إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الإعجاز التأثيري للقرآن الكريم

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الإعجاز التأثيري للقرآن الكريم



    الإعجاز التأثيري للقرآن الكريم



    من المعلوم بالضرورة من دين الإسلام أن القرآن معجزة النبي صلى الله عليه وسلم الخالدة ، التي لم يأت قبلها معجزة تضاهيها في إعجازها ودوامها وشمولها ، ولاسيما وقد قامت به الحجة على الثقلين – الإنس والجن – وأخرج الله به أقوماً من ظلمات الشرك وركام الجاهلية إلى نور الإسلام ،
    وصفاء الفطرة كما قال سبحانه : {
    الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ } [ إبراهيم : 1 ] . وأخبر – جل شأنه – بنزول هذا القرآن لغاية الإنذار لأهل الأرض كافة فقال سبحانه : { وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ العَالَمِينَ * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ } [ الشعراء : 192 – 194 ] ، وقال تعالى : { حم * تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ* كِتَابٌ فُصِّلَتْ آَيَاتُهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ * بَشِيرًا وَنَذِيرًا فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ } [ فصلت : 1 – 4 ] .

    وفي نزول هذا القرآن العظيم كفاية لمن أراد الله به الخير في الدنيا والآخرة لما اشتمل عليه من عقيدة صافية ، وشريعة نافعة ، وتشريعات لِكُلِّ مجالات الحياة ، كيف لا وقد قال مُنَزِّلُ القرآن – سبحانه - : {وَقَالُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الْآيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ * أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ * قُلْ كَفَى بِاللَّهِ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ شَهِيدًا يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالَّذِينَ آمَنُوا بِالْبَاطِلِ وَكَفَرُوا بِاللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ } [العنكبوت: 50 - 52] ،

    فالآية تنصّ على أن القرآن آية من آيات الله – تبارك وتعالى – وعلم من أعلامه ، وأن ذلك لكافٍ في الدلالة على معجزة القرآن للذين آمنوا به وكفروا بالباطل . وقدِ اطَّلَعَ أهل عصر النبي – صلى الله عليه وسلم – على القرآن ، وحفظه من حفظه من المؤمنين ، وكذب به من كذب من الكافرين ، ووقف ( جميع أهل الخلاف على جملته ، ووقف جميع أهل دينه الذين أكرمهم الله بالإيمان على جملته وتفاصيله ، وتظاهر بينهم حتى حفظه الرجال ،
    وتنقلت به الرحال ، وتعلمه الكبير والصغير ، إذ كان عمدة دينهم ، وعَلَماً عليه ،والمفروض تلاوته في صلواتهم ، والواجب استعماله في أحكامهم ، ثم تناقله خلف عن سلف ، ثم مثلهم ، في كثرتهم وتوفر دواعيهم على نقله ، حتى انتهى إلينا ما وصفناه من حاله ) . ([1]) ولعلم الله – سبحانه وتعالى – بأثر القرآن على من سمعه أمر سبحانه أهل الإسلام بإسماعه للمشركين في قوله تعالى : {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْلَمُونَ } [التوبة: 6]،

    يقول الباقلاَّني – رحمه الله – ( فلولا أن سماعه إياه حجة عليه لم يوقف أمره على سماعه ، ولا يكون حجة إلاّ وهو معجز )([2]) وأخبر – جل وعلا – عن النصارى – أو طائفة منهم – بحالهم عند سماع القرآن فقال : {وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ} [المائدة: 83]. يقول الألوسي – رحمه الله – عند هذه الآية : ( ... ذلك بسبب أنهم لا يستكبرون ، وأنهم إذا سمعوا القرآن رأيت أعينهم فائضة من الدمع ، ... فهو بيان لرقة قلوبهم ، وشدة خشيتهم ، ومسارعتهم إلى قبول الحق ، وعدم إبائهم إياه . والظاهر عود ضمير { سَمِعُوا } لــــ { الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى} [ المائدة : 82 ] ، وعدم تقدم أن الظاهر فيه العموم ([3]) ،
    وقيل : يتعيَّن هنا إرادة البعض ، وهو من جاء من الحبشة إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – لأن كل النصارى ليسوا كذلك ) .([4])

    وعلى أي حال فقد آمن هؤلاء النصارى لَمَّا سمعوا القرآن وتبين لهم أنه كلام الله تعالى؛ فرقت له قلوبهم ، وذرفت من خشية الله أعينهم ، وكأنَّ القوم قد لِيموا على إيمانهم ومسارعتهم فأجابوا : {وَمَا لَنَا لَا نُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا جَاءَنَا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَنْ يُدْخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ (84)} [المائدة: 84]،أي وما الذي يصدنا عن الإيمان ، وطريق القرآن ، واتباع خير الأنام ، وقد جاء بالآيات البينات ، والبراهين الساطعات ، والحجج القاطعات ، الدالة على نبوته وصدق رسالته ، والتي لا تقبل الشك والريب بحال ، وكلنا طمع ورجاء أن يدخلنا ربنا مع القوم الصالحين : أصحاب محمد – صلى الله عليه وسلم – الذين هم خير قرون هذه الأمة ديناً وإيماناً وصلاحاً وقياماً لله بالحق والعدل ، فقبل من هؤلاء القوم صدق إيمانهم واستجابتهم لنداء القرآن ، عندما سمعوه ،
    قال تعالى : {
    فَأَثَابَهُمُ اللَّهُ بِمَا قَالُوا جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ } [ المائدة : 85 ] . الذين أحسنوا إلى أنفسهم أولاً ، ثم أحسنوا في عبادة ربهم والاستجابة لنداء الفطرة ، وداعي الحق فكان جزاؤهم من جنس أعمالهم ، وذلك فضل الله يمُنُّ به على من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين . ([5]) هذا حال قوم من النصارى الذين وصفهم الله بقوله : {.. وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ (82)} [المائدة: 82]،

    ومع شدة عداوتهم ، وقوة مكرهم ، وعدم إنصافهم لهذا القرآن وللرسول – صلى الله عليه وسلم – أبى الله إلاّ أن يجعل هذا القرآن قوي الإعجاز ، نافذ التأثير في قلوب المشركين ، حتى وصفه أحد كبراء مشركي قريش بمكة ؛ وقد لامه البعض على لين جانبه وضعف مقاومته ، وهو الوليد بن المغيرة حيث قال جواباً لأبي جهل في وصف القرآن : ( فو الله ما منكم رجل أعرف بالأشعار منِّي ، ولا أعلم برجزه ، ولا بقصيده مني ، ولا بأشعار الجنِّ ، والله ما يشبه الذي يقول شيئاً من هذا ،
    والله إنَّ لقوله الذي يقول لحلاوة ، وإن عليه لطلاوة ، وإنه لمثمر أعلاه ، مغدق أسفله ، وإنه ليعلوا ولا يعلى ، وإنه ليحطّمُ ما تحته. فقال له أبو جهل : لا يرضى عنك قومك حتى تقول فيه . فقال الوليد: قف عني حتى أفكر فيه ، فلمّا فكّر ، قال : إن هذا سحر يؤثر ، يأثره عن غيره ،
    فنزلت : {ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا * وَجَعَلْتُ لَهُ مَالًا مَمْدُودًا * وَبَنِينَ شُهُودًا * وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيدًا} [المدثر: 11 - 14] ([6])

    ولم يختلف موقف مشركي المدينة عن أهل مكة إلاّ أن الأوس والخزرج كان فيهم من عقلائهم من هداه الله للإسلام على يد السفير الأول مصعب بن عمير – رضي الله عنه – وكانت الوسيلة هي سماع القرآن المعجز في لفظه ومعناه ، وذلك عندما تشاور سعد بن معاذ وأسيد بن حضير في شأن مصعب وأسعد بن زرارة وقد أسلم ، فاتفقا على أن يذهب أسيد أولا ثم كان ذهاب سعد ثانيا إلى أسعد بن زرارة وعنده مصعب بن عمير ، وكان موقفهما واحدا..فكان يقف عليهما متشمتاً ([7]) ،
    فقال : ما جاء بكما إلينا تسفهان ضعفاءنا ؟ اعتزلانا إن كانت لكما بأنفسكما حاجة . فقال له مصعب : أو تجلس فتسمع ، فإن رضيت أمراً قبلته ، وإن كرهته كف عنك ما تكره ، قال : أنصفت ، ثم ركز حربته وجلس إليهما ، فكلمه مصعب بالإسلام وقرأ عليه القرآن ، فقالا : فيما يذكر عنهما : والله لعرفنا في وجهه الإسلام قبل أن يتكلم ، في إشراقه وتسهله ، ثم قال : ما أحسن هذا الكلام ، وأجمله ! كيف تصنعون إذا أردتم أن تدخلوا في هذا الدين ؟ ) . ([8])

    فدخل الأنصار في دين الله أفواجاً ، فاعتبر أهل العلم بالمغازي والسير أن المدينة إنما فتحت بالقرآن ، أليس هذا دليلاً على إعجازه ؟ . ولا يختص تأثير القرآن العظيم بوقت نزوله فقط ، بل الأثر باقٍ ما بقي القرآن ومن يتلوه ، ففي العصر الحديث ينقل لنا أهل التجارب من علماء المسلمين وأدبائهم ومفكريهم ما شاهدوه من عجائب لا تنقضي خلال أسفارهم إلى بلاد الغرب ([9]) وإقامتهم لشعيرة الصلاة المفروضة على متن السفن في لجج البحار والمحيطات ،

    فهذا سيد قطب – رحمه الله – يروي لنا ما شاهده في أحد أسفاره فيقول : ( أذكر حادثاً وقع لي وكان عليه معي شهود ستة ، وذلك منذ حوالي خمسة عشر عاماً .. كان ستة نفر من المنتسبين إلى الإسلام على ظهر سفينة مصرية تمخر بنا عباب المحيط الأطلسي إلى نيويورك ؛ من بين عشرين ومائة راكب وراكبة أجانب ليس فيهم مسلم .. وخطر لنا أن نقيم صلاة الجمعة في المحيط على ظهر السفينة ! – والله يعلم – لم يكن بنا أن نقيم الصلاة ذاتها أكثر مِمَّا كان بنا حماسة دينية إزاء مبشر كان يزاول عمله على ظهر السفينة ؛ وحاول أن يزاول تبشيره معنا ! ..
    وقد يسّر لنا قائد السفينة – وكان إنجليزياً – أن نقيم صلاتنا ؛
    وسمح لبحارة السفينة وطهاتها وخدمها – وكلهم نوبيون مسلمون – أن يصلي منهم معنا من لا يكون في ( الخدمة ) وقت الصلاة ! وقد فرحوا بهذا فرحاً شديداً ، إذ كانت المرة الأولى التي تقام فيها صلاة الجمعة على السفينة .. وقمت بخطبة الجمعة وإمامة الصلاة ؛ والركاب الأجانب – معظمهم – متحلقون يرقبون صلاتنا ! .. وبعد الصلاة جاءنا كثيرون منهم يهنئوننا على نجاح ( القداس ) !!! فقد كان هذا أقصى ما يفهمونه من صلاتنا ! ولكن سيدة من هذا الحشد – عرفنا فيما بعد أنها يوغسلافية مسيحية ، هاربة من جحيم ( تيتو ) و شيوعيته ! – كانت شديدة التأثر والانفعال ، تفيض عيناها بالدمع ولا تتمالك مشاعرها . جاءت تشد على أيدينا بحرارة ؛ وتقول : - في إنجليزية ضعيفة – إنها لا تملك نفسها من التأثر العميق بصلاتنا هذه ، وما فيها من خشوع ونظام وروح ! ..

    وليس هذا موضع الشاهد في القصّة .. ولكن ذلك كان في قولها : أي لغة هذه التي كان يتحدث بها ( قسيسكم ) ! فالمسكينة لا تتصور أن يقيم الصلاة إلاّ قسيس – أو رجل دين – كما هو الحال عندها في المسيحية الكنسية ! وقد صححنا لها هذا الفهم ! .. وأجبناها ، فقالت : إن اللغة التي يتحدث بها ذات إيقاع عجيب ، وإن كنت لم أفهم منها حرفاً .. ثم كانت المفاجأة الحقيقية لنا وهي تقول : ولكن هذا ليس الموضوع الذي أريد أن أسأل عنه .. إن الموضوع الذي لفت حسي ، هو أن ( الإمام ) كانت ترد في أثناء كلامه – بهذه اللغة – فقرات من نوع آخر غير بقية كلامه ! نوع أكثر عمقاً وإيقاعاً .. هذه الفقرات الخاصّة كانت تُحْدِثْ فيّ رعشة وقشعريرة ! إنها شيء آخر ! كما لو كان – الإمام – مملوءاً من الروح القدس ! – حسب تعبيرها المستمد من مسيحيتها ! – وتفكرنا قليلاً .
    ثم أدركنا أنها تعني الآيات القرآنية التي وردت في أثناء الخطبة وفي أثناء الصّلاة ! وكانت – مع ذلك – مفاجأة لنا تدعو إلى الدهشة ، من سيدة لا تفهم مِمَّا نقول شيئاً ! وليست هذه قاعدة كما قلت . ولكن وقوع هذه – الحادثة ووقوع أمثالها مِمَّا ذكره لي غير واحد – ذو دلالة على أن في هذا القرآن سرّاً آخر تلتقطه بعض القلوب لمجرد تلاوته . ) ([10])


    ويلفت النظر إلى هذا الإعجاز التأثيري للقرآن المجيد وأهميته في حياة الأمة ودعاتها ، الأستاذ عبد الكريم الخطيب فيقول : ( هذا الإعجاز ، هو الذي ينبغي أن نبحث عنه ، وأن ننظر إلى شواهده في آيات القرآن وكلماته ، كما كان ينظر إليها أولئك الذين سمعوا كلمات الله لأول مرة ، قبل أن يدخلوا في الإسلام ، فبهرهم القرآن ، وملك وجودهم وأخرس ألسنتهم . ) ([11])
    وقد شهد بهذا اللون من ألوان الإعجاز القرآني ثلة من علماء الغرب – منهم من أسلم ومنهم من بقي على كفره – سجَّلوا شهادتهم بأن كلام الله ليس ككلام أَحَدٍ من البشر ، وتأثيره لا يقارن بتأثير غيره من الكلام مهما بلغ في فصاحته وأسلوبه ونظمه ، فنجد العالم الفرنسي ( الفونس إتيين دينيه ) – ت 1929م بباريس – يقول عن القرآن : ( ... فقد أتى محمد بمعجزة . إنها المعجزة الوحيدة التي مُنِحَتْ له ، ([12]) .


    ولكنها معجزة أَقَضَّتْ مضاجع المشركين . وأعني بها (( آيات القرآن )) . ولعل القارئ يلاحظ أن معنى ( آيات ) : ( العلامات المعجزة ) .

    إن معجزات الأنبياء الذين سبقوا محمَّداً كانت في الواقع معجزات وقتية ، وبالتالي معرضة للنسيان السريع . بينما نستطيع أن نسمي معجزة الآيات القرآنية ( المعجزة الخالدة ) ؛ ذلك أن تأثيرها دائم ومفعولها مستمر ، ومن اليسير على المؤمن في كل زمان وفي كل مكان أن يرى هذه المعجزة بمجرد تلاوة كتاب الله . وفي هذه المعجزة نجد التعليل الشافي للانتشار الهائل الذي أحرزه الإسلام ؛ ذلك الانتشار الذي لا يدرك سببه الأوربيون ؛ لأنهم يجهلون القرآن ،
    أو لأنهم لا يعرفونه إلاّ من خلال ترجمات لا تنبض بالحياة فضلاً عن أنها غير دقيقة . إن الجاذبية الساحرة التي يمتاز بها هذا الكتاب ، الفريد بين أمهات الكتب العالمية ، لا تحتاج مِنَّا – نحن المسلمين – إلى تعليل ؛ ذلك أننا نؤمن بأنه كلام الله أنزله على رسوله ... ) ([13])

    ويقول الكونت هنري كاستري في شأن القرآن : ( والعقل يحار كيف يتأتى أن تصدر تلك الآيات عن رجل أُمي ، وقد اعترف الشرق قاطبة بأنها آيات يعجز فكر بني الإنسان عن الإتيان بمثلها لفظاً ومعنى ) . ([14]) ونجد السيد محمَّد رشيد رضا ينقل اعترافات كبار المترجمين للقرآن من اللغة العربية إلى اللغات الغربية ، فيقول : ( وقد اعترف لي ولغيري بهذا – أي قصور اللغات الأخرى عن الوفاء بكل معاني القرآن – ( محمد مادماديوك بكتل ) الذي ترجمه بالإنجليزية وجاء مصر منذ ثلاث سنوات فعرض على بعض علماء العربية ، المتقنين للغة الإنجليزية ما رأى أنه عجز عن أداء معناه منه ، وصحح بمساعدتهم ما ذاكرهم فيه .
    واعترف بذلك قبله الدكتور : ماردريس المستشرق الفرنسي الذي كلفته وزارتا الخارجية والمعارف الفرنسية لدولته ترجمة 62 سورة من السور الطوال والمئين والمفصل التي لا تكرار فيها ففعل ، فقد قال في مقدمة ترجمته التي صدرت سنة 1926م ما معناه بالعربية : ( أمَّا أسلوب القرآن فإنه أسلوب الخالق جلَّ وعلا ، فإن الأسلوب الذي ينطوي على كنه الكائن الذي صدر عنه هذا الأسلوب لا يكون إلاّ إلهياً ، والحق الواقع أّنَّ أكثر الكتَّاب ارتياباً وشكاً قد خضعوا لسلطان تأثيره ( في الأصل : تأثير سحره – يعني تأثيره الذي يشبه السحر في كونه لا يعرف له سبب عادي ) وأن سلطانه على الثلاثمائة الملايين من المسلمين المنتشرين على سطح المعمورة لبالغ الحد الذي جعل أجانب المبشرين يعترفون بالإجماع بعدم إمكان إثبات حادثة واحدة محققة ارتّدَّ فيها أحد المسلمين عن دينه إلى الآن . ) ([15])

    أمَّا حال أولياء الله الأبرار مع كلام الجبار – جل في علاه – فلا يقدر قدره إلاّ الملك الغفَّار – سبحانه وتعالى – الذي وصف حالهم عند سماع الآيات التي هي أحسن الحديث فقال : {
    اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ } [ الزمر : 23 ] ، قال قتادة – رحمه الله - : ( هذا نعت أولياء الله ، نعتهم الله عز وجل بأن تقشعر جلودهم وتبكي أعينهم ، وتطمئنّ قلوبهم إلى ذكر الله ولم ينعتهم بذهاب عقولهم والغشيان عليهم إنما هذا في أهل البدع ، وهذا من الشيطان . ) ([16]) والاقشعرار : ( التقبُّض يقال اقشعرَّ الجلد إذا تقبَّض تقبضاً شديداً, وتركيبه من القشع وهو الأديم اليابس ، يقال : اقشعرّ جلده وقَفّ شعره ، إذا عرض له خوف شديد من أمر هائل دهمه بغتة ، والمراد تصوير خوفهم بذكر لوازمه المحسوسة ويطلق عليه التمثيل وإن كان من باب الكناية . ) ([17])
    وهذا الوصف لجلود المؤمنين عند سماعهم كلام الله – جل في علاه - ؛ لما اشتمل عليه القرآن من الوعد والوعيد ، والتخويف والتهديد ، والقصص والمثلات ، ومصير السعداء والأشقياء ، وغير ذلك ، ثم يَعْقُبُ تلك القشعريرة ، وذلك الخوف والوجل ، اللين والطمأنينة للجلود والقلوب فحالهم يختلف عن حال غيرهم من عدة وجوه : أحدها : أن سماع هؤلاء هو تلاوة الآيات ، وسماع غيرهم نغمات الأبيات من أصوات القينات الناعمات ، وتلحين المغنين مصحوباً بالآلات . الثاني : أن حال الأبرار إذا تليت عليهم آيات الرحمن خروا سجداً وبكياً ، بأدب جَمّ ، وخشية ورجاء ، ومحبة وفهم وعلم ، بخلاف أهل الغفلة ، المتشاغلين عند سماع القرآن بغيره ، فلا يحدث لهم من الأثر ما حدث للأولين . الثالث : أن أهل الإيمان يلزمون الأدب عند سماعها ، كما كان الصحابة – رضي الله عنهم – عند سماعهم كلام الله تعالى من تلاوة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – تقشعر جلودهم ثم تلين مع قلوبهم إلى ذكر الله . ولم يكن حالهم كحال من يصرخون ويُصْرَعون ويغشى عليهم ؛ يتكلفون ما ليس فيهم ، وما ذاك إلاّ من فعل الشياطين بهم – كما قال قتادة – رحمه الله - ، بل عند أولياء الله من الثبات والسكون والأدب والخشية ما لا يلحقهم أحد في ذلك . ([18])

    يقول سيد قطب – رحمه الله - : ( وهذه الآية تصور حقيقة القلوب التي تتلقى الإسلام فتنشرح له وتندى به . وتصور حالها مع الله . حال الانشراح والتفتح والنداوة والبشاشة ، والإشراق والإنارة ... والذين يخشون ربهم ويتقونه ، ويعيشون في حذر وخشية ، وفي تطلع ورجاء ، يتلقون هذا الذكر في وجل وارتعاش ، وفي تأثر شديد تقشعر منه الجلود ؛ ثم تهدأ نفوسهم ، وتأنس قلوبهم بهذا الذكر ، فتلين جلودهم وقلوبهم وتطمئن إلى ذكر الله . وهي صورة حساسة ترسمها الكلمات ، فتكاد تشخص فيها الحركات . {
    ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ} ، فما ترتعش القلوب هكذا إلاّ حين تحركها إصبع الرحمن إلى الهدى والاستجابة والإشراق . ) ([19])
    وقد عَدَّ الإمام الخطّابي – رحمه الله – الإعجاز التأثيري – وبخاصَّة في القلوب – أحد وجوه الإعجاز وختم به رسالته القيمة في هذا الفن ، فقال : ( قلت : في إعجاز القرآن وجهٌ آخر ذهب عنه الناس فلا يكاد يعرفه إلاّ الشاذ من آحادهم ، وذلك صنيعه بالقلوب وتأثيره في النفوس ، فإنك لا تسمع كلاماً غير القرآن منظوماً ولا منثوراً ، إذا قرع السمع خلص له إلى القلب من اللذة والحلاوة في حال ،

    ومن الروعة والمهابة في أخرى ما يخلص منه إليه ، تستبشر به النفوس وتنشرح له الصدور ، حتى إذا أخذت حظها منه عادت مرتاعة قد عراها الوجيب([20]) والقلق ، وتغشاها الخوف والغرق ، تقشعر منه الجلود ، وتنزعج له القلوب ، يحول بين النفس وبين مضمراتها وعقائدها الراسخة فيها ، فكم من عدو للرسول – صلى الله عليه وسلم – من رجال العرب وفتاكها أقبلوا يريدون اغتياله وقتله فسمعوا آيات من القرآن فلم يلبثوا حين وقعت في مسامعهم أن يتحولوا عن رأيهم الأول وأن يركنوا إلى مسالمته ، ويدخلوا في دينه ، وصارت عداوتهم موالاة ، وكفرهم إيماناً . ) ([21])

    وعند المقارنة بين تأثير القرآن الكريم في أمة العرب ، وتأثير التوراة في بني إسرائيل ، يظهر البون شاسعاً ، فهذا موسى – صلى الله عليه وسلم – عالج بني إسرائيل ومكث فيهم زمناً طويلاً في مصر ، ثم هاجر بهم بإذن ربه قاصداً بيت المقدس واتجه إلى البحر الأحمر ، ولحق بهم فرعون وجنوده ، وتحقق لموسى ذلك الإعجاز العظيم ، عندما ضرب البحر بعصاه فتحولت الأمواج المتلاطمة إلى جبال من الماء متماسكة ؛ وقاع البحر طريقاً يبساً ، فأهلك الله فرعون وجنوده ، ونجى موسى وقومه . ودخل بنو إسرائيل مع موسى مرحلة جديدة ، تختلف في ظروفها ومعطياتها ، في أسبابها ونتائجها ، إنها ( مرحلة التيه ) ولمدة أربعين سنة في صحراء سيناء القاحلة ، وفيها يلقى موسى ربه ، ويخلفه في بني إسرائيل فتاه ( يوشع بن نون ) يقود المسيرة بجيل جديد نشأ في أرض جديدة ، ولم يكن مثل آبائه الذين أثر في نفوسهم جبروت فرعون واستعباده لهم ، فدخل بهم نبيُ الله يوشع بيت المقدس ، وتخلف عنه آخرون ، وعند النظر في مدة مسيرة دعوة التوراة من أول عهد موسى إلى عهد الفتى يوشع ؛ لا تقاس بمدة بعثة محمد – صلى الله عليه وسلم – التي لم تتجاوز الثلاث والعشرين سنة على الأكثر ، فقد تغير وجه التاريخ في جزيرة العرب ، ودان أهل الجزيرة وأطرافها الشمالية لهدي القرآن ،

    وأثر هذا الكتاب في أخلاق العرب وعاداتهم ، وأنشأ لهم عقيدة سامية ، فحررهم في أكبر العقائد ( عقيدة التوحيد والألوهية ) ، وأخضعهم للحاكمية والتشريع المطلق لله – تبارك وتعالى – يقول سيد قطب – رحمه الله - : ( لقد اعتبر الإسلام قضية التوحيد هي قضيته الأولى وقضيته الكبرى توحيد الألوهية وإفرادها بخصائصها والاعتراف بها لله وحده ، وشمول العبودية لكل شيء ولكل حي ، وتجريدها من خصائص الألوهية جميعاً . فالتوحيد – على هذا المستوى وفي هذا الشمول – هو مقوم الإسلام الأول . كما أنه انتهى إلى أن يكون من خصائصه المميزة . ) ([22]) ويقول – رحمه الله – عن قضية الفصل بين الألوهية والعبودية : ( إن التصور الإسلامي يفصل فصلاً تامّاً بين طبيعة الألوهية وطبيعة العبودية وبين مقام الألوهية ومقام العبودية ، وبين خصائص الألوهية وخصائص العبودية فهما لا يتماثلان ولا يتداخلان . ) ([23])

    في الحقيقة لا وجه للمقارنة بين الأمتين ، أمة العرب وبني إسرائيل ، وبين الكتابين القرآن والتوراة – وإن كان كلا الكتابين من عند الله تبارك وتعالى – ( فأين بنوا إسرائيل من أصحاب محمد – صلى الله عليه وسلم – الذين تربوا بسماع القرآن وترتيله وتدبره ، في رسوخهم في الإيمان وصبرهم على أذى المشركين واضطهادهم إياهم ليفتنوهم عن دينهم ، ثم مجاهدتهم لهم عند الإمكان بعد الهجرة ، ومجاهدة أعوانهم من أهل الكتاب ( اليهود ) وتطهيرهم الحجاز وسائر جزيرة العرب من كفر الفريقين في عهده – صلى الله عليه وسلم – وقد كانت مدة البعثة المحمدية كلها عشرين سنة([24]) أي نصف مدة التيه ، وكان ذهب نصفها في الدعوة ، وتبليغ الدين للأفراد بمكة ، والنصف الآخر هو الذي تم فيه الانقلاب العربي من تشريع وتنفيذ وجهاد وفتح وتأسيس ) . ([25])
    وفي هذا يقول أبو بكر الباقلاّني – رحمه الله - : ( ولو لم يكن من أعظم شأنه إلاّ أنه طبق الأرض أنواره ، وجلل الآفاق ضياؤه ، ونفذ في العالم حكمه ، وقبل في الدنيا رسمه ، وطمس ظلام الكفر بعد أن كان مضروب الرواق([26]) ، ممدود الأطناب([27]) مبسوط الباع ، مرفوع العماد ، ليس على الأرض من يعرف الله حق معرفته أو يعبده حق عبادته ، أو يدين بعظمته ، أو يعلم علو جلالته ، أو يتفكر في حكمته ،
    لكن كما وصفه الله تعالى جل ذكره من أنه نور فقال:{وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ(52)}[الشورى: 52].([28]) بل إن الباحث المنصف لتلك الدعوتين وتينك الرسالتين يجد أن الصحابة وتلاميذهم قد فتحوا نصف الكرة الأرضية في زهاء نصف قرن من الزمان ، أي يزيد على مدة التيه بعشر سنوات ، ما كان هذا ليحدث إلاّ ببركة القرآن وآثاره في حياة الأمة ، حتى غَيَّرَ نظرتها نحو الكون والحياة والإنسان . ([29]) ومع هذا لم يكن القرآن كأي كتاب من الكتب العلمية والقوانين الوضعية التي يخضع لها البشر بما يتماشى مع أهوائهم ، لكن القرآن غيَّرَ ما بأنفس العرب من تصورات ومقررات وركام من العادات والتقاليد ، والأخلاق والشيم ،

    فاستجاب القوم لنداءات القرآن ، وهدي الإسلام ، فارتفعوا في مقامات العبودية ، ونهلوا من معين الوحي ما زكت به قلوبهم ونفوسهم فكانت من مِنَنِ الله – جل وعلا – على هذه الأمة كما قال تعالى : {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (164)} [آل عمران: 164] ، وفي سورة الجمعة قال تعالى : {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (2) } [الجمعة: 2]،
    فَلَمَّا زكت هذه الأمة وكملت في رقيها وكمل لها دينها ، قامت بنقل هذا التأثير للقرآن الكريم إلى أمم العجم والروم وغيرهما ، وفقاً لسنة الله الكونية والشرعية في إخراج هذه الأمة لتكون خير أمة أخرجت للبشرية ففيها القدوة والأسوة ؛ يوم أن كانت قائمة بأمر الله وبحق هذه الخيرية {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ (110)} [آل عمران: 110].

    ولم تكن وسيلة العرب في سياسة الأمم التي دخلت في دين الله أفواجاً ؛ وإدارتها إلاّ هذا القرآن والأسوة الحسنة في المعلم الأول ، والحاكم العادل – صلى الله عليه وسلم – وخلفائه الراشدين ، وورثة علم النُّبوَّة والحكمة ([30]) ، فدانت لحكمهم العرب ، وَذَلّتْ وغلبت قوتهم قوة الروم والعجم ، فلا عِزَّ إلاّ بالقرآن ، ولا نصر إلاّ بالتوحيد ، ولا رفعة إلاّ بالسنة ، فطريق الخلاص لأمة الإسلام اليوم مِمَّا حل بها هو مسلك القرآن ، ونبراس الإسلام ، فنحن قوم أعزنا الله بهذا الدين ، فإن ابتغينا العزة بما سواه ؛ أركسنا الله في الذل والهوان ، ولا حول ولا قوة إلاّ بالله العزيز القهار ، الذي حكم في كتابه بحكم لا يتبَدَّل ولا يتغيَّر ، {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ..(55)} [النور: 55].



    منقول
    للكاتب : د. أحمد بن محمد القرشي
    التعديل الأخير تم بواسطة بذور الزهور; الساعة 25-11-2013, 06:52 PM. سبب آخر: تكبير الخط وتعديل كتابة بعض الآيات

  • #2
    رد: الإعجاز التأثيري للقرآن الكريم

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    جزاكم الله خيرًا ونفع بكم




    "اللهم إني أمتك بنت أمتك بنت عبدك فلا تنساني
    وتولني فيمن توليت"

    "وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ"الشورى:36

    تعليق


    • #3
      رد: الإعجاز التأثيري للقرآن الكريم

      جزاكم الله خيرا

      بارك الله فيكم

      ننتظر منكم المزيد



      اللهم أرزقني الهداية والثبات حتى الممات

      وأرزق أبو رفيدة من حيث لا يحتسب

      وأرزقني وزوجي وإبنتي حجة في السنة المقبلة يـــــارب









      تعليق

      يعمل...
      X