إن الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره ، و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا ،
من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. و أشهد أن لا إله إلا الله
وحده لا شريك له ، و أشهد أن محمدا عبده و رسوله.
إن العبد إذا عرف نعم الله عليه لم يزل له حامداً شاكراً مسبحاً . ومن ذنوبه تائباً مستغفراً . والكيس في الدنيا يتحرى أوقات عمله ، فيتحرى موسم المطر لبذره وغرسه ، وموسم الإثمار لجنيه وحصاده . ويتحرى شروق الشمس لما يحتاج فيه إلى الضوء ، ودخول الليل لما يحتاج السكون . وهكذا .
وهذا رمضان أقبل ، وهو موسم الخيرات المجتمعة ، فمن اغتنم فاز ، ومن ضيعه فقد ضيع خيراً كثيراً . والله رب العالمين جمع الخير في قوله :
"شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْءَانُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ" ( البقرة : 185 ) .
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
( إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وصُفِّدت الشياطين ) متفق عليه.
وروى النَّسائي عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
( إذا جاء رمضان فُتحت أبواب الرحمة وغلقت أبواب جهنم وسلسلت الشياطين )
وصححه الألباني في صحيح الجامع .
وروى الترمذي وابن ماجه وابن خزيمة في رواية :
( إذا كان أول ليلة في شهر رمضان صُفِّدت الشياطين ومَرَدَة الجن ، وغلقت أبواب النار فلم يُفتح منها باب ، وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب ، وينادي منادٍ : يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر . ولله عُتقاء من النار وذلك كل ليلة ) .
وحسنه الألباني في صحيح الجامع .
تعليق