إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

تفسير [ الرحمن الرحيم ] ، من معاني الرحمة : [ المطر ] : الشيخ زيد البحري

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تفسير [ الرحمن الرحيم ] ، من معاني الرحمة : [ المطر ] : الشيخ زيد البحري



    تفسير البسملة
    [ 20 ]



    تفسير اسمي الله :


    الرحمن الرحيم ( 7 )



    من معاني الرحمة في القرآن :



    المطر ( 1)

    فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري

    www.albahre.com

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


    مازال الحديث متواصلا حول معاني الرحمة في كتاب الله عز وجل



    ذكر طرف من هذه المعاني في الليالي الماضية

    ونتحدث في هذه الليلة عن بعض من هذه المعاني :

    فمن معاني الرحمة في القرآن :

    المطر

    تأتي الرحمة في القرآن بمعنى المطر


    ما الأدلة على هذا ؟



    قال تعالى :

    ((وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ ))


    يعني : يرسل الرياح قدام المطر

    فإذاجاءت هذه الريح فإنها علامة وبشارة على نزول هذه الرحمة التي هي المطر

    قال تعالى :

    ((وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ ))

    الرحمة هنا : هي المطر

    قال تعالى :

    (({فَانظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا ))

    الرحمة هنا بمعنى : المطر

    والآيات في هذا المعنى كثيرة


    ولذا :



    النبي عليه الصلاة والسلام – إذا نزل المطر قال : (( رحمة )) كما في صحيح مسلم

    لذا :

    من السنة – عبد الله – إذا نزل المطر من السنة أن تقول في جملة ما تقول من الأذكار عند نزول المطر تقول : (( رحمة ))

    معناها :هذه رحمة

    أي هذا المطر رحمة

    وهذا المطر : الذي وصفه جل وعلا بأنه رحمة هو من رحمة الله عز وجل





    ولذا جاء في الصحيحين :



    أنه يندب للإنسان حينما ينزل المطر أو حينما ينتهي المطر يقول : مطرنا بفضل الله ورحمته



    إذاً :



    المطر رحمة


    من رحمة الله عز وجل

    إذا كان هذا المطر من رحمة الله عز وجل ووصف بأنه رحمة ترى ما هي الصور التي يمكن أن نستحضرها في هذا المقام والتي تبين لنا أن هذا المطر رحمة من الله وأنه في الحقيقة هو رحمة ؟


    من الصور :


    أن هذا المطر قد جبل الله النفوس على الفرح والاستبشار به إذا نزل


    حتى الأطفال إذا نزل المطر وهم لا يعرفون ما وراء هذا المطر

    إذا نزل المطر تجد اللعب

    تجد الفرحة تعلو وجوههم

    إذا ً :

    هذا لا شك أنه رحمة من الله أن يدخل السرور على نفسك وعلى أولادك وعلى أسرتك

    إذاً : صدق أن يكون هذا المطر رحمة

    قال تعالى :


    (( فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ{48} وَإِن كَانُوا مِن قَبْلِ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْهِم مِّن قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ{49} ))



    من صور رحمة هذا المطر :



    وهي من أجل الصور

    ومن أجل الأمور :


    أن هذا المطر يذكرك باليوم الآخر :

    واقرأ كتاب الله وإذا رأيت المطر مذكورا تجد أن بعد ذكر المطر يأتي ذكرالبعث والنشور :


    ((فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ{48} )) إلى أن قال : ((فَانظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ{50} ))


    ((وَأَنزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاء ثَجَّاجًا{14} لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَبَاتًا{15} وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا{16} ))


    ما الذي بعدها ؟


    ((إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتاً{17} ))

    ((وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ } ))


    ما الذي بعدها ؟



    {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } الحج6

    قال تعالى :

    {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } فصلت39


    ((فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ إِلَى طَعَامِهِ{24} أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاء صَبًّا{25} ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا{26} فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبًّا{27} وَعِنَبًا وَقَضْبًا{28} وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا{29} وَحَدَائِقَ غُلْبًا{30} وَفَاكِهَةً وَأَبًّا{31} مَّتَاعًا لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ{32} فَإِذَا جَاءتِ الصَّاخَّةُ{33} ))


    إذاً /:

    إذا نزل المطر يحيي هذه الأرض الميتة

    فإذا كان الله عز وجل قادرا على أن يحيي هذه الأرض الميتة بالمطر فهو قادر على إعادة الخلق مرة أخرى




    من صور رحمة هذا المطر :



    أنه رحمة بالأغنياء


    فإن الأغنياء :


    وهم أصحاب المواشي أصحاب الأنعام من إبل وغنم :

    إذا نزل المطر ما العائد الذي يعود عليهم ؟

    المياه


    تحصل غدران يشربون منها وتشرب منها بهائمهم
    ينبت هذا المطر العشب فترعى من ذلك بهائمهم
    فيكون بذلك المطر رحمة لهم
    إذ إنهم يستبقون أموالهم التي ينفقونها على بهائمهم إذا اشتروا أعلافا لها
    فإذا كانت هناك زهور وعشب وكان هناك ربيع فإنهم يكفون المئونة وليسأل أهل هذه البهائم : كيف يرحمهم الله جل وعلا بنزول هذا المطر ؟


    ولذا قال تعالى :


    ((وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَامًا وَأَنَاسِيَّ كَثِيرًا )) الفرقان49
    فيكون هذا المطر رحمة بهؤلاء

    ومن صور رحمة هذا المطر :


    أنه رحمة للفقير :
    كيف ؟


    هذا الفقير له حق من الزكاة في السائمة من بهيمة الأنعام
    هذا الغني إذا أرعى إبله في الصحراء السنة أو أكثر السنة فإن الزكاة تلزمه في الإبل وفي البقر وفي الغنم
    كما هو محدد في كتب الفقه
    فإذا أنزل الله هذا المطر رحم الله به هذا الفقير
    فإنه يجب على هذا الغني وهو صاحب البهائم أن يعطي هذا الفقير حقه من الزكاة


    ومن ثم :
    يكون المطر رحمة له


    ((هُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لَّكُم مِّنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ{10} ))


    يعني :
    ترعى فيه دوابكم


    من صور رحمة هذا المطر :


    أنه رحمة بالبهائم
    ولذا هذه البهائم إذا جفت الأرض ويبست الأرض وحصل القحط يقول بعض التابعين : " إن البهائم لتلعن عصاة بني آدم إذا حبس المطر من السماء "


    ولذا قال تعالى :
    ((ظَهَرَ الْفَسَادُ ))


    الفساد عام :
    ولكن بعض المفسرين يقول :


    من بين هذا الفساد – وهو قول له حقه وحظه من الصواب – " أن الفساد هنا هو وجود القحط بسبب المعاصي:


    ((ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ ))
    فيحصل القحط وهو الفساد
    فإذا جاء هذا المطر رحم الله به الدواب


    من صور رحمة هذا المطر :
    أنه سبب بإذن الله إلى أن يرجع العباد إلى ربهم
    كيف ؟
    تصور لو أن الأرض أجدبت بسبب منع السماء المطر
    تصور :
    لو أن الناس لم تكن لديهم هذه المياه المحلاة
    ما الذي يكون حال الناس ؟
    حال بؤس
    ضعف
    هوان
    فتصور :


    لو أن المطر انحبس عن الناس سنة سنتين ثلاث أربع سنوات ؟


    سيحتاج الكل إلى الماء
    فإن العاصي وهو العاصي سيلجأ إلى ربه
    ومن ثم :
    إذا حصل القحط تشرع صلاة الاستسقاء
    ما الدليل على أن المطر رحمة إذا امسك ؟
    سبحان الله!



    إذا أمسك يكون رحمة ؟

    نعم إذا امسك يكون رحمة
    {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ }الروم41
    لعلهم يرجعون إلى ربهم


    من صور رحمة هذا المطر :
    أن هواة الصيد يستبشرون به
    لأن الأرض إذا انبتت
    ما الذي يكون لهذا الصيد ؟
    يسمن ويكثر

    ولذا :
    لهواة صيد الضِباب( مفرد ضب ) ينتعشون إذا جاء هذا المطر ولاسيما في بلادنا فإن الناس اشتهروا بصيد الضباب
    فإذا رأوا مثل هذا الضب أو رأى مثل هذا الصيد فإنه يستبشر
    ولا شك أن هذا رحمة من الله له


    لكن شغف الإنسان بالصيد منهي عنه :
    لأن النبي عليه الصلاة والسلام قال :
    (( مَن سكَنَ الباديةَ جفا ، ومَن اتَّبَعَ الصيدَ غَفَلَ)صححه الألباني
    الإنسان يكون معتدلا في ذلك



    ومن صور رحمة هذا المطر :



    أنه يطهر الجو
    ولاسيما في هذا الزمن الذي كثرت فيه الحروب قرب بلادنا :
    في العراق
    وفي فلسطين


    وما كان في السابق في الكويت
    و ما شابه ذلك فإن هذه الحروب تخلف عديما من عديمات الطائرات والحروب
    ومن ثم :


    فإن الناس قد يمرضون بهذا الداء
    فإذا نزل المطر طهر
    أليست هذه رحمة ؟

    بلى والله إنها لرحمة


    ((وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا )) الفرقان48


    هو طهور في ذات

    بل إن طهوريته

    لو رأيت ماء نزل من السماء قد تغير لونه فلتعلم أنه طهور

    ويجوز لك أن تتوضأ به وأن تزيل به النجاسة :

    لأن الله قال : ((وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا )) الفرقان48


    هو في ذاته طهور

    ثم هو مطهر

    مطهر للأجواء

    مطهر حتى للقلوب

    ولذلك :

    بعض كبار السن ممن منّ الله عليه بالخشوع والتوفيق إذا قيل له : جاء الغيث قال : نسأل الله أن يغيث قلوبنا

    فإن المطر غيث للقلوب


    بل به ينتصر المسلمون على الأعداء :



    قال تعالى :

    ((إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ )) :

    في غزوة " بدر " استولى المشركون على المياه القريبة منهم وبقي المسلمون لا ماء لهم

    والأرض رملة تسيخ فيها أقدام الإبل والخيول

    قال جل وعلا من باب النصر والتأييد لخلقه :

    قال :

    {إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّن السَّمَاء مَاء لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَامَ }الأنفال11

    ترى الربط على القلب من أهم ما يكون فيالمواقف الصعبة

    نعم

    ولذلك : اسأل ربك أن يربط على قلبك


    ولذلك :



    أم موسى لما علمت بأن ابنها موسى قد وصل إلى فرعون الطاغية :

    (( إِن كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَن رَّبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ )) القصص10

    الفتية لما قاموا وصدعوا بالحق عند ذلك الملك الكافر في سورة الكهف :

    ((إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى{13} وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ))

    إذاً :

    سبحان الله!

    هذا المطر يربط القلب

    وهذه من أعظم ما يكون من النعم

    ((وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَامَ )) الأنفال11


    من صور رحمة هذا المطر :



    أنه مبارك

    بركة

    ويكفي من بركاته ما سبق ذكره آنفا

    ما الدليل :؟

    {وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُّبَارَكًا فَأَنبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ }ق9


    صور متعددة

    والعاقل يتأمل ويتدبر

    فإن الله إذا وصف شيئا بأنه رحمة فلتعلم بأنه من رحمته هو جل وعلا

    وعند التأمل والتدبر يظهر الشيء الكثير


    التعديل الأخير تم بواسطة بذور الزهور; الساعة 25-04-2015, 12:34 AM. سبب آخر: تعديل الخط

  • #2
    تفسير [ الرحمن الرحيم ] ( 8 ) / من معاني الرحمة : [ المطر ( 2 ) ] : الشيخ زيد البحري

    تفسير البسملة ( 21 )

    تفسير اسمي الله :

    [ الرحمن الرحيم ] ( 8 )


    من معاني الرحمة في القرآن :


    المطر ( 2 )

    فضيلة الشيخ :

    زيد بن مسفر البحري


    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


    تحدثنا في الليلة الماضية عن معنى من معاني الرحمة الواردة في كتاب الله عز وجل :


    وقلنا :

    إن من بين هذه المعاني الواردة في القرآن :

    المطر

    وذكرنا أوجها وصورا من الصور التي يكون فيها المطر رحمة

    لكن :

    لو قال قائل :

    كيف يكون المطر رحمة إذا تتابع وتكاثر نزوله وسبب أضرارا كيف يكون رحمة ؟

    هذا في ظاهره قد يعارض ما جاء ذكره في القرآن ووصف بأنه رحمة


    فالجواب عن هذا :


    أن نزول هذا المطر والناجم منه الأضرار التي تحصل بالبشر هو في الحقيقة رحمة

    كيف يكون رحمة ؟

    يكون رحمة لأن الناس حينها يهرعون إلى ما يسمى بالاستصحاء


    هناك :
    استسقاء


    وهناك : استصحاء

    الاستسقاء يشرع عند : عدم المطر


    والاستصحاء
    يشرع عند : خوف الضررمن هذا المطر


    كما فعل النبي عليه الصلاة والسلام لما جاءه ذلك الأعرابي كما جاء في الصحيحين : وسأل النبي عليه الصلاة والسلام : أن يسأل ربه أن يسقيه المطر .

    فدعا النبي عليه الصلاة والسلام فأتت سحب فأمطرت المدينة أسبوعا كاملا

    فجاء هذا الرجل أو غيره جاء إلى النبي عليه الصلاة والسلام وخاف أن يحدث هذا المطر أضرارا


    فماذا قال ؟


    قال : (( ادع الله أن يحبسه عنا ))

    فلم يدع النبي عليه الصلاة والسلام أن يحبس المطر :

    لأن في نزول المطر خيرا

    لكنه عليه الصلاة والسلام رفع يديه يستصحي


    فماذا قال ؟


    قال :

    (( اللهم حوالينا ولا علينا ، اللهم على بطون الأودية ومنابت الشجر وعلى الآكام ))

    لأن مثل هذه المواطن إذا نزل عليها المطر انبتت العشب


    إذاً :


    يكون من هذا الوجه يكون المطر رحمة على العباد

    ولذا :

    الأعاصير والأمطار الغزيرة التي تنزل على الكفار وتحدث ما تحدث من إغراق البشر ومن تهدم البنيان ومن تعطل الحياة ، هذا فيه خير لهؤلاء الكفار

    نعم فيه خير

    نحن نرى هذه الدول الكافرة ينزل عليها المطر في غالب أحوالها دون أن تكون هناك أضرار


    وهذا المطر نزوله عليهم بهذه الصورة هم رحمة لهم


    لم ؟

    لأن الله رحم هؤلاء الكفار في هذه الدنيا فأعطاهم هذا المطر المحبوب إلى النفوس

    ولذا :

    النبي عليه الصلاة والسلام :

    كما جاء في صحيح مسلم قال :
    (( الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر ))



    فإذا سرحت بصرك في تلك البلاد وجدت العشب وجدت الأمطار وجدت كل ما يبهر العقل وتستلذ به العين ، ولكنه سرعان ما يزول لأنه في هذه الدنيا الفانية :


    ((إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاء أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ ))

    فهو يذهب ويزول

    ((فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالأَنْعَامُحَتَّىَ إِذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً فَجَعَلْنَاهَا حَصِيداً كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ ))


    ما الذي بعدها ؟


    ((كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ))

    لكن ما الخضرة الباقية ؟

    ما الذي بعدها ؟

    {وَاللّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلاَمِ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }


    تأتي هذه الأمطار بغزارة فتغرق من تغرق في هذه الدول الكافرة


    ولاشك أن في هذا رحمة لهم

    كيف؟

    يكون المطر رحمة لهم من وجهين :

    الوجه الأول :

    إما أن يعتبر من يعتبر من هؤلاء فيخاف ويفزع إلى الله ويتوب إليه ويسلم

    ولاشك أن هذا المطر من أعظم الرحمات على هذا الذي أسلم

    وإن لم يسلم :

    فإن في نزول هذا المطر رحمة بنا نحن المسلمين لأن إغراق مثل هذه الدول الكافرة فيه مصلحة للأمة الإسلامية

    ولذا :الله جل وعلا نصر عبده نوحا بالمطر بالماء

    نصره بالمطر

    قال تعالى :

    ((فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاء ))

    لم يقل بابا

    لا

    بل أبواب

    ((فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاء بِمَاء مُّنْهَمِرٍ{11} وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُوناً فَالْتَقَى الْمَاء ))

    التقى ماء السماء بماء الأرض

    ((فَالْتَقَى الْمَاء عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ{12} ))

    يعني: قدره الله عز وجل في الأزل من إغراق هؤلاء ونجاة نوح

    ولذا :

    ابنه لما قال له :

    ((يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلاَ تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ{42} قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاء ))

    ماذا قال له نوح ؟

    ((قَالَ لاَ عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللّهِ إِلاَّ مَن رَّحِمَ ))

    انظروا قال : ((إِلاَّ مَن رَّحِمَ ))

    إلا من رحمه الله كنوح ومن آمن معه (( وما آمن معه إلا قليل ))

    فأغرق الله جل وعلا هؤلاء القوم

    ويكون هذا المطر رحمة بالأمة ورحمة بالمسلمين

    والله عز وجل قادر على كل شيء


    ولذلك :


    في قصة نوح :

    لما تقرأ أواخر قصة نوح في أي سورة من السور مثلا نأتي إلى سورة القمر:

    (( فَالْتَقَى الْمَاء عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ{12} ))


    من هم المرحومون ؟


    نوح ومن معه

    ((فَالْتَقَى الْمَاء عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ{12} وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ{13} ))

    حملناه على سفينة ذات ألواح ودسر : يعني مسامير

    ((تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاء لِّمَن كَانَ كُفِرَ{14} وَلَقَد تَّرَكْنَاهَا آيَةً فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ{15} ))

    آية وعبرة وعظة

    إذاً :

    في هذا المطر رحمة

    لأنه يعظ قلبك فلاشك انه رحمة


    ولذا قال تعالى :


    ((فَاسْلُكْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ مِنْهُمْ وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ{27} فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنتَ وَمَن مَّعَكَ عَلَى الْفُلْكِ فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانَا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ{28} وَقُل رَّبِّ أَنزِلْنِي مُنزَلاً مُّبَارَكاً وَأَنتَ خَيْرُ الْمُنزِلِينَ{29}))

    الآية الأخرى التي في سورة العنكبوت:

    ((وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَاماً فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ{14} فَأَنجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ وَجَعَلْنَاهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ{15} ))


    ومن رحمته عز وجل :


    أنه لم يجعل هذا المطر من غير الماء

    لو نزل مطر على صورة حجارة لهلك الناس

    نعم

    أنزلها جل وعلا على قوم لوط :

    ((أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْءِ أَفَلَمْ يَكُونُوا يَرَوْنَهَا بَلْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ نُشُوراً ))

    ((كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ بِالنُّذُرِ{33} إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَاصِباً إِلَّا آلَ لُوطٍ نَّجَّيْنَاهُم بِسَحَرٍ{34} ))

    ولذا :

    إذا نزل برد وكبر خاف الناس أن يدمر ويهلك

    وهذا البرد ينزله جل وعلا من جبال كما قال تعالى في سورة النور :

    ((أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَاباً ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَاماً فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِن جِبَالٍ فِيهَا مِن بَرَدٍ ))


    قال بعض المفسرين
    :


    إن هذه الجبال هي في السماء ينزل منها هذا البرد

    وقال بعض العلماء :

    إن الجبال المراد منها هنا هي السحب


    ولتعلم أن السحب ليست في السماء المبنية


    لا : هي بين السماء والأرض :

    قال تعالى :

    ((إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ ))

    إلى ان قال :

    ((وَالسَّحَابِ الْمُسَخِّرِ بَيْنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ )) البقرة164


    ألم تنظروا إلى عظمة هذا القرآن :


    كيف احتوى هذا العلم وهذا الخير

    ومن رحمة الله :

    أن جعل هذا المطر عذبا يستساغ شربه

    لو كان ملحا لكانت المشقة على الناس ولأفسد الأرض

    ولذا قال تعالى :

    (( أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاء الَّذِي تَشْرَبُونَ{68} أَأَنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ{69} لَوْ نَشَاء جَعَلْنَاهُ أُجَاجاً ))

    يعني : شديد الملوحة

    لكن احمدوا الله

    ((لَوْ نَشَاء جَعَلْنَاهُ أُجَاجاً فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ{70} ))


    من رحمة الله عز وجل :


    بالخلق أن هذا المطر ليس بأيدينا

    لو أن المطر أوكل تصرفه وتخزينه إلينا لعجزنا ، ولو عجزنا لهلكنا

    ولذا قال تعالى مبينا أنه ليس بأيدينا

    ((وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ ))

    الرياح تلقح السحب

    ((وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ{22} ))

    ما أنتم له بخازنين


    ومن رحمته :


    أن جعل هذا المطر بقدر:

    ((وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ ))

    هذه نعمة أخرى أن يسكنه جل وعلا في الأرض حتى نستفيد منه في مستقبل الزمن

    ((فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ )) المؤمنون18

    هذه نعمة ورحمة من الله

    من هذا المطر

    فنسأل الله أن يغيث قلوبنا بالإيمان ويغيث بلادنا بالأمطار

    التعديل الأخير تم بواسطة بذور الزهور; الساعة 18-11-2013, 05:15 PM. سبب آخر: تعديل الخط

    تعليق


    • #3
      رد: تفسير [ الرحمن الرحيم ] ( 7 ) / من معاني الرحمة : [ المطر ( 1) ] : الشيخ زيد البحري

      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
      جزاكم الله خيرًا ونفع بكم


      "اللهم إني أمتك بنت أمتك بنت عبدك فلا تنساني
      وتولني فيمن توليت"

      "وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ"الشورى:36

      تعليق


      • #4
        رد: تفسير [ الرحمن الرحيم ] ( 7 ) / من معاني الرحمة : [ المطر ( 1) ] : الشيخ زيد البحري


        بارك الله فيكم ونفع بكم وجزاكم كل الخير

        إنّ من جملة الهجر أن يهجر المرء الإعتقاد الفاسد إلى الإعتقاد الصحيح،
        والسلوك الفاسد إلى السلوك الصحيح، والفقه الفاسد إلى الفقه الصحيح،
        يهجُر البدعة إلى السنة، ويهجر المعصية إلى الطاعة.

        الشيخ/ أبو اسحق الحويني ، حفظه الله

        تعليق


        • #5



          جزاكم الله خيراً
          التعديل الأخير تم بواسطة عطر الفجر; الساعة 17-12-2014, 12:08 PM.
          .

          تعليق


          • #6
            رد: تفسير [ الرحمن الرحيم ] ، من معاني الرحمة : [ المطر ] : الشيخ زيد البحري

            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
            جزاكم الله خيرًا ونفع بكم

            تعليق

            يعمل...
            X