ما أعظمك يا رسول الله...عليك أفضل الصلاة والسلام
أعرض فى هذه الهمسة جانبا من عظمة نبينا عليه الصلاة والسلام
قال الله عز وجل:
(وَلَا يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ) آل عمران 176
(فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا) الكهف 6
(لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ) الشعراء 3
(فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ) فاطر 8
كل هذه الآيات تعرض إلى مشاعر النبى المختار محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم
عند كفر الكافرين أو اعراض المعرضين
فهو صلى الله عليه وسلم كما وصفه ربه (فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ )
ياااااااااااه .....تأمل معى هذه الكلمة ....(حسرات)... سبحانك ربى سبحانك
انظر إلى مشاعره الكريمة وكيف يحزن على هؤلاء المعرضين وكيف يحزن على فوات الخيرالعظيم منهم
وتعرضهم لغضب الجبار جل جلاله ..فهو حزن وألم وحسرة ..رحمة بهؤلاء الناس
قال العلامة السعدى فى تفسيره: ولما كان النبي صلى الله عليه وسلم حريصا على
هداية الخلق، ساعيا في ذلك أعظم السعي، فكان صلى الله عليه وسلم يفرح ويسر
بهداية المهتدين، ويحزن ويأسف على المكذبين الضالين، شفقة منه صلى الله عليه
وسلم عليهم، ورحمة بهم، أرشده الله أن لا يشغل نفسه بالأسف على هؤلاء، الذين
لا يؤمنون بهذا القرآن، كما قال في الآية الأخرى: { لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ }
وقال { فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ } وهنا قال { فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ }
أي: مهلكها، غما وأسفا عليهم، وذلك أن أجرك قد وجب على الله، وهؤلاء لو علم الله فيهم خيرا لهداهم، ولكنه علم أنهم لا يصلحون إلا للنار، فلذلك خذلهم، فلم يهتدوا، فإشغالك نفسك غما وأسفا عليهم، ليس فيه فائدة لك. وفي هذه الآية ونحوها
عبرة، فإن المأمور بدعاء الخلق إلى الله، عليه التبليغ والسعي بكل سبب يوصل
إلى الهداية، وسد طرق الضلال والغواية بغاية ما يمكنه، مع التوكل على الله في ذلك، فإن اهتدوا فبها ونعمت، وإلا فلا يحزن ولا يأسف، فإن ذلك مضعف للنفس، هادم للقوى، ليس فيه فائدة، بل يمضي على فعله الذي كلف به وتوجه إليه، وما عدا ذلك، فهو خارج عن قدرته، وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول الله له:
{ إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ } وموسى عليه السلام يقول: { قَالَ رَبِّ إِنِّي لا أَمْلِكُ إِلا نَفْسِي وَأَخِي }
الآية، فمن عداهم من باب أولى وأحرى، قال تعالى: { فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ }
سبحان الله هذه المشاعر لا تخرج إلا من نفس كريمة
فما بالكم بأكرم من مشى على الأرض
ما بالكم بمن اختاره الله ليكون إمام الأنبياء والرسل
صلى الله عليك يا حبيبنا يا رسول الله
كل خلق حسن عرفته البشرية فللنبى محمد عليه الصلاة والسلام منه الكمال البشرى
نرجع إلى الآيات الكريمة:
فهكذا ينبغى أن يكون حال الدعاة إلى الله ..هكذا ينبغى أن تكون مشاعرنا تجاه من ندعوهم إلى الله
ينبغى أن نبكى فى سجودنا ونحن ندعو لمن ندعوهم الى الله
فكما قيل :اذا اردت أن تدعو أحدا ....فادعو له ثم ادعوه إلى الله
صلى الله على خير من وطئ الحصى
صلى الله على خير من أظلته السماء
تعليق