إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

التوفيق بين آيتين: الحسنة من الله، والسيئة من نفسك

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • التوفيق بين آيتين: الحسنة من الله، والسيئة من نفسك



    التوفيق بين آيتين: الحسنة من الله، والسيئة من نفسك



    في سورة النساء نقرأ قوله تعالى:( أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍوَإِن تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَـذِهِ مِنْ عِندِ اللَّـهِ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَـذِهِ مِنْ عِندِكَ قُلْ كُلٌّ مِّنْ عِندِ اللَّـهِ)النساء:78)

    وبعدها مباشرة نقرأ قوله عز وجل (مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّـهِ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ) النساء:79)

    ونقرأ أيضًا قوله سبحانه في سورة آل عمران:(قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنفُسِكُمْ) آل عمران:165.

    وقد يظن للوهلة الأولى أن قوله سبحانه:(وَمَاأَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ)

    مناف لقوله تعالى:(قُلْ كُلٌّ مِّنْ عِندِ اللَّـهِ)

    ولقوله أيضًا:

    (وَمَاأَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللَّـهِ) آلعمران:166)

    ولقوله:(وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً) الأنبياء:35)

    وليس الأمر كذلك.

    وهذه القضية التي تتناولها الآيات السابقة، هي جانب من قضية كبيرة؛ القضية المعروفة في تاريخ العالم كله باسم
    " القضاء والقدر" أو "الجبر والاختيار".



    والواقع،
    فإن فهم هذه الآيات فهمًا صحيحًا يستدعي أمرين؛
    أولهما: النظر إليها في السياق الذي وردت فيه؛
    إذ لا يستقيم ولا يصح فهمها وهي منعزلة عن سياقها الخاص.
    وثانيهما:النظر إليها وفق المنظومة القرآنية العامة،
    أو بعبارة أخرى، النظر إليها نظرة كلية عامة،
    وضمن إطار الآيات القرآنية الأخرى؛
    إذ إن آيات الكتاب يشهد بعضها لبعض،
    ويؤيد بعضها بعضًا.


    وانطلاقًا من هذين الأمرين نستطيع التوفيق بين ما قد يظهر من تعارض في الآيات التي نحن بصددها.

    على ضوء هذا نقول: إن قوله سبحانه:(قُلْ كُلٌّ مِّنْ عِندِ اللَّـهِ)

    معناه: قل يا محمد،للقائلين إذا أصابتهم حسنة:( هَـذِهِ مِنْ عِندِ اللَّـهِ )وإذاأصابتهم سيئة::(هَـذِهِ مِنْ عِندِكَ)

    قل لهم: إن كل ذلك من عند الله؛

    فمن عنده سبحانه الرخاء والشدة،

    ومنه النصروالظَفَر،

    ومن عنده الفوز والهزيمة.

    ولهذا جاء عن
    ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى:(قُلْ كُلٌّ مِّنْ عِندِ اللَّـهِ)

    قال: الحسنة والسيئة من عند الله، أما الحسنة فأنعم بها عليك،

    وأما السيئة فابتلاك بها.

    وعن قتادة في قوله سبحانه:(قُلْ كُلٌّ مِّنْ عِندِ اللَّـهِ)

    قال: النعم والمصائب.

    وعن ابن زيد قال: النصر والهزيمة.

    وعن أبي العالية قال: هذه في السراء والضراء.

    وعلى هذا فمعنى الآية الكريمة:


    إن كل ما أصاب الناس من خير أو شر،

    أو ضر أو نفع،

    أو شدة أو رخاء،

    فمن عند الله،

    لا يقدر على ذلك غيره،

    ولا يصيب أحدًا سيئة إلا بتقديره،

    ولا ينال رخاء ونعمة إلا بمشيئته.

    فالجميع بقضاء الله وقدره،

    وهو نافذ في البِر والفاجر،

    والمؤمن والكافر.

    وفي هذا إعلام من الله لعباده،

    وتقرير لحقيقة مفادها: إن مفاتح الأشياء كلها بيده سبحانه،

    لا يملك شيئًا منها أحد غيره.





    أماقوله عز وجل:(وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ)


    يعني: ما أصابك من شدة ومشقة وأذى ومكروه،

    فمن نفسك،

    أي: بسبب ذنب اكتسبته نفسك.

    وفي ذلك آثار أيضًا؛

    فعن السدي قال:(وَمَاأَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ)

    أي: من ذنبك.

    وعن قتادة قال: ( وَمَاأَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ)

    أي: عقوبة يا ابن آدم بذنبك.

    وعن أبي صالح قال: بذنبك،

    وأنا قدَّرتها عليك.

    وقدورد في الكتاب العزيز ما يفيد معنى هذه الآية؛


    كقوله تعالى:( وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ) الشورى:30)

    أي: بذنوبكم وبماكسبت أيديكم؛

    وقوله في سورة آل عمران بشأن أهل غزوة أحد:( أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَـذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنفُسِكُمْ) آل عمران:65.(


    فحاصل المعنى هنا:

    ما أصابك أيها المؤمن من خصب ورخاء،

    وصحة وسلامة،

    وغنى وفقر،

    وسراء وضراء،

    ونعمة ونقمة،

    فبفضل الله عليك وإحسانه إليك؛

    وما أصابك من جدب وشدة،

    وهمٍّ وغمٍّ،

    ومرض وسقم،

    فبذنب أتيته،

    وإثم اقترفته،

    وعمل كسبته،

    فعوقبت عليه.


    وفي تفسير ابن كثير عن مطرف بن عبد الله قال: ما تريدون من القدر؟
    أما تكفيكم الآية التي في سورة النساء:
    (وَإِن تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَـذِهِ مِنْ عِندِاللَّـهِ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَـذِهِ مِنْ عِندِكَ)


    أي: من نفسك؛

    والله ما وكلوا إلى القدر،

    وقد أمروا وإليه يصيرون.


    قال ابن كثيرمعقبًا: وهذا كلام متين قوي في الرد على القدرية والجبرية أيضًا.

    قال أهل العلم: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يشك في أن كل شيء بقضاء الله وقدره وإرادته ومشيئته،


    كما قال تعالى:(وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً)الأنبياء:35. (

    فالآية-موضع البحث- تقرر حقيقة مهمة حاصلها:


    أن الله سبحانه هوالمقدر لكل ما يقع في الكون؛

    فما يقع في الكون من خير،

    فهو بتقديره؛

    وما يقع من شر فهو بتقديره أيضًا،

    لكنه سبحانه -وهوالعليم الحكيم- يقدر الشر والضر لسبب؛

    فما أصابك أيها الإنسان من خير فهو بتقدير الله،

    وبسبب من أعمالك الصالحة،

    وما أصابك من شر فبسبب ذنوبك الطالحة،

    ولا يظلم ربك أحدًا.

    إن الإنسان قد يتجه ويحاول تحقيق الخير بالوسائل التي أرشد الله إليها، بَيَدَ أنَّ تحقق الخير فعلاً،


    لا يتم إلا بإرادة الله وقدره.

    وكذلك،فإن الإنسان قد يتجه إلى تحقيق السوء.


    أو يفعل ما من شأنه إيقاع السوء.

    ولكن وقوع السوء فعلاً،

    ووجوده أصلاً،

    لا يتم إلا بقدرة الله وقدره.

    فكل أمر في هذا الكون لا ينشأ ولا يتحقق إلا بإرادة الله وقدره.


    وما يصيب الإنسان من حسنة أو سيئة -بأي معنى من معاني الحسنة أو السيئة، سواء حسب ما يبدو في الظاهر، أو حسب ما هو في حقيقة الأمر والواقع-

    فهو من عند الله؛لأنه لا ينشىء شيئًا ولا يحدثه ولا يخلقه ولا يوجده إلا الله.

    أما مايصيب الإنسان من حسنة حقيقية - في ميزان الله - فهو من عند الله، لأنه بسبب منهجه وهدايته.


    وما يصيبه من سيئة حقيقية - في ميزان الله - فهو من عند نفسه، لأنه بسبب تنكُّبه منهج الله،

    وإعراضه عن هدايته ومنهجه.

    وبهذا البيان يستقيم فهم الآيات والتوفيق بينها.

    المصدر
    اسلام ويب



    التعديل الأخير تم بواسطة عطر الفجر; الساعة 09-10-2017, 08:48 PM.
    أستغفر الله العظيم من كل ذنب أذنبته
    أستغفر الله العظيم من كل فرض تركته
    أستغفر الله العظيم من كل صالح جفوته
    أستغفر الله العظيم من كل برٍّ أجلته
    أستغفر الله العظيم من كل إنسان ظلمته
    أستغفر الله العظيم من كل ظالم صاحبته

  • #2
    رد: التوفيق بين آيتين: الحسنة من الله، والسيئة من نفسك

    فإن فهم هذه الآيات فهمًا صحيحًا يستدعي أمرين؛
    أولهما: النظر إليها في السياق الذي وردت فيه؛
    إذ لا يستقيم ولا يصح فهمها وهي منعزلة عن سياقها الخاص.
    وثانيهما:النظر إليها وفق المنظومة القرآنية العامة،
    أو بعبارة أخرى، النظر إليها نظرة كليةعامة،
    وضمن إطار الآيات القرآنية الأخرى؛
    إذ إن آيات الكتاب يشهد بعضها لبعض،
    ويؤيد بعضها بعضًا.
    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاتة
    جزاك الله خيراً أخي الحبيب
    إختيار موفق ما شاء الله
    وفقك الله لما يُحِب ويرضى


    قال الحسن البصري - رحمه الله :
    استكثروا في الأصدقاء المؤمنين فإن لهم شفاعةً يوم القيامة".
    [حصري] زاد المربين فى تربية البنات والبنين


    تعليق


    • #3
      رد: التوفيق بين آيتين: الحسنة من الله، والسيئة من نفسك

      عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
      جزاكم الله خيرًا على هذه الفوائد وجعلها الله في ميزان حسناتكم


      "اللهم إني أمتك بنت أمتك بنت عبدك فلا تنساني
      وتولني فيمن توليت"

      "وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ"الشورى:36

      تعليق


      • #4
        رد: التوفيق بين آيتين: الحسنة من الله، والسيئة من نفسك

        المشاركة الأصلية بواسطة ساجـ لله ــد مشاهدة المشاركة

        وعليكم السلام ورحمة الله وبركاتة
        جزاك الله خيراً أخي الحبيب
        إختيار موفق ما شاء الله
        وفقك الله لما يُحِب ويرضى


        المشاركة الأصلية بواسطة بذور الزهور مشاهدة المشاركة
        عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
        جزاكم الله خيرًا على هذه الفوائد وجعلها الله في ميزان حسناتكم


        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
        نفعني الله واياكم بما تعلمنا
        أستغفر الله العظيم من كل ذنب أذنبته
        أستغفر الله العظيم من كل فرض تركته
        أستغفر الله العظيم من كل صالح جفوته
        أستغفر الله العظيم من كل برٍّ أجلته
        أستغفر الله العظيم من كل إنسان ظلمته
        أستغفر الله العظيم من كل ظالم صاحبته

        تعليق


        • #5
          رد: التوفيق بين آيتين: الحسنة من الله، والسيئة من نفسك

          وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
          فوائد طيبة
          جزاكم الله خيًرا ونفع بكم


          تعليق


          • #6
            رد: التوفيق بين آيتين: الحسنة من الله، والسيئة من نفسك

            عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
            ما شاء الله اللهم زد وبارك
            جزاك الله خير الجزاء أخي الكريم
            ونفع بك

            تعليق


            • #7
              رد: التوفيق بين آيتين: الحسنة من الله، والسيئة من نفسك

              وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
              بارك الله فيكم ونفع بكم
              محمود خليل الحصري حفص ورش قالون مجود معلم مرتل هنا
              أقرأ القرآن أون لاين
              هنا
              لحفظ القرآن هذا أفضل برنامج محفظ للقرآن أون لاين هنا
              و نرجوا الدخول هنا


              تعليق


              • #8
                للنفع

                تعليق

                يعمل...
                X