إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أختاه.. العبرة في صلاحكِ

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [منقول] أختاه.. العبرة في صلاحكِ


    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، أما بعد؛ فهذه رسالة أبعث بها إلى كل فتاة تبحث عن الثبات في زمن الإغراءات، لكلِّ مَن تعضُّ بالنواجذ على دينها، لكل فتاة تَشعُر بالغُربةِ في وسط مجتمعها.

    مهلاً أختاه!
    قفي معي لحظات؛ فلديَّ ما يُثلِج صدركِ المكلومَ بإذن الله.

    حلِّقي معي نحو السماء وأطلِقي لبصرك العنان، ودعينا نغُص في أسرار القرآن.

    لقد تأملت بفضل الله آيات سورة التحريم، ومع آخر الآيات وقفت متأمِّلة متوقِّفة، شارِكيني الوقفة لعلَّ فيها ما يُسلِّي الخاطر!

    كانت أواخر سورة التحريم عبارة عن ضرب أمثلة لنموذجَين فاسدَين وآخرَين رائعَين، تأملتُ كيف ضرب الله مثلاً للذين كفروا رجالاً ونساءً، امرأة نوح، وامرأة لوط: ﴿ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ ﴾ [التحريم: 10] فما فعلَتا؟

    نوح - عليه السلام - الذي دعا قومه ألف سنةً إلا خمسين عامًا، أليس حريًّا بزوجته أقرب الناس إليه أن تكون أول من أسلم؟ وهو الذي قال: ﴿ قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا ﴾ [نوح: 5] ليس ذلك فحسب، بل اتَّخذ شتى الوسائل معهم، وهو الذي قال: ﴿ ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَارًا * ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنْتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَارًا ﴾ [نوح: 8، 9]، ولا شكَّ أن لأهلِه ولزوجه نصيب الأسد من هذه الدعوة؛ إذ الإنسانُ عادةً يبدأ دعوته بمَن يعول، فكيف بنوحٍ وهو من أولي العزم من الرسل، ويعلم حقيقة الرسالة، وأنَّ أول من يجب دعوته هم أهله كما قال الله لنبيِّنا - عليه الصلاة والسلام -: ﴿ وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ﴾ [الشعراء: 214] طول المدة، وتقوى النبي لم تنفع زوجته، فاستحقَّت أن تكون من أصحاب النار!

    النموذَجُ الثاني هي امرأة لوط، كانت وبالاً على زوجها التقيِّ، وكانت هي الأخرى من أصحاب النار.

    لم تستغلَّ النِّعمةَ، بل كانت شر نقمة، ولم ينفعها أنها كانت في عِصمة رجل صالح، ولَحِقَت بأختها؛ ﴿ وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ ﴾ [التحريم: 10].

    في الجِهة الأخرى تجدين أختاه - على النقيض تمامًا - نموذجين رائعين، استحقتا أن يُخلّد ذكرهما في القرآن إلى يوم القيامة؛ ضرب الله للذين آمنوا رجالاً ونساءً ثبات امرأتَين افتقَدتا المُعين، وكان الله وحده هو خير الناصِرين.

    النموذَج الأول:
    هي آسيَة امرأة فرعون الطاغية، لم يكن لدى آسيَة زوجٌ صالح كما تَحلُم به الكثيرات, بل شاء الله - عزَّ وجلَّ - أن تكون في عِصمة أطغى رجل عرفته البشرية، بل قال بكل عنترية جوفاء: ﴿ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى ﴾ [النازعات: 24]، وأذاق زوجه أصناف العذاب، بل وضع على صدرها الأحجار الثقيلة، وكل ذلك ليُثني عزمَها، ولكن هيهات،
    ومع ذلك أتت آسية لتُعطي نساء الدنيا درسًا عمليًّا: أنَّ الصلاح والهداية لا تتطلب رجلاً صالحًا، بل ربًّا هاديًا ﴿ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [الأحقاف: 30]، وعندما فزعت لربها وصدعت بدعائها: ﴿ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ ﴾ [التحريم: 11]، أثابَها ربها أنها كانت: ﴿ فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ ﴾ [القمر: 55].


    أما المرآة الأخرى فهي أشدُّ عجبًا، هي مريم البتولُ الطاهِرة، وحسبُكِ أن تعلمي - أُخيَّة - أن مريم - عليها السلام - هي من قالت لها الملائكة: ﴿ يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ ﴾ [آل عمران: 43]، وما مرَّ بمريم - عليها السلام - من بلاء لم تتعرَّض له جُلُّ النساء، اتُّهمت في عِرضها، فقال لها قومها تعريضًا بالاتهام غير المباشر: ﴿ يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا ﴾ [مريم: 28], وتوقَّعت مريمُ - عليها السلام - هذا الاتهام المُجحِف في حقِّها
    وقالت من قبل: ﴿ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيًا ﴾ [مريم: 23]، لم يكن هناك من يُدافِع عن مريمَ من البشر، ولكنَّ ربَّ البشر تكفَّل بها ومَن تكفَّلَ بها الله فلن تَضيع، فأتَت المُعجِزة الباهِرة بأن برَّأها ابنُها - عليه السلام -: ﴿ قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا ﴾ [مريم: 30].


    وبعد هذا العَرضِ البَسيط أتمنَّى أن أكون قد ساهمتُ بإيضاح بعض الصور التي قد تَخفى على بعض مِنّا.


    وختامًا أودُّ أن أقول لكل فتاة: لا تقلقي، لا تحزني؛ ﴿ فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [السجدة: 17].

    التعديل الأخير تم بواسطة بذور الزهور; الساعة 17-03-2015, 05:19 PM.

  • #2
    رد: أختاه.. العبرة في صلاحكِ


    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    جزاكم الله خيرا ونفع بكم
    على هذه الإفادة الطيبة

    "اللهم إني أمتك بنت أمتك بنت عبدك فلا تنساني
    وتولني فيمن توليت"

    "وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ"الشورى:36

    تعليق


    • #3
      رد: أختاه.. العبرة في صلاحكِ

      ماشاء الله تبااااارك الله أختنا الفاضلة
      موضوع راااائع تقييم

      فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ



      تعليق


      • #4
        رد: أختاه.. العبرة في صلاحكِ

        وخيرا جزاكم
        بارك الله فيكم

        تعليق


        • #5
          رد: أختاه.. العبرة في صلاحكِ

          و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
          جزاكِ الله خيرا
          اللهم لك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكلت، وإليك أنبت، وبك خاصمت. اللهم إني أعوذ بعزتك لا إله إلا أنت أن تضلني، أنت الحي الذي لا يموت، والجن والإنس يموتون.

          الداعية مهمته الأساسية أن يربح نفسه أولا.. ويحسن إلى نفسه أولا
          بقية المقال هنا

          تعليق


          • #6
            رد: أختاه.. العبرة في صلاحكِ

            جزاكم الله خيرًا
            {إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا}[طه72:]

            تعليق


            • #7
              رد: أختاه.. العبرة في صلاحكِ

              أنَّ الصلاح والهداية لا تتطلب رجلاً صالحًا، بل ربًّا هاديًا
              اللهم ارزق زوجى وازواج المسلمات الهداية يااااااااااااااااارب
              جزاك الله خيرا
              التعديل الأخير تم بواسطة بذور الزهور; الساعة 19-09-2013, 02:10 PM. سبب آخر: حذف الورده لأنه غير مسموح باستخدام الورود فى الأقسام المختلطة بارك الله فيكم

              تعليق


              • #8
                رد: أختاه.. العبرة في صلاحكِ

                المشاركة الأصلية بواسطة *safiyya* مشاهدة المشاركة
                و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
                جزاكِ الله خيرا
                وخيرا جزاك
                بارك الله فيك

                تعليق


                • #9
                  رد: أختاه.. العبرة في صلاحكِ

                  المشاركة الأصلية بواسطة مسلمة وفخورة مشاهدة المشاركة
                  جزاكم الله خيرًا
                  وخيرا جزاك

                  تعليق


                  • #10
                    رد: أختاه.. العبرة في صلاحكِ

                    المشاركة الأصلية بواسطة نسمات عطرة مشاهدة المشاركة
                    أنَّ الصلاح والهداية لا تتطلب رجلاً صالحًا، بل ربًّا هاديًا
                    اللهم ارزق زوجى وازواج المسلمات الهداية يااااااااااااااااارب
                    جزاك الله خيرا
                    آمين وخيرا جزاك
                    التعديل الأخير تم بواسطة palestine_son; الساعة 19-09-2013, 03:27 PM. سبب آخر: تعديل الاقتباس

                    تعليق


                    • #11
                      رد: أختاه.. العبرة في صلاحكِ

                      تعليق


                      • #12
                        رد: أختاه.. العبرة في صلاحكِ

                        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                        جزاك الله خيرا وبارك الله فيك اخيتي
                        عامِل الناسَ بِـ جمالِ قَلّبك ، وطيبتِهِ ، ولا تَنتظر رداً جميلاً ، فَـ إن نَسوها لا تَحزن ، فَـ الله لَن ينساك

                        تعليق


                        • #13
                          رد: أختاه.. العبرة في صلاحكِ

                          آمين بارك الرحمان فيكم

                          تعليق


                          • #14
                            رد: أختاه.. العبرة في صلاحكِ

                            موضوع طيب جدًا

                            جزاكم الله خيرًا ... ونفع الله بكم ،،،

                            تعليق


                            • #15
                              رد: أختاه.. العبرة في صلاحكِ

                              آمين وإياك
                              بارك الله فيك

                              تعليق

                              يعمل...
                              X