سُئِلَت اللَّجنة الدَّائمة للبُحوث العلميَّة والإفتاء: لدينا إمام أكرمه اللَّـه تَعَالَىٰ بحفظ كتابه الكريم وجمال الصَّوت، ولذلك يحرص كثير من النَّاس على الصَّلاة خلفه، ولكن لوحظ عليه في «صلاة الوتر» في «قيام رمضان» أمور أحببنا عرضها عليكم لمعرفة الحكم الشَّرعيّ فيها وهي: أنَّهُ يلحن الدُّعاء ويدعو بصوت يُشبه صوته عند قراءة القرآن، وكذلك معظم دعائه مسجوع، ويطيل في الدُّعاء إطالة ملحوظة حيث يصل وقت الدُّعاء إلى نصف ساعة أو أكثر أو أقل بقليل، ولما خُوطب في ذلك اعتذر بأنَّها ليال فضيلة ليالي العشر الأواخر مِنْ رمضان، وبأنَّ بعض المرضىٰ ومَنْ أصابتهم مصائب يطلبون منه الدُّعاء رجاءالقبول عند اللَّـهِ تَعَالَىٰ؟.
فأجابت اللَّجنةُ: المشروع للدَّاعي اِجْتناب السّجع في الدُّعاء، وعدم التَّكلف فيه، وأنْ يكون حال دعائه خاشعًا متذللًا مظهرًا الحاجة والافتقار إلى الله سُبْحَانَهُ، فهذا أدعىٰ للإجابة وأقرب لسماع الدُّعاء.
• وعلىٰ الدَّاعي ألاَّ يُشبه الدُّعاء بالقرآن فيلتزم قواعد التَّجويد والتَّغني بالقرآن؛ فإنَّ ذلك لا يعرف مِنْ هدي النَّبِيِّ صَلَّى اللَّـهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولا مِنْ هدي أصْحابه رَضِيَ اللَّـهُ عَنْهُمْ.
• وعلىٰ الدَّاعي أيضًا ألاَّ يُطيل علىٰ المأمومين إطالة تشق، بل عليه أنْ يخفّف وأنْ يحرص علىٰ جوامع الدُّعاء ويترك ما عدا ذلك، كما دلَّت عليه السُّنَّة. وباللَّـه التَّوفيق، وَصَلَّى اللَّـهُ عَلَىٰ نَبِيِّنا مُحمَّدٍ، وَآلِـهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.
اللَّجنة الدَّائمة للبُحوث العلمية والإفتاء
عضو | عضو | الرَّئيس
بكر أبُو زيد | صالح الفوزان | عبد العزيز بن عبد الله آل الشَّيخ
([«فتاوىٰ اللَّجنة الدَّائمة» / (6/57،76) / السُّؤال الأوَّل مِن الفتوىٰ رقم: (21263)])
منقول
تعليق