الحمد لله رب العالمين؛والصلاة والسلام على خير خلق الله أجمعين؛وآله وصحبه والتابعين؛وبعد
فهذه فوائد جمعتها من كتاب الفوائد للإمام العلامة ابن قيم الجوزية رحمه الله
وأنا أنصح الإخوة و الاخوات باقتناء هذا القيّم الذي حوى دُرراً من الفوائد المتنوعة التي قلّما تجدها مجموعة في كتاب
وهذا الكتاب صغير الحجم يقع في مجلد واحد
لن أطيل عليكم
أتتركم مع هذه الدرر والفوائد
قال رحمه الله
دخل الناس النار من ثلاث أبواب:
باب شبهة أورثت شكا في دين الله
وباب شهوة أورثت تقديم الهوى على طاعته ومرضاته
وباب غضب أورث العدوان على خلقه
أصول الخطايا كلها ثلاث:
الكبر:وهو الذي أصار إبليس إلى ما أصاره
والحرص:وهو الذي أخرج آدم من الجنة
والحسد:وهو الذي جرّأ أحد ابني آدم على أخيه
فمن وقي شر هذه الثلاثة فقد وقى الشر؛فالكفر من الكبر والمعاصي من الحرص والبغي والظلم من الحسد
من عرف نفسه اشتغل بإصلاحها عن عيوب الناس, ومن عرف ربه اشتغل به عن هوى نفسه
أنفع العمل أن تغيب فيه عن الناس بالإخلاص وعن نفسك بشهود المنّة فلا ترى فيه نفسك ولا ترى الخلق
الدنيا لا تساوي نقل أقدامك إليها فكيف تعدو خلفها؟!
اشتر نفسك اليوم فإن السوق قائمة والثمن موجود والبضائع رخيصة وسيأتي على تلك السوق والبضايع يوم لا تصل فيها إلى قليل ولا كثير:{ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ} التغابن 9,{وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْه} الفرقان 27.
إذا أنت لم ترحل بزاد من التقى***وأبصرت يوم الحشر من قد تزودا
ندمت على أن لا تكون كمثله***وأنك لم ترصد كما كان أرصدا
من أعجب الأشياء أن تعرفه ثم لا تحبه؛وأن تسمع داعيه،ثم تتأخر عن الإجابة،وأن تعرف قدر الربح في معاملته ثم تعامل غيره،وأن تعرف قدر غضبه ثم تتعرّض له،وأن تذوق ألم الوحشة ثم لا تطلب الأنس بطاعته، وأن تذوق عصرة القلب عند الخوض في غير حديثه والحديث عنه ثم لا تشتاق إلى انشراح الصدر بذكره ومناجاته،وأن تذوق العذاب عند تعلق القلب بغيره ولا تهرب منه إلى نعيم الإقبال عليهوالإنابة إليه؛وأعجب من هذا علمك أن لا بد لك منه وأنك أحوج شيء إليه وأنت عنه معرض وفيما يبعدك عنه راغب
فرح إبليس بنزول آدم من الجنة،وما علم أن هبوط الغائص في اللجة خلف الدر صعود
مثال تولد الطاعة ونموها وتزايدها كمثل نواة غرستها فصارت شجرة ثم أثمرت فأكلت ثمرها وغرست نواها فكلما أثمر منها شيء جنيت ثمره وغرست نواه .
وكذلك تداعي المعاصي فليتدبّر اللبيب هذا المثال.
فمن ثواب الحسنة الحسنة بعدها ومن عقوبة السيئة السيئة بعدها.
ليس العجب من مملوك يتذلل لله ويتعبّد له ولا يمل من خدمته مع حاجته وفقره إليه؛إنما العجب من مالك يتحبب إلى مملوكه بصنوف إنعامه ويتودد إليه بأنواع إحسانه مع غناه عنه.
كفى بك عزّا أنك له عبد***وكفى بك فخرا أنه لك رب
طوبى لمن أنصف ربّه فأقر له بالجهل في علمه،والآفات في عمله،والعيوب في نفسه،والتفريط في حقه،والظلم في معاملته
فإن آخذه بذنوبه رأى عدله،وإن لم يؤاخذه بها رأى فضله،وإن عمل حسنة رآها من منّته وصدقته عليه،فإن قبلها فمنّة وصدقة ثانية،وإن ردّها فلكون مثلها لا يصلح أن يواجه به،وإن عمل سيّئة رآها من تخلّيه عنه وخذلانه له، وإمساك عصمته عنه وذلك عدله فيه،فيرى في ذلك فقره إلى ربّه وظلمه في نفسه،فإن غفرها له فبمحض إحسانه وجوده وكرمه.ونكتة المسألة وسرّها أنّه لا يرى ربّه إلا محسنا ولا يرى نفسه إلا مسيئا أو مفرطا أو مقصّرا فيرى كل ما يسرّه من فضل ربّه عليه وإحسانه إليه وكل ما يسوؤه من ذنوبه وعدل الله فيه
يتبع ان شاء الله
نسال الله البركة في الوقت في طاعته
فهذه فوائد جمعتها من كتاب الفوائد للإمام العلامة ابن قيم الجوزية رحمه الله
وأنا أنصح الإخوة و الاخوات باقتناء هذا القيّم الذي حوى دُرراً من الفوائد المتنوعة التي قلّما تجدها مجموعة في كتاب
وهذا الكتاب صغير الحجم يقع في مجلد واحد
لن أطيل عليكم
أتتركم مع هذه الدرر والفوائد
قال رحمه الله
دخل الناس النار من ثلاث أبواب:
باب شبهة أورثت شكا في دين الله
وباب شهوة أورثت تقديم الهوى على طاعته ومرضاته
وباب غضب أورث العدوان على خلقه
أصول الخطايا كلها ثلاث:
الكبر:وهو الذي أصار إبليس إلى ما أصاره
والحرص:وهو الذي أخرج آدم من الجنة
والحسد:وهو الذي جرّأ أحد ابني آدم على أخيه
فمن وقي شر هذه الثلاثة فقد وقى الشر؛فالكفر من الكبر والمعاصي من الحرص والبغي والظلم من الحسد
من عرف نفسه اشتغل بإصلاحها عن عيوب الناس, ومن عرف ربه اشتغل به عن هوى نفسه
أنفع العمل أن تغيب فيه عن الناس بالإخلاص وعن نفسك بشهود المنّة فلا ترى فيه نفسك ولا ترى الخلق
الدنيا لا تساوي نقل أقدامك إليها فكيف تعدو خلفها؟!
اشتر نفسك اليوم فإن السوق قائمة والثمن موجود والبضائع رخيصة وسيأتي على تلك السوق والبضايع يوم لا تصل فيها إلى قليل ولا كثير:{ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ} التغابن 9,{وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْه} الفرقان 27.
إذا أنت لم ترحل بزاد من التقى***وأبصرت يوم الحشر من قد تزودا
ندمت على أن لا تكون كمثله***وأنك لم ترصد كما كان أرصدا
من أعجب الأشياء أن تعرفه ثم لا تحبه؛وأن تسمع داعيه،ثم تتأخر عن الإجابة،وأن تعرف قدر الربح في معاملته ثم تعامل غيره،وأن تعرف قدر غضبه ثم تتعرّض له،وأن تذوق ألم الوحشة ثم لا تطلب الأنس بطاعته، وأن تذوق عصرة القلب عند الخوض في غير حديثه والحديث عنه ثم لا تشتاق إلى انشراح الصدر بذكره ومناجاته،وأن تذوق العذاب عند تعلق القلب بغيره ولا تهرب منه إلى نعيم الإقبال عليهوالإنابة إليه؛وأعجب من هذا علمك أن لا بد لك منه وأنك أحوج شيء إليه وأنت عنه معرض وفيما يبعدك عنه راغب
فرح إبليس بنزول آدم من الجنة،وما علم أن هبوط الغائص في اللجة خلف الدر صعود
مثال تولد الطاعة ونموها وتزايدها كمثل نواة غرستها فصارت شجرة ثم أثمرت فأكلت ثمرها وغرست نواها فكلما أثمر منها شيء جنيت ثمره وغرست نواه .
وكذلك تداعي المعاصي فليتدبّر اللبيب هذا المثال.
فمن ثواب الحسنة الحسنة بعدها ومن عقوبة السيئة السيئة بعدها.
ليس العجب من مملوك يتذلل لله ويتعبّد له ولا يمل من خدمته مع حاجته وفقره إليه؛إنما العجب من مالك يتحبب إلى مملوكه بصنوف إنعامه ويتودد إليه بأنواع إحسانه مع غناه عنه.
كفى بك عزّا أنك له عبد***وكفى بك فخرا أنه لك رب
طوبى لمن أنصف ربّه فأقر له بالجهل في علمه،والآفات في عمله،والعيوب في نفسه،والتفريط في حقه،والظلم في معاملته
فإن آخذه بذنوبه رأى عدله،وإن لم يؤاخذه بها رأى فضله،وإن عمل حسنة رآها من منّته وصدقته عليه،فإن قبلها فمنّة وصدقة ثانية،وإن ردّها فلكون مثلها لا يصلح أن يواجه به،وإن عمل سيّئة رآها من تخلّيه عنه وخذلانه له، وإمساك عصمته عنه وذلك عدله فيه،فيرى في ذلك فقره إلى ربّه وظلمه في نفسه،فإن غفرها له فبمحض إحسانه وجوده وكرمه.ونكتة المسألة وسرّها أنّه لا يرى ربّه إلا محسنا ولا يرى نفسه إلا مسيئا أو مفرطا أو مقصّرا فيرى كل ما يسرّه من فضل ربّه عليه وإحسانه إليه وكل ما يسوؤه من ذنوبه وعدل الله فيه
يتبع ان شاء الله
نسال الله البركة في الوقت في طاعته
تعليق