إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

سلسلة الإعجاز العلمى فى القرآن الكريم

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • سلسلة الإعجاز العلمى فى القرآن الكريم




    اولا:الأنفجار العظيم

    نبدأ



    آيات الإعجاز:

    قال الله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا} [الأنبياء: 30].

    """"""""""""



    التفسير اللغوي:

    قال ابن منظور في لسان العرب:

    رتْقاً: الرَّتْقُ ضدّ الفتْقُ.

    وقال ابن سيده: الرَّتْقُ إلحام الفتْقِ وإصلاحه، رتَقَه يرتُقُه ويرتِقُه رتقاً فارتتق أي التَأَم.

    ففتقناهما: الفتقُ خلاف الرتق، فتقه يفتقُّه فتقاً: شقه.

    الفتق: انفلاق الصبح.

    """""""""""

    فهم المفسرين:

    قال الإمام الرازي في تفسير قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا}.

    اختلف المفسرون في المراد بالرتق والفتق على أقوال:

    أحدها: وهو قول الحسن وقتادة وسعيد بن جبير ورواية عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهم أن المعنى كانتا شيئاً

    واحداً ملتصقتين ففصل الله بينهما ورفع السماء إلى حيث هي، وأقرّ الأرض، وهذا القول يوجب أن خلق الأرض مقدم

    على خلق السماء لأنه تعالى لما فصل بينهما ترك الأرض حيث هي وأصعد الأجزاء السماوية، قال كعب: "خلق الله

    السموات والأرض ملتصقتين ثم خلق ريحاً توسطتهما ففتقهما بها".


    وثانيها: وهو قول أبي صالح ومجاهد أن المعنى: كانت السموات مرتفعة فجُعلت سبع سموات وكذلك الأرضون.

    وثالثها: وهو قول ابن عباس والحسن وأكثر المفسرين أن السموات والأرض كانتا رتقاً بالاستواء والصلابة، ففتق الله

    السماء بالمطر والأرض بالنبات والشجر، ونظيره قوله تعالى: {
    وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ . وَالأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ}. ورجحوا

    هذا الوجه على سائر الوجوه بقوله بعد ذلك: {
    وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ} وذلك لا يليق إلا وللماء تعلق بما تقدم،

    ولا يكون كذلك إلا إذا كان المراد ما ذكرنا.


    ورابعها: قول أبي مسلم الأصفهاني: يجوز أن يراد بالفتق: الإيجاد والإظهار كقوله: {فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ}

    وكقوله: {
    قَالَ بَل رَبُّكُمْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ}، فأخبر عن الإيجاد بلفظ الفتق، وعن الحال قبل الإيجاد

    بلفظ الرتق.

    أقول (أي الرازي): وتحقيقه أن العدم نفي محض، فليس فيه ذوات مميزة وأعيان متباينة، بل كأنه أمر واحد متصل

    متشابه فإذا وجدت الحقائق، فعند الوجود والتكون يتميز بعضها عن بعض، وينفصل بعضها عن بعض فبهذا الطريق

    حَسُنَ جعل الرتق مجازاً عن العدم والفتق عن الوجود".

    قال الطبري في تفسير الآية أيضاً:

    "وقوله: "
    فَفَتَقْنَاهُمَا" يقول: فصدعناهما وفرجناهما ثم اختلف أهل التأويل في معنى وصف الله السموات والأرض

    بالرتق، وكيف كان الرتق وبأي معنى فتق؟

    فقال بعضهم: عنى بذلك أن السموات والأرض كانتا ملتصقتين ففصل الله بينهما بالهواء وهو قول ابن عباس والحسن

    وقتادة.

    وقال آخرون: بل معنى ذلك أن السموات كانت مرتتقة طبقة ففتقها الله فجعلها سبع سموات وكذلك الأرض كانت كذلك

    مرتتقة ففتقها فجعلها سبع أرضين. وهو مروي عن مجاهد وأبي صالح والسدّي.

    وقال آخرون: بل عُني بذلك أن السموات كانتا رتقاً لا تمطر، والأرض كذلك رتقاً لا تنبت، ففتق السماء بالمطر والأرض

    بالنبات، وهو مروي عن عكرمة وعطية وابن زيد.

    قال أبو جعفر "الطبري": وأولى الأقوال في ذلك بالصواب، قول من قال: معنى ذلك: ألم ير الذين كفروا أن السموات

    والأرض كانتا رتقاً من المطر والنبات ففتقنا السماء بالغيث والأرض بالنبات، وإنما قلنا ذلك أولى بالصواب في ذلك

    لدلالة قوله: "وجعلنا من الماء كل شيء حي" على ذلك".

    ورجّح هذا القول القرطبي في تفسيره أيضاً.

    """""""""""""""""""""


    مقدمة تاريخية:

    يمكن العودة بأولى تصورات الإنسان لنشأة الكون إلى العصر الحجري أي قبل مئات الآلاف من السنين، حيث سيطرت

    الخرافة على خيال الإنسان وتطور العقل البشري عند

    المصريين القدامى والبابليين الذي تجلى عندهم الربط بين أزلية الكون والآلهة المتعددة المسيطرة عليه، وقد حاول

    فلاسفة الإغريق والرومان وضع نظريات للظواهر الكونية

    بينما ساد علم التنجيم الحضارتين الهندية والصينية.

    إن الخاصية العامة التي طبعت تصورات الكون عند الحضارات القديمة هي ارتباطها بعالم الآلهة واعتقادها الراسخ

    بوجود اختلاف أساسي بين الأرض والسماء، مما لم

    يسمح بوضع نظريات عن الكون وكيفية نشأته، لكن بعد التطورات الهامة التي شهدتها الإنسانية في بداية القرن

    العشرين في المجال الفلكي (Cosmology) على الصعيد


    النظري، مع نظرية النسبية العامة التي وضعت الإطار الرياضي الصحيح لدراسة الكون، وكذلك على الصعيد الرصدي مع

    الاكتشافات الرائعة لأسرار الفضاء، كان لا بد

    من وضع نظرية عامة تقوم بإدماج تلك المعطيات مقدمة تصوراً موحداً ومتجانساً قصد تفسير أهم الظواهر الكونية

    ومنها نشأة الكون.

    لقد اقترح القس البلجيكي "جورج لو ميتر" (George Le Maitre) سنة 1927 صورة جديدة لنشأة الكون

    وتطوره وقد وافقه على ذلك جورج غاموف (George Gamov)

    الفيزيائي الأمريكي (من أصل روسي) الذي قدّم أفكاراً طورت نظرية (لو ميتر).

    """""""""""""""""""""""

    حقائق علمية:



    - في عام 1927 عرض العالم البلجيكي: "جورج لو ميتر" (George Le Maitre) نظرية الانفجار العظيم

    والتي تقول بأن الكون كان في بدء نشأته كتلة غازية عظيمة الكثافة واللمعان والحرارة، ثم بتأثير الضغط الهائل

    المتآتي من شدة حرارتها حدث انفجار عظيم فتق الكتلة الغازية وقذف بأجزائها في كل اتجاه، فتكونت مع مرور الوقت

    الكواكب والنجوم والمجرّات.

    - في عام 1964 اكتشف العالمان "بانزياس" Penziaz و"ويلسون" Wilson موجات راديو منبعثة من

    جميع أرجاء الكون لها نفس الميزات الفيزيائية في أي مكان سجلت فيه، سُمّيت بالنور المتحجّر وهو النور الآتي من

    الأزمنة السحيقة ومن بقايا الانفجار العظيم الذي حصل في الثواني التي تلت نشأة الكون.

    - في سنة 1989 أرسلت وكالة الفضاء الأمريكية "نازا" (NASA) قمرها الاصطناعي Cobe explorer

    والذي أرسل بعد ثلاث سنوات معلومات دقيقة تؤكد نظرية الانفجار العظيم وما التقطه كل من بنزياس وويلسن.

    - وفي سنة 1986 أرسلت المحطات الفضائية السوفياتية معلومات تؤيد نظرية الانفجار العظيم.

    """"""""""""""""""""""""""

    التفسير العلمي:



    إن مسألة نشأة الكون من القضايا التي تكلّم فيها الفلاسفة والعلماء ولكنها كانت خبط عشواء، فلقد تعددت النظريات والتصورات إلى أن تحدث عالم الفلك

    البلجيكي "جورج لو ميتر" (George Le Maitre) سنة 1927 عن أن الكون كان في بدء نشأته كتلة غازية عظيمة الكثافة واللمعان والحرارة

    أسماها البيضة الكونية.

    ثم حصل في هذه الكتلة، بتأثير الضغط الهائل المنبثق من شدة حرارتها، انفجار عظيم فتتها وقذفها مع أجزائها في كل اتجاه فتكونت مع مرور الوقت

    الكواكب والنجوم والمجرات.

    ولقد سمى بعض العلماء هذه النظرية بالانفجار العظيم “Big Bang” وبحسب علماء الفيزياء الفلكية اليوم فإن الكون بعد جزء من المليارات المليارات

    من الثانية (10 -43)، ومنذ حوالي خمسة عشر مليار سنة تقريباً كان كتلة هائلة شديدة الحرارة بحجم كرة لا يبلغ قطرها جزءاً من الألف من السنتيمتر.

    وفي عام 1840 أيد عالم الفلك الأمريكي (من أصل روسي) جورج غاموف (George Gamov) نظرية الانفجار العظيم: “Big Bang”، مما

    مهد الطريق لكل من العالمين "بانزياس" Penziaz و"ويلسون" Wilson سنة 1964 اللذين التقطا موجات راديو منبعثة من جميع أرجاء الكون

    لها نفس الخصائص الفيزيائية في أي مكان سجلت فيه، لا تتغير مع الزمن أو الاتجاه، فسميت "النور المتحجّر" أي النور الآتي من الأزمنة السحيقة

    وهو من بقايا الانفجار العظيم الذي حصل في الثواني التي تلت نشأة الكون.

    وفي سنة 1989 أرسلت وكالة الفضاء الأمريكية “NASA” قمرها الاصطناعي “Cobe explorer” والذي قام بعد ثلاث سنوات بإرسال معلومات

    دقيقة إلى الأرض تؤكد نظرية الانفجار العظيم، وسمّي هذا الاكتشاف باكتشاف القرن العشرين. هذه الحقائق العلمية ذكرها كتاب المسلمين "القرآن" منذ

    أربعة عشر قرناً، حيث تقول الآية الثلاثون من سورة الأنبياء: {
    أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا}.

    ومعنى الآية أن الأرض والسموات بما تحويه من مجرات وكواكب ونجوم والتي تشكل بجموعها الكون الذي نعيش فيه كانت في الأصل عبارة عن كتلة

    واحدة ملتصقة وقوله تعالى { رَتْقًا} أي ملتصقتين، إذ الرتق هو الالتصاق ثم حدث لهذه الكتلة الواحدة "فتق" أي انفصال وانفجار تكونت بعده المجرات

    والكواكب والنجوم، وهذا ما كشف عنه علماء الفلك في نهاية القرن العشرين.

    أو ليس هذا التوافق مدهشاً للعقول، يدعوها للبحث عن خالق هذا الكون، مسبب الأسباب؟

    {
    الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ}.

    """""""""""""""""""""""
    مراجع علمية:



    قد ذكرت الموسوعة البريطانية انه في عام 1963، كلفت مختبرات “Bell” العالِمان أرنو بنزياس و روبرت ويلسون باتباع أثر موجات الراديو التي

    تشوش على تقدم اتصالات الأقمار الاصطناعية. اكتشف العالِمان "بنزياس" و "ويلسون" أنه كيفما كان اتجاه محطة البث فإنه يلتقط دائماً موجات ذات

    طاقة مشوشة خفيفة، حتى ولو كانت السماء صافية، أسهل حل كان إعادة النظر في تصميم اللاقطات لتصفي الموجات من التشويش، ولكنهما ظلوا

    يتتبعون أثر هذه الموجات المشوشة، فكان اكتشافهم المهم للموجات الفضائية التي أثبتت نظرية الانفجار العظيم.

    بنزياس و ويلسون ربحوا جائزة نوبل في الفيزياء على هذا الاكتشاف سنة 1978.


    """""""""""""""""""""""
    وجه الإعجاز:



    وجه الإعجاز في الآية القرآنية هو تقريرها بأن نشأة الكون بدأت إثر الانفجار العظيم بعد أن كان كتلة واحدة متصلة، وهذا ما أوضحته وأكدته دراسات الفلكيين وصور الأقمار الاصطناعية في نهاية القرن العشرين.

    """"""""""

    يتبع ان شاء الله

    التعديل الأخير تم بواسطة *أمة الرحيم*; الساعة 31-03-2014, 12:37 AM. سبب آخر: حذف صور ذوات أرواح وتعديل بسيط في تنسيق الخط وضبط الآيات

  • #2
    رد: سلسلة الأعجاز العلمى فى القرآن الكريم


    توسع الكون



    آيات الإعجاز:

    قال الله تعالى: {وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْيدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ} [الذاريات: 47].

    """""""""""""""""""""

    التفسير اللغوي:



    قال ابن منظور في لسان العرب:

    أيد: الأيْدُ والآدُ جميعاً: القوة.

    ومنه قوله تعالى: {وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الأَيْدِ}.

    أي ذا القوة.

    وآدَ يئيد أيداً. إذا اشتدَّ وقوِي.

    والتأييد مصدر أيّدته أي قوّيتُه.

    قال الله تعالى: {إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ} أي قوّيتُكَ.

    قال أبو الهيثم: آد يئيد إذا قوِيَ، وأيَدَ يُؤيدُ إياداً إذا صار ذا أيدٍ، ورجل أيِّدٌ بالتشديد أي قويٌّ.

    موسعون: السَّعَة نقيض الضيق.

    وقوله تعالى: {وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْيدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ} أراد جعلنا بينها وبين الأرض سعَة.

    """"""""""""""""""""""""

    فهم المفسرين:



    إنه من دواعي الفخر أن نعلم أن علماء التفسير والعقيدة الإسلامية قد أدركوا ضرورة وجود إمكانية لتوسع الكون، حيث نجد في كتاب تهافت التهافت لابن رشد الحفيد مناظرة بين طروحات أبي حامد الغزالي الذي يتكلم بلسان علماء العقيدة المتكلمين، وردود أبي الوليد ابن رشد الذي يتكلم بلسان الفلاسفة.

    لقد طرح أبو حامد الغزالي السؤال: "هل كان الله قادراً على أن يخلق العالم أكبر مما هو عليه؟ فإن أجيب بالنفي فهو تعجيز لله وإن أجيب بالإثبات ففيه اعتراف بوجود خلاء خارج العالم كان يمكن أن تقع فيه الزيادة لو أراد الله أن يزيد في حجم العالم عما هو عليه"، أما ابن رشد الذي يلتزم موقف الفلاسفة اليونانيين، فإنه يرى أن "زيادة حجم العالم أو نقصه عما هو عليه مستحيل لأن هذا التجويز إذا قام فلا مبرر لإيقافه عند حد، وإذن فيلزم تجويز زيادات لا نهاية لها".

    إنه من الواضح في هذه المناظرة أنه رغم عدم توفر المعلومات التفصيلية عن فيزياء الكون والقوى العاملة فيه إلا أن المتكلمين المسلمين حين اشتدوا إلى أصول العقيدة الإسلامية المستنبطة بشكل صحيح من القرآن فإنهم توصّلوا إلى فهم مسائل عويصة منها مسألة توسع الكون والتي هي قضية مستحدثة في الاستنباط العلمي في القرن العشرين الميلادي، بينما هذه المناظرة تمت في القرن السادس الميلادي.

    وقال ابن كثير في تفسيره لقوله تعالى: {وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ}: أي: "قد وسّعنا أرجاءها، فرفعناها بغير عمد حتى استقلّت كما هي".

    """"""""""""""

    حقائق علمية:



    · في عام 1929 شاهد عالم الفلك الأمريكي "إدوين هابل" بواسطة التلسكوب أن المجرات تتباعد عن بعضها البعض بسرعات هائلة.

    · إن حركة ابتعاد المجرات ناتجة عن توسع الفضاء (الكون) وامتداده.

    """""""""""""""""""""""""

    التفسير العلمي:



    يقول الله تعالى: {وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْيدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ} [الذاريات: 47].

    تشير الآية القرآنية الكريمة إلى أن الكون المعبّر عنه بلفظ السماء هو في حالة توسع دائم، يدل على ذلك لفظ "موسعون" فهو اسم فاعل بصيغة الجمع لفعل أوسع وهو يفيد

    الاستمرار، لكن القرآن لم يبين تفاصيل الاتساع وإنما أورده مجملاً، وإذا عدنا إلى علماء التفسير الأقدمين نجدهم قد تعرضوا لهذه القضية، فالإمام أبو حامد الغزالي طرح هذه

    القضية في كتابه تهافت الفلاسفة حيث قال: "هل كان الله قادراً على أن يخلق العالم أكبر مما هو عليه؟ فإن أجيب بالنفي فهو تعجيز لله، وإن أجيب بالإثبات ففيه اعتراف بوجود

    خلاء خارج العالم كان يمكن أن تقع فيه الزيادة لو أراد الله أن يزيد في حجم العالم عما هو عليه".

    ولكن ماذا يقول علم الفلك الحديث في هذا الموضوع؟

    في عام 1929 أكد العالمان الفلكيان "همسن" و "هابل" نظرية توسع الكون بالمشاهدة، حيث وضع هابل القاعدة المعروفة باسمه وهي قانون تزايد بُعد المجرات بالنسبة

    لمجراتنا، وبالنسبة لبعضها البعض، وبفضل هذا القانون أمكن حساب عمر الكون التقريبي، وقد قام "هابل" باستدعاء "آينشتين" من ألمانيا إلى أميركا حتى يُرِيَه تباعد

    المجرات والكواكب بواسطة التلسكوب.

    وتفسير ظاهرة ابتعاد المجرات يتمثل في أنه إذا كان هناك مصدر ضوئي من الفضاء الخارجي يبتعد عنا فإن تردد الأمواج الضوئية ينخفض وبالتالي ينزاح نحو اللون الأحمر.

    أما إذا كان المصدر الضوئي يقترب منا فإن الانزياح الذي يسجله المشاهد سيكون نحو اللون الأزرق. ويكون الانزياح الطيفي ملموساً عندما تكون سرعات المصدر الضوئي

    معتبرة بالنسبة لسرعة الضوء، بينما لا يمكن مشاهدته بالنسبة للمصادر الضوئية العادية ذات السرعات الضئيلة مقارنة مع سرعة الضوء، وهذا ما أكده العالم الفيزيائي دوبلر

    (Doppler).

    إن حركة ابتعاد المجرات ناتجة عن توسع الفضاء نفسه حيث تنساق معه المجرات كلها.

    وبصورة عامة فإن المجرات وتجمعات المجرات وأكداس المجرات هي أشبه ما تكون بكتل غازية هائلة من الدخان ما تزال تتوسع وينتشر ويتوسع معها الكون منذ حصل

    الانفجار العظيم في الكتلة الغازية الأولى، وقد أشارت الموسوعة الفضائية إلى هذه الظاهرة.

    وختاماً نقول: إن اتفاق الفلكيين في النصف الثاني من القرن العشرين على حقيقة توسع الكون أسقطت فرضية أزلية الكون وقدمه، وثبت علمياً أن للكون بداية ونهاية،

    فسبحان الذي صدقنا وعده عندما قال: {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} [فصلت: 53].

    """""""""""""""""""""""
    وجه الإعجاز:

    وجه الإعجاز في الآية القرآنية الكريمة هو دلالة لفظ "مُوسِعُونَ" الذي يفيد الماضي والحال والاستقبال، على أن الكون في حالة توسُّع مستمر، وهذا ما كشفت عنه

    المشاهدات الفلكية للعالم "هابل" عام 1929م.

    """"""""""""""""""""""""""""""""

    التعديل الأخير تم بواسطة *أمة الرحيم*; الساعة 31-03-2014, 12:42 AM. سبب آخر: تعديل بسيط على التنسيق

    تعليق


    • #3
      رد: سلسلة الأعجاز العلمى فى القرآن الكريم

      يتبع إن شاء الله


      تعليق


      • #4
        رد: سلسلة الأعجاز العلمى فى القرآن الكريم

        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
        جزاكم الله خيرًا ونفع بكم
        متابعون معكم إن شاء الله


        "اللهم إني أمتك بنت أمتك بنت عبدك فلا تنساني
        وتولني فيمن توليت"

        "وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ"الشورى:36

        تعليق


        • #5
          رد: سلسلة الأعجاز العلمى فى القرآن الكريم

          المشاركة الأصلية بواسطة بذور الزهور مشاهدة المشاركة
          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
          جزاكم الله خيرًا ونفع بكم
          متابعون معكم إن شاء الله

          وجزاكم الله خيرا
          التعديل الأخير تم بواسطة *أمة الرحيم*; الساعة 04-04-2014, 03:20 AM. سبب آخر: تحويل الخطاب لصيغة الجمع

          تعليق


          • #6
            رد: سلسلة الأعجاز العلمى فى القرآن الكريم

            كروية الأرض


            في القرآن الكريم .. آيات تدل على كروية الأرض كقوله تعالى:{ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ } سورة الزمر: 5 .

            قال د. زغلول النجار: ((وهي آية جامعة‏,‏ تحتاج في شرحها إلي مجلدات‏,‏ ولذا فسوف أقتصر هنا على الإشارة إلي كروية الأرض وإلي دورانها من قبل ألف وأربعمائة سنة‏,‏ في زمن ساد فيه الاعتقاد بالاستواء التام للأرض بلا أدني انحناء‏,‏ وبثباتها‏,‏ وتمت الإشارة إلي تلك الحقيقة الأرضية بأسلوب لا يفزع العقلية البدوية في زمن تنزل الوحي‏,‏ فجاء التكوير صفة لكل من الليل والنهار‏,‏ وكلاهما من الفترات الزمنية التي تعتري الأرض‏,‏ فإذا تكورا كان في ذلك إشارة ضمنية رقيقة إلي كروية الأرض‏,‏ وإذا تكور أحدهما على الآخر كان في ذلك إشارة إلي تبادلهما‏,‏ وهي إشارة ضمنية رائعة إلي دوران الأرض حول محورها‏,‏ دون أن تثير بلبلة في زمن لم تكن للمجتمعات الإنسانية بصفة عامة والمجتمعات في جزيرة العرب بصفة خاصة أي حظ من الثقافة العلمية‏)).
            والتكوير لغة هو :إدارة الشيء أو جمعه بعضه على بعض .. أو جعله كالكرة ... كما يقال أيضا ‏(‏ اكتار‏)‏ الفرس إذا أدار ذنبه في عدوه وآيات أخرى تدل على دوران الأرض حول محورها مثل: {وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ }النمل88 ولكن هناك آيات تتشابه على بعض الضالين .. والتي يتكلم الله فيها عن انبساط الأرض وانسطاحها .. قال تعالى: {وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِسَاطاً }نوح19 وقوله أيضا: { وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا} سورة الحجر: 19 وقال أيضا: {وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ }الغاشية20 وغيرها من الآيات الكثير التي تصب في نفس المعنى .. وهذه هي الآيات التي استدل بها المبطلون ليثيروا الشبهات حول قرآننا العظيم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه . ولكي نرد عليهم .. ونعرف أنه لا تعارض بين هذي الآيات والأيات الدالة على كروية الأرض ولنتعلم المعجزة الهائلة في تلك الآية العظيمة دعنا أولا نعرف تفسيرها {وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ }الغاشية20 تأمل الإشارة التعجبية في الآية .. التي تحث الناس على التفكر والتعجب من هذه الآية من آيات الله .. إذ أنه لوكان يثبت أنها مسطحة .. لما كان من عجب أن تكون ممدودة مبسوطة !! في تفسير الآية: قال ابن كثير: أي كيف بسطت ومدت ومهدت وقال العلامة السعدي: أي مدت مدا واسعا وسهلت غاية التسهيل ليستقر العباد على ظهرها ويتمكنوا من حرثها وغراسها والبنيان فيها وسلوك طرقها . ثم عقب الشيخ قائلا: ((واعلم أن تسطيحها لا ينافي أنها كرة مستديرة قد أحاطت الأفلاك فيها من جميع جوانبها كما دل على ذلك النقل و العقل والحس والمشاهدة كما هو مذكور معروف عند كثير من الناس خصوصا في هذه الأزمنة التي وقف فيها الناس على أكثر أرجائها بما أعطاهم الله من الأسباب المقربة للبعيد ، فإن التسطيح إنما ينافي كروية الجسم الصغير جدا الذي لو سطح لم يبق له استدارة تذكر ، أما جسم الأرض الذي هو كبير جدا وواسع فيكون كرويا مسطحا ولا يتنافى الأمران كما يعرف ذلك أرباب الخبرة )) أ.هـ

            والآن دعونا نعرف بالأدلة العلمية والهندسية .. كيف يمكن للجسم أن يجمع بين التكور والتسطيح ؟! تأمل معي هذه الأشكال الهندسية:




            عند علماء الهندسة التحليلية .. فإن هذه الأشكال الثلاثة يمكن أن تعرف على أنها دوائر.. تختلف في أنصاف أقطارها .. نصف قطر النقطة = 0 نصف قطر أي دائرة = أي عدد حقيقي أكبر من الصفر أما نصف قطر الخط المستقيم = " ما لا نهاية " وعندما نعتبر الجسم المسطح .. عند أخذ قطاع فيه .. فإن سطحه يظهر على هيئة خط مستقيم .... دعنا نرجع بحديثنا عن الأرض .. معلوم عند علماء الجيولوجيا وعلماء الفيزياء أن نصف قطر الأرض (مع العلم أن من أوائل من قام بحساب نصف قطر الأرض هو العالم المسلم: البيروني ) Average radius of Earth = 6378100 meters

            أي أن نصف قطر الأرض يبلغ تقريبا: ستة آلاف وثلاثمئة وسبعون وثمانية كيلومترا .. أي ما يكافئ .. ستة ملايين وثلاثمئة وسبعون وثمانية آلاف ومئة متر .. وهو رقم ضخم للغاية وهذا الرقم الهائل، يمكن أن يقال عنه عند الرياضيين: يقترب من الـ" لا نهاية " وكما قلنا أن نصف القطر إذا بلغ الـ " لا نهاية " يكون خطا مستقيما مستويا ولكن عندما تقترب القيمة من اللا نهاية .. فيظهر عندي سطح يقترب من أن يكون مسطحا ، فهو مسطحا نسبيا سبحان الله .. أفلا ينظرون كيف سطح الله الأرض لنا رغم أنها كروية !! فلو كان الله خلق الأرض في قطر أصغر بكثير من هذا القطر .. ربما لم تكن الأرض على حالتها من البسط والامتداد والتسطح النسبي .. فهنا نرى آية من أعجب آيات الله ونعمة من أكبر نعمائه علينا .. أن خلق نصف قطر الأرض على هذه الضخامة .. حتى يكون لنا من سطح الكرة بساطا ممدودا .



            التعديل الأخير تم بواسطة *أمة الرحيم*; الساعة 04-04-2014, 03:25 AM. سبب آخر: تكبير الخط

            تعليق


            • #7
              رد: سلسلة الأعجاز العلمى فى القرآن الكريم

              ,
              الحُبُك: صور كونية تسبح الله

              طرح العلماء سؤالاً عن شكل الكون: ما هو شكل كوننا الذي نعيش فيه؟ فبعدما اكتشفوا أن مجرتنا ليست هي الوحيدة في الكون، وجدوا أن الكون مليء بالمجرات، وأن هذه المجرات تصطف على ما يشبه خيوط النسيج!
              المجرة هي: تجمع من النجوم يحوي أكثر من مئة ألف مليون نجم، ومجرتنا هي مجرة درب التبانة وتحوي هذا العدد الهائل من النجوم، ولو نظرنا إلى السماء في ليلة صافية فإن معظم النجوم التي نراها تنتمي إلى هذه المجرة ولكن هذه المجرة ليست هي الوحيدة في الكون إنما هنالك أكثر من أربع مئة ألف مليون مجرة!
              هذه المجرات تتوضّع كما كان يعتقد العلماء عشوائياً يعني ظل الاعتقاد السائد أنها تتوضع عشوائياً وليس هناك أي نظام يربط بينها، ولكن في العام الماضي قام علماء من الولايات المتحدة الأمريكية ومن كندا ومن ألمانيا بأضخم عملية حاسوبية على الإطلاق كان الهدف من هذه العملية معرفة شكل الكون ولكن هذه المهمة تطلبت تصميم كمبيوتر عملاق هو السوبر كمبيوتر.
              السوبر كمبيوتر هو جهاز كمبيوتر عملاق يزن أكثر من مائة ألف كيلو غرام وهذا الجهاز يحتاج إلى مبنى ضخم وتكاليف باهظة والعجيب أن سرعة هذا الجهاز في معالجة المعلومات أو البيانات أنه ينجز في ثانية واحدة ما تنجزه الحاسبات الرقمية العادية في عشرة مليون سنة، فتأملوا معي ضخامة هذا الجهاز الذي سموه العلماء بـ (سوبر كمبيوتر).
              لقد أدخل العلماء عدداَ ضخماً من البيانات حول هذا الكون فأدخلوا بياناتٍ حول أكثر من عشرة آلاف مليون مجرة وبيانات حول الدخان الكوني وبيانات حول المادة المظلمة في الكون وبقي هذا الكمبيوتر العملاق وعلى الرغم من سرعته الفائقة بقي شهراً كاملاً في معالجة هذه البيانات وكانت الصورة التي رسمها للكون تشبه تماماً نسيج العنكبوت.
              إن الذي يتأمل هذه الصورة وما فيها من نسيج محكم يلاحظ على الفور أن المجرات لا تتوضع عشوائياً إنما تصطف على خيوط طويلة ودقيقة ويبلغ طول الخيط الواحد مئات الملايين من السنوات الضوئية، عندما رأى العلماء هذه الصورة أدركوا على الفور وجود نسيج محكم في السماء فأطلقوا مصطلح (النسيج الكوني). بدأ العلماء بعد ذلك بدراسة تفاصيل هذا النسيج وبدؤوا يصدرون أبحاثاً ومقالاتٍ حول هذا النسيج ومن أهمها مقالة بعنوان(كيف حُبِكَت الخيوط في النسيج الكوني) وقد لفت انتباهي في هذا البحث أن هؤلاء العلماء يستخدمون الكلمة القرآنية ذاتها يستخدمون كلمة Weave باللغة الإنكليزية وهي تماماً تعني حبك، وأدركت مباشرة أن هذه الآية تصوّر لنا تماماً هذا النسيج في قوله تعالى (وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ).
              يقول الإمام الزمخشري رحمه الله تعالى: (وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ: إذا أجاد الحائك الحياكة قالوا ما أحسن حبكه).
              إذاً الإمام الزمخشري تحدث عن نسيج تم حبكه بإحكام. والإمام القرطبي تناول هذه الآية أيضاً وقال فيها: (ألم تر إلى النساج إذا نسج الثوب فأجاد نسجه يقال منه حبَك الثوب يَحبِكُه حَبكاً أي: أجاد نسجه)، ولكن الإمام ابن كثير رحمه الله تعالى له تفسير جميل وعجيب ويطابق مئة بالمئة ما يقوله اليوم علماء الغرب! فالإمام ابن كثير يقول: (وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ أي: حُبكت بالنجوم، ولو تأملنا المقالات الصادرة حديثاً عن هذا النسيج نلاحظ أن العلماء يقولون: إن الكون حُبك بالمجرات.
              تحدث العلماء عن هذا النسيج طويلاً، ووجدوا بأن هذا النسيج هو نسيج مُحكم لأننا إذا تأملنا صورة النسيج الكوني نلاحظ أن لدينا كل خيط تتوضع عليه آلاف المجرات ولا ننسَ أن كل مجرة فيها مائة ألف مليون نجم وهي تبدو في هذه الصورة كنقطة صغيرة لا تكاد ترى فالنقاط الصغيرة في هذه الصورة النقاط المضيئة هي مجرات، ونلاحظ أن هذه المجرات تصطف على خيوطٍ دقيقة جداً وكل خيط يبلغ طوله ملايين بل مئات الملايين من السنوات الضوئية والسنة الضوئية!!
              إن هذا النسيج يتحدث عنه علماء الغرب بقولهم إن خيوطه قد شُدّت بإحكام مذهل أي أنه نسيج وأنه محكم وهو أيضاً متعدد، يعني هذا النسيج الكوني لا يتألف من طبقة واحدة، إنما هنالك طبقات بعضها فوق بعض ولو تأملنا الصور التي رسمها السوبر كمبيوتر لهذا النسيج وما فيه من تعقيد وإحكام مُبهر نلاحظ أن الله تبارك وتعالى قد أحكم صناعة هذا النسيج بشكل يدلّ على أنه عز وجل قد أتقن كل شيء، كيف لا وهو القائل: (صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ) [النمل: 88].
              السنة الضوئية: هي ما يقطعه الضوء في سنة كاملة، فالضوء يسير بسرعة تبلغ ثلاثمائة ألف كيلو متر في الثانية الواحدة، ففي سنة كاملة يقطع مسافة تساوي: سنة ضوئية واحدة. إن مجرتنا والتي تحوي أكثر من مائة ألف مليون نجم يبلغ قطرها أو طولها مائة ألف سنة ضوئية أي أن الضوء يحتاج حتى يقطع مجرتنا من حافتها إلى حافتها مائة ألف سنة كاملة، فتأملوا كم يحتاج الضوء ليقطع الكون من حافته إلى حافته والعلماء يقدرون حجم هذا الكون بحدود ثلاثين ألف مليون سنة ضوئية، طبعاً هذا الكون المرئي وما بعد هذا الكون لا يعلمه إلا الله تبارك وتعالى.
              لو تأملنا كلمة (الحُبُك) نلاحظ أنها تتضمن عدة معانٍ: الشد، والإحكام، والنسيج، وأيضاً تتضمن معاني الجمع لأن كلمة الحبك جاءت بالجمع وليست بالمفرد، يعني الله تبارك وتعالى لم يقل (والسماء ذات الحبيكة الواحدة) بل قال (الحُبُك) وكلمة الحبك هي جمع لكلمة (حبيكة) ولذلك فإن الله تبارك وتعالى قد جمع في كلمة واحدة عدة معانٍ لهذا النسيج، فالنسيج قد يكون محكماً أو هزيلاً وقد يكون قوياً وقد يكون ضعيفاً وقد يكون مفككاً أو مترابطاً، ولكن كلمة (الحبك) تعني النسيج المحكم، و(حَبك) تعني أنه أتقن وأحكم صناعة هذا النسيج وهذا ما يقوله العلماء اليوم يؤكدون أن النسيج الكوني ليس نسيجاً عادياً، إنما هو نسيج محكم وقد شُدّت خيوطه بإحكام.
              ومن هنا نستطيع أن نستنج أن الله تبارك وتعالى قد أودع في كل كلمة من كلمات كتابه معجزة مبهرة، ففي كلمة واحدة هي كلمة (الحُبُك) تتجلى أمامنا معجزة عظيمة، هذه المعجزة العظيمة تتضح أمامنا من خلال أن الله تبارك وتعالى عبّر بكلمة واحدة عن حقيقة هذا النسيج، بينما العلماء يستخدمون كلماتٍ متعددة حتى يصلوا إلى النتيجة ذاتها.
              من الأشياء الغريبة التي لاحظتها أننا لو جئنا بمقطع من دماغ إنسان مثلاً وقمنا بتكبير خلايا الدماغ العصبية نلاحظ أن الصورة الناتجة صورة نسيج الدماغ تشبه تماماً صورة النسيج وهذا إن دلّ على شيء فإنما يدل على أن الخالق واحد: (اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ) [الزمر: 62].
              لماذا ذكر الله تبارك وتعالى هذه الحقيقة في كتابه المجيد؟!
              نعلم أن علماء اليوم يندفعون باتجاه اكتشاف أسرار الكون ودافعهم في ذلك حب الفضول وحب المعرفة، ولكن القرآن لا نجد آية واحدة إلا ومن وراءها هدف عظيم. فلو تأملنا سلسلة الآيات في قوله تعالى: { وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ * إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ * يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ) [ الذاريات: 7-9] والإفك هو الكذب، أي أن هؤلاء الذين يفترون على الله كذباً ويقولون إن هذا القرآن ليس من عند الله إنما كلامهم مضطرب ولا يستقيم أبداً، ولو تأملنا سلسلة الآيات نلاحظ أن الله تبارك وتعالى يقول بعد ذلك: (وَفِي الأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ * وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ * وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ* فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ) [الذاريات: 20-23].
              وهنا نصل إلى الهدف من هذه الحقيقة الكونية: (إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ)، أي: أيها الملحدون المشككون بكتاب الله تبارك وتعالى كما أنكم لا تشكون أبداً في رؤيتكم لهذا النسيج المحكم، وكما أنكم لا تشكُّون في أنكم تنطقون، كذلك ينبغي أن تدركوا وتتأكدوا أن هذا الكلام هو كلام الله تبارك وتعالى، لأنه لا يمكن لبشر أن يتنبأ بالبنية النسيجية للكون قبل أربعة عشر قرناً.
              التعديل الأخير تم بواسطة *أمة الرحيم*; الساعة 04-04-2014, 03:26 AM.

              تعليق


              • #8
                رد: سلسلة الأعجاز العلمى فى القرآن الكريم

                بارك الله فيكم ونفع بكم وجزاكم كل الخير
                إنّ من جملة الهجر أن يهجر المرء الإعتقاد الفاسد إلى الإعتقاد الصحيح،
                والسلوك الفاسد إلى السلوك الصحيح، والفقه الفاسد إلى الفقه الصحيح،
                يهجُر البدعة إلى السنة، ويهجر المعصية إلى الطاعة.

                الشيخ/ أبو اسحق الحويني ، حفظه الله

                تعليق


                • #9
                  رد: سلسلة الأعجاز العلمى فى القرآن الكريم

                  المشاركة الأصلية بواسطة أبو أحمد خالد المصرى مشاهدة المشاركة
                  بارك الله فيكم ونفع بكم وجزاكم كل الخير
                  وبارك الله فيكم وجزاك خيرا

                  تعليق


                  • #10
                    رد: سلسلة الأعجاز العلمى فى القرآن الكريم


                    في أيام الصيف الحارة، نبحث عن شيء يقينا حر الشمس، فنتظلل تحت شجرة أو داخل البيت أو ما شابه. فالظِّلُّ في لسان العرب هو الفَيْءُ الحاصل من الحاجز بينك وبين الشمس أَيَّ شيء كان، وقيل: هو مخصوص بما كان منه إِلى الزوال، وما كان بعده فهو الفيء. فالفيء ليس بالظلمة، لأنه يصلنا النور (الضوء الغير مباشر) النانج عن تشتت وانعكاس الضوء مما حولنا. ولهذا لا يوجد لك “خيال” عندما تسير في فترة الظلّ.




                    منطقة الظل twilight والتي تحدث من الفجر الى شروق الشمس ومن المغرب الى العشاء وعي تحدث
                    بسبب انعكاس وتشتت الضوء في هاتين الفترتين



                    وتفسير الظلّ في الآية الكريمة هو”{ ألَـمْ تَرَ } يا مـحمد { كَيْفَ مَدَّ } ربك { الظِّلَّ } ، وهو ما بـين طلوع الفجر إلـى طلوع الشمس.” فالآية تخبرنا بأن الظل لم يكن من المفترض أن يتواجد في الفترة ما بين الفجر إلـى طلوع الشمس، ولكن الله مّده بحيث نعيش هذه المعجزة كل صباح … وكل مساء أيضاً.

                    { أَلَمْ تَرَ إِلَىٰ رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ ٱلظِّلَّ وَلَوْ شَآءَ لَجَعَلَهُ سَاكِنًا ثُمَّ جَعَلْنَا ٱلشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا } * { ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضًا يَسِيرًا } * { وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلَّيلَ لِبَاسًا وَٱلنَّوْمَ سُبَاتًا وَجَعَلَ ٱلنَّهَارَ نُشُورًا} * { وَهُوَ ٱلَّذِيۤ أَرْسَلَ ٱلرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنزَلْنَا مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً طَهُورًا } * {لِّنُحْيِـيَ بِهِ بَلْدَةً مَّيْتًا وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَآ أَنْعَامًا وَأَنَاسِيَّ كَثِيرًا }

                    عندما كنت أتسائل في الماضي عن سبب رؤية النور (الفجر) قبل شروق الشمس، لم أحصل على جواب مقنع! ما تبين لي لاحقاً أن السبب الحقيقي هو أن طبقات الجو العليا تقوم الى حد ما بعمل المرآة فتعكس الضوء القادم من خلال الغلاف الجوي الى الاسفل تماما كما تفعله المرآة، هذا بالاضافة الى ظاهرة علمية تعرف بـ تشتت الضوء. فلولا وجود الغلاف الجوي للارض لما تجلّت هذه الظاهرة، وهذا هو الحال على القمر، فليس هناك فجر أو ضحى، تظهر الشمس فجأة وتغيب فجأة!



                    الحقيقي والمتوقع لاتجاه النور


                    إستشهد تعالى بظاهرة غريبة وصعبة التصوّر، إذ لا يمكن ملاحظتها إلاّ من طائرة أو مركبة فضائية كما بينّا في مقالتنا وآية لهم الليل نسلخ منه النهار فإذا هم مظلمون. فحتّى الصورة الأصلية أعلاه تغاير المنطق، فبما أن موقع الشمس هو على يمين الصورة، فمن المفروض أن يكون اتجاه وشكل النور كما هو مبين في “الشكل المتوقّع” ولكن الواقع يُظهر عكس ذلك لأن طبقات الجو العليا تقوم بعمل المرآة وتعكس نور الشمس الساقط عليها (قبل الشروق وبعد الغروب) من أسفل الغلاف الجوي بإتجاه سطح الأرض ولهذا السبب يظهر النور قبل شروق الشمس في فترة الضحى وبعد غروب الشمس الى موعد صلاة العشاء،



                    ولكن ماذا سيحدث لو جعل الله هذا الظل ساكنا في قوله: { وَلَوْ شاءَ لـجَعَلَهُ ساكِناً } “يقول: ولو شاء لـجعله دائماً لا يزول، مـمدوداً لا تذهبه الشمس، ولا تنقصه“.، وبمعنى آخر، فإن منطقة معينة من الأرض ستبقى في فترة الضحى الى الأبد بينما تبقى منطقة في النهار وأخرى منغمسة بالليل وإلى الأبد أيضاً! نُظهر الصورة التالية من الموقع الرسمي الامريكي للوقت مناطق النهار على الكرة الأرضية باللون الفاتح ومناطق الليل باللون الغامق
                    وهي دائمة التغيّر مع تغير الوقت، كما ويتغير الشكل حسب فصول السنة (انقر على الصورة لترى الوضع الحالي). منطقة الظل هي الخط الفاصل بين الليل والنهار ودوران الأرض حول نفسها هو المسبب لانتقال المناطق على سطح الأرض من الليل الى الضحى ومن ثم النهار، فلو شاء الله وجعله (الظل) ساكنا لعنى ذلك أن الكرة الأرضية سوف تتباطأ في الدوران حول نفسها لتصبح دورة كل سنة بدل من دورة كل يوم وتدخل الكرة الأرضية بما يسمى علميا بـ القفل المدّي أو التقييد المدي مع الشمس Tidal (Gravitational) Lock وكما هو موضّح في التمثيل التالي.




                    تمثيل يوضح ظاهرة االقفل لمدي حيث تظهر الحالة اليمنى جرم يدور حول جرم أخر باستقلالية تامة بينما تظهر الحالة اليسرى جرما قد دخل في حالة القفل المدي حيث يبقى وجهه ثابتا كما هو حال القمر مع كوكب الأرض


                    وتعتبر ظاهرة القفل المدّي ظاهرة علمية وفلكية يدخل بها الجرم السماوي بترابط مع الجرم الذي يدور حوله مثل القمر مع الأرض وكوكب عطارد (شبه مترابط) مع الشمس وتحدث هذه الظاهرة عادة عندما يكون الجرم التابع قريبا نسييا من الجرم المتبوع. ولكن ماذا سيحدث لو دخلت الأرض بحالة قفل مدّي مع الشمس { وَلَوْ شاءَ لـجَعَلَهُ ساكِنًا } قال: لا تصيبه الشمس ولا يزول؟ فإن الأرض ستصبح جحيما بلا ماء في المنطقة المعرّضة للشمس بينما تصبح مناطق الليل المظلمة مغطاة بالثلج والجليد وستصبح حرارتها تقارب 200 درجة تحت الصفر. بمعنى آخر سيكون هناك كوكب غير صالح للحياة.

                    “.. ثُمَّ جَعَلْنَا ٱلشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا

                    تفسير الرازي في قوله تعالى “… وكما أن المهتدي يهتدي بالهادي والدليل ويلازمه، فكذا الأظلال كأنها مهتدية وملازمة للأضواء فلهذا جعل الشمس دليلاً عليها … قلنا: الظل ليس عدماً محضاً، بل هو أضواء مخلوطة بظلم”.

                    استشهد تعالى في هذه الآية الكريمة بظاهرتين علميتين ما كان لإنسان أن يتطرق لهما وخصوصاً قبل ما يزيد عن 1400 عام، فالأولى؛ ألا وهي مد الظل، إذ لا يمكن التطرق اليها دون وسائل السفر الحديثة والثانية يعتبرها العلماء أحد المقومات الرئيسية لكوكب يصلح للحياة.

                    كدت أنهي مقالتي عند هذه المرحلة ولكن ساورني شعور بأنني أغفلت شيئا مهماً ألا وهي الأية التالية { ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضًا يَسِيرًا } فالله تعالى لم ينزل هذه الآية دون سبب، فالآيات تخبرنا بأن الله لم يشأ أن يبقى الظل ساكناً أو بمعنى آخر فإن الأرض فعلاً كانت في حالة القفل المدّي مع الشمس في مرحلة ما من نشأتها وقد يكون هذا الوضع الطبيعي لكوكب بحجم الأرض وتكوينه ومداره حول نجم بحجم الشمس، ولكن الله بقدرته قبض الظل اليه قبضاً يسيراً، ما نتج عن القبض اليسير هو دوران الأرض حول نفسها، والذي أدّى بدوره ال أنه “… جَعَلَ لَكُمُ ٱلَّيلَ لِبَاسًا وَٱلنَّوْمَ سُبَاتًا وَجَعَلَ ٱلنَّهَارَ نُشُورًا”

                    أي أن الأرض فعلاً تحررت من حالة القفل المدّي مع الشمس وبدأت بالدوران حول نفسها ياستقلالية عن الشمس وبالتالي حصل تعاقب الليل والنهار، كما وأحدث التحرر تحرك التيارات الهوائية على نطاق واسع وبإنسجام بدلا من محدوديتها بمنطقة الظل “وَهُوَ ٱلَّذِيۤ أَرْسَلَ ٱلرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ”
                    وبالتالي حصلت التقلبات المناخية. وماذا بعد ذلك؟ “وَأَنزَلْنَا مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً طَهُورًا” فسرها الرازي أنه تعالى أنزل الماء من السماء، لا من السحاب؛ وكما بينا في مقالتنا “كيف أنزل الله الماء“. والغاية من كل هذا هو {لِّنُحْيِـيَ بِهِ بَلْدَةً مَّيْتاً وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَآ أَنْعَاماً وَأَنَاسِيَّ كَثِيراً }. يعتبر العلماء ظاهرة القفل المدّي أحد موانع تكوّن كوكب صالح للحياة.


                    ولكن كيف حرر الله الأرض من حالة القفل المدّي أو التقييد المدي، لم يتطرق العلم الحديث حتى هذه اللحظة (2014) الى أن الأرض كانت في حال قفل مدّي مع الشمس مع العلم بأن كوكب عطارد بحالة شيه قفل مدّي إذ يبلغ طول اليوم عليه 58 يوما أرضيا وكذلك كوكب الزهرة إذ يبلغ طول اليوم عليه 243 يوماً أرضيا وتشرق الشمس على كوكب الزهرة من الغرب وتغيب في الشرق!

                    احدى الفرضيات التي وضعها العلماء تفيد بأن الأرض كانت تدور بما يزيد عن ضعف سرعة دورانها الحالية، ونتيجة لارتطام كوكب الأرض مع كوكب بحجم المريخ، ولد القمر من مخلفات الارتطام والذي بدوره قام باحداث تباطؤ في سرعة دوران الأرض. الفرضية الثانية تفيد بأن كوكب الزهرة هو الذي ارتطم بكوكب الأرض وهذا هو سبب دوران كوكب الزهرة حول نفسه بعكس الكواكب المجاورة! لم تكن مرحلة تكوّن الكواكب حول الشمس لتوصف بالهادئة، فقد كانت فترة اصطدامات عنيفة نتيجة تراكم الأنقاض، وقد وصف تعالى الكواكب بـ “الحنّس، الجوار الكنس“. وقد يكون تكوّن القمر ودورانه حول الأرض هو الذي أوجد العزم اللازم لتحرير الأرض من حالة القفل المدّي!


                    ورد ذكر كلمة اللبل ما يقارب الـ 74 مرّة منها 33 عن خلق وتسخير الليل والنهار لشدة عظمة هذا الخلق، فالمقالة التي بدأت بتفسير ظاهرة الظل انتهت بوصف علمي دقيق يتحدى الله به العلماء وتتعلق بمرحلة معيّنة من نشأة كوكب الأرض من حيث دوران الأرض حول نفسها وخلق اللّيل والنهار وتصريف الرياح وانزال الماء ، فلم يَشهد أحد منّا خلق السموات والأرض، وتتمثل الوسيلة الوحيدة الحالية عند العلماء في وضع الفرضيات ومحاولة اثباتها، ولكن الله تعالى وفي بضع آيات، اخبرنا عن تفاصيل مرحلة مهمة من خلق هذا الكوكب الزاخر بالحياة.
                    التعديل الأخير تم بواسطة بذور الزهور; الساعة 07-04-2014, 05:14 PM. سبب آخر: تعديل الخط

                    تعليق


                    • #11
                      رد: سلسلة الإعجاز العلمى فى القرآن الكريم


                      تمدد الكون




                      صورة توضيحية باستخدام البالون تمثل تمدد الكون وابتعاد المجرات عن بعضها البعض






                      أحدث الاكتشاف الرهيب الذي توصل إليه العالم الفلكي الأمريكي أدوين هابل عام 1929م إلى إحداث تغيير كبيرفي علوم الفضاء. وبسبب هذا الاكتشاف سمي منظار ناسا الشهير فيما بعد باسم (هابل) نسبة إلى هذا العالم.

                      فبينما كان أدوين هابل يراقب النجوم بمنظاره... اكتشف أن لون الطيف الصادر من هذا النجم يتحول إلى اللون الأحمر ومعنى هذا حسب نظريات علم الفيزياء الفلكية astrophysics أنه عندما ينقلب لون الطيف الصادر من جسم سماوي (سوبر نوفا) إلى الأشعة الحمراء... فإن هذا يعني أن النجم يبتعد عن الأرض وأما إذا كان هذا النجم يقترب من الأرض فإن الطيف يظهر اللون الأزرق وكان هذا أول اكتشاف لهابل من ناحية حركة النجوم .

                      وتابع هابل أبحاثة، فاكتشف أن النجوم لا تبتعد عن الأرض فحسب، بل يبتعد بعضها عن بعض .. بما يشبه البالون عند نفخه، أي أنك إذا رسمت نقاطا على البالون ثم نفخته تجد ان النقاط المنتشرة على سطح تبتعد بعضها عن بعض بما يجعلنا نتصور أن الكون كله يشبه ذلك البالون... وهذا يدل على أن هذا الكون في تمدد دائم كل ثانية...


                      توصل أدوين هابل بعد ذلك إلى أن الكون يتمدد باستمرار وبسرعة متزايدة. واكتشف أيضاً أن المجرات التي ولدت تبتعد عن مركز الانفجار الأول وكذلك تبتعد عن بعضها البعض. هذا الاكتشاف دفع ببعض العلماء الفلكيين الآخرين إلى التساؤل حينذاك حول صحة هذا الاكتشاف وظن معظمهم بأن هابل قد أخطأ. فالفكرة كلها بدت صعبة التصديق لأن ذلك يستوجب الكثير من التغيير في طريقة التفكير التي كان يتبعها العلماء في نشأة الكون وأن الكون ثابت.

                      وليس هذا فحسب بل إن الكون يتمدد بسرعة تزيد باطراد... على عكس ما كان يتوقع علماء الفيزياء المتأثرين بقوانين الجاذبية.. إلى أن اقتنعوا بوجود مادة سوداء في الكون لا يرونها وأنها هي السبب وراء تزايد سرعة التمدد...

                      فهل أخبر القرآن عن ذلك؟

                      نعم، لقد أخبر القرآن ذلك... اقرأ في سورة الذاريات هذه الآية الكريمة، يقول الحق تبارك وتعالى:
                      {وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ} (سورة الذاريات:47)
                      "And the heaven we constructed with strength and indeed we are its expanders"

                      إن كلمة موسعون تعني الاستمرارية أي أنها دليل على أن الكون مستمر في التمدد.
                      في حين أن العلماء ما زالوا أمام ثلاث نظريات
                      إحداها تقول بأن كثافة المادة (الكتلة/ الطاقة) في الكون أقل من القيمة الحرجة وبالتالي فإن المجرات افتكت من قوة الجاذبية مما يعني أن الكون سيتمدد إلى ما لا نهاية.
                      فما هي هذه القيمة الحرجة للكثافة؟ إنها تساوي 10 مرفوع للقوة (-29 ) جرام / سم مكعب أي ما يساوي خمس ذرات هيدروجين في المتر المكعب. وهذا يعد قليلا بالنسبة لكثافة الماء التي تساوي 500 بليون بليون بليون ذرة هيدروجين في المتر المكعب.

                      وأما النظرية الثانية فتقول إن كثافة المادة في الكون تساوي القيمة الحرجة وفي هذه الحالة فإن الكون يتمدد بفعل الانفجار الكوني الأول إلا أنه سيتباطأ إلى أن يصبح معدل التمدد صفرا وهذه تسمى نظرية الكون المسطح.

                      والنظرية الثالثة فتقول إن كثافة المادة في الكون هي أكبر من الكثافة الحرجة وبالتالي فإن قوة الجاذبية ستتغلب وسيبدأ الكون بالانكماش إلى أن يحصل الانكماش الأول أو ما يمكن التعبير عنه بلغة القرآن بالرتق بعد الفتق.

                      غيّر قانون تمدد الكون الذي اكتشفه أدوين هابل الطريقة التي كان علماء الفلك والفيزيائيون يفكرون بها، حيث كان الجميع ينظر إلى الكون أنه ساكن بما فيهم أينشتين، الأمر الذي دعاه إلى وضع ثابت التثاقل( عجلة التثاقل) في قانون النسبية العام كاحتياط أن يظهر شيء جديد يغير هذا القانون. وبعد اكتشاف هابل أن الكون يتمدد الكون، كان لابد لأينشتين أن يمحو ثابت التثاقل من قانونه، وقال في هذا الشأن أن "هذه أول مرة أندم فيها على خطأ كبير".

                      ومن منطلق أن الكون يتمدد... فإنه قابل للانكماش لأن أي شيء قابل للتمدد.. هو قابل للانكماش.. مما يدعونا، من حيث الحساب الكمي(Quantum Mech.) ، أن نعتقد أن الكون كان يوما حجمه مساو للصفر. ومن نفس القانون الكمي لابد وأن تكون طاقتها تساوي اللانهائية.



                      وحين نعلم أن حجم هذا الكون بدأ من الصفر ، فلابد وأن يكون قد جاء من العدم....!
                      إذن، لابد وأن يكون هناك خالق لهذا الكون أوجده من العدم..! ويقول تعالى في هذا كله : (
                      يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ ) ( الأنبياء: 104)

                      وتقول نظرية أينشتين... أن انفجارا حدث لهذه النقطة المتناهية في الصغر نتيجة وجود تلك الطاقة اللانهائية .. يسمي بالانفجار الكوني الأول. Big Bang وسميت هذه النظرية بنفس المسمى (نظرية الانفجار الكوني الأول...Big Bang Theorem..

                      ومن هذا يسطع تفسير جديد ليفسر سورة الفجر يظهر العلم الحديث ليجدد القرآن ضوءه على العقل البشري المعاصر... بما يواكب خلود هذا القرآن... وهذا ما سنتكلم عنه.. في المقالات المقبلة أن شاء الله.

                      ولكن هل يمكن أن يكون القرآن قد تكلم عن هذا الحدث العجيب...؟
                      نعم.. تعالوا معي إلى الآية الكريمة رقم..(30) من سورة الأنبياء
                      {أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ} (سورة الأنبياء:30)





                      Have not these who disbelieved seen that the heavens and the earth are joined entity before we clove them asunder and we made from water every living thing..? will they not then believe…





                      رسم يوضح الانفجار الكوني الأول



                      والمتأمل في الآية الكريمة يجد أن ما يراه الإنسان انفجارا عظيما هو بالنسبة لله تعالى فتقا لرتق ... سبحان الله...وهناك عدة أدلة دامغة تؤيد نظرية الانفجار الكوني العظيم وتجعلها حقيقة كائنة وهي :

                      الدليل الأول
                      أثبت العلماء بما لا يدع مجالا للشك أن الكون آخذ في الاتساع عن طريق ما يعرف بالإزاحة الحمراء (Red Shift) لأطياف المجرات. وأن سرعة ارتداد المجرات يزداد كلما بعدت عنا، حتى أن سرعة أشباه المجرات "الكوازرات" تبلغ سرعة ارتدادها حوالي تسعة أعشار سرعة الضوء.. أي قرابة 270.000 كيلو متر في الثانية الواحدة.

                      وإذا كان إثبات أن الكون يتسع يُعد أعظم كشف في القرن العشرين، فإن سبب الاتساع مازال يحير العلماء مع أن الأمر هين إذا اندرج تحت قدرة الله الذى يقول: ((وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ)) (الذاريات:47). وبما أن الكون يتسع باستمرار منذ نشأته وحتى الآن فلابد أنه كان في بدايته مضموما؛ أي رتقا.

                      الدليل الثاني

                      الإشعاع الكوني الميكرويفي (Cosmic background Radiation)الذي تم رصده. وهذا الإشعاع مصدره الانفجار العظيم. إنها بقايا أصلية تمثل عينة من الانفجار الكوني الأول.




                      صورة لخلفية الإشعاع الكوني كما تم تصويرها



                      وأخيرا، يقول تعالى: ((سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ)) (فصلت:53).
                      لقد وعد الحق تبارك وتعالى أن يري الإنسان.. في حال المستقبل آياته ومعجزاته في هذه الكون (الآفاق)، وكذلك في نفسه لأن قوته العظمى تكمن في هذين: آفاق الكون، والنفس البشرية.
                      لقد وعد الله عبده أن يريه ما كان قد أخفاه عنه في الأيام الخالية.. الذي كان قد بلغ من البعد ما كاد به أن يخفي.. وما كان القرب ما كاد الا يري.

                      وإن هذه الآيات الإعجازية.. في الآفاق.. قد كانت كائنة، منذ بداية الكون والخلق، أي منذ الانفجار الكوني الأول(Big Bang) ولكنها أغشيت عن أبصارنا.. حتى جاء وقت الاكتشافات العلمية.. فواكب ظهور ووضوح الآية القرآنية الإعجازية مع اكتشاف الآية الكونية.. وذلك حين ظهر التلسكوب في عام 1609م.. وبهذا أرانا الله بوعده الحق الذي كان خفي علينا رؤياه.. فيما مضى.. وهذه التي أشار الحق اليها بكلمة"في الآفاق".






                      التعديل الأخير تم بواسطة بذور الزهور; الساعة 09-04-2014, 09:03 PM. سبب آخر: تعديل الخط

                      تعليق


                      • #12
                        رد: سلسلة الإعجاز العلمى فى القرآن الكريم

                        معجزة خلق الانسان




                        http://www.youtube.com/watch?v=YULwUQeDY24
                        التعديل الأخير تم بواسطة بذور الزهور; الساعة 09-04-2014, 09:16 PM. سبب آخر: تحويل الفيديو إلى مباشر

                        تعليق


                        • #13
                          رد: سلسلة الإعجاز العلمى فى القرآن الكريم

                          جزاكم الله خيرا
                          ينقل واحة علوم القران

                          اسئلكم الدعاء ﻻخي بالشفاء العاجل وان يمده الله بالصحة والعمر الطويل والعمل الصالح

                          تعليق


                          • #14
                            رد: سلسلة الإعجاز العلمى فى القرآن الكريم

                            المشاركة الأصلية بواسطة عبد الرحمن"ابو عبيدة" مشاهدة المشاركة
                            معجزة خلق الانسان




                            http://www.youtube.com/watch?v=YULwUQeDY24
                            جزاكم الله خيرًا
                            ولكن الترجمة ليست واضحة في آخر ثلاث دقائق
                            ولم نفهم المقصود بالعلقة كما يريد توضيحه
                            وإن كنتم تعرفون من الذي أعد محتوى المقطع أو الجهة التي أعدته يُفضل ذكره

                            "اللهم إني أمتك بنت أمتك بنت عبدك فلا تنساني
                            وتولني فيمن توليت"

                            "وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ"الشورى:36

                            تعليق


                            • #15
                              رد: سلسلة الإعجاز العلمى فى القرآن الكريم

                              المشاركة الأصلية بواسطة بذور الزهور مشاهدة المشاركة
                              جزاكم الله خيرًا
                              ولكن الترجمة ليست واضحة في آخر ثلاث دقائق
                              ولم نفهم المقصود بالعلقة كما يريد توضيحه
                              وإن كنتم تعرفون من الذي أعد محتوى المقطع أو الجهة التي أعدته يُفضل ذكره
                              اتيت به من موقع متخصص فى الاعجاز العلمى بخلق الانسان

                              تعليق

                              يعمل...
                              X