إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

التبيان في حكم تعليق آي القرآن على الجدران

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • التبيان في حكم تعليق آي القرآن على الجدران


    بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله
    صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم

    أما بعد..



    حياكم الله وبياكم الكرام الأفاضل

    من مقال للشيخ
    عبد الرحمن بن سعد الشثري،

    أنقل لكم بعضاً من مجموعة فتاوى عن:
    حكم
    تعليق الآيات القرآنية، والأحاديث النبوية، وما عُرف من أسماء الله الحسنى، أو بعض الأذكار،
    على الجدران داخل المساجد، والبيوت، والمكاتب، والسيارات، ونحوها...
    داعيا المولى تبارك وتعالى لي ولكم أن نجد فيها فائدةً ونفعاً بحوله وقوته




    وجاء في الفتوى رقم 1706 مجلة البحوث عدد 43 ص 128-133:
    __________________________________________________ __________________________________

    أنزل الله تعالى القرآن ليكون موعظة للناس وعبرة، وليكون شفاء في الصدور من أمراض الشرك والانحراف عن الحق،
    وليهتدي به الناس في عبادتهم ومعاملاتهم، وليرحم سبحانه به المؤمنين الذين يتلونه حق تلاوته، ويسترشدون به في جميع شؤونهم،
    ويأخذون أنفسهم بالعمل به في كلِّ أحوالهم، قال تعالى:
    {
    يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّ‌بِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِّمَا فِي الصُّدُورِ‌ وَهُدًى وَرَ‌حْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ } (57) سورة يونس،
    وقال: {
    وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْ‌آنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَ‌حْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارً‌ا } (82) سورة الإسراء،
    وقال: {
    وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْ‌آنًا أَعْجَمِيًّا لَّقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَ‌بِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ
    وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ‌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَـئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ
    } (44) سورة فصلت،
    كما أنَّ الأحاديث النبوية الصحيحة جاءت بياناً للقرآن، وهداية للناس، وتفصيلاً للأحكام،
    ليسترشد بها الناس في فهم كتاب الله تعالى، ويتدبروا آياته ولعلهم يتفكرون،
    قال الله تعالى: {
    وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ‌ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُ‌ونَ } (44) سورة النحل،
    وقال: {
    إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَ‌اكَ اللَّـهُ وَلَا تَكُن لِّلْخَائِنِينَ خَصِيمًا } (105) سورة النساء،
    وسمَّى تعالى نفسه بالأسماء الحسنى ليُعرِّف عباده بنفسه فيُثبتوها له، ويؤمنوا بما دلَّت عليه من الكمال والجلال، ويُثنوا عليه الثناء الجميل،
    ويدعوه بها في السراء والضراء خوفاً ورجاءً، ويُحصوها عقيدة وعملاً، ويُحافظوا عليها لفظاً ومعنى،
    فلا يُلحدوا ولا يميلوا بها عمَّا قُصد منها،
    قال الله تعالى: {
    وَلِلَّـهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىَ فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُ‌وا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } (180) سورة الأعراف،
    وقال صلى الله عليه وسلم:
    «إنَّ لله تسعة وتسعين اسماً من أحصاها دخل الجنة»
    أي: أحصاها اعتقاداً، وقولاً، وعملاً، ومحافظة على حرمتها ومقتضاها.

    وقد أمر الله بالبلاغ والدعوة إلى الإسلام، وبيَّن ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم قولاً وعملاً،
    فكان يخطب في أصحابه رضي الله عنهم، ويتعاهدهم بالمواعظ والتذكير، ويكتب الرسائل إلى الملوك والرؤساء،
    ويغشى الكفار في نواديهم ومجالسهم ليُبلِّغهم دين الإسلام،
    ولم يُعرف عنه أنه كتب سورة من القرآن أو آية منه، أو حديثاً له، أو أسماء الله تعالى على لوحات،
    أو أطباق لتُعلَّق على الجدران أو في الممرات من أجل الزينة،
    أو التبرُّك، أو لتكون وسيلة للتذكير، والبلاغ، أو للعظة، والاعتبار،
    ودرج على هديه في ذلك الخلفاء الراشدون وسائر الصحابة رضي الله عنهم،
    وتبعهم في هذا أئمة الهدى من السلف الصالح الذين شهد لهم النبي صلى الله عليه وسلم أنهم خير القرون من بعده رضي الله عنهم،
    فلم يكونوا يكتبون شيئاً من القرآن، ولا الأحاديث النبوية الصحيحة، ولا أسماء الله الحسنى على ألواح، أو على أطباق،
    أو أقمشة ليُعلِّقوها على الجدران للزينة،
    أو التذكير والاعتبار بعد أن انتشر الإسلام، واتسعت رقعته، وعمَّت الثقافة الإسلامية البلاد والأقطار، وكثر الكتَّاب،
    وتيسَّرت وسائل كثيرة متنوعة للإعلام،
    كما لم يفعلوا ذلك من قبل، وهم أفهم للإسلام ومقاصده، وأحرص على نشره وإبلاغه،
    ولو كان ذلك مشروعاً لدلَّنا عليه النبيُّ صلى الله عليه وسلم وأرشدنا إليه، ولعمل به أصحابه، واستغلَّه أئمة الهدى بعدهم رضي الله عنهم.

    وعلى هذا:فكتابة شيء من القرآن، أو الأحاديث النبوية، أو أسماء الله الحسنى على ألواح وأطباق أو نحوها لتُعلَّق للزينة، أو للتذكير، أو الاعتبار،
    أو لتُتَّخذ وسيلة لترويج التجارة، ونفاق البضاعة، وإغراء الناس بذلك ليُقبلوا على شرائها، وليكون نماء المال وزيادة الأرباح،
    عدولٌ بالقرآن وأحاديث النبيِّ صلى الله عليه وسلم عن المقاصد النبيلة التي يهدف إليها الإسلام من وراء ذلك،
    ومُخالفٌ لهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهدي الصحابة، وأئمة السلف رضي الله عنهم،
    ومع هذا قد يَعرضُ لها ما لا يليق من الإهانة على مرِّ الأيام، وطول العهد عند الانتقال من منزل لآخر،
    أو نقلها من مكان لآخر، وحمل الجنب أو الحائض لها، أو مسِّها إيَّاها عند ذلك.

    فعلى المسلم أن يعرف لكتاب الله تعالى منزلته، وليقدِّره قدره،
    وليجعل مقاصده نصب عينيه، وليتخذ منه ومن الأحاديث النبوية مناراً يهتدي به،
    وليحذر الذين يُخالفون مقاصد التشريع الإسلامي أن تُصيبهم فتنة، أو يُصيبهم عذابٌ أليم،
    ومَن آمن بالقرآن وبأسماء الله الحسنى وأحاديث النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فيلتمس الهدى والبركة من الله بتلاوة كتابه الكريم،
    وتدبُّره، والتفقه فيه، ومعرفة بيانه بالاطلاع على سنة نبيِّه صلى الله عليه وسلم، والتفقُّه فيهما، ويأخذ نفسه بالعمل بذلك في عبادته ومعاملاته،
    ليفيض عليه من بركاته حسية ومعنوية، ويجزل له الأجر، ويحفظه في شؤونه وأحواله،
    ولا يلتمس ذلك فيما يُخالف هدي القرآن وسنة النبيِّ عليه الصلاة والسلام،
    من تعليق ما كُتب من ذلك على الجدران ونحوها، ولا يجوز التأسِّي بالكفرة من النصارى وغيرهم فيما يُخالف شرع الله عز وجل،
    ولِما ذكرنا فإنَّ اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء ترى عدم السماح بدخول مثل هذه الأطباق إلى هذه المملكة،
    كما ترى أنه لا ينبغي للمسلم إنتاج مثل هذه الأطباق من مصنعه محافظة على حرمة كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم،
    وعلى حرمة أسمائه وصفاته عز وجل.

    وبالله التوفيق، وصلى الله على نبيِّنا محمد وآله وصحبه وسلم.

    اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء:
    عضو نائب رئيس اللجنة الرئيس
    عبد الله بن غديان عبد الرزاق عفيفي عبد العزيز بن باز





    وقال بعدم جواز تعليق الآيات القرآنية أيضاً الشيخ العلامة محمد بن عثيمين رحمه الله،

    وخلاصة ما قاله رحمه الله في أجوبة له في برنامج نور على الدرب وفي خطبة جمعة عام 1404هـ:

    ( إنَّ مَن يُعلِّق آيات القرآن على الجدران لا يخلو من قصد أحد ستة أمور:
    الأول: التعبُّد لله سبحانه؟
    وهذا من البدع المحدَثة التي لم ترد عن الصحابة رضي الله عنهم ولا عن التابعين.
    الثـاني: تعظيـــــم القـــــــرآن؟
    وليس كتابة آية وتعليقها من تعظيم القرآن.
    الثــالث: دفــــــع الشــــــــرور؟
    وهذا ليس وسيلة له، وإنما الوسيلة أن يقرأ الإنسان ما ورد في السنة بأنه يدفع الشر، فيقرأ بلسانه، كآية الكرسي،
    وأمَّا تعليقها أو غيرها من الآيات فلا يُغني عنه شيئاً.

    الــــــرابع: التبــــــــــــــــــــــــــــــــــــرك؟
    والتبرك بالقرآن على هذا الوجه ليس مشروعاً، وإنما يكون التبرك بتلاوته نطقاً باللسان، وإيماناً بالقلب، وعملاً بالجوارح.
    الخامس: تذكُّر القرآن إذا رآه؟
    وهذا الأمر إذا طُبِّق على الواقع لم يوجد له أثر، فلا يُرى أحدٌ من الجالسين يرفع رأسه ليتلو هذه الآية، أو ليتذكر ما فيها من الحكم والأسرار.

    الســــادس: الــــــــــــزينــــــــــــــــــــــــة؟
    والقرآن أجلُّ شأناً وأعظم قدراً من أن يُتخذ للزينة والتحلِّي به في الجدران.


    وقد تكون المجالس التي عُلِّق فيها القرآن مجالس لغو محرَّم،

    فقد يكون فيها الغيبة والكذب والشتم والفعل المحرم، وقد تُسمع فيها الموسيقى والأغاني،
    فيُخشى عليهم أن يكونوا من المستهزئين بآيات الله
    ) انتهى ملخصاً.

    أسأل الله تعالى لي ولكم تعظيم كتابه حقَّ تعظيمه، وأن يكون شاهداً لنا لا علينا، إنه سميعٌ مجيب.

    وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد، وآله وصحبه وسلم.



    إنّ من جملة الهجر أن يهجر المرء الإعتقاد الفاسد إلى الإعتقاد الصحيح،
    والسلوك الفاسد إلى السلوك الصحيح، والفقه الفاسد إلى الفقه الصحيح،
    يهجُر البدعة إلى السنة، ويهجر المعصية إلى الطاعة.

    الشيخ/ أبو اسحق الحويني ، حفظه الله

  • #2
    رد: التبيان في حكم تعليق آي القرآن على الجدران

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    ما شاء الله، موضوع مهم جدًا وفوائد طيبة
    جزاكم الله خيرًا


    "اللهم إني أمتك بنت أمتك بنت عبدك فلا تنساني
    وتولني فيمن توليت"

    "وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ"الشورى:36

    تعليق


    • #3
      رد: التبيان في حكم تعليق آي القرآن على الجدران

      المشاركة الأصلية بواسطة بذور الزهور مشاهدة المشاركة
      وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
      ما شاء الله، موضوع مهم جدًا وفوائد طيبة
      جزاكم الله خيرًا


      وجزاكم ربي خير الجزاء ورفع قدركم

      إنّ من جملة الهجر أن يهجر المرء الإعتقاد الفاسد إلى الإعتقاد الصحيح،
      والسلوك الفاسد إلى السلوك الصحيح، والفقه الفاسد إلى الفقه الصحيح،
      يهجُر البدعة إلى السنة، ويهجر المعصية إلى الطاعة.

      الشيخ/ أبو اسحق الحويني ، حفظه الله

      تعليق


      • #4
        رد: التبيان في حكم تعليق آي القرآن على الجدران

        وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
        بارك الله فيكم واثابكم الجنة

        اللهم إن أبي وأمي و عمتي في ذمتك وحبل جوارك، فَقِهِم من فتنة القبر وعذاب النار، وأنت أهل الوفاء والحق، اللهم اغفر لهما وارحمهما، فإنك أنت الغفور الرحيم.

        تعليق


        • #5
          رد: التبيان في حكم تعليق آي القرآن على الجدران

          المشاركة الأصلية بواسطة لؤلؤة باسلامي مشاهدة المشاركة
          وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
          بارك الله فيكم واثابكم الجنة

          اللهم آمين، ولكم بمثل إن شاء الله
          إنّ من جملة الهجر أن يهجر المرء الإعتقاد الفاسد إلى الإعتقاد الصحيح،
          والسلوك الفاسد إلى السلوك الصحيح، والفقه الفاسد إلى الفقه الصحيح،
          يهجُر البدعة إلى السنة، ويهجر المعصية إلى الطاعة.

          الشيخ/ أبو اسحق الحويني ، حفظه الله

          تعليق


          • #6
            رد: التبيان في حكم تعليق آي القرآن على الجدران

            عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
            بارك الله فيكم وجعله في ميزان حسناتكم

            تعليق


            • #7
              رد: التبيان في حكم تعليق آي القرآن على الجدران

              المشاركة الأصلية بواسطة ام هالة30 مشاهدة المشاركة
              عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
              بارك الله فيكم وجعله في ميزان حسناتكم

              اللهم آمين، ولكم بمثل إن شاء الله
              إنّ من جملة الهجر أن يهجر المرء الإعتقاد الفاسد إلى الإعتقاد الصحيح،
              والسلوك الفاسد إلى السلوك الصحيح، والفقه الفاسد إلى الفقه الصحيح،
              يهجُر البدعة إلى السنة، ويهجر المعصية إلى الطاعة.

              الشيخ/ أبو اسحق الحويني ، حفظه الله

              تعليق

              يعمل...
              X