...
                            X