إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

][ عبَّاد بن بشـر ][ << معـه من الله نـــور >>

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ][ عبَّاد بن بشـر ][ << معـه من الله نـــور >>



    بسم الله الرحمن الرحيم
    والحمد لله رب العالمين
    والصـلاة والسـلام على سيدنا محمد ..


    أُنـاسٌ تَعَففوا عن الدنيـــا فـ ملكوهـا
    وطلبـوا الآخـرة فـ أدركوهـا
    فـ هنيئـاً لكل من أصبحوا له قدوة
    فـ صحح بخُطاهم خطواته
    وأدركـ بمسيرتهم طموحاته

    ،،

    << معـه من الله نـــور >>
    ][ عبَّاد بن بشـر ][


    عندما نزل " مصعب بن عمير " المدينـة مُوفداً من لَدُنْ رسول الله ،
    ليُعلِّم الأنصـار الذين بايعوا الرسول على الإسلام ،
    ولِيقِيم بهم الصـلاة - كان ][ عبَّاد بن بشـر ][ - رضي الله عنه - واحداً من الأبرار الذين فتح الله قلوبهم للخير ،
    فـ أقبل على مجلس " مُصعب " وأصغى إليه ثم بسط يمينه يبابعه على الإسـلام.
    ومن يومئذ أخذ مكانه بين الأنصـار الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه ..

    وانتقل النبي إلى المدينة مهاجراً ، بعد أن سبقه إليها المؤمنون بمكة.
    وبدأت الغزوات التي اصطدمت فيها قُوَى الخير والنور مع قُوَى الظلام والشرِّ.
    وفي كل تلك المغازي كان ][ عبَّاد بن بشـر ][ - رضي الله عنه - في الصفوف الأولى يجاهد في سبيل الله مستبسلاً مُتفانياً بشكل يبهر الألباب ..

    ولعلَّ هذه الواقعة التي نرويها الآن تكشف عن شيء من بطولة هذا المؤمن العظيم ..
    بعد أن فرغ رسول الله والمسلمون من غزوة " ذات الرِّقاع " نزلوا مكاناً يبيتون فيه ،
    واختـار الرسول للحراسة نفراً من أصحابه يتناوَبونَها وكان منهم " عمار بن ياسر" و ][ عبَّاد بن بشـر ][ - رضي الله عنهما - في نَوْبَةٍ واحدة ..
    ورأى ][ عبَّاد ][ صاحبه " عماراً " مجهداً ،
    فـ طلب منه أن ينام أول الليل على أن يقوم هو بالحراسة حتى يأخذ صاحبه من الراحة حظاً يمكنه من استئناف الحراسة بعد أن يصحو..

    ورأى ][ عبَّاد ][ أن المكان من حوله آمِن ،
    فَلِمَ لا يملأ وقته إذن بالصـلاة ،
    فيذهب بمثوبتها مع مَثُوبَةِ الحراسة ..؟!
    وقام يصلي ..
    وإذ هو قائم يقرأ فاتحة الكتاب وسورةً من القرآن ،
    اخترم عَضُدَه سهم ،
    فـ نزعه واستمر في صلاته ..!!
    ثم رماه المهاجم في ظلام الليل بسهم ثان نزعه وأنهى تلاوته ..
    ثم ركع وسجد ..
    وكانت قُواه قد بدَّدها الإعيـاء والألم ،
    فـ مدَّ يمينه وهو ساجد إلى صاحبه النائم بجواره ،
    وظلَّ يهزُّه حتى استيقظ..
    ثم قام من سجوده وتلا التشهُّد .. وأتمَّ صلاته ..

    وصحا " عمَّار " على كلماته المتهدجة المتعبة تقول له :
    ( قم للحراسة مكاني فقد أصبت ).
    ووثب " عمَّار " محدثاً ضجة وهرولة أخافت المتسللين ،
    فـ فرُّوا ،
    ثم التفت إلى ][ عبَّاد ][ وقال له :
    ( سبحـان الله .. هَلَّا أيقظتني أوَّل ما رُميت ..؟؟ )
    فـ أجابه ][ عبَّاد ][ :
    ( كنت أتلو في صلاتي آيات من القرآن ملأت نفسي رَوْعة فلم أحب أن أقطعها ).
    ( ووالله ، لولا أن أضيعَ ثَغْرَاً أمرني رسول الله بحفظه ،
    لآثرت الموت على أن أقطع تلك الآيـات التي كنت أتلوهـا ..!! )

    ،،




    كان ][ عبَّاد ][ شديد الولاء والحب لله ، ولرسوله ، ولدينه ..
    وكان هذا الولاء يستغرق حياته كلها وحسَّه كله.
    ومنذ سمع النبي يقول مخاطباً الأنصـار الذين هو منهم :
    " يا معشر الأنصـار ..
    أنتم الشعار ، والنَّاسُ الدثار ..
    فلا أوتينَّ من قِبَلكم "

    نقول : منذ سمع ][ عبَّاد ][ هذه الكلمات من رسوله ، ومُعلمه ، وهاديه إلى الله ،
    وهو يبذل روحه وماله وحياته في سبيل الله وفي سبيل رسوله .

    في مَواطن التضحية والموت ، يجيء دوماً أولاً ...
    وفي مواطن الغنيمة والأخذ ، يبحث عنه أصحابه في جهد ومشقة حتى يجدوه ..!!
    وهو دائمـــاً :
    عابد - تستغرقه العبـادة
    بطل - تستغرفه البطولـة
    جواد - يستغرقه الجـــود
    مؤمن قويٌّ ، نذر حياته لقضية الإيمـان ..

    ولقد عُرف له هذا كله بين أصحاب الرسول ..
    وقالت أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - :
    " ثلاثة من الأنصـار لم يجاوزهم في الفضـل أحد ،
    سعـد بن مُعـاذ وأُسيد بن حُضَير و ][ عبَّاد بن بشر ][ "

    ،،

    وعرف المسلمون الأوائل ][ عبَّادً ][ بأنه الرجل الذي معه من الله نور ..
    فقد كانت بصيرته المجلُوَّة المضاءة تهتدي إلى مواطن الخير واليقين في غير بحث أو عنـاء ..
    بل ذهب إيمان إخوانه بنوره إلى الحد الذي أسبغوا عليه فيه صورة الحس والمادة ،
    فـ أجمعوا على أن ][ عبَّاداً ][ كان إذا مشى في الظـلام انبعثت منه أطيافُ نور وضَوْء ، تضيء له الطريق ..

    عن أنس أن أُسيد بن حضير و][ عبَّاد بن بشر ][ كانا عند رسول الله في ليلة ظلماء حندس - أشد ظلمات الليل ومنتهاها - قال :
    ( فلما خرجا من عنده أضاءت عصا أحدهما فكانا يمشيان في ضوئها فلما تفرقا أضاءت عصا هذا وعصا هذا )



    وفي حروب الردة، بعد وفاة الرسول ، حمل ][ عبَّاد ][ مسؤولياته في استبسال منقطع النظير..
    وفي موقعة " اليمامة " التي واجه المسلمون فيها جيشاً من أقسى وأمهر الجيوش تحت قيادة " مسيلمة الكذاب " أحسَّ ][ عبَّاد][ بالخطر الذي يتهدد الإسلام..
    وكانت تضحيته ، وعُنفوانه يتشكلان وفْق المهام التي يلقيها عليه إيمانه،

    ويرتفعان إلى مستوى إحساسه بالخطر ارتفاعاً يجعل منه فدائياً لا يحرص على غير الموت والشهادة..

    وقبل أن تبدأ معركة " اليمامة " بيوم،
    رأى في منامه رؤيا لم تلبث أن فسرت مع شمس النهار،
    وفوق أرض المعركة الهائلة الضارية التي خاضها المسلمون..

    ولنَدَع صحابياً جليلا هو " أبو سعيد الخدري" - رضي الله عنه - يقص علينا الرؤيا التي رآها ][ عبَّاد ][ وتعبيره لها،
    ثم موقفه الباهر في القتال الذي انتهى باستشهاده..

    يقول أبو سعيد:
    " قال لي ][ عبَّاد بن بشر ][ : يا أبا سعيد رأيت الليلة،

    كأنَّ السماء قد فُرِجَتْ لي،
    ثم أطْبَقَتْ عليَّ..
    وإني لأراها إن شاء الله الشهادة..!!
    فقلت له: خيراً والله رأيت..
    وإني لأنظر إليه يوم اليمامة، وانه لَيصِيحُ بالأنصار:
    احطموا جُفون السيوف ، وتميزوا من الناس..
    فسارع إليه أربعمائة رجل، كلهم من الأنصار، حتى انتهوا إلى باب الحديقة، فقاتلوا أشَدَّ القتال..
    واستشهد ][ عبَّاد بن بشر ][ - رحمه الله -..
    ورأيت في وجهه ضرباً كثيراَ، وما عرفته الا بعلامة كانت في جسده..!! "




    هكذا ارتفع ][ عبَّاد ][ إلى مستوى واجباته كمؤمن من الأنصار،
    بايع رسوله على الحياة لله ، والموت في سبيله..
    وعندما رأى المعركة الضارية تتجه في بدايتها لصالح الأعداء،

    تذكر كلمات الرسول لقومه الأنصار:
    " أنتم الشعار..
    فلا أوتيّن من قبلكم " ..
    وملأ الصوت روعه وضميره..
    حتى لكأن الرسول قائم الآن يردد كلماته هذه..

    وأحس ][ عبَّاد ][ أن مسؤولية المعركة كلها إنما تقع على كاهل الأنصار وحدهم..

    أو على كاهلهم قبل سواهم..
    هنالك اعتلى ربوة وراح يصيح:
    " يا معشر الأنصار..
    احطموا جفون السيوف..
    وتميزوا من الناس.."

    وحين لبّى نداءه أربعمائة منهم قادهم هو و " أبو دجانة " و" البراء بن مالك " إلى حديقة الموت حيث كان جيش " مسيلمة " يتحصّن..

    وقاتل البطل القتال اللائق به كرجل..
    وكمؤمن..
    وكأنصاري..



    وفي ذلك اليوم المجيد استشهد ][ عبَّاد ][..
    لقد صدقت رؤياه التي رآها في منامه بالأمس..
    ألم يكن قد رأى السماء تفتح،

    حتى إذا دخل من تلك الفرجة المفتوحة،
    عادت السماء فطويت عليه،
    وأغلقت؟؟

    وفسرّها هو بأن روحه ستصعد في المعركة المنتظرة إلى بارئها وخالقها..؟؟
    لقد صدقت الرؤيا، وصدق تعبيره لها.
    ولقد تفتحت أبواب السماء لتستقبل في حبور، روح ][ عبّاد بن بشر][..

    الرجل الذي كان معه من الله نور..!!


    منقووووووووووووول









    عَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا

  • #2
    رد: ][ عبَّاد بن بشـر ][ &lt;&lt; معـه من الله نـــور &gt;&gt;

    عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    جزااااكم الله خيرا وتقبل الله منكم


    ربِّ خذ من حياتي حتى ترضى، واجعل كل سكنة وكل حركة وكل لحظة طَرْفٍ فيك ولك!

    تعليق


    • #3
      رد: ][ عبَّاد بن بشـر ][ &lt;&lt; معـه من الله نـــور &gt;&gt;

      رحـمهـ الله

      حقــآآ هؤلاء الرجـال
      الذيـن صدقوا ما عـاهـدوا الله عليهـ

      جزاكم الله كل خير ع الإفااده

      "من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا "

      لو عاوز الشهادة اصدق الله~~~
      الصدق مع الله #نجاة

      تعليق


      • #4
        رد: ][ عبَّاد بن بشـر ][ &lt;&lt; معـه من الله نـــور &gt;&gt;

        جزانا واياكم
        بارك الله فيكم ونفع بكم
        اسعدنا مروركم العطر
        عَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا

        تعليق


        • #5
          رد: ][ عبَّاد بن بشـر ][ &lt;&lt; معـه من الله نـــور &gt;&gt;

          وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
          رضي الله عنه وارضاه
          جـزاكـم
          الله خـيــرا .. ونفع الله بكـم


          تعليق


          • #6
            رد: ][ عبَّاد بن بشـر ][ &lt;&lt; معـه من الله نـــور &gt;&gt;

            جزانا واياكم
            بارك الله فيكم , ونفع بكم

            عَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا

            تعليق

            يعمل...
            X